هواجس لندنية ١: جيلُ "الجنّة" التي أُخْرِج مِنها أَبَواه!
Www.facebook.com/Global14Islam

تبحث عن الوفاق الإجتماعي في جيل المهجر فلا تجده إلا قليلا، ونِصفهُ سياسي!
تلك واحدة مِن أكثر المشكلات رسوخًا في بيئة جيلنا الشيعي السياسي الوافد إلى أوروبا، ولم تنجز المؤسسات الشيعية شيئا على طريق معالجتها بالرغم من توفر الإمكانات والطاقات الضرورية، لأنهما "الجيل الشيعي ومؤسساته" مكبلان بثقافة الوطن الأصل وهمومه السياسية بما حُمِّلا مِن نقص، وغير محكومَين بالخصوصية الإجتماعية والثقافية السائدة في بلاد المهجر. وأما فكرة الإندماج مع ثقافة أوروبا فتبدو معطّلة أو بعيدة المنال في الظرف الرآهن.
رواية نمطية تقليدية كانت تُسرد لنا في الأوطان بمشهد فني ثقافي معبّر للتحذير مِن خطورة الإغتراب عن الأوطان: "إبنٌ يغترب ثم يعود إلى البلاد ليسيء الخُلق في علاقته مع ذوي القربى وأهل الحيّ، لأنهم بحسب ثقافته الجديدة المكتسبة أناسٌ يتخلفون ولا يستحقون الحياة"!.
تلك رواية تقليدية تُقارب قضية هذا الهاجس المُقلق مِن بعيد ولا تُطابقه، لأن الجيل الشيعي الوافد إلى أوروبا مُستقِرٌ بأهله فيها، فلا هو إلى هؤلاء في موطنه الأصل فيَزدَري ويُهين، ولا إلى هؤلاء في موطنه الجديد فيُحسن أو يُكرم. لكنها رواية بذكرى تَضع الثقافة وفكرها وتقاليدها وأعرافها في محل تمحيص وابتلاء!
يَشدّ جيل نهضة الستينات والسبعينات والثمانينات الرحال إلى أوروبا مثقلا بفكر "الجنّة" الذي دافع عنه سياسيا وكان أمله في سيادة هذا الفكر على العالَمِين كبيرا، وفي ظنّه أنّ كل الأمور الشخصية باتت تحت السيطرة، وبلد اللجوء سيكون موطنا موسوما بالإستقرار والنعيم الدائم، وما كان مِن سلوك ثقافي في الموطن الأصلي سيبقى حاكما على العلاقات البينية، الخاص منها والعام، مِن أجل تحقيق مزيد من التنمية الإجتماعية بلا حاجة إلى الإندماج مع ثقافة أوروبا الغضوب عليها!
العلاقات البينية الشيعية بالطبع ليست مجردة مِن بُعديها الحزبي والمرجعي النهضوي أو أثر مِن آثارهما فحسب ،بل هما في الإعتداد بهذه العلاقات يمثلان المحرك السائد الجامع ولا مِن حدٍ يفصلهما عن الطبائع الإجتماعية الشيعية المكتسبة عن الأوطان!
جيل شيعي أصبح مكوِّنا متعدد الألوان، ففيه مَن يميل إلى الحزب أولاً باعتباره الحاضنة الرئيسية الجامعة، وفيه مَن يميل كل الميل إلى المرجعية الشيعية ويرى فيها البديل عن التحزب "الأعمى"الذي طلقه ثلاثا لأسباب ذاتية أو موضوعية، وفيه مَن يذهب إلى التجرد مِن الحزبية والمرجعية معا مِن بعد انتماء ولكنه على وفاق معهما، وفيه ألوان أخرى معتزلة وعلى خصومة مع أبناء الوطن مطلقا بلا تصنيف حزبي أو مرجعي.
من شؤون الإنتماء الحزبي والمرجعي لجيل "الجنّة" أو مِن آثاره، التوجس والحذر مِن الآخر الحزبي أو المرجعي أو مِن كليهما أو مِمن لا انتماء له. فهذا مِن قومه بما حَمِل مِنْ أَهْلٍ وولدٍ وذوي قربى، وهذا مِن خُصومه بما حمِل مِن أهلٍ وولدٍ وذوي قربى. وعلى أسسٍ مِن هذه الشؤون تتشظى العلاقات البينية وتتبعها المؤسسات على ذلك. ثم تقترب الطيور المهاجرة مِن الطيور المهاجرة وعلى أشكالها تقع.
"ذكريات النضال في النهضة" تبقى العامل المشترك بين كل الإنتماءات، يتبادلون قصص حوادثها .. بطولاتها..آلامها وآمالها. وجيلٌ جديد مِن الأبناء يُقرّب بينها على أسس ثقافة تبدو في الظاهر مكتسبة عن النظام التعليمي التربوي الأوروبي الموسوم بالإنفتاح وحرية التعبير بلا حرج أو خصومة..وفي ساعة العسرة لنْ يستطيع أحدٌ أنْ يُفرّق بين أشكال ردود الفعل لدى الجيلين..إنها شدة الإنتماء الأول وميراثه بما حُمِّلَ مِن سلبيات وإيجابيات!
كريم المحروس/٤ أبريل ٢٠١٦م
Www.facebook.com/Global14Islam

تبحث عن الوفاق الإجتماعي في جيل المهجر فلا تجده إلا قليلا، ونِصفهُ سياسي!
تلك واحدة مِن أكثر المشكلات رسوخًا في بيئة جيلنا الشيعي السياسي الوافد إلى أوروبا، ولم تنجز المؤسسات الشيعية شيئا على طريق معالجتها بالرغم من توفر الإمكانات والطاقات الضرورية، لأنهما "الجيل الشيعي ومؤسساته" مكبلان بثقافة الوطن الأصل وهمومه السياسية بما حُمِّلا مِن نقص، وغير محكومَين بالخصوصية الإجتماعية والثقافية السائدة في بلاد المهجر. وأما فكرة الإندماج مع ثقافة أوروبا فتبدو معطّلة أو بعيدة المنال في الظرف الرآهن.
رواية نمطية تقليدية كانت تُسرد لنا في الأوطان بمشهد فني ثقافي معبّر للتحذير مِن خطورة الإغتراب عن الأوطان: "إبنٌ يغترب ثم يعود إلى البلاد ليسيء الخُلق في علاقته مع ذوي القربى وأهل الحيّ، لأنهم بحسب ثقافته الجديدة المكتسبة أناسٌ يتخلفون ولا يستحقون الحياة"!.
تلك رواية تقليدية تُقارب قضية هذا الهاجس المُقلق مِن بعيد ولا تُطابقه، لأن الجيل الشيعي الوافد إلى أوروبا مُستقِرٌ بأهله فيها، فلا هو إلى هؤلاء في موطنه الأصل فيَزدَري ويُهين، ولا إلى هؤلاء في موطنه الجديد فيُحسن أو يُكرم. لكنها رواية بذكرى تَضع الثقافة وفكرها وتقاليدها وأعرافها في محل تمحيص وابتلاء!
يَشدّ جيل نهضة الستينات والسبعينات والثمانينات الرحال إلى أوروبا مثقلا بفكر "الجنّة" الذي دافع عنه سياسيا وكان أمله في سيادة هذا الفكر على العالَمِين كبيرا، وفي ظنّه أنّ كل الأمور الشخصية باتت تحت السيطرة، وبلد اللجوء سيكون موطنا موسوما بالإستقرار والنعيم الدائم، وما كان مِن سلوك ثقافي في الموطن الأصلي سيبقى حاكما على العلاقات البينية، الخاص منها والعام، مِن أجل تحقيق مزيد من التنمية الإجتماعية بلا حاجة إلى الإندماج مع ثقافة أوروبا الغضوب عليها!
العلاقات البينية الشيعية بالطبع ليست مجردة مِن بُعديها الحزبي والمرجعي النهضوي أو أثر مِن آثارهما فحسب ،بل هما في الإعتداد بهذه العلاقات يمثلان المحرك السائد الجامع ولا مِن حدٍ يفصلهما عن الطبائع الإجتماعية الشيعية المكتسبة عن الأوطان!
جيل شيعي أصبح مكوِّنا متعدد الألوان، ففيه مَن يميل إلى الحزب أولاً باعتباره الحاضنة الرئيسية الجامعة، وفيه مَن يميل كل الميل إلى المرجعية الشيعية ويرى فيها البديل عن التحزب "الأعمى"الذي طلقه ثلاثا لأسباب ذاتية أو موضوعية، وفيه مَن يذهب إلى التجرد مِن الحزبية والمرجعية معا مِن بعد انتماء ولكنه على وفاق معهما، وفيه ألوان أخرى معتزلة وعلى خصومة مع أبناء الوطن مطلقا بلا تصنيف حزبي أو مرجعي.
من شؤون الإنتماء الحزبي والمرجعي لجيل "الجنّة" أو مِن آثاره، التوجس والحذر مِن الآخر الحزبي أو المرجعي أو مِن كليهما أو مِمن لا انتماء له. فهذا مِن قومه بما حَمِل مِنْ أَهْلٍ وولدٍ وذوي قربى، وهذا مِن خُصومه بما حمِل مِن أهلٍ وولدٍ وذوي قربى. وعلى أسسٍ مِن هذه الشؤون تتشظى العلاقات البينية وتتبعها المؤسسات على ذلك. ثم تقترب الطيور المهاجرة مِن الطيور المهاجرة وعلى أشكالها تقع.
"ذكريات النضال في النهضة" تبقى العامل المشترك بين كل الإنتماءات، يتبادلون قصص حوادثها .. بطولاتها..آلامها وآمالها. وجيلٌ جديد مِن الأبناء يُقرّب بينها على أسس ثقافة تبدو في الظاهر مكتسبة عن النظام التعليمي التربوي الأوروبي الموسوم بالإنفتاح وحرية التعبير بلا حرج أو خصومة..وفي ساعة العسرة لنْ يستطيع أحدٌ أنْ يُفرّق بين أشكال ردود الفعل لدى الجيلين..إنها شدة الإنتماء الأول وميراثه بما حُمِّلَ مِن سلبيات وإيجابيات!
كريم المحروس/٤ أبريل ٢٠١٦م
تعليق