منقول
ماذا تعني عبارة (كل يوم عاشوراء ، كل أرض كربلاء) ؟
قررت كتابة هذا الموضوع بصورة موجزة؛ لأنه بلغني أن البعض اعتبر هذه العبارة منافية لكلام أهل البيت عليهم السلام، وزعم أنها عبارة أموية..!
فأقول: إن العبارة حين نريد أن نقيمها ونحاكمها، فإن علينا أن ننظر إلى مجموعة من الأمور التي تمثل أدوات تفسير الكلام، فالكلام لا يفسر بالاحتمالات العقلية أو الحدس والتخمين..
ومن الأدوات التي يستعملها العقلاء لفهم مدلول العبارة أن ينظروا إلى قائلها والذين يشيع بينهم استعمالُها.. كما أن من الأدوات التي تستعمل في فهم مدلول العبارة أن نرجع إلى أنفسنا إن كنا ممن يستعمل العبارة؛ لنتساءل: ما هو المعنى الذي يخطر ببالنا حين نذكر العبارة أو نسمعها ممن هم حولنا؟
وحين نطبق هذه الأدوات على عبارة (كل يوم عاشوراء ، كل أرض كربلاء) ؛ فإننا سنلاحظ أنها عبارة يستعملها شيعة أهل البيت عليهم السلام، وهي شائعة بينهم، وهم يتلقونها كعبارة إيجابية تترجم معنى إيمانياً مهماً يعتقدون به.
وبتطبيق الأداة الثانية: نجد أننا نستعمل هذه العبارة ونفيد منها ونقولها ونسمعها.. فما الذي يخطر ببالنا، وما الذي نقصد من معنى؟
إن المعنى الذي نقصده ونفهمه هو أن رسالة يوم عاشوراء تغلبت على حد الزمان، فلم يؤطرها الزمان ولا نجح أعداء أهل البيت أن يحبسوا الرسالة الحسينية في نطاق يوم عاشوراء، بل تجوازت الرسالة الحسينية حد الزمان، فالمؤمنين متى ما استحضروا الحسين ورسالته وجدوا أنفسهم أمام مسؤولية تطبيق القيم الحسينية في كل زمان.. وهذا هو مدلول (كل يوم عاشوراء) .
وأما الشق الثاني (كل أرض كربلاء) فهي تتحدث عن نفس المعنى ولكن من حيث البعد المكاني، فكما أن عبارة (كل يوم عاشوراء) تتحدث عن البعد الزماني، فعبارة (كل أرض كربلاء) تتحدث عن البعد المكاني، فالمقصود: أن كل أرض يقف عليها الإنسان فإنه مطالب بتحقيق القيم الحسينية والعاشورية السامية.
فالحصيلة أن العبارة معناها: القيم الحسينية فوق حدود الزمان والمكان.
وحينئذ نتساءل: من أين أتى المعترض على العبارة بالمعنى الثاني السلبي حيث تصور أن المعنى هو أن الأراضي كلها ككربلاء وليس هنا فضل لكربلاء عليها وأن كل الأزمنة كعاشوراء ولا ميزة ليوم عاشوراء عليها؟ وبأي أداة توصل إلى هذا المعنى؟
ثم بأي دليل قال إن الأمويين هم من اخترعوا هذه العبارة؟ أثبت عنده ذلك بسند صحيح أو متواتر؟ أم هو مجرد قول بغير علم ورجم بالغيب؟
الخلاصة:
العبارة ليست فيها أية مشكلة، ولها معنى إيجابي يفهمه المؤمن بسهولة ومن غير تكلف، وهو معنى عظيم ومهم، وما ادعاه المستنكر هو مجرد خطأ في الفهم وادعاء بغير دليل.
والحمد لله رب العالمين.
الشيخ زكريا بركات - اليمن
ماذا تعني عبارة (كل يوم عاشوراء ، كل أرض كربلاء) ؟
قررت كتابة هذا الموضوع بصورة موجزة؛ لأنه بلغني أن البعض اعتبر هذه العبارة منافية لكلام أهل البيت عليهم السلام، وزعم أنها عبارة أموية..!
فأقول: إن العبارة حين نريد أن نقيمها ونحاكمها، فإن علينا أن ننظر إلى مجموعة من الأمور التي تمثل أدوات تفسير الكلام، فالكلام لا يفسر بالاحتمالات العقلية أو الحدس والتخمين..
ومن الأدوات التي يستعملها العقلاء لفهم مدلول العبارة أن ينظروا إلى قائلها والذين يشيع بينهم استعمالُها.. كما أن من الأدوات التي تستعمل في فهم مدلول العبارة أن نرجع إلى أنفسنا إن كنا ممن يستعمل العبارة؛ لنتساءل: ما هو المعنى الذي يخطر ببالنا حين نذكر العبارة أو نسمعها ممن هم حولنا؟
وحين نطبق هذه الأدوات على عبارة (كل يوم عاشوراء ، كل أرض كربلاء) ؛ فإننا سنلاحظ أنها عبارة يستعملها شيعة أهل البيت عليهم السلام، وهي شائعة بينهم، وهم يتلقونها كعبارة إيجابية تترجم معنى إيمانياً مهماً يعتقدون به.
وبتطبيق الأداة الثانية: نجد أننا نستعمل هذه العبارة ونفيد منها ونقولها ونسمعها.. فما الذي يخطر ببالنا، وما الذي نقصد من معنى؟
إن المعنى الذي نقصده ونفهمه هو أن رسالة يوم عاشوراء تغلبت على حد الزمان، فلم يؤطرها الزمان ولا نجح أعداء أهل البيت أن يحبسوا الرسالة الحسينية في نطاق يوم عاشوراء، بل تجوازت الرسالة الحسينية حد الزمان، فالمؤمنين متى ما استحضروا الحسين ورسالته وجدوا أنفسهم أمام مسؤولية تطبيق القيم الحسينية في كل زمان.. وهذا هو مدلول (كل يوم عاشوراء) .
وأما الشق الثاني (كل أرض كربلاء) فهي تتحدث عن نفس المعنى ولكن من حيث البعد المكاني، فكما أن عبارة (كل يوم عاشوراء) تتحدث عن البعد الزماني، فعبارة (كل أرض كربلاء) تتحدث عن البعد المكاني، فالمقصود: أن كل أرض يقف عليها الإنسان فإنه مطالب بتحقيق القيم الحسينية والعاشورية السامية.
فالحصيلة أن العبارة معناها: القيم الحسينية فوق حدود الزمان والمكان.
وحينئذ نتساءل: من أين أتى المعترض على العبارة بالمعنى الثاني السلبي حيث تصور أن المعنى هو أن الأراضي كلها ككربلاء وليس هنا فضل لكربلاء عليها وأن كل الأزمنة كعاشوراء ولا ميزة ليوم عاشوراء عليها؟ وبأي أداة توصل إلى هذا المعنى؟
ثم بأي دليل قال إن الأمويين هم من اخترعوا هذه العبارة؟ أثبت عنده ذلك بسند صحيح أو متواتر؟ أم هو مجرد قول بغير علم ورجم بالغيب؟
الخلاصة:
العبارة ليست فيها أية مشكلة، ولها معنى إيجابي يفهمه المؤمن بسهولة ومن غير تكلف، وهو معنى عظيم ومهم، وما ادعاه المستنكر هو مجرد خطأ في الفهم وادعاء بغير دليل.
والحمد لله رب العالمين.
الشيخ زكريا بركات - اليمن
تعليق