إلى عازفي لحن الطائِفية // بقلمي
يا ويح قَلبيَ ما أخفاهُ في الخَلَدِ
أبِالطَوائِفِ مَذمُومٌ بَدا بَلدي ؟!
يُفارقُ الحُبَ في مِقياسِكُم جَهَلاً
هيا احْسِبوها وَعُدُوا الحُبَ بِالعَدَدِ
هذي الطَوائِفُ خَيرَ الأَرْضِ ما مَكَثَتْ
أهذا الخير اسْتبْدِلهُ بِالزَبَدِ ؟
أَنا السُنْيُ إنْ عُدَّتْ مَذاهِبُنا
أَنا الشِيعْيُ فيْ دِينِي وَمُعْتَقَدِي
مَضَى دَهْراً وبـِ (الأَعْداءِ) يَنْعَتُنا
هذا عَدويْ وَالمَعروفُ بِالحَسَدِ
يُضْفِي عِداءاً زورَاً فيْ مَوَدَتِنا
وَقَدْ مَضَينا العُمْرَ إِخوانَاً يَدَاً بِيَدِ
اِنْ صاحَ سِنيٌ فَالشِيعيُ مُسْعِفُهُ
يَمْضِي شُجاعَاً فِيْ الأَهْوالِ كَالأَسَدِ
عِشْنا جِوَارَاً وَالآلامُ تَجْمَعُنا
وَذيْ الجيرَانُ ما جارَتْ عَلَى اَحَدِ
رَغِيفُ الخُبزَ في الضَرّاءِ نَقْسِمُهُ
وفي السَرّاءِ كانَ العَيشُ في رَغَدِ
تلك الحروبُ أغاني صاغَ عازِفُها
لَحْنَاً تَغَنَى بِأكِلِ القَلْبِ وَالكَبِدِ
وهذي الحَرْبُ لا يَخْفى مُؤجِجُها
هي الفَتَاوى قَدْ سُنَّتْ بِلا سَنَدِ
هي الحُكامُ قَدْ قَضَّتْ مَضَاجِعُنا
لَعَلَ القَتلَ يُبقي الحُكمَ للأَبَدِ