يقول السيد صادق الحُسيني الشيرازيّ حفظه الله : من مصاديق "الصالحون قبلكم" بعد الأئمة الأطهار عليهم السلام هو ابن أبي عُمَير الذي عاصر الإمام الصادق عليه السلام وروى عنه , كما عاصر الإمامين الكاظم و الرضا عليهما السلام وروى عنهما .
وبالرّغم من أنّه كان ثرياً يتاجر بالأقمشة , ولكنّه لم يجمع مالاً من مصادر الشرّ , ولم يتعلّق قلبه بالمال و الثروة في أصعب الظروف .
كان ابن أبي عُمير عالم دين يوفّر معاشه ممّا يكتسبه من مال التجارة , فجمع ثروة كبيرة تربو على النصف مليون دينار , وهو مبلغ كبير جداً في ذلك الزمان , وقد ألقى به هارون العباسي في السجن بتهمة التشيّع لآل البيت عليهم السلام , فمكث فيه مدّة سبعة عشر عاماً , وصادر أمواله كافّة حتى بيته الذي يسكن فيه مع عائلته , وعذّب في السجن بشدّة وله في ذلك قصص مفصّلة مذكورة في التاريخ ,ثم خرج من السجن ولكن بأيّة حال ؟
فقد نقل الشيخ الطوسي رحمه الله في كتابه "تهذيب الأحكام" أن ابن أبي عُمير قال لدى خروجه من السجن : والله لا أملك درهماً , وكانت القيمة الشرائيّة للعشرة دراهم آنذاك قيمة شاة .
ونقل الشيخ الطوسي في "التهذيب" وصاحب "الوسائل" بعدّة طرق وفي مواقع عديدة منها "كتاب القرض و الدّين " أنّ ابن أبي عُمير كان قد أقرض شخصاً مبلغاً من المال قبل سجنه , وبقي هذا الشخص مديناً له طيلة فترة سجنه وبعد الإفراج عنه عمد الشخص إلى بيع داره لتسديد دين لابن أبي عُمير , وبالرّغم من أنّ ابن أبي عُمير لم يطالبه بالمبلغ إلا أنه تأثر له بشدّة ولما قدّم الرجل المال لابن أبي عُمير سأله ابن أبي عُمير قائلاً : من أين لك هذا المال , وجدت كنزاً أو ورثت عن إنسان ؟ لا بدّ أن تخبرني !
فقال : بعت داري .
فقال ابن أبي عُمير : حدّثني ذريح المحاربي عن أبي عبد الله عليه السلام : لا يخرج الرّجل عن مسقط رأسه بالدّين أنا محتاج إلى درهم وليس ملكي .
أقول : لو أنّ ابن أبي عُمير قَبِلَ الدَّين لما خالف حكماً شرعياً لأنه كان يستحق المبلغ من جهة , وهو برضا المدين من جهة أخرى , إلا أنه التم بقول أمير المؤمنين عليه السلام " فاحبب لغيرك ما تحب لنفسك , واكره له ما تكره لها " .
على أيّة حال , فقط امتنع ابن أبي عُمير عن أخذ المال و قال للرجل : اذهب و افسخ العقد .
وحيث إن الإمام الصادق عليه السلام أمرنا باتّخاذ الصالحين السّابقين أسوة و نبراساً ومنهم ابن أبي عُمير الذي أبى أن يُلجئ أخاه المؤمن إلى العيش دون مأوى , رغم أنه كان مفتقراً إلى الدرهم الواحد فعلينا أن نقتدي بهذا النوع من الموقع أمام المال و أن نتنزّه بذلك عما تنزّه عنه الصالحون قبلنا .
إلى أن يقول سماحة السيد : فقد مضى على وفاة ابن أبي عُمير رحمه الله أكثر من ألف و مئتي سنة , ولكن سيرته الرائعة لا تزال تبعث فخر و اعتزاز للشيعة على الآخرين , ولنا أن نطرح قصّته على جميع الأديان والمذاهب و نفتخر به عليهم .
وبالرّغم من أنّه كان ثرياً يتاجر بالأقمشة , ولكنّه لم يجمع مالاً من مصادر الشرّ , ولم يتعلّق قلبه بالمال و الثروة في أصعب الظروف .
كان ابن أبي عُمير عالم دين يوفّر معاشه ممّا يكتسبه من مال التجارة , فجمع ثروة كبيرة تربو على النصف مليون دينار , وهو مبلغ كبير جداً في ذلك الزمان , وقد ألقى به هارون العباسي في السجن بتهمة التشيّع لآل البيت عليهم السلام , فمكث فيه مدّة سبعة عشر عاماً , وصادر أمواله كافّة حتى بيته الذي يسكن فيه مع عائلته , وعذّب في السجن بشدّة وله في ذلك قصص مفصّلة مذكورة في التاريخ ,ثم خرج من السجن ولكن بأيّة حال ؟
فقد نقل الشيخ الطوسي رحمه الله في كتابه "تهذيب الأحكام" أن ابن أبي عُمير قال لدى خروجه من السجن : والله لا أملك درهماً , وكانت القيمة الشرائيّة للعشرة دراهم آنذاك قيمة شاة .
ونقل الشيخ الطوسي في "التهذيب" وصاحب "الوسائل" بعدّة طرق وفي مواقع عديدة منها "كتاب القرض و الدّين " أنّ ابن أبي عُمير كان قد أقرض شخصاً مبلغاً من المال قبل سجنه , وبقي هذا الشخص مديناً له طيلة فترة سجنه وبعد الإفراج عنه عمد الشخص إلى بيع داره لتسديد دين لابن أبي عُمير , وبالرّغم من أنّ ابن أبي عُمير لم يطالبه بالمبلغ إلا أنه تأثر له بشدّة ولما قدّم الرجل المال لابن أبي عُمير سأله ابن أبي عُمير قائلاً : من أين لك هذا المال , وجدت كنزاً أو ورثت عن إنسان ؟ لا بدّ أن تخبرني !
فقال : بعت داري .
فقال ابن أبي عُمير : حدّثني ذريح المحاربي عن أبي عبد الله عليه السلام : لا يخرج الرّجل عن مسقط رأسه بالدّين أنا محتاج إلى درهم وليس ملكي .
أقول : لو أنّ ابن أبي عُمير قَبِلَ الدَّين لما خالف حكماً شرعياً لأنه كان يستحق المبلغ من جهة , وهو برضا المدين من جهة أخرى , إلا أنه التم بقول أمير المؤمنين عليه السلام " فاحبب لغيرك ما تحب لنفسك , واكره له ما تكره لها " .
على أيّة حال , فقط امتنع ابن أبي عُمير عن أخذ المال و قال للرجل : اذهب و افسخ العقد .
وحيث إن الإمام الصادق عليه السلام أمرنا باتّخاذ الصالحين السّابقين أسوة و نبراساً ومنهم ابن أبي عُمير الذي أبى أن يُلجئ أخاه المؤمن إلى العيش دون مأوى , رغم أنه كان مفتقراً إلى الدرهم الواحد فعلينا أن نقتدي بهذا النوع من الموقع أمام المال و أن نتنزّه بذلك عما تنزّه عنه الصالحون قبلنا .
إلى أن يقول سماحة السيد : فقد مضى على وفاة ابن أبي عُمير رحمه الله أكثر من ألف و مئتي سنة , ولكن سيرته الرائعة لا تزال تبعث فخر و اعتزاز للشيعة على الآخرين , ولنا أن نطرح قصّته على جميع الأديان والمذاهب و نفتخر به عليهم .
يقول السيد صادق الحُسيني الشيرازيّ حفظه الله : من حواريي الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام وكبار محدّثي الإمامية هو ابن أبي عُمير , وقد لاقى هذا الصحابي الجليل ما لا يوصف من التعذيب في سجون هارون العباسي حيث سجنه مدّة سبعة عشر عاماً , وصودرت جميل أمواله ... لأنه لم يبح بأسماء أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام و معرفته الكاملة بأن السلطة العباسية ستقتل كل من سيتفوّه باسمه .
بقول ابن أبي عُمير : ضاق بي الأمر ذات يوم لما تعرّضت له من التعذيب و كدت أن أفشي بأسماء من أعرفهم من الشيعة , فرأيت محمد بن يونس بن عبد الرحمن فجأة وهو يحذّرني ويذكّرني قائلاً " يا محمد بن أبي عُمير ! أُذكر موقفك بين يدي الله .." فزادني ذلك عزماً ولم أستجب لمطالب بني العباس .
وبالفعل فقد تحمّل ابن أبي عُمير الآلام الجسيمة ولم يَبُح باسم أحد من الشيعة ...
بقول ابن أبي عُمير : ضاق بي الأمر ذات يوم لما تعرّضت له من التعذيب و كدت أن أفشي بأسماء من أعرفهم من الشيعة , فرأيت محمد بن يونس بن عبد الرحمن فجأة وهو يحذّرني ويذكّرني قائلاً " يا محمد بن أبي عُمير ! أُذكر موقفك بين يدي الله .." فزادني ذلك عزماً ولم أستجب لمطالب بني العباس .
وبالفعل فقد تحمّل ابن أبي عُمير الآلام الجسيمة ولم يَبُح باسم أحد من الشيعة ...