إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الإغراء بالميسر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإغراء بالميسر

    بقلم : أ.د. على السالوس .



    المسابقة في الأمور المباحة دون بذل مال لا حرج فيها ، أما المسابقة مع بذل مال لمن يسبق فكان الهدف منها الترغيب في الجهاد والحث عليه ، ولذلك جاء في الحديث الشريف : "لا سَبَقَ إلا في خف أو حافر أو نصل". {رواه أحمد في المسند (2-474) ، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في كتاب الجهاد} .



    والإبل والخيل كانت وسائل القتال ، والنصال كانت للرمي ، والسبق- بفتح الباء- هو المال الذي يجعل للسابق ، وهو كما نرى يتعلق بالجهاد ، غير أن بعض الدول وأهل الخير والإحسان جعلوا أموالاً لمسابقات غير الجهاد .

    والمسابقات في عصرنا كثرت وتعددت ، والحديث عنها وبيان أحكامها يحتاج إلى بحث يمكن أن يكون كتاباً كاملاً ، ولذلك ليس حديثي عنها ، وإنما بياني هنا لنوع يسمى بالمسابقة وليس فيه أي نوع من السَبَق ولا يهدف إليه !! فهدف من يقوم به ومن يشترك فيه هو الكسب ، و الكسب هنا ليس حلالاً ، وإنما هو قمار محرم ، فيه ضياع الدين والدنيا معاً !!



    تطالعنا الفضائيات ليل نهار بأشخاص مجهولين يعلنون عن مسابقات لكسب الآلاف ، ومئات الآلاف ، والملايين ، و من أراد هذا الكسب فما عليه إلا أن يتصل برقم من أرقام الهواتف المعلنة .



    و الإتصال بهذه الأرقام ليس بالأجور العادية ، وإنما بأجور مرتفعة جداً لحساب الشركة المقامرة ، وجزء منها لشركة الإتصالات .



    و القمار هنا هو أن الشركة تغرم أموالاً في الإعلانات و إعداد المسابقة في إنتظار الأموال التي تأتيها من أجور المكالمات .
    و الذين يتصلون يغرمون العشرات ، أو المئات ، وأحياناً الآلاف ، يمنيهم الشيطان بالحصول على المبالغ الضخمة ، والسيارات الفاخرة ، وغير ذلك مما هو معلن عنه .



    فلو غرم المعلنون عن المسابقات شيئاً مما أعلنوا عنه كان هذا من أموال القمار المحرَّم .



    و بعض هؤلاء رأوا أن الدعوة إلى الإتصال فقط قد لا تكفي للإغراء ، فوضعوا أسئلة ساذجة و دعوا إلى الإتصال للإجابة عنها.



    و من تلبيس إبليس جعل الأسئلة دينية ، وتسمية المقامرة بإسم : "مسابقة رمضان" !



    و المقامرات التي تبيحها قوانين بعض الدول كاليانصيب تخضع لجهات رقابية ، أما مقامرات الفضائيات فلا تخضع لأي جهة رقابية ، و لذلك يعلن المقامرون ما شاءوا ، حتى أعلن بعضهم عن جوائز بعشرات الملايين من الدولارات ، والمخدوعون بهذه الإعلانات لا توجد أي جهة تضمن لهم الحصول على شيء مما يأتي في الإعلانات ، بل يمكن أن يغرموا مبالغ المكالمات الهاتفية ، ثم يظهر أن الملايين كانت سراباً للخداع فقط .



    و بذلك يخسر المخدوعون دينهم ودنياهم معاً .





    ثانياً : لعبة النصب الهرمية :



    هذه اللعبة تقوم بها شركات نصب و إحتيال تتخذ مقراً لها في بلاد الغرب ، و لكن الأموال التي تسعى للحصول عليها هي أموال المسلمين في البلاد العربية والإسلامية ، حيث لا تجد من تخدعه في الغرب ، وظهرت هذه اللعبة بأسماء مختلفة مثل : هانك ، و الدولار ، و الصاروخي ، و البنتاجونو ، و غيرها .



    و تبدأ بشراء قائمة فيها ستة أسماء – مثلاً - مرتبين من المرتبة الأولى إلى السادسة ، وفي أسفل القائمة يكتب المشتري إسمه وعنوانه بإعتباره مشتركاً جديداً . هذا المبلغ كان عند "هانك" منذ عشرين عاماً عشرة دولارات ، وبلغ بعد ذلك عند غيره أربعين دولاراً .



    المشترك الجديد يرسل مبلغاً مماثلاً للشركة غير المبلغ الذي دفعه ثمناً للقائمة ، ويرسل مثله أيضاً لحساب المشترك {1} في أعلى القائمة ، وبعد هذا يصله من الشركة ثلاث قوائم يحاول أن يبيعها حتى يسترد المبلغ الذي غرمه ، فإن لم يتمكن من بيعها خسر ما دفع ، ولذلك فهو يضغط على أقاربه و أصدقائه و معارفه لبيع هذه القوائم ، وهنا يظهر خبث هذه اللعبة ، فكل من إشترى منهم يقوم بالعمل نفسه لتصله ثلاث قوائم يحاول بيعها ، وهكذا يظل الضغط على الأقارب والأصدقاء ، والأموال يذهب الثلثان منها لشركة النصب ويعود الثلث للمشتركين !!



    فالثلث الذي يأخذه من يصلون إلى المرتبة الأولى إنما هو من أموال المسلمين الذين خسروا ، وليس من أموال الشركة !!
    ففي لعبة النصب الهرمية تذهب أموال المسلمين لشركات النصب الغربية دون أي مقابل ، ويفرح الذين يصلون إلى المرتبة الأولى ولا يبالون من حيث كسبوا المال في الزمان الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم .





    ثالثاً : بعض الشركات التي إستفادت من طريقة اللعبة :



    رأينا أن لعبة النصب الهرمية تعتمد على الضغط على أقارب الضحايا و أصحابهم و معارفهم و زملائهم ، و لولا هذا لما إستشرت . وإستفادت بعض الشركات من هذه الفكرة الخبيثة ، ولكن ألبستها ثوبًا آخر ، وهذا ما أبينه بالحديث عن ثلاث شركات إنتشرت في عصرنا .





    الشركة الأولى : " جولد كوست " :



    هذه الشركة بدلاً من أن تبدأ ببيع قائمة لا قيمة لها في ذاتها ، جعلت البدء بيع ذهب ، ولكن بسعر قد يبلغ ثلاثة أضعاف الثمن ، فمن الذي يشتريه بهذا السعر ؟ هنا تأتي الفكرة من لعبة النصب الهرمية !



    فالمشتري يدفع نصف الثمن ، ولا يتسلم الذهب في الحال إتباعاً لأمر الرسول صلى الله عليه و سلم كما هو ثابت و معلوم ، وإنما عليه أن يقوم بعملية الضغط التي أشرت إليها حتى يأتي بعشرة مشترين على الأقل ، و عندئذ تحسب له الشركة 10% من أموال العشرة ، فيصبح كأنه دفع الثمن كاملاً ، ويرسل إليه الذهب ، وما زاد على العشرة من المشترين عن طريقه يرسل إليه نسبة العشرة في المائة وتأخذ الشركة 90% ، أما إذا لم يستطع أن يأتي بعشرة مشترين فلا يأخذ شيئاً ، ولا يرد له ما دفع ، و إنما يرسلون إليه نصف سبيكة الذهب .



    فإلى جانب التحريم في شراء الذهب بالأجل ، وجهالة المبيع حيث لا يدري ما الذي سيتسلمه ، فإنه يقامر بدفع هذا المبلغ الكبير طمعاً فيما قد يحصل عليه من أموال تبعاً لنسبة 10% ، ورأينا أنه قد لا يحصل على شيء ، فالقمار واضح جلي .



    أما الشركة فإنها في جميع الحالات تربح ربحاً فاحشاً ، وقد سخرت عدداً من الطامعين المخدوعين الذين لا يبالون من حيث كسبوا المال ؛ فكسبهم حرام ما دام نشاط الشركة حراماً .





    الشركة الثانية : " بيزناس " :



    هذه الشركة تبيع منتجات تتضمن برامج تعليمية و خدمات كمبيوتر و غيرها بثمن محدد ، ولو وقف الأمر عند هذا الحد ، وكانت المنتجات مباحة ، فإن المشتري يكون راغباً في هذه المنتجات ، ويرى أن ثمنها مناسب ، وهذا حلال .



    غير أن الشركة كسابقتها إستفادت من لعبة النصب الهرمية ، ليس من جانب النصب ، فهذه لها منتجات حقيقة ، و لكن من جعل المشتري يرغب في الكسب عن طريق تسويق منتجات الشركة ، فيلجأ إلى الأقارب و الأصدقاء و غيرهم كما ذكرت في اللعبة .



    فالشركة تغري المشتري بالربح عن طريق التسويق ، و تجعل شراءه للمنتجات شرطاً للوصول إلى هذا الربح ، و لذلك قد يشتري و هو غير راغب في الشراء ، و ليس في حاجة إلى المنتجات ، أو لا يقبل على شرائها بهذا الثمن ، و في هذه الحالة يعتبر الشراء نوعاً من القمار ؛ فلولا الطمع في ربح أكبر قد يتحقق و قد لا يتحقق ، لما أقدم على بذل المال في الشراء .



    و مما يجب التنبيه إليه أن هذه الشركات و أمثالها عندما ترغب في إيجاد فتوى شرعية تبيح أعمالها ، تجعل السؤال عن صورة سمسرة بضوابطها الشرعية ، دون ذكر لجوانب التحريم التي أشرت إلى شيء منها ، فيأتي رد مَن إستفتوه بالجواز ، فتنشر الفتاوى على أنها تجيز كل أعمال هذه الشركات !! فأرجو أن يتنبه المسلم ، و لا ينخدع بالفتاوى التي تروج لها بعض الشركات.





    الشركة الثالثة : " أكوام . كوم " :



    هذه الشركة يبدو إستفادتها من لعبة النصب من البداية ، فالمشترك يدفع مائة دولار ، ثم يبدأ الضغط على الأقارب و غيرهم حتى يجعل عشرة يشتركون ، فتأخذ الشركة تسعمائة دولار ، وترد له المائة التي دفعها ، ثم إن إستمر في جذب مشتركين حصل على مبالغ أخرى .



    و ما تقدمه الشركة مقابل الإشتراك لا يلتفت إليه ، ولا أحد ينظر إليه أو يهتم به ، فالمشترك دفع المائة طمعاً في المئات أو الآلاف التي قد يحصل عليها نتيجة إشتراك غيره ، فإن لم يستطع ندم لضياع ماله هباءً . فهذه صورة من صور القمار .





    مجلة التوحيد : عدد شهر صفر 1424 هـ
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X