
"... لقد كان الحسين(ع) إماماً للمسلمين، كانت حركته في خطّ إمامته، وكانت دعوته في خطّ الدعوة لأمامته، وكانت تضحيته إنفتاحاً لذوبان الإنسان بالله، ولتأكيد الحرية التي أرادها الله لكلّ مؤمن ومؤمنة، والعزة التي أرادها الله لنفسه ولرسوله وللمؤمنين،..."
- "... لم يخرج الإمام الحسين مقاتلاً يحمل سيفاً يريد أن يقاتل به الناس، كان كجدّه رسول الله (ص)، حمل القرآن بيده، ليتلو على الناس آياته، وليعلمهم كيف يتدبرونها، وكيف يحوّل كلّ مؤمن عقله إلى عقلٍ قرآنيّ وقلبه إلى قلب ينبض بالقرآن، وحركته إلى حركة تنفتح في كلّ خطواتها وفي كل مسارها على القرآن..."
- "... أراد الحسين(ع) أن يجدّد الإسلام في عقول الأمَّة، لينطلق بإسلام جديد، بحيث يكون الإسلام هو ما يمثّل سلوك الناس في البيت وفي السوق وفي النادي وفي الحرب وفي السلم، وفي العلاقات العامة والخاصة، وفي قضايا الحكم وحركة القانون في الناس ..."
- "... المشكلة أننا طيَّفنا عاشوراء، وحبسناها في تقاليدنا وعاداتنا، فلم ننطلق مع الحسين القضيّة، بل انطلقنا مع الشخص الذي تملأ الجراحات جسده، الشخص الذي عاش العطش والفجيعة في أولاده واهل بيته. لقد انطلقنا مع الحسين الشخص لا مع الحسين الرسالة والقضية، ولذلك عندما تركنا الرسالة لم نعثر على الحسين، ولن نعثر عليه إذا لم يتحوَّل في عقيدتنا قضيّة ورسالة وحريّة وعزة وكرامة، وكوناً ينطلق في الإسلام كلّه والإنسان كلّه..."
- "... وحدهم الذين ينطلقون، في خطّ الحريّة والمقاومة والممانعة والتحدّي، وحدهم عندما يبكون المأساة يذرفون الدموع الحارَّة، الدموع الحسينيَّة الرسالية..."
- "... إنَّ قضية عاشوراء هي قضيّة إنسانية، ونحن نتعرَّف إنسانية عاشوراء من خلال شعارات الحسين التي أطلقها في كربلاء. فقد كان(ع) يتطلَّع إلى الإنسان كلِّه، ويدخل إلى عمقه في إحساسه وقلقه على إنسانيّته، وكان يخشى من الظَّلَمة على إنسانية الإنسان..
- "... لقد أراد الإمام الحسين(ع) أن يحرّر الذين اتَّخذهم الظّلمة عبيداً لهم، وأراد الله من خلال ذلك أن يرسم إطاراً للبعد الإنساني الذي ينطلق من أجل أن يحقّق الحرية للإنسان..."
- "... نحن نستطيع أن نقدّم عاشوراء إلى العالم كلّه في بُعدها الإسلامي والإنساني دون أن نحصرها في الدائرة الطائفية الخاصَّة، لأنَّ الحسين (ع) إمام المسلمين جميعاً.
- " نقرأ قول الحسين (ع)"إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً، وإنَّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي –" فهو لم يتحدث عن عائلة أو منطقة، إنما تحدَّث عن الأمَّة كلَّها، لأنه كان يتحمَّل مسؤولية الأمَّة كلَّها من خلال إمامته ومسؤوليّته."
- "كان الإمام يريد إصلاح الأمَّة بكلّ أفرادها وتنوّعاتها، وكان يريد أن يغيّر الواقع من خلال التركيز على نقطتين اثنتين: أولاً: سيادة القانون، فهم عطّلوا الحدود، ولابدّ من أن تقام الحدود في الدولة الإسلامية. ثانياً: استأثروا بالفيء، وهو مال الأمَّة، وعلى المسلمين الحفاظ على مال الأمة الذي هو مال الله..."
- "لا يجوز لنا أن نجعل عاشوراء قضيّة طائفية مذهبية مغلقة يتعقَّد منها بعض المسلمين، لأنها فوق كل هذه التعقيدات، وقد انطلقت من القيم الرسالية الإسلامية الإنسانية وتمثَّلت فيها شخصية الحسين (ع)، فكانت القيمة تجسيداً للقائد، وكان القائد تجسيداً للقيمة..."
- "إذا رأيت الحسين (ع) رأيت الإسلام، وإذا درست الإسلام التقيت بالحسين(ع)، فليس هناك نوع من أنواع الإثنينية بين الحسين (ع) والقيمة العليا التي يمثّلها، لأنَّه (ع) ذاب في الإسلام وعاش الإسلام في عقله وقلبه وحركته وحياته، حتى إنه في جهاده انطلق شهيداً من أجل الإسلام."
- "... يجب أن تكون عاشوراء في كلّ سنة منطلقاً لمواجهة كلّ ما يتعرَّض له العالم الإسلامي من تحدّيات ومشاكل، فلا يجوز أن يبقى العالم الإسلامي يعيش على هامش العالم المستكبر..."
- علينا أن نبقى مع الحسين القضية والرسالة والقوة، وأن ننطلق لنصنع القوة في كل مواقع التحدّي، لأن التحدّيات التي تواجهنا في حياتنا العامة الكبيرة، خصوصاً أمام الغرب الذي يبرّر لإسرائيل كل مجازرها.. لابدّ للأمَّة من أن تتعلم في الموسم العاشورائي كيف يكون الحزن حزن الأقوياء لا حزن الضعفاء، والبكاء بكاء العاطفة الولائية لا بكاء الإحباط، وأن تكون كربلاء حركةً للقوة، لا مجرَّد مناسبة للحزن والبكاء".
- إن الحسين يمثّل الوحدة الإسلامية، فلابدّ أن تنفتح كربلاء على الوحدة، لأنَّ الكثيرين ممن يقرؤون العزاء يتحدَّثون بالأخبار الخرافيّة الكاذبة التي لا أساس لها، والتي لا فائدة من إعادة تكرارها سنوياً، لما تخلقه من مناخات غير مستحبَّة بين المسلمين."
- إننا ندعو إلى ان نقدّم كربلاء في حقائقها التاريخيّة الواقعية، حتى نفهم ما معنى كربلاء، ما إيحاءاتها وتأثيراتها على واقعنا. نحن نريد لإيحياءات عاشوراء الإستفادة من النتاجات الفنّية والوسائل الحديثة، في المسرح والسينما، في الرواية المبدعة والتمثيل الحيّ، بحيث يرى العالم فيها الثورة الإنسانيّة الإسلامية التي امتزجت فيها القيمة بالحركة، والقضية بالمأساة، والتضحية بالمسؤولية، لأنَّ عاشوراء ليست للمتخلّفين، بل هي للأحرار الذين ينطلقون من أجل الحرّية في كفاحهم في وجه الظالمين والمستكبرين،...
- كربلاء هي للذين وقفوا ضدّ الصهيونية واتنصروا عليها وأعطونا معنى الإنتصار الذي عاشه الحسين (ع) في إنتصار الدَّم على السيف، فواجهوا العدوّ وكان أوَّل انتصار عليه. وهكذا بالنسبة إلى المقاومة في غزة التي اعطتنا معنى الصمود والإنتصار أمام العتاة الصهاينة وجبروت داعميهم.
- فلنجدّد قضية عاشوراء، حتى تعيش عاشوراء العصر كلّه، من أجل أن تنفذ إلى الإنسان كلّه والحياة كلّها، لأنَّنا بحاجة إلى ما يجدّد لنا عقولنا، ويجعلنا نعرف كيف نحرّك حاضرنا في خدمة بناء المستقبل.
- نلتقي في عاشوراء بذكرى إمام من أئمة أهل هذا البيت (ع) الذين نزلت بهم الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً – الأحزاب: 33)، لنتعرف فضله وخطه وبعض سيرته وكلماته، من أجل أن نعيش الإلتزام بإمامته فنكون من الذين يريدون الإقتداء به والإلتزام بخطّه والإنفتاح على مواعظه ونصائحه.
- إن مسألة أن نلتزم بإمامة أهل البيت (ع) هو أن نقتدي بهم، ونعيش معهم ونجعلهم يتحرَّكون في حياتنا، كما لو كانوا معنا يتحدّثون إلينا بالنصح والوعظ، وهذا هو منهجنا في الحديث عن أهل البيت(ع).
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
http://www.islammoasser.org/ArticlePage.aspx?id=760
تعليق