ليسَ حُبّاً سواهُ
هل سألتَ العراقَ
عمّا دهاهُ
غائبٌ صبحُهُ
مقيمٌ ...
دُجاهُ
ورزاياهُ جمّة ٌ ... وبنوه
في عذابٍ ومستضامٌ هواه
وغزيراتُ دمعهِ لا تُجارى
دجلةٌ والفراتُ صارا بُكاهُ
والضحايا تواصلتْ بضحايا
والبقايا مع العذاباتِ تاهوا
فسيأتيك صوتُهُ في نشيجٍ
قُتلَ (الصدرُ) عِزُّهُ وعُلاهُ
***
قُتلَ (الصدرُ)
شامخاً
في سموٍ
عَزَّ في الحقِ
بدؤهُ ... منتهاهُ
فاستفاضتْ محاجرٌ واستافقتْ
مكرماتٌ على المدى تنعاهْ
وبكتهُ العلومُ والفكرُ طوداً
قد تجلّتْ للأبعدين رؤاه
خافهُ الظالمونَ حياً .. وميتاً
فتوارى مغيباً ... مثواهُ
وغدا للقلوبِ ذِكراً ورَوحاً
والجماهيرُ أدمنت ذكراهُ
ومضتْ وهي تحملُ (الصدرَ) رمزاً
تفتدي ذكرَهُ وتُسقى نداهُ
وتطوفُ البلادَ شرقاً وغرباً
تتغناه ألسنٌ .. وشفاهُ
وترى فيهِ ودّها .. وهواها
ولهُ الحبُّ ليس حُبّاً سواهُ
والولاءُ الجميلُ
ينمى اليهِ
إنهُ الصوتُ
والجميعُ
صداهُ
***
إنهُ عِزُّنا
ويكفيهِ فخراً
ما أفاضتْ
على الدُنيا
كفاهُ
إنه مجدُنا ويكيفه جوداً
ما بكتْ في خطوبنا عيناهُ
كانَ فينا مشاركاً .. ونجيّاً
ونصوحاً يفيضُ منهُ نقاهُ
ورؤوفاً .. محبباً .. أبويّاً
شكلهُ الطهرُ والهدى معناهُ
ولذا صارَ رمزنا .. ومدانا
رغم أنا لن نرتقي مرقاهُ
ليسَ بدعاً
أن نكتوي ...
بظلامٍ
قد فقدناه
والضحى ...
سيماهُ
***
يا دمَ (الصدرِ)
والطريقُ طويلٌ
بخطوبٍ ..
تطّوقتْ .. جنباهُ
ملؤهُ الشوكُ والأسى يحتويهِ
ولهيبٌ رياحُهُ ولظاهُ
يا عراقاً إنا حملناه .. وجداً
وعشقناهُ .. أرضهُ وسماهُ
وفديناه بالنفوسِ .. كباراً
وصغاراً فأينعتْ أرجاهُ
لم نَذقْ فيهِ لذةً من غرامٍ
بل جزانا عذابَهُ وأساهُ
وقطفنا من المودةِ .. شوكاً
وسوانا زهورَهُ ما جناهُ
يغنمُ الجاهَ غيرنا .. ونجازى
بعذابٍ وغربةٍ في هواهُ
والرجالُ .. الرجالُ
صرعى .. ولكنْ
تحكمُ الشعبَ
زمرةٌ ...
أشباهُ
***
يا دمَ (الصدر)
رفعةً ...
وسمواً
ومساراً
يظلُ منهُ
لواهُ
يومَ أعلنتَ والخطوبُ جسامٌ
دمنُا الريُّ والعقيدةُ جاهُ
والهوان العظيمُ أن تحتوينا
محنةٌ أو يخيفنا ما نراهُ
أيها الشعبُ إني لكَ دِرءٌ
فارفعِ الرأسَ واشمخي يا جباهُ
فارتقت للجِنانِ روحكَ صبراً
صارخاً بالطغاةِ جلَّ اللهُ
وعلى الدربِ
حاملين هوانا
وبعينِ الإلهِ
ما نلقاهُ
***
يا ربيعاً مخضباً
من دمانا
وأريجاً ...
يفوحُ منا
شذاهُ
إن سطراً يخطهُ القهرُ فينا
غائراً في قلبونا ... مجراهُ
سوف نحياهُ ثأرنا ... تتلظى
في حشانا حروفُهُ وشجاهُ
وسيغدو
ككلِّ سطرٍ ..
لكفرٍ
خطّهُ الظلمُ
والجهادُ .. محاهُ
***
أيها الشعبُ
سائراً ..
لمصيرٍ
مُتعبٌ ظِلُّهُ
وتيهٌ ...
خُطاهُ
ليسَ من أنجمٍ .. ولامن دليلٍ
غيرُ هدي الإلهِ إذ أوحاه
ليس للثأرِ من سبيلٍ قويمٍ
غيرُ عَزمٍ والثائرونَ يداهُ
ليسَ من عودةٍ .. لموطنٍ عِزٍّ
حيثُ أقداسنا ومن نهواهُ
غيرُ دربٍ مؤطرٍ .. بثباتٍ
زادُهُ الصبرُ واليقينُ مداهُ
واتحادٌ يتوِّجُ الصبرَ نصراً
وأكفٌ كريمةٌ .. وانتباهُ
وقلوبٌ معبدات .. بحبٍّ
تجتلي الودَّ .. لُبَّهُ ورداهُ
وجموعٌ تسيرُ
نحوَ هواها
حيث أهلٌ
وإخوةٌ ...
ترعاهُ
***
أيها الشعبُ
غارقاً
في مسيرٍ
جللتهُ ...
دموعُهُ ..
ودماهُ
سوفَ يبقى مجللاً .. برجاءٍ
أن ترى الأمُ أو أبٌ أبناهُ
وتعودُ البلادُ نشوى .. بنصرٍ
غامرٍ .. مفعمٍ بما نرضاهُ
وتولي عُصابةٌ ... مزقتنا
لجحيمٍ يُحيطهم .. بلظاهُ
سنغني لعودةٍ .. وانتصارٍ
من دم (الصدرِ) بدؤهُ .. منتهاهُ
ولدى قبرهِ الشريفِ سنبكي
ونقيمُ الحدادَ .. في ذكراهُ
حينها .. حينها سيعلو أذانٌ
قتلَ الرجسُ أهلهُ وامتطاهُ
رايةُ الحقِ
في الربوعِ
ستعلو
لا إلهاً
يا شعبُ
إلاّ اللهُ
***
أيهِ
يا شعلةَ الهمومِ
بقلبي
والرزايا
تحيطهُ
تغشاهُ
أهلنُا الصيدُ والأسى يستبيهم
وعذاباً بكلِّ أرضٍ نراهُ
كلُّ أرضٍ تذيقنا .. من أساها
أويكفي .. يا صحبُ ما ذقناهُ
ما فعلنا جريمةً .. وحملنا
ودَّ أصحابنا الى أقصاهُ
فامنحونا مودةً أو فكفوا
عن أذانا فقد كفى الاكراهُ
والى اللهِ بالشكاةِ سنمضي
ليس يا شعبُ راحماً إلاّهُ
مصطفى المهاجر
دمشق
نيسان - 1993
تعليق