قال آية الله في العالمين الحلي رضوان الله عليه في منهاج الكرامة :
الحقّ أنّ مَدرك وجوب النظر عقليٌّ لا سمعي، وإنْ كان السمع قد دلّ عليه أيضاً بقوله تعالى: ( قُلِ انظُروا ).
وقال الأشاعرة قولا يلزم منه انقطاع حجج الأنبياء، وظهور المعاندين عليهم، وهم معذورون في تكذيبهم! مع أنّ الله تعالى قال: ( لئلاّ يكونَ للناسِ على اللهِ حُجّةٌ بعدَ الرسُل )..
فقالوا: إنّه واجب بالسمع لا بالعقل، وليـس يجب بالعقل شيء ألبتّة!.
فيلزمهم إفحام الأنبياء، واندحاض حجّتهم ; لأنّ النبيّ إذا جاء إلى المكلَّف فأمره بتصديقه واتّباعه، لم يجب ذلك عليه إلاّ بعد العلم بصدقه، إذ بمجرّد الدعوى لا يثبت صدقه، بل ولا بمجرّد ظهور المعجزة على يده ما لم ينضمّ إليه مقدّمات..
منها: إنّ هذه المعجزة من عنـد الله تعالى.
[ومنها: إنّه تعالى] فعلها لغرض التصديق.
ومنها: إنّ كلّ من صدّقه اللهُ تعالى فهو صادق..
لكنّ العلم بصدقه حيث يتوقّف على هذه المقدّمات النظرية، لم يكن ضرورياً، بل يكون نظريّـاً.
فللمكلَّف أنْ يقول: لا أعرف صدقك إلاّ بالنظر، والنظر لا أفعله إلاّ إذا وجب علَيَّ وعرفتُ وجوبَه، ولم أعرف وجوبه إلاّ بقولك، وقولك ليس بحجّة علَيَّ قبل العلم بصدقك!
فتنقطع حجّة النبيّ، ولا يبقى له جواب يخلص به، فتنتفي فائدة بعثة الرسل، حيث لا يحصل الانقياد إلى أقوالهم، ويكون المخالف لهم معـذوراً.
وهذا هو عين الإلحاد والكفر! نعوذ بالله منه.
فلينظر العاقل المنصف [من نفسه]، هل يجوز له اتّباع من يؤدّي مذهبُه إلى الكفر؟!
وإنّما قلنا بوجوب النظر ; لأنّه دافع للخوف، ودفعُ الخوف واجبٌ بالضـرورة.
وقال:
الحقّ أنّ وجوب معرفة الله تعالى مستفاد من العقل، وإنْ كان السمع [قد] دلّ عليه ; لقوله تعالى: ( فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله )(2) ; لأنّ شكر النعمة واجب بالضرورة، وآثار النعمة علينا ظاهرة، فيجب علينا أنْ نشكر فاعلها، وإنّما يحصل بمعرفته ; ولأنّ معرفة الله دافعةٌ للخوف الحاصل من الاختلاف، ودفعُ الخوف واجبٌ بالضرورة.
وقالت الأشاعرة: إنّ معرفة الله واجبة بالسمع لا بالعقل، فلزمهم ارتكابُ الدور، المعلوم بالضرورة بطلانه ; لأنّ معرفة الإيجاب تتوقّف على معـرفـة الموجِـب، فـإنّ مَـنْ لا نعرفـه بشـيء من الاعتبـارات ألبتّـة، نعلـم ـ بالضرورة ـ أنّا لا نعرفُ أنّه أوجَب، فلو استُفيدت معرفةُ الموجِب من معرفة الإيجاب لزم الدور المحال.
وأيضـاً: لو كانت المعرفة إنّما تجب بالأمر، لكان الأمرُ بها إمّا أنْ يتوجّه إلى العارف بالله تعالى، أو إلى غير العارف، والقسمان باطلان، فتعليل الإيجاب بالأمر محال.
أمّا بطلان الأوّل ; فلأنّه يلزم منه تحصيل الحاصل، وهو محال.
وأمّا بطلان الثاني ; فلأنّ غير العارف بالله يستحيل أنْ يعرف: أنّ الله قد أمَره، وأنّ امتثال أمره واجب.
وإذا استحال أنْ يعرف أنّ الله تعالى قد أمره، وأنّ امتثال أمره واجبٌ، استحال أمره، وإلاّ لزم تكليف ما لا يطاق، وسيأتي بطلانه إنْ شاء الله تعالى.
الحقّ أنّ مَدرك وجوب النظر عقليٌّ لا سمعي، وإنْ كان السمع قد دلّ عليه أيضاً بقوله تعالى: ( قُلِ انظُروا ).
وقال الأشاعرة قولا يلزم منه انقطاع حجج الأنبياء، وظهور المعاندين عليهم، وهم معذورون في تكذيبهم! مع أنّ الله تعالى قال: ( لئلاّ يكونَ للناسِ على اللهِ حُجّةٌ بعدَ الرسُل )..
فقالوا: إنّه واجب بالسمع لا بالعقل، وليـس يجب بالعقل شيء ألبتّة!.
فيلزمهم إفحام الأنبياء، واندحاض حجّتهم ; لأنّ النبيّ إذا جاء إلى المكلَّف فأمره بتصديقه واتّباعه، لم يجب ذلك عليه إلاّ بعد العلم بصدقه، إذ بمجرّد الدعوى لا يثبت صدقه، بل ولا بمجرّد ظهور المعجزة على يده ما لم ينضمّ إليه مقدّمات..
منها: إنّ هذه المعجزة من عنـد الله تعالى.
[ومنها: إنّه تعالى] فعلها لغرض التصديق.
ومنها: إنّ كلّ من صدّقه اللهُ تعالى فهو صادق..
لكنّ العلم بصدقه حيث يتوقّف على هذه المقدّمات النظرية، لم يكن ضرورياً، بل يكون نظريّـاً.
فللمكلَّف أنْ يقول: لا أعرف صدقك إلاّ بالنظر، والنظر لا أفعله إلاّ إذا وجب علَيَّ وعرفتُ وجوبَه، ولم أعرف وجوبه إلاّ بقولك، وقولك ليس بحجّة علَيَّ قبل العلم بصدقك!
فتنقطع حجّة النبيّ، ولا يبقى له جواب يخلص به، فتنتفي فائدة بعثة الرسل، حيث لا يحصل الانقياد إلى أقوالهم، ويكون المخالف لهم معـذوراً.
وهذا هو عين الإلحاد والكفر! نعوذ بالله منه.
فلينظر العاقل المنصف [من نفسه]، هل يجوز له اتّباع من يؤدّي مذهبُه إلى الكفر؟!
وإنّما قلنا بوجوب النظر ; لأنّه دافع للخوف، ودفعُ الخوف واجبٌ بالضـرورة.
وقال:
الحقّ أنّ وجوب معرفة الله تعالى مستفاد من العقل، وإنْ كان السمع [قد] دلّ عليه ; لقوله تعالى: ( فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله )(2) ; لأنّ شكر النعمة واجب بالضرورة، وآثار النعمة علينا ظاهرة، فيجب علينا أنْ نشكر فاعلها، وإنّما يحصل بمعرفته ; ولأنّ معرفة الله دافعةٌ للخوف الحاصل من الاختلاف، ودفعُ الخوف واجبٌ بالضرورة.
وقالت الأشاعرة: إنّ معرفة الله واجبة بالسمع لا بالعقل، فلزمهم ارتكابُ الدور، المعلوم بالضرورة بطلانه ; لأنّ معرفة الإيجاب تتوقّف على معـرفـة الموجِـب، فـإنّ مَـنْ لا نعرفـه بشـيء من الاعتبـارات ألبتّـة، نعلـم ـ بالضرورة ـ أنّا لا نعرفُ أنّه أوجَب، فلو استُفيدت معرفةُ الموجِب من معرفة الإيجاب لزم الدور المحال.
وأيضـاً: لو كانت المعرفة إنّما تجب بالأمر، لكان الأمرُ بها إمّا أنْ يتوجّه إلى العارف بالله تعالى، أو إلى غير العارف، والقسمان باطلان، فتعليل الإيجاب بالأمر محال.
أمّا بطلان الأوّل ; فلأنّه يلزم منه تحصيل الحاصل، وهو محال.
وأمّا بطلان الثاني ; فلأنّ غير العارف بالله يستحيل أنْ يعرف: أنّ الله قد أمَره، وأنّ امتثال أمره واجب.
وإذا استحال أنْ يعرف أنّ الله تعالى قد أمره، وأنّ امتثال أمره واجبٌ، استحال أمره، وإلاّ لزم تكليف ما لا يطاق، وسيأتي بطلانه إنْ شاء الله تعالى.
تعليق