إمامي له يـــــوم (الغـــــدير) أقـــــامه * نـــــبي الهدى ما بين من أنكر الأمرا
وقـــــام خطيـــــبا فيهم إذ أقـــــامــــــه * ومن بعـــــد حـــمد الله قال لهم جهرا
: ألا إن هـــــذا المــــرتضى بعل فاطم * علي الرضى صهري فأكرم به صهرا
ووارث عـــــلمي والخـــــليفـــــة فيكم * إلى الله مـــــن أعـــــدائه كـــلهم أبرا
سمعتم ؟ أطعتم ؟ هل وعيتم مقالتي ؟ * فقـــــالوا جــميعا: ليس نعدو له أمرا
سمعـــــنا أطعــــنا أيها المرتضى فكن * عــــلى ثقة منا وقد حاولوا غدرا
وأيضاً :
وفـــــي خـــــبر صحـــــت روايــــته لهم * عـــــن المصـطفى لا شك فيه فيستبرا
بأن قـــــال: لمــا أن عرجت إلى السما * رأيـــــت بهـــــا الأملاك ناظـــرة شزرا
إلى نحـــــو شخـــــص حــيل بيني وبينه * لعـــــظم الـــــذي عـاينته منه لي خيرا
فقـــــلت: حبـــــيبي جـــــبرئيل من الذي * تلاحظـــــه الأمــلاك ؟ قال: لك البشرا
فقلت: وما من ذاك ؟ قال: على الرضا * ومـــــا خـــــصه الرحمن من نعم فخرا
تشوقـــــت الأمـــــلاك إذ ذاك شخـــصه * فـــــصوره الباري عــــلى صورة أخرا
فمـــــال إلـــــى نحـــــو ابن عـم ووارث * عـــــلى جـــــذل منـــــه بتحــقيقه خبرا
وأيضاً :
أليـــــس قـــــام رسـول الله يخطبهم * يوم (الغدير) وجمع الناس محتفل؟!
وقـــــال: مــــن كنت مولاه فذاك له * مـــــن بعــد مولى فواخاه وما فعلوا
لو سلمــوها إلى الهادي أبي حسن * كـــــفى البرايا ولـم تستوحش السبل
هـــــذا يطالبه بالضعـــــف محتـــقبا * وتلـــــك يحـــــدو بها في سعيها جمل
وأيضاً :
فقـــــال رسول الله: هـــــذا لأمــــــتي * هو اليوم مولى رب ما قلت فاسمع
فـــــقام جحـــــود ذو شقـــــاق منافق * ينادي رســـــول الله مـن قلب موجع
: أعن ربنا هذا ؟ أم أنت اخترعته ؟ * فقال: معـــــاذ الله لســـــت بمبــــدع
فقـــــال عـــــدو الله: لا هم إن يكـــن * كما قـــــال حـــــقا بــي عذابا فأوقع
فعـــــوجل مــــــن افق السماء بكفره * بجـــــندلة فانكب ثـــــاو بمصـــــرع
وله من قصيدة كبيرة يمدح بها أمير المؤمنين عليه السلام ويسمي الأئمة المعصومين:
أن رســـــول الله مصبـــــاح الــهـــــدى * وحجـــــة الله عـــــلى كـــــل البـــشر
جـــــاء بفـــــرقان مبـــــين نـــــاطـــــق * بالحـــــق مـــــن عــنــــد مليك مقتدر
فكـــــان مـــــن أول مـــــن صــــدقـــــه * وصيـــــه وهـــــو بســن ما ثغر
ولـــــم يـــــكـــــن أشـــــرك بـــــالله ولا * دنـــــس يـــــومـــــا بسجـــــود لحجر
فـــــذاكـــــم أول مـــــن آمـــــن بـــــالله * ومـــــن جـــــاهـــــد فـــــيـــــه ونصر
أول مـــــن صلـــــى مـــــن القوم ومن * طـــــاف ومــــن حـــج بنسك واعتمر
مـــــن شـــــارك الطــاهر في يوم العبا * في نفســـــه ؟ مــن شك في ذاك كفر
من جـــــاد بالنـــــفس ومــــن ضن بها * فــــي ليلة عند الفراش المشتهر؟!؟!
من صـــــاحب الــــدار الذي انقض بها * نجـــــم مـــــن الجو نـــهاراً فانكدر؟!
من صاحـــــب الـــــراية لمـــــا ردهــا * بالأمـــــس بالـــــذل قبـــــيع وزفـــر؟!
من خـــــص بالتبليـــــغ فــــي برائة ؟ * فتـــــلك للعاقـــــل مـــــن إحـدى العبر
مـــــن كـــــان في المسجـــد طلقا بابه * حـــــلا وأبـــــواب أنـــــاس لــم تذر؟!
من حـــــاز فـــــي (خـم) بأمر الله ذاك * الفـــــضل واستــولى عليهم واقتدر؟!
مـــــن فـــــاز بالدعـــــوة يــوم الطاير * المشوي من خص بذاك المفتخر ؟!؟!
مـــــن ذا الــــذي أسرى به حتى رأى * القـــــدرة فـــــي حـــندس ليل معتكر؟!
مـــــن خــــاصف النعل ؟ ومن خبركم * عـــــنـــــه رســول الله أنواع الخبر؟!
سايـــــل به يـــــوم حنـــــين عـــــارفا * مـن صدق الحرب ومن ولى الدبر ؟ !
كليـــــم شمـــــس الله والراجـــــعـــها * من بعـــــد مــــا انجاب ضياها واستتر
كلـــــيم أهـــــل الكـــــهف إذ كلــــمهم * فـــــي ليلــــة المسح فسل عنها الخبر
وقصـــــة الثعـــــبان إذ كـــــلــــمـــــه * وهـــــو عـــــلـــــى المنبر والقوم زمر
والأســـــد العـــــابس إذ كـــــلـــمـــــه * معـــــرفا بالفـــــضـــــل منـــــه وأقـــر
بأنـــــه مستخـــــلف الله عـــلى الأمة * والـــــرحـــــمن مـــــــا شـــــاء قـــــدر
عـــــيبة عـــــلم الله والبـــــاب الــذي * يـــــؤتى رســـــول الله منـــــه المشتهر
وأيضاً :
يا أمــــــة الســـوء التي ما تيقظت * لمــــــا قد خلت فيها من المثلات
وقــــــد وتـــــرت آل النبي ورهطه * عــــــلى قــــــدر الأيام أي تــرات
وقد غدرت بالمرتضى علم الهدى * إمــــــام البــــرايا كاشف الكربات
ببدر وأحــــــد والنــــــظـير وخيبر * ويــــــوم حنــــــين ساعة الهبوات
وصــاحب (خم) والفراش وفضله * ومــــــن خـــص بالتبليغ عند براة
وأيضاً :
والله ألبــــــسه المهــــابة والحجى * وربــــــا بــــــه أن نعبد الأصناما
مــــــا زال يغــــــذوه بديــــن محمد * كــــــهلا وطــــــفلا ناشئا وغلاما
أمــــــن ســــــواه إذا أتــى بقضية * طرد الشكوك وأخرس الحكاما ؟!
فــــــإذا رأى رأيــــــا يخـالف رأيه * قــــــوم وإن كــــــدوا له الأفهاما
نــــــزل الكــــــتاب برأيــــة فكأنما * عــــــقــــــد الالـه برأيه الأحكاما
من ذا سواه إذا تشـــــاجرت القنا * وأبــــــى الكماة الكر والإقداما ؟!
وتصـلصلت حلق الحديد وأظهرت * فرسانها التصجاج والأحجاما
ورأيــــت من تحت العجاج لنقعها * فـــوق المغــــــافر والوجوه قتاما
كشف الإله بسيفـــــه وبـــــرأيــه * يظمي الجواد ويرتوي الصمصاما
ووزيـــــره جـبريل يقحمه الوغى * طـــــوعا وميكــــال الوغى إقحاما
أم مـــــن ســــواه يقول فيه أحمد * يـــــوم (الغـــــدير) وغــــيره أياما
: هـــــذا أخــــي مولاكم وإمامكم * وهــو الخليفة إن لقيت حماما ؟ !
منــي كما هارون من موسى فلا * تألـــــوا لحق إمامكم إعظاما
إن كـــــان هـــارون النبي لقومه * مـــــا غـــاب موسى سيدا وإماما
فهــــو الخليفة والامام وخير من * أمضـــــى القضاء وخفف الأقلاما
حـــــتى لقـــــد قـال ابن خطاب له * لمـــــا تقـــــوض مـن هناك وقاما
: أصبحت مولائي ومولى كــل مــ * ــن صلـــى لـــرب العالمين وصاما
غـــــصن رسول الله أثبت غرسه * فـــــعلا الغــــصون نضارة ونظاما
حتى استوى عـــلما كما قد شاءه * رب السمـــــاء وسيـــــدا قمــقاما
مـــــا سامـه في أن يكون مؤمرا * لفـــــتى ولا ولـــــى عـــليه أساما
فهـــــو الامير حـــــياته وممـــاته * أمـــــراً مـــــن الله العــــلي لزاما
صلـــــى عـــليه ذو الجلال كرامة * ومـــــلائك كـــــانوا لــــديه كراما
وأيضاً :
يا آل أحـــــمد لـــــولاكم لمـــــا طلعـــت * شمـس ولا ضحكت أرض من العشب
يا آل أحـــــمد لا زال الفـــــؤاد بكـــــــم * صبـــــا بـــــوادره تبـــــكي مــن الندب
يـــــا آل أحـــــمد أنــتم خير من وخدت * بـــــه المطايـــــا فأنـــــتم منتهى الإرب
أبـــــوكم خـــــير مـــــن يدعـى لحادثة * فيـــــستجيب بكــــشف الخطب والكرب
عـــــدل القرآن وصي المصطفى وأبو * السبـــــطين أكـــــرم بـه من والد وأب
بعـــــل المطـهرة الزهراء ذو الحسب * الطـــــهر الذي ضمه شفعا إلى النسب
مـــــن قــال أحمد في يوم (الغدير) له *: من كنت مولى لـه في العجم والعرب
فـــــإن هـــــذا لـــــه مــولى ومنـــذره * يا حبـــــذا هـــــو مـــن مولى ويا بأبي
من مثله ؟ وهو مولى الخلق أجمعها * بأمـــــر رب الــورى في نص خير نبي
يأتـــــي غــدا ولواء الحمد في يده * والناس قد سفروا من أوجه قطب
حتى إذا اصطـــــكت الأقـدام زائلة * عن الصراط فويق النار مضطرب
تجلى الهدى يوم (الغدير) على الشبه * وبـــرز إبـــــريز البـــــيان عـن الشبه
وأكـــــمل رب العــــرش للناس دينهم * كـــــما نـــــزل القرآن فـــــيه فأعــربه
وقـــــام رســـول الله في الجمع رافعا * بضبـــــع عــلي ذي التعالي من الشبه
وقـــــال: ألا مـــــن كنت مولى لنفسه * فهـــــذا لـــــه مـولى فيا لك منقبه
قـــــل للـــــذي بفــــجـــوره * في شعــــره ظهرت علامه
ويــبــيـــع جـــــهلا ديـــــنه * لمضـــــلل يرجـــــو حطامه
: مــن أيـن أنت لعنت ؟ أو * مـن أيـن أسرار الإمامه؟!
أظـنـنتـــــها إرث النــــبي ؟ * فـــــما أصبـــت ولا كرامه
إن الإمـــــامة بالنــصوص * لمـــــن يقـــــوم بها مقامه
كمقالـــــه فـــــي يوم (خم) * لحـــــيدر لمـــــا أقـــــامــه
: مـــــن كنـــــت مـولاه فذا * مـــــولاه يسمعـــهم كلامه
ســـــل عـــــنه ذا خبـــر به * فلتـــــذهبن إذا نـــــدامــــه
فهـــــو الذي بحـــــسامــــه * للنـــــقع قـــــد جـلى قتامه
فـــــي يـــــوم بـــدر إذ شكا * ســـــادات مــالككم صدامه
وأنيـــــن والـــــدهم وقـــــد * منـــــع النـــــبي بـه منامه
إن الإمـــــام لـــــديـنـــــنـــا * مـــــن شــاده وبنى دعامه
فـــــي كـــــل معـــــترك إذا * شـب الوغى أطفى ضرامه
فـــــتاح خيـــــبر بعـــــد ما * فـــــر الــذي طلب السلامه
تالله لـــــو وزن الجـــــميع * لمـــــا وفــــوا منه القلامه
===
جعفر بن حسين
وقصة هذه الأبيات
مروان بن أبي حفصة أنه قال: أنشدت المتوكل شعرا ذكرت فيه الرافضة فعقد لي على البحرين واليمامة وخلع علي أربع خلع في دار العامة والشعر هو هذا:
تالله لـــــو وزن الجـــــميع * لمـــــا وفــــوا منه القلامه
لكــــم تــــراث محــــمــــــد * وبعــــدلكم تنــــفى الظلامة
يرجـــــو التراث بنو البنات * ومــــا لهــــم فيـــــه قلامه
والصــــهر ليــــس بـوارث * والبنــــت لا تــرث الإمامه
مــــا للذين تــــنحــــــلــــوا * ميــــراثكــــم إلا النــــدامه
أخــــذ الــــوراثــــــة أهلها * فعــــلام لومكم علامه ؟ !
لــــو كــــان حقــــكم لــــها * قامت على الناس القيامه
ليــــس التــــراث لغــــيركم * لا والإلــــه ولا كــــرامــه
أصبحــــت بين محــــبكـــــم * والمبغــــضين لكم علامه
عــــيد فـي يوم (الغدير) المسلم * وأنكـــــر العـــــيد عليه المجرم
يا جـاحدي الموضع واليوم وما * فـــــاه بـــــه المخـــــتار تبا لكم
فأنـــــزل الله تعـــــالـــى جـــــده *: اليـــــوم أكـــــملت لكـــم دينكم
واليــــوم أتمــمت عليكم نعمتي * وإن من نصب الإمام النعم
===
أبو النجيب الطاهر
ولائـــــك خـــير ما تحت الضمير * وأنــفس ما تمكن في الصدور
وهـــــا أنا بــت أحسس منه نارا * أمـــــت بحـــــرها نار السعير
أبا حـــــسن تبـــــيــــن غدر قوم * لعـــــهد الله من عهد (الغدير)
وقـــــد قـــــام النـــبي بهم خطيبا * فـــــدل المــؤمنين على الأمير
5 أشـــــار إليـــه فيه بكل معنى * بنـــــوه عــلى مخالفة المشير
فكـــــم مـــــن حاضر فيهم بقلب * يخـــــالفه عـــلى ذاك الحضور
طـــوى يوم (الغدير) لهم حقودا * أنـــــال بنشـــرها يوم (الغدير)
فيـــــا لـــــك منه يوما جر قوما * إلـــــى يوم عـــــبـوس قمطرير
لأمـــــر سولتـــــه لهـــم نفوس * وغـــــرتهم بـــــه دار الغـــرور
ولست من الكثير فيطمئنوا * بـــــأن الله يعـــــفـــــو عن كثير
وله في أهل البيت عليهم السلام:
عـــــيون منعـــــن الرقاد العيونا * جعـــــلن لكـــــل فـــؤاد فـــــنونا
فكـــــن المـــــنى لجــميع الورى * وكـــــن لمـــــن رامهــن المنونا
وقلـــــب تـــــقلبه الحـــــادثــــات * عـــــلى ما تـــــشاء شمالا يمينا
يصـــــون هـــــواه عن العالمين * ومدمعه يستـــــذل المصـــــونـــا
5 فمالي وكتمان داء الهوى ؟ ! * وقـــــد كـــــان ما خفته أن يكونا
وكــــان ابتداء الهوى بي مجونا * فـــــلما تمـــــكن أمــــسى جـنونا
وكنـــــت أظـــــن الهـــــوى هينا * فلاقيـــــت منـــــه عــــذابا مهينا
فـــــلو كنــــت شاهد يوم الوداع * رأيـــــت جفـــــونا تنــاجي جفونا
فهـــــل تــــرك البين من أرتجيه * من الأوليـــــن والآخـــــرينا ؟ !
ســـــوى حـــــب آل نـــبي الهدى * فحـــــبهم أمـــــل والآمليـنا 10
هـــــم عـــــدتي لوفـــــاتي هــــم * نجـــــاتي هـــــم الفوز للفائزينـا
هم مـــــورد الحــوض للواردين * وهم عـــــروة الله للواثـــــقـيـنا
هم عــــون من طلب الصالحات * فكـــــن بمحبـــــتهم مستعـــــيـنا
هم حجـــــة الله فـــــي أرضـــــه * وإن جحـــــد الحـــجة الجاحدونا
هم الناطـــــقون هم الصادقـــون * وأنتم بتـــــكذيبهم كـــاذبونا 15
هـــــم الـــــوارثون عــلوم النبي * فمـــــا بالـــــكم لهم وارثونا ؟ !
حقـــــدتم عـــــليهم حقودا مضت * وأنـــــتم بأســـــيافهم مــسلمونا
جـــــحدتم مـــــوالاة مـــــولاكـــم * ويـــــوم (الغـــدير) لها مؤمنونا
وأنـــــتم بما قـــــاله المصــطفى * ومـــــا نص من فضله عارفونا
وقلتــــــم: رضينا بمـــــا قلـــــته * وقالت نفوسكم: ما رضينا 20
فأيـــــكم كـــــان أولـــــى بها ؟ ! * وأثـــــبت أمـرا من الطيبينا ؟ !
وأيــــكم كان بعد النبي وصيا ؟ ! * ومن كـــــان فيـــــكم أمــينا ؟ !
وأيـــــكم نـــــام فـــــي فـــــرشـه * وأنـــــتم لمهجتـــــه طالبونا ؟ !
ومـــــن شـــارك الطهر في طائر * وأنـــــتم بذاك لــه شاهدونا ؟ !
لحـــــا الله قـــــوما رأوا رشـدكم * مبـــــينا فضلوا ضلالا مبينا 25
وله في أهل البيت عليهم السلام:
مـــا طـول الليل القصيرا * ونهى الكواكب أن تغورا
إلا وفـــــي يــده عزيمات * يحـــــل بـــــها الأمــــورا
ذو مقـــــلة لا تستــقـــــل * ضـــنى وإن أضنت كثيرا
ليست تفتـــــر عــن دمي * وتـــــرى بهــا أبدا فتورا
وتـرى بها ضعـــــفا ير * يك المستجار المستجيرا 5
فيــــما ينازعــــني عــــــذولا * أو يسامحــــني عــــذيـرا
أتــــرى بــــوادر فــــتنـتــــي * فيــــما ترى إلا بدورا ؟ !
لــــو شـــاء لاختصر الغرام * بها من اختصر الحصورا
ولقــــد لبـــست ثياب نفســـ * ـــك مــــالكا أو مستعـــيرا
10 وتمثل الشيــــطان لــي * ليغــــرني رشــــؤا غـريرا
فخلعــــتها ولبــــست ثــوب * الفتــــك سحــــابا جــرورا
مــــا شئـــت فاقلــــع عـنه * واستغــــفر تجد ربا غفورا
مــــا لم يكن من معـــــشر * غدروا وقد شهدوا الغديرا
وتــــوامــــروا ما بـــينهــم * أن ينـــصبــــوا فيها أميرا
15 مــــن كل صدر موغر * مـلأت ضغائنــــه الصدورا
مترشــــح لــــلمـــــلك قــد * نصبت سريرتــــه السريرا
وتــوارثوها لــــيس تخرج * عــــنهم شبـــــرا قــــصيرا
هـــــذا إلـى أن قــــام قايم * آل أحـــــمد مستــــثــــيـــرا
وتسلم الاســــلام أقـــــــتم * مظلــــم،ا فــــكساه نــــورا
وله في أهل البيت عليهم السلام:
نكرت معــــرفتي لما حــــكــــــــم * حــــاكم الحــــب عليها لي بدم
فبــــدت مــــن ناظــــريها نظــرة * أدخــــلتها فـي دمي تحت التهم
وتمكنــــت فأضنــــيــــت ضنــــىً * كـــــان بي منها واسقمت سقم
وصبــــت بعــــد اجتــناب صفـوة * بــــدلت مــــن قــولها: لا. بنعم
وفــــقدت الوجــــد فيها والأسى * فــــتألمــــت لفــــقــــدان الألـــم
مــــا لعــــيـــني وفــــؤادي كلما * كتمت باح ؟ ! وإن باحت كتـم؟!
طــــال بــــي خـــــلفهـما فاتفقت * لــــي همــوم في الرزايا وهمم
ورزايــــا المصطــــفى في أهله * فاتحــــات للــــرزايا وخــــتــــم
يا بــــني الــزهراء ماذا اكتست * فيــــكم الأيام من عتب وذم ؟ !
يا بــــني الــزهـــراء ماذا اكتست * فيــــكم الأيــام من عتب وذم ؟ !
يا طــوافا طــاف طـــــوفان بـــــه * وحطـــــيما بقــــنا الخط حطم 10
أي عــهـــــد يرتجـــــى الحـفظ له * بعـــــد عهــــد الله فيكم والذمم؟!
لا تســلـــــيت وأنـــــوار لـــكـــــم * غـــــشـــــيتها من بني حرب ظلم
ركبــوا بـــــحر ضلال سلـــــمــوا * فـــــيـــــه والاسلام فيهم ما سلم
ثـــــم صـــــارت ســـــنــة جـارية * كـــــل مـــــن أمكنه الظــــلم ظلم
وعجــيـــــب إن حـــــقا بـــــكــــم * قـــام في الناس وفيكم لم يقم 15
والـــــولا فــــهو لمــن كان على * قول عبد المحسن الصوري قسم
وأبـــــيكم والـــــذي وصـــــى بـه * لأبــــيكم جـــــدكم فـــــي يـوم خم
لقـــــد احتـــــج عـــــلى أمتـــــه * بالـــــذي نالكـــــم باقـــــي الأمـم
===
أبو محمد الصوري
هل بعـــــد مفـــترق الأظعان مجتمع ؟ ! * أم هـــــل زمـان بهم قد فات يرتجع؟!
تحـــــملوا تسع الـــــبـــــيداء ركبــــــهم * ويحـــــمل القـــلب فيهم فوق ما يسع
مغـــــربين هـــــم والشمـــــس قد ألفوا * ألا تغـــــيب مغيـــــبا حـــيثما طلعوا؟!
شاكـــــين للبـــــين أجـــــفانا وأفــــــئدة * مفجعـــــين بـــــه أمثال ما فجعــــــوا
5 تخـــــطو بهم فاتـــــرات فــي أزمتها * أعـــــناقها تحــــت إكراه النوى خضع
تشـــــتاق نعـــــمان لا ترضى بروضته * دارا ولـــــو طـــــاب مصطاف ومرتبع
فـــــداء وافـــــين تمشي الـوافيات بهم * دمـــــع دم وحـــــشا فــــي إثرهم قطع
الليل بعـــــدهم كالفجـــــر متـــــصـــــل * ما شـــــاء والنـوم مثل الوصل منقطع
ليت الذين أصاخوا يـــــوم صاح بهــم * داعي النوى: ثوروا صموا كما سمعوا
10 أو ليت ما أخذ التوديع من جسدي * قضـــــى عـــــلي فللتعـــــذيب مــا يدع
وعـــــاذل لج أعـــــصيه ويـأمـــــرنــي * فيــــهم وأهـــــرب منـــــه وهـــو يتبع
يقـــــول: نفـــــسك فاحفــــظها فإن لها * حقـــــا وإن عـــــلاقات الهــــوى خدع
روح حشـــــاك بـــــبرد اليـأس تسل به * ما قيـــــل فـــــي الحـــــب إلا أنه طمع
والـــــدهر لونـــــان والدنـــــيا مقلبــــة * الآن يعـــــلم قـــــلب كيـــــف يـــرتدع
15 هـــــذي قــضايا رسول الله مهملة * غـــــدرا وشـــــمل رسول الله منصدع
والنـــــاس للعـــهد ما لاقوا وما قربوا * وللخـــــيانة ما غـــــابوا وما شسعــوا
وآلـــــه وهـــــــم آل الإلـــــه وهـــــــم * رعـــــاة ذا الــدين ضيموا بعده ورعوا
ميثـــــاقه فيـــــهم ملقـــــى وأمتـــــه * مـــــع من بغـــــاهم وعاداهم له شيع
تضـــــاع بيعـــــته يــوم (الغدير) لهم * بعـــــد الرضـــــا وتحـاط الروم والبيع
مقسميـــــن بإيـــــمان هـــــم جــذبوا * بـــــيوعها وبأسيـــــاف هم ظبعوا 20
ما بـــــين ناشر حـــــبل أمـس أبرمه * تعـــــد مسنونـــــة من بعـــــده البــدع
وبـــــين مقــتـنص بالمـــــكـر يخدعه * عـــــن آجل عـــــاجل حلــــــو فينخدع
وقـــــائل لـــــي: عـــــلي كـان وارثه * بالنص منه فهل أعطوه ؟! أم منعوا؟!
فقلـــــت: كــــانت هنات لست أذكرها * يجـــــزي بهــــا الله أقواما بما صنعوا
أبلـــــغ رجـــــالا إذا سميتهم عـرفوا * لهم وجـــــوه من الشحـناء تمتقع 25
توافـــــقوا وقـــــناة الـــــدين مائـــلة * فحـــــين قــامت تلاحوا فيه واقترعوا
أطـــــاع أولـــــهم فــــي الغدر ثانيهم * وجـــــاء ثالثـــــهم يقـــــفو ويتـــــبــع
قـــــفوا عــلى نظر في الحق نفرضه * والعـــــقل يفـــــصل والمحجوج ينقطع
بـــــأي حـــــكم بنـــــوه يتبعـــــونـــكم * وفخركم أنـــــكم صحـــــب لــــه تبع؟!
وكيـــــف ضاقت عـلى الأهلين تربته * وللأجانب من جنبــيه مضطجع ؟ !30
وفيم صيـــــرتم الإجماع حجتـــــكـــم * والناس ما اتفقوا طوعا ولا اجتمعوا؟!
أمـــــر (علي) بعـــــيــد من مشورته * مستكـــــره فيـــــه و (العــباس) يمتنع
وتدعـــــيه قريش بالقرابة والأنصار * لا رفـــــع فـــــيــــــــــه ولا وضـــــــــع
فـــــأي خـــــلف كخـــــلف كان بينكـم * لـــــولا تلـــــفق أخـــــبار وتصطنع ؟ !
واسألهـــــم يوم (خم) بعــد ما عقدوا * له الولاية لم خانوا ولم خلعوا ! ؟ 35
قـــــول صحيح ونـــــيات بها نغـــــــل * لا ينـــــفع السيف صقل تحته طبع
إنكـــــارهم يـــــا أمير المؤمنيـن لها * بعـــــد اعـــــترافهم عــار به ادرعـــوا
ونكثـــــهم بك ميلا عـــــن وصيتـــهم * شـــــرع لعـــــمرك ثان بعـــده شرعوا
تركـــــت أمـــــرا ولو طــــالبته لدرت * معـــــاطس راغـــــمته كــــيف تجتدع
صبـــــرت تحفــظ أمر الله ما اطرحوا * ذبا عن الدين فاستيقظت إذ هجعوا40
ليشـــــرقن بحلـــــو اليـــــوم مر غــد * إذا حصدت لهم في الحشر ما زرعـوا
جاهـــــدت فيـك بقولي يوم تختصم الـ * أبطــال إذ فات سيفي يوم تمتصع
إن اللســـــان لوصـــــال إلــــى طرق * في القلــــب لا تهتديها الذبـــل الشرع
آبـــــاي فـــــي فــــارس والدين دينكم * حـــــقا لقـــــد طــــاب لي أس ومرتبع
45 ما زلت مذ يفعـــت سني ألوذ بكم * - حـــــتى محا حقــكم شكي - وأنتجع
وقد مضـــــت فـــــرطات إن كفلت بكم * فرقت عن صحفي البأس الذي جمعوا
(سلمان) فيــــها شفيعي وهو منك إذا * الآباء عـــــندك فـــــي أبنائهم شفعوا
فكـــــن بها منـــــقذا مـن هول مطلعي * غـــــدا وأنـــــت مـن الأعراف مطلع
سولــــت نفسي غرورا إن ضمنت لها * أنـــــى بذخـــــر ســـــوى حبيك أنتفع
===
مهيار الديلمي
سبحان من ليس في السماء ولا * فـــــي الأرض نـــــد لـــه وأشباه
أحـــــاط بالعـــــالمين مقـــــتـدرا * أشـــــهــــــــــد أن لا إلـــــــه إلاه
وخـــــاتم المـــــرسلين ســـــيدنا * أحـــــمد رب السمـــــاء ســـــماه
أشـــــرقت الأرض يـــــوم بعثته * وحـــــصحص الحـــــق من محياه
اخـــــتار يوم (الغدير) حيـــــدرة * أخـــــا له فـــــي الـــــورى وآخـاه
وبـــــاهل المشـــركين فيه وفي * زوجـــــتـــــه يقـتـفـيـهـمـا ابـــــناه
هم خمســـــة يرحـــم الأنام بهم * ويستجـــــاب الـــــدعـا ويرجاه
===
أبو علي البصير
غديرٌ قد قضى المختار فيهِ * ولا يتَهُ وألبَسَها عليّا
وقامَ على الأنامِ به خطيباً * ونصّ بها وسمّاهُ الوصيا
عليٌ ، قالَ ، مِن بعدي وصيٌ * على مَن قد غدوتُ لهُ وليّا
لقد نصّ الرسولُ عليه جهراً * ولكن خالفوا حسداً وغيّا
فيا مَن قال جهلاً في عليٍ * بأنّ النصّ كان به خفيّا
فحقّق أيةَ التبليغ فيهِ * تجدْ نصّاً يُغيضُ الناصبيّا
وإنّ ترابَ نعلِ أبي ترابٍ * به يُبتاعُ تيماً أو عَديّا
فمِن أهل السقيفةِ ليس تلقى * فتىً عن قتلِ إبناهُ بريّا
هما سببٌ لسفكِ دماءِ زيدٍ * ويحيى ، والذي حَلّ الغريّا
ولمْ يكُ طاولَ الفدمُ ابنُ هندٍ * عليّاً ، مَن حوى مجداً عليّا
تعليق