بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
اللهم صل على محمد وآل محمد
لقد تعرض تاريخنا الى التحريف المتعمد بسبب الهوى الاعتقادي لكي يزخرفوا أفعال واقوال رجال كانت لهم مرحلة سياسية حرجة اخطؤا فيها كثيرا واحدثوا فيها انقلابا على سلطان النبي (ص) وانحرافا عن صراط الله وسنة رسوله (ص) وكان لهذا اثره المدمر على الإسلام والمسلمين في عودة اثار الجاهلية على الأمة الإسلامية واعاقتها من التقدم والرقي في كافة المجالات وادخلها في انحطاط لا يزال مستمرا منذ ذلك اليوم الذي حدث في فيه الانقلاب السياسي على الرسالة الإلهية النبوية فحرفت الأحاديث وانتشر الكذب وزور التاريخ بسبب منعهم الكتابة والتدوين التاريخي فأخترعت شخصيات لم يكن لها وجود القي اليها تبعات واعباء أخطاء اخرين او اخترعت شخصيات لزخرفة سيرة اشخاص ممدوحين عند اتباعهم فأخترعوا افعالا واقوالا وفضائل تصب لزخرفة شخصيات تحوم حولهم الشبهات من كل مكان لأنك حين تبحث عن واقع هذه الفضائل المخترعة لن تجد لها واقع صحيح ثابت في سيرتهم يوئيد تلك الأحاديث فهنا يبرز الاحتمال هي اما انها مكذوبة او محرفة قد بدلت فيها الأسماء مثل قد حرفوا قول عمر في خوخة أبو بكر سدوا عني كل خوخة الا خوخة أبو بكر حيث الخوخات انتشرت في المسجد في عهده فحرفوه الى ان رسول الله (ص) هو من قال ذلك ليكون فضلا ومكرما لشخصية أبو بكر وحرفوا قول رسول الله في دعاءه لعمه الحمزة بن عبد المطلب ان يعز به الإسلام حرفوا قوله الى انه دعا لعمر بن الحطاب وخاله أبو جهل وكليهما كانا من اعدى أعداء النبي والمسلمين وحرفوا قول رسول الله في كبير علم امير المؤمنين علي ان رسول الله قال مثله لعمر وقالوا عن عمر انه عادل واسطورة في العدل يذكرونها على المنابر وفي هذا كله يناقضه ويخالفه الواقع المعروف عن عمر في سيرته فظلمه وضربه للمسلمين وحرمانه حقوقهم تسخر به سيرته وجهله في كثير من المسائل البسيطة التي تعلمها الصبيان والعجائز حتى اعترف هو بجهله وقلة علمه وهذا كله تجد له المصاديق والشواهد الكثيرة في سيرته فأي كذب واي تحريف ساقه الهوى على الامة الإسلامية . وقالوا عن رسول الله انه كان يبول في قارورة او يبول قائما بينما هذا من فعل أبو بكر وعمر وأبو موسى الاشعري وحرفوا أقوالهم وجعلوها من اقوال رسول الله ليس هذا فقط فقد اخترعوا غزوات لهم جعلوها في عهد رسول الله وليس في عهد خلافتهم هم بل اكثر من ذلك مثلا اخترعوا بنات لبيت النبوة باسم ام كلثوم واحدة زوجوها من عثمان والأخرى زوجوها من عمر والحقيقة ان ام كلثوم هي نفسها زينب بل وفعلوا ونسبوا أفعالا هي من أفعال أبو بكر على انها من أفعال رسول الله (ص) فقالوا ان رسول الله شق امرأة عجوز اسمها ام قرفة شقها نصفين وانه قطع أيدي وارجل رجال من فزارة وعرنيين وسمل اعينهم ولم يسقهم ماء حتى ماتوا عطشا والسبب انهم سرقوا ابلا له والحقيقة انه من فعل أبو بكر نسبوها كذبا وزورا على رسول الله وهم يعلمون ونحن اذ نقول ذلك فأنه من باب الإشارة اليه والا كلا يحتاج الى بحث خاص فيه .
ولا يمكن للأمة من النهوض من جديد مالم تتحرر من ذلك العبئ الذي ترزء تحته الى اليوم وتكشف ما تعرض له تاريخنا وسنة وسيرة نبينا من تحريف وكذب وافتراء على الله وعلى رسوله فشنئوا على رسول الله وامير المؤمنين سيرتهم وسنتهم وناوؤا بني هاشم فضلهم وحاولوا تسقيطهم.
ان العداء والحسد والبغض الذي خلقه هيبة بني هاشم القديمة وسيرتهم في الايمان والنصرة لله ولرسوله. ثم ان الأعداء ومبغضي الامس صاروا بغفلة من الامة وانقلاب وصمت،
اصبحوا ساداتهم فصنعوا ذلك الكذب والتحريف لأنه لولا الكذب والتحريف لما استقام لهم اود ولما استمر لهم حكم فيذكر التاريخ لما قتل الامام علي في محراب الصلاة في المسجد عرف اهل الشام ان عليا كان يصلي لأن الاعلام الاموي صور لهم الامام بأنه لا يصلي .ومثل هذا التحريف وتزييف الحقائق مستمر في الاعلام الحكومي الى اليوم .
ونحن نتناول في هذا البحث بعض ما احدث من تحريف وكذب في العقود الإسلامية الأولى .
من مثل هذا التحريف الكثير كان تحريف وكذب لزخرفة سيرة أبو بكر وعمر وعثمان ومن لف بلفهم وبالمقابل فهم اوهنوا سيرة رجال كانوا مناوئين لهؤلاء وخاصة سيرة النبي وابن عمه امير المؤمنين وبني هاشم عموما .
فنجد في طريقة اسلام أبو بكر وعمر تحريفا وكذبا كبيرا اوهذا ما سنتناوله في هذا البحث . وطريقتنا في كشف التحريف ليس أيجاد حديث اخر يخالفه ونصححه لنثبت به تحريف الأخر لأنه ما يوجد في بعض الكتب من تحريف الا يتبعه النساخ بتحريف بقية الكتب والتي فيها الحديث غير محرف أصلا فيحرفونه لأنه يلائم اهوائهم .
روت كتب التاريخ والرواية اختلافا كبيرا في طريقة اسلامهم يغطون به قضية معينة تلوح عند قراءة اسلامهم وهو ما سيكشفه بحثنا من خلال تحليل الروايات وكشف ملابساتها ولوازمها للوقوف على حقيقة اسلامهم كيف كان حيث سيظهر انهما اقحما انفسهما في مشكلة التعرض لكشف مكان اختباء النبي وأصحابه وإظهاره لأن النبي خوفا على اصحابه ان تؤذيهم قريش اتخذ لهم ملجأ في دار الارقم بن ابي الارقم يختفون فيه عن عيون قريش وازلامها وطغاتها فيؤذونهم او يعذبوهم وولكي يعلمهم فيه اصول الاسلام ونزول ايات القران .
وسيثبت البحث بأذن الله ان ابو بكر وعمر كانا عيونا لقريش التي أعلنت عن جوائز لمن يقتل محمد ويدلهم على مكان اختبائه مع أصحابه فطلبا بأحتيال منهما من يدلهما على مكان اختبائه لعلهم يرجعون الى قريش فخبرونهم بالمكان وعندها يترصدونهم فيأخذونهم واحدا واحدا ليعذبوهم ويفتنوهم عن دينهم .
وهذه الحقيقة نستدل عليها بحبس النبي وأصحابه لأبو بكر وامه في دار الارقم والحاح أبو بكر على النبي في الظهور فحبسه وامه كليهما مدة طويلة من الزمن شهرا من اليوم الذي اتاهم فيه قد ضربه عتبة بن ربيعة كما ذكرت الروايات .
فرجل ضربه احد عتاة قريش ثم جاء الى دارهم دون علم مسبق منهم فلم يشك بعضهم بأسلامه الذي ادعاه لكن أصحاب الحزم فيهم وخاصة النبي احتبسه وامه في الدار ولم يسمحوا له بالخروج حتى يستبين لهم امره . فهذا يدل على انه كان عينا لقريش لا يتوقعون اسلامه وكيف لهم ان يثقوا به وقد علموا شدته على رسول الله (ص) وإذيته له وهوالذي جاء وامسك يدي النبي (ص) من خلفه حتى تضربه قريش ولكي لا يستطيع النبي الدفاع عن نفسه بيديه ، ولا بد ان الشيء الأخر الذي شككهم فيه هو الحاحه على النبي بالظهور وليس للمسلمين حينها من دافع لهم او مانع يمنع قريش من اذية المسلمين وقتلهم وهم قلة أربعين رجلا كما ذكر عمر حين دخل عليهم وعدهم رجلا رجلا فهؤلاء الأربعين كيف يستطعون دفع قريش عن قتلهم وتعذيبهم فليس هناك من غاية لطلب أبو بكر بالخروج غير هذا وخاصة انه لم يكن مسلما قبل ذلك ولم يعلموا بأسلامه بدليل انه طلب من امه ان تذهب الى امرأة عرف هو بأسلامها كي تدله على مكان اختباء النبي وأصحابه ولو كان مسلما لكان يجتمع معهم ويعرف مكانهم ، ولذلك احتبسه النبي ورفض طلبه والحاحه بالخروج لأنهم عرفوا حين ذلك سيقوم أبو بكر بأبلاغ قريش عن عددهم واسمائهم واشخاصهم فيقبضون عليهم واحدا بعد اخر. وهذا ما حصل بالفعل بعد ان اظهر عمر لقريش مكانهم فكان أصحابه يعذبون ويفتنون فعمر وأبو بكر قد عرفوهم و وبهذين وخاصة عمر الذي كان يدلهم عليهم عرفت قريش المسلمين من أصحاب النبي فتأتي اليهم وتخرجهم الى بطاح مكة فتعذبهم وتقتلهم ولذلك ان النبي لما رأى اذية أصحابه بسبب ما فعله أبو بكر وعمر امرهم بالهجرة للحبشة .
فلقد ذكرت كتب التاريخ هذه الرواية عن عائشة وهي تتحدث عن اسلام أبو بكر وعمر .
تذكر هذه الرواية ان أبو بكر ضرب مرتين المرة الأولى ضربه عتبة بالنعال على وجهه وكانت سببا لدخوله الى دار الارقم التي لم يكن أبو بكر يندلها حيث يختبئ النبي والمسلمون والتي فيها بقي شهرا يلح على النبي في الظهور والمرة الثانية في اليوم الذي اسلم حمزة وخرج المسلمون من مخبئهم حتى طافوا في البيت وخرج كل رجل الى عشيرته قام خطيبا فضربه المشركون مرة أخرى .
البداية والنهاية ط هجر (4/ 76)
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَحَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا اجْتَمَعَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانُوا ثَمَانِيَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا، أَلَحَّ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الظُّهُورِ، فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّا قَلِيلٌ ". فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُلِحُّ حَتَّى ظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَفَرَّقَ الْمُسْلِمُونَ فِي نَوَاحِي الْمَسْجِدِ، كُلُّ رَجُلٍ فِي عَشِيرَتِهِ، وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ، فَكَانَ أَوَّلَ خَطِيبٍ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَثَارَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَضُرِبُوا فِي نَوَاحِي الْمَسْجِدِ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَوُطِئَ أَبُو بَكْرٍ وَضُرِبَ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَدَنَا مِنْهُ الْفَاسِقُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِنَعْلَيْنِ مَخْصُوفَيْنِ وَيُحَرِّفُهُمَا لِوَجْهِهِ، وَنَزَا عَلَى بَطْنِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَا يُعْرَفُ وَجْهُهُ مِنْ أَنْفِهِ، وَجَاءَ بَنُو تَيْمٍ يَتَعَادَوْنَ، فَأَجْلَتِ الْمُشْرِكِينَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَحَمَلَتْ بَنُو تَيْمٍ أَبَا بَكْرٍ فِي ثَوْبٍ حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ، وَلَا يَشُكُّونَ فِي مَوْتِهِ، ثُمَّ رَجَعَتْ بَنُو تَيْمٍ فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ، وَقَالُوا: وَاللَّهِ لَئِنْ مَاتَ أَبُو بَكْرٍ لَنَقْتُلَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ. فَرَجَعُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَجَعَلَ أَبُو قُحَافَةَ وَبَنُو تَيْمٍ يُكَلِّمُونَ أَبَا بَكْرٍ حَتَّى أَجَابَ، فَتَكَلَّمَ آخِرَ النَّهَارِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَمَسُّوا مِنْهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَعَذَلُوهُ، ثُمَّ قَامُوا، وَقَالُوا لِأُمِّهِ أُمِّ الْخَيْرِ: انْظُرِي أَنْ تُطْعِمِيهِ شَيْئًا، أَوْ تَسْقِيهِ إِيَّاهُ. فَلَمَّا خَلَتْ بِهِ أَلَحَّتْ عَلَيْهِ وَجَعَلَ يَقُولُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لِي عَلْمٌ بِصَاحِبِكَ. فَقَالَ: اذْهَبِي إِلَى أُمِّ جَمِيلِ بِنْتِ الْخَطَّابِ فَاسْأَلِيهَا عَنْهُ. فَخَرَجَتْ حَتَّى جَاءَتْ أُمَّ جَمِيلٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَسْأَلُكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَتْ: مَا أَعْرِفُ أَبَا بَكْرٍ وَلَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِنْ كُنْتِ تُحِبِّينَ أَنْ أَذْهَبَ مَعَكِ إِلَى ابْنِكِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَمَضَتْ مَعَهَا حَتَّى وَجَدَتْ أَبَا بَكْرٍ صَرِيعًا دَنِفًا، فَدَنَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَأَعْلَنَتْ بِالصِّيَاحِ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنَّ قَوْمَا نَالُوا هَذَا مِنْكَ لَأَهْلُ فِسْقٍ وَكُفْرٍ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَنْتَقِمَ اللَّهُ لَكَ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَتْ: هَذِهِ أَمُّكَ تَسْمَعُ. قَالَ: فَلَا شَيْءَ عَلَيْكِ مِنْهَا. قَالَتْ: سَالِمٌ صَالِحٌ. قَالَ: أَيْنَ هُوَ؟ قَالَتْ: فِي دَارِ ابْنِ الْأَرْقَمِ. قَالَ: فَإِنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ لَا أَذُوقَ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبَ شَرَابًا أَوْ آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَأَمْهَلَتَا حَتَّى إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ وَسَكَنَ النَّاسُ، خَرَجَتَا بِهِ يَتَّكِئُ عَلَيْهِمَا حَتَّى أَدْخَلَتَاهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَأَكَبَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَبَّلَهُ، وَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، وَرَقَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رِقَّةً شَدِيدَةً. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ بِي بَأْسٌ إِلَّا مَا نَالَ الْفَاسِقُ مِنْ وَجْهِي، وَهَذِهِ أُمِّي بَرَّةٌ بِوَلَدِهَا، وَأَنْتَ مُبَارَكٌ، فَادْعُهَا إِلَى اللَّهِ، وَادْعُ اللَّهَ لَهَا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَسْتَنْقِذَهَا بِكَ مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدَعَاهَا إِلَى اللَّهِ، فَأَسْلَمَتْ، وَأَقَامُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدَّارِ شَهْرًا، وَهُمْ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا. وَقَدْ كَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسْلَمَ يَوْمَ ضُرِبَ أَبُو بَكْرٍ.....الى اخر الرواية وهو متعلق باسلام عمر وهو ما سنحلله ونبحثه بعد الكشف عن طريقة اسلام أبو بكر وكيف انهما اقحما انفسهما من دون اختيار منهم لغيره الا ان يكونا من المسلمين .
تحليل الرواية للوقوف على حقيقتها :
- من خلال الرواية نعرف ان سبب دخول أبو بكر الى دار الارقم هو ضرب عتبة بن ربيعة له . ولكنه يظهر ان هناك دمج متعمد فيها حذف فيها كلام لتحريف حقيقة ما فهي في أولها تذكر انه أيضا ضرب بعد الحاحه بالخروج والظهور وخروج النبي والمسلمون من دار الارقم وتفرق كل في عشيرته قام خطيبا والنبي كان جالسا فقام المشركون هذه المرة بضربه وضرب المسلمون أيضا في نواحي المسجد ضربا شديدا
ثم تذكر مرة أخرى ان عتبه وطئه وضربه ضربا شديدا ونال من وجه بالنعال وحمله بنوا تيم الى داره واستدل هو على بيت النبي حيث يختبئ مع أصحابه فذهب مع امه والدليل نحو بيت الارقم وهذا الدمج لا تذكره بعض الروايات فهي تقتصر الى قولها ( وَثَارَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَضُرِبُوا فِي نَوَاحِي الْمَسْجِدِ ضَرْبًا شَدِيدً) ولا تذكر ذلك الدمج التحريفي (وَوُطِئَ أَبُو بَكْرٍ وَضُرِبَ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَدَنَا مِنْهُ الْفَاسِقُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِنَعْلَيْنِ مَخْصُوفَيْنِ وَيُحَرِّفُهُمَا لِوَجْهِهِ، وَنَزَا عَلَى بَطْنِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَا يُعْرَفُ وَجْهُهُ مِنْ أَنْفِهِ، وَجَاءَ بَنُو تَيْمٍ يَتَعَادَوْنَ، فَأَجْلَتِ الْمُشْرِكِينَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَحَمَلَتْ بَنُو تَيْمٍ أَبَا بَكْرٍ فِي ثَوْبٍ حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ، وَلَا يَشُكُّونَ فِي مَوْتِهِ) فهذا الضرب هنا هو اول ضرب ناله أبو بكر وكان سببا لدخوله في صف المسلمين معتقدين بأسلامه .
ما الذي جعل عتبة يضرب أبو بكر مع انه لم يكن مسلم حينها لأنه لو كان مسلما لكان يعرف أين يجتمع مع النبي وأصحابه في دار الارقم ولما احتاج ان يستدل عليه بواسطة امرأة هي ام جميل بنت الخطاب ولعلها اخت عمر بن الخطاب كان يعرف انها مسلمة حيث حملته وامه الى دار الارقم.
من المعروف عن عتبه انه من ابطال قريش يعدونه بألف رجل وكان ابنه أبو حذيفة من المسلمين وربما كان يخاف عليه القتل او يخاف الفضيحة على بسبب تجسس ودلاء أبو بكر او عمر على النبي وأصحابه لذلك ضربهم خوفا من ان يدلوا قريش على مكان المسلمين فتكون فتنة في قريش فيقتل ابنه او انه سيفتضح أيضا ولعتبة مواقف خيرة لم يكن يدعوا الى قتال النبي وأصحابه وكان يواجه أبو سفيان وأبو جهل في عدائهم للأسلام انه عداء لبني هاشم فكان النبي يذكر منه تلك المواقف فقد نظر اليه يوم بدر فقال :
مصنف ابن أبي شيبة (7/ 355)
لَمَّا نَزَلَ الْمُسْلِمُونَ بَدْرًا وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:356] إِلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ , فَقَالَ: «إِنْ يَكُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ خَيْرٌ فَعِنْدَ صَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ , إِنْ يُطِيعُوهُ يَرْشُدُوا» , فَقَالَ عُتْبَةُ: أَطِيعُونِي وَلَا تُقَاتِلُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ ......)
اذا من هنا يتوضح موقف عتبة بن ربيعة حين ضرب أبو بكر بالنعال وحين ضرب عمر وجلس على بطنه وادخل أصابعه في عيني عمر حتى انقذه اشراف قريش منه .
فعتبة رغم انه مشرك لكنه كان معارضا للعنف الذي تستخدمه قريش مع المسلمين ولذلك ضرب أبو بكر وعمر خوفا مما سيحدث في مكة لو دلهم على مكان اختباء النبي وصحابه او لعله خائفا على ابنه الذي يعلم انه معهم في الدار.
اما الضرب الثاني فكان بعد خروج المسلمين من دار الارقم حيث ادعت الرواية ان أبو بكر قام خطيبا وكان النبي جالس ،
ترى ما لذي دعا قريش لضرب أبو بكر طبعا هم اعتبروه مسلما بعد هذه الغيبة والحبس مع المسلمين في دار اختبائهم اعتبروه مسلما فما الذي جعل من أبو بكر ان يقوم خطيبا في قريش غير مهتم لجلوس النبي فقد انفضح امره ، هل كان يعتبر نفسه مازال من قريش وليس مسلم من حيث ان أبو بكر لم يكن بالشخص القوي لا شخصا ولا عشيرة وقد ضربه عتبة سابقا بالنعال على وجهه فلم يدفع عنه احد فلماذا قام خطيبا في قريش وما الذي قال لهم ان الراجح انه طالبهم بالجائزة واعتبر نفسه انه هو من اظهر المسلمين من مخبئهم واخرجهم لكن قريش وخاصة أبو جهل أصرت على انه مسلم ربما لكي لا يعطيه الجائزة . فضربوه المرة الثانية .
بعد هذا تحدث الروايات ان أبو بكر بقي حبيس داره فلا هو من المسلمين فيكون معهم ويهاجر الى الحبشة ولا بعد ذلك الى المدينة ولا هو من مشركي قريش فيخرج اليهم ويأمن على نفسه فيهم . فالمسلمون يعتقدون انه عين لقريش وقريش تعتقد انه مسلم لبقاءه مع المسلمين هو وامه في دارهم شهرا .
يتبع لكشف حقيقة التحريف في طريقة اسلام عمر وكيف دل المشركين على مكان اختباء النبي وأصحابه .
كل ما يكتبه علي ذو الشوكة هو من أفكاره حصرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
اللهم صل على محمد وآل محمد
لقد تعرض تاريخنا الى التحريف المتعمد بسبب الهوى الاعتقادي لكي يزخرفوا أفعال واقوال رجال كانت لهم مرحلة سياسية حرجة اخطؤا فيها كثيرا واحدثوا فيها انقلابا على سلطان النبي (ص) وانحرافا عن صراط الله وسنة رسوله (ص) وكان لهذا اثره المدمر على الإسلام والمسلمين في عودة اثار الجاهلية على الأمة الإسلامية واعاقتها من التقدم والرقي في كافة المجالات وادخلها في انحطاط لا يزال مستمرا منذ ذلك اليوم الذي حدث في فيه الانقلاب السياسي على الرسالة الإلهية النبوية فحرفت الأحاديث وانتشر الكذب وزور التاريخ بسبب منعهم الكتابة والتدوين التاريخي فأخترعت شخصيات لم يكن لها وجود القي اليها تبعات واعباء أخطاء اخرين او اخترعت شخصيات لزخرفة سيرة اشخاص ممدوحين عند اتباعهم فأخترعوا افعالا واقوالا وفضائل تصب لزخرفة شخصيات تحوم حولهم الشبهات من كل مكان لأنك حين تبحث عن واقع هذه الفضائل المخترعة لن تجد لها واقع صحيح ثابت في سيرتهم يوئيد تلك الأحاديث فهنا يبرز الاحتمال هي اما انها مكذوبة او محرفة قد بدلت فيها الأسماء مثل قد حرفوا قول عمر في خوخة أبو بكر سدوا عني كل خوخة الا خوخة أبو بكر حيث الخوخات انتشرت في المسجد في عهده فحرفوه الى ان رسول الله (ص) هو من قال ذلك ليكون فضلا ومكرما لشخصية أبو بكر وحرفوا قول رسول الله في دعاءه لعمه الحمزة بن عبد المطلب ان يعز به الإسلام حرفوا قوله الى انه دعا لعمر بن الحطاب وخاله أبو جهل وكليهما كانا من اعدى أعداء النبي والمسلمين وحرفوا قول رسول الله في كبير علم امير المؤمنين علي ان رسول الله قال مثله لعمر وقالوا عن عمر انه عادل واسطورة في العدل يذكرونها على المنابر وفي هذا كله يناقضه ويخالفه الواقع المعروف عن عمر في سيرته فظلمه وضربه للمسلمين وحرمانه حقوقهم تسخر به سيرته وجهله في كثير من المسائل البسيطة التي تعلمها الصبيان والعجائز حتى اعترف هو بجهله وقلة علمه وهذا كله تجد له المصاديق والشواهد الكثيرة في سيرته فأي كذب واي تحريف ساقه الهوى على الامة الإسلامية . وقالوا عن رسول الله انه كان يبول في قارورة او يبول قائما بينما هذا من فعل أبو بكر وعمر وأبو موسى الاشعري وحرفوا أقوالهم وجعلوها من اقوال رسول الله ليس هذا فقط فقد اخترعوا غزوات لهم جعلوها في عهد رسول الله وليس في عهد خلافتهم هم بل اكثر من ذلك مثلا اخترعوا بنات لبيت النبوة باسم ام كلثوم واحدة زوجوها من عثمان والأخرى زوجوها من عمر والحقيقة ان ام كلثوم هي نفسها زينب بل وفعلوا ونسبوا أفعالا هي من أفعال أبو بكر على انها من أفعال رسول الله (ص) فقالوا ان رسول الله شق امرأة عجوز اسمها ام قرفة شقها نصفين وانه قطع أيدي وارجل رجال من فزارة وعرنيين وسمل اعينهم ولم يسقهم ماء حتى ماتوا عطشا والسبب انهم سرقوا ابلا له والحقيقة انه من فعل أبو بكر نسبوها كذبا وزورا على رسول الله وهم يعلمون ونحن اذ نقول ذلك فأنه من باب الإشارة اليه والا كلا يحتاج الى بحث خاص فيه .
ولا يمكن للأمة من النهوض من جديد مالم تتحرر من ذلك العبئ الذي ترزء تحته الى اليوم وتكشف ما تعرض له تاريخنا وسنة وسيرة نبينا من تحريف وكذب وافتراء على الله وعلى رسوله فشنئوا على رسول الله وامير المؤمنين سيرتهم وسنتهم وناوؤا بني هاشم فضلهم وحاولوا تسقيطهم.
ان العداء والحسد والبغض الذي خلقه هيبة بني هاشم القديمة وسيرتهم في الايمان والنصرة لله ولرسوله. ثم ان الأعداء ومبغضي الامس صاروا بغفلة من الامة وانقلاب وصمت،
اصبحوا ساداتهم فصنعوا ذلك الكذب والتحريف لأنه لولا الكذب والتحريف لما استقام لهم اود ولما استمر لهم حكم فيذكر التاريخ لما قتل الامام علي في محراب الصلاة في المسجد عرف اهل الشام ان عليا كان يصلي لأن الاعلام الاموي صور لهم الامام بأنه لا يصلي .ومثل هذا التحريف وتزييف الحقائق مستمر في الاعلام الحكومي الى اليوم .
ونحن نتناول في هذا البحث بعض ما احدث من تحريف وكذب في العقود الإسلامية الأولى .
من مثل هذا التحريف الكثير كان تحريف وكذب لزخرفة سيرة أبو بكر وعمر وعثمان ومن لف بلفهم وبالمقابل فهم اوهنوا سيرة رجال كانوا مناوئين لهؤلاء وخاصة سيرة النبي وابن عمه امير المؤمنين وبني هاشم عموما .
فنجد في طريقة اسلام أبو بكر وعمر تحريفا وكذبا كبيرا اوهذا ما سنتناوله في هذا البحث . وطريقتنا في كشف التحريف ليس أيجاد حديث اخر يخالفه ونصححه لنثبت به تحريف الأخر لأنه ما يوجد في بعض الكتب من تحريف الا يتبعه النساخ بتحريف بقية الكتب والتي فيها الحديث غير محرف أصلا فيحرفونه لأنه يلائم اهوائهم .
روت كتب التاريخ والرواية اختلافا كبيرا في طريقة اسلامهم يغطون به قضية معينة تلوح عند قراءة اسلامهم وهو ما سيكشفه بحثنا من خلال تحليل الروايات وكشف ملابساتها ولوازمها للوقوف على حقيقة اسلامهم كيف كان حيث سيظهر انهما اقحما انفسهما في مشكلة التعرض لكشف مكان اختباء النبي وأصحابه وإظهاره لأن النبي خوفا على اصحابه ان تؤذيهم قريش اتخذ لهم ملجأ في دار الارقم بن ابي الارقم يختفون فيه عن عيون قريش وازلامها وطغاتها فيؤذونهم او يعذبوهم وولكي يعلمهم فيه اصول الاسلام ونزول ايات القران .
وسيثبت البحث بأذن الله ان ابو بكر وعمر كانا عيونا لقريش التي أعلنت عن جوائز لمن يقتل محمد ويدلهم على مكان اختبائه مع أصحابه فطلبا بأحتيال منهما من يدلهما على مكان اختبائه لعلهم يرجعون الى قريش فخبرونهم بالمكان وعندها يترصدونهم فيأخذونهم واحدا واحدا ليعذبوهم ويفتنوهم عن دينهم .
وهذه الحقيقة نستدل عليها بحبس النبي وأصحابه لأبو بكر وامه في دار الارقم والحاح أبو بكر على النبي في الظهور فحبسه وامه كليهما مدة طويلة من الزمن شهرا من اليوم الذي اتاهم فيه قد ضربه عتبة بن ربيعة كما ذكرت الروايات .
فرجل ضربه احد عتاة قريش ثم جاء الى دارهم دون علم مسبق منهم فلم يشك بعضهم بأسلامه الذي ادعاه لكن أصحاب الحزم فيهم وخاصة النبي احتبسه وامه في الدار ولم يسمحوا له بالخروج حتى يستبين لهم امره . فهذا يدل على انه كان عينا لقريش لا يتوقعون اسلامه وكيف لهم ان يثقوا به وقد علموا شدته على رسول الله (ص) وإذيته له وهوالذي جاء وامسك يدي النبي (ص) من خلفه حتى تضربه قريش ولكي لا يستطيع النبي الدفاع عن نفسه بيديه ، ولا بد ان الشيء الأخر الذي شككهم فيه هو الحاحه على النبي بالظهور وليس للمسلمين حينها من دافع لهم او مانع يمنع قريش من اذية المسلمين وقتلهم وهم قلة أربعين رجلا كما ذكر عمر حين دخل عليهم وعدهم رجلا رجلا فهؤلاء الأربعين كيف يستطعون دفع قريش عن قتلهم وتعذيبهم فليس هناك من غاية لطلب أبو بكر بالخروج غير هذا وخاصة انه لم يكن مسلما قبل ذلك ولم يعلموا بأسلامه بدليل انه طلب من امه ان تذهب الى امرأة عرف هو بأسلامها كي تدله على مكان اختباء النبي وأصحابه ولو كان مسلما لكان يجتمع معهم ويعرف مكانهم ، ولذلك احتبسه النبي ورفض طلبه والحاحه بالخروج لأنهم عرفوا حين ذلك سيقوم أبو بكر بأبلاغ قريش عن عددهم واسمائهم واشخاصهم فيقبضون عليهم واحدا بعد اخر. وهذا ما حصل بالفعل بعد ان اظهر عمر لقريش مكانهم فكان أصحابه يعذبون ويفتنون فعمر وأبو بكر قد عرفوهم و وبهذين وخاصة عمر الذي كان يدلهم عليهم عرفت قريش المسلمين من أصحاب النبي فتأتي اليهم وتخرجهم الى بطاح مكة فتعذبهم وتقتلهم ولذلك ان النبي لما رأى اذية أصحابه بسبب ما فعله أبو بكر وعمر امرهم بالهجرة للحبشة .
فلقد ذكرت كتب التاريخ هذه الرواية عن عائشة وهي تتحدث عن اسلام أبو بكر وعمر .
تذكر هذه الرواية ان أبو بكر ضرب مرتين المرة الأولى ضربه عتبة بالنعال على وجهه وكانت سببا لدخوله الى دار الارقم التي لم يكن أبو بكر يندلها حيث يختبئ النبي والمسلمون والتي فيها بقي شهرا يلح على النبي في الظهور والمرة الثانية في اليوم الذي اسلم حمزة وخرج المسلمون من مخبئهم حتى طافوا في البيت وخرج كل رجل الى عشيرته قام خطيبا فضربه المشركون مرة أخرى .
البداية والنهاية ط هجر (4/ 76)
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَحَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا اجْتَمَعَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانُوا ثَمَانِيَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا، أَلَحَّ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الظُّهُورِ، فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّا قَلِيلٌ ". فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُلِحُّ حَتَّى ظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَفَرَّقَ الْمُسْلِمُونَ فِي نَوَاحِي الْمَسْجِدِ، كُلُّ رَجُلٍ فِي عَشِيرَتِهِ، وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ، فَكَانَ أَوَّلَ خَطِيبٍ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَثَارَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَضُرِبُوا فِي نَوَاحِي الْمَسْجِدِ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَوُطِئَ أَبُو بَكْرٍ وَضُرِبَ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَدَنَا مِنْهُ الْفَاسِقُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِنَعْلَيْنِ مَخْصُوفَيْنِ وَيُحَرِّفُهُمَا لِوَجْهِهِ، وَنَزَا عَلَى بَطْنِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَا يُعْرَفُ وَجْهُهُ مِنْ أَنْفِهِ، وَجَاءَ بَنُو تَيْمٍ يَتَعَادَوْنَ، فَأَجْلَتِ الْمُشْرِكِينَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَحَمَلَتْ بَنُو تَيْمٍ أَبَا بَكْرٍ فِي ثَوْبٍ حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ، وَلَا يَشُكُّونَ فِي مَوْتِهِ، ثُمَّ رَجَعَتْ بَنُو تَيْمٍ فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ، وَقَالُوا: وَاللَّهِ لَئِنْ مَاتَ أَبُو بَكْرٍ لَنَقْتُلَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ. فَرَجَعُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَجَعَلَ أَبُو قُحَافَةَ وَبَنُو تَيْمٍ يُكَلِّمُونَ أَبَا بَكْرٍ حَتَّى أَجَابَ، فَتَكَلَّمَ آخِرَ النَّهَارِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَمَسُّوا مِنْهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَعَذَلُوهُ، ثُمَّ قَامُوا، وَقَالُوا لِأُمِّهِ أُمِّ الْخَيْرِ: انْظُرِي أَنْ تُطْعِمِيهِ شَيْئًا، أَوْ تَسْقِيهِ إِيَّاهُ. فَلَمَّا خَلَتْ بِهِ أَلَحَّتْ عَلَيْهِ وَجَعَلَ يَقُولُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لِي عَلْمٌ بِصَاحِبِكَ. فَقَالَ: اذْهَبِي إِلَى أُمِّ جَمِيلِ بِنْتِ الْخَطَّابِ فَاسْأَلِيهَا عَنْهُ. فَخَرَجَتْ حَتَّى جَاءَتْ أُمَّ جَمِيلٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَسْأَلُكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَتْ: مَا أَعْرِفُ أَبَا بَكْرٍ وَلَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِنْ كُنْتِ تُحِبِّينَ أَنْ أَذْهَبَ مَعَكِ إِلَى ابْنِكِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَمَضَتْ مَعَهَا حَتَّى وَجَدَتْ أَبَا بَكْرٍ صَرِيعًا دَنِفًا، فَدَنَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَأَعْلَنَتْ بِالصِّيَاحِ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنَّ قَوْمَا نَالُوا هَذَا مِنْكَ لَأَهْلُ فِسْقٍ وَكُفْرٍ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَنْتَقِمَ اللَّهُ لَكَ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَتْ: هَذِهِ أَمُّكَ تَسْمَعُ. قَالَ: فَلَا شَيْءَ عَلَيْكِ مِنْهَا. قَالَتْ: سَالِمٌ صَالِحٌ. قَالَ: أَيْنَ هُوَ؟ قَالَتْ: فِي دَارِ ابْنِ الْأَرْقَمِ. قَالَ: فَإِنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ لَا أَذُوقَ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبَ شَرَابًا أَوْ آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَأَمْهَلَتَا حَتَّى إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ وَسَكَنَ النَّاسُ، خَرَجَتَا بِهِ يَتَّكِئُ عَلَيْهِمَا حَتَّى أَدْخَلَتَاهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَأَكَبَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَبَّلَهُ، وَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، وَرَقَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رِقَّةً شَدِيدَةً. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ بِي بَأْسٌ إِلَّا مَا نَالَ الْفَاسِقُ مِنْ وَجْهِي، وَهَذِهِ أُمِّي بَرَّةٌ بِوَلَدِهَا، وَأَنْتَ مُبَارَكٌ، فَادْعُهَا إِلَى اللَّهِ، وَادْعُ اللَّهَ لَهَا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَسْتَنْقِذَهَا بِكَ مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدَعَاهَا إِلَى اللَّهِ، فَأَسْلَمَتْ، وَأَقَامُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الدَّارِ شَهْرًا، وَهُمْ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا. وَقَدْ كَانَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسْلَمَ يَوْمَ ضُرِبَ أَبُو بَكْرٍ.....الى اخر الرواية وهو متعلق باسلام عمر وهو ما سنحلله ونبحثه بعد الكشف عن طريقة اسلام أبو بكر وكيف انهما اقحما انفسهما من دون اختيار منهم لغيره الا ان يكونا من المسلمين .
تحليل الرواية للوقوف على حقيقتها :
- من خلال الرواية نعرف ان سبب دخول أبو بكر الى دار الارقم هو ضرب عتبة بن ربيعة له . ولكنه يظهر ان هناك دمج متعمد فيها حذف فيها كلام لتحريف حقيقة ما فهي في أولها تذكر انه أيضا ضرب بعد الحاحه بالخروج والظهور وخروج النبي والمسلمون من دار الارقم وتفرق كل في عشيرته قام خطيبا والنبي كان جالسا فقام المشركون هذه المرة بضربه وضرب المسلمون أيضا في نواحي المسجد ضربا شديدا
ثم تذكر مرة أخرى ان عتبه وطئه وضربه ضربا شديدا ونال من وجه بالنعال وحمله بنوا تيم الى داره واستدل هو على بيت النبي حيث يختبئ مع أصحابه فذهب مع امه والدليل نحو بيت الارقم وهذا الدمج لا تذكره بعض الروايات فهي تقتصر الى قولها ( وَثَارَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَضُرِبُوا فِي نَوَاحِي الْمَسْجِدِ ضَرْبًا شَدِيدً) ولا تذكر ذلك الدمج التحريفي (وَوُطِئَ أَبُو بَكْرٍ وَضُرِبَ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَدَنَا مِنْهُ الْفَاسِقُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِنَعْلَيْنِ مَخْصُوفَيْنِ وَيُحَرِّفُهُمَا لِوَجْهِهِ، وَنَزَا عَلَى بَطْنِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَا يُعْرَفُ وَجْهُهُ مِنْ أَنْفِهِ، وَجَاءَ بَنُو تَيْمٍ يَتَعَادَوْنَ، فَأَجْلَتِ الْمُشْرِكِينَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَحَمَلَتْ بَنُو تَيْمٍ أَبَا بَكْرٍ فِي ثَوْبٍ حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ، وَلَا يَشُكُّونَ فِي مَوْتِهِ) فهذا الضرب هنا هو اول ضرب ناله أبو بكر وكان سببا لدخوله في صف المسلمين معتقدين بأسلامه .
ما الذي جعل عتبة يضرب أبو بكر مع انه لم يكن مسلم حينها لأنه لو كان مسلما لكان يعرف أين يجتمع مع النبي وأصحابه في دار الارقم ولما احتاج ان يستدل عليه بواسطة امرأة هي ام جميل بنت الخطاب ولعلها اخت عمر بن الخطاب كان يعرف انها مسلمة حيث حملته وامه الى دار الارقم.
من المعروف عن عتبه انه من ابطال قريش يعدونه بألف رجل وكان ابنه أبو حذيفة من المسلمين وربما كان يخاف عليه القتل او يخاف الفضيحة على بسبب تجسس ودلاء أبو بكر او عمر على النبي وأصحابه لذلك ضربهم خوفا من ان يدلوا قريش على مكان المسلمين فتكون فتنة في قريش فيقتل ابنه او انه سيفتضح أيضا ولعتبة مواقف خيرة لم يكن يدعوا الى قتال النبي وأصحابه وكان يواجه أبو سفيان وأبو جهل في عدائهم للأسلام انه عداء لبني هاشم فكان النبي يذكر منه تلك المواقف فقد نظر اليه يوم بدر فقال :
مصنف ابن أبي شيبة (7/ 355)
لَمَّا نَزَلَ الْمُسْلِمُونَ بَدْرًا وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:356] إِلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ , فَقَالَ: «إِنْ يَكُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ خَيْرٌ فَعِنْدَ صَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ , إِنْ يُطِيعُوهُ يَرْشُدُوا» , فَقَالَ عُتْبَةُ: أَطِيعُونِي وَلَا تُقَاتِلُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ ......)
اذا من هنا يتوضح موقف عتبة بن ربيعة حين ضرب أبو بكر بالنعال وحين ضرب عمر وجلس على بطنه وادخل أصابعه في عيني عمر حتى انقذه اشراف قريش منه .
فعتبة رغم انه مشرك لكنه كان معارضا للعنف الذي تستخدمه قريش مع المسلمين ولذلك ضرب أبو بكر وعمر خوفا مما سيحدث في مكة لو دلهم على مكان اختباء النبي وصحابه او لعله خائفا على ابنه الذي يعلم انه معهم في الدار.
اما الضرب الثاني فكان بعد خروج المسلمين من دار الارقم حيث ادعت الرواية ان أبو بكر قام خطيبا وكان النبي جالس ،
ترى ما لذي دعا قريش لضرب أبو بكر طبعا هم اعتبروه مسلما بعد هذه الغيبة والحبس مع المسلمين في دار اختبائهم اعتبروه مسلما فما الذي جعل من أبو بكر ان يقوم خطيبا في قريش غير مهتم لجلوس النبي فقد انفضح امره ، هل كان يعتبر نفسه مازال من قريش وليس مسلم من حيث ان أبو بكر لم يكن بالشخص القوي لا شخصا ولا عشيرة وقد ضربه عتبة سابقا بالنعال على وجهه فلم يدفع عنه احد فلماذا قام خطيبا في قريش وما الذي قال لهم ان الراجح انه طالبهم بالجائزة واعتبر نفسه انه هو من اظهر المسلمين من مخبئهم واخرجهم لكن قريش وخاصة أبو جهل أصرت على انه مسلم ربما لكي لا يعطيه الجائزة . فضربوه المرة الثانية .
بعد هذا تحدث الروايات ان أبو بكر بقي حبيس داره فلا هو من المسلمين فيكون معهم ويهاجر الى الحبشة ولا بعد ذلك الى المدينة ولا هو من مشركي قريش فيخرج اليهم ويأمن على نفسه فيهم . فالمسلمون يعتقدون انه عين لقريش وقريش تعتقد انه مسلم لبقاءه مع المسلمين هو وامه في دارهم شهرا .
يتبع لكشف حقيقة التحريف في طريقة اسلام عمر وكيف دل المشركين على مكان اختباء النبي وأصحابه .
كل ما يكتبه علي ذو الشوكة هو من أفكاره حصرا
تعليق