كأنّ الإهمال والتناسي، قد كُتب قدرا على شريحة المكون الأكبر في العراق، الذي قدم من الشهداء، قرابينا، صاروا سورا لعبور اياد علاوي وامثاله الى السلطة والامتيازات.
بغداد/المسلة: هرع سياسيون من السنة والشيعة على حد سواء لمواساة ديوان الوقف السني، ودار الافتاء في الاعظمية، ابتداءً من رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي اعتاد على الزيارات الميدانية طالما دعت الحاجة الى ذلك، ولذا فان زيارته الى الاعظمية كانت في وقتها لشد ازر دعاة الوحدة بين أبناء الشعب العراقي.
لكن هناك من السياسيين ممّن لم يكلف نفسه يوما زيارة ضحايا العمليات التي تقوم بها عناصر إرهابية تقتل على الطائفية، فحسب، فقد هرع جل غفير من هؤلاء السياسيين وابرزهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ونائبه اياد علاوي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ولفيف آخر الى زيارة الاعظمية ومواساة رجال دين، ظهروا في قاعة الاستقبال في ابهى حلة وفي مكان مترف توفرت له كل وسائل الخدمة والبذخ المالي، فيما لاقى ضحايا الحادث لاسيما من أبناء الطائفة الشيعية، الجفاء والإهمال كالعادة، فلم يذكرهم الجبوري، او رئيس الجمهورية، او النواب والوزراء الذين تهافتوا على الاعظمية، تهافت النحل على العسل.
وفي مساء امس، كان نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي، في لقاء مع رجال دين في الأعظمية يستنكر فيه الحادث اشد الاستنكار، فيما لم يزر علاوي يوما منذ 2003، أية عائلة عراقية منكوبة بإرهاب الجماعات التكفيرية، وكأنّ الإهمال والتناسي، قد كُتب قدرا على شريحة المكون الأكبر في العراق، الذي قدم من الشهداء، قرابينا، صاروا سورا لعبور اياد علاوي وامثاله الى السلطة والامتيازات.
لقد قُتل في حادثة الاعظمية مَنْ قُتل من زوار الامام الكاظم(ع)، لكن ذويهم، ظلوا كما هم، مواطنين من الدرجة الثانية كحالهم، أيام النظام الدكتاتوري البائد.
ليتذكّر العراقيون استشهاد المئات من زوار الامام الكاظم في حادثة جسر الائمة 2005، حين لم يزر مسؤول سني واحد ذوي الشهداء، بل ان المسؤولين الشيعة انفسهم لم يكلفوا انفسهم عناء ذلك.
ان هذه المعادلة ليست "طائفية"، بل هي معادلة "طائفة"، تشعر انها تُهمش مرة أخرى، تحت شعارات يرفعها الذين يسمون انفسهم "مهمشين"، لكنهم في واقع الحال، أصحاب الجاه والسطوة والفعل، ودليل ذلك تحولهم الى مغناطيس جذْب لوجهاء القوم من سياسيين وبرلمانين وشيوخ عشائر فيما ظل عبد الزهرة واخوته، على ما اعتادوا عليه من اقصاء ونكران تحت يافطة المصالحة الوطنية والوحدة العراقية.
وفي هذا السياق يقول متابعون للشأن العراقي ان "مسؤولين كبار انتفضوا لِما حدث في الاعظمية، وكذلك الأحزاب الشيعية، وكلهم ظهروا بمظهر المذنب الخائف من العقاب".
فيما يرى المحلل السياسي علي مارد في حديث ﻟ "المسلة" ان "هذه الظاهرة اللا انسانية القبيحة تكشف خللا قيميا وثقافيا فادحا في الوعي النخبوي العراقي المتأرجح بين الانحياز الطائفي الجائر سنيا، و شعور الدونية المهين شيعيا حيثما يفرز الحدث معادلة احد طرفيها سني كضحية مفترض وشيعي كجاني مفترس، وهي تمثل في جانب مهم من تمظهرها الاهتمام بردود الافعال مهما كانت بسيطة وتجاهل الافعال مهما كانت فادحة اعتمادا على الهوية الطائفية لمن قام بالفعل و رد الفعل ".
لقد تحول المبنى التابع للوقف السني في الأعظمية الذي احترق نتيجة برد فعل - بغض النظر عن حقيقه ما حدث - اكثر اهمية من الفعل الذي سبقه، وهو اطلاق الرصاص على الزوار الشيعة وقتل و جرح عددا منهم.
وكان مقطع فيديو انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي اظهر شبابا من الاعظمية يطالبون بعدم مرور زوار الامام الكاظم من الاعظمية، فيما احتفى الاعلام بعثمان، المنقذ السني المفترض الذي انقذ الزوار من الغرق في 2005، في ظل تجاهل لأكثر من ألف شيعي ازهق ارواحهم، الارهاب التكفيري على جسر الائمة بسبب إشاعة اطلقت من الاعظمية.
ان المفارقة تكمن في ان اياد علاوي وعلى شاكلته من السياسيين المتملقين، لم يعبئوا لشهداء مذبحة سبايكر، ولم يزر مسؤول سني واحد الناصرية او البصرة او بابل حيث جل الضحايا من تلك المحافظات، فيما راحوا يتباكون ويقدمون الاعتذارات لاحتراق مبنى "استثمار في الدين" في الأعظمية، الذي تحولت ممتلكاته الى قضية، اهم من شهداء الحادث من الزوار.
ويرى الكاتب محمد الوادي ان ما حدث بالأعظمية من اتلاف وثائق وعقود في دائرة تابعة للوقف السني، وحرق أربعة دور، ثلاثة منها لمواطنين شيعة، و قتل أربعة من الزوار الشيعة، "تفسّر زيارة رئيس الوزراء الى الاعظمية في سعيه الى أطفاء حرائق طائفية متعمدة".
ويتسائل "لكن ذهاب الآخرين أفواجا وافرادا للاطمئنان على الاعظمية، فليس له تفسير، سوى انه حالة من الضعف والهوان، واستجداء الدعم للمناصب من الأقلية، وليس من جمهورهم الاغلبية الذي أنتخبهم".
ويتابع باللهجة المحلية، "بل الادهى من ذلك تنزيل إعلانات بمواقع التواصل الاجتماعي احدهم يعلن انا شيعي اعمل ( مبيضچي ) حاضر مجانا للأعظمية، وآخر يعلن أنا شيعي ( كهربائي ) وحتى (ابو الكاشي) ابدوا الاستعداد للعمل بالمجان في الاعظمية، ولم ينقصنا سوى حلاق شيعي يذهب يحلق أهالي الاعظمية مجانا".
واردف "ماذا بكم، ماذا دهاكم، أليس هذه الطائفية بعينها، ثم من قال ان الزوار حرقوا هذه الدائرة وليس أصحاب فساد العقود، واذا فيكم خير أذهبوا لشهداء الكرادة والمدينة والشعلة المحمودية او لسرادق عزاء الشهداء الأربعة، الذين قتلوا بالأعظمية، و الذين لم يذكرهم لا (مبيضچي) ولا (كهربائي) ولا (خلفة الكاشي) ولا (ابو اللبخ )".
واسترسل "رؤوس السلطة تحج الى الاعظمية ولم نسمع لها صوت، ولا زيارات لمواقع انفجارات الكاظمية وقصفها المتكرر".
وفي حديثه ﻟ "المسلة"، قال الاعلامي وليد الطائي، ان "السياسيين والمسؤولين الذين قاموا بالزيارة الى الاعظمية هم منافقون بالدرجة الاولى ولديهم ازدواجية ومتملقون من نوع خاص، والا ماذا يعني كل هذه الهرولة الى بناية احرِقت بسبب فسادها، وان الذي أحرقها هو المتهم بالفساد نفسه".
واعتبر الطائي ما حدث "مسرحية خُدعوا بها الساسة، والا فاين هؤلاء من الجرائم التي ارتكبها الارهاب التكفيري بحق الالاف من العوائل الشيعية لاسيما جريمة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 شاب شيعي ذبحوا من قبل الارهاب التفكيري".
وأضاف الطائي "لا ادعو لقطع الزيارات وادانة الاعمال التخريبية والارهابية، لكن يفترض ان تكون المواقف متوازنة، فعندما يهرول الساسة الى حدث معين حصل في المناطق السنية، عليه ان يهرول الى المناطق الشيعية ايضا عند حصول حدث إرهابي".
وذكّر الإعلامي وسام الطائي في حديثه ﻟ "المسلة" ان "تفجير السعدون الذي سبق احداث الاعظمية بيوم، شاهد على الازدواجية في التعامل مع الاحداث، فلم يكلف اي مسؤول حكومي نفسه ليزور مكان تفجير موكب حسيني او يطلع على الاضرار المادية التي لحقت به، وكذلك الحال مع مجزرة سبايكر، و الثرثار، و سجن بادوش، وفوج التدخل السريع المحاصر في الحوز شرقي الرمادي، كلها ادلة واضحة على ازدواجية التعامل".
الباحث صباح كاظم يقول في حديثه ﻟ "المسلة" ان "الجميع هرع الى الأعظمية لتقديم الاعتذارات عن شيء لم يقترفه الزائرون"، مشيرا الى ان "سياسيي الشيعة تعلموا الخنوع والإتباع والا لماذا لم يهرع سياسي واحد من الطرف الآخر لزيارة ضحايا مجزرة سبايكر، وبادوش، والصقلاوية والثرثار والمئات من شهداء الحشد الشعبي".
ويؤكد المصور الصحافي علي الفهداوي ان "التفجيرات والاغتيالات تطال الشيعة في مناطقهم وقد أخذ شرق الرصافة الحصة الأكبر من الدمار، ولم نر سياسيا سنيا واحدا، استنكر ما حصل لإخوته الشيعة، لا عبر الفضائيات، ولا عبر التظاهرات".
ولفت الكاتب مصطفى الحسيني في حديث ﻟ "المسلة" الى ان "مسؤول كبير في السلطة يطالب بمعاقبة متسببي فتنة الأعظمية، لكن ماذا عن متسببي فتن العراق ممّن يسكنون فنادق اربيل من شيوخ التحريض والتكفير".
يتابع الحسيني "مسؤولون يطالبون بمعاقبة مثيري فتنة الاعظمية، وفي ذات الوقت يرفضون تطبيق القانون بحق المجرمين المحكومين بالإعدام".
وتزامنت حادثة الاعظمية مع "قصف" اعلامي مسبق، وهو اسلوب ينطلق مع كل جريمة تُرتكب بحق الشيعة، او مع سقوط احدى محافظات السنّة بيد الدواعش، يراد من وراءه خلط الاوراق، ومساواة بين القاتل والضحية، وسط تخاذل فاضح من قادة العملية السياسية.
بغداد/المسلة: هرع سياسيون من السنة والشيعة على حد سواء لمواساة ديوان الوقف السني، ودار الافتاء في الاعظمية، ابتداءً من رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي اعتاد على الزيارات الميدانية طالما دعت الحاجة الى ذلك، ولذا فان زيارته الى الاعظمية كانت في وقتها لشد ازر دعاة الوحدة بين أبناء الشعب العراقي.
لكن هناك من السياسيين ممّن لم يكلف نفسه يوما زيارة ضحايا العمليات التي تقوم بها عناصر إرهابية تقتل على الطائفية، فحسب، فقد هرع جل غفير من هؤلاء السياسيين وابرزهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ونائبه اياد علاوي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ولفيف آخر الى زيارة الاعظمية ومواساة رجال دين، ظهروا في قاعة الاستقبال في ابهى حلة وفي مكان مترف توفرت له كل وسائل الخدمة والبذخ المالي، فيما لاقى ضحايا الحادث لاسيما من أبناء الطائفة الشيعية، الجفاء والإهمال كالعادة، فلم يذكرهم الجبوري، او رئيس الجمهورية، او النواب والوزراء الذين تهافتوا على الاعظمية، تهافت النحل على العسل.
وفي مساء امس، كان نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي، في لقاء مع رجال دين في الأعظمية يستنكر فيه الحادث اشد الاستنكار، فيما لم يزر علاوي يوما منذ 2003، أية عائلة عراقية منكوبة بإرهاب الجماعات التكفيرية، وكأنّ الإهمال والتناسي، قد كُتب قدرا على شريحة المكون الأكبر في العراق، الذي قدم من الشهداء، قرابينا، صاروا سورا لعبور اياد علاوي وامثاله الى السلطة والامتيازات.
لقد قُتل في حادثة الاعظمية مَنْ قُتل من زوار الامام الكاظم(ع)، لكن ذويهم، ظلوا كما هم، مواطنين من الدرجة الثانية كحالهم، أيام النظام الدكتاتوري البائد.
ليتذكّر العراقيون استشهاد المئات من زوار الامام الكاظم في حادثة جسر الائمة 2005، حين لم يزر مسؤول سني واحد ذوي الشهداء، بل ان المسؤولين الشيعة انفسهم لم يكلفوا انفسهم عناء ذلك.
ان هذه المعادلة ليست "طائفية"، بل هي معادلة "طائفة"، تشعر انها تُهمش مرة أخرى، تحت شعارات يرفعها الذين يسمون انفسهم "مهمشين"، لكنهم في واقع الحال، أصحاب الجاه والسطوة والفعل، ودليل ذلك تحولهم الى مغناطيس جذْب لوجهاء القوم من سياسيين وبرلمانين وشيوخ عشائر فيما ظل عبد الزهرة واخوته، على ما اعتادوا عليه من اقصاء ونكران تحت يافطة المصالحة الوطنية والوحدة العراقية.
وفي هذا السياق يقول متابعون للشأن العراقي ان "مسؤولين كبار انتفضوا لِما حدث في الاعظمية، وكذلك الأحزاب الشيعية، وكلهم ظهروا بمظهر المذنب الخائف من العقاب".
فيما يرى المحلل السياسي علي مارد في حديث ﻟ "المسلة" ان "هذه الظاهرة اللا انسانية القبيحة تكشف خللا قيميا وثقافيا فادحا في الوعي النخبوي العراقي المتأرجح بين الانحياز الطائفي الجائر سنيا، و شعور الدونية المهين شيعيا حيثما يفرز الحدث معادلة احد طرفيها سني كضحية مفترض وشيعي كجاني مفترس، وهي تمثل في جانب مهم من تمظهرها الاهتمام بردود الافعال مهما كانت بسيطة وتجاهل الافعال مهما كانت فادحة اعتمادا على الهوية الطائفية لمن قام بالفعل و رد الفعل ".
لقد تحول المبنى التابع للوقف السني في الأعظمية الذي احترق نتيجة برد فعل - بغض النظر عن حقيقه ما حدث - اكثر اهمية من الفعل الذي سبقه، وهو اطلاق الرصاص على الزوار الشيعة وقتل و جرح عددا منهم.
وكان مقطع فيديو انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي اظهر شبابا من الاعظمية يطالبون بعدم مرور زوار الامام الكاظم من الاعظمية، فيما احتفى الاعلام بعثمان، المنقذ السني المفترض الذي انقذ الزوار من الغرق في 2005، في ظل تجاهل لأكثر من ألف شيعي ازهق ارواحهم، الارهاب التكفيري على جسر الائمة بسبب إشاعة اطلقت من الاعظمية.
ان المفارقة تكمن في ان اياد علاوي وعلى شاكلته من السياسيين المتملقين، لم يعبئوا لشهداء مذبحة سبايكر، ولم يزر مسؤول سني واحد الناصرية او البصرة او بابل حيث جل الضحايا من تلك المحافظات، فيما راحوا يتباكون ويقدمون الاعتذارات لاحتراق مبنى "استثمار في الدين" في الأعظمية، الذي تحولت ممتلكاته الى قضية، اهم من شهداء الحادث من الزوار.
ويرى الكاتب محمد الوادي ان ما حدث بالأعظمية من اتلاف وثائق وعقود في دائرة تابعة للوقف السني، وحرق أربعة دور، ثلاثة منها لمواطنين شيعة، و قتل أربعة من الزوار الشيعة، "تفسّر زيارة رئيس الوزراء الى الاعظمية في سعيه الى أطفاء حرائق طائفية متعمدة".
ويتسائل "لكن ذهاب الآخرين أفواجا وافرادا للاطمئنان على الاعظمية، فليس له تفسير، سوى انه حالة من الضعف والهوان، واستجداء الدعم للمناصب من الأقلية، وليس من جمهورهم الاغلبية الذي أنتخبهم".
ويتابع باللهجة المحلية، "بل الادهى من ذلك تنزيل إعلانات بمواقع التواصل الاجتماعي احدهم يعلن انا شيعي اعمل ( مبيضچي ) حاضر مجانا للأعظمية، وآخر يعلن أنا شيعي ( كهربائي ) وحتى (ابو الكاشي) ابدوا الاستعداد للعمل بالمجان في الاعظمية، ولم ينقصنا سوى حلاق شيعي يذهب يحلق أهالي الاعظمية مجانا".
واردف "ماذا بكم، ماذا دهاكم، أليس هذه الطائفية بعينها، ثم من قال ان الزوار حرقوا هذه الدائرة وليس أصحاب فساد العقود، واذا فيكم خير أذهبوا لشهداء الكرادة والمدينة والشعلة المحمودية او لسرادق عزاء الشهداء الأربعة، الذين قتلوا بالأعظمية، و الذين لم يذكرهم لا (مبيضچي) ولا (كهربائي) ولا (خلفة الكاشي) ولا (ابو اللبخ )".
واسترسل "رؤوس السلطة تحج الى الاعظمية ولم نسمع لها صوت، ولا زيارات لمواقع انفجارات الكاظمية وقصفها المتكرر".
وفي حديثه ﻟ "المسلة"، قال الاعلامي وليد الطائي، ان "السياسيين والمسؤولين الذين قاموا بالزيارة الى الاعظمية هم منافقون بالدرجة الاولى ولديهم ازدواجية ومتملقون من نوع خاص، والا ماذا يعني كل هذه الهرولة الى بناية احرِقت بسبب فسادها، وان الذي أحرقها هو المتهم بالفساد نفسه".
واعتبر الطائي ما حدث "مسرحية خُدعوا بها الساسة، والا فاين هؤلاء من الجرائم التي ارتكبها الارهاب التكفيري بحق الالاف من العوائل الشيعية لاسيما جريمة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 شاب شيعي ذبحوا من قبل الارهاب التفكيري".
وأضاف الطائي "لا ادعو لقطع الزيارات وادانة الاعمال التخريبية والارهابية، لكن يفترض ان تكون المواقف متوازنة، فعندما يهرول الساسة الى حدث معين حصل في المناطق السنية، عليه ان يهرول الى المناطق الشيعية ايضا عند حصول حدث إرهابي".
وذكّر الإعلامي وسام الطائي في حديثه ﻟ "المسلة" ان "تفجير السعدون الذي سبق احداث الاعظمية بيوم، شاهد على الازدواجية في التعامل مع الاحداث، فلم يكلف اي مسؤول حكومي نفسه ليزور مكان تفجير موكب حسيني او يطلع على الاضرار المادية التي لحقت به، وكذلك الحال مع مجزرة سبايكر، و الثرثار، و سجن بادوش، وفوج التدخل السريع المحاصر في الحوز شرقي الرمادي، كلها ادلة واضحة على ازدواجية التعامل".
الباحث صباح كاظم يقول في حديثه ﻟ "المسلة" ان "الجميع هرع الى الأعظمية لتقديم الاعتذارات عن شيء لم يقترفه الزائرون"، مشيرا الى ان "سياسيي الشيعة تعلموا الخنوع والإتباع والا لماذا لم يهرع سياسي واحد من الطرف الآخر لزيارة ضحايا مجزرة سبايكر، وبادوش، والصقلاوية والثرثار والمئات من شهداء الحشد الشعبي".
ويؤكد المصور الصحافي علي الفهداوي ان "التفجيرات والاغتيالات تطال الشيعة في مناطقهم وقد أخذ شرق الرصافة الحصة الأكبر من الدمار، ولم نر سياسيا سنيا واحدا، استنكر ما حصل لإخوته الشيعة، لا عبر الفضائيات، ولا عبر التظاهرات".
ولفت الكاتب مصطفى الحسيني في حديث ﻟ "المسلة" الى ان "مسؤول كبير في السلطة يطالب بمعاقبة متسببي فتنة الأعظمية، لكن ماذا عن متسببي فتن العراق ممّن يسكنون فنادق اربيل من شيوخ التحريض والتكفير".
يتابع الحسيني "مسؤولون يطالبون بمعاقبة مثيري فتنة الاعظمية، وفي ذات الوقت يرفضون تطبيق القانون بحق المجرمين المحكومين بالإعدام".
وتزامنت حادثة الاعظمية مع "قصف" اعلامي مسبق، وهو اسلوب ينطلق مع كل جريمة تُرتكب بحق الشيعة، او مع سقوط احدى محافظات السنّة بيد الدواعش، يراد من وراءه خلط الاوراق، ومساواة بين القاتل والضحية، وسط تخاذل فاضح من قادة العملية السياسية.
تعليق