إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

وقفه مع الشيخ الدكتورعبدالوهاب الطريري في كلامه عن الحسين عليه السلام وعاشوراء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفه مع الشيخ الدكتورعبدالوهاب الطريري في كلامه عن الحسين عليه السلام وعاشوراء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    السؤال: أنا من الشيعة أريد أن أسألكم ماذا تعرفون عن الإمام الحسين ويوم عاشوراء؟

    أجاب عن السؤال الشيخ:د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري (المشرف العلمي على موقع الإسلام اليوم)
    الجواب:
    نعرف عن سيدنا الحسين بن علي –رضي الله عنه وأرضاه- أنه سبط رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وريحانته من الدنيا، وأشبه الناس به، وكان فمه الطيب مهوى شفتي رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وأنه وأخوه سيدا شباب أهل الجنة، وأنه ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، والذي حبه إيمان وبغضه نفاق، وأنه ابن البتول المطهرة سيدة نساء العالمين، والبضعة النبوية فاطمة الزهراء، وأنه من خير آل بيت نبينا الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وقال فيهم نبينا يوم غدير خم:"أذكركم الله في أهل بيتي".
    فهو سيدنا وابن نبينا، نحبه ونتولاه، ونعتقد أن حبه –رضي الله عنه وعن أبيه- من أوثق عرى الإيمان، وأعظم ما يتقرب به إلى الرحمن، مصداقاً لقول جده –صلى الله عليه وسلم-:"المرء مع من أحب". وأنه من أحبه فقد أحب النبي –صلى الله عليه وسلم-، ومن أبغضه فقد أبغض النبي –صلى الله عليه وسلم-، ونقول عنه وعن أبيه وجده ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب له:"وهل أنبت الشعر على رؤوسنا إلا الله ثم أنتم".
    ونعتقد أنه قتل مظلوماً مبغياً عليه، فنبرأ إلى الله من كل فاجر شقي قاتله أو أعان على قتله أو رضى به، ونعتقد أن ما أصابه فمن كرامة الله له، وأنه رفعة لقدره، وإعلاء لمنـزلته –رضي الله عنه وأرضاه-، مصداقاً لقول جده –عليه الصلاة والسلام-:"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل". فبلغه الله بهذا البلاء منازل الشهداء، وألحقه بالسابقين من أهل بيته الذين ابتلوا بأصناف البلاء في أول الدعوة النبوية فصبروا، وهكذا الإمام الحسين ابتلى بعد وصبر، فأتم الله عليه نعمته بالشهادة، لأن عند الله في دار كرامته من المنازل العلية ما لا ينالها إلا أهل البلاء والصبر فكان الإمام الحسين منهم.
    ونعلم أن المسلمين لم يصابوا منذ استشهاد الحسين إلى اليوم بمصيبة أعظم منها، ونقول كلما ذكرنا مصيبتنا في الإمام أبي عبد الله ما أخبرت به السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحسين –وكانت شهدت مصرع أبيها- عن أبيها الحسين عن جده –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب" فنقول:"إنا لله وإنا إليه راجعون" رجاء أن نكون ممن قال الله فيهم "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".

    ومع ذلك فلا نتجاوز في حبنا له حدود ما حده لنا جده –صلى الله عليه وسلم- الذي قال:"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله".
    فلا نعظمه بأنواع التعظيم التي لا تصرف إلا لله كالدعاء والاستغاثة، ولا نشرك بنبينا وآله كما أشركت النصارى بعيسى ابن مريم وأمه حيث جعلوهما في مرتبة الألوهية. ولا نجعل له ولا لغيره من آل البيت الطيبين ما هو من خصائص المرسلين كالعصمة والتشريع، بل هم رضوان الله عليهم أصدق المبلغين عن رسول الله وأعظم المتبعين لهداه، ونعلم أنهم بشر من البشر، ولكنهم أفضلهم مكانة وأعلاهم قدراً، ومع ذلك فلم يتكلوا على قرابتهم من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولكن كانوا أعظم اتباعاً لدينه وقياماً بشريعته، كما قال الإمام زين العابدين وقرة عين الإسلام علي بن الحسين –رضي الله عنه وعن آبائه-:"إني لأرجو أن يعطي الله للمحسن منا أجرين، وأخاف أن يجعل على المسيء منا وزرين
    ".
    أقول : ماتفضل به كلام نفيس ولكن لي وقفه معه الحديث الذي ذكره عن الإمام زين العابدين عليه السلام من حقوق آل البيت للشيخ ابن تيميه ، الغلومرفوض ونحن لانغلوا به عليه السلام بل ننزله في المنزله التي كرمه الله بها ، لانعبده ولاندعوه من دون الله عزوجل وصيغة الدعاء تبدأ باللهم فلانقول اللهم يلافلان أدعيتنا كلها فيها اللهم بمعنى ياالله ، وهنا المصطفى صلى الله عليه وآله يٌعلم كيفية الدعاء فلم يقل للرجل قل اللهم افعل كذا فقط بل علمه أن يدعو الله ويتوسل اليه به صلى الله عليه وآله وسلم ويتبع ذلك بيامحمد يارسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضي لي اللهم فشفعه في :
    - أنَّه علَّم رجلاً أن يدعو فيقول اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوسلُ إليْكَ بنبيِّكَ نبيِّ الرَّحمةِ ، يا محمد يا رسولَ اللهَ إني أتوسلُ بِكَ إلى ربِّي في حاجتي لتُقضى ليَ اللَّهمَّ فشفِّعْهُ فيَّ
    الراوي : - المحدث : ابن تيمية
    المصدر : مجموعة الرسائل والمسائل الصفحة أو الرقم: 1/18 خلاصة حكم المحدث : صحيح

    جاء في كتاب تحفه الاحوذي للمباركفوري الجزء العاشر ما يلي :
    " وأخرجه الطبراني وذكر في أوله قصة وهي : أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف : إئت الميضأة فتوضأ ثم إئت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فإنطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال : ما حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال :ما كانت لك من حاجة فأتنا ثم أن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له : جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله فأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي : أو تصبر فقال : يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي : إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم إدع بهذه الدعوات فقال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط ، قال الطبراني بعد ذكر طرقه : والحديث صحيح. "
    قال أبو عبد الله المقدسي: والحديث صحيح.
    وإعترف أن للمرسلين خصائص كالعصمه ولايجعلها للحسين ولا لغيره من آل البيت


    قال الأستاذ توفيق أبو علم بعد نقله حديث الثقلين
    : ( وحديث الثقلين من أوثق الأحاديث النبوية وأكثرها ذيوعا ، وقد اهتم العلماء به اهتماما بالغًا لأنه يحمل جانبا مهمًا من جوانب العقيدة الإسلامية ، كما أنه من أظهر الأدلة التي تستند إليها الشيعة في حصر الإمامة في أهل البيت وفي عصمتهم من الأخطاء والأهواء .
    إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرنهم بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فلا يفترق أحدهما عن الآخر ، ومن الطبيعي أن صدور أية مخالفة لأحكام الدين تعتبر افتراقًا عن الكتاب العزيز ، وقد صرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدم افتراقهما حتى يردا عليّ الحوض ، فدلالته على العصمة ظاهرة جلية ، وقد كرر النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث في مواقف كثيرة لأنه يهدف إلى صيانة الأمة والمحافظة على استقامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية وغيرها إن تمسكت بأهل البيت ولم تتقدم عليهم ولم تتأخر عنهم ) ( 1 ) .
    وهذا الحديث الذي أخرجه الحاكم الحسكاني الحنفي بسنده عن ابن عباس قال: «سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون» (2)
    .
    وجاء في تفسير الطبري :
    القول في تأويل قوله تعالى : قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80)
    يقول تعالى ذكره: قال الله لإبليس: فإنك ممن أنظرته إلى يوم الوقت المعلوم, وذلك الوقت الذي جعله الله أجلا لهلاكه. وقد بيَّنت وقت ذلك فيما مضى على اختلاف أهل العلم فيه، وقال: ( فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) يقول تعالى ذكره: قال إبليس: فبعزّتك: أي بقدرتك وسلطانك وقهرك ما دونك من خلقك ( لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )يقول: لأضلَّنّ بني آدم أجمعين ( إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) يقول: إلا من أخلصته منهم لعبادتك وعصمتَه من إضلالي , فلم تجعل لي عليه سبيلا فإني لا أقدر على إضلاله وإغوائه." (3)
    التعليق على الاستغاثه الشركيه هي الاستغاثه بالمخلوق فيما لايقدر عليه الا الله
    قال الشيخ المنجد أن الاستغاثه الشركيه هي الاستغاثه بالمخلوق فيما لايقدر عليه الا الله أما الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه فليست من الشرك في شيء . وصحح أثر ابن عباس وفيه الإستغاثه بالملائكه إذا ضل الإنسان الطريق وأن الإمام أحمد بن حنبل عمل هذا عندما ضل الطريق في حجه حجها فنادى : يا عباد الله دلوني على الطَّرِيق ، فلم يزل يقلها حتى وقف على الطريق وهؤلاء الملائكه جعلهم الله في الأرض لإعانة التائهين وإرشادهم ودلالتهم على الطريق ، فمن طلب منهم الإعانة فقد طلب من مخلوقٍ شيئاً يقدر عليه ، وأرصده الله له
    الإشكال الذي طرحه الشيخ المنجد هو أن يطلب من المخلوق مالايستطيع القيام به كالإحياء والإماته
    والرزق وشفاء المريض ونقل عن الشيخ ابن تيميه أن مالايستطيع المخلوق فعله لايطلب منه كإنزال المطر وإنبات النبات والنصره على الكافرين والهدايه فهذه تطلب من الله ولاتطلب من غيره لأنه يعجز عنها فهذا هو الشرك وقال الشيخ المنجد والحاصل أن ما لا يقدر عليه إلا الله ، وما هو من خصائص ربوبيته ، كالإحياء والإماتة ، والرزق ... كل هذا لا يسأل من غيره سبحانه ، ومن استغاث بغير الله في شيء من ذلك ، فقد أشرك .
    وأما ما يقدر عليه الخلق ، فلا حرج في سؤاله من يقدر على ذلك الشيء منهم ، والاستغاثة بهم فيه ؛ بشرطين : أن يكون المستغاث به : حيا ، حاضرا ، قادرا على ذلك الشيء .

    http://islamqa.info/ar/181206
    أقول : إذا كانت الملائكه تهدي الضال عن الطريق ألا يوجه لكم نفس ماتوجهون لنا لماذا لايقول الإنسال ياالله دلني على الطريق ! ، الله عزوجل جعل لهؤلاء الملائكه قدره في هداية الضال فلايقال للمستغيث بهم أنت تستغيث بالمخلوق فيما لايقدر عليه إلا الله وهو هداية الضال فأنت قد أشركت ، كذلك من نستغيث بهم عليهم السلام لهم القدره على إنزال المطر وشفاء المريض ، وإنبات النبات وإستشهد الدكتور عبد الوهاب بقول عمر أن الأئمه هم من أنبتوا الشعر ، هل بإمكانه أن يعترض على عمر ويقول الله فقط من ينبت الشعر لايستطيع المخلوق فعل مالايقدر عليه إلا الله !
    ألم يرد في كتبكم الإستغاثه بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بعد رحيله في إنزال المطر !
    - قُحِطَ أَهلُ المدينةِ قَحطًا شديدًا فشَكَوا إلى عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها فقالت انظُروا قبر النَّبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فاجعلوا منهُ كُوًى إلى السَّماءِ حتَّى لا يَكونَ بينَه وبينَ السَّماءِ سقفٌ ففعلوا فمُطِروا مَطرًا حتَّى نبتَ العشبُ وسمِنتِ الإبلُ حتَّى تفتَّقتْ منَ الشَّحمِ فسمِّيَ عامَ الفتقِ
    الراوي : أبو الجوزاء أوس بن عبدالله الأزدي المحدث : ابن حجر العسقلاني
    المصدر : تخريج مشكاة المصابيح الصفحة أو الرقم: 5/362 خلاصة حكم المحدث :[حسن كما قال في المقدمة]
    وهذا الحديث :
    - أصاب الناسَ قحطٌ في زمنِ عمرَ بنِ الخطابِ فجاء رجلٌ إلى قبرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ استسقِ اللهَ لأُمَّتِكَ فإنهم قد هلكوا فأتاه رسولُ اللهِ عليه الصلاةُ والسلامُ في المنامِ فقال أئتِ عمرَ فأقرِئْه مني السلامَ و أخبِرْهم أنهم مُسْقَوْن وقل له عليك بالكَيْسِ الكَيْسِ فأتى الرجلُ فأخبَرَ عمرَ فقال يا رب ما آلُو إلا ما عجزتُ عنه
    الراوي : مالك بن أنس المحدث : ابن كثير
    المصدر : البداية والنهاية الصفحة أو الرقم: 7/93 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
    قال الامام القسطلاني في المواهب اللدنية : ولقد كان حصل لي داء أعيا دواؤه الأطباء، وأقمت به سنين، فاستغثت به صلى الله عليه وسلم ليلة الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة بمكة زادها الله شرفاً، ومنَّ عليَّ بالعود في عافية بلا محنة، فبينا أنا نائم إذ جاء رجل معه قرطاس يكتب فيه: هذا دواء لداء أحمد بن القسطلاني من الحضرة الشريفة بعد الإذن الشريف النبوي، ثم استيقظت فلم أجد بي والله شيئاً مما كنت أجده، وحصل الشفاء ببركة النبي صلى الله عليه وسلم. (4)
    - ما يحدث عند قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من الأنبياء والصالحين :
    [ اقتضاء الصراط - ابن تيمية ]
    الكتاب : اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
    المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
    الناشر : مطبعة السنة المحمدية - القاهرة
    الطبعة الثانية ، 1369
    تحقيق : محمد حامد الفقي
    عدد الأجزاء : 1
    ولا يدخل في هذا الباب ما يروى من أن قوما سمعوا رد السلام من قبر النبي صلى الله عليه و سلم أو قبور غيره من الصالحين وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الأذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك فهذا كله حق ليس مما نحن فيه والأمر أجل من ذلك وأعظم وكذلك أيضا ما يروى أن رجلا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه و سلم فشكا إليه الجدب عام الرمادة فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر فيأمره أن يخرج فيستسقي الناس فإن هذا ليس من هذا الباب ومثل هذا يقع كثيرا لمن هو دون النبي صلى الله عليه و سلم وأعرف من هذه الوقائع كثيرا وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلى الله عليه و سلم أو لغيره من أمته حاجته فتقضى له فإن هذا قد وقع كثيرا وليس هو مما نحن فيه وعليك أن تعلم أن إجابة النبي صلى الله عليه و سلم أو غيره لهؤلاء السائلين ليس مما يدل على استحباب السـؤال فإنه هــو القائل صلى الله عليه و سلم إن أحدكم ليســألني مسألة فأعطيه إياها فيخــرج بها يتأبطهــا نارا فقالوا يا رسول الله فلم تعطيهم قال يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال لـو لم يجابوا لاضطرب إيمانهــم كما أن السائليــن له في الحياة كانـوا كذلك وفيهـم من أجيب وأمر بالخروج من المدينة فهذا القدر إذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر أما أنه يدل على حسن حال السائل فلا فرق بين هذا وهذا فإن الخلق لم ينهوا عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد استهانة بأهلها بل لما يخاف عليهم من الفتنة وإنما تكون الفتنة إذا انعقد سببها فلولا أنه قد يحصل عند القبور ما يخاف الافتتان به لما نهي الناس عن ذلك وكذلك ما يذكر من الكرامات وخوارق العادات التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها وتوقي الشياطين والبهائم لها واندفاع النار عنها وعمن جاورها وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتى واستحباب الاندفان عند بعضهم وحصول الأنس والسكينة عندها ونزول العذاب بمن استهان بها فجنس هذا حق ليس مما نحن فيه وما في قبور الأنبياء والصالحين من كرامة الله ورحمته وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه أكثر الخلق لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك . اهـ
    - عند السلام على المصطفي صلى الله عليه وآله وسلم يرد الله عليه روحه فيرد السلام ويترتب على ذلك أن يقضي الحوائج :
    - ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليَّ ؛ إلا ردَّ اللهُ إليَّ رُوحي حتى أرُدَّ عليه السلامَ .
    الراوي : أبو هريرة المحدث : الألباني
    المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 1666 خلاصة حكم المحدث : حسن
    أفعال الروح بعد خروجها من الجسم لايمكن إنكارها لاحظوا مايقوله العلامه ابن القيم وهو يتكلم عن هزيمة الأرواح للجيوش ومنها روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان قصده أن ابابكر وعمر لهما منزله رفيعه :
    [ الروح - ابن قيم الجوزية ]
    الكتاب : الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة والآثار واقوال العلماء
    المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله
    الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت ، 1395 - 1975
    عدد الأجزاء : 1
    وقد تواترت الرؤيا في أصناف بنى آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا تقدر على مثله حال اتصالها بالبدن من هزيمة الجيوش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك وكم قد رئى النبي ومعه أبو بكر وعمر في النوم قد هزمت أرواحهم عساكر الكفر والظلم فإذا بجيوشهم مغلوبة مكسورة مع كثرة عددهم وعددهم وضعف المؤمنين وقلتهم ومن العجب أن أرواح المؤمنين المتحابين المتعارفين تتلاقى وبينها أعظم مسافة وأبعدها فتتألم وتتعارف فيعرف بعضها بعضا كأنه جليسه وعشيرة فإذا رآه طابق ذلك ما كان عرفته روحه قبل رؤيته قال عبد الله بن عمرو ان أرواح المؤمنين تتلاقى على مسيرة يوم وما أرى أحدهما صاحبه قط ورفعه بعضهم الى النبي صلى الله عليه وسلم أ
    هـ
    - الأنبياءُ أحياءٌ في قبورِهِم يصلُّونَ
    الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : التوسل
    الصفحة أو الرقم: 59 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
    أقول : وهذا الحديث لايشكل على بناء المسجد على القبر بل يؤيده
    ونجد أن أباحنيفه يقول للإمام الصادق عليه السلام أجعلت مع الله شريكا ؟
    جاء في كتاب جعفر الصادق للمستشار السني عبد الحليم الجندي :
    " طعم أبو حنيفة يوما مع الإمام الصادق - فرفع الإمام يده حمد الله ثم قال: اللهم هذا منك ومن رسولك. قال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا ؟ قال الإمام: إن الله يقول في كتابه ) : وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ
    اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) فقال أبو حنيفة " لكأنى ما قرأتها قط في كتاب ولا سمعتها إلا في هذا الموقف. اهـ
    أقول : وقد قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) – النسـاء
    فهناك من عنده عقده من حرف الواو ، ولديه أيضآ أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من الصالحين من الشرك لأن أرواحهم قد خرجت فلاينفعون المتوسل ونسوا أن جبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تشفي من الأمراض بعد رحيله:
    - أرسلتْني أسماءُ إلى عبدِاللهِ بنِ عمرَ . فقالت : بلغني أنك تُحرِّم أشياءَ ثلاثةً : العَلَمَ في الثوبِ ، وميثرةَ الأُرجُوانِ ، وصومَ رجبَ كلَّه . فقال لي عبدُاللهِ : أما ما ذكرتَ من رجبَ ، فكيف بمن يصومُ الأبدَ . وأما ما ذكرتَ من العَلَمِ في الثوبِ ، فإني سمعتُ عمرَ بنِ الخطابِ يقولُ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ ( إنما يلبَسُ الحريرَ مَنْ لا خلاقَ له ) فخِفتُ أن يكونَ العلَمُ منه . وأما ميثرةَ الأرجوانِ ، فهذه ميثـرةُ عبدِاللهِ ، فإذا هــي أرجوانُ . فرجعتُ إلى أسماءَ فخبَّرتُها فقالت : هذه جُبَّةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .فأخرجتْ إليَّ جُبَّةً طيالسةً كِسروانيَّةً. لها لبنةُ ديباجٍ . وفرجَيها مكفوفيَنِ بالديباجِ . فقالت : هذه كانت عند عائشةَ حتى قُبِضتْ .
    فلما قُبضتْ قبضتُها . وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يلبَسُها . فنحن نغسِلُها للمرضى يُستشفَى بها .

    الراوي : عبدالله بن كيسان مولى أسماء المحدث : مسلم
    المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2069 خلاصة حكم المحدث :صحيح
    - وعن إحياء الموتى أنقل التالي :
    قال إبن تيميّة في كتاب النبوّات : ( 298 ) : ( وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء (ع) كما وقع لطائفة من هذه الأمّة )
    كتاب النبوات / ابن تيمية
    محمدا رسول الله قال نعم فألقاه في النار فصارت عليه بردا وسلاما فكرامات الصالحين هي مستلزمة لصدقهم في قولهم ان محمد رسول ولثبوت نبوته فهي من جملة آيات الانبياء وآياتهم وما خصهم الله به لا يكون لغير الانبياء واذا قال القائل معجزات الانبياء وآياتهم وما خصهم الله به فهذا كلام مجمل فانه لا ريب أن الله خص الانبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب ان من آياتهم ما لا يقدر ان يأتي به غير الانبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الانبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الانبياء وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الارض بخلاف احياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الانبياء بل ومن الصالحين وملك سليمان لم يكن لغيره كما قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فطاعة الجن والطير وتسخير الريح تحمله من مكان الى مكان له ولمن معه لم يكن مثل هذه الآية لغير سليمان وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من نبي من الانبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة وهو من حين أتى بالقرآن وهو بمكة يقرأ على الناس قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فقد ظهر أن من آيات الانبياء ما يختص به النبي ومنها ما يأتي به عدد من الانبياء ومنها ما يشترك فيه الانبياء كلهم ويختصون به وهو الاخبار عن الله بغيبه الذي لا يعلمه الا الله قال عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم ان قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا لكن ما يظهر على المؤمنين بهم من الآيات بسبب الايمان بهم فيه قولان قال طائفة ليس ذلك من آياتهم وهذا قول من يقول من شرط المعجزة أن تقارن دعوى النبوة لا تقدم عليها ولا تتأخر عنها كما قاله هؤلاء الذين يجعلون خاصة المعجزة التحدي بالمثل وعدم المعارضة
    كتاب النبوات، الجزء 1، صفحة 218.
    أقول : بإذن الله تحدث هذه الأفعال ، فمثلآ ملك الموت هو من يتوفانا فهو الموكل بذلك فهل يصح أن نعترض ونقول الله هو من يتوفانا لاتقل أن المخلوق يستطيع أن يقبض روحك !
    نستغيث بهم عليهم السلام فيما يقدرون عليه وليس هذا من الشرك بشيئ وقد قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أن أهل بيته من تمسك بهم لايضل أبدآ فلهم مقام هداية الضال ، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عن الإمام علي عليه السلام :
    - عن ابنِ عباسٍ قال : لما نزلت هذهِ الآيةُ في قولِه وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ وضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدَه على صدرِه وقال : أنا المنذرُ وأومأَ إلى عليٍّ وقال : أنت الهادي بكَ يهتدي المهتدون بعدي
    الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
    الصفحة أو الرقم: 8/226 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
    يتبع .....................
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
    (1) أهل البيت : 78 .
    (2) (شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج2 ص11)
    (3) تفسير الطبري ج20 ، تحقيق الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي
    (4) ( 3/418).

  • #2
    نكمل مع الدكتور

    كما أننا لا نعصي جده –صلى الله عليه وسلم-، الذي نهانا عن النياحة وعن ضرب الخدود وشق الجيوب، وأخبرنا أن هذا من عمل أهل الجاهلية، وقد استشهد عمه حمزة ومُثِّل بجثمانه ولم يُصَب النبي –صلى الله عليه وسلم- بعده بمثل مصيبته فيه، ومع ذلك لم يجعل يوم استشهاده مناحة وحزناً، ولم يفعل ذلك علي –رضي الله عنه- في يوم وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم-، ولم يفعل ذلك الحسن والحسين في يوم استشهاد أبيهما –رضي الله عنهم-، وكذلك نحن لا نجعل يوم استشهاد الحسين يوم نياحة ولطم اقتداء بهذا الهدي النبوي الذي تتابع عليه عمل الإمام علي وابنيه الحسن والحسين –رضي الله عنهم- " أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ".

    أقول : بما إنكم لاتعصون جده كما تقول هل تبكون عليه وتحثون من يقرأ أو يستمع لكم على الأخذ بهديه في البكاء عليه وأن يكونوا بشكل حزين كما كان ؟! ، هل تعرضون روايات البكاء عليه من قبله في محاضراتكم وخطبكم وتذكرون الناس بهذا في يوم إستشهاده أم أن اليوم الوطني هو من يحتل الصداره في الإحتفال به وإرتدائكم ملابس خضراء وتأمرون الطلاب بلباس معين للإحتفال باليوم الوطني وتعرضون ماذا حدث في هذا اليوم وتعلق اللوحات على الجدران ويطلب من الطالب أن يشارك فيها ! وهذا اليوم تجددوا الإحتفال به لكن يوم إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام والذي قلت أنه مصيبه كبيره لايهتم به بل فقط تعرضون أحاديث في صيامه وتحثون عليه والنساء بالمكياجات وعمل الموائد إحتفالا بيوم عاشوراء ! ولايتم إعطاء الطالب إجازه ليتفرغ في هذا اليوم ، أين عرضكم لهذه الروايات وفيها بكاء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بصوت مسموع على إبنه المظلوم المنحور قبل إستشهاده :
    كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا ذاتَ يومٍ في بيتي قال لا يدخُلْ عليَّ أحَدٌ فانتظَرْتُ فدخَل الحُسَينُ فسمِعْتُ نَشيجَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يبكي فاطَّلعْتُ فإذا حُسَينٌ في حِجرِه والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يمسَحُ جبينَه وهو يبكي فقلْتُ واللهِ ما علِمْتُ حين دخَل فقال إنَّ جبريلَ عليه السَّلامُ كان معنا في البيتِ قال أفتُحِبُّه قلْتُ أمَّا في الدُّنيا فنَعَمْ قال إنَّ أمَّتَك ستقتُلُ هذا بأرضٍ يُقال لها كَرْبَلاءُ فتناوَل جبريلُ مِن تربتِها فأراها النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا أُحيطَ بحُسَينٍ حينَ قُتِلَ قال ما اسمُ هذه الأرضِ قالوا كَرْبَلاءُ فقال صدَق اللهُ ورسولُه كَرْبٌ وبَلاءٌ وفي روايةٍ صدَق رسولُاللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرضُ كَرْبٍ وبَلاءٌ
    الراوي : أم سلمة هند بنت أبي أمية| المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
    الصفحة أو الرقم: 9/191 | خلاصة حكم المحدث : [روي] بأسانيد ورجال أحدها ثقات
    هنا روايه أخرى وفيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ينتحب بصوت مسموع على مصيبة الإمام الحسين عليه السلام ويخبر السيده أم سلمه عن مقتله وهو يبكي وليس كحال من يسمع هذا المقتل ولايبالي بل يسمي هذا اليوم يوم الفرح والسرور ! :
    - كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نائمًا في بيتي فجاء الحسينُ يدرجُ قالتْ: فقعَدتُ على البابِ فأمسَكتُه مخافةَ أن يدخُلَ فيوقِظَه قالتْ: ثم غفلتُ في شيءٍ فدبَّ فدخَل فقعَد على بطنِه قالتْ: فسمِعتُ نحيبَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ ما علِمتُ به فقال: إنما جاءني جبريلُ عليه السلامُ وهو على بَطني قاعدٌ فقال لي: أتُحِبُّه ؟ فقلتُ: نعَم قال: إنَّ أُمَّتَكَ ستقتُلُه ألا أُريكَ التربةَ التي يُقتَلُ بها ؟ قال: فقلتُ: بَلى قال: فضرَب بجَناحِه فأتاني هذه التربةَ قالتْ: فإذا في يدِه تربةٌ حمراءُ وهو يَبكي ويقولُ: ليتَ شِعْري مَن يَقتُلُكَ بَعدي
    الراوي : أم سلمة هند بنت أبي أمية | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
    الصفحة أو الرقم: 7/238 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
    وهنا بكاء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عليه وإحتفاظ السيده أم سلمه بتربته هذه التربه التي لاتوجد في منازلكم وتدوسون عليها وتكسروها بسخريه إذا وجدتموها عند الشيعه فيخاف حتى أن يذهب بها في السفر :

    - استأذَن مَلَكُ القَطْرِ أن يُسلِّمَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِ أمِّ سَلَمَةَ فقال لا يدخُلُ علينا أحَدٌ فجاء الحُسَينُ بنُ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنهما فدخَل فقالت أمُّ سَلَمَةَ هو الحُسَينُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعيه فجعَل يعلو رقبةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويعبَثُ به والمَلَكُ ينظُرُ فقال المَلَكُ أتُحِبُّه يا محمَّدُ قال إي واللهِ إنِّي لأُحِبُّه قال أمَا إنَّ أمَّتَك ستقتُلُه وإنْ شئْتَ أَرَيْتُك المكانَ فقال بيدِه فتناوَل كفًّا مِن ترابٍ فأخَذَتْ أمُّ سَلَمَةَ التُّرابَ فصَرَّتْه في خِمارِها فكانوا يُرَون أن ذلك التُّرابَ مِن كَرْبَلاءَ
    الراوي: عامر بن واثلة أبو الطفيل المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/193
    خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن‏‏
    وهنا الإمام علي عليه السلام يبكي على إبنه الحسين عليه السلام المنحور بحالة العطش وقد حيل بينه وبين الفرات على تراب كربلاء :
    - أنه سافَر مع عليِّ بنِ أبي طالبٍ وكان صاحبَ مطهرتِه فلما حاذى نِينَوَى وهو مُنطَلِقٌ إلى صِفِّينَ فنادى عليٌّ: اصبِرْ أبا عبدِ اللهِ اصبِرْ أبا عبدِ اللهِ بشطِ الفراتِّ فقلتُ: ماذا يا أبا عبدِ اللهِ ؟ فقال: دخَلتُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعيناه تَفيضانِ فقلتُ: يا نبيَّ اللهِ ما لعَينَيكَ تَفيضانِ أغْضَبَكَ أحدٌ ؟ قال: بَلى قام مِن عندي جبريلُ قبلَ قليلٍ فحدَّثَني أنَّ الحُسَينَ يُقتَل بشطِّ الفُراتِ قال: فهل لكَ أن أُشِمَّكَ مِن تربتِه ؟ فقلتُ: نعَم فمدَّ يدَه فقبَض قبضةً مِن ترابٍ فأعطانيها فلم أملِكْ عَيناي أن فاضَتا
    الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
    الصفحة أو الرقم: 7/238 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح
    حال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يوم قتل الحسين عليه السلام وهو اليوم الذي يجعله النواصب يوم الفرح والسرور :
    - عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في المنامِ نِصفَ النَّهارِ أشعثَ أغبرَ معهُ قارورَةٌ فيها دمٌ فقلت بأبي وأمِّي يا رسولَ اللَّهِ ما هذا قالَ هذا دمُ الحسَينِ وأصحابِهِ لم أَزَلْ ألتقِطُهُ منذُ اليومِ
    الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
    الصفحة أو الرقم: 8/202 | خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
    - لبس السواد :
    روى البرقي في محاسنه ج2ص195
    عن الحسين بن ظريف بن ناصح، عن أبيه، عن الحسين بن زيد، عن عمر بن علي بن الحسين عليه السّلام، قال: لمّا قتل الحسين بن علي عليهما السّلام لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكنّ لا يشتكين من حرّ ولا برد، وكان علي بن الحسين عليهما السّلام يعمل لهنّ الطعام للمأتم.
    صحح الرواية الشيخ مسلم الداوري في كتابه زيارة عاشوراء تحفة من السماء ص239
    وإستشهد الدكتور بالحمزه عليه السلام ومصيبته وقال أن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لم يجعل يوم إستشهاده مناحه !
    وقد بكى صلى الله عليه وآله وسلم عمه الحمزه عليه السلام وحزن بسبب أنه لابواكي له وعندما سمعته نساء الأنصار بكينه و صارت الواحدة منهن بعد لا تبكي علي ميتها الا بدأت بالبكاء علي حمزة ثم بكت علي ميتها دل ذلك على إستمرار البكاء عليه بعد كل خبر وفاة
    - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لمَّا رجَع مِنْ أحُدٍ فجعلتْ نساءُ الأنصارِ يبكين على مَنْ قُتل مِنْ أزواجِهن قال فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولكنَّ حمزةَ لا بواكيَ له قال ثم نام فاستَنْبَه وهُنَّ يبكين قال فهن اليومَ إذا يَبكين يندبن بحمزةَ
    الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث :أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
    الصفحة أو الرقم: 7/82 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
    ـ[السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون]ـ
    المؤلف: علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي، أبو الفرج، نور الدين ابن برهان الدين (المتوفى: 1044هـ)
    الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
    الطبعة: الثانية - 1427هـ
    عدد الأجزاء: 3
    ج2 ص345 ومابعدها

    وسمع صلى الله عليه وسلم نساء الأنصار يبكين على أزواجهنّ، أي وأبنائهنّ وإخوانهنّ. فقال:
    حمزة لا بواكي له، أي وبكى صلى الله عليه وسلم، ولعله رضي الله عنه لم يكن له بالمدينة لا زوجة ولا بنت، فأمر سعد بن معاذ نساءه ونساء قومه أن يذهبن إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكين حمزة بين المغرب والعشاء. أي وكذلك أسيد بن حضير أمر نسائه ونساء قومه أن يذهبن إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكين حمزة.
    أي ولما جاء صلى الله عليه وسلم بيته حمله السعدان وأنزلاه عن فرسه ثم اتكأ عليهما حتى دخل بيته، ثم أذن بلال لصلاة المغرب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل تلك الحال يتوكأ على السعدين، فصلى صلى الله عليه وسلم، فلما رجع من المسجد من صلاة المغرب سمع البكاء، فقال: ما هذا؟ فقيل نساء الأنصار يبكين حمزة، فقال: رضي الله عنكن وعن أولادكن، وأمر أن تردّ النساء إلى منازلهن.

    وفي رواية: خرج عليهنّ، أي بعد ثلث الليل لصلاة العشاء فإن بلالا أذن بالعشاء حين غاب الشفق، فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ذهب ثلث الليل نادى بلال: الصلاة يا رسول الله، فقام من نومه وخرج وهنّ على باب المسجد يبكين حمزة رضي الله عنه. ولا يخالف ما سبق، لأن بيت عائشة رضي الله عنها كان ملاصقا للمسجد، فقال لهنّ: ارجعن رحمكنّ الله، لقد واسيتن معي، رحم الله الأنصار، فإن المواساة فيهم كما علمت قديمة.
    أي ولا منافاة، لأنه يجوز أن يكون الأمر عند رجوعه من صلاة المغرب كان لطائفة وبعد ثلث الليل كان لطائفة أخرى، وصارت الواحدة من نساء الأنصار بعد لا تبكي على ميتها إلا بدأت بالبكاء على حمزة رضي الله عنه ثم بكت على ميتها.
    ولعل المراد بالبكاء النوح، وباتت وجوه الأوس والخزرج تلك الليلة على بابه صلى الله عليه وسلم بالمسجد يحرسونه خوفا من قريش أن تعود إلى المدينة.

    وجاء أنه صلى الله عليه وسلم نهى نساء الأنصار عن النوح، وقال له الأنصار: يا رسول الله، بلغنا أنك نهيت عن النوح، وإنما هو شيء نندب به موتانا، ونجد فيه بعض الراحة، فائذن لنا فيه، فقال صلى الله عليه وسلم: إن فعلن، فلا يخمشن، ولا يلطمن، ولا يحلقن شعرا، ولا يشققن جيبا. اهـ
    أقول : هنا صلى الله عليه وآله وسلم أذن في النوح لكن نهاهن عن الخمش واللطم وحلق الشعر وشق الجيب على وجه السخط والاعتراض ومصابهم عليهم السلام مميز عن غيرهم
    - عن وحشي
    من نفس الكتاب السابق :
    ج2 ص338 - -339
    وقد قيل له بعد أن ضاقت عليه: ويحك والله إنه لا يقتل أحدا من الناس دخل دينه. قال وحشي: فلم يرعه صلى الله عليه وسلم إلا أني قائم على رأسه أشهد شهادة الحق. فقال لي: أنت وحشي؛ وسألني كيف قتلت حمزة فأخبرته. ثم قال: ويحك، غّيب عني وجهك فلا أراك. وفي رواية: لا ترني وجهك. وفي رواية: تفل في وجهي ثلاث تفلات. وقيل تفل في الأرض وهو وجد مغضب: أي وحينئذ لحق بالشام.
    وكان وحشي لا يزال يحد في الخمر في زمن عمر رضي الله عنه حتى خلع من الديوان قال عمر رضي الله عنه: قد علمت أنه لم يكن الله ليدع قاتل حمزة رضي الله عنه: أي لم يكن ليتركه من الابتلاء. وهذا أي تكرر حدّه في شرب الخمر. وإخراجه من ديون المجاهدين من أقبح أنواع الابتلاء، عافانا الله من ذلك.
    وروى الدارقطني في صحيحه عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه كان يقول:
    عجبت لقاتل حمزة كيف ينجو؛ أي من الابتلاء، حتى بلغني أنه مات غريقا في الخمر. أي وذلك مع ما تقدم ابتلاء فظيع له

    شدة بكاء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على حمزه عليه سلام الله
    ج2 ص335
    وعن ابن مسعود رضي الله عنه «ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا أشد من بكائه على حمزة رضي الله عنه، وضعه في القبلة ثم وقف على جنازته وانتحب حتى نشق» أي شهق «حتى بلغ به الغشي يقول: يا عم رسول الله، وأسد الله، وأسد رسول الله، يا حمزة يا فاعل الخيرات، يا حمزة يا كاشف الكربات، يا حمزة يا ذابّ» أي بالذال المعجمة «يا مانع عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم» أي قال ذلك لا مع البكاء. فلا يقال هذا من الندب المحرم وهو تعديد محاسن الميت، لأن ذلك مخصوص بما إذا قارنه البكاء وليس من نعي الجاهلية المكروه: وهو النداء بذكر محاسن الميت؛ على أن النداء بذلك محل كراهته إذا كان على وجه التفاخر والتعاظم، ولم يكن وصفا لنحو صالح للحث على سلوك طريقته.
    - عن بنت عتبه :
    - أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله عز وجل منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم فلما رهقوه قال : رحم الله رجلا ردهم عنا قال : فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضا قال : يرحم الله رجلا ردهم عنا فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبيه : ما أنصفنا أصحابنا فجاء أبو سفيان فقال : اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا الله أعلى وأجل فقالوا : الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان : لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا الله مولانا والكافرون لا مولى لهم ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر يوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا سواء أما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون قال أبو سفيان : قد كانت في القوم مثلة وإن كانت لعن غير ملإ منا ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءني ولا سرني قال : فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أأكلت منه شيئا ؟ قالوا : لا قال : ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة
    الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/191
    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
    - هل يعذب الميت ببكاء أهله
    - فقمتُ فدخلتُ علي عائشةَ .فحدَّثتُها بما قال ابنُ عمرَ . فقالت : لا. واللهِ ! ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قط : " إنَّ الميتَ يُعذَّبُ ببكاءِ أحدٍ " . ولكنه قال " إنَّ الكافرَ يزيدُه اللهُ ببكاءِ أهلِه عذابًا وإنَّ اللهَ لهو أضحكُ وأبكى . ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى " . قال أيوبٌ : قال ابنُ أبي مليكةَ : حدَّثني القاسمُ بنُ محمدٍ قال : لما بلغ عائشةُ قولُ عمرَ وابنِ عمرَ قالت : إنكم لتُحدِّثوني عن غيرِ كاذبين ولا مكذبين . ولكن السمعَ يُخطئُ .
    الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
    الصفحة أو الرقم: 929 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    - ذكر عند عائشةَ قولُ ابنُ عمرَ : الميتُ يُعذَّبُ ببكاءِ أهلِه عليهِ . فقالت : رحم اللهُ أبا عبدِالرحمنِ . سمع شيئًا فلم يحفظْه . إنما مرت على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جنازةَ يهوديٍّ .وهم يبكون عليهِ . فقال " أنتم تبكون. وإنَّهُ ليُعذَّبُ " .
    الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
    الصفحة أو الرقم: 931 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    وبكته الزهراء عليها السلام فقد كانت تزور قبره وتصلي وتبكي وتكرر منها هذا الفعل في الأيام مما يعني إمتداد فترة البكاء عليه وليس في وقت إستشهاده فقط :
    - أنَّ فاطمةَ بنتَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانتْ تزورُ قبرَ عمِّها حمزةَ بنَ عبدِ المطلبِ في الأيامِ فتصلي وتبكي
    الراوي : الحسين بن علي بن أبي طالب |المحدث : ابن الملقن | المصدر : تحفة المحتاج
    الصفحة أو الرقم: 2/33 | خلاصة حكم المحدث : صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة]
    أين السيده عائشه عن حكم اللطم وضرب الوجه :
    - مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ سَحْرِي ونَحْرِي وفي دَوْلَتِي لم أَظلمْ فيهِ أَحَدًا فمن سَفَهِي وحداثةِ سِنِّي أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قُبِضَ وهو في حِجْرِي ثم وضعتُ رأسَهُ على وسادةٍ وقمتُ أندبُ مع النساءِ وأضربُ وجهي
    الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث :الألباني | المصدر : إرواء الغليل
    الصفحة أو الرقم: 7/86 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
    إذا قلتم من سفهها وحداثة سنها قعلت ذلك وأخطأت قلنا لماذا كررت هذا وأقامت النوح على والدها :
    - لما تُوُفِّيَ أبو بكرٍ أقامت عائشةُ عليه النَّوحَ ، فبلغ عمرَ فنهاهنَّ فأبَيْنَ ، فقال لهشامِ بنِ الوليدِ : اخرُجْ إلى بيتِ أبي قحافةَ يعني أمَّ فَرْوَةَ فعلاها بالدِّرَّةِ ضرباتٍ فتفرَّقَ النَّوائحُ حين سمِعْن بذلك
    الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
    الصفحة أو الرقم: 5/90 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
    - اللطم على الإمام الحسين (عليه السّلام) مطلوب لله تعالى
    أمّا ما ادعاه المنشور من أنه لا يجوز إذا جاءت ذكرى الإمام الحسين (عليه السّلام) اللطم وما شابه , فهو غير صحيح أيضاً ، بل هو مستحب ومطلوب ومحبوب لله تعالى ، خصوصاً إذا كان فيه إدانة للباطل وتأييد للحق ، وتربية للنفوس على مقت الظلم ورفضه ، والبراءة من الظالمين والمفسدين .
    ونحن نكتفي في هذا السياق بالتذكير بما يلي : أيهما أعظم ؛ هل لطم الصدور والخدود أعظم , أم البكاء حتّى العمى الحقيقي أعظم ؟
    فإن القرآن قد صرح بأنّ النبي يعقوب (عليه السّلام) قد بكى على ولده النبي يوسف (عليه السّلام) ـ الذي كان حياً ـ حتّى ابيضّت عيناه من الحزن ، بل هو قد كاد أن يهلك من ذلك ، قال تعالى : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُواْ تَالله تَفْتؤُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حتّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ)(127) .
    حديث لطم الخدود , لا يدلّ
    بالنسبة لحديث : «ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهليّة» , نقول : إنه لا بدّ أن يكون ناظراً إلى من يفعل ذلك استعظاماً واعتراضاً على قضاء الله لمجرد موت عزيز له .
    وقد ألمح العسقلاني ، والقاري ، والكرماني ، والقسطلاني ، والمناوي إلى ذلك ؛ فقد ذكروا أن السبب فيه ـ أي في هذا النهي ـ ما تضمنه ذلك من عدم الرضا بالقضاء(128) أو نحو ذلك .
    والدليل على ذلك :
    أولاً : إنه (صلّى الله عليه وآله) قال : ليس منّا مَن لطم الخدود ... إلخ , مع أن الذي يلطم صدره وخده في المصاب ، أو يشقّ جيبه لا يخرج من الدين ، فلا يصح أن يقال : ليس منا .
    أمّا إذا فعل ذلك اعتراضاً على الله سبحانه ، كما ربما يصدر من بعض ضعفاء الإيمان ، فإنه لا يكون من أهل الإيمان حقيقة ؛ لأنّ المؤمن لا يعترض على ربه , وينطبق عليه مضمون هذا الحديث بصورة حقيقية .
    ثانياً : إنّ ممّا يدل على ذلك أيضاً ذيل الحديث ، أعني قوله : ودعا بدعوى الجاهليّة ؛ فإن من يدعو بدعوى الجاهليّة ، ويعود إلى التزام رسومها ، ويترك ما يدعوه إليه الإسلام لا يكون من أهل الإيمان والإسلام .
    وبذلك يظهر أنه لا مجال للتأويلات الباردة التي يحاولون المصير إليها ، والسعي إلى حمل قوله (صلّى الله عليه وآله) : ليس منا ... على المجاز ، فراجع(129) .
    1 ـ وقد قال الكرماني : إلاّ أن يفسر دعوى الجاهليّة بما يوجب الكفر ، نحو تحليل الحرام ، أو عدم التسليم لقضاء الله ، فحينئذ يكون النفي حقيقة(130) .
    وقال المناوي : وهو يدل على عدم الرضا ، وسببه ما تضمّنه من عدم الرضا بالقضاء(131) . فهذا الحديث ليس ناظر إلى ما هو من قبيل اللطم في عاشوراء الذي هو لأجل إعزاز الدين ، وإظهار الحب لأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) ، وإحياء شعائر الله تعالى .
    2 ـ وقد روى الخوارزمي أن دعبلاً أنشد الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قصيدته التائية ، ومنها قوله :
    أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدّلا وقد مـات عطشاناً بشطِّ فـراتِ
    إذاً للطمت الخدَّ فاطمُ عنده وأجريت دمع العين في الوجناتِ
    فلم يعترض عليه الإمام (عليه السّلام) ، ولو بأن يقول له : إنّ أمنا فاطمة (عليها السّلام) لا تفعل ذلك ؛ لأنه حرام , بل هو (عليه السّلام) قد بكى وأعطى الشاعر جائزة ، وأقرّه على ما قال(132) .
    والإمام الرضا (عليه السّلام) لا يمكن أن يخفى عليه مثل هذا الحكم الشرعي في أمر هو محل ابتلاء الناس , ولا بدّ أن يكون الناس قد بدؤوا بممارسته منذ الأيام الأولى لوقوع الفاجعة . ويشير إلى ذلك ما ورد في النص التالي :
    3 ـ لمّا مرّوا بالسبايا على الإمام الحسين (عليه السّلام) وأصحابه صاحت النساء ، ولطمن وجوههن ، وصاحت زينب (عليها السّلام) : يا محمّداه(133) ! ولم يعترض عليهنّ الإمام السجاد (عليه السّلام) ، ولم نسمع أن أحداً من الاُمّة قد خطَّأهن في ذلك .
    4 ـ وحين ارتجز الإمام الحسين (عليه السّلام) في كربلاء :
    يا دهرُ اُفٍّ لك من خليلِ كم لك في الإشراق والأصيلِ
    سمعته السيدة زينب (عليها السّلام) ، فشقّت ثوبها ، ولطمت وجهها ، وخرجت حاسرة تنادي : وا ثكلاه ! وا حزناه ! إلخ(134) .
    5 ـ وممّا يدل على عدم حرمة اللطم في موت الأنبياء والأوصياء وأبناء الأنبياء ، خصوصاً الذين ليس على الأرض أحد يساميهم أو يساويهم ، ما رواه أحمد وغيره ، وهو : عبد الله ، عن أبيه ، عن يعقوب ، عن أبيه ، عن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، قال : سمعت عائشة تقول : مات رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) بين سحري ونحري ، وفي دولتي ، لم أظلم فيه أحداً ؛ فمن سفهي وحداثة سني أنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) قُبض وهو في حجري ، ثمّ وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء ، وأضرب وجهي(135) .
    قال محمّد سليم أسد عن هذا الحديث بهذا الإسناد : وهذا إسناد صحيح(136) .
    ورواه أبو يعلى ، عن جعفر بن مهران ، عن عبد الأعلى ، عن محمّد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد ، عن أبيه .
    وقال محمّد سليم أسد : إسناده حسن من أجل جعفر(137) .
    وروي أيضاً عن سعيد بن المسيب مثل ذلك(138) .
    ونحن إنما نستدل على هؤلاء بما عندهم ، وفي كتبهم , على قاعدة : «ألزمواهم بما ألزموا به أنفسهم» .
    6 ـ إنّ مجرد أن يضرب الإنسان نفسه لمصيبة تحلّ به ليس حراماً ؛ فقد روى أحمد ، عن روح ، عن محمّد بن أبي حفصة ، عن ابن شهاب ، عن محمّد بن عبد الرحمان ، عن أبي هريرة أنّ أعرابياً جاء يلطم وجهه ، وينتف شعره ، ويقول : ما أراني إلاّ قد هلكت !
    فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( وما أهلكك ؟ )) .
    قال : أصبت أهلي في رمضان !
    قال (صلّى الله عليه وآله) : (( تستطيع أن تعتق رقبة ... )) إلخ(139) .
    حيث يلاحظ أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) لم يعترض عليه ، ولم ينهه عما يفعله بنفسه .
    7 ـ كما أنّ ابن عباس يروي لنا قضية طلاق النبي (صلّى الله عليه وآله) لنسائه ، وفي حديثه : قال عمر : فدخلت على حفصة وهي قائمة تلتدم ، ونساء النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) قائمات يلتدمن , فقلت لها : أطلّقك رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) ... ؟ إلخ(140) .
    ابنُ أبي أوفى فهم خطأً
    وأمّا ما رواه أحمد ، عن علي ، عن عاصم ، عن الهجري أن عبد الله بن أبي أوفى كان في جنازة ابنته ، فسمع امرأة تلتدم ـ وقال مرة : ترثي ـ , فقال : مه ، ألم أنهكن عن هذا ؟ إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان ينهى عن المراثي . لتفض إحداكن من عبرتها ما شاءت(141) .
    أمّا هذه الرواية فإنّ سياق الكلام يشير إلى أنّ الحديث إنما هو عن المراثي [التي كانت شائعةً] في تلك الأيام ؛ حيث إنّ النساء كنّ ينحن بالباطل ، ويذكرن في نوحهن أموراً لا حقيقة لها وينسبنها للميت ، وقد ورد النهي الأكيد عن ذلك .
    وهذا هو الأنسب بقول ابن أبي أوفى : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان ينهى عن المراثي . وتكون كلمة «تلتدم» خطأً ، وهي من تصرفات الرواة . وحتّى لو كانت رواية تلتدم هي الأصح ، فإن النهي عن المراثي لا يستلزم النهي عن اللدم واللطم .
    ولعل ابن أبي أوفى قد فهم ذلك خطأً , أو أنه أراد أن يساير الجو الضاغط والسياسة المتبعة منذ منع عمر بن الخطاب وأبو بكر السيدةَ فاطمة الزهراء (عليها السّلام) من البكاء على ما أصابها بمجرد وفاة أبيها (صلّى الله عليه وآله) ؛ حيث صارت السياسة تقضي بالمنع من البكاء على الميت مدة من الزمن كما هو مذكور في كتابنا «الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) » ، وذلك حين الحديث عن شهداء غزوة أحد ، وبكاء النبي (صلّى الله عليه وآله) على عمّه حمزة (عليه السّلام) , فراجع .
    ما ورد عن أهل البيت (عليهم السّلام) هو الحجة
    وأخيراً نقول : إنّه حتّى لو لم يكن أهل السنة قد ذكروا ذلك وسواه في مصادرهم ، فإنّ ما روي عن أهل البيت (عليهم السّلام) من طرق شيعتهم الأبرار كافٍ في إثبات جواز ، بل رجحان ما يقومون به في مناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ؛ من لطم وبكاء ...(142) , وهو الحجة لهم .
    وإنما هم يذكرون ما روي من طرق سائر الفرق ، انطلاقاً من قاعدة : «ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم» .
    ويدل على صحة مسلك الشيعة الإماميّة في ذلك حديث الثقلين الذي اعتبر أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وآله) والقرآن الحجةَ على أهل الدنيا إلى يوم القيامة ، وأوجب على الاُمّة التمسك بهما إلى يوم القيامة(143) .
    ويدل على ذلك أيضاً حديث : (( مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ؛ مَن ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وهوى ))(144) .
    ولأجل ذلك ، ولأجل أنّ اُصول المناظرة تفرض ذلك ، نقول : إنه ليس من حق الآخرين أن يستدلوا على الشيعة بما ليس في كتب الشيعة , بل اللازم هو أن يبحثوا معهم أولاً موضوع الإمامة ، ودلالات حديث الثقلين وغيره ، فإذا ظهر الحق فيها فإنّ على الجميع أن يلتزم به وبما يقتضيه .
    وأمّا الاحتجاج بروايات سفيانيّة على مَن لا يؤمن بنهج آل أبي سفيان , فهو ظلم قبيح ، وجبرية ظاهرة الفظاظة والغلظة ، أعاذنا الله منها ومن شرورها .

    ــــــــــــــــــ
    (127) سورة يوسف / 84 ـ 85 .
    (128) فتح الباري 3 / 195 ط دار الريان للتراث ، وشرح الكرماني على البخاري 7 / 88 , وإرشاد الساري 2 / 406 , وعمدة القاري 8 / 87 .
    (129) فتح الباري 3 / 195 .
    (130) شرح الكرماني على البخاري 7 / 88 , وعمدة القاري 8 / 87 .
    (131) فيض القدير شرح الجامع الصغير 5 / 493 .
    (132) مقتل الحسين (عليه السّلام) ـ للخوارزمي 2 / 131 , والبحار 49 / 237 , 239 ـ 252 , والغدير للعلامة الأميني ، وغير ذلك .
    (133) مقتل الحسين (عليه السّلام) ـ للخوارزمي 2 / 39 , والبداية والنهاية 8 / 210 ط دار إحياء التراث العربي .
    (134) مقاتل الطالبيِّين / 113 , وراجع تاريخ الاُمم والملوك 4 / 319 ط الاستقامة , وتاريخ اليعقوبي 2 / 244 ط صادر , والإرشاد ـ للمفيد 2 / 94 , والكامل ـ لابن الأثير 4 / 59 .
    (135) مسند أحمد 6 / 274 .
    (136) مسند أبي يعلى 8 / 63 هامش .
    (137) المصدر السابق متناً وهامشاً .
    (138) مسند أحمد 2 / 516 , ونصب الراية ـ للزيعلي 3 / 15 ط دار الحديث ـ القاهرة ، عن الموطأ , وعن الدارقطني , والكتب الستة .
    (139) مسند أحمد 2 / 516 .
    (140) كنز العمال 2 / 534 عن ابن مردويه .
    (141) مسند أحمد 4 / 383 .
    (142) راجع مراسم عاشوراء ـ لجعفر مرتضى العاملي .
    (143) راجع حديث الثقلين ـ للشيخ قوام الدين الوشنوي للاطلاع على بعض مصادر هذا الحديث الشريف .
    (144) راجع المعجم الصغير للطبراني 1 / 139 , وج2 / 22 , والمعجم الأوسط 4 / 10 , والمعجم الكبير 3 / 246 , وكنز العمال 12 / 298 ط مؤسسة الرسالة ، وتفسير ابن كثير 4 / 123 , وينابيع المودة 1 / 94 , وج2 / 327 , 443 .
    (((عاشوراء بين الصلح الحسني والكيد السفياني – الفصل الثاني تأليف السيد جعفر مرتضى العاملي)))
    أقول : حتى الجن ناحت على الإمام الحسين عليه السلام :
    - [عن ميمونةَ قالت: سمعتُ الجنَّ تنوحُ على الحسينِ].
    الراوي : - | المحدث : ابن الوزير اليماني | المصدر : العواصم والقواصم
    الصفحة أو الرقم: 8/60 | خلاصة حكم المحدث : [رجاله] رجال الصحيح
    - - عن أمِّ سلمةَ أنها سمعتِ الجنَّ تنوحُ على الحسينِ بنِ عليٍّ
    الراوي : عمار بن أبي عمارة | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
    الصفحة أو الرقم: 6/236 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
    جاء في تاريخ دمشق ج16 ص277 :
    قال وأنا محمد بن سعد نا محمد بن عمر أنا أبو بكر بن عبد الله نا ابن أبي سبرة عن عبد الله بن عكرمة قال عجبا لقول الناس إن عمر بن الخطاب نهى عن النوح لقد بكى على خالد بن الوليد بالمدينة ومعه نساء بني المغيرة سبعا يشققن الجيوب ويضربن الوجوه وأطعموا الطعام تلك الأيام حتى مضت ما ينهاهن عمر
    يتبع ...................

    تعليق


    • #3
      مشروعيّة النياحة على الإمام الحسين (عليه السلام)

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      اللَّهمَّ صلِّ عَلى محمَّد وَآلِ مُحَمَّد
      السؤال:
      شيخنا الكريم وردت من طرقنا روايات مفادها النهي عن النياحة على الميِّت، وأنّها من عمل الجاهليّة، وأنّه لا يصلح الصياح على الميِّت ولا ينبغي ولكن الناس لا يعرفون، وانَّ صوتين ملعونان مبغوضان لله إعوالٌ عند مصيبة وصوت عند نغمة، وعبَّرت بعض الروايات عن الصوتين عند المصيبة وعند النغمة بالفاجرين الأحمقين، فإذا صحَّت هذه الروايات فحينئذ كيف نُعالج مشروعية النياحة على الإمام الحسين (عليه السلام) والتي اعتاد الشيعة على إقامتها.

      الجواب:
      يمكن معالجة هذه الإشكالية من وجوه:
      الوجه الأول: أنَّ الروايات المشار إليها وكذلك غيرها - مما لم تتم الإشارة إليه - روايات ضعيفة السند فهي إما مراسيل أو مشتملة على ضعفاء أو مجاهيل، وبذلك لا يصح التعويل عليها في نفي مشروعية أصل النياحة، ومن أراد التوثُّق من ضعف هذه الروايات سنداً فليراجع اسنادها في مصادرها، على أنَّ بعض هذه الروايات لا تدلُّ على الحرمة وأقصى ما تدلُّ عليه مرجوحيَّة النياحة.
      الوجه الثاني: أن هذه الروايات لو تمَّت وصحَّت اسنادها أو اسناد بعضها فإنها معارَضة بنحو التعارض البدوي بروايات أخرى كثيرة مفادها جواز النياحة على الميِّت إذا كانت النياحة بحق.
      فلأن النياحة تعني ندب الميت وتعداد مناقبه وفضائله، فتارة تُعدِّد النائحة أو النائح الفضائلَ والمناقبَ الواقعية للميِّت، وهذا هو معنى النياحة بحق، وتارة تنسج النائحة من مخيَّلتها مناقب وفضائلَ للميَّت والحال أنها ليست فيه وهو غير واجد لها، فهذه هي النياحة بالباطل، وهي محرمة بلا ريب لاستلزامها الكذب، والذي هو من أوبق المحرَّمات.
      وقد وردت روايات من طرقنا كثيرة، وفيها ما هو معتبر سنداً مفادها جواز النياحة بالحق أو مفادها جواز النياحة مطلقاً المحمول على النياحة بحق لضرورة عدم جواز النياحة بالباطل.
      ولا بأس في نقل بعض هذه الروايات:
      1 - صحيحة يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قال لي أبي: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا كذا لنوادبَ تندبنني عشر سنين بمنى أيام منى" (1).
      2 - صحيحة أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مات الوليد بن المغيرة، فقالت أم سلمة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إنَّ آل المغيرة قد أقاموا مناحةً فأذهب إليهم؟ فأذن لها فلبست ثيابها وتهيأت... فندبت ابن عمها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت:
      أنعى الوليد بن الوليد *** أبا الوليد فتى العشيرة
      حامي الحقيقة ماجدٌ *** يسمو إلى طلب الوتيرة
      قد كان غيثاً في السنيـ *** ـن وجعفراً غدِقاً ومِيرة
      فما عاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك ولا قال شيئاً (2).
      3 - صحيحة أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لا بأس بأجر النائحة التي تنوح على الميت" (3).
      4 - صحيح الحسين بن زيد قال: ".... فقيل لأبي عبد الله (عليه السلام) أيُناح في دارك؟ فقال (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لمَّا مات حمزة لكنَّ حمزة لا بواكي عليه" (4).
      وغيرها من الروايات الدالة على مشروعيَّة النياحة وهي مقيَّدة بقيد لبىِّ تقتضيه الضرورة الفقهية، فلأن الضرورة الفقهية مقتضية لحرمة الكذب، لذلك كان مفاد هذه الروايات هو مشروعية النياحة بحق.
      وبتعبير آخر الضرورة الفقهية القاضية بحرمة الكذب تكون بمثابة المقيِّد المتصل المانع من ظهور هذه الروايات في الإطلاق.
      من هنا فهم الفقهاء من هذه الروايات مشروعيَّة النياحة على الميَّت إذا كانت بحقّ وكان الندب وتعداد الفضائل صدقاً ولم يكن كذباً.
      ويشهد لهذا التقييد بعض الروايات المصرِّحة بهذا القيد كمرسلة الفقيه قال: قال (عليه السلام): " لا بأس بكسب النائحة إذا قالت صدقاً" (5).
      وبما ذكرناه يتضح أن الروايات الناهية عن النياحة لو صحَّت سنداً فهي مطلقة، وبمقتضى صناعة حمل المطلق على المقيَّد تكون النتيجة هي حرمة النياحة بالباطل والكذب، فهذا هو مقتضى الجمع العرفي بين الروايات المطلقة والروايات المقيدة عيناً كما لو وردت روايات مفادها حرمة حيوان البحر مطلقاً، ووردت في مقابلها روايات مفادها حلِّيِّة سمك البحر من ذوات الفَلْس فإنَّ مقتضى الجمع العرفي بين الطائفتين من الروايات هو حرمة حيوان البحر إلا أن يكون من صنف الأسماك ذوات الفلس.
      الوجه الثالث: أنه لو لم يتم القبول بدعوى اختصاص الحرمة بالنياحة كذباً وبالباطل، وأن النياحة على الميِّت محرَّمة بنحو مطلق فإن من الضروري تخصيص هذه الاطلاقات بالروايات الكثيرة والتي تفوق حدَّ التواتر الدالة على مشروعية النياحة على الحسين (عليه السلام) بل إنَّ مفاد الكثير منها الحثُّ على إقامة النياحة على الحسين (عليه السلام)، فإذا كانت روايات النهي عن النياحة صادرة عن أهل البيت (عليهم السلام) فلا محيص من استفادة اختصاصها بغير الحسين (عليه السلام) ذلك لأن روايات الحثِّ على إقامة النياحة على الإمام الحسين صادرة عنهم أيضاً.
      فلأن المتلقِّي للخطاب من أهل المحاورة إذا عُرض عليه خطابان من متكلِّم واحد وكان أحدهما متضمِّناً للنهي عن الشي مطلقاً وكان الآخر متضمّناً للأمر به في حالات خاصة فإنه يفهم من ذلك الحرمة والمبغوضية في غير تلك الحالة أو الحالات المنصوص على الأمر بذلك الشي عند اتفاق حصولها.
      على أن ثمة روايات كثيرة معبِّرة عن مباشرة أهل البيت (عليهم السلام) أنفسهم بإقامة النياحة على الإمام الحسين (عليه السلام)، وذلك أبلغ بيان على عدم إرادة الإطلاق من النهي عن النياحة في الروايات المشار إليها في صدر البحث.
      ولكي نوثِّق ما ذكرناه ننقل لكم بعض الروايات الظاهرة في المفروغيّة عن مشروعية بل وراجحية النياحة على الإمام الحسين (عليه السلام).
      1 - روى الصدوق وابن شهراشوب وغيرهما عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: إن المحرَّم شهرٌ كان أهل الجاهلية يُحرِّمون فيه القتال، فاستُحلَّت فيه دماؤنا، وهُتكت فيه حُرمتنا، وسُبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأُضرمت النيران في مضاربنا، وانتُهب ما فيها من ثقلنا، ولم تُرع لرسول الله صلى الله عليه وآله حرمة في أمرنا! إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلَّ عزيزنا، بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء، إلى يوم الإنقضاء! فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء يحطُّ الذنوب العظام (6).
      ومِن الواضح أنَّ البكاء على الحسين (عليه السلام) خصوصاً بعد مضىّ زمن طويل على استشهاده إنّما يتحقّق بتعداد فضائله ومناقبه والمصائب التي وقعت عليه، فالأمر بالبكاء والوعد بحطّه للذنوب صريح في راجحان النياحة على الحسين (عليه السلام).
      2 - وفي المجالس وعيون الأخبار بسنده عن ابن فضال عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه (7).
      3 - وروى الصدوق في الأمالي وروى غيره أيضاً "أن من تذكَّر مصابنا وبكى لما ارتُكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ومن جلس مجلسا يُحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" (8).
      فالإبكاء تعبير آخر عن الندب وتعداد المناقب والرزايا التي وقعت على الحسين (عليه السلام).
      4 - وعن الريان بن شبيب - فيما أخرجه الشيخ الصدوق - قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرم، فقال لي: يا ابن شبيب، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله....
      يا ابن شبيب، إن كنت باكياً لشي فابك للحسين (عليه السلام)، فإنَّه ذُبح كما يُذبح الكبش، وقُتل معه من أهل بيته ثمانيةَ عشر رجلاً مالهم في الأرض من شبيه، ولقد بكت السموات السبع لقتله... إلى أن قال: (يا ابن شبيب، إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا..) (9).
      5 - وقال (عليه السلام) - فيما أخرجه الصدوق في أماليه بسنده عن ابن فضال: "من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عزّ وجلّ يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرّت بنا في الجنان عينه...) (10).
      وبكى صلوات الله عليه إذ أنشده دعبل بن علي الخزاعي قصيدته التائية والتي أغمي عليه في أثنائها مرتين، كما نص عليه الفاضل العباسي في ترجمة دعبل من معاهد التنصيص وغيره من أهل الأخبار (11).
      وفي البحار وغيره: أنه (عليه السلام) أمر قبل إنشادها بستر فضُرب دون عقائله، فجلسن خلفه يسمعن الرثاء ويبكين على جدِّهن سيد الشهداء، وأنه قال يومئذ: (يا دعبل، من بكى أو أبكى على مصابنا ولو واحداً كان أجره على الله، يا دعبل، من ذرفت عيناه على مصابنا حشره الله معنا) (12).
      6 - وحدّث محمد بن سهل - كما في ترجمة الكميت من معاهد التنصيص - قال: دخلت مع الكميت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في أيام التشريق، فقال له: جعلت فداك ألا أنشدك؟ قال: (إنها أيام عظام، قال: إنها فيكم، قال: (هات، وبعث أبو عبد الله إلى بعض أهله فقرب، فأنشده - في رثاء الحسين (عليه السلام) - فكثر البكاء، حتى أتى على هذا البيت: يصيبُ به الرامون عن قوسِ غيرهم فيا آخراً أسدى له الغي أول.
      قال: فرفع أبو عبد الله رحمه الله تعالى يديه فقال: (اللهم اغفر للكميت ما قدّم وما أخر وما أسرّ وما أعلن حتى يرضى) (13).
      7 - وفي كامل الزيارات بالإسناد إلى عبد الله بن غالب، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأنشدته مرثيّة في الحسين (عليه السلام)، فلما انتهيت إلى قولي:
      لبلية تسقوا حسيناً *** بمسقاة الثرى غير التراب
      صاحت باكية من وراء الستر وا أبتاه (14).
      8 - وروى الصدوق في الأمالي وثواب الأعمال، وابن قولويه، بأسانيد معتبرة عن أبي عمارة قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا عمارة، أنشدني في الحسين، فأنشدته فبكى، ثم أنشدته فبكى، قال: فو الله ما زلت أنشده وهو يبكي، حتى سمعت البكاء من الدار، قال: فقال لي: يا أباعمارة من أنشد في الحسين بن علي (عليه السلام) فأبكى خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى عشرة فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فأبكى واحداً فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فبكى فله الجنة، ومن أنشد في الحسين فتباكى فله الجنة (15).
      9 - وروى الصدوق في ثواب الأعمال بالإسناد إلى أبي هارون المكفوف قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فقال لي: (يا أبا هارون، أنشدني في الحسين (عليه السلام)، فأنشدته، فقال لي: (أنشدني كما تنشدون يعني: بالرقة، قال: فأنشدته:
      أمرر على جدث الحسين *** فقل لاعظمـه الزكيَّة
      قال: فبكى، ثم قال: (زدني فأنشدته القصيدة الأخرى، قال: فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر، قال: فلما فرغت، قال: (يا أبا هارون، من أنشد في الحسين فبكى وأبكى عشرة كتبت لهم الجنة..).
      إلى أن قال: (ومن ذُكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدمع مقدار جناح ذبابة، كان ثوابه على الله عز وجل، ولم يرض له بدون الجنة) (16).
      10 - وروى الكشي بسند معتبر عن زيد الشحام قال: كنّا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فدخل عليه جعفر بن عثمان، فقربه وأدناه، ثم قال: (يا جعفر، قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: " بلغني أنك تقول الشعر في الحسين (عليه السلام) وتجيد "، فقال له: نعم جعلني الله فداك، قال: " قل "، فأنشدته، فبكى ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال: " يا جعفر، والله لقد شهدت الملائكة المقرَّبون ها هنا يسمعون قولك في الحسين (عليه السلام)، ولقد بكوا كما بكينا وأكثر...) إلى أن قال: ما من أحد قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى به إلاّ أوجب الله له الجنة، وغفر له " (17).
      11 - وروى ابن قولويه في كامل الزيارات بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام) جاء فيه: " وكان جدِّي علي بن الحسين (عليه السلام) إذا ذكره - يعني الحسين (عليه السلام) - بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه - رحمة له - من رآه، وأنّ الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كلُّ مَن في الهواء والسماء، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها، ووصل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأدّى حقنا..." (18).
      12 - وفي قرب الإسناد عن بكر بن محمد الأزدي قال: قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) لفضيل بن يسار: أتجلسون وتحدّثون؟ قال: نعم جعلت فداك، قال (عليه السلام): " إنّ تلك المجالس اُحبّها، فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيي أمرنا، يا فضيل: من ذَكَرنا أو ذُكِِرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه " (19).
      هذه بعض الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) والمعبِّرة بنحو الوضوح والصراحة على رجحان الندب والنياحة على الحسين (عليه السلام)، ولولا خشية الإطالة لنقلنا الكثير ممَّا ورد عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) إلاَّ أنَّ فيما نقلناه كفاية لمَن ألقى السمع وهو شهيد.
      وتلاحظون أنَّ هذه الروايات تحضّ على الندب والنياحة على الحسين (عليه السلام) رغم مضي زمن طويل على استشهاده (عليه السلام).
      النياحة والندب في مصادر السنّة
      ويمكن التأكيد على مشروعية الندب والنياحة على الإمام الحسين (عليه السلام) بما ورد في مصادر السنَّة من روايات ومواقف للصحابة تعبِّر عن أن مشروعيَّة النياحة على الميِّت كان أمراً مسلَّماً.
      ولكن حمزة لا بواكي له
      1 - أخرج أحمد بن حنبل حديثاً عن ابن عمر في الجزء الثاني من مسنده من أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما رجع من أُحد جعلت نساء الأنصار يبكين على مَن قُتل من أزواجهن، قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " ولكنَّ حمزةِ لا بواكي له " قال: ثم نام فانتبه وهن يبكين، قال: فهنَّ اليوم إذا يبكين ويندبن حمزة".
      ذكر هذا الخبر ابن جرير وابن الأثير وابن كثير وصاحب العقد الفريد وغيرهم (20).
      وفي ترجمة حمزة في كتاب الاستيعاب نقلاً عن الواقدي قال: "لم تبكِ امرأة من الأنصار على ميت بعد قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - لكن حمزة لا بواكي له - إلى اليوم إلا بدأْنَ بالبكاء على حمزة" (21).
      روى ابن عبد البرّ في الاستيعاب وغيره أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا رأى حمزة قتيلاً بكى، فلمّا رأى ما مُثَّل به شهق (22).
      وروى المحبّ الطبري في ذخائر العقبى عن ابن مسعود "ما رأينا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) باكياً قط أشدّ مِن بكائه على حمزة بن عبد المطّلب لمّا قتل" إلى أنْ قال: "ووضعه في القبر ثمّ وقف صلّى الله عليه وسلّم على جنازاته وانتحب حتّى نشغ مِن البكاء" (23).
      وروى الواقدي أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يومئذ إذا بكت صفيّة يبكي وإذا نشجت ينشج وجعلت فاطمة تبكي فلمّا بكت بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (24).
      على مثل جعفر فلتبكي البواكي
      ورد في الاستيعاب لابن عبد البرّ وأسد الغابة لابن الأثير والطبقات الكبرى لابن سعد وأنساب الأشراف للبلاذري أنّه لمّا جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزّاها، قال ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعمّاه، قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "على مثل جعفر فلتبكي البواكي" (25).
      وأخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "أخذ الراية زيد فأصيب ثمّ أخذها جعفر فأصيب ثمّ أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، وإنّ عيني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتذرفان..." (26).
      وروى ابن عبد البرّ في الاستيعاب في ترجمة زيد بن حارثة أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى على جعفر وزيد، وقال: "أخواي ومؤنساي ومحدّثاي" (27).
      وذلك مِن الندب وتعداد الفضائل كما أنّ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "على مثل جعفر فلتبكِ البواكي" تعبير عن مشروعيّة ندب فاطمة (عليها السلام) لعمِّها بل ورجحانه نظراً لاشتماله على الحثّ والتحضيض.
      فاطمة (عليها السلام) تندب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
      2 - روى البخاري في صحيحه عن فاطمة رضي الله عنها أنها قالت: " يا أبتاه مِن ربِّه ما أدناه إلى جبرائيلَ أنعاه، يا أبتاه وأجاب رباً دعاه " (28).
      وروى كما في المغني لابن قدامة - عن علي رضي الله عنه أنَّ فاطمة رضي الله عنها أخذت قبضة من تراب قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضعتها على عينها ثم قال:
      ماذا على مشتمِّ تربة أحمد *** أن لا يشم مدى الزمان غـواليا
      صبَّت علىَّ مصائب لو أنها *** صبَّت على الأيام عدن لياليا (29)
      أمُّ سلمة تندب الوليد بن الوليد
      3 - روى ابن سعد في الطبقات الكبرى بسنده عن أبي دجانة قال: إنّ أمّ سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: جزعت حين مات الوليد بن الوليد جزعا لم أجزعه على ميِّت، فقلت: لأبكين عليه بكاءً تحدَّث به نساء الأوس والخزرج، وقلت غريب تُوفِّي في بلاد غربة، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لى في البكاء، فصنعت طعاماً وجمعت النساء فكان ممّا ظهر مِن بكائها:
      يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة *** مثل الوليد أبو الوليد كفى العشيرة (30)
      أمّ أيمن تندب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
      4 - روى ابن سعد في الطبقات الكبرى أنَّ أمّ أيمن قالت ترثي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):
      عيـن جودى فان بذلك للدمع *** شفـاء، فأكثر من البكاء
      حين قالوا: الرسول أمسى فقيدا *** ميتا كان ذاك كل البلاء
      وأبكيا خير من رزئناه في الدنيا *** ومن خصه بوحي السماء
      بدموع غزيرة منك حتى *** يقضى الله فيك خير القضاء
      فلقد كان ما علمت وصولاً *** ولقد جاء رحمةً بالضياء
      ولقد كان بعد ذلك نوراً *** وسراجاً يضي بالظلماء (31)
      صفيّة بنت عبد المطّلب تندب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
      روى ابن سعد في الطبقات الكبرى أنَّ صفيّة بنت عبد المطّلب ندبت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورثته، فكان فيما ندبته به:
      عينُ جودي بدمعة تسكاب *** للنبىّ المطهّر الأوّاب
      واندبي المصطفى فعمِّي وخصِّي *** بدموع غزيرة الأسراب
      عينُ مَن تندبين بعد نبيّ *** خصّه الله ربّنا بالكتاب
      فاتح خاتم رحيم رؤوف *** صادق القيل طيّب الأثواب
      مشفق ناصح شفيق علينا *** رحمة مِن إلهنا الوهّاب (32)
      وقد روى ابن سعد رثاءً وندباً وبكاءً لمجموعة مِن الصحابيّات على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل هند بنت أثاثة، وعاتكة بنت عبد المطّلب، وهند بنت الحارث بن عبد المطّلب، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل (33).
      وكذلك روى ندباً ورثاءً لحسّان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن أنيس، فكان فيما ورد في مرثيّة حسّان:
      يا عينُ جودي بدمع منك إسبالِ *** ولا تملَّن مِن سحّ وإعوالِ
      لكن أفيضي على صدري بأربعة *** إنَّ الجوانح فيها هاجس صالي
      مسح الشعيب وماء الغرب يمنحه *** ساق يحمِّله ساق بإزلالِ
      على رسول لنا محض ضريبته *** سمح الخليقة عفّ غير مجهالِ
      كشّاف مكرمة مطعام مسغبة *** وهّاب عافية وجناء شملالِ (34)
      وثمّة روايات أخرى كثيرة وردت في مصادر أبناء السنة تعبِّر عن مشروعية النياحة على الميت إلا أننا أعرضنا عن نقلها خشية الإطالة ولا يسوغ بعد ذلك التشنيع على الشيعة عندما يقيمون النياحة على سيد الشهداء عليه السلام والذي أكدت الروايات من الفريقين أنه قد بكته السماء ولم يرفع حجرٌ يوم قتله إلآ ورؤي تحته دم عبيط.
      والحمد الله رب العالمين.
      الشيخ محمّد صنقور
      28 - ذي الحجة 1426

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      1- الوسائل باب 17 من أبواب ما يكتسب به ح1.
      2- الوسائل باب 17 من أبواب ما يكتسب به ح2.
      3- الوسائل باب 17 من أبواب ما يكتسب به ح7.
      4- الوسائل باب جواز النوح والبكاء ح2.
      5- الوسائل باب 17 من أبواب ما يكتسب به ح9.
      6- الصدوق الأمالي، ص 128، ابن شهراشوب، المناقب، 4/68، ابن الفتال النيسابوري، روضة الواعظين، 1/170، ابن طاووس، الإقبال، ص 544.
      7- الصدوق الأمالي، ص 128، ابن الفتال النيسابوري، روضة الواعظين، 1/170، ابن طاووس، الإقبال، ص 544، المجلسي، بحار الأنوار، 44/283-284.
      8- الصدوق، الأمالي، ص73، المجلسي، بحار الأنوار، 44/278. الوسائل باب استحباب البكاء لقتل الحسين ح4.
      9- الصدوق، الأمالي، ص 129-130، ابن طاووس الإقبال، ص 545، المجلسي، بحار الأنوار، 44/285-286. الوسائل باب استحباب البكاء لقتل الحسين ح5.
      10- الصدوق، الأمالي، ص129، ابن شهراشوب، المناقب، المناقب، 4/86، ابن الفتال النيسابوري، روضة الواعظين، 1/170169، ابن طاووس، الإقبال، ص579، المجلسي، بحار الأنوار، 95/343. الوسائل باب استحباب البكاء لقتل الحسين ح7.
      11- العباسي، معاهد التنصيص، 2/190.
      12- المجلسي، بحار الأنوار: 44/285-286.
      13- المجلسي، بحار الأنوار، 45/257، النوري، المستدرك، 10/386.
      14- ابن قولويه، كامل الزيارات، ص 105، المجلسي، بحار الأنوار، 44/287، النووي، المستدرك، 10/385.
      15- الوسائل باب 104 من أبواب استحباب إنشاد الشعر في الحسين 7 ج4، ثواب الأعمال 109/2 كامل الزيارات 104 الآمالي 121/6.
      16- الصدوق، ثواب الأعمال، ص84، ابن قولويه، كامل الزيارات، ص104، الحر العاملي، وسائل الشيعة، 14/595، المجلسي، بحار الأنوار، 44/287.
      17- الكشي، الرجال، ص 289، الحر العاملي، وسائل الشيعة، 14/593-594، المجلسي، بحار الأنوار، 44/283-284.
      18- ابن قولويه، كامل الزيارات، ص 81، المجلسي، بحار الأنوار، 45/207، النوري، مستدرك الوسائل، 10/314.
      19- قرب الاسناد.
      20- مسند أحمد بن حنبل: ج2/40.
      21- راجع: الاستيعاب بهامش الإصابة ج 1/275، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2/44 وج 3/11 و 17 -19، ذخائر العقبى ص 183، السيرة النبوية لابن هشام ج 3/104، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد: ج 4/346.
      22- الاستيعاب لابن عبد البر في ترجمة حمزة بن عبد المطّلب بهامش الإصابة: ج1/275، الامتناع للقريزي: 154، الكامل في التاريخ: ج2/170، مجمع الزوائد: ج6/120، ذخائر العقبى: 180، السيرة النبويّة لابن هشام: ج3/105.
      23- ذخائر العقبى: 181، قال محبّ الدين الطبري في شرح الحديث: النشغ هو الشهيق حتّى يبلغ به الغشي. السيرة الحلبيّة: ج2/246.
      24- شرح نهج البلاغة كابن أبي الحديد: ج15/17، الامتناع للمقريزي: 154، السيرة الحلبيّة: ج2/247.
      25- الاستيعاب بهامش الإصابة: ج1/211، الطبقات الكبرى لابن سعد: ج8/282، أنساب الأشراف للبلاذري: ج2/42.
      26- صحيح البخاري كتاب الجنائز باب الرجل ينعى إلى أهل البيت، أنساب الأشراف للبلاذري: ج3/43، الطبقات الكبرى لابن سعد: ج8/282.
      27- الاستيعاب بهامش الإصابة: ج1/548، سنن البيهقي: ج4/70، الطبقات الكبرى لابن سعد: ج3/47، أنساب الأشراف للبلاذري: ج3/43، شرح نهج البلاغة لابن الحديد: 15/73.
      28- صحيح البخاري حديث رقم 4193 باب مرض النبي ووفاته، سنن النسائي: 4/13، سنن ابن ماجه: ج1/522 و1630، مستدرك الصحيحين: 1/382.
      29- المغني لابن قدامة: ج2/411، وفاء الوفاء: ج4/1405، الإتحاف للشبراوي: 9، السيرة النبويّة لابن سيد الناس: ج2/340، شرح الشمائل للقاري: 2/210، إرشاد الساري للقسطلاني: ج2/390.
      30- الطبقات الكبرى لابن سعد: ج4/133.
      31- الطبقات الكبرى لابن سعد: ج2/332 و333، سيرة ابن هشام: ج4/364.
      32- الطبقات الكبرى لابن سعد: ج2/328 و329 و330.
      33- الطبقات الكبرى لابن سعد ج2/330 و332 و329 و326.
      34- الطبقات الكبرى لابن سعد ج2/323.
      يتبع ..............................

      تعليق


      • #4
        نكمل مع الدكتور :
        وأما يوم عاشوراء فهو يوم أنجى الله فيه موسى وقومه فصامه نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- شكراً لله فنحن نصومه اقتداء بنبينا في ذلك، وهو يوم استشهد فيه ابن نبينا الحسين بن علي –رضي الله عنه-، فنحن نصبر ونحتسب عند الله مصابنا فيه، فاجتمع لنا أهل الإسلام في هذا اليوم مقام الشكر لأنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى، ومقام الصبر لأنه اليوم الذي أصبنا فيه باستشهاد ابن نبينا، كما اجتمع في يوم السابع عشر من رمضان يوم الفرقان ببدر، واستشهاد أمير المؤمنين علي –رضي الله عنه-، وفي يوم الاثنين من ربيع الأول مولد النبي –صلى الله عليه وسلم- ويوم وفاته، فيكون المقام مقام شكر ومقام صبر فنصوم شكراً لله بنجاة نبي الله موسى اقتداء برسول الله –صلى الله عليه وسلم- ونحتسب عند الله ابن نبينا ونسترجع لما أصابنا فيه ونقول كما قال أولوا البشرى من الصابرين "إنا لله وإنا إليه راجعون".
        وفي الختام فإني أرى في سؤالك بحثاً عن الحق وتتبعاً له فاعتبر -وفقك الله- بالإمام العبقري علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- الذي كان في سن الفتوة واليفاع ومع ذلك تخلى عما كان عليه أهل الجاهلية، واتبع هدى الله ونوره المنـزل على محمد –صلى الله عليه وسلم- مع قلة الأتباع، وضعف أهل الحق، وقلة الناصر والمعين، وكانت فتوته وشبابه بل حياته كلها مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وبعده آية في الثبات على الحق والدفاع عنه.
        واعلم –وفقك الله- أن العمر أقصر من أن يضيع في الحيرة والتردد، فليبحث كل منا عن الحق جهده، ويستغيث بالله ويدعوه ويلح عليه أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأن يدله على طريق مرضاته، وأن يسلك به صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
        ولنعلم جميعاً أنه ما لم تدركنا رحمة من الله يهدي بها قلوبنا فإنا سنظل في حيرة وضلال "ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه".
        اللهم إنا نسألك بحبنا لنبيك –صلى الله عليه وسلم- وآله وذريته أن تسلك بنا طريقهم وأن تحشرنا في زمرتهم وأن تجعلنا ممن اتبعهم بإحسان.
        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
        اهـ
        أقول : عن صيام عاشوراء أنقل التالي عن كاتب سلفي
        بيان أنّ عاشوراء يصام يوم التاسع فقط
        هذه الفوائد استفدناها من مجالس شيخنا ابي عبد الباري حفظه الله تعالى في صحراء الجزائر للعام الماضي
        المراحل التي مر بها صوم يوم عاشوراء
        1- المرحلة الاولى
        صومه صلى الله عليه وسلم مع المشركين في الجاهلية¬¬
        اخرج مسلم رحمه الله
        عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُهُ فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ « مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ ».
        عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَانَ يُصَامُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلاَمُ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.
        عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ أَنَّ عِرَاكًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْهُ ».
        2- المرحلة الثانية
        صومه صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء لما وجد اليهود تصومه وذلك في المدينة
        اخرج مسلم رحمه الله في صحيحه
        عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِى أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ ». فَأَمَرَ بِصَوْمِهِ.
        عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَصُومُوهُ أَنْتُمْ ».
        عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَتَتَّخِذُهُ عِيدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « صُومُوهُ أَنْتُمْ ».
        3 - المرحلة الثالثة
        نقله صلى الله عليه وسلم لصوم يوم عاشوراء من اليوم العاشر إلى اليوم التاسع من محرم لما أصبح يوم تعظمه اليهود و النصارى واصبح عاشوراء علامة على الصوم لا على العدد
        1- اخرج مسلم في صحيحه عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ الْمُرِّىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - يَقُولُ حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ». قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
        - جاء في رواية اخرى في صحيح مسلم ان راوي الحديث صرح بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم - صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ فقال يَعْنِى يَوْمَ عَاشُورَاءَ
        :معنى ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يصوم يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم في اليوم التاسع وبتالي اصبح عاشوراء علامة على الصوم لا على العدد الذي هو العاشر من محرم
        وهذه الرواية بنصها في صحيح مسلم عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ - لَعَلَّهُ قَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ». وَفِى رِوَايَةِ أَبِى بَكْرٍ قَالَ يَعْنِى يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
        وقد جعل الامام النووي رحمه الله هذه الرواية تحت باب أَىُّ يَوْمٍ يُصَامُ فِى عَاشُورَاءَ.
        - قال الامام الطحاوي رحمه الله في شرح معاني الآثار بعد ان ذكر هذه الرواية : ((( حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو عامر وأبو داود قالا ثنا بن أبى ذئب فذكر بإسناده مثله غير أنه قال لأصومن عاشوراء يوم التاسع
        فقوله لأصومن عاشوراء يوم التاسع أخبار منه على أنه يكون ذلك اليوم يوم عاشوراء
        وقوله لأصومن يوم التاسع يحتمل لأصومن يوم التاسع مع العاشر أي لئلا أقصد بصومى الى يوم عاشوراء بعينه كما يفعل اليهود ولكن أخلطه بغيره فأكون قد صمته بخلاف ما تصومه يهود وقد روى عن بن عباس ما يدل على هذا المعنى
        ملاحظة قوله يحتمل لأصومن يوم التاسع مع العاشر أي لئلا أقصد بصومى الى يوم عاشوراء بعينه بعيد لان النبي صلى الله عليه وسلم في موطن بيان لصورة المخالفة ولم يذكر المقارنة في الصوم )) اهـ .
        - بوب الامام النووي -رحمه الله تعالى- في صحيح مسلم
        باب أَىُّ يَوْمٍ يُصَامُ فِى عَاشُورَاءَ.
        ...............وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِى زَمْزَمَ فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِى عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ إِذَا رَأَيْتَ هِلاَلَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا. قُلْتُ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُهُ قَالَ نَعَمْ.
        قال النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم:
        (( هذا تصريح من بن عباس بأن مذهبه أن عاشوراء هو اليوم التاسع من المحرم ويتأوله على أنه مأخوذ من اظماء الابل فان العرب تسمى اليوم الخامس من أيام الورد ربعا وكذا باقي الايام على هذه النسبة فيكون التاسع عشرا.... )).
        - قال ابن القيم رحمه الله
        (( وأما الإشكال السادس: وهو قول ابن عباس: اعدُدْ وأصبح يوم التاسع صائماً. فمَن تأمل مجموع روايات ابن عباس، تبيَّن له زوالُ الإشكال، وسعةُ علم ابن عباس، فإنه لم يجعل عاشوراء هو اليومَ التاسع بل قال للسائل: صُمِ اليوم التاسع، واكتفى بمعرفة السائل أن يوم عاشوراء هو اليومُ العاشر الذى يعدُّه الناسُ كلُّهم يومَ عاشوراء، فأرشد السائل إلى صيام التاسع معه، وأخبر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصومُه كذلك. فإما أن يكون فِعلُ ذلك هو الأَوْلى )) انتهى
        **أين سكوت ابن عباس رضي الله عنه عن العاشر وهو سئل عن عاشوراء اي يوم يصام كما جاء واضحا جليا في رواية البيهقي -رحمه الله تعالى-:
        - قال -رحمه الله- تحت باب صوم يوم التاسع : ( وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة قاضي مصر ثنا أبو داود الطيالسي وروح بن عبادة قالا ثنا حاجب بن عمر قال سمعت الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى بن عباس رضي الله عنه وهو متوسد رداءه عند زمزم قال فجلست إليه وكان نعم الجليس
        فقلت أخبرني عن يوم عاشوراء
        فاستوى قاعدا ثم قال عن أي حاله تسأل
        قلت عن صيامه أي يوم نصوم
        قال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد
        فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائما
        قال قلت كذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه و سلم قال نعم )).
        اين سكوت ابن عباس -رضي الله عنه- عن العاشر والسؤال وجه اليه عن عاشوراء
        وليس عن المخالفة او عن الاضافة الى العاشر
        - بوب أبو داود -رحمه الله تعالى-
        باب مَا رُوِىَ أَنَّ عَاشُورَاءَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ
        حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ الْقُرَشِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا غَطَفَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ حِينَ صَامَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَنَا بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ صُمْنَا يَوْمَ التَّاسِعِ ». فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
        .
        عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ قَالَ أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ إِذَا رَأَيْتَ هِلاَلَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّاسِعِ فَأَصْبِحْ صَائِمًا. فَقُلْتُ كَذَا كَانَ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ فَقَالَ كَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ.
        - جاء في مستخرج أبي عوانة
        بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُبَيِّنِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صام يوم عاشوراء يوم العاشر، والدليل على أن السنة في صومه يوم التاسع
        حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ الْمُرِّيَّ، يَقُولُ:، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: حِينَ صَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَوْمًا تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا التَّاسِعَ، قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - .
        .
        حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو عَامِرٍ، عَنْ أَبِي خُشَيْنَةَ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ، فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ هِلالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ ثُمَّ أَصْبِحْ مِنَ التَّاسِعَةِ صَائِمًا، قُلْنَا: كَذَاكَ كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَمِّي الْحَكَمُ بْنُ الأَعْرَجِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو خُشَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ الأَعْرَجِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، بِمِثْلِهِ.
        فها انت ترى ان هناك من اهل العلم من فهم من الحديثين ان عاشوراء نقل الى اليوم التاسع من محرم
        واصبح علامة على الصوم لا على العدد
        ملاحظة:
        - على أي أساس أرشده ابن عباس -رضي الله عنه- لليوم التاسع اليس على أساس يوم عاشوراء عن صيامه أي يوم نصوم
        فقال ابن عباس رضي الله عنه إِذَا رَأَيْتَ هِلاَلَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّاسِعِ فَأَصْبِحْ صَائِمًا … !!!!!!!!!
        - لو سئل ابن عباس -رضي الله عنه- عن المخالفة لقلنا اراد التاسع وسكت عن العاشر فيلحق بالتاسع لتحصل المخالفة ولكن ابن عباس سئل عن عاشوراء أي يوم يصام فتنبه وتأمل.
        .
        - قال القرطبي -رحمه الله تعالى- في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم":
        ( وقوله : (( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ))؛ ظاهره : أنه كان عزم على أن يصوم التاسع بدل العاشر . وهذا هو الذي فهمه ابن عباس ، حتى قال للذي سأله عن يوم عاشوراء : إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائمًا . وبهذا تمسَّك من رآه التاسع .
        الرد على من قال ان قوله صلى الله عليه وسلم صمنا اليوم التاسع يحمل على الاقتران مع العاشر
        1 - رواية الطحاوي -رحمه الله تعالى-
        فذكر بإسناده مثله غير أنه قال لأصومن عاشوراء يوم التاسع
        حدثنا بن مرزوق وعلي بن شيبة قال ثنا روح قال ثنا بن أبى ذئب فذكر مثل حديث سليمان فقوله لأصومن عاشوراء يوم التاسع إخبار منه على أنه يكون ذلك اليوم يوم عاشوراء.
        2 - قال القرطبي -رحمه الله تعالى- في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" : ويمكن أن يقول من رأى صوم التاسع والعاشر : ليس فيه دليل على أنه يترك صوم العاشر ، بل وعد بأن يصوم التاسع مضافًا إلى العاشر-
        قال -رحمه الله- مستبعدا هذا:
        وفيه بُعد عند تأمل مساق الحديث ، مبنيًا على أنه جواب سؤالٍ سبق ، فتأمَّل
        قال رحمه الله
        وقول ابن عباس : (( هكذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم )) ؛ يعني : أنه لو عاش لصامه كذلك ؛ لِوَعْدِه الذي وعد به ، لا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صام اليوم التاسع بدل العاشر ؛ إذ لم يسمع ذلك عنه ولا رُوي قط .
        هناك ترجيحات اخرى ذكرها الشيخ حفظه الله تعالى في رسالته الجديدة في هذه المسالة التى بعنوان ((( الماتع في ان عاشوراء اليوم التاسع )))
        يسر الله طبعها
        اهـ
        دمتم برعاية الله
        كتبته : وهج الإيمان

        تعليق


        • #5
          موضوع جميل وقوي بدلائلة
          مشكورة وبارك الله فيك

          تعليق


          • #6
            اليهود لم تصوم عاشوراء كذب
            اذا كانت هجرة النبي صلى الله عليه وعلى اله في ربيع الأول
            فالسنة الأولى لم يدرك رسول الله محرم ولا عاشوراء فيها
            والسنة الثانية راى اليهود يصومونه فتعلم منهم صومه وامر اصحابه يصومونه (على زعمهم ) وفي شهر شعبان من السنة الثانية فرض صوم شهر رمضان
            وتركه النبي صلى الله عليه وآله
            يعني النبي صلى الله عليه وآله لم يصمه

            وفي الروايات اختلافات كثيرة في صيامه وضعوها ألأمويين للتبرك بهذا اليوم او بمقتل الحسين

            فكيف يصح لأحد ان يبحث عن مناسبات في الأمم التي خلت من قبلنا ليتبركوا فيه وعندنا في امة محمد صلى الله عليه واله مصاب كبير اكى رسول الله صلى الله عليه واله
            لماذا نترك هذه السنة وهي البكاء على الحسين
            ونتبرك بهذا اليوم

            تعليق


            • #7
              ممتنه لكم نعم كل هذه تنافضات كما تفضلتم
              وقد وضعت بحث من بحوث الشيخ أبي عبد الباري العيد بن سعد شريفي والذي دعم بحثه بأدله على أن عاشوراء هو التاسع وليس العاشر ، وهم لايصومونه مواساه للحسين عليه السلام ومن معه بل لموافقة اليهود الذين صاموه والعجيب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسال اليهود ويتعلم منهم ولدينا الإمساك في هذا اليوم الى مابعد العصر
              وهذا ابن مسعود كيف فاته أجر صوم يوم نجاة موسى عليه السلام !!
              - دخلتُ على ابنِ مسعودٍ يومَ عاشوراءَ وعندَه رطبٌ فقال أُدنُه فقلتُ إنَّ هذا يومُ عاشوراءَ وأنا صائمٌ فقال إنَّ هذا اليومَ أُمِرْنا بصيامِه قبل رمضانَ
              الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح معاني الآثار - الصفحة أو الرقم: 2/74
              خلاصة حكم المحدث: صحيح
              التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 27-10-2015, 02:24 AM.

              تعليق


              • #8
                السيده أم سلمه تبكي هلى الإمام الحسين عليه السلام لما رأت من حال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

                - قالت دخلتُ على أمِّ سلمةَ وَهيَ تبكي قلتُ ما يبكيكِ? قالت رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ تعني في المنامِ وعلى رأسِه ولحيتِه التُّرابُ فقلتُ ما لَكَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ شَهدتُ قتلَ الحسينِ آنِفًا
                الراوي: سلمى البكرية المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5/456
                خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

                تعليق


                • #9
                  قال ابن الحاج المالكي :
                  فَصْلٌ وَأَمَّا فِي زِيَارَةِ سَيِّدِ الْأَوَّلِينَ، وَالْآخِرِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ فَكُلُّ مَا ذُكِرَ يَزِيدُ عَلَيْهِ أَضْعَافَهُ أَعْنِي فِي الِانْكِسَارِ، وَالذُّلِّ، وَالْمَسْكَنَةِ؛ لِأَنَّهُ الشَّافِعُ الْمُشَفَّعُ الَّذِي لَا تُرَدُّ شَفَاعَتُهُ وَلَا يَخِيبُ مَنْ قَصْدَهُ وَلَا مَنْ نَزَلَ بِسَاحَتِهِ وَلَا مَنْ اسْتَعَانَ، أَوْ اسْتَغَاثَ بِهِ، إذْ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - قُطْبُ دَائِرَةِ الْكَمَالِ وَعَرُوسُ الْمَمْلَكَةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] قَالَ عُلَمَاؤُنَا رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ رَأَى صُورَتَهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -، فَإِذَا هُوَ عَرُوسُ الْمَمْلَكَةِ فَمَنْ تَوَسَّلَ بِهِ، أَوْ اسْتَغَاثَ بِهِ، أَوْ طَلَبَ حَوَائِجَهُ مِنْهُ فَلَا يُرَدُّ وَلَا يَخِيبُ لِمَا شَهِدَتْ بِهِ الْمُعَايَنَةُ، وَالْآثَارُ وَيَحْتَاجُ إلَى الْأَدَبِ الْكُلِّيِّ فِي زِيَارَتِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -، وَقَدْ قَالَ عُلَمَاؤُنَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ: إنَّ الزَّائِرَ يُشْعِرُ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ وَاقِفٌ بَيْنَ يَدَيْهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - كَمَا هُوَ فِي حَيَاتِهِ، إذْ لَا فَرْقَ بَيْنَ مَوْتِهِ وَحَيَاتِهِ أَعْنِي فِي مُشَاهَدَتِهِ لِأُمَّتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِأَحْوَالِهِمْ وَنِيَّاتِهِمْ وَعَزَائِمِهِمْ وَخَوَاطِرِهِمْ، وَذَلِكَ عِنْدَهُ جَلِيٌّ لَا خَفَاءَ فِيهِ.(1)
                  قال الإمام الغزالي : وأما التشهد فإذا جلست له فاجلس متأدبا وصرح بأن جميع ما تدلي به من الصلوات والطيبات أي من الأخلاق الطاهرة لله. وكذلك الملك لله وهو معنى " التحيات " وأحضر في قلبك النبي صلى الله عليه وسلم وشخصه الكريم وقل " سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " وليصدق أملك في أنه يبلغه ويرد عليك ما هو أوفى منه. (2)
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  (1) المدخل لإبن الحاج ج1 ص258و259 ط مكتبة دار التراث
                  (2) http://islamport.com/d/1/akh/1/17/34.html

                  تعليق


                  • #10
                    ذكر صاحب كتاب الطيوريات (ج3 / ص912) : 846- سمعت أَحْمَدَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول: سمعت جعفر الخلدي يقول: (( زُرْتُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ، فَغَفَوْتُ عِنْدَ الْقَبْرِ غَفْوَةً، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ الْقَبْرَ قَدْ انْشَقَّ وَخَرَجَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، فَقُلْتُ: إِلَى أَيْنَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: نُرِيدُ هَؤُلاَءِ ))
                    قالا المحققان ، د. سمان يحيى معالي، عباس صخر الحسن : رجال إسناده ثقات، وهذه الرؤيا من حكايات الخلدي، وهي من عجائب بغداد، كما أشار الخطيب والسمعاني. اهـ

                    تعليق


                    • #11
                      سبحان الله وبحمده

                      تعليق


                      • #12
                        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

                        تعليق


                        • #13
                          أجروا الاحتفال باليوم الوطني الذي اسموه عيدا بالاختلاط والرقص رجال ونساء والتخضير والأغاني وكان الاحتفال في شارع التحليه في الرياض كوكتيلا من الفعاليات المنكره وكانت هيئة الترفيه هي الداعمه اضافه الى السماح للنساء بالجلوس في المدرجات في الملاعب وعليهن المساحيق أو ظهور أجزاء من أجسادهن
                          التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 26-09-2017, 12:22 AM.

                          تعليق


                          • #14
                            لماذا يقولون الشيعة يا علي يا حسين؟ جواب من إخواننا السنة

                            جواب للشيخ الدكتور أسامه الازهري :

                            https://www.youtube.com/watch?v=ftSSzQwP3cU

                            تعليق


                            • #15
                              سبحان الله وبحمده

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 05-09-2020, 11:35 AM
                              ردود 5
                              203 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 26-08-2020, 09:02 PM
                              ردود 5
                              276 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 26-08-2020, 10:37 AM
                              ردود 4
                              126 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 06-09-2019, 12:55 PM
                              ردود 7
                              390 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-10-2013, 08:48 PM
                              ردود 14
                              14,195 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X