لماذا تحدى الله الناس بالقرآن ؟!
لسماحة آية الله الشيخ مصطفى الهرندي
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تحدى الله الإنسان في القرآن الكريم بأن يأتي بآية مشابهة لآياته، والقضية تتركب من ثلاثة عناصر:
المتَحَدِّي: هو الله تعالى.
المتَحَدَّى: هو الإنسان.
مورد التحدي: نص الكتاب.
والاشكال في ذلك أن النصوص أمورٌ اعتبارية، فكيف كان التحدي في أمور اعتبارية هي صنيعة الانسان ؟
وكيف أنزل الله كتاباً للبشرية على طول التاريخ وهو أمر اعتباري ؟ لماذا صار التحدي في الأمور الاعتبارية ؟
يسألونكم: هل اللغة حقيقة ام اعتبار ؟ لا شك أن اللفظ من الأمور الحقيقية، لكن الترابط بين اللفظ والمعنى من الأمور الاعتبارية، بل حتى الاقتران الشرطي يوجد رابطة بين اللفظ والمعنى، بين القرينين.
فلماذا لم يتحد الله الإنسان في الأمور الحقيقية ؟
لي حل خاص في سبب ذلك..
فإن التحدي يكون عادة في قضية مشتركة: الملاكم يتحدى الملاكم والمصارع يتحدى المصارع وهكذا.. أما السباح فلا يتحدى المصارع حيث لا جهة مشتركة بينهما.
التكوين صنعٌ إلهي لا ارتباط له بالإنسان، فكيف يتحداه في الصنع الإلهي؟!
الانسان لا يتمكن من الخلق ولا من امثاله.
فالشيء الوحيد الذي يتميز به الإنسان وقد خلقه هو اللفظ والكلام الدلالي، وهو من أروع الإبداعات الإنسانية، لا شيء أجمل من اللفظ ولا أوسع دلالة منه ولا أكثر احتياجا له.
كل الشعوب تتكلم وعندها ادب وشعراء وقانون وأدب وشريعة.
فمِن أبدع ما اخترعه الانسان وأوجده هو دلالة الالفاظ على المعاني.. الوضع اللفظي..
جاء الله وتبارك فتعالى وتحداه في أجمل ما أبدعه، وأثبت عجزه عن المواجهة..
فالتحدي إما أن يكون في الأمور الحقيقية أو في الأمور الاعتبارية، والأمور الاعتبارية تشريع عقلي مشترك بين الله والإنسان..
اما هنا فالكلام إبداع إنساني صنعه الإنسان وأوجده وخلقه، فالواضع هو الإنسان، والمبدع هو الإنسان، والرابط هو الإنسان، فهو فعل انساني جاء الله وتحداه فيه.
هذا أجمل ما يمكن ان يقال في قضية الإعجاز بحسب قراءتي، وما وجدت هذا التفسير عند أحد.
الله تعالى هو الذي أعطى الانسان قابلية النطق، لكن الانسان نفسه هو الذي ابدع الالفاظ..
أتحداك أيها الإنسان في خلق اللغة والكلمات والفصاحة والبلاغة، يا من ترفع رأسك باللغة وتفتخر بها وكلٌّ يقول ان لغته الأفضل.. فأتحداك في اكثر ما تفتخر به!
لا شيء يؤثر في النفس الإنسانية الآن أكثر من الشعر.. انظروا الى الشعر العربي الموجود اليوم، هل هناك شيء أجمل من الشعر في اللغة العربية ؟ وهذا نفسه موجود في سائر اللغات..
لننظر إلى الشعر المعاصر.. نزار قباني.. أبو ريشة، محمد مهدي الجواهري.. وغيرهم من الشعراء، أكمل شيء يتباهى به الانسان العربي هو الشعر العربي.. والنثر العربي.. لننظر إلى عباس محمود العقاد وجبران وطه حسين..
تحداهم الله تعالى جميعاً في فعلهم.. فصار إعجازاً..
ففي هذا الابداع الإنساني أيضا غلب الله تعالى البشرية..
يمكن للإنسان ان يستغني عن كل شيء إلا اللغة..
لقد تحدى الله سبحانه وتعالى الإنسان حتى في لغة الإشارات: حم.. طس..
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
لسماحة آية الله الشيخ مصطفى الهرندي
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تحدى الله الإنسان في القرآن الكريم بأن يأتي بآية مشابهة لآياته، والقضية تتركب من ثلاثة عناصر:
المتَحَدِّي: هو الله تعالى.
المتَحَدَّى: هو الإنسان.
مورد التحدي: نص الكتاب.
والاشكال في ذلك أن النصوص أمورٌ اعتبارية، فكيف كان التحدي في أمور اعتبارية هي صنيعة الانسان ؟
وكيف أنزل الله كتاباً للبشرية على طول التاريخ وهو أمر اعتباري ؟ لماذا صار التحدي في الأمور الاعتبارية ؟
يسألونكم: هل اللغة حقيقة ام اعتبار ؟ لا شك أن اللفظ من الأمور الحقيقية، لكن الترابط بين اللفظ والمعنى من الأمور الاعتبارية، بل حتى الاقتران الشرطي يوجد رابطة بين اللفظ والمعنى، بين القرينين.
فلماذا لم يتحد الله الإنسان في الأمور الحقيقية ؟
لي حل خاص في سبب ذلك..
فإن التحدي يكون عادة في قضية مشتركة: الملاكم يتحدى الملاكم والمصارع يتحدى المصارع وهكذا.. أما السباح فلا يتحدى المصارع حيث لا جهة مشتركة بينهما.
التكوين صنعٌ إلهي لا ارتباط له بالإنسان، فكيف يتحداه في الصنع الإلهي؟!
الانسان لا يتمكن من الخلق ولا من امثاله.
فالشيء الوحيد الذي يتميز به الإنسان وقد خلقه هو اللفظ والكلام الدلالي، وهو من أروع الإبداعات الإنسانية، لا شيء أجمل من اللفظ ولا أوسع دلالة منه ولا أكثر احتياجا له.
كل الشعوب تتكلم وعندها ادب وشعراء وقانون وأدب وشريعة.
فمِن أبدع ما اخترعه الانسان وأوجده هو دلالة الالفاظ على المعاني.. الوضع اللفظي..
جاء الله وتبارك فتعالى وتحداه في أجمل ما أبدعه، وأثبت عجزه عن المواجهة..
فالتحدي إما أن يكون في الأمور الحقيقية أو في الأمور الاعتبارية، والأمور الاعتبارية تشريع عقلي مشترك بين الله والإنسان..
اما هنا فالكلام إبداع إنساني صنعه الإنسان وأوجده وخلقه، فالواضع هو الإنسان، والمبدع هو الإنسان، والرابط هو الإنسان، فهو فعل انساني جاء الله وتحداه فيه.
هذا أجمل ما يمكن ان يقال في قضية الإعجاز بحسب قراءتي، وما وجدت هذا التفسير عند أحد.
الله تعالى هو الذي أعطى الانسان قابلية النطق، لكن الانسان نفسه هو الذي ابدع الالفاظ..
أتحداك أيها الإنسان في خلق اللغة والكلمات والفصاحة والبلاغة، يا من ترفع رأسك باللغة وتفتخر بها وكلٌّ يقول ان لغته الأفضل.. فأتحداك في اكثر ما تفتخر به!
لا شيء يؤثر في النفس الإنسانية الآن أكثر من الشعر.. انظروا الى الشعر العربي الموجود اليوم، هل هناك شيء أجمل من الشعر في اللغة العربية ؟ وهذا نفسه موجود في سائر اللغات..
لننظر إلى الشعر المعاصر.. نزار قباني.. أبو ريشة، محمد مهدي الجواهري.. وغيرهم من الشعراء، أكمل شيء يتباهى به الانسان العربي هو الشعر العربي.. والنثر العربي.. لننظر إلى عباس محمود العقاد وجبران وطه حسين..
تحداهم الله تعالى جميعاً في فعلهم.. فصار إعجازاً..
ففي هذا الابداع الإنساني أيضا غلب الله تعالى البشرية..
يمكن للإنسان ان يستغني عن كل شيء إلا اللغة..
لقد تحدى الله سبحانه وتعالى الإنسان حتى في لغة الإشارات: حم.. طس..
والحمد لله رب العالمين
شعيب العاملي
تعليق