شهيد العراق
حيِّ العراق وحيّ الشعب والقببا ** وافخر بصدرٍ أضاء الأنجم الشّهُبا
حاز الرياسة في شتّى العلوم غدا ** بحراً عظيماً يفوق الدرَّ والذّهبَا
يروي العطاشى إلى علمٍ ومعرفةٍ ** ما جفَّ شاطئه يوماً ولا نَضَبَا
أسّستَ مدرسة أوضحت منهجها ** عنها نفيتَ جمود العقل والرّيَبَا
ملكتَ ناصية التحقيق مجتهداً ** في كل حقل غرست العلم والأدَبَا
***
قد صوَّروا العلم في صمتٍ وفي دعةٍ ** وقد أبيتَ له إلّا الفدا نَسَبَا
فالعلم لو لم يكن للحقّ نحملهُ ** لم يبعثِ الله رُسْلاً تحملُ الكتُبَا
يا حاملاً من رسول الله دعوتهُ ** كنت الأمينَ لها، أدّيتَ ما وَجَبَا
يا واهب الروح قرباناً لأمّته ** مثل الحسين وهبتَ الدّينَ ما وَهَبَا
لم ترضَ للدّين أن تُمحى شريعتهُ ** من حاكمٍ لعراق الطّهر قد غَصَبَا
قد شرّد الشعب في الأقطار قاطبةً ** في كلّ ناحية من أرضها ضَرَبَا
والسّجن ما زال بالأحرار ممتلئاً ** وكم تقيٍّ على الأعواد قد صُلِبَا
رمْتَ الحياة عزيزاً كابن فاطمةٍ ** إذ سار يهْدمُ عرشاً للهوى رَكِبَا
ما خفت طاغيةً أبدى مخالبهُ ** ذئباً على زُمَرِ الأحرار قد وَثَبَا
يا وارث السّبط في أطوار ثورتهِ ** أنت الإمام الذي من كأسه شَرِبَا
قُدْتَ السّفينة في أزمان محنتها ** لم تخشَ موجاً لبحرٍ هاج واضطرَبَا
أعطى لك الشعب مطواعاً قيادتهُ ** يا قائداً بسوى الرّحمن ما رَغِبَا
طلّقْتَ عاجلة الدنيا وزينتها ** أغْرَتْ سواك فلم يرفض لها طَلَبَا
***
عشرون عاماً ونار اليُتْمِ تلفحنا ** فالصدر كان لنا أمّاً وكان أَبَا
عشرون عاماً وأنهارالدماء رَوَتْ ** أرض العراق وحقُّ الشعب قد سُلِبَا
ما زلتَ حيّاً تنادينا ونحن على ** منهاجك الحقّ حتّى نبلغَ الأرَبَا
فالشعب قام على الطغيان يرهقهُ ** في ثورة صبَّ فيها النار والغضَبَا
يكوي الطغاة بها ثأراً لسيّدِهِ ** والظالمون له صاروا لها حَطَبَا
يواصل الدّرب في عزمٍ وفي ثِقَةٍ ** يفدي العراق ببذل النّفس مُحْتَسِبَا
إنّا سنبقى وإن طال الزمان بنا ** نهوى العراق ونهوى أهلهُ النُّجَبَا
نبقى وإن بَعُدَتْ في الأرض شقّتُنا ** نجدِّدُ العهد صدقاً نمقتُ الكَذِبَا
إن العراق هو الباقي لنا وطناً ** ولو ملَكْنا جنان الأرض والسُّحُبَا
وابشرْ أبا جعفرٍ فالفجر موعدنا ** والفتح آتٍ ونصرُ الله قد قَرُبَا