اللهم منزل الكتاب
مجري السحاب
هازم الأحزاب
اهزم أعداءك وأعداء دينك
اللهم انصر عبادك المستضعفين على الجبابرة المتكبرين
قاطعوا البضائع اليهودية والأمريكية والبريطانية
والاسترالية والإسبانية

عبد الحميد الغزالي
بقلم: الأستاذ الدكتور عبد الحميد الغزالي
حقائق مصرية: 19 من صفر 1424هـ = 21/4/2003م
تم احتلال عراقنا.. ومن قبله احتُلَّت أفغانستاننا.. وجاري احتلال فلسطيننا.. وبدأ التمهيد لاحتلال سوريتنا. والبقية تأتي تنفيذًا لمخطط شديد الوضوح شديد الشفافية.. شديد العدوانية.. وشديد الإجرام، يُنفَّذ بصرامة متناهية "لاستعمار المنطقة"، كمدخل لفرض السيطرة على العالم، وفرض الهيمنة على مقدراته من خلال التحكم الكامل في كل إمكاناته وثرواته.
بدأت هذه العملية الإجرامية، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق باسم العولمة أو "الأمركة"، بغطاء مشروع في البداية تحت ادعاءات حرية التجارة وتنميط السياسة وتوحيد الثقافة؛ لإشاعة اقتصاديات السوق، ونشر الديمقراطية، وتطبيق الفكر والسلوك الغربي، وفقًا لمفاهيم واحدة ومصطلحات واحدة، ومدرَكات واحدة من خلال النموذج الحضاري الغربي، والمنظومة الثقافية الأمريكية كأساس "للقرية الكونية" الواحدة "المُحرّرة" من الجغرافيا، ومن التاريخ، ومن السيادة، ومن "الأيديولوجيا"، ومن الدين!
ثم انكشف الغطاء وظهر المستور واضحًا سافرًا كالحًا، بلا خشية أو حياء أو ضمير، ليعلن منفذو هذه العملية الإجرامية مولد مبدأٍ بشع، وتطبيق منهج أبشع، وهو: أن القوة "الغابيَّة" الغاشمة تؤدي حتمًا إلى ظاهرة "الاستعمار"، فالقوة المنفلتة تؤدي إلى الاستعمار، ومزيد من هذه القوة يولد مزيدًا من الاستعمار. وعليه، يتم التنفيذ الآن على قدم وساق بعيدًا عن أي اعتبار للقانون الدولي، وبعيدًا عن أي احترام للشرعية الدولية، وبعيدًا عن أي مراعاة لمبادىء أو شرائع أو أعراف أو أخلاق أو أديان، تحديًا للرأي العام الدولي، وامتهانًُا للضمير العالمي، في فرعونية وهامانية وقارونية لا نظير لها في تاريخ البشرية الطويل، تردد على لسان فرعون القرن الحادي والعشرين: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ (النازعات: 24)، و﴿مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ (القصص:38)، وتؤكد على لسانه أيضًا: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (غافر29).
فبسقوط بغداد المدوي والمفاجىء- بل المذلّ والمهين، بلا أدنى مقاومة- نتيجة قتل قيادة النظام الديكتاتوري من خلال قصف وحشي، أو نتيجة تصفية هذه القيادة جسديًا على أيدي بعض الخونة، أو نتيجة صفقة من قِبل هذه القيادة نفسها، أيًا كانت نهاية النظام، احتُلت العراق. واستُبدل الاحتلال الأجنبي على يد المعتدين "الأنجلوأمريكيين" بالقهر الوطني على يد زمرة من بني جلدتنا! والاحتلال هو الاحتلال.. فالجوهر واحد لم يتغير.. وهو استبداد الشعوب، واغتصاب مواردها، ونهب ثرواتها واستنزاف خيراتها. إنه حقيقة سطو مسلح، وسرقة بقوة السلاح أو بسلاح القوة الغاشمة. كنا نظن أن ظاهرة الاستعمار قد انتهت مع نهاية القرن العشرين بفعل حركات التحرير، ولكنها على عكس كل التوقعات، عادت-إن لم تكن لم تغادرنا أبدًا- بصورة أشنع وأبشع، بل أبغض وأقبح، مستخدمة التقدم التقني والمعلوماتي الذي أحرزته البشرية لتدمير حق الشعوب في حياة كريمة.
تم احتلال العراق بطريقة "جهنمية"، وتخطيط "شيطاني"، إذ استدرج المحتل "الأنجلوأمريكي" النظام العراقي في حروب مستمرة قرابة ثلث قرن. فبعد حرب "الأكراد" أدخله في حرب إيران، ثم قاد تحالفًا ضده في حرب تحرير الكويت، المُسماة بعاصفة الصحراء، ثم شنّ عليه حربًا جوية أسماها ثعلب الصحراء، هذا بالإضافة إلى حصار عالمي ظالم باستخدام الشرعية الدولية، وحظر جوي غير شرعي على شمال وجنوب العراق، لمدة ثلاثة عشر عامًا. وبتطويع الشرعية الدولية، استخدم المعتدون لعبة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل؛ لانتهاك السيادة العراقية، ولمسح منظَّمٍ وشبه كامل لقدرات العراق العسكرية وغير العسكرية. بل أكثر من ذلك، اضطُّر العراق- تحت التهديد- أن يقدم أكثر من اثنى عشر ألف صفحة من الوثائق عن هذه القدرات إلى المنظمة الدولية، التي سلمتها بدورها للمعتدين، وقدم قائمة بأسماء علمائه، وسمح بطائرات التجسس (يو:2) أن تنتهك أجواءه، بل سمح للمفتشين أن يدمروا جزءًا من قدراته العسكرية - "صواريخ صمود2". تم هذا الإضعاف المقصود والمنظم لقوى العراق الذاتية، شعبًا وجيشًا ونظامًا. تم هذا بالإضافة إلى شبه إلغاء للعمق الاستراتيجي للعراق، وهو المحيط العربي والإسلامي، من خلال إضعاف النظام العربي والإسلامي القائم عن طريق اتفاقيات "السلام" بين مصر ثم الأردن من ناحية، والكيان الصهيوني من ناحية أخرى، ثم حرب إيران، فحرب تحرير الكويت. ومن ثَمَّ، وبمنطق المستعمر "فرِّق تسُد" تم تحييد وتجنيد القوة العربية والإسلامية. فبعض الدول اتخذ موقفًا سلبيًا مريبًا، والبعض الآخر تعاون مع المعتدين بشكل مباشر أو غير مباشر، بحجة القضاء على النظام العراقي!
إذن، بعد كل هذا الإضعاف، وبعد كل هذا الانكشاف، وبعد السماح باستخدام المحيط العربي والإسلامي برًا وبحرًا وجوًا لضرب العراق، نضجت الثمرة، وحان قطافها، وتم فعلاً قطفها من خلال هذه الحرب الإجرامية الآثمة، في ظل غياب أو غيبوبة العالم العربي والإسلامي! فتمَّ إلقاء آلاف الأطنان من القنابل على كافة أجزاء العراق، وبالذات بغداد على مدار الساعة منذ اليوم الأول للحرب وحتى اليوم العشرين، وزحف أكثر من أربعمائة ألف جندي معتدٍ بأسلحة دمار رهيبة؛ لإحداث تدمير منظم لكل مقومات وفاعليات الاقتصاد والمجتمع العراقي. ولاستكمال عملية التدمير بعد سقوط بغداد المريب استحدث المحتل عمليات سلب ونهب منظمة لكل شيء، ابتداءً من المكاتب الإدارية ومنازل المسئولين وقصور الرئاسة، وانتهاءً بالوزارات والجامعات بل المستشفيات والمتاحف والآثار؛ لإلغاء قدرات شعب، وتاريخ مجتمع، وسجلات بشر، وحضارة أمة، بتدمير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والحضارية، الشيء الوحيد الذي استُثنى من هذه العملية التتارية البربرية هو النفط كهدف رئيسي من أهداف هذا الاحتلال.. فلقد تمّ حماية وزارة النفط، وتمّ حماية آبار النفط! إذن نحن أمام حالة بشعة من حالات الاحتلال الأجنبي البغيض، يصغُر أمامها أشد حالات استعمار القرن التاسع عشر بشاعة. إنهاك وإضعاف مدروس ومنظم، ثم انقضاض وتقتيل وتشريد، وتدمير وإبادة وسلب ونهب أكثر تخطيطًا وتنظيمًا، كل ذلك على حساب الشعب المحتل، وفقًا لفاتورتين: الأولى، فاتورة القتل والتدمير والإبادة والسلب والنهب، والثانية فاتورة التعمير وإعادة البناء على أساس أجندة المعتدين، وبناءً على تقديراتهم.
ولكن ليعلم المستعمر أنه لن يبقى في عراقنا طويلاً، فشعبنا العراقي سيفيق سريعًا، بعون الله تعالى، من هول الصدمة ووحشية الاحتلال، وسيشعل الأرض مقاومة واستبسالاً؛ حتى يطهرها من دنس المحتلين. وكما دحر التتار سيدحر، بإذن الله سبحانه، العدو "الأنجلوأمريكي".
إن هذا الشعب الصابر المحتسب يتجه الآن إلى هويته، إلى إسلامه.. وهذا بحق هو طريق النجاة، بل طريق النصر، فقد قال الله -جل وعلا-: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ (النساء:141).
ولنتذكر جميعًا، أنظمة وشعوبًا، قوله جل من قائل: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ (المؤمنون :52). فلنتقِ الله سبحانه حق تقاته، ولنقف مع عراقنا وفلسطيننا، ولنجدد الثقة فيه تعالى، ولنثق في نصره، إنه نعم المولى ونعم النصير.
اللهم منزل الكتاب
مجري السحاب
هازم الأحزاب
اهزم أعداءك وأعداء دينك
اللهم انصر عبادك المستضعفين على الجبابرة المتكبرين
قاطعوا البضائع اليهودية والأمريكية والبريطانية
والاسترالية والإسبانية
مجري السحاب
هازم الأحزاب
اهزم أعداءك وأعداء دينك
اللهم انصر عبادك المستضعفين على الجبابرة المتكبرين
قاطعوا البضائع اليهودية والأمريكية والبريطانية
والاسترالية والإسبانية
عبد الحميد الغزالي
بقلم: الأستاذ الدكتور عبد الحميد الغزالي
حقائق مصرية: 19 من صفر 1424هـ = 21/4/2003م
تم احتلال عراقنا.. ومن قبله احتُلَّت أفغانستاننا.. وجاري احتلال فلسطيننا.. وبدأ التمهيد لاحتلال سوريتنا. والبقية تأتي تنفيذًا لمخطط شديد الوضوح شديد الشفافية.. شديد العدوانية.. وشديد الإجرام، يُنفَّذ بصرامة متناهية "لاستعمار المنطقة"، كمدخل لفرض السيطرة على العالم، وفرض الهيمنة على مقدراته من خلال التحكم الكامل في كل إمكاناته وثرواته.
بدأت هذه العملية الإجرامية، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق باسم العولمة أو "الأمركة"، بغطاء مشروع في البداية تحت ادعاءات حرية التجارة وتنميط السياسة وتوحيد الثقافة؛ لإشاعة اقتصاديات السوق، ونشر الديمقراطية، وتطبيق الفكر والسلوك الغربي، وفقًا لمفاهيم واحدة ومصطلحات واحدة، ومدرَكات واحدة من خلال النموذج الحضاري الغربي، والمنظومة الثقافية الأمريكية كأساس "للقرية الكونية" الواحدة "المُحرّرة" من الجغرافيا، ومن التاريخ، ومن السيادة، ومن "الأيديولوجيا"، ومن الدين!
ثم انكشف الغطاء وظهر المستور واضحًا سافرًا كالحًا، بلا خشية أو حياء أو ضمير، ليعلن منفذو هذه العملية الإجرامية مولد مبدأٍ بشع، وتطبيق منهج أبشع، وهو: أن القوة "الغابيَّة" الغاشمة تؤدي حتمًا إلى ظاهرة "الاستعمار"، فالقوة المنفلتة تؤدي إلى الاستعمار، ومزيد من هذه القوة يولد مزيدًا من الاستعمار. وعليه، يتم التنفيذ الآن على قدم وساق بعيدًا عن أي اعتبار للقانون الدولي، وبعيدًا عن أي احترام للشرعية الدولية، وبعيدًا عن أي مراعاة لمبادىء أو شرائع أو أعراف أو أخلاق أو أديان، تحديًا للرأي العام الدولي، وامتهانًُا للضمير العالمي، في فرعونية وهامانية وقارونية لا نظير لها في تاريخ البشرية الطويل، تردد على لسان فرعون القرن الحادي والعشرين: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ (النازعات: 24)، و﴿مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ (القصص:38)، وتؤكد على لسانه أيضًا: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (غافر29).
فبسقوط بغداد المدوي والمفاجىء- بل المذلّ والمهين، بلا أدنى مقاومة- نتيجة قتل قيادة النظام الديكتاتوري من خلال قصف وحشي، أو نتيجة تصفية هذه القيادة جسديًا على أيدي بعض الخونة، أو نتيجة صفقة من قِبل هذه القيادة نفسها، أيًا كانت نهاية النظام، احتُلت العراق. واستُبدل الاحتلال الأجنبي على يد المعتدين "الأنجلوأمريكيين" بالقهر الوطني على يد زمرة من بني جلدتنا! والاحتلال هو الاحتلال.. فالجوهر واحد لم يتغير.. وهو استبداد الشعوب، واغتصاب مواردها، ونهب ثرواتها واستنزاف خيراتها. إنه حقيقة سطو مسلح، وسرقة بقوة السلاح أو بسلاح القوة الغاشمة. كنا نظن أن ظاهرة الاستعمار قد انتهت مع نهاية القرن العشرين بفعل حركات التحرير، ولكنها على عكس كل التوقعات، عادت-إن لم تكن لم تغادرنا أبدًا- بصورة أشنع وأبشع، بل أبغض وأقبح، مستخدمة التقدم التقني والمعلوماتي الذي أحرزته البشرية لتدمير حق الشعوب في حياة كريمة.
تم احتلال العراق بطريقة "جهنمية"، وتخطيط "شيطاني"، إذ استدرج المحتل "الأنجلوأمريكي" النظام العراقي في حروب مستمرة قرابة ثلث قرن. فبعد حرب "الأكراد" أدخله في حرب إيران، ثم قاد تحالفًا ضده في حرب تحرير الكويت، المُسماة بعاصفة الصحراء، ثم شنّ عليه حربًا جوية أسماها ثعلب الصحراء، هذا بالإضافة إلى حصار عالمي ظالم باستخدام الشرعية الدولية، وحظر جوي غير شرعي على شمال وجنوب العراق، لمدة ثلاثة عشر عامًا. وبتطويع الشرعية الدولية، استخدم المعتدون لعبة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل؛ لانتهاك السيادة العراقية، ولمسح منظَّمٍ وشبه كامل لقدرات العراق العسكرية وغير العسكرية. بل أكثر من ذلك، اضطُّر العراق- تحت التهديد- أن يقدم أكثر من اثنى عشر ألف صفحة من الوثائق عن هذه القدرات إلى المنظمة الدولية، التي سلمتها بدورها للمعتدين، وقدم قائمة بأسماء علمائه، وسمح بطائرات التجسس (يو:2) أن تنتهك أجواءه، بل سمح للمفتشين أن يدمروا جزءًا من قدراته العسكرية - "صواريخ صمود2". تم هذا الإضعاف المقصود والمنظم لقوى العراق الذاتية، شعبًا وجيشًا ونظامًا. تم هذا بالإضافة إلى شبه إلغاء للعمق الاستراتيجي للعراق، وهو المحيط العربي والإسلامي، من خلال إضعاف النظام العربي والإسلامي القائم عن طريق اتفاقيات "السلام" بين مصر ثم الأردن من ناحية، والكيان الصهيوني من ناحية أخرى، ثم حرب إيران، فحرب تحرير الكويت. ومن ثَمَّ، وبمنطق المستعمر "فرِّق تسُد" تم تحييد وتجنيد القوة العربية والإسلامية. فبعض الدول اتخذ موقفًا سلبيًا مريبًا، والبعض الآخر تعاون مع المعتدين بشكل مباشر أو غير مباشر، بحجة القضاء على النظام العراقي!
إذن، بعد كل هذا الإضعاف، وبعد كل هذا الانكشاف، وبعد السماح باستخدام المحيط العربي والإسلامي برًا وبحرًا وجوًا لضرب العراق، نضجت الثمرة، وحان قطافها، وتم فعلاً قطفها من خلال هذه الحرب الإجرامية الآثمة، في ظل غياب أو غيبوبة العالم العربي والإسلامي! فتمَّ إلقاء آلاف الأطنان من القنابل على كافة أجزاء العراق، وبالذات بغداد على مدار الساعة منذ اليوم الأول للحرب وحتى اليوم العشرين، وزحف أكثر من أربعمائة ألف جندي معتدٍ بأسلحة دمار رهيبة؛ لإحداث تدمير منظم لكل مقومات وفاعليات الاقتصاد والمجتمع العراقي. ولاستكمال عملية التدمير بعد سقوط بغداد المريب استحدث المحتل عمليات سلب ونهب منظمة لكل شيء، ابتداءً من المكاتب الإدارية ومنازل المسئولين وقصور الرئاسة، وانتهاءً بالوزارات والجامعات بل المستشفيات والمتاحف والآثار؛ لإلغاء قدرات شعب، وتاريخ مجتمع، وسجلات بشر، وحضارة أمة، بتدمير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية والحضارية، الشيء الوحيد الذي استُثنى من هذه العملية التتارية البربرية هو النفط كهدف رئيسي من أهداف هذا الاحتلال.. فلقد تمّ حماية وزارة النفط، وتمّ حماية آبار النفط! إذن نحن أمام حالة بشعة من حالات الاحتلال الأجنبي البغيض، يصغُر أمامها أشد حالات استعمار القرن التاسع عشر بشاعة. إنهاك وإضعاف مدروس ومنظم، ثم انقضاض وتقتيل وتشريد، وتدمير وإبادة وسلب ونهب أكثر تخطيطًا وتنظيمًا، كل ذلك على حساب الشعب المحتل، وفقًا لفاتورتين: الأولى، فاتورة القتل والتدمير والإبادة والسلب والنهب، والثانية فاتورة التعمير وإعادة البناء على أساس أجندة المعتدين، وبناءً على تقديراتهم.
ولكن ليعلم المستعمر أنه لن يبقى في عراقنا طويلاً، فشعبنا العراقي سيفيق سريعًا، بعون الله تعالى، من هول الصدمة ووحشية الاحتلال، وسيشعل الأرض مقاومة واستبسالاً؛ حتى يطهرها من دنس المحتلين. وكما دحر التتار سيدحر، بإذن الله سبحانه، العدو "الأنجلوأمريكي".
إن هذا الشعب الصابر المحتسب يتجه الآن إلى هويته، إلى إسلامه.. وهذا بحق هو طريق النجاة، بل طريق النصر، فقد قال الله -جل وعلا-: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾ (النساء:141).
ولنتذكر جميعًا، أنظمة وشعوبًا، قوله جل من قائل: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ (المؤمنون :52). فلنتقِ الله سبحانه حق تقاته، ولنقف مع عراقنا وفلسطيننا، ولنجدد الثقة فيه تعالى، ولنثق في نصره، إنه نعم المولى ونعم النصير.
اللهم منزل الكتاب
مجري السحاب
هازم الأحزاب
اهزم أعداءك وأعداء دينك
اللهم انصر عبادك المستضعفين على الجبابرة المتكبرين
قاطعوا البضائع اليهودية والأمريكية والبريطانية
والاسترالية والإسبانية