السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
قال رسول الله(ص):"أفضل نساء أهل الجنة أربع: خديجة بنت خويلد, و فاطمة بنت محمد, ومريم بنت عمران, وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون"
في هذه العجالة أردنا أن نلتمس إشراقات مضيئة من حياة السيدة الجليلة خديجة بنت خويلد رضوان الله تعالى عليها عسى أن تتجلى نورا في قلوبنا المظلمة.
لقد اجتمع عند هذه السيدة الفاضلة من المال والحسب والجاه ما لم يجتمع عند غيرها ولم يكن ذلك إلا شيئا يسيرا أمام عفتها وشرفها و تمسكها بدين الله ملة إبراهيم حنيفا مسلما حتى لقبت بـ “الطاهرة" في زمن غابت فيه شمس الفضيلة وشاع فيه الفساد فراح يقصدها رؤساء القوم وأثرياءهم بغية تحصيل القرب والحظوة منها لكنها رأت في محمد صلى الله عليه وآله من الفضل والشرف ما جعلها تؤمن به حبا وإخلاصا فوهبت لمحمد(ص) نفسها ومالها و جميع ما تملك إجلالا له وإعظاما لمقامه, كانت أول مصدقة له في دعوته بعد علي ابن أبي طالب عليه السلام فبذلت مالها إظهارا لدين الحق حتى قيل "لولا سيف علي ومال خديجة ما قامت للإسلام قائمة", نعم سبقت هي وعلي(ع) للصلاة خلف رسول الله (ص) حتى تساءل القوم عن أمرهم فأجاب العباس بن عبد المطلب قائلا: " والله ما علمت على ظهر الأرض كلها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة", تركت تلك السيدة الجليلة المال والجاه ولم تأبه بهجر قومها بعد أن كان يقصدها أفاضل القوم لأنها رأت في محمد (ص) شمسا تضئ كل ما تشرق عليه فأرادت أن تحظى بنور القرب من محمد صلى الله عليه وآله, عاشت خديجة(ع) مع النبي (ص) متاعب تبليغ الرسالة وخففت عن رسول الله (ص) قدر استطاعتها حتى جاء حصار الشعب الذي خطّت قريش وثيقته وعلقتها داخل الكعبة "فمنع المسلمون من الشراء أو البيع وأبيح دم من يتعامل معهم" وحوصروا في شعب أبي طالب ثلاث سنين بذلت فيها خديجة كل ما تملك لرفع الحصار عن رسول الله (ص) وأنصاره إذ كان ابن أخيها حكيم ابن حزام ابن خويلد أحد القلائل الذين كانوا يسوقون الطعام إلى بني هاشم سرا في جنح الظلام وبعد انقضاء سني الحصار كان التعب قد أخذ منها مأخذه فنزل جبرائيل على رسول الله (ص) مبشرا خديجة (ع) "أن لها في الجنة بيتا من قصب لا وصب فيه ولا نصب" فما لبثت بعدها طويلا حتى دنت منها الوفاة فقالت لرسول الله (ص) وظلال الموت ترفرف عليها "يا رسول الله...إني قاصرة في حقك فاعفني... ولم أكن قد أديت حقك, وإن كان لي شئ أطلبه منك فهو رضاك".
أجل كان ذلك آخر ما تفوهت به هذه السيدة الطاهرة الوفية, فكان رسول الله (ص) يذكرها بالخير كلما ذكرت حتى قال فيها "لا والله ما أبدلني الله خيرا من خديجة, آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس, وواستني في مالها إذ حرمني الناس, ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء".
نعم تلك هي خديجة التي ينزل جبرائيل فيقول: يا محمد أقرأ على خديجة من ربها السلام. فترد قائلة: الله هو السلام ومنه السلام وعليك يا رسول الله وعلى جبرائيل السلام تأدبا في مقام الحق جل وعلا.
وفي الختام نقول: كانت سيدتنا خديجة (ع) شمعة تحترق لتضئ ما حولها أفلا يجدر بنا أن نتخذها مثالا يحتذى به فنبذل في الله أنفسنا وأموالنا لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى...
اللهم لا تحرمنا نور محمد وآل محمد ولا تفرق بيننا وبينهم طرفة عين أبدا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال رسول الله(ص):"أفضل نساء أهل الجنة أربع: خديجة بنت خويلد, و فاطمة بنت محمد, ومريم بنت عمران, وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون"
في هذه العجالة أردنا أن نلتمس إشراقات مضيئة من حياة السيدة الجليلة خديجة بنت خويلد رضوان الله تعالى عليها عسى أن تتجلى نورا في قلوبنا المظلمة.
لقد اجتمع عند هذه السيدة الفاضلة من المال والحسب والجاه ما لم يجتمع عند غيرها ولم يكن ذلك إلا شيئا يسيرا أمام عفتها وشرفها و تمسكها بدين الله ملة إبراهيم حنيفا مسلما حتى لقبت بـ “الطاهرة" في زمن غابت فيه شمس الفضيلة وشاع فيه الفساد فراح يقصدها رؤساء القوم وأثرياءهم بغية تحصيل القرب والحظوة منها لكنها رأت في محمد صلى الله عليه وآله من الفضل والشرف ما جعلها تؤمن به حبا وإخلاصا فوهبت لمحمد(ص) نفسها ومالها و جميع ما تملك إجلالا له وإعظاما لمقامه, كانت أول مصدقة له في دعوته بعد علي ابن أبي طالب عليه السلام فبذلت مالها إظهارا لدين الحق حتى قيل "لولا سيف علي ومال خديجة ما قامت للإسلام قائمة", نعم سبقت هي وعلي(ع) للصلاة خلف رسول الله (ص) حتى تساءل القوم عن أمرهم فأجاب العباس بن عبد المطلب قائلا: " والله ما علمت على ظهر الأرض كلها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة", تركت تلك السيدة الجليلة المال والجاه ولم تأبه بهجر قومها بعد أن كان يقصدها أفاضل القوم لأنها رأت في محمد (ص) شمسا تضئ كل ما تشرق عليه فأرادت أن تحظى بنور القرب من محمد صلى الله عليه وآله, عاشت خديجة(ع) مع النبي (ص) متاعب تبليغ الرسالة وخففت عن رسول الله (ص) قدر استطاعتها حتى جاء حصار الشعب الذي خطّت قريش وثيقته وعلقتها داخل الكعبة "فمنع المسلمون من الشراء أو البيع وأبيح دم من يتعامل معهم" وحوصروا في شعب أبي طالب ثلاث سنين بذلت فيها خديجة كل ما تملك لرفع الحصار عن رسول الله (ص) وأنصاره إذ كان ابن أخيها حكيم ابن حزام ابن خويلد أحد القلائل الذين كانوا يسوقون الطعام إلى بني هاشم سرا في جنح الظلام وبعد انقضاء سني الحصار كان التعب قد أخذ منها مأخذه فنزل جبرائيل على رسول الله (ص) مبشرا خديجة (ع) "أن لها في الجنة بيتا من قصب لا وصب فيه ولا نصب" فما لبثت بعدها طويلا حتى دنت منها الوفاة فقالت لرسول الله (ص) وظلال الموت ترفرف عليها "يا رسول الله...إني قاصرة في حقك فاعفني... ولم أكن قد أديت حقك, وإن كان لي شئ أطلبه منك فهو رضاك".
أجل كان ذلك آخر ما تفوهت به هذه السيدة الطاهرة الوفية, فكان رسول الله (ص) يذكرها بالخير كلما ذكرت حتى قال فيها "لا والله ما أبدلني الله خيرا من خديجة, آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس, وواستني في مالها إذ حرمني الناس, ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء".
نعم تلك هي خديجة التي ينزل جبرائيل فيقول: يا محمد أقرأ على خديجة من ربها السلام. فترد قائلة: الله هو السلام ومنه السلام وعليك يا رسول الله وعلى جبرائيل السلام تأدبا في مقام الحق جل وعلا.
وفي الختام نقول: كانت سيدتنا خديجة (ع) شمعة تحترق لتضئ ما حولها أفلا يجدر بنا أن نتخذها مثالا يحتذى به فنبذل في الله أنفسنا وأموالنا لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى...
اللهم لا تحرمنا نور محمد وآل محمد ولا تفرق بيننا وبينهم طرفة عين أبدا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق