إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بهدوء | الاتفاق الإيراني ـ الغربي؛ رؤية ثالثة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بهدوء | الاتفاق الإيراني ـ الغربي؛ رؤية ثالثة

    بهدوء | الاتفاق الإيراني ـ الغربي؛ رؤية ثالثة
    
    ناهض حتر

    معلّقون وكتّاب من جماعة «عاصفة الحزم»، سخروا من حجم التنازلات التي قدمتها إيران للغرب في إطار تسوية الملف النووي؛ أفلم تكونوا مذعورين من القنبلة النووية الإيرانية؟ إذاً، من المنطقي أن ترحّبوا باتفاق سيمنع إيران من انتاج أسلحة دمار شامل، أليس كذلك؟ بل أكثر من ذلك، يمكن النظر إلى الخاتمة السعيدة للصراع حول «النووي»، كمثال على عقلانية الدولة الإيرانية، وامكانية حل المشكلات معها بالمفاوضات، بدلا من إثارة الحروب، والتحريض الطائفي و»القومي»، وتحشيد الجماعات الإرهابية التي حوّلت حياة العرب إلى جحيم.

    من الحديث الساخر عن التنازلات و»البيع»، ينتقل صحافي لبناني مرموق إلى كشف السر وراء الاتفاق: لدى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ميول شيعية! وإعجاب بالحضارة الفارسية! ومستشاروه هم من أصول إيرانية أو صديقة لإيران! هكذا هبل تردد على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال به كتبة من الصف الثالث، ولم أصدّق عيني حين رأيت كاتبا له وزن يتبناه؛ فإلى أي دركٍ وصلنا؟
    هدف الخطاب المتناسل حول الاتفاق الإيراني ــــ الغربي، هو، في النهاية، التشكيك بالسياسة الإيرانية المعادية للغرب، بل وإثارة اللغط حول تواطؤ أميركي مع إيران. وهو ما لا يمكن تفسيره بعوامل موضوعية؛ فيكون حلّ المعضلة، باكتشاف «شيعية» أوباما!
    على الجبهة الأخرى، هناك خطاب احتفالي، يتعامل مع الحدث، باعتباره انتصاراً مؤزّراً لحلف المقاومة، ويتجاهل آثاره السلبية على القوى الحليفة لإيران، ومجريات الصراع في المشرق والجزيرة العربية.
    خارج هذين الخطابين، نحاول التوصّل إلى مقاربة واقعية للاتفاق الإيراني ــــ الغربي، كالتالي:
    أولاً، قدمت إيران للغرب تنازلات عميقة، ولكن في الحقل التقني، وليس في الحقل السياسي. وهو ما يدلّ على نزعة عقلانية براغماتية، إنما لا تتنازل عن ثوابت الاستقلالية، والحق في امتلاك القوة، وتحديد مسارات سياساتها الخارجية والداخلية. التيار العام في الجمهورية الإسلامية، وعلى رأسه المرشد، لا يريد سلاحاً نووياً. والتنازلات الإيرانية المباشرة، تقع، حصراً، في هذا الباب. وبالمقابل، ستتمكن إيران من التزوّد بمنظومات جديدة من الأسلحة الروسية المتطورة، بل بدا من خلال تسريع البحث في حصول الإيرانيين على صواريخ إس 400، وكأن ذلك جزء من الاتفاق النووي.
    لن تمتلك إيران قنبلة نووية، ولكن جرى الاعتراف الدولي بحقها في التخصيب واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بالإضافة إلى حصولها على موارد ضخمة وشرعية كاملة لتعزيز قدراتها العسكرية، استيرادا وتصنيعا، على نحو غير مسبوق.
    ثانياً، تحرّرت إيران من إسار العقوبات، وستستردّ ما يقرب من 150 مليار دولار مجمدة في النظام المصرفي الغربي. وهو ما يتيح لها الشروع في قفزة تنموية من تزاوج رأس المال والتراكم العلمي ــــ التقني الذي بناه الإيرانيون في العقدين الماضيين. وسينعكس هذا الصعود الاقتصادي المأمول، في تعميق الدور الإيراني على الصعيد الدولي، وخصوصاً في إطار التعاون مع دول البريكس، وعلى الصعيد الإقليمي، من خلال دعم التجارب التنموية بالخبرات والرأسمال.
    ثالثاً، رفضت إيران بحث الملفات الإقليمية مع الأميركيين. في المقابل، أكّد الرئيس أوباما، على استمرار الخلافات والمواجهات السياسية مع الإيرانيين؛ ولكن ذلك لا يمنع من حصول تنازلات موضوعية، غير مباشرة، ومن الطرفين، في تلك الملفات. في الواقع، فتح الاتفاق النووي، الأبواب، لمفاوضات حول تسويات أخرى في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين. شئنا أم أبينا، فإن روحية الاتفاق الإيراني ــــ الأميركي، تقود إلى تهدئة الجبهات، والبحث عن مخارج للأزمات، قد لا تناسبنا من حيث المحتوى أو من حيث التفاصيل. ولتلافي هكذا تطوّر سلبي، ينبغي على الأطراف العربية في محور المقاومة المسارعة إلى الدخول على الخط، واكتشاف ومعالجة أي خلل ممكن في تطابق وجهات النظر مع طهران.
    رابعاً، صحيح أن المرشد يشكل ضمانة لحلف المقاومة، لكن من الصحيح ، أيضا، أن التيار الليبرالي قد اكتسب، الآن، موقعا أقوى في السياسة الإيرانية. وهو ما يثير القلق؛ فلقد سبق لوزير الخارجية السوري، وليد المعلّم، أن كشف عن ميول لدى فريق روحاني ــــ ظريف، قمعها المرشد، للتراجع عن دعم سوريا. ولا شيء يمنع أن يستخدم هذا الفريق نجاحه في مفاوضات النووي، للتأثير على قوة الموقف الإيراني المساند لسوريا.
    خامساً، غير أن الأخطر لا يتعلق بإيران، وإنما بالفاتورة التي ستسددها الولايات المتحدة، لإسرائيل، مقابل تمرير الاتفاق النووي. وإذا كانت القضية الفلسطينية على رأس بنود تلك الفاتورة، فإن هناك ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن تل أبيب، ستحصل على مشاركة ثمينة في «الحلف الرجعي العربي» بقيادة السعودية، وربما، أيضا، على غطاء سياسي لشنّ عدوان جديد على سوريا ولبنان، من ضمن احتمالات أخرى لا يمكن تجاهلها.
    أهو انتصار حققته الجمهورية الإسلامية؟ نعم؛ غير أنه انتصار مشوب بالتنازلات، وتختلط، في سيرورته، نتائج إيجابية وأخرى سلبية بالنسبة لمحور المقاومة. والأهم الآن أن نتحرك لتعظيم الايجابيات وتحجيم السلبيات؛ هذا ما تفرضه العقلانية والواقعية السياسية، الأداتان اللتان آن لنا أن نمتلكهما.

    الاخبار


  • #2
    الصفقة والثمن
    
    عامر محسن

    على طول سير المحادثات النووية، كان مصير صدّام حسين يتراءى أمام المفاوضين الايرانيين. الهمّ الايراني الأساسي خلال المفاوضات لم يكن في المفاصلة على الشروط التقنية (فخطوطها العامة معروفة منذ أشهر)، ولا في تشغيل أجهزة طرد مركزي أكثر أو أقل؛ بل في ضمان آلية واضحة لرفع العقوبات، وعدم ادخال ايران في نفق لا ينتهي من الابتزاز كما حصل مع العراق، حيث لا العقوبات ترفع ولا التفتيش يكفّ ولا الشروط تنتهي. في أوائل التسعينيات، شبّه طارق عزيز وضع العراق، وهو في فخ العقوبات الدولية التي لا أفق لها، بحال سجين محكوم مدى الحياة، يقول له السجان بأنّ عليه الالتزام بالسلوك الحسن، ولكنه سيظلّ في السجن على أية حال، ولو فعل.

    لهذا السبب، كانت الشروط المتعلقة برفع العقوبات وتدرّجها وتوقيتها أكثر حساسية، ربما، من عدد أجهزة الطرد ومصير «فوردو» و»آراك». وقد حصلت ايران على التزام برفع كامل للعقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي، أممية واميركية واوروبية، دفعة واحدة، ومع بداية تنفيذ الاتفاق. الهدف الأول من الصفقة، بالنسبة الى ايران، هو اقتصادي وليس سياسياً، ولا أساس للتحليلات التي تفترض أن التوقيع سيفضي الى تطبيع سياسي بين طهران وواشنطن، وتوافق على القضايا الاقليمية، و»عهد جديد» بين البلدين. الاتفاق محصور بالملف النووي، بل ان العقوبات الأميركية التي أرسيت في عهد كلينتون ستستمرّ، وستظل التجارة بين ايران واميركا مقطوعة – الا أنّ ايران ستتمكن، على الأقل، من التعامل مع باقي دول العالم، وبيع النفط وجذب الاستثمارات، واستعمال الدولار ووسائط التحويل الدولية.

    ولكن لا شيء يأتي مجاناَ. بعد الاعلان عن الاتفاق، ستنهمك واشنطن وطهران بالدفاع عنه وترويجه داخلياً، وتصويره كـ»صفقة جيدة» لصالحهما. عام 2005، كان مطلب ايران الأقصى هو في السماح لها بالاحتفاظ بـ 3 آلاف جهاز طرد مركزي، وادارة بوش كانت ترفض الابقاء على جهاز واحد، فحصلت ايران اليوم على ضعف هذا العدد، وعلى الحق بادارة دورة التخصيب بكاملها.
    الا أن الاتفاق ينفّذ ما يدّعيه، وهو منع ايران من امتلاك القدرة على انتاج كمية يورانيوم مخصّب تكفي لتذخير قنبلة نووية خلال عام، وهو ما يستلزم قيوداً حقيقية على حجم برنامج التخصيب وكمية وقود اليورانيوم التي يمكن لايران مراكمتها. لم تخسر ايران قدرات مهمّة قائمة، بالمعنى التكنولوجي والبحثي، ولكن برنامج التخصيب قد جمّد، فعلياً، لمدة خمسة عشر عاماَ؛ فيما تم التخلي عن مجالات نووية أخرى كمفاعلات الماء الثقيل وانتاج البلوتونيوم (حتى الأبحاث النظرية حول استخدام الوقود النووي المستنفد ستكون ممنوعة بحسب الاتفاق). شرحت وسائل اعلام قريبة لايران، مثلاً، أن مفاعل آراك «سيتم اعادة التخطيط له وتطويره»، الا أن هذا «التطوير»، كما ينص الاتفاق، يعني أن اراك سيجهّز بمفاعل بحثي ضئيل القدرة، بينما قلب المفاعل الحالي «الذي يسمح بانتاج كميات كبيرة من البلوتونيوم... سيتمّ تدميره أو اخراجه من البلاد».
    بالنسبة الى العلماء والطواقم العاملين في البرنامج النووي الايراني، اليوم هو يومٌ حزين، ولا مجال لمداراة هذا الواقع أو تلطيفه. هم سابقوا الزمن والظروف وتحملوا المخاطر، في السنوات الماضية، من أجل بناء برنامج بلادهم وتحويله الى واقعٍ لا رجعة عنه؛ وهم سيضطرون الآن الى كبح مشاريعهم وطموحاتهم والخضوع لنظام رقابة دولي مشدد.

    اسرائيل والسعودية، وغيرهما من حلفاء اميركا في المنطقة، يحتجون على الاتفاق من منطلق أن خطر ايران، أصلاً، ليس نابعاً من برنامجها النووي، بل من سياساتها وخططها في الاقليم. والعقوبات النووية – بالنسبة اليهم – لم تكن الا طريقاً لمنع ايران من التعامل الحرّ مع العالم والنّموّ الاقتصادي والتوسع السياسي. لا تل ابيب ولا الرياض كانت تخشى ــــ واقعياً ــــ من ضربة نووية ايرانية، بل ان الايرانيين أنفسهم لم يكونوا يطمحون لاقتناء القنبلة، فهم هكذا ــــ من وجهة نظر نتنياهو ــــ يبيعون اميركا «الهواء» مقابل تحريرهم اقتصادياً، واطلاق يدهم في الساحة الدولية، وتخليص ايران من موقعها الحالي كدولة تخضع لعقوبات مجلس الأمن.

    الا أن هذا المنطق لا يستقيم الا في حالة واحدة، وهي عدم حصول تصعيد أو مواجهة بين اميركا وايران في العقد القادم. ساعتها، يكون الاتفاق، فعلاً، مكسباً خالصاً لايران. امّا اذا ارتفعت التوترات بين البلدين في السنوات الآتية، فإن حسابات اميركا ستكون مختلفة تماماً عن اليوم: لم يعد هناك مخزونٌ من اليورانيوم بالأطنان (وهو مصدر القلق الحقيقي)، ولا مفاعلات تنتج البلوتونيوم، ونظام الرقابة والتفتيش الذي سيطبّق يضمن لواشنطن أن لا تصطدم بـ»مفاجآت نووية» تخبئها ايران، أو برنامج سريّ مواز.

    هكذا تصير المحاذير الأميركية من التصعيد ضد ايران، أو ضربها، من مستوى مختلفٍ تماماً عن اليوم، فالقدرة النووية هي وازع لا يقلّ ردعاً عن امتلاك السلاح نفسه، وهو ما تخلّت عنه طهران ــــ وان بشكلٍ جزئي وقابل للعكس. السنوات المقبلة ستحكم على مغزى الاتفاق، وقد يتبين انه كان، حقاً، تضحية ضرورية مقابل مكسب أعمّ لايران، الا أن كلفة الصفقة هي ايضاً حقيقية، بالمعنى الاستراتيجي والعسكري؛ بل وقد تأتي أيام وظروف تجعل الموقّعين على هذا الاتفاق يندمون على فعلهم، ويحنّون الى أيام العقوبات.


    الأخبار

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
    ردود 2
    17 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
    استجابة 1
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X