فضيحة آل سعود بمطار بيروت:أميرالمخدرات يعترف بتعاطي المخدرات ... وال سعود والحلفاء يضغطون لإطلاق سراحه
فور اعتقال «صاحب السموم الملكي» سارعت سفارة السعودية لإجراء اتصالات بعدد من المسؤولين اللبنانيين المنتمين لـ«تيار المستقبل» ، و أبرزهم النائب سعد الحريري و فؤاد السنيورة و وزير الداخلية نهاد المشنوق ، طالبة التدخل للملمة الفضيحة و إطلاق سراح «ابن المكرمات» وتأمين عودته للمملكة ، فيما توجه وكيل السفارة و الوزير المفوض فيها إلي مطار بيروت ، لإقناع المحققين بأن «أمير المخدرات» يتمتع بحصانة دبلوماسية ، وطلبا من الأجهزة الأمنية معاملة الموقوفين بـ"الحسني" وعدم تكبيل يدَيْ"صاحب السموم الملكي" .

و«أمير المخدرات» ، «أمير المهربين» ، «صاحب السموم الملكي» ، «مكرمات آل سعود» ، «مملكة الخير»، «المخدرات بعد الحروب و الفتن و الإرهاب» ، عبارات استحضرت في وسائل الإعلام اللبنانية ومواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب الإعلان عن اعتقال أحد أمراء آل سعود متلبسًا بجريمة تهريب كحمية ضخمة من المخدرات عبر مطار بيروت الدولي.
وافاد تقرير ان الأمير السعودي يدعي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز آل سعود (29 سنة) وقع في قبضة الأجهزة الأمنية اللبنانية مع 4 سعوديين آخرين خلال محاولته تهريب طنيّن من حبوب «الكبتاغون» ومادة الكوكايين علي متن طائرة خاصة مستأجرة لمصلحته، من مطار بيروت الدولي متجهة إلي منطقة حائل في السعودية ، فيما تمكن مدير أعمال الأمير ، المدعو "يحيي بن شائم الشمري" من الفرار وهو أيضًا سعودي الجنسية ، حيث تواصل الأجهزة الأمنية ملاحقته وتتبع آثاره .
و تضيف المعلومات المسربة عبر وسائل الإعلام اللبنانية أن «أمير آل سعود» أقر بتعاطيه المخدرات ، إلا أنها تضارب حول إقراره بملكيته لشحنة المخدرات، حيث أكدت بعض المصادر إقراره بها في حين ذكرت مصادر أخري أنه حاول التنصل منها وإلصاقها بوكيل أعماله الفار يحيي بن شائم الشمري .
وقالت صحيفة «السفير» في عددها الصادر اليوم إن الأمير عبد المحسن الذي يحمل جواز سفر دبلوماسياً حاول التنصل من شحنة المخدرات عبر تهديد الدركي الذي أصر علي تفتيشه، قائلا إن هذه طائرة ملكية وأنه يهوي جمع الآثار وقطع «الأنتيكا»، لكن عندما انكشف أمره حمّل المسؤولية لمدير أعماله الفار المدعو يحيي بن شائم سعد الشمري (30 سنة)، مدعياً عدم علمه بالشحنة من أساسها، خصوصا أن الشحنة كانت باسمه.
وقد تم ضبط الشحنة في قاعة الشرف بعدما أودعها الشمري لمصلحة الأمير عبد المحسن الذي وصل لاحقاً مع مرافقيه السعوديين الخمسة الذين تم توقيفهم أيضا. وبدت صور الطرود وعليها عبارة «خاص المملكة العربية السعودية، صاحب السمو الملكي، الأمير عبد المحسن بن وليد آل سعود».
و قال مصدر أمني لـ«السفير» إنه لم تتم تورية حبوب «الكبتاغون» أو محاولة إخفائها، بل كانت موضوعة في 24 طرداً يبلغ متوسط كل صندوق كرتوني نحو خمسين كيلوغراماً، بالإضافة إلي ثماني حقائب، ليصل مجموع الكمية المنوي تهريبها إلي طنين اثنين من «الكبتاغون».
ويبدو أن المهربين لم يكونوا علي علم بوجود آلة «سكانر» تخضع لها البضائع الخارجة من قاعة الشرف، وهم حاولوا منع القوي الأمنية من فحص الطرود والحقائب علي قاعدة أن الأمير يتمتع بحصانة دبلوماسية!
وأوضحت «السفير» أن الأمير عبد المحسن ومرافقيه قد وصلوا إلي لبنان في 24 تشرين الأول الحالي، بصفة سياح، وأن طائرة الأمير كانت متوجهة إلي منطقة حائل في السعودية التي يحكمها عمه الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود. وكان برفقة عبد المحسن كل من بندر بن صالح الشراري ويحيي بن شائم الشمري وزياد بن سمير احمد الحكيم (27 سنة) ومبارك بن علي الحارثي (24 سنة)، فيما فرّ وكيل أعماله يحيي بن سعد الشمري حيث يجري البحث عنه وعن الحافلة التي نقل بها الشحنة إلي المطار.
وأضافت الصحيفة تقول: 'وفيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات، علم أن السفارة السعودية، كعادتها في حالة توقيف أي مواطن سعودي، راجعت السلطات اللبنانية المختصة، فيما نفت مصادر رسمية لبنانية أن تكون أية جهة قد مارست ضغوطاً علي لبنان لإطلاق سراح الأمير السعودي'. كاشفة عن أنه 'تجري مراجعة سجل الأمير السعودي ورفاقه لمعرفة ما إذا كانوا قد زاروا بيروت بالطريقة ذاتها قبل هذه المرة، وهل نقلوا سابقاً كميات من «الكبتاغون» التي قدر ثمنها بنحو ربع مليار دولار أميركي'.
الى ذلك لفتت صحيفة «الأخبار» إلي أنها المرة الاولي في لبنان ، يخرج أمير سعودي مخفوراً ، من مطار بيروت الدولي ، إلي النيابة العامة ، ثم إلي مكتب للشرطة القضائية. موضحة أن «الأمير الموقوف» هو ابن حفيد مؤسّس مملكة آل سعود، وابن أخ أمير حائل وعضو هيئة البيعة سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز .
وأشارت الصحيفة إلي أن الأمير السعودي كان يهمّ بركوب طائرته، وبرفقته أربعة أشخاص ، و معهم 24 طرداً و8 حقائب سفر كبيرة، تراوح زنة كلّ منها بين 40 كلغ و60 كلغ . ألصِقت علي كل واحد من الطرود ورقة تحمل عبارة «خاص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن وليد آل سعود» ، تذكّر بتلك التي اعتاد آل سعود نشر صورها خلال توزيع المساعدات و«المكرمات» .
و طلب رجل الأمن في مطار رفيق الحريري تفتيش الطرود ، فما كان من كبير مرافقي الأمير، المدعو يحيي الشمري، إلا أن قال له، بحضور الامير: «ألا تري المكتوب عليها ؟ هذه أغراض خاصة لطويل العمر لا تُفتّش» . لكن رجل الأمن أصرّ علي التفتيش قائلاً : لو كانت لأبيه أو لأبي ، سأفتشها .
وقالت «الأخبار»: بدأ التفتيش، فظهر محتوي الحقائب. حبوب الكبتاغون. كمية هائلة منها، نحو طنين، أو مليون حبة، بحسب تقديرات المحققين. وهذه الكمية موضبة في أكياس «مرتّبة»، أفرِغ منها الهواء، وعليها شعار موحّد يعرفه المحققون جيداً. إنه نوع خاص من الكبتاغون، معروف باسم «زينيا»، وهو أجود الانواع. وبحسب المحققين، فإن قيمة الصفقة تزيد علي 110 ملايين دولار.
وأضافت الصحيفة: الأمير نفي بداية أيّ صلة له بالمضبوطات، قائلاً «اسألوا يحيي، لا أعرف كيف أتي بهذه الصناديق». ومع تقدّم التحقيق، أقرّ الامير بأنه يتعاطي المخدرات.
وأكدت «الأخبار» أن السفارة السعودية أجرت اتصالات للضغط علي الجهات القائمة بالتحقيق، ولكنها لم تجرؤ بعد علي طلب «لفلفة» القضية، مكتفية بجس النبض. مشيرة إلي أن وكيل السفارة والوزير المفوض توجّها إلي المطار أمس، وطلبا معاملة الموقوفين بالحسني، فتلقّوا وعداً بذلك. كذلك طلب الوزير المفوّض عدم تكبيل يدَيْ الأمير، لكن طلبَهُ رُفِض.
وأضافت الصحيفة بأن آل سعود أجروا اتصالاتهم 'لمحاولة فهم ما يجري، والحصول علي معلومات من التحقيق، وبحث السبل الآيلة إلي إطلاق سراح الأمير'. ونقلت عن مصادر مواكبة للتحقيق تأكيدها 'أن الامير لا يحظي بأي حصانة دبلوماسية، رغم كونه يحمل جواز سفر دبلوماسياً. ففضلاً عن «الجرم المشهود» الذي ينطبق علي حالة توقيفه، فإن جواز السفر الدبلوماسي لا يعطيه أي حصانة تُمنح حصراً لأعضاء البعثات الدبلوماسية'.
ونقلت «الأخبار» عن مصادر قضائية أن 'أمام العائلة المالكة السعودية خياراً واحداً للفلفة قضية ابنها: إقناع الموقوف الآخر (يحيي الشمري) بتبنّي عملية التهريب برمّتها، وإقناع المدّعي العام التمييزي القاضي سمير حمود بإصدار قرار خطّي بإطلاق عبد المحسن آل سعود، قبل إحالة الملف علي قاضي التحقيق. فبعد الإحالة، ينبغي إقناع قاضي التحقيق والمدعي العام التمييزي معاً، لضمان عدم إبقاء الأمير السعودي في السجن'.
وأشار مسؤولون أمنيون إلي أن الدمغة الموجودة علي أكياس كبتاغون الخاصة بالأمير السعودي سبق أن وُجدَت في عدد كبير من عمليات الضبط السابقة، بينهما عملية كبري عام 2009، عندما اكتشف مكتب مكافحة المخدرات عملية تهريب أكثر من مليون و100 ألف قرص كبتاغون كانت في طريقها برّاً إلي السعودية . من جانبها اكدت صحيفة «الديار» أنه فور بدء التحقيقات مع الأمير ومرافقيه، كان السفير السعودي ونواب ووزراء من تيار «المستقبل» قد حضروا للمكان وهم يجرون اتصالات، مشيرة إلي أن الأمير السعودي أصر أمام المحققين علي أن مرافقيه هم الذين جاؤوا بالمخدرات إلي المطار .
وقالت الصحيفة: 'تحول مخفر حبيش (حيث تم نقل الموقوفين) لخلية مخابرات كبري وبدأت الاتصالات من سعد الحريري ونهاد المشنوق والسنيورة لاخفاء وصمة العار عن الامير السعودي وعن تيار «المستقبل»'.
وأضافت: 'والآن تجري دراسة حل أن تطلب المملكة تسليمها الامير السعودي علي أن يتم توقيف الخمسة في لبنان أو أن يتم جلبهم للسعودية بناء علي اتفاقية تبادل الاسري الموقعة بين لبنان والسعودية والمهم أن السنيورة كان شغله الشاغل بالامس هو تغطية تهريب الامير للكابتاغون'. معتبرة أنه من المخجل أن يكون 'رئيس (سابق) للوزراء (الحريري والسنيورة) ونواب ووزراء لاعبين عن اسيادهم السعوديين يهرعون لاحقاً لإخفاء ما حدث وكيف يتم تهريب الكابتاغون من لبنان الي السعودية'.
وتابعت الصحيفة تقول: 'يبدو أنها ليست المرة الاولي التي يتم فيها تهريب حبوب الكابتاغون من لبنان للسعودية وانها المرة الخمسون فوق المئة التي يتم تهريب المخدرات من لبنان للسعودية'. وأشارت إلي أن 'المساكين الذين يتم ضبطهم بالسعودية يتم قطع رأسهم بالسيف، أما الامير السعودي المهرب فيتم تكريمه من تيار «المستقبل» علي مستوي رئيس حكومة وما دون بدل أن يترك القانون يأخذ مجراه ومحاسبة المهربين كما يجري في السعودية ولكن دون قطع رأس'.


فور اعتقال «صاحب السموم الملكي» سارعت سفارة السعودية لإجراء اتصالات بعدد من المسؤولين اللبنانيين المنتمين لـ«تيار المستقبل» ، و أبرزهم النائب سعد الحريري و فؤاد السنيورة و وزير الداخلية نهاد المشنوق ، طالبة التدخل للملمة الفضيحة و إطلاق سراح «ابن المكرمات» وتأمين عودته للمملكة ، فيما توجه وكيل السفارة و الوزير المفوض فيها إلي مطار بيروت ، لإقناع المحققين بأن «أمير المخدرات» يتمتع بحصانة دبلوماسية ، وطلبا من الأجهزة الأمنية معاملة الموقوفين بـ"الحسني" وعدم تكبيل يدَيْ"صاحب السموم الملكي" .

و«أمير المخدرات» ، «أمير المهربين» ، «صاحب السموم الملكي» ، «مكرمات آل سعود» ، «مملكة الخير»، «المخدرات بعد الحروب و الفتن و الإرهاب» ، عبارات استحضرت في وسائل الإعلام اللبنانية ومواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب الإعلان عن اعتقال أحد أمراء آل سعود متلبسًا بجريمة تهريب كحمية ضخمة من المخدرات عبر مطار بيروت الدولي.
وافاد تقرير ان الأمير السعودي يدعي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز آل سعود (29 سنة) وقع في قبضة الأجهزة الأمنية اللبنانية مع 4 سعوديين آخرين خلال محاولته تهريب طنيّن من حبوب «الكبتاغون» ومادة الكوكايين علي متن طائرة خاصة مستأجرة لمصلحته، من مطار بيروت الدولي متجهة إلي منطقة حائل في السعودية ، فيما تمكن مدير أعمال الأمير ، المدعو "يحيي بن شائم الشمري" من الفرار وهو أيضًا سعودي الجنسية ، حيث تواصل الأجهزة الأمنية ملاحقته وتتبع آثاره .
و تضيف المعلومات المسربة عبر وسائل الإعلام اللبنانية أن «أمير آل سعود» أقر بتعاطيه المخدرات ، إلا أنها تضارب حول إقراره بملكيته لشحنة المخدرات، حيث أكدت بعض المصادر إقراره بها في حين ذكرت مصادر أخري أنه حاول التنصل منها وإلصاقها بوكيل أعماله الفار يحيي بن شائم الشمري .
وقالت صحيفة «السفير» في عددها الصادر اليوم إن الأمير عبد المحسن الذي يحمل جواز سفر دبلوماسياً حاول التنصل من شحنة المخدرات عبر تهديد الدركي الذي أصر علي تفتيشه، قائلا إن هذه طائرة ملكية وأنه يهوي جمع الآثار وقطع «الأنتيكا»، لكن عندما انكشف أمره حمّل المسؤولية لمدير أعماله الفار المدعو يحيي بن شائم سعد الشمري (30 سنة)، مدعياً عدم علمه بالشحنة من أساسها، خصوصا أن الشحنة كانت باسمه.
وقد تم ضبط الشحنة في قاعة الشرف بعدما أودعها الشمري لمصلحة الأمير عبد المحسن الذي وصل لاحقاً مع مرافقيه السعوديين الخمسة الذين تم توقيفهم أيضا. وبدت صور الطرود وعليها عبارة «خاص المملكة العربية السعودية، صاحب السمو الملكي، الأمير عبد المحسن بن وليد آل سعود».
و قال مصدر أمني لـ«السفير» إنه لم تتم تورية حبوب «الكبتاغون» أو محاولة إخفائها، بل كانت موضوعة في 24 طرداً يبلغ متوسط كل صندوق كرتوني نحو خمسين كيلوغراماً، بالإضافة إلي ثماني حقائب، ليصل مجموع الكمية المنوي تهريبها إلي طنين اثنين من «الكبتاغون».
ويبدو أن المهربين لم يكونوا علي علم بوجود آلة «سكانر» تخضع لها البضائع الخارجة من قاعة الشرف، وهم حاولوا منع القوي الأمنية من فحص الطرود والحقائب علي قاعدة أن الأمير يتمتع بحصانة دبلوماسية!
وأوضحت «السفير» أن الأمير عبد المحسن ومرافقيه قد وصلوا إلي لبنان في 24 تشرين الأول الحالي، بصفة سياح، وأن طائرة الأمير كانت متوجهة إلي منطقة حائل في السعودية التي يحكمها عمه الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود. وكان برفقة عبد المحسن كل من بندر بن صالح الشراري ويحيي بن شائم الشمري وزياد بن سمير احمد الحكيم (27 سنة) ومبارك بن علي الحارثي (24 سنة)، فيما فرّ وكيل أعماله يحيي بن سعد الشمري حيث يجري البحث عنه وعن الحافلة التي نقل بها الشحنة إلي المطار.
وأضافت الصحيفة تقول: 'وفيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات، علم أن السفارة السعودية، كعادتها في حالة توقيف أي مواطن سعودي، راجعت السلطات اللبنانية المختصة، فيما نفت مصادر رسمية لبنانية أن تكون أية جهة قد مارست ضغوطاً علي لبنان لإطلاق سراح الأمير السعودي'. كاشفة عن أنه 'تجري مراجعة سجل الأمير السعودي ورفاقه لمعرفة ما إذا كانوا قد زاروا بيروت بالطريقة ذاتها قبل هذه المرة، وهل نقلوا سابقاً كميات من «الكبتاغون» التي قدر ثمنها بنحو ربع مليار دولار أميركي'.
الى ذلك لفتت صحيفة «الأخبار» إلي أنها المرة الاولي في لبنان ، يخرج أمير سعودي مخفوراً ، من مطار بيروت الدولي ، إلي النيابة العامة ، ثم إلي مكتب للشرطة القضائية. موضحة أن «الأمير الموقوف» هو ابن حفيد مؤسّس مملكة آل سعود، وابن أخ أمير حائل وعضو هيئة البيعة سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز .
وأشارت الصحيفة إلي أن الأمير السعودي كان يهمّ بركوب طائرته، وبرفقته أربعة أشخاص ، و معهم 24 طرداً و8 حقائب سفر كبيرة، تراوح زنة كلّ منها بين 40 كلغ و60 كلغ . ألصِقت علي كل واحد من الطرود ورقة تحمل عبارة «خاص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن وليد آل سعود» ، تذكّر بتلك التي اعتاد آل سعود نشر صورها خلال توزيع المساعدات و«المكرمات» .
و طلب رجل الأمن في مطار رفيق الحريري تفتيش الطرود ، فما كان من كبير مرافقي الأمير، المدعو يحيي الشمري، إلا أن قال له، بحضور الامير: «ألا تري المكتوب عليها ؟ هذه أغراض خاصة لطويل العمر لا تُفتّش» . لكن رجل الأمن أصرّ علي التفتيش قائلاً : لو كانت لأبيه أو لأبي ، سأفتشها .
وقالت «الأخبار»: بدأ التفتيش، فظهر محتوي الحقائب. حبوب الكبتاغون. كمية هائلة منها، نحو طنين، أو مليون حبة، بحسب تقديرات المحققين. وهذه الكمية موضبة في أكياس «مرتّبة»، أفرِغ منها الهواء، وعليها شعار موحّد يعرفه المحققون جيداً. إنه نوع خاص من الكبتاغون، معروف باسم «زينيا»، وهو أجود الانواع. وبحسب المحققين، فإن قيمة الصفقة تزيد علي 110 ملايين دولار.
وأضافت الصحيفة: الأمير نفي بداية أيّ صلة له بالمضبوطات، قائلاً «اسألوا يحيي، لا أعرف كيف أتي بهذه الصناديق». ومع تقدّم التحقيق، أقرّ الامير بأنه يتعاطي المخدرات.
وأكدت «الأخبار» أن السفارة السعودية أجرت اتصالات للضغط علي الجهات القائمة بالتحقيق، ولكنها لم تجرؤ بعد علي طلب «لفلفة» القضية، مكتفية بجس النبض. مشيرة إلي أن وكيل السفارة والوزير المفوض توجّها إلي المطار أمس، وطلبا معاملة الموقوفين بالحسني، فتلقّوا وعداً بذلك. كذلك طلب الوزير المفوّض عدم تكبيل يدَيْ الأمير، لكن طلبَهُ رُفِض.
وأضافت الصحيفة بأن آل سعود أجروا اتصالاتهم 'لمحاولة فهم ما يجري، والحصول علي معلومات من التحقيق، وبحث السبل الآيلة إلي إطلاق سراح الأمير'. ونقلت عن مصادر مواكبة للتحقيق تأكيدها 'أن الامير لا يحظي بأي حصانة دبلوماسية، رغم كونه يحمل جواز سفر دبلوماسياً. ففضلاً عن «الجرم المشهود» الذي ينطبق علي حالة توقيفه، فإن جواز السفر الدبلوماسي لا يعطيه أي حصانة تُمنح حصراً لأعضاء البعثات الدبلوماسية'.
ونقلت «الأخبار» عن مصادر قضائية أن 'أمام العائلة المالكة السعودية خياراً واحداً للفلفة قضية ابنها: إقناع الموقوف الآخر (يحيي الشمري) بتبنّي عملية التهريب برمّتها، وإقناع المدّعي العام التمييزي القاضي سمير حمود بإصدار قرار خطّي بإطلاق عبد المحسن آل سعود، قبل إحالة الملف علي قاضي التحقيق. فبعد الإحالة، ينبغي إقناع قاضي التحقيق والمدعي العام التمييزي معاً، لضمان عدم إبقاء الأمير السعودي في السجن'.
وأشار مسؤولون أمنيون إلي أن الدمغة الموجودة علي أكياس كبتاغون الخاصة بالأمير السعودي سبق أن وُجدَت في عدد كبير من عمليات الضبط السابقة، بينهما عملية كبري عام 2009، عندما اكتشف مكتب مكافحة المخدرات عملية تهريب أكثر من مليون و100 ألف قرص كبتاغون كانت في طريقها برّاً إلي السعودية . من جانبها اكدت صحيفة «الديار» أنه فور بدء التحقيقات مع الأمير ومرافقيه، كان السفير السعودي ونواب ووزراء من تيار «المستقبل» قد حضروا للمكان وهم يجرون اتصالات، مشيرة إلي أن الأمير السعودي أصر أمام المحققين علي أن مرافقيه هم الذين جاؤوا بالمخدرات إلي المطار .
وقالت الصحيفة: 'تحول مخفر حبيش (حيث تم نقل الموقوفين) لخلية مخابرات كبري وبدأت الاتصالات من سعد الحريري ونهاد المشنوق والسنيورة لاخفاء وصمة العار عن الامير السعودي وعن تيار «المستقبل»'.
وأضافت: 'والآن تجري دراسة حل أن تطلب المملكة تسليمها الامير السعودي علي أن يتم توقيف الخمسة في لبنان أو أن يتم جلبهم للسعودية بناء علي اتفاقية تبادل الاسري الموقعة بين لبنان والسعودية والمهم أن السنيورة كان شغله الشاغل بالامس هو تغطية تهريب الامير للكابتاغون'. معتبرة أنه من المخجل أن يكون 'رئيس (سابق) للوزراء (الحريري والسنيورة) ونواب ووزراء لاعبين عن اسيادهم السعوديين يهرعون لاحقاً لإخفاء ما حدث وكيف يتم تهريب الكابتاغون من لبنان الي السعودية'.
وتابعت الصحيفة تقول: 'يبدو أنها ليست المرة الاولي التي يتم فيها تهريب حبوب الكابتاغون من لبنان للسعودية وانها المرة الخمسون فوق المئة التي يتم تهريب المخدرات من لبنان للسعودية'. وأشارت إلي أن 'المساكين الذين يتم ضبطهم بالسعودية يتم قطع رأسهم بالسيف، أما الامير السعودي المهرب فيتم تكريمه من تيار «المستقبل» علي مستوي رئيس حكومة وما دون بدل أن يترك القانون يأخذ مجراه ومحاسبة المهربين كما يجري في السعودية ولكن دون قطع رأس'.



تعليق