رسالة إلى سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر المحترم ورجاء أبوي بخصوص أخينا الدكتور عبد الحميد دشتي وإرهاب بني سعود

(( بقلم: علي السراي ))
صاحب السمو الامير صباح الاحمد الجابر حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمو الامير رعاكم الله... كنتم السباقين وأول المهنئين للعراق أرضاً وشعباً ومقدسات حينما باركتم إنتصاراتنا الالهية التي سطرها رجال الله في الحشد المقدس والتي هي إنتصاراتكم وكل حر غيور شريف على عصابات القتل والتكفير والإرهاب من خوارج العصر وحقيقة لم نتفاجىء بهذا الموقف المشرف لسموكم فقد تعودنا منكم هكذا مواقف جريئة شجاعة مشرفة تُعبر عن أصالتكم وسمو أخلاقكم والتزامكم العربي تجاه بلدكم الثاني العراق وشعبه في ظل أمواج مدعي العروبة والاسلام الذين قتلوا أبناء شعبنا بفعل فتاويهم الإرهابية التكفيرية ومفخخيهم الذين قتلوا أهلنا في الكويت وهم ساجدون لله وفي بيت الله.
لقد عٌرف عنكم حصافتكم السياسية وخبرتكم المتراكمة والتي تزيد على أربعة عقود من الزمن واكبتم فيها الكثير من الاحداث الجسام مكنتكم من تكوين صورة واضحة لا لبس فيها لما جرى ويجري اليوم من دمار شامل لحق بالمنطقة، ومازالت الازمة فاغرة فاها تريد إبتلاع المزيد من الدول وتدمير شعوبها البريئة الامنة، وتعلمون سموكم رعاكم الله أمثر من غيركم أن للإرهاب رباً وديناً ومذهباً إسمه الوهابية التكفيرية... أيديولوجية الشيطان التي نكلت بعباد الله شرقاً وغرباً تحصد أرواح الابرياء عتواً منها وأتباعها على الله ورسوله وكل الاديان السماوية... فكر ظلامي منحرف تصدره لنا وللعالم قبيلة بني سعود الارهابية حتى أصبح الارهاب العالمي ماركة مسجلة بإسمها وبامتياز
سمو الامير ... لهذا الإرهاب المدمر أدوات ومحركين وداعمين ومجندين وفي دولتكم الكويت هنالك المئات منهم... خط وهابي تكفيري خطره على الكويت قبل أن يكون على بقية بلدان المسلمين وأبرز عرابي هذا الخط هو دعي إرهابي تكفيري ضال يُدعى شافي العجمي وأضرابه فان تمكن هذا الخط من السيطرة لا سامح الله ومسك الارض فسيسوم الكويت وشعبها سوء العذاب ويجعل أعزة أهلها اذلة بل يجعلها أثراً بعد عين وسيفعلون بها أكثر مما فعلوه في سوريا والعراق واليمن والبحرين من منكرات الجرائم فلا فرق بين داعش والبعث والنصرة وغيرهم ولات حين مناص
في المقابل يوجد خط كويتي شريف حر غيور وطني حد النخاع يصرخ في كل ميدان أن (( الحكوا يالربع تره كويتنه راح اتضيع مندينة )) هذا النداء الذي لطالما صدح في كل مؤتمر ولقاء جمعنا معه في الامم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية والمؤتمرات الاقليمية واعلموا يا سمو الامير أن متصدرهذا الخط وقائده هو ولدكم البار والمحب لشخصكم الكريم ولوطنه الكويت (( الدشتي ))... عبد الحميد عباس دشتي ذلك الاسد الكويتي الهصور الذي أصبح عنواناً كويتياً مشرفاً في المحافل الدولية بدفاعه المستميت عن الشعوب المستضعفة وحقوقهم ووقف معنا كالطود الشامخ في وجه مخططات قوى الشر والتكفير والارهاب، هذا الكويتي الشجاع قد وضع النقاط على الحروف وشخص مكامن الخطر المحدق بالكويت والمنطقة وجند كل طاقاته وإمكانياته من أجل التصدي له وكأني به وقد القى الحجة ودق ناقوس الخطر فكان خير دليل ورسول لقومه انبأهم بالطوفان قبل وقوعه وبالزلزال الذي سيكون أقوى من زلزال البعث الكافر وقائده المقبور صدام لعنه الله حينما أحتل الكويت العزيز فما كان من إخوة الشيطان من مزدوجي الجنسية وأصحاب مشروع التغيير الديمغرافي لصالح المشروع السعودي في الكويت وبالاخص من الذين وصلوا الى مجلس الامة إلا أن كادوا له فشوهوا السمعة وأغروا الصدور وجندوا أبالستهم من أجل إسكاته بعد أن فضحهم وسلط الضوء على مخططاتهم الشيطانية الارهابية التكفيرية التي تريد أن تاخذ الكويت وشعبها إلى الجحيم ونفق مظلم له بداية وليس له نهاية تنفيذاً للاجندة القادمة من عرابة الارهاب في المنطقة مملكة بني سعود ظناً منهم أنهم يستطيعون ذلك ولكنهم نسوا أو تناسوا بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه طال الزمان أم قصر
ولعمري يا سمو الامير رعاكم الله فإن الاوطان تفتخر برجالها وأبطالها وأبنائها الذين يرفعون أسمها بين الامم ويسجلون لها تاريخاً مشرفاً وعليه فهم يستحقون أن يُكرموا بارفع أوسمة الشرف والوطنية لا أن يُعاقبوا ويُحاكموا ويُبعدوا عن أوطانهم التي يدافعون عنها في الوقت الذي تفتخر بهم شعوب دول أخرى نعم الدشتي الكويتي قد أصبح مفخرة وموضع حب واعتزاز من قبل شعوب باكملها بل قد أصبح آيقونة للدفاع عن الحق المهتظم أينما كان وهذا لعمر الله وسام شرف وعزة ورفعة للكويت أن كويتياً وقف شامخاً يدافع عن مظلومية شعوب وأحقيتها في مواجهة طواغيتها ودكتاتورياتها الظالمة الغاشمة القابعة على صدورها
وعليه نناشدك أيها القائد الهمام بأسم الابوة الحقة التي منحتها لشعبك الكويتي الأبي حين وقفت وقفتك المشرفة أمام مسجد الامام الصادق بعد ساعة من استهدافه من قبل الارهاب التكفيري السعودي الاعمى الذي قتل أبناء شعبك وهم ساجدون لله في بيت الله بدموع صادقة وقلت (( هذولي عيالي )) تلك العبارة التي منحتك تأشيرة مجانية لدخول قلوب أبناء الشعب العربي المكتوي بنار الارهاب التكفيري الظالم وسحبت البساط من تحت أقدام المراهنين على مناظر تراشق الدماء والاحتراب الداخلي بين أبناء الكويت من قبيل الارهابي شافي العجمي وأضرابه ونطالبك أيها القائد العربي الشجاع وبكل الوسائل الدستورية المتاحة لكم أن تأمروا وتوجهوا كل المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية بالتصرف وفقاً للدستور والقانون الكويتي وأن تنأى بنفسها عن أي محاولات وضغوطات خارجية وتعيدوا النظر في قضية الحكم الظالم والصادر بحق اخينا وزميلنا الدكتور الدشتي لان ما حصل يعتبر سابقة خطيرة تمس سمعة الكويت في المحافل الدولية كونها بلداً ديمقراطياً يتمتع أبنائه بحيز من حرية الرأي والتعبير وبنظرنا نحن في المنظمة الدولية لمكافحة الارهاب والتطرف الديني وكل المنظمات الدولية الحقوقية منها والإنسانية والناشطين الدوليين والمدافعين عن حقوق الانسان في كل العام أن عدالة ونزاهة القضاء الكويتي قد أمست وأصبحت على المحك في قضية الدشتي التي أصبحت قضية رأي عام دولي وليست خاصة بالكويت سيما أنه يعد رئيساً لمنظمة دولية حائزة على شرف عضوية مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ناهيك انه لم يرتكب جرماً جنائياً ولم يسيء إلى سمعة السعودية بقدر تشخيصه لمكامن الخطر القادم منها وهذا ما يؤيده ويشهد عليه العالم بأسره
وأخيراً أقول كلنا أمل يا أمير الانسانية بان تنظروا بعين الابوة إلى ولدكم البار الدشتي والحكم الظالم الذي صدر بحقه والمذكرة الاخيرة التي صدرت قبل يومين الى الانتربول وأن تجد هذه السطور طريقها إلى قلبكم بإصدرا عفو أميري وأنتم أهل لذلك وقد قيل
(( على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم ))
متمنيين لسموكم الكريم التوفيق والسداد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي السراي
رئيس المنظمة الدولية لمكافحة الارهاب والتطرف الديني
23-8-2016