إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

العرفان المزيف (الانسان الكامل مثالاً)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العرفان المزيف (الانسان الكامل مثالاً)

    بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه اجمعين نبينا الاعظم محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين آمين رب العالمين
    *ان الباحث في كتب العرفاء يجد انهم كثير ما يذكرون اصطلاح (الانسان الكامل) وينظرون له بكثرة *فيما يلي سنبين مقصود العرفاء من الانسان الكامل ونميط اللثام عن هذا المفهوم بشكل مبسط خالً من الاطالة والاطناب ان شاء الله تعالى ونبين ان هذا المفهوم في واقع الحال هو فتح لسبيل من سبل الضلال والانحراف في التشيع ونبدأ بعد التوكل على الله تعالى
    ان السبيل الوحيد الذي يوصل الفرد الى الانسان الكامل عند العرفاء محصور فقط بطريق العرفان لكن اية عرفان هل هو العرفان المنبثق من اهل بيت النبوة (صلوات الله وسلامة عليهم) ام عرفان ابن عربي ومن دار في فلكه من الصوفية؟
    يقول محمد محسن الطهراني : فان طريق الوصول الى التكامل البشري وتحقيق الفعلية التامة والإدراك الشهودي والحضوري لحقيقة التوحيد لا يمكن ان يتحقق الا عن طريق العرفان وأتباع أوامرمدرسة اهل البيت عليهم السلام ودستورهم العلمية منها والعملية *والتمسك والتوسل بعنايتهم وألطافهم , وكل من لديه إدعاء مغاير او شاهد مخالف لهذا المطلب فاليتفضل وليبينه فهذا الفرس وهذا الميدان
    المصدر : حريم القدس للطهراني ص100*

    اقول : سوف يتضح هل ان الانسان الكامل وتكاملة البشري عند العرفاء الذين يشرعنون اليه بالهيئة التي سنبينها ان شاء الله تعالى متوافق مع مدرسة اهل البيت (صلوات الله وسلامة عليهم)؟ ومما دعو اليه؟ ام انهم (صلوات الله وسلامة عليهم) نهوا عن الاعتقاد بمثل هذا الاعتقاد وبالكيفية التي يصورها العرفاء عن مفهوم الانسان الكامل وقالوا بإنحارفه وضلاله
    وقبل الولوج في اسراد كلام العرفاء في اعتقادهم بمفهوم الانسان الكامل وتبيان الهيئة المتصورة عندهم عن مفهوم الانسان الكامل لابد من معرفة
    من مؤسس هذه النظرية؟

    يقول المطهري : ان تعبير الانسان الكامل لم يكن لو وجود في الآداب الاسلامية حتى القرن السابع الهجري ولكنه اليوم مستعمل حتى في اوربا . واول من استعمل هذا التعبير في عالم الاسلام بشأن الإنسان وطرح موضوعاً باسم الانسان الكامل , هو العارف المعروف (محيي الدين العربي الأندلسي الطائي) ومحيي الدين هذا ابو العرفان والتصوف الأسلامي . أي ان جميع هؤلاء المتصوفة والعرفانيين الذين نعرفهم في جميع الملل الاسلامية , بما فيهم الفرس والايرانيين الذين ظهر ذوو الشأن فيهم من القرن السابع فما فما فوق في اوائل القرن السابع , هم جميعاً تلامذة محيي الدين
    المصدر : الانسان الكامل للمطهري ص11

    فمدار العرفاء بشكل عام يتمحور حول الموسوم بابن عربي وكثير من النظريات التي يشرعنون اليها ان لم تكن كلها كما صرح بذلك كبار العرفاء هي منبثقة منه
    يقول كمال الحيدري : لهذه المدرسة(مدرسة العرفاء) اتباع كثيرون في تاريخ الفكر الاسلامي منهم : بايزيد الباسطامي , الحلاج , الشبلي , الجنيد البغدادي , ذو النون المصري , ابو القاسم القشيري , ابن الفارض المصري , المولوي الرومي , وامثالهم كثير!!!
    ولكن يعد الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي على رأس مدرسة العرفان النظري لأنه الذي استطاع ان يجعل هذا اللون من المعرفة علماً مستقلاً له وموضوع ومسائل ومبادئ وبذلك امتاز هذا الفرع من المعرفة عن باقي الفروع , وكل من جاء بعدة (ابن عربي) من العرفاء فإنه يدور في ذات الدائرة التي وضع اسسها هذا العارف المحقق!!!
    المصدر : درس في الحكمة المتعالية شرح كتاب بداية الحكمة لكمال الحيدري ص67 .

    ويقول مرتضى مطهري : ولا شك ان محيي الدين الذي اشتهر بـ(ابن عربي) من اكابر العرفاء في الاسلام فلم يبلغ شأوة احد ممن سبقة او جاء بعده , ولذلك لقب ايظاً بـ(الشيخ الاكبر)
    لقد تكامل العرفان الاسلامي منذ بدايته عبر قرون بشكل تدريجي , فقد ظهر في كل قرن - كما اشرنا - عرفاء كبار كان لهم الاثر في هذا التكامل التدريجي للعرفان , حتى ظهر ابن عربي في القرن السابع , فاحدث قفزة كبيرة في العرفان بلغ به الى قمة الكمال وادخلة مرحلة جديدة لم يسبق لها مثيل
    كما أسس ابن عربي القسم الثاني من العرفان أي شطره العلمي والنظري والفلسفي
    هذا وقد عاش جميع العرفاء ممن جاء بعد ابن عربي على فتات مائدتة!!! مضافاً إلى هذا فقد كان ابن عربي أعجوبة زمانه!!!! حتى تضاربت الآراء فيه فرفعه بعض إلى درجة الأولياء الكاملين ووجده قطباً من الأقطاب!!!!
    المصدر : الكلام -العرفان الحكمة العلمية لمرتضى مطهري ص90

    فتعبير الانسان الكامل لم يطرح قبل ابن عربي وهو من اسس لهذه النظرية وجميع العرفاء الذين جائوا بعد ابن عربي يدورون حول دائرته ويستلون نظرياتهم منه ويقتاتون على مائدته وقد جاء بعد ابن عربي الملا صدرا ومن سار في سبيله من العرفاء شارحين لهذه النظرية في كتبهم وقد اعُتبر كتاب الاسفار الاربعة من احسن المصنفات بياناً وتفصيلاً لنظرية الانسان الكامل ولذا نجد ان اعلام العرفاء حين يفصلون الكلام في هذه النظرية يناقشون ذلك في شروحاتهم على كتاب الاسفار لانهم يعتبرونة من افضل الكتب واقومها تبياناً لنظرية الانسان الكامل
    يقول الطهراني : واما صدر المتألهين قدس الله سره فانه لم يذكر مقامات الانسان الكامل ودرجاته في موضع واحد او موضعين من كتبه , بل ذكرها في اغلب المواضع ولا سيما في (الاسفار) فانه ذكرها في مواضع كثيرة منها , بل يمكن ان نعتبر ((الاسفار الاربعة) مقامات الانسان الكامل ودرجاته ونضع*لكتاب (الاسفار) عنوان الانسان الكامل , ويمكن القول حقاً انه احسن ما صنف في هذا الموضوع لغاية الان من حيث شموليته
    المصدر : معرفة الامام للطهراني ج5 ص85

    *ما المقصود من الانسان الكامل عند العرفاء ؟

    يقول عبد الكريم الجيلي في تبيان مفهوم الانسان الكامل : اعلم ان (الانسان) هو نسخة الحق تعالى!!!
    *كما اخبر صلى الله عليه واله وسلم حيث قال : خلق الله آدم على صورة الرحمان . وفي حديث آخر خلق الله آدم على صورته وذلك ان الله حي عليم قادر مريد سميع بصير متكلم , وكذلك الانسان حي عليم ..الخ (الى اخر الصفات)
    ثم يقابل الهوية بالهوية , الانية بالانية, والذات بالذات , والكل بالكل , والشمول بالشمول , والخصوص بالخصوص
    *وله مقابلة أخرى يقابل الحق بحقائقه الذاتية،
    واعلم أن الإنسان الكامل هو الذي يستحق الأسماء الذاتية، والصفات الإلهية استحقاق الأصالة، والملك بحكم المقتضي الذاتي، فإنه(الانسان الكامل) المعبر عن حقيقته بتلك العبارات والمشار إلى لطيفته بتلك الإشارات ليس لها مستند في الوجود إلا الإنسان الكامل، فمثاله للحق مثال المرآة التي لا يرى الشخص صورته إلا فيها، وإلا فلا يمكنه أن يرى صورة نفسه لا بمرآة الاسم لله فهو مرآته، والإنسان الكامل أيضاً مرآة الحق، فإن الحق تعالى *أوجب على نفسه أن لا ترى أسماؤه ولا صفاته إلا في الإنسان الكامل
    المصدر : معرفة الامام للطهراني ج5 ص 77 نقلاً عن كتاب (الانسان الكامل) لعبد الكريم الجيلي

    فلاحظ اخي الكريم ان (الانسان الكامل) عند العرفاء هو عبارة عن نسخة مصغرة للحق تعالى فكما ان الله تعالى سميع عالم قادر حي فكذلك الانسان عالم قادر حي وعلى هذا حمل عبد الكريم الجيلي الرواية المروية عن النبي (صلى الله عليه واله) : (ان الله خلق آدم على صورته) على ان المراد منها ان الانسان نسخة مصغرة للحق تعالى حيث اثبت السنخية بين صفات الواجب تعالى وصفات الممكن! ومن هنا قالوا بالاشتراك المعنوي بين صفات الواجب والممكن التي تفضي الى الاعتقاد بوحدة الوجود بل وحدة الموجود كما سياتي
    وفي الكلام المزبور اعلاه يورد الطهراني كلام الجيلي استدلالاً به على نظرية (الانسان الكامل) مما يبين اعتبار كلامه عند العرفاء والا لما استشهد به الطهراني في تبيان نظريته المزبورة
    ويقول الخميني : فالله تعالى خلق الإنسان الكامل والآدم الأول على صورته الجامعة وجعله مرآة أسمائه*وصفاته.
    المصدر : الأربعون حديثاً, الخميني, ص574, طبعة دار الكتاب الإسلامي ,قم .

    اقول : انّ لله صفات ذات وصفات أفعال والخميني يعتبر هذا المخلوق مرآة والعياذ بالله لصفات الله كلها بما فيها*صفات ذاته المقدسة!.
    : مع وضوح شناعة وفضاعة كلام عبد الكريم الجيلي والخميني ومن دار في فلكهم الا ان كلامة المزبور مبتن على مقدمات فاسدة فتاليها كذلك وهذا يتضح عبر عدة نقاط ::

    1_ ان صفات الله تعالى غير مشتركة مع صفات الانسان الا بالاشتراك اللفظي فقط فصفة العالم مثلاً عين ذات الله لا تنفك عن ذاته إضافة الى انها ليست عارضة عليها نقيض الانسان فان هذه الصفة ليست عين ذاته وعارضة عليه وبمعنى مبسط آخر ان الانسان يتصف بالعالمية في فترة زمنية معينة ثم تسلب منه فالاشتراك بين مفهوم العلم المضاف الى الله ومفهوم العلم المضاف الى الانسان هو اشتراك لفظي لا معنوي وعلى هذا فينتفي المسانخة بين المفهومين

    2_ ان الحديث المنسوب الى رسول الله(صلى الله عليه واله) الذي فيه (ان الله خلق آدم على صورته) على فرض صحتة فنسبة صورة نبي الله آدم (صلوات الله وسلامة عليه) الى الله هي نسبة تشريفية وتكريمية كنسبة الكعبة الى الله تعالى فيقال (بيت الله) فليس المراد من ذلك ان الله يسكن في هذا البيت كذلك هنالك شواهد من كتاب الله تعالى كقولة عز من قائل (وَنَفَخْت فِيهِ مِنْ رُوحِي) فالروح المنفوخة في الانسان هي روح تشريفية تكريمية لا انها منبثقة من صميم جوهر الله تعالى
    فعلى هذا يظهر فسادة المقدمة التي اوردها العرفاء استدلالاً منهم في اثبات السنخية بين الواجب تعالى والممكن فيظهر بالتالي فساد ما يتلوها من كلام
    الى هنا يتبين ان مفهوم الانسان الكامل عند العرفاء عبارة عن نسخه مصغرة للحق تعالى وقد استندوا الى هذه النتيجة بحكم مقابلة الصفات الالهية بصفات الممكنات وقد تبين بطلان دعوتهم الفاسدة بإثبات بطلان دعوتهم السالفة بان لا عينيه بين صفات الواجب وصفات الممكن


    يقول ابو العلا عفيفي : *إن العارف الكامل في نظره هو من رأى كل معبود مجلى للحق يُعبد*فيه... وكل من عبد غير هذا أو أحب غيره فقد جهل حقيقة ما عَبَدَ وما أحَب, يعبد المعتقد إلهه الخاص الذي خلقه في معتقده ويجحد غيره من آلهة الاعتقادات, ويثني على الحق وما درى أنه يثني على نفسه, لأنه إله المعتقد من صنعه والثناء على الصنعة ثناء على الصانع , ولو عرف هذا المعتقد حقيقة الأمر, وأن غيره ما عبد إلا الحق في صورة خاصة من صور الاعتقاد , أي لو عرف قول الجنيد وقد سئل عن الله فقال : (لون الماء لون الإناء) – لو عرف كل ذلك ما أنكر على غيره ما يعبده, لأن ذلك الغير يظن ولا يعلم أن معبوده هو الله والله تعالى يقول : (أنا عند ظن عبدي بي) أي إنني لا أتجلى لعبدي إلا في صورة معتقده الخاص... فكل صورة من الصور ناطقة بألوهية الحق, وكل معبود من المعبودات وجه من وجوهه!!!, فَأَيْنَمَا (*) تولوا فثم وجه الله, وأياما تعبدوا فإنكم لا تعبدون سواه, قال تعالى {وَ قَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} يقول ابن عربي: حكم, وقدر أزلاً أنكم لا تعبدون غير الله مهما تكن صور معبوداتكم!
    المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , بتعليق أبو العلا عفيفي, ص32-33. (*) في المصدر (وأياما).

    اقول : ان كلام ابو العلا عفيفي مبتن على عدة مابنً ظاهرة الفساد وابرزها هي ان استشهاده بقوله تعالى (وَ قَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) على ان القضاء في الاية الكريمة هو قضاء تكويني لا تشريعي الا ان هذا المنحرف قام بكل وقاحة بالتدليس في الاية الكريمة لانه لو اكملها لم تساعدة الاية الكريمة في اثبات مطلوبة وتكملة الآية (وَقَضَىٰ رَ‌بُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) فان كان القضاء في الآية الكريمة قضاء تكوينياً فهل طاعة الوالدين قضاء تكويني ايظاً؟ فقولة تعالى (وبالوالدين احساناً) معطوفة بحرف العطف الواو فتأخذ حكم ما سبقها قطعاً ذلك ظاهر الفساد لأننا نجد الكثير من الناس غير بارين بآبائهم وغير محسنين اليهم مما يبين ان القضاء في الآية الكريمة قضاء تشريعي لا تكويني وللعرفاء تصريحات كثيرة في هذا الصدد نعرض عن اسرادها بغية الاختصار
    فلاحظ اخي الكريم بشاعة وشناعة هذه النظرية الفاسدة التي يشرعن فيها الى الاعتقاد بان العابد للوثن والعابد للبقر ..الخ هو عابد لله وان اختلفت صورة هذا المعبود وقد تبين مما سبق المقدمات الفاسدة التي يستشهد بها العرفاء لأثبات هذه النظرية يقول تعالى في كتابه الكريم ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏) فلا حول ولا قوة الا بالله تعالى عما يصف المحلدون علواً كبيرا

    ما هي حدود الكمال التي يصل اليها الانسان الكامل عند العرفاء؟

    ا
    ن حدود الكمال المراد الوصول اليه عند العرفاء هو فناء الانسان عن ذاته بذات الله وصيرورة الانسان عين الله تعالى عما يقولون اذ لا حجاب وبينونه بين الخالق والمخلوق بل ان حجاب الإنية قد تمزق بما للكلمة من معنى وهذا هو مطلب العرفاء ومبتغاهم الذي سيتبين ان شاء الله تعالى فيما ياتي من كلامهم و الذي هو في واقع الحال ان هذا الاعتقاد عينه اعتقاد الحلاج الذي قال (انا الحق) لذا تجد العرفاء يعظمون الحلاج ويبررون كفرياته بل ويستشهدون باقواله كما يستطيع الانسان الكامل عند العرفاء ان يصل إلى مكان لا يستطيع جبرائيل الامين ان يصل اليه ويحلق فيه كما سيتضح فيما يلي

    يقول محمد الحسين الحسيني الطهراني : ان الامور التي نقلناها في هذا الدرس عن الفلاسفة الكبار والعرفاء العظام من المسلمين حقائق تنكشف للسالك وهو يعيش العرفان وشهود الحق جل وعز في عالم الفناء المطلق الذي يتمثل الفناء في الذات والفناء في جميع اسمائه وصفاته , اي في مقام الولاية الكلية اذ لا حجاب ولا غشاوة , وحتى حجاب الإنية للسالك قد تمزق وزال بما للكلمة من معنى , وفي هذا المقام تتحدث ذات الحق المقدسة نفسها و ترى , وتسمع , وتاخذ وتبطش
    المصدر : معرفة الامام للطهراني ج5 ص90

    يقول محمد حسين الطباطبائي : فالكمال الحقيقي للإنسان وصوله الى كماله الحقيقي ذاتاً وعوارض , اي وصوله الى كماله الاخير ذاتاً ووصفاً وفعلاً , اي فنائه ذاتاً ووصفاً وفعلاً في الحق سبحانه , وهو التوحيد الذاتي والاسمي والفعلي , وهو تمكنه من شهود ان لا ذات ولا وصف ولا فعل الا لله سبحانه على الوجه اللائق بقدس حضرته جلت عظمته *من غير حلول ولا اتحاد تعالى عن ذلك
    المصدر : رسالة الولاية محمد حسين طباطبائي ص59

    اقول : ان تصريح الطباطبائي اعلاه جلي في تبيان مفهوم الانسان الكامل في واقع الحال هو شرعنة من وجه آخر الى الاعتقاد بوحدة الوجود والموجود من جهة اخرى وهذا مما تفضي اليه نظرية الانسان الكامل عند العرفاء اذ في كلامه اعلاه ترفع البينونه بهذا الفناء بين الانسان وبين الله *فيعود هذا الانسان الى اصله وهو الله كما تعود القطره الى اصلها وهو البحر فتصبح القطرة والبحر شيئاً واحداً وسياتي ان شاء الله تبيان مقصود الطباطبائي من الفناء الذاتي الذي يشرعن اليه والذي نحن بصدد مناقشته في تصريحات من سار في سبيل هذا المسلك المنحرف
    يقول كمال الحيدري : الفناء الذاتي وهو الاسمى والارقى وبه يصل العبد الى التوحيد الذاتي , فهو الفناء وعدم الالتفات الى نفس الذات فضلاً عن افعالها وصفاتها , وبذلك لا يرى العبد غير الله تعالى , وانه مجرد مملوك لا يناسبه حتى قول (انا) فضلاً عن الشعور بها فيصل به المطاف الى ان يكون الالتفات الى نفسه وذاته ذنباً لا يقاس به ذنب آخر وهذا هو معنى القول المأثور (وجودك ذنب لا يقاس به ذنب) وعندئذ يتخلص من ذلك المقتضي لوجود النزاع بينه وبين ربه *(بيني وبينك اني ينازعني)(2) فان حجاب الانية هو اكثف الحجب واعقدها حيث يحتجب القطر عن البحر
    *رقم (2) البيت المذكور اعلاه هو للحلاج
    *بيني وبينك إنيي ينازعُني *** فارفع بلطفك إنيي من البيني
    ويقول ايظاً :*كمال الحيدري : ينبغي ان يكون الهدف الاسمى هو العود إلى ذلك الاصل واندراج وانطفاء ذاتنا في طي الذات الواجبة(الله) كما تندرج القطره في البحر , وهذا هو معنى الفناء الحقيقي للذات فلا غضاضه بعد ذلك إذا ما سألت القطره ما أنت؟ فتقول انا البحر
    المصدر : من الخلق الى الحق كمال الحيدري 86-87

    اقول : فلاحظ اخي الكريم ان الفناء الذاتي بالمفهوم المطروح عند العرفاء يكون هو انسلاخ الانسان عن انيته بحيث لا يناسبه حتى قول الانا لان ذاته فنيت في ذات الله واصبحت ذاتاً واحدة ولمزيد التأكيد على هذا البيان استشهد كمال الحيدري بكلام الحلاج الذي يسأل الله فيه ان يرفع البينونة بينه وبين الله سبحانه وتعالى بحيث تصبح ذاته هي عين الذات الالهية فلا غضاضة حينئذ اذا سألت الحلاج من انت فيقول انا الله!!! كما هو حال القطرة حين فنائها في البحر وعودتها الى ذاتها الحقيقية حين سؤالها ما انت ؟ فتقول انا البحر وهذا الاعتقاد بالمفهوم المبين من المقامات الراقية عند العرفاء التي يرمون الوصول اليها لذا يعبر عنها كمال الحيدري بـ(الهدف الاسمى)
    ويعبر الخميني عن هذا الفناء المفضي الى الاعتقاد بان الانسان هو عين الله في واقع الحال بـ(الغاية القصوى لآمال العارفين)

    يقول الخميني : ابني البار في هذا المعراج هو الغاية القصوى لآمال العارفين *حيث نقف عاجزين ازاء ذلك , لكن لا يجب القنوط من الرعاية الالهية فانه جل وعلا مغيث الضعفاء وميعن الفقراء
    فلذه كبدي , يقع الكلام في السفر من الخلق الى الحق , ومن الكثرة الى الوحدة ومن عالم الطبيعة الى ما فوق الجبروت , الى حد الفناء المطلق الحاصل في السجدة الاولى , والفناء بعد اليقضة الحاصل في السجدة الثانية , وهذا تمام قوس الوجود من الله والى الله . وفي هذه الحالة لا ساجد ولا مسجود له ولا عابد ولا معبود.!!
    المصدر : صحيفة الامام من تراث الخميني ص129 , كتاب سر الصلاة للخميني ص38


    ويقول المطهري : وفي نهاية السير والسفر الاول يبدأ سفر آخر يعبر عنه (السفر في الحق الى الحق) وفي هذا السفريمتلئ ظرفهم ويفيض وينالون نوعاً آخر من التكامل دائري في الحق , اتحاد مطلق معه(الله)*فيعطيهم من فيضه كل الكمالات التي يمكن الوصول اليها . وتصبح كل قابلياتهم فعليه
    المصدر : انواع معرفة النفس للمطهري ص24


    ولزيادة في البيان على ما سبق ان مراد العرفاء من الفناء التام هو صيرورة العارف عين الله
    يقول الطهراني حين يتكلم عن علم الامام : علم الامام قائم على اساس الكشف والشهود , والذي هو نتيجة للتبذل والتغيير الجوهري الكائن في نفسه , الناتج من السير في طريق الله والوصول الى حريم كبرياء الحق*والفناء التام والمطلق في الذات الأحدية،*وحذف جميع التعينات الماهوية والبشرية*واندكاكها في الذات الإلهية وصيرورته ذات الله، فلم يعد بشراً، وقد فَقَد أوصافه البشرية، ففعله فعل الله، وكلامه كلام الله، وسر سويدائه ليس سوى الله !
    المصدر : الشمس المنيرة محمد الحسين الحسيني الطهراني ص28


    هذه خلاصة ما ذكره العرفاء في بيان ان حد الكمال الحقيقي للإنسان هو فنائه في ذات الحق وصيرورته عين الله تعالى عما يقول الملحدون علواً كبيرا
    ما هو حدود ولاية هذا الانسان الكامل عند العرفاء؟

    قبل الولوج في بيان محدودية ولاية الانسان الكامل عند العرفاء ينبغي تبيان امر مهم وهو ان المراد بالانسان الكامل ليس المعصوم عند العرفاء حصراً على انه لو كان اعتقادهم بالانسان الكامل هو المعصوم فقط على الهيئة المبينة اعلاه لكان زندقة ظاهرة لكن العرفاء يشرعنون الى ان هذه الدرجة والمرتبة يستطيع ان يبلغها حتى الاولياء عندهم الذين هم اكابر العرفاء كما سيتبين من كلامهم ان شاء الله تعالى
    العرفاء يدعون أن الأولياء هم الطريق للائمة وقد اندكوا في مقام الولاية وفنوا في الذات الأحدية أيضاً!! فكلام الولي عندهم (ويعبرون عنه بالأستاذ) هو كلام الإمام وفعله فعل الإمام بل كلامه وفعله هو كلام وفعل الله !! وهو مطلع على الماضي والمستقبل ومتمكّن من التصرّف في موادّ الكائنات !!
    وبالطبع يعتبرون أساتذة هذه المدرسة من هؤلاء الأولياء الذين تجب طاعتهم.
    ومثل هذه الدعاوى مخالفة لضروريات الدين والمذهب كما لا يخفى !
    ان هذه الصورة بالهيئة السالفة التي اخذها العرفاء في معرفة الامام هو طريق العرفان بل صرحوا ان طريق معرفة الامام منحصره بهذا السبيل فقط
    يقول الطباطبائي : هنالك طريق واحد لا ثاني له, فالوصول الى معرفة الامام عليه السلام , وادراك مقام الولاية المطلقة لحضرت المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين منحصرة بالعرفان وحسب
    المصدر : الشمس المنيرة للطهراني ص24

    لكن واقع الحال يكشف عن ان هذه المفاهيم التي تفضي الى صيرورة الانسان عين الله وفعلة فعل الله وصفاته صفات الله مما خلاف واضح للروايات المتكثرة اللآمعة عن اهل البيت (صلوات الله وسلامة عليهم) بل ان ما يشرعن اليه العرفاء في نظرية الانسان الكامل زندقة واضحة وكفر صريح ولا غضاضة في المقام من اسراد نزر يسراً من كلمات العترة الطاهرة (صلوات الله وسلامة عليهم) في هذا الصدد بما يقتضيه المقام

    عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير. عن علي بن عطية، عن خيثمة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله خلو من خلقه، وخلقه خلو منه، وكل ما وقع عليه اسم شئ ما خلا الله تعالى فهو مخلوق والله خالق كل شئ
    المصدر : التوحيد: ص37-38 , بحار الانوار ج4 ص288


    وعن يونس بن عبد الرحمن، أنه قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، سألته عن آدم هل
    كان فيه من جوهرية الرب شئ؟!
    فكتب إلى جواب كتابي: " ليس صاحب هذه المسألة على شئ من السنة، زنديق. ".
    المصدر : بحار الأنوار ج٣ص ٢٩٢ حديث ١٢


    ويقول محمد محسن الحسيني الطهراني: علم الامام قائم على اساس الكشف والشهود , والذي هو نتيجة للتبذل والتغيير الجوهري الكائن في نفسه , الناتج من السير في طريق الله والوصول الى حريم كبرياء الحق والفناء التام والمطلق في الذات الأحدية، وحذف جميع التعينات الماهوية والبشرية واندكاكها في الذات الإلهية وصيرورته ذات الله، فلم يعد بشراً، وقد فَقَد أوصافه البشرية، ففعله فعل الله، وكلامه كلام الله، وسر سويدائه ليس سوى الله !
    المصدر : الشمس المنيرة محمد الحسين الحسيني الطهراني ص28


    ويقول ايضاً : ان الشخص القادر على قيادة البشر وهدايتهم الى الحقائق المنطوية في باطن الامام عليه السلام وسره , وإيصالهم الى باطن الامام وحقيقته , هو من كان قد اندك وجوده في مقام الولاية . وفني في الذات الاحدية وانمحى بتمام معنى الكلمة وعلى الاطلاق ...بل نفسه متصلة بنفس الإمام، بل مندكة وفانية فيها. بناء على ذلك، فأيّ شيء يقوم به ويفعله فكأن الإمام قام به بنفسه، وأي حديث يدلي به فهو عن لسان الإمام عليه السلام، يظهر من خلاله بعنوانه أحد مظاهر الإمام وإحدى بروزاته، وكل ما يخطر في ضميره النيّر، فهو رشحة من نفس الإمام دون أي شائبة!
    وبعبارة أخرى، هما حقيقة واحدة(والتي هي عين مقام ولاية الامام عليه السلام وإحاطته الكلية والنورانية)*قد تجلت وبرزت في ظهورين وتجليين !! ..... فهنا لا يبقى بين الولاية والتوحيد أي مائز أو فارق، خلافاً لما تدّعيه الشيخية من وجود التمايز والافتراق بين مفهوميهما ومعنييهما، حيث يقولون بالاختلاف الماهوي بينهما، وأن كلا منهما من رتبة خاصة، وأن التوحيد أعلى وأشرف من الولاية، فكل هذه المسائل شركٌ وكفرٌ وإلحاد وابتعاد عن المباني الأصيلة والحقيقية للتوحيد الاسلامي ومخالفة للتشيع.
    فعلى هذا الأصل لا فرق بين كلام الأستاذ والإمام، بل لا معنى له أبداً، لأن كل ما يقوله الأستاذ الواصل والعارف الكامل والولي المندكّ والفاني في ولاية الإمام هو عن الإمام، وكل ما يقوم به فهو من الرشحات الوجودية للإمام عليه السلام، فكلام الأستاذ هو كلام الإمام، وفعله فعل الإمام، وضميره وسرّه وسويداؤه سوف تكون ضمير الإمام، فهنا مقام تجلّي الحق في مرآتين، فهو ظهور لا شائبة فيه، نور للوجود قد تجلى في موجودين، فاختلاف الاستاذ مع الإمام لا يعدو كونه اختلافاً في الشكل فحسب، اختلاف في الصورة والعرض...
    من هذا المنظار يمكننا إدراك حقيقة ما يذكره المرحوم العلامة الطهراني مراراً حيث كان يقول: كنت أنظر إلى أستاذي وكأنه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أو الإمام عليه السلام.
    المصدر نفسه(ص28-30)


    ان هذه المرتبة قد وصل اليها الآلآف عند العرفاء
    كما ينقل محمد الحسين الحسيني الطهراني عن والده قوله: ..فالآلاف من أمثال الحاج السبزواري وغيره مندكون وفانون في الولاية المطلقة للإمام..
    المصدر *نفسه : ص112


    وفي المقام ذاته يسرد الآملي كلام العرفاء في هذا الصدد مستشهداً به فيقول : قال بعض العارفين اذا تجلى الله سبحانه بذاته *لأحد يرى كل الذوات والصفات والافعال متلاشية في أشعة ذاته وصفاته وافعاله يجد نفسه مع جميع المخلوقات كأنها مدبرة لها وهي اعضاؤها لا يلم بواحد منها شيء الا ويراه ملماً به ويرى ذاته الذات الواحده(الله) وصفته صفتها وفعله فعلها لأستهلاكه بالكلية في عين التوحيد
    المصدر : السير الى الله للآملي ص152

    اقول : فلاحظ اخي الكريم شناعة كلام الآملي ومن سبقة الذي يشرعن فيه الى ان العارف يرى ان الاختلاف بين هذا العارف الولي وبين المعصوم لا يعدوا على كونه اختلافاً بالشكل فحسب فكل فعل او حركة يقوم بها هذا العارف كان الامام المعصوم قام بهذا الفعل بل يرى ذاته عين الذات الواحدة وصفته صفتها وفعله فعلها يضاف الى بشاعة كلام العرفاء بمجرده لانه مصادم للفطرة الانسانية السوية عدم تمامية كلام الآملي فالله سبحانه وتعالى لا يتجلى لآياته بذاته انما يتجلى لآياتة بآياته
    كما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام في تفسير قوله تعالى{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} ورد عن الإمام الرضا عليه السلام أن الله تجلى للجبل بآية من آياته. أي أظهر آية من آياته تعالى.
    المصدر: بحار الأنوار ,للمجلسي , ج4 ص48, التوحيد للصدوق, ص122, عيون أخبار الرضا , ج2 ص178.


    الخلاصة : يتبين مما سبق ان نظرية الانسان الكامل عند العرفاء بالهيئة التي تم بيانها ما هي الى شرعنة الى الضلال والانحراف والكفر بجعلك تعتقد ان لا يوجد هنالك ساجد ومسجود له ولا عابد ولا معبود وصيرورة الانسان ذات الله فلا يعود بشراً وان فعل هذا الانسان الكامل فعل المعصوم بل فعل الله والاختلاف بين العارف الكامل وبين المعصوم لا يتعدى على كونه اختلافاً في الشكل فحسب الى غيرها من الامور الفاسدة المبينة اعلاه وبيان ان هذا الاعتقاد مصادم لصريح الاسلام المستل عن الكتاب والعترة بل مصادم للفطرة الانسانية السوية وهذه هي نتائج ما تفضي اليه نظريات العرفاء الذين يأخذون عرفانهم من ابن عربي والملا صدرا ومن دار في فلكهم فتتمخض مثل هذه الاعتقادات المنحرفة عن اهل البيت (صلوات الله وسلامة عليهم)
    هذا وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين


    بقلم : متعلم على سبيل نجاة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X