إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الله أكبر... والله قد أفلح من كبّر لا من طبّر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الله أكبر... والله قد أفلح من كبّر لا من طبّر

    شهر محرم الحرام هو شهر الدعاء، وشهر البكاء، وشهر التأسي بالإباء الحسيني والعمل به.
    وكما أنّ شهر رمضان المبارك هو شهر الإنابة إلى الله عزّوجلّ، فإن شهر محرم ليس شهر البكاء فحسب، وإنما هو شهر الانقطاع إلى الله تعالى!.. بل وأكثر من ذلك، إن بعض العلماء يعتبر هذه الأيام هي ليالي قدرٍ أيضاً، حيث يمكن أن يخرج منها الإنسان وقد صفي من كلَّ ذنوبه.. قال الرضا (ع): (إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كربٍ وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء.. فعلى مثل الحسين فليبك الباكون؛ فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام).


    إن البعض لا ينظر إلى البكاء من زاوية صحيحة، بل يعتبره حركة عادية.. فالإنسان قد يبكي لفقد بعض الدراهم، وقد يبكي لخروجه من وظيفته قسرا، ولموت عزيز، أو ما شابه ذلك..



    إن البكاء الذي يأتي سهوا، لا قيمة له.. بل البكاء الواعي، هو الذي له قيمة كبرى، وهو الذي يكون من منطلق شعوري، وبوعي لأهداف من نبكي لأجله.. فالبكاء على الحسين (ع) له أهداف شتى، منها:


    أولاً: إعلان موقف.. في هذه الأيام تعبر الدول عن احتجاجها على عمل ما برفع مذكرة، أو بلافتة، أو بمظاهرة، أو بحرق علم الدولة المعادية، وما شابه ذلك.. لتشعر الطرف الآخر بعدم رضاها عن تصرفاته، أو لما بدر منه.. فزماننا زمان إعلان المواقف، وقد نجد حروبا قامت بين الدول بسبب موقف من المواقف، وقد يعادي إنسان إنسانا من أجل كلمةٍ قالها، أو من أجل موقفٍ اتخذه.. فنحن في هذا العمل يوم عاشوراء، نسجل موقفا: نقول من خلاله: أن الإمام (ع) قتل مظلوماً، وهو سبط النبي (ص)، وإمام زمانه، وحجة الله في الأرضين، وخليفة الله في العالمين، وصاحب المعرفة الكبرى برب العالمين، وصاحب دعاء يوم عرفة، ووارث الأنبياء والمرسلين..

    وإذا به يعامل هذه المعاملة، التي لم تشهد البشرية لها مثيلا قط.. إننا نعلم بأن النبي يحيى (ع) قد قتل، وكثيرا من الأنبياء (ع) قتلوا، وأصحاب الأخدود قتلوا، وكذلك النبي الخاتم (ص) أوذي في يوم أحد وكسرت رباعيته، وأمير المؤمنين (ع) قتل في محراب الكوفة، والحسن (ع) قتل بالسم ولكن مات في فراشه، والزهراء (ع) ماتت كمدا وغيظاً.. ولكن ليس هناك نبي أو وصي أو صالح في التاريخ عومل هذه المعاملة: أيام طويلة من التعذيب، والعطش، والمحاصرة.. ليس ذلك فحسب، إنما كان القتل من الشيخ الكبير أمثال حبيب بن مظاهر، إلى ولده الرضيع.. فالتاريخ لم يشهد مثلاً لذلك، ولهذا هناك تعاطف عالمي مع قضية الإمام الحسين (ع)، وفي هذه الأيام حتى مختلف الطبقات من غير المسلمين، يحتفلون بذكرى الحسين (ع): أحدهم مسيحي المذهب، له مؤلفات كثيرة عن أهل البيت، جاء إلى العراق زائراً قيل له: كيف تدافع عن أهل البيت (ع)، وأنتَ لا تعتقد بنبي الإسلام؟..قال: أنا لا أدافع عن أهل البيت من منطلق الاعتقاد، وإنما من منطلق الظلامة.. هناك جماعة ظلموا في التاريخ، وأنا إنسان مسيحي أحبُّ أن أدافع عن المظلوم مهما كانت ديانته!.. انظروا كيف يعيش هذا الإنسان -الذي لا يمتُّ إلى الإسلام بصلة، ولا إلى المذهب بصلة- هذه الحرقة على هؤلاء القوم، الذين سجلوا أنصع الصور في الدفاع عن الإنسانية وعن البشرية..



    الإمام علي -عليه السلام- يسمع نبأ الاعتداء على ذمية في بلاد المسلمين، فيصيح (عليه السلام) قائلا: (لقد بلغني أن الرجل منهم، كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة، فينزع قرطها وخلخالها، لا يمتنع منها.. ثم انصرفوا لم يكلم أحد منهم، فوالله لو أن امرأ مسلما مات من هذا أسفا، ما كان عندي ملوما؛ بل كان عندي جديرا)؛ لأن هذا ينافي السلام والعدل على وجه الأرض..

    وهذا الإمام الحجة (عج) يأتي ليملأ الأرض قسطا وعدلا، بعدما ملئت ظلماً وجوراً.


    فإذن، كلما اشتد البكاء، وكلما زاد النحيب؛ كلما كان تسجيل الموقف أقوى وأنصع!.. هذا الدرس الأول من دروس البكاء على سيد الشهداء (ع).


    ثانياً: اقتران العاطفة بالعمل.. نحن نعلم أنّ هنالك تفاعلات غير مرئية وغير محسوسة؛ بين عالم: الفكر، والعاطفة، والعمل.. فالذكر والعاطفة كالزوجين إذا تزاوجا؛ فالولد منهما هو العمل.. فالإنسان الذي لا يعتقد بالدين، وبمنهج الإسلام، وبأهل البيت -عليهم السلام- هل ترجى منه الاستقامة؟.. إذا كان يعتقد بهم اعتقاداً نظرياً فقط؛ أي يكتب في بطاقته: أنا مسلم جعفري، أو إمامي؛ وهو لا يتفاعل مع ذكراهم: لا يفرح لفرحهم، ولا يحزن لحزنهم؛ فإنه لا يرجى من هذه العقيدة أن تكون دافعا له في الحياة.. الفكرة الصائبة، بالإضافة إلى العاطفة الجياشة، إذا اجتمعا في إنسان؛ نتج منها العمل بشكل طبيعي؛ أي (إن المحب لمن يحب مطيع).. لو أنّ الإنسان استفاد من بركات العاشر، ومن بركات هذه العشرة المباركة؛ -هي مباركة وحزينة في نفس الوقت- لأحدث تأثيرا في الحياة، يمتدُّ أثره إلى محرم القادم.


    إن من دواعي التأسي بهم، المحافظة على الصلاة.. فالبعض ظهيرة يوم عاشوراء، قد ينشغل بشيء من العزاء واللطم، وما شابه ذلك؛ ويؤجل الصلاة.. بينما الحسين -عليه السلام- في هذا الوقت وقف ليصلي صلاة الحرب جماعة (فلم يزل يقتل من أصحاب الحسين الواحد والاثنان، فيبين ذلك فيهم لقلّتهم، ويُقتل من أصحاب عمر العشرة، فلا يبين فيهم ذلك لكثرتهم.. فلما رأى ذلك أبو ثمامة الصيداوي قال للحسين (ع): يا أبا عبد الله!.. نفسي لنفسك الفداء، هؤلاء اقتربوا منك، ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك، وأحب أن ألقى الله ربي وقد صليت هذه الصلاة.. فرفع الحسين رأسه إلى السماء وقال: ذكرتَ الصلاة، جعلك الله من المصلين!.. نعم هذا أول وقتها، ثم قال: سلُوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي... فقال الحسين (ع) لزهير بن القين، وسعيد بن عبد الله: تقدمّا أمامي حتى أصلي الظهر.. فتقدما أمامه في نحوٍ من نصف أصحابه، حتى صلى بهم صلاة الخوف.. ورُوي أن سعيد بن عبد الله الحنفي تقدم أمام الحسين (ع)، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل، كلما أخذ الحسين (ع) يمينا وشمالا قام بين يديه، فما زال يُرمى به حتى سقط إلى الأرض...).


    جاء العباس إلى الحسين (ع) وأخبره بما قال القوم، فقال: (ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى غد، وتدفعهم عنا العشية، لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار)؛ لقد كانت آخر أمنيات الإمام من الدنيا، أن يبيت مصلياً ومستغفراً.. (وبات الحسين وأصحابه تلك الليلة، ولهم دويّ كدويّ النحل، ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد)؛ فكانتليلة العاشر؛ ليلة الصلاة والعبادة.. وظهيرة العاشر، كانت ظهيرة الصلاة والعبادة.. وساعة مقتله، كانت ساعة مناجاة، فالإمام في ساعة استشهاده كان يناجي ربه قائلا: (رضاً بقضائك، وتسليماً لأمرك، لا معبود سواك، يا غياث المستغيثين)!..


    فإذن، إن صلاتنا في المساجد، وإحياءنا للجمعة والجماعات؛ هي نوع من التأسي بالحسين (ع).. فلو كان هذا البكاء صادقا؛ فإن ثمرته أن نصلي لربنا في أولّ الوقت، ومع جماعات المسلمين.. كان بإمكان الإمام يوم العاشر أن يقول لأصحابه: ليصلي كلّ واحد في خيمته، ولكنه أقام الجماعة في يوم عاشوراء.. فالذي يبكي على الحسين (ع) والسهام التي أصابت أصحاب الحسين في ظهر عاشوراء، ألا يأخذ درساً من ذلك: أن الإمام يحيي صلاة الجماعة في آخر صلاة من حياته، ومن حياة أصحابه البررة (ع).


    ثالثاً: التأسي بالمعصومين (ع).. قال تعالى في كتابه الكريم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}..

    يقول أمير المؤمنين (ع): (دخلت على رسول الله وعيناه تفيضان، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله!.. ما لعينيك تفيضان؟.. أغْضبَك أحدٌ؟.. قال: لا، بل كان عندي جبرائيل، فأخبرني أنّ الحسين يُقتل بشاطئ الفرات، وقال: هل لك أن أشمّك من تربته؟.. قلت: نعم، فمدّ يده فأخذ قبضةً من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا، واسم الأرض كربلاء...).. لم يتحمل النبي (ص) ذكر الحسين (ع)، وهو يتعرض لهذه المقتلة العظيمة.


    (كنت مع أمير المؤمنين (ع) في خرجَتِه إلى صفين، فلما نزل بنينوى وهو بشط الفرات قال بأعلى صوته: يا بن عباس!.. أتعرف هذا الموضع؟.. قلت له: ما أعرفه يا أمير المؤمنين، فقال (ع): لو عرفتَه كمعرفتي، لم تكن تجوزه حتى تكبي كبكائي.. فبكى طويلا حتى اخضلّت لحيته، وسالت الدموع على صدره، وبكينا معا وهو يقول: أوّه أوّه!.. ما لي ولآل أبي سفيان؟.. ما لي ولآل حرب حزب الشيطان، وأولياء الكفر؟.. صبرا يا أبا عبد الله!.. فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم)!.. علينا التأسي بهؤلاء، أليس التأسي بالنبي (ص) من أعظم القربات إلى الله -سبحانه وتعالى-؟!..


    كان للنبي -صلى الله عليه وآله- مواقف عديدة مع الإمام الحسين (ع)، منها: (خرج النبي (ص) من بيت عائشة، فمر ّعلى بيت فاطمة، فسمع الحسين يبكي، فقال: ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني)؟!..


    (كان رسول الله (ص) إذا دخل الحسين (ع) اجتذبه إليه ثم يقول لأمير المؤمنين (ع): أمسكه، ثم يقع عليه فيقبّله ويبكي، فيقول: يا أبه لِمَ تبكي؟.. فيقول: يا بنّي!.. أقبّل موضع السيوف منك وأبكي، قال: يا أبه وأُقتل؟.. قال: إي والله، وأبوك وأخوك وأنت!.. قال: يا أبه!.. فمصارعنا شتّى؟.. قال: نعم، يا بني.. قال: فمن يزورنا من أمّتك؟.. قال: لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت، إلا الصدّيقون من أمتي).


    فإذن، إن المسألة عريقة من لدن آدم -عليه السلام- إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.. وأما أحاديث البكاء عليهم، فهي مصدر للتشريع: سواء أكان في العقيدة، أو في الفقه، أو في مكارم الأخلاق، أو في سلوكنا اليومي.. عن الإمام الرضا قال: (ومن تذكر مصابنا، وبكى لما ارتكب منا؛ كان معنا في درجتنا يوم القيامة.. ومن ذكر مصابنا، فبكى وأبكى؛ لم تبك عينه يوم تبكي العيون.. ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا؛ لم يمت قلبه يوم تموت القلوب).


    وعليه، فإن ثمرة البكاء على الحسين، هو أن هذا البكاء يتعدى إلى القلب.. فالقلب الذي هو عرش الرحمن، ومصدر الفكر، والعاطفة والالتزام والسلوك.. إذا لم يمت، وصار حياً، لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب.. هذه الرواية عن سيد الشهداء (ع) نفسه، قال الحسين (ع): (أنا قتيل العَبْرة، قُتلت مكروبا، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروبٌ قط، إلا ردّه الله أو أقلَبَه إلى أهله مسرورا).


    إن أحاديث البكاء على الحسين، ودعوة الناس للندبة على الحسين؛ أحاديث مشجية.. قال الإمام الرضا (ع):
    (يا بن شبيب!.. إن كنت باكيا لشيء؛ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (ع)؛ فإنه ذُبح كما يُذبح الكبش.. وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا، ما لهم في الأرض شبيهون.. ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، فوجدوه قد قُتل، فهم عند قبره شعثٌ غبْرٌ إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم: يا لثارات الحسين!..
    يا بن شبيب!.. لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده: أنه لما قُتل جدّي الحسين أمطرت السماء دما وترابا أحمر.
    يا بن شبيب!.. إن بكيتَ على الحسين حتى تصير دموعك على خديك، غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا.
    يا بن شبيب!.. إن سرك أن تلقى الله -عز وجل- ولا ذنب عليك؛ فزر الحسين (ع).
    يا بن شبيب!.. إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (ص)؛ فالعن قَتَلة الحسين.
    يا بن شبيب!.. إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثلُ ما لمن استشهد مع الحسين؛ فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم؛ فأفوز فوزا عظيما.
    يا بن شبيب!.. إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان؛ فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا.. فلو أن رجلا تولّى حجراً؛ لحشره الله معه يوم القيامة).



    قال مسمع: قال لي الصادق (ع): "يا مسمع!.. أنت من أهل العراق، أما تأتي قبر الحسين"؟.. قلت: لا، أنا رجل مشهور من أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة، وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصّاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا عليَّ حالي عند ولد سليمان فيمثّلون عليّ.. قال لي: "أفما تذكر ما صُنع به"؟.. قلت: بلى، قال: "فتجزع"؟.. قلت: إي والله!.. وأستعبر لذلك، حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ، فأمتنعُ من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: "رحم الله دمعتك!.. أما إنك من الذين يُعدّون في أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمِنّا.. أما إنما سترى عند موتك وحضور آبائي لك، ووصيتهم ملك الموت بك، وما يلقّونك به من البشارة ما تقرّ به عينك قبل الموت، فمَلَك الموت أرق عليك وأشدّ رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها".. ثم استعبر واستعبرتُ معه.. فقال: "الحمد لله الذي فضّلنا على خلقه بالرحمة، وخصّنا أهل البيت بالرحمة.. يا مسمع!.. إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتُل أمير المؤمنين رحمة لنا، وما بكى لنا من الملائكة أكثر، وما رقأت دموع الملائكة منذ قُتلنا، وما بكى أحدٌ رحمةً لنا ولما لقينا، إلا رَحِمَه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه، فإذا سال دموعه على خده فلو أن قطرةً من دموعه سقطت في جهنم، لأطفأت حرّها حتى لا يوجد لها حرّ.. وإن الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته، فرحةً لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يَرِدَ علينا الحوض، وإن الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه، حتى أنه ليُذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه.... الخبر".



    خرج الحسين (ع) من منزله ذات ليلة وأقبل إلى قبر جده (ص)، فقال: "السلام عليك يا رسول الله!.. أنا الحسين بن فاطمة، فرخك وابن فرختك، وسبطك الذي خلّفتني في أمّتك، فاشهد عليهم يا نبي الله أنهم قد خذلوني، وضيّعوني، ولم يحفظوني، وهذه شكواي إليك حتى ألقاك، ثم قام فصفّ قدميه فلم يزل راكعا ساجدا".... ثم جعل يبكي عند القبر حتى إذا كان قريبا من الصبح، وضع رأسه على القبر فأُغفي، فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله وبين يديه، حتى ضم الحسين إلى صدره وقبّل بين عينيه وقال: "حبيبي يا حسين!.. كأني أراك عن قريبٍ مرمّلا بدمائك، مذبوحا بأرض كربٍ وبلاء من عصابةٍ من أمتي، وأنت مع ذلك عطشان لا تُسقى، وظمآن لا تُروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة.. حبيبي يا حسين!.. إن أباك وأمك وأخاك قدموا عليّ وهم مشتاقون إليك، وإن لك في الجنان لدرجات لن تنالَها إلا بالشهادة".. فجعل الحسين (ع) في منامه ينظر إلى جده، ويقول: "يا جداه!.. لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا، فخذني إليك وأدخلني معك في قبرك"، فقال له رسول الله (ص): "لابدّ لك من الرجوع إلى الدنيا حتى تُرزق الشهادة، وما قد كتب الله لك فيها من الثواب العظيم.. فإنّك وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك، تُحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة، حتى تدخلوا الجنة".
    فانتبه الحسين (ع) من نومه فزعاً مرعوبا، فقصّ رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطلب، فلم يكن في ذلك اليوم في مشرقٍ ولا مغربٍ قوم أشد غمّا من أهل بيت رسول الله، ولا أكثر باكٍ ولا باكية منهم.. وتهيّأ الحسين (ع) للخروج من المدينة، ومضى في جوف الليل إلى قبر أمّه فودّعها، ثم مضى إلى قبر أخيه الحسن ففعل كذلك....

    ثم دعا الحسين (ع) بدواةٍ وبياضٍ وكتب هذه الوصية لأخيه محمد: "بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية، أن الحسين يشهد: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأن الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.. وأني لم أخرج أشِراً ولا بَطرا، ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (ع)، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليَّ هذا أصبرُ حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين.. وهذه وصيتي يا أخي إليك، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب..

    ثم طوى الحسين الكتاب وختمه بخاتمه، ودفعه إلى أخيه محمد، ثم ودعه وخرج في جوف الليل.
    جاء محمد ابن الحنفية إلى الحسين (ع) في الليلة التي أراد الحسين الخروج في صبيحتها عن مكة، فقال له: يا أخي!.. إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنك أعزّ من بالحرم وأمنعه.. فقال: "يا أخي!.. قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يُستباح به حرمة هذا البيت"، فقال له ابن الحنفية: فإن خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البرّ فإنك أمنع الناس به، ولا يقدر عليك أحد، فقال: "انظرُ فيما قلت".. فلما كان السحر، ارتحل الحسين (ع) فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ بزمام ناقته -وقد ركبها- فقال: يا أخي ألم تعدْني النظر فيما سألتك؟.. قال: "بلى"، قال: فما حداك على الخروج عاجلا؟.. قال: "أتاني رسول الله (ص) بعد ما فارقتك، فقال: يا حسين!.. اخرج فإن الله قد شاء أن يراك قتيلا".. فقال محمد ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟.. قال: "فقال لي (ص): إن الله قد شاء أن يراهن سبايا".. فسلّم عليه ومضى.


    رُوي أنه -صلوات الله عليه- لما عزم على الخروج إلى العراق، قام خطيبا، فقال: (الحمد لله، وما شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على رسوله وسلّم.. خُطّ الموت على وُلْد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف.. وخُيّر لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي يتقطعها عسلان الفلوات، بين النواويس وكربلا، فيملأن مني أكراشا جوفا، وأجربة سغبا، لا محيص عن يوم خُطّ بالقلم.. رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحُمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينُه، وتنجز لهم وعده.. من كان فينا باذلاً مهجتَه، موطّنا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإني راحلٌ مصبحا إن شاء الله).


    لنحيي ذكر الحسين (ع)، بعض الصلحاء هذه الأيام لا يذوق الحلوى أبدا!.. وبعضهم لا يمكن أن يتكلم، وخاصة عندما يقترب اليوم العاشر، فإنه يعيش الحزن والأسى، فيتصاعد هذا الحزن إلى أن يأتي يوم العاشر، يوم استشهاده (ع)..



    عن الرضا (ع): (كان أبي إذا دخل شهر المحرم، لا يُرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام.. فإذا كان يوم العاشر، كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قُتل فيه الحسين -صلى الله عليه-)..



    علينا أن نحيي أمرهم، وأن نكثر من البكاء عليهم!.. كما قال الرضا (ع): (فإن البكاء عليه؛ يحطّ الذنوب العظام)

  • #2
    توضيح:
    ليس الغرض نقاش التطبير، مشروعيته، من عدمها
    هذه الكلمات لبيان فعل النبي والائمة صلوات الله عليهم في أحياء الشعائر، والتي إقتصرت على مجالس الذكر والعزاء والمراثي والبكاء...
    والاستخفاف بالعقول والاتيان بالدلائل التي ليس لها أدنى صلة بالتطبير وأن فلان نبي سقط على الارض وشج رأسه وآخر ادميت قدماه ووو ثم نجعلها دلائل، لا أدري كيف غابت تلك الدلائل على سيد الفضائل محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وآله والائمة من بعده عليهم آلاف التحية والثناء، ولم يأتو بها ولم يفعلوها...
    ثم يكتب القائل، والله قد أفلح من طبر، جازما على الله وعلى رسوله وأهل بيته ما لم يقولوه ولم يفعلوه...

    الجبناء والتطبير والعمائم الكارتونية !!

    https://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=211473

    تعليق


    • #3
      إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام

      روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق أنه قال للفضيل بن يسار: يا فضيل «أتجلسون وتتحدثون؟ » قال: نعم جعلت فداك. قال الإمام الصادق : «إن تلك المجالس أحبها. فاحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيا أمرنا» [1] .

      مصادر التشريع:

      يتفق المسلمون على أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القران، وأنها هي التي تبين معاني آيات القرآن، وهي التي تفصِّل المجملات الواردة في القران الكريم. وقد وكل الله تعالى هذه المهمة إلى نبيه حيث قال:

      ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾[2] فتبيين القران وتوضيح معالمه هذا من شؤون السنة؛ ولذلك تعتبر السنة المصدر الثاني في الاسلام بعد القران الكريم لتحصيل المفاهيم والأحكام والتشريعات. وقد اتفق المسلمون على أن قول رسول الله وفعله وتقريره حجة شرعية، وهذا ما يصطلح عليه المسلمون بالسنة، فحينما يقال (السنة) فيراد بها قول الرسول وفعله وتقريره. ثم حصل اختلاف: هل أن السنة كمصدر للتشريع تقتصر على ما يرتبط بالرسول أو هناك شيء يضاف إلى السنة ويكون بحكمها فيكون حجة ومصدراً للتشريع؟

      بعض العلماء المسلمين كالعلامة الشاطبي والعديد من علماء أهل السنة يرون أنها تتسع لسنة الصحابة، فليس كلام الرسول وفعله وتقريره حجة ومصدر تشريعي وإنما سنة الصحابة وأقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم أيضا هي حجة ومصدر للتشريع.

      وبعض العلماء من أهل السنة لا يوافقون على أن سنة الصحابة هي كسنة رسول الله ، ولكن يرون أن لمذهب الصحابة حجية من باب أن الصحابي راوٍ مجتهد فمذهبه ورأيه له قيمة وحجية، وبالتالي يعتبرون مذهب الصحابي أيضا مصدراً يمكن الاعتماد عليه في معرفة الأحكام والتشريعات الإسلامية.

      نحن نعتقد أن السنة تشمل أيضا الأئمة المعصومين من أهل البيت، وأن أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم حجة ومصدر للتشريع كجدهم رسول الله ؛ وذلك بعد ثبوت عصمتهم، وبعد ثبوت الإرجاع إليهم من قبل القران الكريم، ومن قبل رسول الله . فمادام الرسول قد أرجعنا إليهم وأمرنا بالأخذ بأقوالهم وأمرنا باتباعهم ونهانا عن مخالفتهم فلابد أن تكون أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم حجة من الناحية الشرعية؛ وإلا فكيف يأمرنا الله ويأمرنا رسول الله بالرجوع إلى جهة لا يكون أوامرها حجة:

      «إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي»[3]

      فجعل العترة إلى جانب الكتاب. مما يعني أن أقوال عترة النبي وأقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم سنة وحجة شرعية. وبالتالي حينما نستنبط حكما شرعيا أو نأخذ معلماً من معالم الدين من أهل البيت عليهم السلام نكون قد استندنا الى حجة شرعية ندين بها أمام الله سبحانه وتعالى. فكل حكم وكل معلم وكل مسألة تؤخذ من أهل البيت هي مسألة شرعية وتعتبر من مصدر شرعي.

      وإذا كان هنالك نقاش في المبنى: هل أن كلام أهل البيت حجة أو لا فيمكن أن يبحث، ولنا أدلتنا ونقاشاتنا، وهو ثابت عندنا، وأما بعد ثبوت هذا المبنى فكل ما يصلنا ونقطع بصدوره أو نثق بصدوره عن أهل البيت عليهم السلام وفق الوسائل الممضاة والمعترف بها في علم الحديث نتعبد به.

      ومما وردنا عن أهل البيت عليهم السلام وأخذناه وتعبدنا به إحياء ذكر أهل البيت، وإحياء مناسباتهم. وهذه ليست عادة بشرية أو تقليداً اجتماعياً ابتكره الناس، وإنما هي مستنبطة ومأخوذة ومستوحاة من كلام أهل البيت عليهم السلام. فإحياء ذكر أهل البيت ومناسباتهم يعتبر بالنسبة لنا عملاً شرعياً نقوم به بدافع تعبدي.

      وإذا كان هناك من لا يعتبر أهل البيت مصدراً للتشريع وليسوا حجة عنده بينما يأخذ بأقوال الصحابة الآخرين فهو وشأنه، أما نحن بعد أن ثبت عندنا أن أهل البيت أقوالهم وأفعالهم حجة من الناحية الشرعية فنحن ملزمون بالأخذ بأقوالهم، وهم أمرونا بهذا الشيء. ونحن نأتمر بأمرهم تعبداً لله سبحانه وتعالى.

      روايات وأحاديث كثيرة عن أهل البيت صلوات الله عليهم تأمر بإحياء ذكرهم كهذا الحديث الذى تبركنا بذكرة. وهو مروي عن الفضيل ابن يسار، وهو عالم من العلماء الثقاة من مدرسة أهل البيت، عاصر الإمام الباقر وتتلمذ على يديه، وعاصر الإمام الصادق وتتلمذ على يديه، وكان الإمام الصادق إذا رأى الفضيل قد أقبل يقول:«بخ بخ بشر المخبتين أن الأرض لتأنس بفضيل بن يسار» الامام اذا راى فضيل بن يسار أيضا كان يقول «من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا» إلى فضيل ابن يسار وحينما توفي رحمة الله واخبر الامام الصادق بوفاته وتغسيله قال: «رحم الله فضيلاً لقد كان من أهل البيت» لاحظ مكانة، وشاهد موقعية هذا الرجل.

      يروى هذا الحديث بعدة طرق وعدة أسانيد.

      يسأل الإمام الصادق يا فضيل: «أتجلسون وتتحدثون؟» قال: نعم، جعلت فداك، قال الإمام الصادق: «إن تلك المجالس أحبها».

      يقول الإمام علي بن موسى الرضا : «من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»[4] يعني يوم القيامة. وعندنا في هذا المجال روايات كثيرة وعديدة.

      نريد أن نبحث:

      أولاً : ما هو أمر أهل البيت عليهم السلام؟ (أحيوا أمرنا؛ رحم الله من أحيا أمرنا).

      ثانياً: ما هو الإحياء؟ كيف يحيا أمر أهل البيت؟

      ثالثاً: ما هي مجالات ودوائر إحياء أمر أهل البيت؟


      أولاً: ما هو أمر أهل البيت؟
      لا نحتاج لاجتهاد حتى نفسر هذه الكلمة، فإن أهل البيت أنفسهم فسروا لنا هذة الكلمة. يقول الهروي سمعت الإمام أبا الحسن علي بن موسى الرضا يقول:«أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا. قلت: يا بن رسول الله وكيف يحيا أمركم؟ قال: أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس؛ فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لتبعونا»[5] ، هذا أمر أهل البيت، ولم يكن أمرهم المناصب والمواقع والكراسي، كلا بل أمر أهل البيت عليهم السلام هو الإسلام والرسالة الإسلامية، وكانوا يريدون إيصال رسالة الإسلام إلى الناس، هذه الرسالة التي جاءت على يد جدهم الاعظم محمد ، وهم كانوا يتحملون مسؤولية توضيحها وتبيينها؛ لأن الفترة التي عاشها لرسول لم تكن كافية لكي تتضح كل التفاصيل وكل المعالم، بالإضافة إلى الأشياء التي تستجد في حياة الأمة، وقد استجدت في حياة المسلمين أمور كانوا يحتاجون من يعلمهم ويوضح لهم رؤية الإسلام وموقفه تجاهها، وكانت وظيفة أهل البيت تبيين وتوضيح رؤية الإسلام ورسالته على حقيقتها.

      صارت هناك انحرافات وتشويهات بسبب أناس لم يكونوا مؤهلين لفهم أحكام الدين ولمعرفة مفاهيمه ممن تصدوا لتبيين الأحكام والإفتاء، وبعضهم كانوا مغرضين، إضافة إلى أن السلطات الأموية والعباسية أرادت أن تكيف الدين حسب أغراضها ومصالحها، نتج عن كل ذلك تشويه وتحريف في الدين. وكانت مسؤولية أهل البيت عليهم السلام إزالة التزوير والتزييف والتحريف، وتبيين الإسلام على حقيقته وواقعة.

      إذن أمر أهل البيت هو الرسالة الإسلامية الخالصة النقية السليمة دون تحريف أو تزييف أو تزوير.

      وسلوك أهل البيت انعكاس للإسلام؛ لذلك الحديث عن سلوكهم حديث عن الإسلام لأن سلوكهم تجسيد للإسلام. فهم معصومون لا ينفكون عن القرآن «لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»[6] ، يعني لا تفترق المواقف، ولا يفترق سلوكهم عن أوامر القرآن.

      وأهل البيت يريدون من أتباعهم وشيعتهم إحياء أمرهم «أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا» وهو كما يقول الإمام: «يتعلم علومنا ويعلمها الناس»، وخاصة إذا علمنا أن هناك عوامل وأسباباً عديدة ترمي إلى التعتيم والكتمان، وتريد إماتة أمر أهل البيت وذكرهم. فإن السلطات المناوئة إلى أهل البيت من الأمويين العباسيين قد بذلوا كل جهودهم من أجل أن يمنعوا الناس ويفصلوهم عن أهل البيت، ويمنعوا وصول كلام أهل البيت إلى الناس.

      كانت الرواية عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تكلف الإنسان حياته، والمرسوم الذي أصدره معاوية بن أبي سفيان واضح، فمن يروي أحاديث عن أمير المؤمنين يهدم بيته، ويقطع رزقه، ويتعرض للقتل والتصفية.

      وهكذا السلطات التي توالت على الحكم وكانت مناوئة لأهل البيت كانت تسعى بكل قوتها وجهدها لمنع ظهور فكر أهل البيت.

      وأهل البيت يجدون أنفسهم مسؤولون عن تبليغ الرسالة، إلا أن السلطة والوسائل الإعلامية والإمكانات المادية لم تكن متاحة لهم، ووسائل التبليغ كمنابر الجمعة والإفتاء والتدريس غالباً كانت بيد الآخرين، وإلى جانب كل ذلك كانت السلطات تحارب أهل البيت وتقف حائلاً دون توجيهات أهل البيت. فحال أهل البيت عليهم السلام أن يشقوا لهم طريقاً مناسباً لكي يقوموا بمسؤوليتهم ويوصلوا هذه الرسالة إلى الناس.

      ما هو هذا الطريق؟

      حملوا كل إنسان مؤمن المسؤولية في مساعدة أهل البيت في هذا الدور «رحم الله من أحيا أمرنا» فهم عليهم السلام يريدون أن يقولون لي ولك ولكل مؤمن أنهم عليهم مهمة لكنهم لا يستطيعون أن يقوموا بها إلا بمساعدتكم، إلا بدوركم أنتم معنا.

      كل إنسان لابد أن يقوم بدور حتى نستطيع أن نؤدي هذه المهمة «رحم الله من أحيا أمرنا».

      كيف نحيي أمر أهل البيت؟

      إحياء أمر أهل البيت يكون في ثلاث دوائر:

      الدائرة الأولى: دائرة أتباع أهل البيت عليهم السلام.

      الدائرة الثانية:دائرة الأمة الإسلامية.

      الدائرة الثالثة: دائرة الإنسانية العامة.

      وفي هذه الدوائر الثلاث يجب أن يحيا أمر أهل البيت عليهم السلام.

      الدائرة الأولى: أتباع أهل البيت:

      كيف يحيا أمر أهل البيت في وسط أتباعهم وشيعتهم؟

      يحيا أمرهم بتوضيح تعاليمهم والدفع والتشجيع للاقتداء والأخذ بتعاليمهم؛ حتى لا يكون الاتباع مجرد اسم وانتماء اجتماعي. بل ليكون المشايع لأهل البيت والموالي لهم ملتزماً بما التزم به أهل البيت عليهم السلام سائراً في طريقهم. وهذا هو التشيع الحقيقي. فإنه لا يكفي من يعتقد بإمامة أهل البيت مجرد الاعتقاد القلبي فقط، وإنما لابد أن يتبعه التزام سلوكي.

      يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : «ألا وإن لكل مأموم إمام يقتدي به ويستضيء بنور علمه»[7] .

      المطلوب هو الاقتداء. وشيعة أهل البيت حينما يحضرون مجالس أهل البيت ويحيون أمر أهل البيت في وسطهم هذا يعني أنهم يتشجعون ويتعهدون بالسير في طريق أهل البيت عليهم السلام وبالأخذ بتعاليم أهل البيت.

      يقول الإمام الصادق : «ما شيعتنا إلاّ من اتقى الله وأطاعه»[8] .

      ويقول أيضاً: «إنما أنا إمام من أطاعني»[9] الذي يطيعني أنا أمامه، أما الذي لا يطيعني فلست إمامة وإن صرخ وقال: إن الإمام الصادق إمامي، هذا كذّاب ليس امامك.

      وعندنا روايات كثيرة تؤكد أن التشيع ليس مجرد الاعتقاد أو المحبة القلبية، وإنما هو الالتزام السلوكي أيضا.

      يقول الإمام الصادق :«ليس من شيعتنا من يكون في مصر وفيه آلاف ويكون في المصر أورع منه»[10] وهذا يعني: كما أن أهل البيت كانوا هم النموزج الأسمى والأعلى كذلك شيعتهم بالنسبة إلى سائر الناس ينبغي أن يكونوا هم الأتقى والأورع الأفضل التزاماً وسلوكاً.

      بعض الناس يعتقد باعتباره أنه من شيعة أهل البيت سيتساهل معه يوم القيامة، بعض الروايات تدل على عكس ذلك.

      يقول الإمام الصادق : «يا مفضل: القبيح من كل أحد قبيح، ومنك أقبح لمكانتك منا، والحسن من كل أحد حسن، ومنك أحسن لمكانك منا». الإنسان الموالي والمشايع لأهل البيت عليهم السلام عليه أن يعرف أن انتسابه إلى أهل البيت يحمله مسؤولية سلوكياً.

      حدثني أحد الشباب وكان مبتعثاً إلى الخارج فقال: تعرفون الأجواء هناك والإغراءات ودواعي الانحراف، يقول: لكن شيئاً واحداً ساعد على إنقاذي وعلى استقامتي. ما هو ذلك الشيء؟ يقول: كلما لاحت لي معصية أو هممت بمعصية تصورت الإمام علي ، تصورت الإمام الحسين، تصورت الإمام الصادق ثم أخجل من نفسي. أنا من أتباع هؤلاء وأنحرف وأعصي.

      ولذلك الروايات التي تفسر الآية الكريمة:﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾[11] ؛ تقول: إن المراد بالمؤمنين هم الأئمة عليهم السلام، فحينما تقوم بعمل عليك أن تعرف أن عملك يطلع عليه الأئمة عليهم السلام. كيف يطلعون؟ هذا بحث اخر.

      وعندنا روايات مفادها أن إمامنا صاحب العصر والزمان (عج) يطلع على أعمال الناس وعلى أعمال شيعته في كل يوم. فأي عمل تعمله أو تصرف تقوم به دع في بالك أن الإمام يراك ويشاهد ما تعمل.

      وهذا يحمل الإنسان الشيعي مسؤولية أعظم في سلوكه وفي حياته.

      فإحياء أمر أهل البيت في وسط أتباعهم وشيعتهم يكون بمعنى المزيد من الاقتداء والالتزام والاتباع لأهل البيت.

      ولذلك هذه المجالس حينما تحيى ونجتمع في فيها في هذه المناسبات لابد تكون دافعاً لنا للالتزام والتقيد بالدين وبأوامر أهل البيت.

      الدائرة الثانية: الدائرة الاسلامية:

      أهل البيت ليسوا حكراً على قبيلة اسمها قبيلة الشيعة، المسألة ليست قبلية. فلدى أهل البيت رسالة لكل المسلمين، وهم هداة لكل المسلمين. ولذلك يجب أن يصل فكرهم إلى كل المسلمين. فيجب أن يحيى ذكر أهل البيت وأمرهم في الدائرة الإسلامية العامة. أبناء الأمة الإسلامية ينبغي أن يعرفوا فكر أهل البيت.

      ولذلك أكد الإمام الرضا: «أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس». لماذا؟ «فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لتبعونا».

      فإذا اتضحت سيرة أهل البيت للناس، وإذا انتشر فكرهم بين الناس حتى من غير أتباعهم والموالين لهم؛ فإنه يكون لهذا أثر كبير في استقطاب الناس إلى خط أهل البيت وإلى منهجهم.

      وهذه التوعية بفكر أهل البيت عليهم ونشر سيرتهم ينبغي أن تكون بالأسلوب المناسب: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾[12] . ولذلك يقول مدرك الهزهاز قال لي الإمام الصادق: «أقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته، وقل لهم: رحم الله امرأً اجتر مودة الناس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون»[13] ، استقطبوا مودة الناس إلى أهل البيت، وتخاطبوا مع الناس على قدر عقولهم، على قدر تقبلهم. ليس من الصحيح أن تتحدث مع الناس عن أشياء حينما يسمعونها ينفرون منها، أو يواجهونها بردة فعل، هذا خطأ. لا تحدث الناس بما ينكرون، حدثهم بما يعرفون يعني بما يمكن أن يقبلوه ويستوعبوه. فإذا كانت هناك حقيقة من الحقائق لجعلهم بها لا يدركون ارفع حالة الجهل عنهم أولاً ثم تحدث. ولذلك من يتحدثون في أمثال هذه المجالس لازم أن يتنبهوا إلى أن من يستمع هذا الكلام ليسوا فقط ضمن الدائرة الأولى فاللازم أين يكون الكلام معقولاً ومنطقياً ومستوعَباَ عند الآخرين، وإلا فأنت تسيء إلى أهل البيت فيما إذا خرجت شيء لا يمكن استيعابه وتقبله.

      وفي رواية جميلة عن جابر الجعفي رضي الله عنه يقول:«دخلت على أبي جعفر وأنا شاب، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة جئتك لطلب العلم، فدفع لي كتاباً وقال لي: إن أنت حدثت به حتى تهلك بنو أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي. وإن أنت كتمت منه شيئاً بعد هلاك بني أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي»[14] .

      وهذا يعني أنه لابد أن ترى الظرف المناسب لما تقوله عن أهل البيت، ولما تحدث به من أحاديث أهل البيت، فالإمام هو بنفسه دفع له هذا الكتاب لكنه قاله له: إن الظرف غير مناسب لهذه الأحاديث. لذلك على الإنسان يراعي الظرف المناسب، والمحيط المناسب، والكلام المناسب. فقد اشتهرت روايات عن الرسول : «إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم»[15] .

      ومن الخطأ أن يتحدث الإنسان في أي شيء سواء كان مناسباً أم غير مناسب، يفهمه الطرف المقابل أم لا يفهمه. قال الإمام الصادق: «كونوا زين لنا ولا تكونوا شيناً علينا».

      فينبغي للخطاب الديني لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ان يأخذ بالاعتبار هذا الجانب، حتى يقوم بدوره تجاه أهل بإيصال رسالته إلى كل المسلمين، فمن المؤسف أن الكثير من المسلمين لم يصلهم شيء من مدرسة أهل البيت. أين روايات أهل البيت؟! أين كتب أهل البيت؟! فنهج البلاغة لابد أن يصل لكل مسلم، وكذا الصحيفة السجادية. وينبغي أن تكون سيرة أهل البيت وحياتهم واضحةً لكل مسلم.

      من يتحمل هذه المسئولية؟

      أتباع أهل البيت هم الذين يتحملون هذه المسؤولية؛ فإن الشيعة السابقون ضحوا بنفوسهم وحياتهم، بدمائهم أموالهم حتى يحفظوا تراث أهل البيت وينقلوه للناس، ونحن مؤتمنون على هذا التراث، وهذه الخزائن من الثروة الهائلة، لا لأجل أن ندخرها ونبقيها ونكتبها، بل علينا مسؤولية إظهارها ليعلمها بها الناس، «فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لتبعونا».

      الدائرة الثالثة: الدائرة الإنسانية العامة:

      العالم اليوم تسوده حالة الوعي، مما يساعد على استيعاب القيم والمفاهيم والمبادئ الإنسانية التي تنسجم مع فطرة الإنسان ومصلحته. وهذا الوقت مناسب جداً لعرض سيرة أهل البيت ومفاهيمهم.

      عن ماذا يتحدث الناس في العالم من القيم والمبادئ؟

      إنهم يتحدثون عن حقوق الإنسان. وفي سيرة أهل البيت تتجلى وثائق عظيمة ورائعة عن حقوق الإنسان.

      فقد كتب جورج جرداق وهو كاتب مسيحي قرابة خمس وثلاثين سنة كتاباً عن واحد من أئمة أهل البيت هو علي بن أبي طالب ، تحت عنوان (علي وحقوق الإنسان) تجد في هذا الكتاب شيئاً يسيراً من سيرة الإمام وليس كل سيرته أو كلامه في هذا المجال. ولو أن كلام أهل البيت وسيرتهم فيما يرتبط بحقوق الإنسان يبرز للعالم ويطرح أمام البشرية العالم من هم أهل البيت، ولعرفوا قيمة أهل البيت العالم.

      كما يتحدث العالم اليوم عن الحرية والديمقراطية. اقرأ في مدرسة أهل البيت عليهم السلام وكلامهم تجد أروع المفاهيم والضوابط والمواقف والممارسات لاحترام الحرية.

      وكذا تتحدث البشرية عن الحفاظ عن البيئة. اقرأ في مدرسة أهل البيت لترى كيف يعرضون هذا الأمر بالتفاصيل.

      وفي الجملة لا تجد قضية من القضايا التي يتحدث عنها الإنسان اليوم وتهم الإنسان في العصر الحديث إلا وترى في مدرسة أهل البيت حول هذا الشيء الكثير.

      والسؤال: من يستنبط؟ من ينشر؟ من يعلن للعالم عن هذه الأفكار والمبادئ والقيم؟

      هذه هي مسؤوليتنا شيعة أهل البيت... ومن الخطأ أن نتحدث فيما بيننا عن أهل البيت، بل ينبغي أن ننقل سيرة أهل البيت بصورة مناسبة للعالم.

      امرأة مثقفة وكاتبة من اليابان مستعربة ترجمت كتاب (سيدات بيت النبوة) للمؤلفة المصرية المعروفة عائشة بنت الشاطئ، التي توفيت هذا العام، فأسلمت بعد أن ترجمت الفصل الخاص بسيرة فاطمة الزهراء عليها السلام، وقد كتبت بنفسها عن ذلك، وتناقلت ذلك صحف القاهرة. وقد ذكرت جريدة الحياة هذا الموضوع هذه السنة عند حديثها عن وفاة بنت الشاطئ.

      ومما قالته هذه الكاتبة: حينما كنت أترجم الفصل الخاص بالزهراء عليها السلام لم أكن أستطيع مغالبة دموعي، فكنت اترجم وأنا أبكي، وكنت أرى أن عاطفتي وفطرتي وضميري يتناغم مع ما أقرأه عن حياة فاطمة الزهراء.. فدخلت إلى الإسلام.

      أسلمت لأنها قرأت فصلاً من كتاب يتحدث عن فاطمة الزهراء. فما عسى أن يكون لو سيرة أهل البيت عليهم السلام تعرض للعالم، وتعد الأفلام الموثقة عن سيرتهم، كم سيكون التأثر مدهشا وعظيما. إذ لاشك أن سيرة أهل البيت ومواقفهم وتعاليمهم إذا وضحت للعالم الذي لا يعيش حالة التشنجات والتعصبات المذهبية فينظرون إلى الحقيقة كما هي؛ لاشك أنه يتأثرون بأهل البيت عليهم السلام.

      فمن المسؤول عن إيصال فكر أهل البيت للعالم؟ وعن نشر حياتهم للعالم؟

      إن آباءنا وأجدادنا -جزاهم الله كل خير- يكدحون طوال حياتهم وعندما يمتلك أحدهم قطعة أرض أو نخل أو بيت يجعله وقفاً لأهل البيت عليهم السلام. لماذا يجعله وقفاً لأهل البيت؟

      إنما فعل ذلك لأنه يجد نفسه معنيُّ ومسؤول عن إحياء أمر أهل البيت ليس فقط في حياته بل حتى بعد مماته يجعله صدقة جارية. يقف الأوقاف لإحياء أمر أهل البيت، فهم كانوا متحملين لمسؤوليتهم، وكانوا يعملون وفق الظروف المتاحة لهم.

      أما نحن الآن فمسؤوليتنا أكبر والظروف أمامنا أوسع، ولذا علينا أن نجتهد حينما تمر هذه المناسبة؛ لأن موسم محرم موسم الولاء لأهل البيت، فينبغي أن يكون صدى هذه مناسبة الأيام العشرة في بداية كل عام هجري واسعا وكبيرا على مستوى العالم.

      أما أن يجلس مائة شخص أو مائتان، ألف أو ألفان في حسينية ونتحدث عن أهل البيت، فهذا كان يمكن أن يسقط عنا المسؤولية تجاه أمر أهل البيت قبل قرن من الزمن، أما في هذا الزمن فإنه لا يسقط عنا المسؤولية، فلا تكفي هذه الأعداد تتحدث عن الإمام الحسين في عاشوراء، بل البشرية كلها ينبغي أن تعيش ذكرى أبي عبدالله الحسين .

      وذلك ممكن، لأن الوسائل متاحة والظروف مناسبة والإمكانيات موجودة. فالفكر موجود عند أهل البيت وشيعتهم، والإمكانيات موجودة عند أهل البيت، لكن تحمل المسؤولية غير موجود.

      ولا يظن أحد أن المسؤولية تجاه هذه المناسبة هي أن يقيم من لديه وقف مأتما لا يحضره إلا القليل من الناس، أو أن يعد الطعام وإن لم يجد من يأكله، بل المسؤولية هي: «رحم الله من أحيا أمرنا» و «لو علم الناس محاسن كلامنا لتبعونا» فنحن مسئولون عن تقديم فكر أهل البيت وسيرتهم للعالم. هذا واجب شرعي، وهو الذي يسبب العزة والقوة لنا.

      ومن العيب ونحن نستند إلى هذا الفكر النير المشرق وسمعتنا مشوهة بسبب الدعايات ضد مذهبنا. وليس اللوم في ذلك على المناوئين لنا؛ لأن ذلك هو ما يتوقع من المناوئ، بل اللوم يلقى علينا: لماذا نترك الساحة فارغة أمامه يبثون سمومهم وينشرون دعاياتهم ونحن عندنا هذا الفكر النير المشرق، والحقائق الواضحة.

      وليس بوسعنا أن نتعذر بعدم القدرة على العمل أو ماذا يمكننا أن نعمل، فالعالم مفتوح والوسائل متعددة. وليس العمل محصور في بلد من البلدان، بل أمامنا العالم بأسره.

      يجب أن نتحمل مسئوليتنا وأن نشعر بالخجل أمام أئمتنا لأن من يأتمون وينتسبون إلى غير أهل البيت ينشرون من خيالاتهم فضائل ومعاجز وكرامات، ونحن عندنا حقائق لماذا لا ننشرها.

      وأيام عاشوراء موسم لإحياء أمر أهل البيت، وهذه المراسيم لم نبتدعها بل أهل البيت وضعوا أسسها وكلامهم وفعلهم حجة عندنا، وقد أمرونا بإحياء هذه المناسبات، ونحن ملزمون بالامتثال. وقد ورد عنهم تفصيل إحياء الذكرى والبكاء على مصيبة الإمام الحسين وبتخليد هذه المأساة وهذه الظلامة.

      لماذا؟

      لأنها تخدم إحياء أمرهم «رحم الله من أحيا أمرنا».


      [1] بحار الأنوار، ج44، ص282، الحديث رقم 14.
      [2] سورة النحل، الآية 44.
      [3] بحار الأنوار، ج23، ص147، الحديث رقم 111.
      [4] بحار الأنوار، ج1، ص199، الحديث رقم 3.
      [5] بحار الأنوار، ج2، ص30، الحديث رقم13.
      [6] بحار الأنوار، ج2، ص100، الحديث رقم 59.
      [7] شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد المعتزلي، ج16، ص205.
      [8] بحار الأنوار، ج67، ص97، الحديث رقم 4.
      [9] بحار الأنوار، ج2، ص80، الحديث رقم 76.
      [10] بحار الأنوار، ج65، ص164، الحديث رقم 13.
      [11] سورة التوبة، الآية 105.
      [12] سورة النحل، الآية 125.
      [13] بحار الأنوار، ج2، ص65، الحديث رقم 4.
      [14] بحار الأنوار، ج2، ص70، الحديث رقم 28.
      [15] بحار الأنوار، ج1، ص85، الحديث رقم 7.


      حسن الصفار

      تعليق


      • #4
        ليس الغرض نقاش التطبير، مشروعيته، من عدمها
        التطبير مساله فقهيه او ليست فقهيه ؟

        نعم مساله فقهيه

        المقلد يرجع الى من بمسائله الفقيه

        الى مرجعه

        ما شاء الله عليك وردة

        الان انت فتحت الموضوع كي لا تناقش مشروعيته من عدمها لكن فتحته كي تقول :
        والاستخفاف بالعقول والاتيان بالدلائل التي ليس لها أدنى صلة بالتطبير
        الان المرجع الذي لا يحرم التطبير و يجيزه .. هذا مُستخف بعقول مقلديه حسب كلامك ؟

        وأن فلان نبي سقط على الارض وشج رأسه وآخر ادميت قدماه ووو ثم نجعلها دلائل، لا أدري كيف غابت تلك الدلائل على سيد الفضائل محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وآله والائمة من بعده عليهم آلاف التحية والثناء، ولم يأتو بها ولم يفعلوها...
        ثم يكتب القائل، والله قد أفلح من طبر، جازما على الله وعلى رسوله وأهل بيته ما لم يقولوه ولم يفعلوه...
        ونعم لماذا لا تكون دلائل .. ولا اعرف ما قصدك غابت عن الامام عليه السلام ؟ ..وفلان اسمه النبي ابراهيم او النبي ادم عليهما السلام

        بل هل غاب عنك : إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنّه فيه مأجور؟ .. كل انسان حر كيف يجزع .. انت ياهو مالتك ؟

        واذكر ايضا : ما رواه قدامة بن زائدة، عن أبيه، عن إمامنا السجاد (عليه السلام) حيث قال: (فإنه لمّا أصابنا بالطفّ ما أصابنا.. .. فكادت نفسي تخرج وتبيّنت ذلك مني عمتي زينب الكبرى بنت علي (عليهما السلام) فقالت: مالي أراك تجود بنفسك يابقية جدي وأبي واخوتي؟!! فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيدي واخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرعين بدمائهم، مرملين بالعرى.. ..)

        هل هناك جزع اكبر من ان : كادت نفسي تخرج ؟ .. وانتم مستصعبين التطبير ؟

        ثم يكتب القائل، والله قد أفلح من طبر، جازما على الله وعلى رسوله وأهل بيته ما لم يقولوه ولم يفعلوه..
        ما الضير بهذه العباره ؟.. وكيف لا يجزم والتطبير من الجزع والجزع على الامام ع مأجور.

        بعد كونك انت لا تؤمن بهذا انت حر ولا شان لك ان تشنع على غيرك.

        الجبناء والتطبير والعمائم الكارتونية !!
        حينما يقول لك شخص وانت تقلد مرجعا يجيز لك التطبير .. ان التطبير بدع وتشويه و و و ..
        مثلا شنو تتوقع يرد ؟

        اعتب على الفعل .. قبل ان تعتب على ردة الفعل .. المواضيع ضد التطبير كل سنة وكأنها صارت سنة مستحبة ان يُنتقد التطبير .. وحينما يرد احدهم .. استغفر الله !!

        على العموم اختم حديثي بكلام جميل للشيخ زمان الحسناوي الله يحفظه

        https://www.youtube.com/watch?v=qpU2yOiO9po
        التعديل الأخير تم بواسطة هدى شوشو; الساعة 29-04-2015, 08:00 PM.

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة هدى شوشو

          الان المرجع الذي لا يحرم التطبير و يجيزه .. هذا مُستخف بعقول مقلديه حسب كلامك ؟
          مع انني اترفع عن النقاش مع من هم بهذا المستوى الضحل من التفكير، لكن لنجيب لقطع دابر المفسدين، وأقول: المرجع الذي يتخذ من دليل (عثرة) نبي الله ابراهيم سلام الله عليه أو دليل (الحجامة) دليلا على مدّعاه، للأسف هذا مرجع كرتوني فافوني، لا يفقه من الأدلة شيئا...
          من يستخف بعقول (المقلدين) وليس (مقلديه) صاحب هذه المقالات وكاتب هذه الخزعبلات التي يسميها دلائل وروايات..
          حكم التطبير واضح وصريح لدى الكثير من الفقهاء، وهو الحق، ليس بمحرّم ما لم يؤد لمحرّم، ومنها الاضرار بالنفس أو توهين المذهب.. وحيث اتفقت كلمة المطبرين وهذا ما علمناه منهم ورأيناه بأمّ أعيننا، أنه لا ضرر معتد به عليهم، فلا حرمة، ما لم تكن الحرمة بعنوان آخر... الخ.. هل وضح المطلوب، فلا تزايدونا على هذا..

          ونعم لماذا لا تكون دلائل .. ولا اعرف ما قصدك غابت عن الامام عليه السلام ؟ ..وفلان اسمه النبي ابراهيم او النبي ادم عليهما السلام
          عندما نناقش مسألة فقهية ونفتي لا تكون مثل هذه القصص دلائل، يا فقيه زمانك.
          بل هل غاب عنك : إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنّه فيه مأجور؟ .. كل انسان حر كيف يجزع .. انت ياهو مالتك ؟
          يبدو أننا نتكلم مع (زعاطيط) و(انت ياهو مالتك) عبالك دنلعب ختيلان!!
          وهل من الجزع التطبير يا علاّمة الدهر؟ّ!!!

          واذكر ايضا : ما رواه قدامة بن زائدة، عن أبيه، عن إمامنا السجاد (عليه السلام) حيث قال: (فإنه لمّا أصابنا بالطفّ ما أصابنا.. .. فكادت نفسي تخرج وتبيّنت ذلك مني عمتي زينب الكبرى بنت علي (عليهما السلام) فقالت: مالي أراك تجود بنفسك يابقية جدي وأبي واخوتي؟!! فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيدي واخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرعين بدمائهم، مرملين بالعرى.. ..)

          هل هناك جزع اكبر من ان : كادت نفسي تخرج ؟ .. وانتم مستصعبين التطبير ؟
          وهل طبّر؟!!! ولماذا لم يطبر طيلة السنوات التي تلتها وهو يذكر الطف كل يوم؟ ولماذا لم يطبّر الباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والنواب الاربعة والرواة والمحدّثين والفقهاء والعلماء كابرا بعد كابر ... هل اقتصر فهمكم الشريف فقط على هذه الروايات ولم يفهمها الطوسي أو المفيد او ابن طاووس ووو صلوات الله على الائمة وسلامه على فقهائهم ومواليهم وشيعتهم أبد الآبدين...
          ما الضير بهذه العباره ؟.. وكيف لا يجزم والتطبير من الجزع والجزع على الامام ع مأجور.

          بعد كونك انت لا تؤمن بهذا انت حر ولا شان لك ان تشنع على غيرك.
          شأني وشأنك وشأنه وشأنكم، وهل من شأنك التهريج هنا والرد، أم هل من شأن كاتب المقال المقصود التشنيع والسب والتظليل؟!!!
          اتصور أن لا شأن لك بما اؤمن به أو ما لا أؤمن به، واعرف حجمك وقف عنده، تسلم..


          قال مسمع: قال لي الصادق (ع): "يا مسمع!.. أنت من أهل العراق، أما تأتي قبر الحسين"؟.. قلت: لا، أنا رجل مشهور من أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة، وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصّاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا عليَّ حالي عند ولد سليمان فيمثّلون عليّ.. قال لي: "أفما تذكر ما صُنع به"؟.. قلت: بلى، قال: "فتجزع"؟.. قلت: إي والله!.. وأستعبر لذلك، حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ، فأمتنعُ من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: "رحم الله دمعتك!.. أما إنك من الذين يُعدّون في أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمِنّا..

          فجعل الاستعبار دليله القوي على الجزع، فلماذا لم يقل له الإمام روحي فداه لماذا لم تطبّر؟!!

          حينما يقول لك شخص وانت تقلد مرجعا يجيز لك التطبير .. ان التطبير بدع وتشويه و و و ..
          مثلا شنو تتوقع يرد ؟
          حينما قال مثل الامام الحكيم بدع وتشويه، ومثل الامام الخامنئي وغيره من العلماء، قالو وأفتو، فقيل ما قيل بحقهم من كربلاء وحتى قم، وما قرأناه في هذا المقال جزء يسير منه، يا ترى ماذا تتوقعون الرد، هذا مع امتلاء المقال بالمغالطات والاهواء السياسية المنحرفة وتظليل الناس وحرفهم عن قضيتهم الى قضية لا تقدّم ولا تؤخر في التشيع من شيء، أدميت رأسي أم لم أدمه!!! ثم ماذا؟؟؟ ولا اريد اعادة الكلام، فهو واضح...
          اعتب على الفعل .. قبل ان تعتب على ردة الفعل .. المواضيع ضد التطبير كل سنة وكأنها صارت سنة مستحبة ان يُنتقد التطبير .. وحينما يرد احدهم .. استغفر الله !!
          الآن من الذي بدأ؟ هل نحن في عشرة التطبير؟ هل تكلّم أحد الآن به؟!!
          قضيتنا واضحة، هجوم امريكي صهيوني وهابي على الامة الاسلامية في اليمن والعراق ولبنان وووو
          هل سيحررنا التطبير؟!!!
          نعم قد ينفع اصحاب الرؤوس المتحجرة التي لا تفقه من الامر شيئا، لعله إن سال دم رأسها تفتحت آفاق الانغلاق لديها!!!
          لكن أتعلمون الحقيقة؟!!
          هؤلاء لا يطبرون! أبدا!! أولهم مرجعهم الكبير وناطقه الرسمي والمنافح المدافع على المنابر!!!
          هل رأيتموهم يطبرون؟!!
          نعم صدقوني أن هؤلاء هم الجبناء والعمائم الكرتونية التي تخشى خدش رأسها، وتخالف عقيدتها، إن كانت عقيدتها، وإلاّ فما وراء الأكمة شيء قد أخفي...
          مأجورين
          ونراكم يوم العاشر بعد صلاة الفجر وقبل زوال الظهر!!!
          لكن تأكدو...
          والله قد أفلح من كبّر لا من طبّر، قولو الله أكبر، قولو لا إله إلا الله تفلحوا
          ونعيد للتبرك


          عن الرضا (ع): (كان أبي إذا دخل شهر المحرم، لا يُرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام.. فإذا كان يوم العاشر، كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قُتل فيه الحسين -صلى الله عليه-)..

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ...

            على العموم اختم حديثي بكلام جميل للشيخ زمان الحسناوي الله يحفظه

            https://www.youtube.com/watch?v=qpU2yOiO9po
            نتمنى أن يلتزم الجميع بما جاء في كلامه وغيره، وما هو رأي الفقهاء..
            وعين هذا الكلام يوجّه مع تغيير الالفاظ لمن يحارب شعار وشعيرة (الموت لأمريكا) و(الموت لاسرائيل) و(لا شرقية ولا غربية) هذه الشعارات والشعائر التي هي بحق لها دلائلها القطعية في القرآن والسنّة وسيرة العلماء والصلحاء والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا..
            رجاءا
            لا يأتيني أحد ويزايد على معتقداتنا، ويحاول إبراز نفسه أنه المدافع عن الشعائر ... الخ
            الشعائر التي لا تقود الى مثل هذه الشعارات مجرد اباطيل وتظليل وانحرافات
            قال الإمام الخميني رضوان الله عليه، كل ما لدينا من محرم وصفر... وهو القائل أمريكا هي الشيطان الأكبر...

            تعليق


            • #7
              مع انني اترفع عن النقاش مع من هم بهذا المستوى الضحل من التفكير، لكن لنجيب لقطع دابر المفسدين
              ممكن تعطينا ارقام ناس هداهم الله ووصلوا لمستواك العظيم حتى يناقشونك يا عظيم الشأن

              المرجع الذي يتخذ من دليل (عثرة) نبي الله ابراهيم سلام الله عليه أو دليل (الحجامة) دليلا على مدّعاه، للأسف هذا مرجع كرتوني فافوني، لا يفقه من الأدلة شيئا...
              ما دام لا ضير من قولك ذلك .. فلا تعتب على من وصف محرمي التطبير بعمائم كارتونيه .. انت على نفس المنهج.

              وهل من الجزع التطبير يا علاّمة الدهر؟ّ!!!
              لا ليس من الجزع .. لماذا .. لان حضرتك لا تعتبره كذلك يا فقيه كل الازمنة.

              وهل طبّر؟!!!
              طيب يعني لو فعلت فعلا اخر كاد ان يزهق بروحي .. عادي
              المهم ان اسمه ليس تطبيرا !
              انت شنو فاهم من التطبير بالضبط؟

              فجعل الاستعبار دليله القوي على الجزع، فلماذا لم يقل له الإمام روحي فداه لماذا لم تطبّر؟!!
              هل فعل هذا الرجل حجه ؟
              هل الجزع محدود بما فعله ؟
              ولماذا يقول له الامام لم تطبر .. هل التطبير واجب اصلا !!!
              ويقول لي اني اهرج !

              قضيتنا واضحة، هجوم امريكي صهيوني وهابي على الامة الاسلامية في اليمن والعراق ولبنان وووو
              هل سيحررنا التطبير؟!!!
              نعم قد ينفع اصحاب الرؤوس المتحجرة التي لا تفقه من الامر شيئا، لعله إن سال دم رأسها تفتحت آفاق الانغلاق لديها!!!
              لا لن يحررنا التطبير .. سيحررننا البكاء فقط
              نظرتك عميقة جدا لاهمية احياء امر احياء ابي عبد الله عليه السلام .. احسدك عليها.
              فأذا لم تحررنا الشعائر .. نرمي بها وبأصحابها عرض الجدال .. كميه ايمان هائله عندك !

              والله قد أفلح من كبّر لا من طبّر، قولو الله أكبر، قولو لا إله إلا الله تفلحوا
              اذا والله قد افلحت داعش بتكبيرها !!

              عن الرضا (ع): (كان أبي إذا دخل شهر المحرم، لا يُرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام.. فإذا كان يوم العاشر، كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قُتل فيه الحسين -صلى الله عليه-)..
              سلام الله عليه .. لو كان يعلم ان حزنه و بكائه لن يحررنا لتوقف عنه _معاذ الله_ .. حسب منطقك العظيم يا عظيم الشأن !

              الشعائر التي لا تقود الى مثل هذه الشعارات مجرد اباطيل وتظليل وانحرافات
              ههههههههههه الله اكبر
              الشعائر التي لا تقود الى السياسه .. فهي اباطيل و انحرافات !!
              ما اعرف شعلق .. انعقد لساني من هول النور المنبعث من كلامك .. حسبي الله ونعم الوكيل !!

              قال الإمام الخميني رضوان الله عليه، كل ما لدينا من محرم وصفر... وهو القائل أمريكا هي الشيطان الأكبر...
              عليه السلام مولانا الامام الخامس عشر

              اكيد ان ايران اول من خرجت عن قمة الخميني بتحالفها الاخير مع الشيطان الاكبر !

              نكبر الان ؟
              التعديل الأخير تم بواسطة هدى شوشو; الساعة 30-04-2015, 02:13 AM.

              تعليق


              • #8
                سلاما
                لا نبتغي الجاهلين

                تعليق


                • #9
                  سلاما
                  لا نبتغي الجاهلين
                  هنا يتربع الجهله .. المتشدقين بالباطل .. الذين لا يرون الدين الا طريقا للسياسه .. والسياسه هي الثمرة وما سواها اباطيل و تظليل وانحرافات !

                  تجد ذلك بهكذا تعليق عظيم :

                  الشعائر التي لا تقود الى مثل هذه الشعارات مجرد اباطيل وتظليل وانحرافات
                  انت لا تبتغي الجاهلين او قل انك لا تبتغي الا اهل السياسه من معدنك .

                  تعليق


                  • #10
                    وإذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة رحيق مختوم
                      وإذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما
                      للاسف مراجعنا الذين اجازوا التطبير جهله عند عبد السياسه هذا

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة هدى شوشو
                        للاسف مراجعنا الذين اجازوا التطبير جهله عند عبد السياسه هذا

                        هذه الردود السخيفة لا تنفع، ومحاولة التجهيل والتظليل لن تفيد في شيء، الجاهل هو من يستخف بعقولنا ويجعل التطبير ورقة الخلاص من مشاكلنا، حتى وإن كان من منزلة مرجعكم الكرتوني.
                        بنصيحة اعادة قراءة الردود هنا وفي الموضوع الاصل لنتبين من المفلح.
                        الله أكبر
                        أم من
                        طبّر... وكفّر

                        لا بل طفّر
                        كما يطفّر هذا البليد هنا

                        تعليق


                        • #13
                          ومحاولة التجهيل والتظليل لن تفيد في شيء
                          انا من بدأت بردود واذا خاطبهم الجاهلين ام انت يا شهبذ؟

                          أم من
                          طبّر... وكفّر
                          المطبر صار كافرا الان ؟

                          بماذا ارد على ضحاله فكرك ؟ .. فعلا ان امريكا هي الشيطان الاكبر حين صارت الميزان لقبول الشعائر يا عبد السياسه النتنه.

                          اسأل الله ان ينتشلك من الوحل الذي يلطخ فكرك ان كنت تستحق ذلك.
                          التعديل الأخير تم بواسطة هدى شوشو; الساعة 01-05-2015, 12:35 AM.

                          تعليق


                          • #14
                            لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
                            اخي القاري الكريم
                            من لا يحسن قراءة الكلمات فلا تعتبو عليه أن يكون فكره بمثل هذا الفكر الضحل
                            يذكرني هؤلاء الامعات بشرطة السيطرات
                            حينما تريه هوية تعريفية يأخذها بالمقلوب ثم يقول لك تفضل روح، هذا إذا لم يأخذ لك تعظيم سلام



                            طبّر... وكفّر

                            اظنك اخي القاريء الكريم تعرف الفرق بين من كَفَر و كَفّر

                            تعليق


                            • #15
                              اظنك اخي القاريء الكريم تعرف الفرق بين من كَفَر و كَفّر
                              المطبرين لم يكفروا من لا يطبر .. ولم يكتبوا المواضيع ضد التطبير يا ابو الوحدة بين صفوف المذهب

                              فرحان بنفسه اكتشف الفرق بين الكلمتين .. وكليهما من منبع واحد .. كذبك على المطبرين.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X