
أقول : ومما يدل على هذا أيضاً ما في مهج الدعوات ( ص 416 - 417) عن الرضا عليه السلام أنه قال في دعاء طويل نأخذ موضع الشاهد :
اللهم العنهما وابنيهما وكل من مال ميلهم وحذا حذوهم وسلك طريقتهم ، وتصدر ببدعتهم ، لعنا لايخطر على بال ويستعيذ منه أهل النار .
فلا معنى من استعاذتهم من اللعن إن لم يكن يزيد عذابهم .
ولا يجب أن يكون اللاعن مؤمناً حتى يتحقق تعذيب الملعون بلعنه (وإن كان غير المؤمن لا يؤجر على هذا ) والدليل على هذا قوله تعالى حكاية عن الكفار في النار :
إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)
وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)
وكما هو معلوم هذا إذا كان الملعون مستحقاً للعلن أما إذا لم يكن فاللعنة ترجع على صاحبها .
تعليق