بسم الله الرحمن الرحيم
الشيعة في عصر الامام امير المؤمنين عليه السلام على ثلاثة اصناف ....
1-مغالي
2-متوسط
3-متساهل متردد
و خيرهم و افضلهم الاوسط .. المتوسط ... وهو الذي يقوم بتوعية المغالي بحيث يرجع عن غلوه .... و هو الذي يقوم بتوعية المتساهل المتردد بحيث ينبهه و يرجعه عن تساهله و تردده ...بهذا وصفه الامام عليه السلام حيث قال : ( ألا إن خير شيعتي النمط الاوسط إليهم يرجع الغالي و بهم يلحق التالي ) اي هم بمثابة المصحح لغيرهم المغال و المتساهل المتردد .
اليك الرواية من امالي الشيخ المفيد ... وامالي تعني الاملاء اي هو يتكلم و يحدث بالروايات في مجلس الحضور و هناك من يستمع و يكتب ما يسمعه منه مباشرة ...
اليك الرواية :
امالي الشيخ المفيد
3- قال : اخبرني ابو الحسن علي بن محمد بن الزبير قال : حدثنا بن علي بن مهدي قال حدثنا محمد بن علي بن عمرو قال حدثنا ابي عن جميل بن صالح عن ابي خالد الكابلي عن الاصبغ بن نباته قال : دخل الحارث الهمداني على امير المؤمنين ( علي بن ابي طالب ) عليه السلام في نفر من الشيعة و كنت فيهم فجعل الحارث يتأود في مشيته و يخبط الارض بمحجنه و كان مريضا فأقبل عليه السلام - و كانت له منه منزلة - فقال : كيف تجدك يا حارث ؟ فقال : نال الدهر يا امير المؤمنين مني و زادني أوارا و غليلا اختصام اصحابك ببابك . قال : و فيم خصومهم ؟ قال : فيك وفي الثلاثة من قبلك فمن مفرط منهم غال و مقتصد تال و من متردد مرتاب لا يدري ايقدم ام يحجم ؟ فقال : حسبك يا أخا همدان ألا إن خير شيعتي النمط الاوسط إليهم يرجع الغالي و بهم يلحق التالي فقال له الحارث : لو كشفت - فداك ابي و امي - الرين عن قلوبنا و جعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا . قال عليه السلام : قدك فإنك امرؤ ملبوس عليك . إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق فاعرف الحق تعرف أهله . يا حارث إن الحق أحسن الحديث و الصادع به مجاهد و بالحق اخبرك فأرعني سمعك ثم خبر به من كان له حصافة من أصحابك
ألا إني عبد الله، وأخو رسوله، وصديقه الأول، صدقته وآدم بين الروح والجسد، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا، فنحن الأولون ونحن الآخرون، ونحن خاصته يا حار[ث] وخالصته، وأنا صنوه ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره. أوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب ، واستودعت ألف مفتاح، يفتح كل مفتاح ألف باب، يفضي كل باب إلى ألف [ألف] عهد، وأيدت واتخذت ، وأمددت بليلة القدر نفلا ، وإن ذلك يجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وأبشرك يا حار[ث] لتعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة.
قال الحارث: وما المقاسمة [يا مولاي]؟ قال: مقاسمة النار، أقاسمها قسمة صحيحة، أقول: هذا وليي فاتركيه، وهذا عدوي فخذيه. ثم أخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيد الحارث فقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال لي -وقد شكوت إليه حسد قريش والمنافقين لي - : إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وبحجزته يعني عصمته من ذي العرش تعالى وأخذت أنت يا علي بحجزتي وأخذ ذريتك بحجزتك وأخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيه؟ وما يصنع نبيه بوصيه ، خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة نعم أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت، يقولها ثلاثا، فقام الحارث يجر رداءه وهو يقول: ما أبالي بعدها متى لقيت الموت أو لقيني.
قال جميل بن صالح: وأنشدني أبو هاشم السيد الحميري رحمه الله فيما تضمنه هذا الخبر:
قول علي لحارث عجب * كم ثم أعجوبة له حملا
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا
يعرفني طرفه وأعرفه * بنعته واسمه وما عملا
وأنت عند الصراط تعرفني * فلا تخف عثرة ولا زللا
أسقيك من بارد على ظمأ * تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقف للعرض * دعيه لا تقربي الرجلا
دعيه ( لا تقربيه إن له * حبلا بحبل الوصي متصلا
تعليق