إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هواجس لندنية: قضايا المسلمين في المهجر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هواجس لندنية: قضايا المسلمين في المهجر

    هواجس لندنية ١: جيلُ "الجنّة" التي أُخْرِج مِنها أَبَواه!
    Www.facebook.com/Global14Islam



    تبحث عن الوفاق الإجتماعي في جيل المهجر فلا تجده إلا قليلا، ونِصفهُ سياسي!

    تلك واحدة مِن أكثر المشكلات رسوخًا في بيئة جيلنا الشيعي السياسي الوافد إلى أوروبا، ولم تنجز المؤسسات الشيعية شيئا على طريق معالجتها بالرغم من توفر الإمكانات والطاقات الضرورية، لأنهما "الجيل الشيعي ومؤسساته" مكبلان بثقافة الوطن الأصل وهمومه السياسية بما حُمِّلا مِن نقص، وغير محكومَين بالخصوصية الإجتماعية والثقافية السائدة في بلاد المهجر. وأما فكرة الإندماج مع ثقافة أوروبا فتبدو معطّلة أو بعيدة المنال في الظرف الرآهن.

    رواية نمطية تقليدية كانت تُسرد لنا في الأوطان بمشهد فني ثقافي معبّر للتحذير مِن خطورة الإغتراب عن الأوطان: "إبنٌ يغترب ثم يعود إلى البلاد ليسيء الخُلق في علاقته مع ذوي القربى وأهل الحيّ، لأنهم بحسب ثقافته الجديدة المكتسبة أناسٌ يتخلفون ولا يستحقون الحياة"!.

    تلك رواية تقليدية تُقارب قضية هذا الهاجس المُقلق مِن بعيد ولا تُطابقه، لأن الجيل الشيعي الوافد إلى أوروبا مُستقِرٌ بأهله فيها، فلا هو إلى هؤلاء في موطنه الأصل فيَزدَري ويُهين، ولا إلى هؤلاء في موطنه الجديد فيُحسن أو يُكرم. لكنها رواية بذكرى تَضع الثقافة وفكرها وتقاليدها وأعرافها في محل تمحيص وابتلاء!

    يَشدّ جيل نهضة الستينات والسبعينات والثمانينات الرحال إلى أوروبا مثقلا بفكر "الجنّة" الذي دافع عنه سياسيا وكان أمله في سيادة هذا الفكر على العالَمِين كبيرا، وفي ظنّه أنّ كل الأمور الشخصية باتت تحت السيطرة، وبلد اللجوء سيكون موطنا موسوما بالإستقرار والنعيم الدائم، وما كان مِن سلوك ثقافي في الموطن الأصلي سيبقى حاكما على العلاقات البينية، الخاص منها والعام، مِن أجل تحقيق مزيد من التنمية الإجتماعية بلا حاجة إلى الإندماج مع ثقافة أوروبا الغضوب عليها!

    العلاقات البينية الشيعية بالطبع ليست مجردة مِن بُعديها الحزبي والمرجعي النهضوي أو أثر مِن آثارهما فحسب ،بل هما في الإعتداد بهذه العلاقات يمثلان المحرك السائد الجامع ولا مِن حدٍ يفصلهما عن الطبائع الإجتماعية الشيعية المكتسبة عن الأوطان!

    جيل شيعي أصبح مكوِّنا متعدد الألوان، ففيه مَن يميل إلى الحزب أولاً باعتباره الحاضنة الرئيسية الجامعة، وفيه مَن يميل كل الميل إلى المرجعية الشيعية ويرى فيها البديل عن التحزب "الأعمى"الذي طلقه ثلاثا لأسباب ذاتية أو موضوعية، وفيه مَن يذهب إلى التجرد مِن الحزبية والمرجعية معا مِن بعد انتماء ولكنه على وفاق معهما، وفيه ألوان أخرى معتزلة وعلى خصومة مع أبناء الوطن مطلقا بلا تصنيف حزبي أو مرجعي.

    من شؤون الإنتماء الحزبي والمرجعي لجيل "الجنّة" أو مِن آثاره، التوجس والحذر مِن الآخر الحزبي أو المرجعي أو مِن كليهما أو مِمن لا انتماء له. فهذا مِن قومه بما حَمِل مِنْ أَهْلٍ وولدٍ وذوي قربى، وهذا مِن خُصومه بما حمِل مِن أهلٍ وولدٍ وذوي قربى. وعلى أسسٍ مِن هذه الشؤون تتشظى العلاقات البينية وتتبعها المؤسسات على ذلك. ثم تقترب الطيور المهاجرة مِن الطيور المهاجرة وعلى أشكالها تقع.

    "ذكريات النضال في النهضة" تبقى العامل المشترك بين كل الإنتماءات، يتبادلون قصص حوادثها .. بطولاتها..آلامها وآمالها. وجيلٌ جديد مِن الأبناء يُقرّب بينها على أسس ثقافة تبدو في الظاهر مكتسبة عن النظام التعليمي التربوي الأوروبي الموسوم بالإنفتاح وحرية التعبير بلا حرج أو خصومة..وفي ساعة العسرة لنْ يستطيع أحدٌ أنْ يُفرّق بين أشكال ردود الفعل لدى الجيلين..إنها شدة الإنتماء الأول وميراثه بما حُمِّلَ مِن سلبيات وإيجابيات!

    كريم المحروس/٤ أبريل ٢٠١٦م

  • #2
    هواجس لندنية (٢): عُمدةُ لندن إلينا أمْ علينا ضِدّا؟!



    "صادق خان" عضو حزب العمال أصبح عُمدة لندن!
    وتساؤلات مثيرة ترد فيه بين شيعة بريطانيا:
    هل "خان" شيعي المذهب أمْ سنيّ؟
    ماذا سيقدم العمدة للشيعة أو للمسلمين؟
    "الخان" ليس مسلما ملتزما بدين أو بمذهب.. خان بريطاني واقعي براغماتي كغيره مِن ساسة لندن؟!

    في حلقة مفتوحة تبادلنا أطراف النقاش حول عُمدة لندن الجديد بوصفنا شيعة ننتسب لجاليات مختلفة الأوطان وتراقب تطور النظام الثقافي والإجتماعي في لندن عن كثب!.. لم نتطرق إلى النسبة المذهبية لعمدة لندن المسلم بحرص شديد، لأن الرجل بريطاني الفكر والمنهج وينتسب إليهما بالأصالة.. نسبته المذهبية إنْ اصبحت محلا للجدل؛ فلها بُعد تقليدي في السياسة البريطانية العريقة.

    مسلمٌ يصبح عُمدة لعاصمة دولة أوروبية عظمى في مناخ سياسي ما انفكّ يُحمّل الإسلاميين الكثير ِمن تبِعات الإرهاب في العالم!.. ذلك فنُ بريطانيا في استغلال المفارقات السياسية لخلق مزيد مِن التوازن الإجتماعي إذ يبدع فيه أهله وينفردون ويتميزون به دائما على نظرائهم الأوروبيين والإمريكيين.

    ما كان يهمنا في فوز العضو العمالي صادق خان أنه بريطاني مكلف العمل على خدمة وطنه أولا وسط أجواء ديمقراطية تنافسية وفق نصوص القوانين المحلية وبلا خصومة!.. وفي كونه مسلما سنيّا أو شيعيا فذلك تصنيف مِن صُنع آمال الطوائف التي ما برحت تفكّر بذهنٍ جامد على ثقافة بلاد أخرى وفدت منها، لا بذهن الثقافة البريطانية..تصنيفُ الطوائف لا يَهمّ السياسة البريطانية ولا يشغل بال حزب العمال الذي ينتسب إليه عُمدة لندن.

    أغلب الجاليات الشيعية في لندن منغلقة بمؤسساتها على ثقافة أوطانها.. الجاليةُ العراقية تُفكر وتؤثر عراقيا، والجالية الباكستانية تفكروتؤثر باكستانيا، والجالية البحرانية تفكر وتؤثر بحرانيا، وهكذا بقية الجاليات تسير على ذات المنوال، ومنها الإيرانية والأفغانية والهندية والمصرية والكويتية...إلخ ، وبهذه الثقافة الأجنبية عن بريطانيا يتم تقدير طبيعة وأثرانتخاب لندن لمسلم شيعي أو سني عُمدة لها.

    وبالمناسبة.. كنت تساءلت قبل سنوات أربع عن صفة الجاليات الشيعية في لندن ومؤسساتها التي أعربت عن تضامنها مع ثورة ١٤فبراير البحرانية وطافت بمسيراتها أحياء لندن.. كلها تضامنت بصفتها الوطنية غير البريطانية، وكلٌ بحسب بلده الذي ينتسب إليه.. أي أنّ التضامن جاءنا عراقي ، هندي، لبناني، مصري، كويتي، أفغاني، باكستاني ...إلخ، لذلك كان التأثير وجداني عاطفي إعلامي محدود ومؤقت بساعته ..ماذا لو كانت هذه المؤسسات الشيعية تضامنت بصفتها البريطانية ثم عبرت لحكومة بلادها "بريطانيا" وأحزابها الكبرى عن قلقها الشديد وحرصها على تقرير مصير شيعة البحرين بريطانِيّاً؟!

    لا نريد من عُمدة لندن الجديد أنْ يتجرد مِنْ "بريطانيته" ليُثبت لنا بإخلاص تضامنه مع قضايانا كشيعي باكستاني أو سنّي.. نريد مِن الشيعة التأثير في سياسات دولة عظمى كمواطنين ينتسبون إليها ولهم الحق الدستوري الكامل في نقد سياساتها كلما أساءت لحقوق الشيعة في أوطانهم!

    كريم المحروس/ ٧ أبريل ٢٠١٦م

    تعليق


    • #3
      هواجس لندنية (٣) : ثقافتُك التي هجرتها ارتدّت إليك بأسقامِها فاحذرها!
      www.facebook.com/global14islam

      "لا تتوقف حتى تجد البديل المناسب، وعند تحقق البديل إبحث عن الفائدة مقرونة بالمتعة"!
      تلك استشارة قدمها خبير اجتماعي لمجموعة من الأشخاص شعروا بمظاهر الكآبة في أنفسهم بعد قرار شجاع مفاجئ منهم بالتوقف عن استعمال شبكة التواصل الإجتماعي!

      هكذا أصبحت آلة التواصل الإجتماعي وبرامجها مصدرا للعُقد الإجتماعية بين الجاليات في بلاد "الغُربة".. يتبادل أفراد هذه المجموعة الشعور والرأي حول دوافع تركهم المفاجئ والمتسرع لهذه الآلة الحضارية المهمة: "شعرتُ بالتعب والضّجر.. ففي أولى ساعة كل يوم أعمد إلى مسح مئات مِن الصور والأشرطة التسجيلية مِن زبالة ذاكرة "الموبايل"خاصتي"!

      "شعرتُ بالملل وضيق المزاج .. ساعات طويلة مِن يومي كنتُ أقضيها على شبكات التواصل الإجتماعي حتى أدمنَتْ ذاكرتي على النشاط والحيوية مِن خلال ترصد الرديء الوافد على برنامج الشبكة"!.."شعرت بالنفور والسآمة .. ولم أعد اليوم أطيق استعمالها.."!.. لم نسع في تسخير شبكات التواصل لفائدة قضايانا المصيرية في بلاد"الغُربة" فكيف بنا وقد بدأ عمرُ برامج التواصل الإفتراضي في الإندثار!

      "للتو أدركنا ..أنّنا كنّا أسارى لجهتين تظاهرتا عليّنا: برنامج التواصل الاليكتروني المتاح مجانا، والمادة المتداولة في البرنامج إذ تصلنا على غير مرادنا"!..هكذا تتطور وسائل التواصل الإجتماعي بين أفراد جالياتنا الشيعية في بلاد "الغُربة"، وفي المقابل تتخلف المادة المتبادلة بيننا لتُشعرنا بالأستسلام في علمٍ منّا ويقين بتخلفها ثم لا نستطيع الفكاك منها إلا بالبديل الذي لا نمتلك الشجاعة الكافية للولوج فيه..لماذا؟

      في بلاد "الغُربة"، أنت لا تستعمل شبكات التواصل الإجتماعي انطلاقا مِن قاعدة ثقافية تنتمي إليها وتمثل بيئتك الحاضنة التي نشأت عليها وترعرت فيها، أو أنك لا تستطيع التعبير عن شعورك أو رأيك انطلاقا مِن تلك القاعدة بين نظرائك في الثقافة بذات الوسيلة .. وفي كلا الحالين أنت تتعاطى مع شبكات التواصل الإجتماعي لاستفراغ طاقة فكرية وجهد بلا منهج أصيل ترتضيه وبلا حرية ترجو تقبلها مِن الآخرين.

      قاعدتك الثقافية التي غادرتها ليس بمحض إرادتك ..بالطبع.. وإنما هنالك أسباب اقتصادية أو دوافع سياسية أو ضرورات أمنيّة انتزعتك مِن قاعدة ثقافتك وألقت بك في بلاد تنُازعك فكرَك لترديه وهي على النقيض مِن دينك وعاداتك وقيمك ومبادئك..وقد رضيتَ بهذه الإستضافة الفظيعة!..

      والمتبقي في ذهنك عن ثقافتك الأصيلة خُبراتٌ ربما تكون سعيدة أو مؤلمة، وتسعى في التعبير عنها عبر شبكات التواصل الإجتماعي، ولكن المحاذير كثيرة وقد تمثل رادعا يمنعك منها، كما هي الحال في شأن نقد الخلاف السياسي الحزبي أو المرجعي الذي يُقربك مِن وجه ويُبعدك مِن وجه آخر.

      أكثر القضايا تعقيدا وحساسية في بلاد "الغُربة" هي ليست كذلك فيما لو تعرّضنا لها في بيئتنا الثقافية الأصيلة في موطننا..إنها قضايا تتضخم سلبيا في أذهاننا كلما ابتعدنا عن هذه البيئة.. والمفارقة : بإزاء تطور شبكات التواصل الإجتماعي أصبحت قاعدتنا الثقافية في أوطاننا والتي انتُزعنا منها؛ تُزودنا بما يسيء لنظامنا الإجتماعي المغترب الحساس، وفينا مَن يحمل الإستعداد الفكري لنقل تلك الإساءة مضاعفة عبر شبكات التواصل وحشرها في عُمق مجتمعنا في بلاد "الغُربة"!

      كريم المحروس / ١٠ أبريل ٢٠١٦

      تعليق


      • #4
        هواجس لندنية ٤: غفوةٌ بالمجّان
        https://youtu.be/ecrhzKQaPzQ

        "ألوعي بالذات" مادة فكرية جامدة تبعث على النّعاس والتثاؤب وربما الإستسلام إلى غفوة تمتد بصاحبها إلى نومة حالِمة!.. "والنوم سلطان والحلم سفَر مجّان"!.. أظن أنّ مفكري الإخوان المسلمين كانوا السبّاقين إلى الإبداع في هذا البحث إذ أشبعوا مادته بحسب معاني أصول عقيدتهم ومفرداتها، وحيث استفرغت حلقاتهم الثقافية كامل الوسع في الصبر على تلقي الشروح والإمتثال للمعاني!

        والحداثيون أو العلمانيون الجدد اتبعوا ملة الإخوان المسلمين في بحث "الذات" وتعمقوا وفصلوا في علاقتها بوعي "الموضوع"، مع تجديد مُلفت في المفردات وصياغة مثيرة على غير المألوف بـقيد ألفاظ "التاريخانية" و"الإنسانوية" مِنْ بَعد الإيمان الخفي والحذر بـ "موت الآلهة"!

        المثقف الشيعي الإلتقاطي أو "البتري" بحسب الإصطلاح المتداول في زحمة الخلاف المرجعي المثير في هذه الأيام، المتأثر بفكر الإخوان المسلمين أو بشطحات الحداثيين عن عمْد أو تقصير أو لقصور، يميل إلى تناول هذا المبحث، فـ"تعالْ عادِ إسَّمَّعْ خَرِيط ْامْجَمَع"!.. بحث فيه كشفٌ لطبيعة إنسانية لا تغيب عن ذهن "المثقف" بطبيعة الحال فهو على بصيرة منها.. بحث سهل لـ"الفاعل" البصير ولا عناء ولا نصب في السرد والشرح والتفصيل، وكل "الزّحمة" على ذهن "القابل" السامع!.. ثم تجد في الخاتمة دعوة حسنة إلى وجوب "نكران الذات" من أجل ترويضها ومنعها مِن الوقوع في الخطيئة.

        لا مبالغة في القول أنّ أكثر الإلتقاطيين من المثقفين الشيعة الذين ناقشوا هذه المادة الجامدة لم يفرّقوا أو يميّزوا بين بُعدي "إمداد الذات بالمعارف" و"معالجة أهواء الذات" ، ما شكّل الخلط فيهما إرباكا في القول والأستماع على حد سواء .. فالمعرفة بُعدٌ منفصل ومُساهم رئيس في كشف طبائع "الذات" والدقة في انتخاب سبل معالجتها ،فكيف يشملها عنوان "نكران الذات" ابتداءً!

        كريم المحروس

        ٣٠ أبريل ٢٠١٦م
        التعديل الأخير تم بواسطة قلم البرهان; الساعة 23-05-2016, 08:32 AM.

        تعليق


        • #5
          هواجس لندنية ٥: ولا تكنْ ِللـ"المَشْمُوخِينَ" نَصِيرا
          Facebook.com/Global14Islam



          كلمة "مَشْمُوخ" في استعمال اللهجة البحرانية وصفٌ للإنسان "الساذج الأحمق" الذي يتقمص دور "المثقف" بِعلو لافت، ويُصدر ألفاظا في جهالة واضحة منه لمعانيها.

          إلتقيت بأحد "المشموخين" في أحد أحياء لندن، فدار الحديث بيننا في نقاش قصير لم يتجاوز مدته خمس دقائق، تناولنا فيه أكثر مِن عشرين مادة!

          تصور .. عشرون مادة في خمس دقائق "وَقّْافِيْ"!.. فمِنِّي كان حُسنُ الإصغاء بصبر أيوب عليه السلام، ومحاولات فاشلة بذلتها لاختراق الحديث والإبتداء بمشاركة أو إجابة!.. ومِنْهُ عناوين الحديث وموضوعاته كلها. ومما جاء فيها : عالِم الدين الفلاني قال كذا .. أظنه "مشموخ".. هل تظنه كذلك .. هو كذلك؟!.. لو لم يكن كذلك لما قال قولا فاحشا في وصف الفكرة التاريخية أو الجماعة الفلانية!

          أمطرني بموضوعات شتى، موضوعٌ يتبع آخر بلا فواصل، ثم اختتمها بالقول: "ألرِقّىْ" نزل بالسوق .. إشتريت؟! .. وقبل أنْ انطق بكلمة بادرني بالسؤال: أكلتْ "رِقّىْ" صيف هذا العام؟! .. بْشَرَفَك؟! ..إنتهى لقاء "الخمس" دقائق حيث كان "المشموخ" فضوليا على الآخر .. إستقرأ فلاحَظَ ونَظَرَ، وسألَ وأجابَ، بالنّيابة عنِ المؤمنين والمؤمنات في أوروبا وأمريكا كافة!

          لا شأن لنا ولا حاجة في مناقشة طبيعة بعض الناس السُذّج الحمقى "المشموخين"، فـ"لله" في خلقه شؤون، ونحمد الله تعالى على كل نعمة أنعمها علينا حين نصبح أو نمسي فنصادف لقاء كهذا مع معدن مِن الناس مختلف الذي نرجو له دائما الهداية بمثل ما نرجو لأنفسنا، وندعو له بالخير والسداد بمثل ما ندعو لأنفسنا.

          "المشموخون" الذين يَحشُرون أنفسهم في قضايا الخلاف الحزبي والمرجعي والمؤسسي الديني ورموزهما بلا وعي، ويقررون المواقف بالنيابة عن أطرافها فضولا، ويشيعون ما لا حقيقة له ابتذالا، ويختلقون بأنفسهم تصنيفات لطبائع البشر وميولهم الفكرية ظلما وعلوا، إنهم لا يُحصَون عددا. وفيهم مجالسٌ ولقاءات قائمة بذاتها، ولسنا بحاجة إلى عناء في فكر أو معرفة لكي نتعرف على المستجد في ساحة أوروبا مِن افتراء واختلاق ولهو حديث، ولغو وفحش مِن الكلام، إلا أنْ نُستدعى إلى إحداها فنُجيب!

          كطائفة شيعية نمثل جالية مهاجرة عظيمة الشأن والعدد، وليست قابلة للإندماج في ثقافة "السوق" التي تميز النظام الإجتماعي الغربي.. نحن نمثل مجتمعا مهاجرا يكاد يكون متكاملا، وتقودنا شبكة علاقات اجتماعية واسعة وثقافة أصيلة وفدنا بها إلى أوروبا نعتز بالتمسك بهما من خلال فعاليات مؤسسة المجالس والدور الحسينية التي شكلت –بحمد الله تعالى- ظاهرة إيجابية في حال استيعاب انتشار وتوسع دائم بفضل من الله وتوفيق منه.

          المجالس والدور الحسينية المكان المقدس الذي نحتفظ بين جدره قواعد ثقافتنا الشيعية الخاصة ونتحصن به لدرء المفاسد والمخاطر الإجتماعية التي تهدد هذه الثقافة الأصيلة، يُمثل أيضا المرآة التي نكتشف بها نواقص هذه الثقافة ونواقضها والطارئ عليها بلا استئذان، حتى نفي بما نعد من معالجة بأفضل فكر وأجمل رأي ..فلماذا تبقى هذه المجالس والدور على حال من الجمود في المهام والظائف حتى أصبحت عُرضة لاختراق "المشموخين"؟!

          كريم المحروس/ ١٤ مايو ٢٠١٦م

          سلسلة تناقش قضايا الشيعة في المهجر يكتبها الأستاذ كريم المحروس البحراني ننشرها لكم تباعا

          www.facebook.com/Global14Islam

          تعليق


          • #6
            هواجس لندنية (٦): حينئذٍ تُصبح صلاتُك غير "الصلاة"!
            www.facebook.com/Global14Islam



            كيف تُصاب بدوار البحر وأنْتَ ساكنٌ على اليابسة؟!
            تجربة لا أحد يميل إلى ارتكابها مع وفرةٍ مِن الإمكانات أو قِلّتها ..فلستَ بحاجة إلى قاربٍ تشق به عبابَ البحر وصخبَه.. كما أنكَ لستَ مضطرا إلى ركوب التجربة على يابِسة أو رطِبة كذلك!

            إضطرارُك لمتابعة ما يجري مِن حولِك يَحُثك على ارتكاب ما قد يثير الغثيان .. قليلٌ مِن السمع والبصر في متابعة ما يدور على أرض المقدسات "العراق" مِن حملات تراشق سياسي بالتهمة والظِّنّة وتنابز باللّقب والإسم الفسوق.. و"مثقف" هذه البلاد الذي يمثل العمق العربي للتشيّع تراه مستبشراً فرِحاً كلما كُشِف الغِطاء عن فساد قمة في السلطة السياسية أو القواعد الحزبية السائدة!

            فلانٌ مدير جعل مِن المؤسسة العامة قطاعا عائليا خاصا؟ .. وفلانٌ وزير بطش بمليارات الدولارات وفرّ بها إلى خارج البلاد! ..وفلانٌ زعيم حزب سطا على عقارات الدولة! .. وفلانٌ حزب أصبح عميلا لتلك الدولة ومتجاهرا بفخر!.. وفلانٌ مرّغ عمامته في نجاسة السلطان .. وفلانٌ وفلانٌ...!

            والأسماءُ في هذه الفضائح تَزِن جبالا .. كانت مِن "المؤمنين" الذين يدعون إلى الصلاة.. والمُروّجون لهذه الأسماء مقرونة بالفضائح "مؤمنون" كذلك وكانوا وما زالوا يدعون إلى الصلاة!.. تأخذك الدهشة وتتساءل بلا شعور: هل الصلاة في دين "السياسة" لا تنهىٰ عن الفحشاء والمنكر، أم أنّ "السياسة" هي هي ولها أحكام خاصة كأحكام قانون "الطوارئ" الذي يُجيز ما لا يجوز لأحد ارتكابه في الحياة المدنية فيظهر لك "السياسي" بها في هيئة تنين ذي فكين عظيمين يقذف مِن بينهما باللّهب على غير هدى؟!

            إنْ كنتَ مِن فئة "المثقفين" الباحثين عن الأصالة فإنك ستَعدِل في لحظة نَظَر عن البحث في الإجابة!
            البحثُ عن الحقيقة في هذا الشأن مذهبٌ لا يستقيم بمنهج علمي، لأن الإنقلاب المفاجئ على الذات في "المؤمن" يستند إلى مفاهيم واقعية مبررة سياسياً على مستوى إدارة البلاد.. والبحث عن الحقيقة في هذا الظرف يشبه إلى حد ما حاجتك إلى المعرفة مِن خلال محرك بحث اليكتروني بجملة استفهامية تطلقها في عمقه: "شَكُو ماكُو" ؟!

            "شَكُو ماكُو"؟! جملة ظريفة مدمرة لشبكة العلاقات الإليكترونية في محرك البحث!.. "أكو" عيوب في "السياسة" إذا ما صدرت عن تحزب اجتاز طور "المعارضة السلبية" .. السياسة تهَب للمتحزب مرتبة ووجاهة كاذبين، ويروجهما الحزب بين النّاس في صورة مؤهل سياسي.. يكفيك أنْ تؤسس حزبا أو تنتمي إليه حتى تتميز بهذ المؤهل الخاص عن سائر النّاس.. الحزب ذاته ينتج هذه المراتب بشكل دائم، ويسبغها على منتسبيه، ويجعل منها حافزا لتعميق الإنتماء لقيادته بقليل من الألفاظ الوجدانية، ثم يصرفها إلى النّاس كقامات شامخة ينحدر عنها السيل ولا يرقى إليها الطير!

            لا فرق جوهري بين المؤهل المزيف على مستوى الحزب والمؤهل على مستوى النظام المستبد، غير أنّ النظم المستبدة القديمة توزع مناصب الدولة بحسب معايير الولاء للحاكم حصرا، بينما النظم الحديثة والأحزاب تصدر المؤهلات الكاذبة بآلة الإنتماء، فتضفي في عرضها على المؤهلات هذه مسحةَ ولاية تستتبع قداسة موجبة لطاعة الناس، وفي طولها تُجرِّد المنتمي من"السلطة" لتنفرد هذه النظم والأحزاب بقرارها، فيسود الفساد في القواعد تعويضا عن تلك "السلطة" المفقودة، وتصبح "الصلاة" غير الصلاة!

            كريم المحروس/١٦ مايو ٢٠١٦م

            تعليق


            • #7
              هواجس لندنية (٧) : ومِنْ وَراءِ "المَشْمُوخ" مَنْ يُوَسْوِس له!

              Facebook.com/Global14Islam

              اختلفوا على نظام تقديم الوجبات في الحسينية فانشقت فرقةٌ مِن المختلفين وأسست حسينية أخرى! .. واقعة تتكرر في الوسط الشيعي في بلادنا وأوروبا، وسنشهد المزيد منها قريبا. وكنت عاصرت خلافات مشابهة في ستينات البحرين على مستوى حسينيات ومواكب "الصبيان" أيضا.. وكانت مصدر سعادة غامرة!

              عَفْيَه عليكْ حجي "عيسى".. عيسى أحد حكماء الأحياء القديمة والفقيرة في بلادنا يُعلّق على إنشقاق الحسينيات في ستينات القرن الماضي:
              "لا ضير في ذلك .. الحسينيةُ الواحدة أصبحت حسينيتين، فخَفّ وقعُ ظاهرة احتكار المنبر، وأصبح لدينا خطيبان تتنافس على وِدَّهما الحسينيتان، ومجلسان "صبح/عصر/ليل" يُعقدان بلا انقطاع. وأما إطعام المعزين – مورد الخلاف - فخيرٌ مزيد وبركةٌ.. أصبح الحيُّ أكثر حيوية مِن ذي قبل. والأهم: أنّ الأهالي في استقلال تام، لم يتحزبوا لهؤلاء أو لهؤلاء، لأنّ قيمَ كربلاء كانت مظلة الجميع والبناء على صحة العقيدة!.. والنّاس في ذلك الوقت – بمعايير اليوم- يوصفون بـ "المتخلِفين" ثقافيا".. يا للعجب!"

              الحسينيات في النصف الأول مِن القرن الماضي كانت تُمثل أعلى مؤسسة إجتماعية يلتقي عندها وجهاء المناطق، ويسود فيها نظام التكافل بين الأهالي جميعا على أحسن ما يرام بالرغم ِمن الفقر المدقع السائد..ثم برزت النوادي الثقافية في الستينات بالتزامن مع انتشار الموجة الفكرية القومية لتؤدي دور المنافس للحسينيات على المستوى الإجتماعي فخاب أملها. ثم جاءتنا الأحزاب الشيعية تختال ضاحكة لِتَلْتهم كل مؤسسة ونظام على بُشرى نصر مبين فخابت آمال الجميع بما اصطنعت مِن خلافات شيعية/شيعية بائسة!

              ما الذي يجعل الخلافات الشيعية/الشيعية تنمو على وقع ظاهرة الإستقطاب الحاد فتشتدّ وتصعب ولم تكن كذلك مِن قبل؟!.. إنه العمل المغامر المتعجل بسط الإنتماء بعنوان: "القيادة الضرورة" و"الفكر المعاصر" و"وحدة المجتمع الشيعي" و"الوعي بالحضارة" و"ديمقراطية الرأي".. والقاعدةُ سيئة الذكر "مَن ليس معنا فهو علينا ضِدّا" أصبحت مذهب شيعة هذه الظاهرة لتتجلى في أوساطهم عناوين شتى متطرفة حادّة أو معتدلة بنفاق مبين.. و"المَشْمُوخون" حطبُ نيران هذا الاستقطاب إلى حين أصبح الدينُ لعقا على أطراف ألسنتهم يشكو سُقما ولا يدري إلى أي مِن أطراف الخلاف يشتكي!

              أخطر ما يمكن مشاهدته مِن خلال استقراء هذه الخلافات أمرين:
              أنّ أدوات الحسم فيها إذا ما اتخذَت مِنَ "الضربة القاضية" أهمّ وظائفها لأِنهاء وجود الخصم؛ سرعان ما تستحيل إلى عامل انشقاق في عمق الجماعة الواحدة فتصبح جماعتين متخاصمتين..وأنّ "المَشْمُوخِين" يتحولون فجأة مِن أدوات مُستعملة في حسم هذا الخلاف إلى عناصر مستقلة تقود الخلاف بين الجماعتين!

              "عيسى" ذاتُ الحكيم الذي عَلّق على انشقاق حسينيات الستينات، سجّل مشاهداتِه بين الفترتين واستقرأ وقارن ثم أدلى برأيه:
              "المَشْمُوخ" في أيامنا كان يخدم الحسينية التي تتيح له فرص الخدمة لوجه الله تعالى، ولا شأن له في خلاف القضايا الكبرى ذات العقيدة الأصيلة الواحدة..خلاف القضايا الكبرى لا يتعدى حدود الحسينيات لأنها تمثل المؤسسة الإجتماعية الكبرى. و"المَشْمُوخ" في هذه الأيام يتزعّم خلاف القضايا الكبرى في مؤسسات ثقافية واجتماعية لا حصر لعددها، ومِن ورائه زعاماتٌ تُوَسوسُ له وتُحرّضه على "القتال"!

              كريم المحروس/ ١٨ مايو ٢٠١٦م

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X