هل يجوز أن نقول عن الإمام أنه رب ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الكائنات محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم الى قيام يوم الدين
قد يستوحش القاريء الكريم من عنوان المقال ويعتبره ضربا من الغلو والارتفاع لكنه في الواقع انما هو شأن من شؤوناتهم صلوات الله وسلامه عليهم التي يعجز البلغاء والأدباء والفصحاء عن وصفها , ولندخل في الأدلة الشرعية دون الخوض في اللغة واقوال علماء اللغة , فالقرآن الكريم استعمل كلمة رب بمعنى السيد كما في قوله تعالى في سورة يوسف { يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا} وفي نفس السورة أيضا (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ) ولنذكر بعض الأدلة القرآنية مع تفاسير آل محمد عليهم السلام ففي بحار الأنوار للمجلسي ج 7 ص 326 نقلا عن تفسير علي بن إبراهيم: محمد بن أبي عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن الربيع، عن صباح المزني، عن المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله: " و أشرقت الأرض بنور ربها، قال: رب الأرض إمام الأرض، قلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزؤون بنور الامام " ونرى في كتاب سليم بن قيس الهلالي هذا الكتاب الذي هو أبجد الشيعة وسر من أسرار آل محمد عليهم السلام وصف أمير المؤمنين عليه السلام بأنه رب الأرض ففي ص 235-236 في خبر طويل نقتطع منه موضع الحاجة : وإنه ولي كل مؤمن بعدي، من والاه والاه الله ومن عاداه عاداه الله ومن أحبه أحبه الله ومن أبغضه أبغضه الله. لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر. رب الأرض بعدي وسكنها ...الخ الرواية , وفي الكافي ج 2 ص 494 : عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال لي: ما معنى قوله:
" وذكر اسم ربه فصلى " قلت: كلما ذكر اسم ربه قام فصلى، فقال لي: لقد كلف الله عز وجل هذا شططا فقلت: جعلت فداك فكيف هو؟ فقال: كلما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله.
ولأننا في زمان لا يحترم فيه الناس حديث آل محمد عليهم السلام ويقدمون كلام العلماء على كلام آل محمد فإننا سوف نورد للناس قول عالم من العلماء من باب الزامهم بما ألزموا به أنفسهم وليكون المقال محتويا على الدليل القرآني والدليل الروائي وأقوال اهل العلم فنذكر عبارة الشيخ جواد بن عباس الكربلائي صاحب كتاب الأنوار الساطعة في شرح الزيارة الجامعة في الجزء الخامس من طبعة دار الحديث ص 297 فيقول : ثم إن إطلاق الرب المضاف على الإمام لا اشكال ولا ضير فيه كما علمت من استعمال الكلمة في العرف مضافا الى غيره تعالى فإن الرب بمعنى التربية يطلق عليه عليه السلام فإنه عليه السلام مرب لها ولأهلها بالعلم والهداية الإلهية وإصلاح أهلها وسوقهم إلى الكمال كما لا يخفى وهذا نظير إطلاق الإله على الإمام عليه السلام ففي مقدمة تفسير البرهان روى الطبرسي في الاحتجاج عن علي عليه السلام أنه قال في حديث له طويل : إن قوله تعالى (وهو الذي في السماء اله وفي الأرض اله) وقوله (وهو معكم أينما كنتم) وقوله (ومايكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم) فإنما أراد بذلك استيلاء أمنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه وإن فعلهم فعله وروى العياشي في تفسيره عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول (لاتتخذوا إلهين اثنين انما هو اله واحد) يعني بذلك لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد , وفيه عن كنز الكراجكي عن علي بن أسباط عن ابراهيم الجعفري عن أبي الجارود عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى (أءله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) قال : أي إمام هدى مع إمام ضلال في قرن واحد . انتهى كلامه
هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 10 يناير 2016
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الكائنات محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم ومقاماتهم الى قيام يوم الدين
قد يستوحش القاريء الكريم من عنوان المقال ويعتبره ضربا من الغلو والارتفاع لكنه في الواقع انما هو شأن من شؤوناتهم صلوات الله وسلامه عليهم التي يعجز البلغاء والأدباء والفصحاء عن وصفها , ولندخل في الأدلة الشرعية دون الخوض في اللغة واقوال علماء اللغة , فالقرآن الكريم استعمل كلمة رب بمعنى السيد كما في قوله تعالى في سورة يوسف { يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا} وفي نفس السورة أيضا (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ) ولنذكر بعض الأدلة القرآنية مع تفاسير آل محمد عليهم السلام ففي بحار الأنوار للمجلسي ج 7 ص 326 نقلا عن تفسير علي بن إبراهيم: محمد بن أبي عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن الربيع، عن صباح المزني، عن المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله: " و أشرقت الأرض بنور ربها، قال: رب الأرض إمام الأرض، قلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزؤون بنور الامام " ونرى في كتاب سليم بن قيس الهلالي هذا الكتاب الذي هو أبجد الشيعة وسر من أسرار آل محمد عليهم السلام وصف أمير المؤمنين عليه السلام بأنه رب الأرض ففي ص 235-236 في خبر طويل نقتطع منه موضع الحاجة : وإنه ولي كل مؤمن بعدي، من والاه والاه الله ومن عاداه عاداه الله ومن أحبه أحبه الله ومن أبغضه أبغضه الله. لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر. رب الأرض بعدي وسكنها ...الخ الرواية , وفي الكافي ج 2 ص 494 : عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال: دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال لي: ما معنى قوله:
" وذكر اسم ربه فصلى " قلت: كلما ذكر اسم ربه قام فصلى، فقال لي: لقد كلف الله عز وجل هذا شططا فقلت: جعلت فداك فكيف هو؟ فقال: كلما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله.
ولأننا في زمان لا يحترم فيه الناس حديث آل محمد عليهم السلام ويقدمون كلام العلماء على كلام آل محمد فإننا سوف نورد للناس قول عالم من العلماء من باب الزامهم بما ألزموا به أنفسهم وليكون المقال محتويا على الدليل القرآني والدليل الروائي وأقوال اهل العلم فنذكر عبارة الشيخ جواد بن عباس الكربلائي صاحب كتاب الأنوار الساطعة في شرح الزيارة الجامعة في الجزء الخامس من طبعة دار الحديث ص 297 فيقول : ثم إن إطلاق الرب المضاف على الإمام لا اشكال ولا ضير فيه كما علمت من استعمال الكلمة في العرف مضافا الى غيره تعالى فإن الرب بمعنى التربية يطلق عليه عليه السلام فإنه عليه السلام مرب لها ولأهلها بالعلم والهداية الإلهية وإصلاح أهلها وسوقهم إلى الكمال كما لا يخفى وهذا نظير إطلاق الإله على الإمام عليه السلام ففي مقدمة تفسير البرهان روى الطبرسي في الاحتجاج عن علي عليه السلام أنه قال في حديث له طويل : إن قوله تعالى (وهو الذي في السماء اله وفي الأرض اله) وقوله (وهو معكم أينما كنتم) وقوله (ومايكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم) فإنما أراد بذلك استيلاء أمنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه وإن فعلهم فعله وروى العياشي في تفسيره عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول (لاتتخذوا إلهين اثنين انما هو اله واحد) يعني بذلك لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد , وفيه عن كنز الكراجكي عن علي بن أسباط عن ابراهيم الجعفري عن أبي الجارود عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى (أءله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) قال : أي إمام هدى مع إمام ضلال في قرن واحد . انتهى كلامه
هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء
خادمكم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 10 يناير 2016
تعليق