في البداية لا بد أن نبدي تعاطفنا والتياعنا على أبناء العامة
عندما يسمعون بهذه المعلومات ويتأسفون على عمر من الضلال
قضوه اتباعاً وتقليداً لمشايخهم ومتحدثيهم دون الرجوع إلى التمحيص
والقراءة بأنفسم , وليتهم يفعلون !!
انا هنا سأذكر لكم قصة تسمية عمر بالفاروق , وما عليك إلا أن تقرأ وتعي
لتعرف أنها مكذوبة وموضوعة ...
وإليك الرواية
على ما في تفسير البيضاوي .
قال عند تفسير قوله تعالى :
" ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك
يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت " عن ابن عباس أن منافقا خاصم
يهوديا ، فدعاه اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله ، ودعاه المنافق
إلى كعب بن الأشرف ، ثم احتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فحكم لليهودي فلم يرض المنافق وقال : تعال نتحاكم إلى عمر فقال
اليهودي لعمر :
قضي لي رسول الله فلم يرض بقضائه وخاصم إليك فقال عمر للمنافق :
أكذلك ؟ قال : نعم ، فقال : مكانكما حتى أخرج إليكما ، فدخل عمر
فأخذ بسيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتى برد وقال ، هكذا
أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله فنزلت وقال جبرئيل عليه السلام :
" إن عمر فرق بين الحق والباطل فسمي الفاروق ".
والطاغوت على هذا كعب بن الاشرف ، وفي معناه من يحكم بالباطل
ويؤثر لأجله سمي بذلك لفرط طغيانه أو لتشبيه بالشيطان ، أو لأن التحاكم إليه
تحاكم إلى الشيطان من حيث أنه الحامل عليه كما قال " وقد أمروا أن يكفروا
به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا " وقرئ أن يكفروا بها على أن الطاغوت
جمع لقوله " أولياءهم الطاغوت يخرجونهم " . " واذ قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل
الله والى الرسول " وقرئ تعالوا بضم اللام على أنه حذف لام الفعل اعتباطا ، ثم
ضم اللام لواو الضمير " رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا " وهو مصدر أو اسم
للمصدر الذي هو الصد ، والفرق بينه وبين السد أنه غير محسوس والسد محسوس ، ويصدون في موضع الحال . فكيف يكون حالهم " إذا أصابتهم مصيبة " كقتل عمر
المنافق أو النقمة من الله " بما قدمت أيديهم " من التحاكم إلى غيرك وعدم الرضا
بحكمك " ثم جاؤك " حين يصابون للاعتذار ، عطف على أصابتهم وقيل : على
يصدون وما بينهما اعتراض ، " يحلفون بالله " حال " إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا " ما
أردنا إلا الفصل بالوجه الأحسن والتوفيق بين الخصمين
ولم نرد مخالفتك ، وقيل : جاء أصحاب القتيل طالبين بدمه وقالوا : ما أردنا
بالتحاكم إلى عمر إلا أن يحسن إلى صاحبنا ويوفق بينه [وبين] خمصه .
انتهى .
-أنوار التنزيل وأسرار التأويل- ج1 ص 226 .
ونقل القصة بتمامها الزمخشري في الكشاف مع تفاوت يسير ج 1 ص 536 .
هذا , والرواية هذه مكذوبة موضوعة لأمور :
الأول : أن الآية واردة مورد الذم لمن يريد التحاكم عند غير رسول الله صلى
الله عليه وآله ,وقد سمّت الآية من يتصدّى للحكم بدلاً عنه صلى الله عليه
وآله طاغوتاً ,فلماذا يكون كعب بن الأشرف طاغوتاً لوحده ,مع اعتراف البيضاوي
بأن لفظ الطاغوت جمع كما تقدم ذلك منه , ومع أن المسكين لم يتحاكم إليه
اليهودي والمنافق المزعومين في الرواية أصلاً , فاللازم أن يكون طاغوتاً
هو وعمر معاً .
الثاني: لماذا قتل عمر المنافق مع أن رسول الله صلى الله عليه وآله موجود
غير بعيد .
هذا يدل على أن عمر نفسه وقع فيما ثار لأجله على ذلك المنافق!!
الثالث : كيف عرف عمر أن حدّ من يطلب الحكم عند غير النبي صلى الله
عليه وآله هو القتل ,وليس معقولاً أن يكون معتقداً لذلك مع إقدامه على
ما هو أعظم منه ,أعني تنفيذ الحد حالة وجود النبي صلى الله عليه وآله.
ولا يخلو الأمر إما أن يكون قد أقدم على ذلك عامداً , أو كان ذلك عن جهل
منه بما يجب عليه صنعه في موقف كهذا .
وعلى كلا الحالتين لا يصح أن يقول جبرئيل :"فرق عمر بين الحق والباطل"
كيف يمكن أن يكون هذا صحيحاً بعد كل ما سمعت . !!!
شخص لا يعرف الحق من الباطل , بل له من المواقف الباطلة ما يملأ من
الكتب العشرات ,كيف يكون فاروقاً .!!!
إسمع وعِ
واستخدم عقلك
وانبذ هواك
تحرز السعادة
في آخرتك ودنياك
والــــــــــــــســـــــــــــــــــــلام ............
عندما يسمعون بهذه المعلومات ويتأسفون على عمر من الضلال
قضوه اتباعاً وتقليداً لمشايخهم ومتحدثيهم دون الرجوع إلى التمحيص
والقراءة بأنفسم , وليتهم يفعلون !!
انا هنا سأذكر لكم قصة تسمية عمر بالفاروق , وما عليك إلا أن تقرأ وتعي
لتعرف أنها مكذوبة وموضوعة ...
وإليك الرواية
على ما في تفسير البيضاوي .
قال عند تفسير قوله تعالى :
" ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك
يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت " عن ابن عباس أن منافقا خاصم
يهوديا ، فدعاه اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله ، ودعاه المنافق
إلى كعب بن الأشرف ، ثم احتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فحكم لليهودي فلم يرض المنافق وقال : تعال نتحاكم إلى عمر فقال
اليهودي لعمر :
قضي لي رسول الله فلم يرض بقضائه وخاصم إليك فقال عمر للمنافق :
أكذلك ؟ قال : نعم ، فقال : مكانكما حتى أخرج إليكما ، فدخل عمر
فأخذ بسيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتى برد وقال ، هكذا
أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله فنزلت وقال جبرئيل عليه السلام :
" إن عمر فرق بين الحق والباطل فسمي الفاروق ".
والطاغوت على هذا كعب بن الاشرف ، وفي معناه من يحكم بالباطل
ويؤثر لأجله سمي بذلك لفرط طغيانه أو لتشبيه بالشيطان ، أو لأن التحاكم إليه
تحاكم إلى الشيطان من حيث أنه الحامل عليه كما قال " وقد أمروا أن يكفروا
به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا " وقرئ أن يكفروا بها على أن الطاغوت
جمع لقوله " أولياءهم الطاغوت يخرجونهم " . " واذ قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل
الله والى الرسول " وقرئ تعالوا بضم اللام على أنه حذف لام الفعل اعتباطا ، ثم
ضم اللام لواو الضمير " رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا " وهو مصدر أو اسم
للمصدر الذي هو الصد ، والفرق بينه وبين السد أنه غير محسوس والسد محسوس ، ويصدون في موضع الحال . فكيف يكون حالهم " إذا أصابتهم مصيبة " كقتل عمر
المنافق أو النقمة من الله " بما قدمت أيديهم " من التحاكم إلى غيرك وعدم الرضا
بحكمك " ثم جاؤك " حين يصابون للاعتذار ، عطف على أصابتهم وقيل : على
يصدون وما بينهما اعتراض ، " يحلفون بالله " حال " إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا " ما
أردنا إلا الفصل بالوجه الأحسن والتوفيق بين الخصمين
ولم نرد مخالفتك ، وقيل : جاء أصحاب القتيل طالبين بدمه وقالوا : ما أردنا
بالتحاكم إلى عمر إلا أن يحسن إلى صاحبنا ويوفق بينه [وبين] خمصه .
انتهى .
-أنوار التنزيل وأسرار التأويل- ج1 ص 226 .
ونقل القصة بتمامها الزمخشري في الكشاف مع تفاوت يسير ج 1 ص 536 .
هذا , والرواية هذه مكذوبة موضوعة لأمور :
الأول : أن الآية واردة مورد الذم لمن يريد التحاكم عند غير رسول الله صلى
الله عليه وآله ,وقد سمّت الآية من يتصدّى للحكم بدلاً عنه صلى الله عليه
وآله طاغوتاً ,فلماذا يكون كعب بن الأشرف طاغوتاً لوحده ,مع اعتراف البيضاوي
بأن لفظ الطاغوت جمع كما تقدم ذلك منه , ومع أن المسكين لم يتحاكم إليه
اليهودي والمنافق المزعومين في الرواية أصلاً , فاللازم أن يكون طاغوتاً
هو وعمر معاً .
الثاني: لماذا قتل عمر المنافق مع أن رسول الله صلى الله عليه وآله موجود
غير بعيد .
هذا يدل على أن عمر نفسه وقع فيما ثار لأجله على ذلك المنافق!!
الثالث : كيف عرف عمر أن حدّ من يطلب الحكم عند غير النبي صلى الله
عليه وآله هو القتل ,وليس معقولاً أن يكون معتقداً لذلك مع إقدامه على
ما هو أعظم منه ,أعني تنفيذ الحد حالة وجود النبي صلى الله عليه وآله.
ولا يخلو الأمر إما أن يكون قد أقدم على ذلك عامداً , أو كان ذلك عن جهل
منه بما يجب عليه صنعه في موقف كهذا .
وعلى كلا الحالتين لا يصح أن يقول جبرئيل :"فرق عمر بين الحق والباطل"
كيف يمكن أن يكون هذا صحيحاً بعد كل ما سمعت . !!!
شخص لا يعرف الحق من الباطل , بل له من المواقف الباطلة ما يملأ من
الكتب العشرات ,كيف يكون فاروقاً .!!!
إسمع وعِ
واستخدم عقلك
وانبذ هواك
تحرز السعادة
في آخرتك ودنياك
والــــــــــــــســـــــــــــــــــــلام ............





تعليق