المشاركة الأصلية بواسطة علي ذو الشوكة
بسم الله الرحمن الرحيم
قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
اللهم صل على محمد وآل محمد
ان مما ثبت لدى الراوين والمحققين السنة ان اسلام عمر كان متأخرا الى السنة السادسة قبل الهجرة وبعد الهجرة الى الحبشة وهذا ثابت في الروايات وخاصة لدى محققي السنة وكتابهم ورواتهم
تاريخ المدينة لابن شبة (2/ 661)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ [ص:661] بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: «وُلِدْتُ قَبْلَ الْفُجَارِ الْأَعْظَمِ الْآخِرِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ» وَأَسْلَمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ السَّنَةَ السَّادِسَةَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَةً قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: أَسْلَمَ عُمَرُ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ "
اما الروايات التي تقول ان عمر شهد الشهادتين في دار الارقم واعلن اسلامه في مجالس قريش وانه ضرب ابطال واشراف قريش وانه خرج في صف مع الحمزة اثناء خروجهم من اختبائهم في دار الارقم فهذا كله من تحريفات المتعصبين لعمر والتي شملت مثل هذه الروايات ،
أضافة لتحريف المحرفين في الكتب هناك كذب الروات انفسهم فعمر بن الخطاب أراد ان يغطي سوءة تأخر اسلامه ومكره في اظهار مكان اختباء النبي بأصحابه واندساسه بينهم فكشف أسمائهم لقريش لتعذيبهم ، قد ادعى كاذبا انه اسلم في دار الارقم وانه كان رابع أربعين في الدار فأسلم هناك وانه نزلت الاية (حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) ولكن هذه الاية من سورة الانفال وثابت انها مدنية وليست مكية فأنكشف كذب عمر وادعاءه بنزول الايات في حقه
- كنز العمال : 12 / 545 : ( فجئت حتى دخلت على أختي فإذا خباب ابن الإرت عندها وزوجها ! فقال خباب : ويحك يا عمر ! أسلم ، فدعوت بالماء فتوضأت ثم خرجت إلى النبي ( ص ) ، فقال لي : قد استجيب لي فيك يا عمر ، أسلم ، فأسلمت وكنت رابع أربعين رجلاً ممن أسلم ونزلت ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) ( أبو نعيم في الدلائل ) .
فهنا بان الكذب الذي ادعاه عمر وادعوه له والتحريف الذي فعله المحرفون والكاذبون في الروايات في طريقة اسلام عمر . وفي هذا البحث سنعرض قضية غائبة عن الاذهان كليا وسنثبتها وهي قضية ان عمر بعثته قريش كي يقتل النبي وليعرف مكان اختباءه مع أصحابه فيقتلوهم او يعذبوهم بعد ان عجزوا عن قتل النبي وهو يمشي بينهم لقوة عشيرته فبني هاشم هم سادة مكة الحقيقين قبل ان يحدث أبو سفيان وأبو جهل انقلابا على ابي طالب وبني هاشم ليصبح هو السيد بلا منازع بعد قتل كبراء قريش في بدر .
احتال عمر بعد تجسسه على بيت اخته فسمعهم يقرؤن صحيفة من القران
في هذا البحث نركز على قضية عمر ودوره في اظهار النبي وأصحابه وتعذيبهم ودله قريش على المسلمين منهم حتى تعذبهم وتقتلهم وكانت سببا لهجرة المسلمين الى الحبشة ومن ثم الى المدينة .
وتذكر الروايات المحرفة في كيفية اسلام عمر ان الحمزة عم النبي اسلم يوم ضرب أبو بكر وان عمر وخاله أبو جهل دعا لهما النبي يوم الأربعاء واسلم عمر يوم الخميس ودخل دار الارقم بحيلة على اخته المسلمة والذي لم يكن هو الأخر يعرف أين مثل أبوبكر لا يعرف أين يختبئ المسلمون مع نبيهم حذرا من اذى قريش لهم .
وكيف يصح عقلا ومنطقا ان يدعوا النبي ان يعز الإسلام بمن بان منه العداء فالمفوض المنطقي ان يدعوا اللع ان يكف شرهما عن الأسلام
يقول ابن حبان في سيرته
و كان عمر من أشد قريش على رسول الله صلى الله عليه و سلم شغبا و أكثرهم للمسلمين أذى.
السيرة لابن حبان (ص: 69)
وكيف يصح عقلا ان لا يدعو النبي لعمه وقد أبان الله فيه عزة لرسوله وللمسلمين في موقف مشهور قبل اسلامه
في بعض الروايات ان خباب واخته بشروا عمر ان النبي دعا له ولخاله أبو جهل ان يعز الإسلام بهما او بأحدهما وهو باطل اذ كيف يصح منطقيا ان يدعوا النبي لأعداءه ولم يبدر منهم الا الأذى والسوء ان يعتز بهما اليس المفروض ان يدعو الله ان يكف شرهما عنه اليس من المفروض ان يدعوا الله لعمه الحمزة وقد بان منه بوادر الايمان وقد اعتز به يوم ضرب أبو جهل على وجهه :
المعجم الكبير للطبراني (3/ 140)
2926 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَقِيلٍ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ اعْتَرَضَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّفَا فَآذَاهُ، وَكَانَ حَمْزَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَاحِبَ قَنْصٍ وَصَيْدٍ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ فِي قَنْصِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ، وَكَانَتْ قَدْ رَأَتْ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، لَوْ رَأَيْتَ مَا صَنَعَ - تَعْنِي أَبَا جَهْلٍ - بِابْنِ أَخِيكَ؟ فَغَضِبَ حَمْزَةُ، وَمَضَى كَمَا هُوَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، وَهُوَ مُعَلِّقٌ قَوْسَهُ فِي عُنُقِهِ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَ أَبَا جَهْلٍ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قُرَيْشٍ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ حَتَّى عَلَا رَأْسَهُ بِقَوْسِهِ فَشَجَّهُ، فَقَامَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى حَمْزَةَ يُمْسِكُونَهُ عَنْهُ، فَقَالَ حَمْزَةُ: «دِينِي دِينُ مُحَمَّدٍ، أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، فَوَاللهِ لَا أَنْثَنِي عَنْ ذَلِكَ، فَامْنَعُونِي مَنْ ذَلِكَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» . فَلَمَّا أَسْلَمَ حَمْزَةُ عَزَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ، وَثَبَتَ لَهُمْ بَعْضُ أَمْرِهِمْ وهابَتْهُ قُرَيْشٌ، وَعَلِمُوا أَنَّ حَمْزَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَيَمْنَعُهُ
وتذكر روايات أخرى تفاصيل أخرى انه بعثته قريش او خاله أبو جهل بالتحديد كي يقتل محمد او يدلهم على مكانه مع المسلمين حيث يختبئ لأن النبي ثبت انهم لا يستطيعون ان يقتلوه وبقت قريش في مجلسها تنظر عودة عمر مما وجهوه له ،
وهو في الطريق صدفه رجل اخر من بني عدي عشيرة عمر وفي نفس المنطقة التي هو ذاهب لها في اعلى الصفى لعله يقتل النبي او يعرف مكانه فدله هذا الرجل على طريقة احسن من ذلك وهو ان يذهب الى بيت ام جميل بنت الخطاب اخت عمر فوشى له انها وزوجها قد اسلما وكان معروفا عنهم انهم قد اسلموا وقد استغلها أبو بكر من قبل شهر فدلته على مكان النبي وأصحابه وبالفعل ذهب عمر من ساعته الى بيت اخته فتلصلص عليهم فسمع هينمة انهم يقرأون القران من داخل البيت فدخل عليهما واظهر ارهابا لهم ثم تعاطف معهم فطمعا بأسلامه لما طلبا من ان يغتسل ليقرأ الصحيفة ثم طلب منهم ان يدلوه على مكان اختباء النبي مع أصحابه وتذكر الروايات انهم انهم شكوا فيه واستوثقاه ولم يصدقاه ، يقول عمر في روايته فلما عرفوا الصدق مني دلوني على مكان اختباء النبي مع أصحابه فقالوا انه في دار بأعلى الصفى في دار الارقم بن ابي الارقم ولما علم بذلك واستيقن جاء عمر الى مجلس قريش وهم ينتظرون قدومه فقد اخبرهم بذلك نعيم بن نحام وهو الرجل الذي لاقاه عمر في مسيره لقتل النبي ودلاه على طريقة لا يقوم بها غير عمر وهي احسن للكشف عن مخبئهم من خلال اخته وزوجها فجاء عمر من وجهته وقريش تنتظره ان تعرف ماذا حصل من اخته وهل عرف مكان النبي واختباءه فلما جاء عمر قال له أبو جهل مازحا (يقول فلان انك صبوت ) ينوه له عما اخبرهم به نعيم بن نحام احد بني عدي حيث قال لهم انه دله على طريقة سيدعي بها الإسلام ويصبأ لكي يخدع اخته وزوجها حتى يخبروه عن مكان النبي وأصحابه ، فجاء عمر وقام في مجالس قريش ينادي يظهر لهم مكان النبي وأصحابه ويدلهم على الدار التي يختبؤون فيها لكي يقبضوا عليهم واحدا بعد واحد حين يخرجون من الدار فقام اليه عتبة بن ربيعة يضربه ويجلد به الأرض وجلس على بطنه وادخل أصابعه بعينه وهو يصرخ تحته حتى انقذته منه قريش واخذ يلوذ برجالات قريش منه كلما جاءه عتبة من جهة اخذ بشريف منهم يلوذ به كي لا يضربه عتبة ولا يبطش به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البداية والنهاية ط هجر (4/ 76)
ثُمَّ خَرَجَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ مَرَّ بِقُرَيْشٍ وَهِيَ تَنْتَظِرُهُ، فَقَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ: يَزْعُمُ فَلَانٌ أَنَّكَ صَبَأْتَ. فَقَالَ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَوَثَبَ الْمُشْرِكُونَ إِلَيْهِ، وَوَثَبَ عَلَى عُتْبَةَ فَبَرَكَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ يَضْرِبُهُ، وَأَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فِي عَيْنَيْهِ، فَجَعَلَ عُتْبَةُ يَصِيحُ، فَتَنَحَّى النَّاسُ، فَقَامَ عُمَرُ فَجَعَلَ لَا يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَ شَرِيفَ مَنْ دَنَا مِنْهُ، حَتَّى أَعْجَزَ النَّاسَ، وَاتَّبَعَ الْمَجَالِسَ الَّتِي كَانَ يُجَالِسُ فِيهَا فَيُظْهِرُ الْإِيمَانَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ ظَاهِرٌ عَلَيْهِمْ،[LIST][*]في الروايات تحريف وتزوير واضح حيث تقول ان عمر هو من ضرب عتبة بن ربيعة وهو احد ابطال قريش وعتاتهم وجلد به الأرض وادخل أصابعه في عينيه لكن هذا غير معقول لكل ذي لب فعتبة كان شجاعا يعد بألف فارس حتى الحمزة عندما بارزه يوم بدر اخذا يتصارعان كأنهما فحلان ولم يستطع الحمزة ان يقتله وحده رغم بسالة الحمزة وشجاعته حتى اعانه عليه امير المؤمنين علي ، كيف وعمر معروف بجبنه وخساسة أفعاله وانهزامه في كل الحروب التي خاضها المسلمون أضافة الى ضعة بني عدي في قريش فهل يمكن ان يفعل هذا مثل عمر بسيد من سادات قريش وابطالها امام سادات قريش لا يصدق هذا الا من عدم عقله واطاع هواه . [/LIST]ولكي نقف على موقف عتبة لماذا ضرب عمر حينما اظهر لقريش مكان اختباء النبي وأصحابه فعتبة ابن ربيعة كان ابنه من أوائل المسلمين الذين اسلموا وقد خاف على ابنه ان تعذبه قريش او لعله خاف ان يفتضح بينهم لو انكشف امر ابنه او لأن النبي يكون قريبا له وعموما كان عتبة من المعارضين على استخدام العنف ضد النبي وأصحابه ومثل هذا الحدث لا يعرف نتيجة ما الذي سيجره عليهم وقد يؤدي الى نتيجة غير محمودة لذلك عارض اظهار اختباء المسلمين وفضل تركهم وشأنهم والرجل له مواقف معروفة في ذلك .
الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (1/ 187
(عتبة بن ربيعة كان مخالفا لقومه في معادات الرسول )
الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (1/ 186)
وعن محمد بن كعب القرظى، قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة، وكان سيدا، قال يوما وهو جالس فى نادى قريش، والنبى صلى الله عليه وسلم جالس فى المسجد وحده: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟
وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون. فقالوا: بلى يا أبا الوليد، فقم إليه فكلمه.........
وانصرف عمر واخذ يتتبع المجالس التي كان يجلس فيها فيظهر لهم مكان النبي واصحابه ويأمرهم بقتلهم وبالقبض عليهم واحدا واحدا قبل ان يتفرقوا ثم انصرف لوجهه تلقاء دار الارقم بن ابي الارقم ليتأكد منهم ويتجسس عليهم كما هي عادته في التجسس فذهب الى الدار واخذ يطوف حولها وجاء عند الباب لكي يستمع لما يقولون فرؤوه من خلل الباب وكان الباب به خلال وعرفوا انه عمر جاء يريد شرا لكنه لم يستطع ان يرى ما بدخل الدار حتى يقترب اكثر من الباب وينظر من خلاله لأنهم يروه وهو لا يراهم انهم ينظرون اليه فهم في ظلام نسبة لما هو في نهار فلما اقترب ليرهم من خلل الباب وتوجسوا المسلمون منه خيفة واشفقوا انه سيدل قريش عليهم
السيرة لابن حبان (ص: 69)
فقال له عمر : دلني عليه يا خباب حتى أتيه فأسلم فقال له خباب : هو في بيت عند الصفا معه فيه نفر من أصحابه فأخذ عمر سيفه فتوشحه ثم عمد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما بلغ ضرب عليه الباب فلما سمع المسلمون صوته قام رجل فنظر من خلال الباب فرآه متوشحا بالسيف فقال حمزة بن عبد المطلب : أئذن له فإن كان يريد خيرا به لناله و إن كان يريد شرا قتلناه بسيفه
وكان حمزة عم النبي معهم في الدار آمن حديثا فأستصغر شأن عمر وقال انه سيقتله بسيفه ان جاء بشر وإذن لهم ان يفتحوا الباب الذي كان موصدا وامساكه لقتله او لمعرفة لماذا جاء ففتح الباب رجلان وامسكا بتلابيبه وادخلاه الدار وطرحاه ارضا فسمع النبي جلبتهم فخرج من الغرفة فزعا بغير رداء فرآى عمر فقال له ما جاء بك واخذ النبي يضربه في صدره ثلاثا فقال عمر جئت لأمن بك فقال له ما ارك منتهيا حتى ينزل الله بك قارعة مثل ما نزل بالوليد من الايات فأخذ عمر يضحك من قول رسول الله (ص) ، فتركه النبي ودخل الحجرة يوحى اليه ولعل المسلمون اردوا حبسه في الدار كما حبسوا قبله أبو بكر وامه حين توهما انهم سيخدعون المسلمين ويتركونهم يغادرون البيت فيظهرون لقريش مكان اختبائهم . في هذا الوقت احتجزوا عمر عن الخروج و كان عمر يعد الرجال ويتعرف عليهم باسمائهم وعددهم ، وجاء الى النبي عينا من عيونه فأخبره بما فعل عمر في مجالس قريش وانه يريد قتله
كنز العمال (12/ 604)
35887- عن ابن عمر قال: اجتمعت قريش فقالوا: من يدخل على هذا الصابئ فيرده عما هو عليه فيقتله؟ فقال عمر بن الخطاب: أنا، فأتى العين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن عمر بن الخطاب يأتيك فكن منه على حذر!
وفي رواية ابن عساكر
(وقد بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عمر يطلبه ليقتله ولم يبلغه إسلامه ، فلما انتهى عمر إلى الدار استفتح ، فلما رأى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر متقلدا بالسيف أشفقوا منه ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجل القوم فقال : افتحوا له ، فإن كان الله يريد بعمر خيرا اتبع الإسلام وصدق الرسول ، وإن كان يريد غير ذلك يكن قتله علينا هينا . فابتدره رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - داخل البيت يوحى إليه ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سمع صوت عمر وليس عليه رداء حتى أخذ بمجمع قميص عمر وردائه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما أراك منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الرجز ما أنزل بالوليد بن المغيرة ثم قال : اللهم اهد عمر فضحك عمر فقال : يا نبى الله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فكبر أهل الإسلام تكبيرة واحدة سمعها من وراء الدار ، والمسلمون يومئذ بضعة وأربعون رجلا وإحدى عشرة امرأة (ابن عساكر) [كنز العمال 35888]
فأحضروا عمر امام النبي (ص) يرتعش وقد فضح امره خائفا لا تكاد تحمله رجلاه وقد ظن انهم سيقتلونه فأعترف امام النبي بما فعل وقال له انه لم يبقى مجلس من مجالس قريش كنت اجلس فيها الا أظهرت فيها مكانكم . فهناك كبر النبي تكبيرة وكبر المسلمون تكبيرة يسمعون بها من لم يسمع فتفرق المسلمون وخرجوا من الدار فارين حتى المسكين أبو الارقم وهو رجل اعمى فر على وجهه هاربا من داره لا يدري أين يذهب وبقي بعضهم مع النبي وكانت هذه التكبيرة بمثابة شعارا او كلمة سر بينهم دليل على انهم قد كشف امرهم ومخبئهم وعلى المسلمين التفرق الى حيث يأمنون ، وفي خضم هذا الاضطراب الذي صنعه عمر فيهم استطاع الإفلات منهم على حين غرة وخرج يركض الى قريش كي تسرع في امرها فما كان من المسلمين الا خرجوا من الدار في صفين وجعلوا النبي في وسطهم كأنهم رجل واحد وبيان واحد لكي لا ينفرد احد منهم فيكون لقمة سائغة لهم فيقبضوا عليه لذلك خرجوا في صفين حتى يواجهوا قريش ولا تقدر ان تأخذهم واحدا واحدا .
وكان الحمزة عم النبي قد دعا له النبي ان يعز الإسلام به وقد اسلم في اليوم الذي دخل فيه عمر الى دار الارقم ولا تعلم قريش بأسلامه فلما رأته قريش في صف النبي وامام المسلمين وفي الصف الثاني كان علي في مقدمته أصابتهم كآبة كما يقول عمر في روايته التي دلس فيها وكذب لكي يخفي دوره وحيلته في كشف وإظهار مكان النبي واختباء المسلمين .
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 40)
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ إِنْ مُتْنَا وَإِنْ حَيِينَا؟ قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ عَلَى الْحَقِّ إِنْ مُتُّمْ وَإِنْ حَيِيتُمْ»، قَالَ: فَقُلْتُ: فَفِيمَ الِاخْتِفَاءُ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَتَخْرُجَنَّ، فَأَخْرَجْنَاهُ فِي صَفَّيْنِ، حَمْزَةُ فِي أَحَدِهِمَا، وَأَنَا فِي الْآخَرِ، لَهُ كَدِيدٌ كَكَدِيدِ الطَّحِينِ، حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، قَالَ: فَنَظَرَتْ إِلَيَّ قُرَيْشٌ وَإِلَى حَمْزَةَ، فَأَصَابَتْهُمْ كَآبَةٌ لَمْ يُصِبْهُمْ مِثْلَهَا، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ الْفَارُوقَ، وَفَرَّقَ اللهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ
وعلموا انهم لا طاقة لهم بعد بالمسلمين وقالوا اليوم انتصف منا القوم وانتصفنا منهم . ولم يستطيعوا ان يأخذوا احد منهم لوجود عم النبي الحمزة بن عبد المطلب قجاؤا الى المسجد وهم في صفين وطافوا حول البيت ثم انتشروا من هناك بينما بقي النبي وبعضهم جالسا في المسجد يجلبون انظار قريش نحوهم بينما يتشتت المسلمون في عشائرهم . وتروي عائشة ان أباها قام خطيبا في قريش كما قام عمر من قبل فبعد ان ذهب كل رجل الى عشيرته ولم يبقى الا النبي جالسا انتهز الفرصة وقام خطيبا يحرض الناس على رسول الله والنبي كان جالسا ويقول لهم انه اول من كشفهم واظهرهم وان محمد قد حبسه وامه في الدار شهرا ولو لم يحبسه لجاء واخبرهم ودلهم على مكانه لكن قريش لم ترد ان تصدقه فنال منها ضربا شديدا أوقعوا جل غضبهم الذي كبت فيه. بعد هذه الحادثة بدأ المسلمون خائفين من ترصد قريش لهم فلا مكان لهم يلتجئون اليه وقد عرفتهم قريش وكان عمر هو الذي يدلهم على المسلمين فقد عرفهم وكان يختار منهم من يشاء منهم كي تعذبه قريش وتضربه فهو في روايته يقول (وَكُنْتُ لَا أَشَاءُ أَنْ أَرَى رَجُلًا إِذَا أَسْلَمَ يُضْرَبُ إِلَّا رَأَيْتُهُ)
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/ 287)
مختصر تاريخ دمشق (18/ 275)
وعن عكرمة قال: لم يزل الإسلام في استخفاء حتى أسلم عمر. فلما أسلم أخرجهم من البيوت، فلا يزال قد ضرب ذا وصرع ذا، وعازّوا الإسلام.
وبقي المسلمون يعذبون على أيدي المشركين يخرجونهم الى خارج مكة الى صحرائها خوفا من ان ينتصر لهم الحمزة او احد من بني هاشم او حتى من قريش لما تسمع صراخهم . وكان عمر يدلهم على المسلمين أي واحد من المسلمين يشاءه عمر ان تضربه قريش فأن قريش تأتي به وتضربه ويراه عمر لأنه كان يعذب المسلمين مع المشركين ويجلدهم وكان اكثر ما يضرب النساء لجبنه وخوفه من انتقام الرجال .
ولذلك امر النبي بالهجرة الى الحبشة
ولما تبين لعمر ما يخيفه فأظهر تعاطفا مع المسلمين ومع من يريدون ان يهاجروا الى الحبشة
فخرج المستضعفون يقودهم جعفر بن ابي طالب الى ملك الحبشة حيث لا يظلم عنده احد فقد بقي عمر محتارا يخاف من المسلمين الذين عذبهم وقريش لا تمنعه ممن يريد منه القصاص من المسلمين الذين يريدون الثأر منه او من أقاربهم من وعشائرهم حيث توعدته الرجال بالانتقام منه وهذا يحدث في كل رجل دسيسا على اخرين ويصنع مثل صنيع عمر بالمسلمين كان دسيسا دليلا للمشركين عليهم ، فلم يكن امامه خطة وطريق الا ان يدعي الإسلام ويتظاهر به حتى يأمن من المسلمين ان يقتصوا منه فحاول اظهار تعاطفه مع بعض المسلمين من أقاربه فجاء الى اخته وهي تحزم أغراضها على ناقة تريد الهجرة الى الحبشة فقال لها انها الهجرة يا اختاه صحبكم الله وتركها وذهب فجاء زوجها فأخبرته بخبر عمر فقال لها اطمعت بأسلامه انه لن يسلم حتى يسلم حمار الحطاب آيسا منه وكان أبوه حطابا ،
وولما عرف عمر تبين له الموقف الذي وضع نفسه فيه جائته فكرة ان يدعي الإسلام حتى يأمن من المسلمين بعد ان امن من قريش وبهذه الفكرة جاء الى بيت خاله أبو جهل بن هشام وقال له انه يريد ان يصبأ فليس هناك من حل امامه الا هذا فقال له لا تفعل وصفق الباب بوجهه ثم ذهب الى اخر من كبراء قريش فقال له (اعلم اني صبوت ) فقال له لا تفعل وصفق الباب بوجهه أيضا فقال في نفسه ما هذا بشيء وضل عمر محتارا كيف سيعرف المسلمين انه اسلم فيأمنهم .
وشعر انه لا بد له ان يسلم لكي يأمن على نفسه لا من قريش بل من المسلمين الذين يريدون قتله فأصبح خوفه من المسلمين اكثر من خوفه من قريش لو اسلم . وخاصة ان الإسلام فيه من المبادئ والقوانين التي تحميه منهم مثل مبدئ (الإسلام يجب ماقبله ومبادئ العفو والسماحة ) لذلك جاء الى خاله أبو جهل وطرق عليه الباب وقال له اشعرت اني صبوت لم يقل له انه اسلم بل قال صبأ وكان يعرف خاله ان ليس له طريقا اخر للأمن والنجاة لكنه مع ذلك قال له لا تفعل وذهب لأخر احد عتاة قريش فأخره انه صبأء وقال له مثل ما قل له خاله لكن رجلا اخر اخبره بطريقة كي يعلم الناس بأنه صبأ من حيث انه حتى خاله لم يعلم بأسلامه فكيف سيعلم الناس بذلك وكيف سيصدق المسلمون اسلامه ، فقال له ان في قريش رجلا يسمى جميل بن معمر لا يكتم خبرا فأتيه واخبره بينك وبينه انك صبوت أي يجعله كأنه يقول له سرا ، فذهب عمر الى الرجل واسمه جميل بن معمر فأتاه عمر واخبره كما طلب منه لكن الرجل خلاف ما توقع عمر اذ قام من فوره يصيح في نوادي قريش ان عمر قد صبأ وقام عمر خلفه لكي يتدارك الموضوع يكذبه ويقول انه كذب كذب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بعض الروايات المحرفة أضافوا كلمة لا معنى لها بعد قوله الا ان عمر قد صبأ وعمر يقول له كذب كلمة (ولكني اسلمت ) أضيفت الى الرواية حتى يغطوا بها تراجع عمر عن قوله خلف الرجل قوله (كذب كذب) ويشوشو قوله على الفهم فهذه الإضافة هي من قول ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ،
صحيح مسلم (3/ 1386)
59 - (1764) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: «مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ»، فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللهِ، مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَاللهِ، مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَيَّ، وَاللهِ، مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: أَصَبَوْتَ، فَقَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا وَاللهِ، لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
السيرة النبوية لابن كثير (2/ 39)
قَالَ ابْن إِسْحَق: وَحَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَالَ: أَيُّ قُرَيْشٍ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ؟ فَقِيلَ لَهُ: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ.
فَغَدَا عَلَيْهِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَغَدَوْتُ أَتْبَعُ أَثَرَهُ وَأَنْظُرُ مَا يَفْعَلُ وَأَنَا غُلَامٌ أَعْقِلُ كُلَّ مَا رَأَيْتُ.
حَتَّى جَاءَهُ فَقَالَ لَهُ: أَعَلِمْتَ يَا جَمِيلُ أَنِّي أَسْلَمْتُ وَدخلت فِي دِينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فو الله مَا رَاجَعَهُ حَتَّى قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَاتَّبَعَهُ عمر واتبعته أَنا، حَتَّى [إِذا] قَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ.
وَهُمْ فِي أَنْدِيَتِهِمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ.
أَلَا إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ.
قالَ: يَقُولُ عُمَرُ مِنْ خَلْفِهِ: كَذَبَ وَلَكِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ، وَشَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول الله.
وَثَارُوا إِلَيْهِ، فَمَا بَرِحَ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ، حَتَّى قَامَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ.
قَالَ: وَطَلَحَ (1) فَقَعَدَ، وَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَأَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنْ لَوْ قَدْ كُنَّا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا.
قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبَرَةٌ وَقَمِيصٌ مُوَشَّى، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ.
فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ فَقَالُوا: صَبَأَ عُمَرُ.
قَالَ: فَمَهْ، رَجُلٌ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَمْرًا فَمَاذَا تُرِيدُونَ؟ أَتَرَوْنَ بنى عدى يسلمُونَ لكم
صَاحبكُم هَكَذَا؟ ! خلوا عَن الرجل.
قَالَ: فو الله لَكَأَنَّمَا كَانُوا ثَوْبًا كُشِطَ عَنْهُ.
قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ: يَا أَبَتِ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي زَجَرَ الْقَوْمَ عَنْكَ بِمَكَّةَ يَوْمَ أَسْلَمْتَ وَهُمْ يُقَاتِلُونَكَ.
قَالَ: ذَاكَ أَيْ بُنَّيَّ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ.
وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى تَأَخُّرِ إِسْلَامِ عُمَرَ، لِأَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَرَضَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ أُحُدٌ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقَدْ كَانَ مُمَيِّزًا يَوْمَ أَسْلَمَ أَبُوهُ، فَيَكُونُ إِسْلَامُهُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِنَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِ سِنِينَ.
وَذَلِكَ بعد الْبعْثَة بِنَحْوِ تسع سِنِين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن لم يصدق عمر احد لذلك قاموا اليه يضربونه من كل وجه حتى تعب وبلد واجلسوه تحتهم فأشار اليهم خاله أبو جهل فقال لهم ما تريدون منه فأشار اليهم بكمه لأنه يعلم كذبه وادعاءه الإسلام فبمجرد أشارة من أبو جهل انكشفوا عن عمر فتركوه وذهب عمر الى بيته يظن انه افلت منهم ونجى لكنهم تبعوه الى بيته وهناك اخذوا يضربونه أيضا وابنه عبد الله بن عمر ينظر اليهم وقد وقفوا على رأسه لا يكاد يرفع عينيه فجائهم العاص بن وائل احد اشراف قريش فقال لهم ما تريدون رجل اختار له دين وانا جار له كي ينقذ عمر من أيديهم فأشاراليهم بيده فتركه القوم كأنهم كشح ثوب زال عنه فتركوه بسرعة . وكأنها أشارة فيها لمز قد عرفوا معناها فتفرقوا عنه بسهولة ومعناها انما عمر ليس بيده حيلة غير ذلك يتصنع الإسلام وليس مسلما حقا أشارة فيها غمز ولمز لهم عرفوا ان عمر ليس مسلما وانما هو متصنعا ودسيسا لهم على المسلمين .
وحتى هذا الموقف لم يقنع ازلام قريش فقد جاؤا مرة أخرى الى بيته وهو لا يزال جالس يرتعد خوفا والناس خارج البيت يريدون ان يقتلوه ويبرحوه ضربا لكي لا يسلم ولا يفكر ان يسلم فأشار لهم العاص مرة أخرى فأنصرفوا عنه .
هذا البحث صغير بحجمه لكنه يلفت الانتباه الى حقيقة غائبة
ولعل بعض الباحثين المتخصخين في هذا المجال يوسعونه ويخرجون مضامين وحجج اكبر واكثر بكثير مما اخرجت قد تكون عدة صفحات او كتيب صغير
يتبع بأذن الله
كل ما يكتبه علي ذو الشوكة هو من افكاره حصرا
قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
اللهم صل على محمد وآل محمد
ان مما ثبت لدى الراوين والمحققين السنة ان اسلام عمر كان متأخرا الى السنة السادسة قبل الهجرة وبعد الهجرة الى الحبشة وهذا ثابت في الروايات وخاصة لدى محققي السنة وكتابهم ورواتهم
تاريخ المدينة لابن شبة (2/ 661)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ [ص:661] بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: «وُلِدْتُ قَبْلَ الْفُجَارِ الْأَعْظَمِ الْآخِرِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ» وَأَسْلَمَ فِي ذِي الْحِجَّةِ السَّنَةَ السَّادِسَةَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَةً قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: أَسْلَمَ عُمَرُ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ "
اما الروايات التي تقول ان عمر شهد الشهادتين في دار الارقم واعلن اسلامه في مجالس قريش وانه ضرب ابطال واشراف قريش وانه خرج في صف مع الحمزة اثناء خروجهم من اختبائهم في دار الارقم فهذا كله من تحريفات المتعصبين لعمر والتي شملت مثل هذه الروايات ،
أضافة لتحريف المحرفين في الكتب هناك كذب الروات انفسهم فعمر بن الخطاب أراد ان يغطي سوءة تأخر اسلامه ومكره في اظهار مكان اختباء النبي بأصحابه واندساسه بينهم فكشف أسمائهم لقريش لتعذيبهم ، قد ادعى كاذبا انه اسلم في دار الارقم وانه كان رابع أربعين في الدار فأسلم هناك وانه نزلت الاية (حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) ولكن هذه الاية من سورة الانفال وثابت انها مدنية وليست مكية فأنكشف كذب عمر وادعاءه بنزول الايات في حقه
- كنز العمال : 12 / 545 : ( فجئت حتى دخلت على أختي فإذا خباب ابن الإرت عندها وزوجها ! فقال خباب : ويحك يا عمر ! أسلم ، فدعوت بالماء فتوضأت ثم خرجت إلى النبي ( ص ) ، فقال لي : قد استجيب لي فيك يا عمر ، أسلم ، فأسلمت وكنت رابع أربعين رجلاً ممن أسلم ونزلت ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) ( أبو نعيم في الدلائل ) .
فهنا بان الكذب الذي ادعاه عمر وادعوه له والتحريف الذي فعله المحرفون والكاذبون في الروايات في طريقة اسلام عمر . وفي هذا البحث سنعرض قضية غائبة عن الاذهان كليا وسنثبتها وهي قضية ان عمر بعثته قريش كي يقتل النبي وليعرف مكان اختباءه مع أصحابه فيقتلوهم او يعذبوهم بعد ان عجزوا عن قتل النبي وهو يمشي بينهم لقوة عشيرته فبني هاشم هم سادة مكة الحقيقين قبل ان يحدث أبو سفيان وأبو جهل انقلابا على ابي طالب وبني هاشم ليصبح هو السيد بلا منازع بعد قتل كبراء قريش في بدر .
احتال عمر بعد تجسسه على بيت اخته فسمعهم يقرؤن صحيفة من القران
في هذا البحث نركز على قضية عمر ودوره في اظهار النبي وأصحابه وتعذيبهم ودله قريش على المسلمين منهم حتى تعذبهم وتقتلهم وكانت سببا لهجرة المسلمين الى الحبشة ومن ثم الى المدينة .
وتذكر الروايات المحرفة في كيفية اسلام عمر ان الحمزة عم النبي اسلم يوم ضرب أبو بكر وان عمر وخاله أبو جهل دعا لهما النبي يوم الأربعاء واسلم عمر يوم الخميس ودخل دار الارقم بحيلة على اخته المسلمة والذي لم يكن هو الأخر يعرف أين مثل أبوبكر لا يعرف أين يختبئ المسلمون مع نبيهم حذرا من اذى قريش لهم .
وكيف يصح عقلا ومنطقا ان يدعوا النبي ان يعز الإسلام بمن بان منه العداء فالمفوض المنطقي ان يدعوا اللع ان يكف شرهما عن الأسلام
يقول ابن حبان في سيرته
و كان عمر من أشد قريش على رسول الله صلى الله عليه و سلم شغبا و أكثرهم للمسلمين أذى.
السيرة لابن حبان (ص: 69)
وكيف يصح عقلا ان لا يدعو النبي لعمه وقد أبان الله فيه عزة لرسوله وللمسلمين في موقف مشهور قبل اسلامه
في بعض الروايات ان خباب واخته بشروا عمر ان النبي دعا له ولخاله أبو جهل ان يعز الإسلام بهما او بأحدهما وهو باطل اذ كيف يصح منطقيا ان يدعوا النبي لأعداءه ولم يبدر منهم الا الأذى والسوء ان يعتز بهما اليس المفروض ان يدعو الله ان يكف شرهما عنه اليس من المفروض ان يدعوا الله لعمه الحمزة وقد بان منه بوادر الايمان وقد اعتز به يوم ضرب أبو جهل على وجهه :
المعجم الكبير للطبراني (3/ 140)
2926 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَقِيلٍ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ اعْتَرَضَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّفَا فَآذَاهُ، وَكَانَ حَمْزَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَاحِبَ قَنْصٍ وَصَيْدٍ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ فِي قَنْصِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ، وَكَانَتْ قَدْ رَأَتْ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، لَوْ رَأَيْتَ مَا صَنَعَ - تَعْنِي أَبَا جَهْلٍ - بِابْنِ أَخِيكَ؟ فَغَضِبَ حَمْزَةُ، وَمَضَى كَمَا هُوَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، وَهُوَ مُعَلِّقٌ قَوْسَهُ فِي عُنُقِهِ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَ أَبَا جَهْلٍ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قُرَيْشٍ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ حَتَّى عَلَا رَأْسَهُ بِقَوْسِهِ فَشَجَّهُ، فَقَامَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى حَمْزَةَ يُمْسِكُونَهُ عَنْهُ، فَقَالَ حَمْزَةُ: «دِينِي دِينُ مُحَمَّدٍ، أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، فَوَاللهِ لَا أَنْثَنِي عَنْ ذَلِكَ، فَامْنَعُونِي مَنْ ذَلِكَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» . فَلَمَّا أَسْلَمَ حَمْزَةُ عَزَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ، وَثَبَتَ لَهُمْ بَعْضُ أَمْرِهِمْ وهابَتْهُ قُرَيْشٌ، وَعَلِمُوا أَنَّ حَمْزَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَيَمْنَعُهُ
وتذكر روايات أخرى تفاصيل أخرى انه بعثته قريش او خاله أبو جهل بالتحديد كي يقتل محمد او يدلهم على مكانه مع المسلمين حيث يختبئ لأن النبي ثبت انهم لا يستطيعون ان يقتلوه وبقت قريش في مجلسها تنظر عودة عمر مما وجهوه له ،
وهو في الطريق صدفه رجل اخر من بني عدي عشيرة عمر وفي نفس المنطقة التي هو ذاهب لها في اعلى الصفى لعله يقتل النبي او يعرف مكانه فدله هذا الرجل على طريقة احسن من ذلك وهو ان يذهب الى بيت ام جميل بنت الخطاب اخت عمر فوشى له انها وزوجها قد اسلما وكان معروفا عنهم انهم قد اسلموا وقد استغلها أبو بكر من قبل شهر فدلته على مكان النبي وأصحابه وبالفعل ذهب عمر من ساعته الى بيت اخته فتلصلص عليهم فسمع هينمة انهم يقرأون القران من داخل البيت فدخل عليهما واظهر ارهابا لهم ثم تعاطف معهم فطمعا بأسلامه لما طلبا من ان يغتسل ليقرأ الصحيفة ثم طلب منهم ان يدلوه على مكان اختباء النبي مع أصحابه وتذكر الروايات انهم انهم شكوا فيه واستوثقاه ولم يصدقاه ، يقول عمر في روايته فلما عرفوا الصدق مني دلوني على مكان اختباء النبي مع أصحابه فقالوا انه في دار بأعلى الصفى في دار الارقم بن ابي الارقم ولما علم بذلك واستيقن جاء عمر الى مجلس قريش وهم ينتظرون قدومه فقد اخبرهم بذلك نعيم بن نحام وهو الرجل الذي لاقاه عمر في مسيره لقتل النبي ودلاه على طريقة لا يقوم بها غير عمر وهي احسن للكشف عن مخبئهم من خلال اخته وزوجها فجاء عمر من وجهته وقريش تنتظره ان تعرف ماذا حصل من اخته وهل عرف مكان النبي واختباءه فلما جاء عمر قال له أبو جهل مازحا (يقول فلان انك صبوت ) ينوه له عما اخبرهم به نعيم بن نحام احد بني عدي حيث قال لهم انه دله على طريقة سيدعي بها الإسلام ويصبأ لكي يخدع اخته وزوجها حتى يخبروه عن مكان النبي وأصحابه ، فجاء عمر وقام في مجالس قريش ينادي يظهر لهم مكان النبي وأصحابه ويدلهم على الدار التي يختبؤون فيها لكي يقبضوا عليهم واحدا بعد واحد حين يخرجون من الدار فقام اليه عتبة بن ربيعة يضربه ويجلد به الأرض وجلس على بطنه وادخل أصابعه بعينه وهو يصرخ تحته حتى انقذته منه قريش واخذ يلوذ برجالات قريش منه كلما جاءه عتبة من جهة اخذ بشريف منهم يلوذ به كي لا يضربه عتبة ولا يبطش به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البداية والنهاية ط هجر (4/ 76)
ثُمَّ خَرَجَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ مَرَّ بِقُرَيْشٍ وَهِيَ تَنْتَظِرُهُ، فَقَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ: يَزْعُمُ فَلَانٌ أَنَّكَ صَبَأْتَ. فَقَالَ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَوَثَبَ الْمُشْرِكُونَ إِلَيْهِ، وَوَثَبَ عَلَى عُتْبَةَ فَبَرَكَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ يَضْرِبُهُ، وَأَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فِي عَيْنَيْهِ، فَجَعَلَ عُتْبَةُ يَصِيحُ، فَتَنَحَّى النَّاسُ، فَقَامَ عُمَرُ فَجَعَلَ لَا يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ إِلَّا أَخَذَ شَرِيفَ مَنْ دَنَا مِنْهُ، حَتَّى أَعْجَزَ النَّاسَ، وَاتَّبَعَ الْمَجَالِسَ الَّتِي كَانَ يُجَالِسُ فِيهَا فَيُظْهِرُ الْإِيمَانَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ ظَاهِرٌ عَلَيْهِمْ،[LIST][*]في الروايات تحريف وتزوير واضح حيث تقول ان عمر هو من ضرب عتبة بن ربيعة وهو احد ابطال قريش وعتاتهم وجلد به الأرض وادخل أصابعه في عينيه لكن هذا غير معقول لكل ذي لب فعتبة كان شجاعا يعد بألف فارس حتى الحمزة عندما بارزه يوم بدر اخذا يتصارعان كأنهما فحلان ولم يستطع الحمزة ان يقتله وحده رغم بسالة الحمزة وشجاعته حتى اعانه عليه امير المؤمنين علي ، كيف وعمر معروف بجبنه وخساسة أفعاله وانهزامه في كل الحروب التي خاضها المسلمون أضافة الى ضعة بني عدي في قريش فهل يمكن ان يفعل هذا مثل عمر بسيد من سادات قريش وابطالها امام سادات قريش لا يصدق هذا الا من عدم عقله واطاع هواه . [/LIST]ولكي نقف على موقف عتبة لماذا ضرب عمر حينما اظهر لقريش مكان اختباء النبي وأصحابه فعتبة ابن ربيعة كان ابنه من أوائل المسلمين الذين اسلموا وقد خاف على ابنه ان تعذبه قريش او لعله خاف ان يفتضح بينهم لو انكشف امر ابنه او لأن النبي يكون قريبا له وعموما كان عتبة من المعارضين على استخدام العنف ضد النبي وأصحابه ومثل هذا الحدث لا يعرف نتيجة ما الذي سيجره عليهم وقد يؤدي الى نتيجة غير محمودة لذلك عارض اظهار اختباء المسلمين وفضل تركهم وشأنهم والرجل له مواقف معروفة في ذلك .
الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (1/ 187
(عتبة بن ربيعة كان مخالفا لقومه في معادات الرسول )
الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (1/ 186)
وعن محمد بن كعب القرظى، قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة، وكان سيدا، قال يوما وهو جالس فى نادى قريش، والنبى صلى الله عليه وسلم جالس فى المسجد وحده: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟
وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون. فقالوا: بلى يا أبا الوليد، فقم إليه فكلمه.........
وانصرف عمر واخذ يتتبع المجالس التي كان يجلس فيها فيظهر لهم مكان النبي واصحابه ويأمرهم بقتلهم وبالقبض عليهم واحدا واحدا قبل ان يتفرقوا ثم انصرف لوجهه تلقاء دار الارقم بن ابي الارقم ليتأكد منهم ويتجسس عليهم كما هي عادته في التجسس فذهب الى الدار واخذ يطوف حولها وجاء عند الباب لكي يستمع لما يقولون فرؤوه من خلل الباب وكان الباب به خلال وعرفوا انه عمر جاء يريد شرا لكنه لم يستطع ان يرى ما بدخل الدار حتى يقترب اكثر من الباب وينظر من خلاله لأنهم يروه وهو لا يراهم انهم ينظرون اليه فهم في ظلام نسبة لما هو في نهار فلما اقترب ليرهم من خلل الباب وتوجسوا المسلمون منه خيفة واشفقوا انه سيدل قريش عليهم
السيرة لابن حبان (ص: 69)
فقال له عمر : دلني عليه يا خباب حتى أتيه فأسلم فقال له خباب : هو في بيت عند الصفا معه فيه نفر من أصحابه فأخذ عمر سيفه فتوشحه ثم عمد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما بلغ ضرب عليه الباب فلما سمع المسلمون صوته قام رجل فنظر من خلال الباب فرآه متوشحا بالسيف فقال حمزة بن عبد المطلب : أئذن له فإن كان يريد خيرا به لناله و إن كان يريد شرا قتلناه بسيفه
وكان حمزة عم النبي معهم في الدار آمن حديثا فأستصغر شأن عمر وقال انه سيقتله بسيفه ان جاء بشر وإذن لهم ان يفتحوا الباب الذي كان موصدا وامساكه لقتله او لمعرفة لماذا جاء ففتح الباب رجلان وامسكا بتلابيبه وادخلاه الدار وطرحاه ارضا فسمع النبي جلبتهم فخرج من الغرفة فزعا بغير رداء فرآى عمر فقال له ما جاء بك واخذ النبي يضربه في صدره ثلاثا فقال عمر جئت لأمن بك فقال له ما ارك منتهيا حتى ينزل الله بك قارعة مثل ما نزل بالوليد من الايات فأخذ عمر يضحك من قول رسول الله (ص) ، فتركه النبي ودخل الحجرة يوحى اليه ولعل المسلمون اردوا حبسه في الدار كما حبسوا قبله أبو بكر وامه حين توهما انهم سيخدعون المسلمين ويتركونهم يغادرون البيت فيظهرون لقريش مكان اختبائهم . في هذا الوقت احتجزوا عمر عن الخروج و كان عمر يعد الرجال ويتعرف عليهم باسمائهم وعددهم ، وجاء الى النبي عينا من عيونه فأخبره بما فعل عمر في مجالس قريش وانه يريد قتله
كنز العمال (12/ 604)
35887- عن ابن عمر قال: اجتمعت قريش فقالوا: من يدخل على هذا الصابئ فيرده عما هو عليه فيقتله؟ فقال عمر بن الخطاب: أنا، فأتى العين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن عمر بن الخطاب يأتيك فكن منه على حذر!
وفي رواية ابن عساكر
(وقد بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عمر يطلبه ليقتله ولم يبلغه إسلامه ، فلما انتهى عمر إلى الدار استفتح ، فلما رأى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر متقلدا بالسيف أشفقوا منه ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجل القوم فقال : افتحوا له ، فإن كان الله يريد بعمر خيرا اتبع الإسلام وصدق الرسول ، وإن كان يريد غير ذلك يكن قتله علينا هينا . فابتدره رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - داخل البيت يوحى إليه ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سمع صوت عمر وليس عليه رداء حتى أخذ بمجمع قميص عمر وردائه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما أراك منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الرجز ما أنزل بالوليد بن المغيرة ثم قال : اللهم اهد عمر فضحك عمر فقال : يا نبى الله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فكبر أهل الإسلام تكبيرة واحدة سمعها من وراء الدار ، والمسلمون يومئذ بضعة وأربعون رجلا وإحدى عشرة امرأة (ابن عساكر) [كنز العمال 35888]
فأحضروا عمر امام النبي (ص) يرتعش وقد فضح امره خائفا لا تكاد تحمله رجلاه وقد ظن انهم سيقتلونه فأعترف امام النبي بما فعل وقال له انه لم يبقى مجلس من مجالس قريش كنت اجلس فيها الا أظهرت فيها مكانكم . فهناك كبر النبي تكبيرة وكبر المسلمون تكبيرة يسمعون بها من لم يسمع فتفرق المسلمون وخرجوا من الدار فارين حتى المسكين أبو الارقم وهو رجل اعمى فر على وجهه هاربا من داره لا يدري أين يذهب وبقي بعضهم مع النبي وكانت هذه التكبيرة بمثابة شعارا او كلمة سر بينهم دليل على انهم قد كشف امرهم ومخبئهم وعلى المسلمين التفرق الى حيث يأمنون ، وفي خضم هذا الاضطراب الذي صنعه عمر فيهم استطاع الإفلات منهم على حين غرة وخرج يركض الى قريش كي تسرع في امرها فما كان من المسلمين الا خرجوا من الدار في صفين وجعلوا النبي في وسطهم كأنهم رجل واحد وبيان واحد لكي لا ينفرد احد منهم فيكون لقمة سائغة لهم فيقبضوا عليه لذلك خرجوا في صفين حتى يواجهوا قريش ولا تقدر ان تأخذهم واحدا واحدا .
وكان الحمزة عم النبي قد دعا له النبي ان يعز الإسلام به وقد اسلم في اليوم الذي دخل فيه عمر الى دار الارقم ولا تعلم قريش بأسلامه فلما رأته قريش في صف النبي وامام المسلمين وفي الصف الثاني كان علي في مقدمته أصابتهم كآبة كما يقول عمر في روايته التي دلس فيها وكذب لكي يخفي دوره وحيلته في كشف وإظهار مكان النبي واختباء المسلمين .
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 40)
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ إِنْ مُتْنَا وَإِنْ حَيِينَا؟ قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ عَلَى الْحَقِّ إِنْ مُتُّمْ وَإِنْ حَيِيتُمْ»، قَالَ: فَقُلْتُ: فَفِيمَ الِاخْتِفَاءُ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَتَخْرُجَنَّ، فَأَخْرَجْنَاهُ فِي صَفَّيْنِ، حَمْزَةُ فِي أَحَدِهِمَا، وَأَنَا فِي الْآخَرِ، لَهُ كَدِيدٌ كَكَدِيدِ الطَّحِينِ، حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، قَالَ: فَنَظَرَتْ إِلَيَّ قُرَيْشٌ وَإِلَى حَمْزَةَ، فَأَصَابَتْهُمْ كَآبَةٌ لَمْ يُصِبْهُمْ مِثْلَهَا، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ الْفَارُوقَ، وَفَرَّقَ اللهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ
وعلموا انهم لا طاقة لهم بعد بالمسلمين وقالوا اليوم انتصف منا القوم وانتصفنا منهم . ولم يستطيعوا ان يأخذوا احد منهم لوجود عم النبي الحمزة بن عبد المطلب قجاؤا الى المسجد وهم في صفين وطافوا حول البيت ثم انتشروا من هناك بينما بقي النبي وبعضهم جالسا في المسجد يجلبون انظار قريش نحوهم بينما يتشتت المسلمون في عشائرهم . وتروي عائشة ان أباها قام خطيبا في قريش كما قام عمر من قبل فبعد ان ذهب كل رجل الى عشيرته ولم يبقى الا النبي جالسا انتهز الفرصة وقام خطيبا يحرض الناس على رسول الله والنبي كان جالسا ويقول لهم انه اول من كشفهم واظهرهم وان محمد قد حبسه وامه في الدار شهرا ولو لم يحبسه لجاء واخبرهم ودلهم على مكانه لكن قريش لم ترد ان تصدقه فنال منها ضربا شديدا أوقعوا جل غضبهم الذي كبت فيه. بعد هذه الحادثة بدأ المسلمون خائفين من ترصد قريش لهم فلا مكان لهم يلتجئون اليه وقد عرفتهم قريش وكان عمر هو الذي يدلهم على المسلمين فقد عرفهم وكان يختار منهم من يشاء منهم كي تعذبه قريش وتضربه فهو في روايته يقول (وَكُنْتُ لَا أَشَاءُ أَنْ أَرَى رَجُلًا إِذَا أَسْلَمَ يُضْرَبُ إِلَّا رَأَيْتُهُ)
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/ 287)
مختصر تاريخ دمشق (18/ 275)
وعن عكرمة قال: لم يزل الإسلام في استخفاء حتى أسلم عمر. فلما أسلم أخرجهم من البيوت، فلا يزال قد ضرب ذا وصرع ذا، وعازّوا الإسلام.
وبقي المسلمون يعذبون على أيدي المشركين يخرجونهم الى خارج مكة الى صحرائها خوفا من ان ينتصر لهم الحمزة او احد من بني هاشم او حتى من قريش لما تسمع صراخهم . وكان عمر يدلهم على المسلمين أي واحد من المسلمين يشاءه عمر ان تضربه قريش فأن قريش تأتي به وتضربه ويراه عمر لأنه كان يعذب المسلمين مع المشركين ويجلدهم وكان اكثر ما يضرب النساء لجبنه وخوفه من انتقام الرجال .
ولذلك امر النبي بالهجرة الى الحبشة
ولما تبين لعمر ما يخيفه فأظهر تعاطفا مع المسلمين ومع من يريدون ان يهاجروا الى الحبشة
فخرج المستضعفون يقودهم جعفر بن ابي طالب الى ملك الحبشة حيث لا يظلم عنده احد فقد بقي عمر محتارا يخاف من المسلمين الذين عذبهم وقريش لا تمنعه ممن يريد منه القصاص من المسلمين الذين يريدون الثأر منه او من أقاربهم من وعشائرهم حيث توعدته الرجال بالانتقام منه وهذا يحدث في كل رجل دسيسا على اخرين ويصنع مثل صنيع عمر بالمسلمين كان دسيسا دليلا للمشركين عليهم ، فلم يكن امامه خطة وطريق الا ان يدعي الإسلام ويتظاهر به حتى يأمن من المسلمين ان يقتصوا منه فحاول اظهار تعاطفه مع بعض المسلمين من أقاربه فجاء الى اخته وهي تحزم أغراضها على ناقة تريد الهجرة الى الحبشة فقال لها انها الهجرة يا اختاه صحبكم الله وتركها وذهب فجاء زوجها فأخبرته بخبر عمر فقال لها اطمعت بأسلامه انه لن يسلم حتى يسلم حمار الحطاب آيسا منه وكان أبوه حطابا ،
وولما عرف عمر تبين له الموقف الذي وضع نفسه فيه جائته فكرة ان يدعي الإسلام حتى يأمن من المسلمين بعد ان امن من قريش وبهذه الفكرة جاء الى بيت خاله أبو جهل بن هشام وقال له انه يريد ان يصبأ فليس هناك من حل امامه الا هذا فقال له لا تفعل وصفق الباب بوجهه ثم ذهب الى اخر من كبراء قريش فقال له (اعلم اني صبوت ) فقال له لا تفعل وصفق الباب بوجهه أيضا فقال في نفسه ما هذا بشيء وضل عمر محتارا كيف سيعرف المسلمين انه اسلم فيأمنهم .
وشعر انه لا بد له ان يسلم لكي يأمن على نفسه لا من قريش بل من المسلمين الذين يريدون قتله فأصبح خوفه من المسلمين اكثر من خوفه من قريش لو اسلم . وخاصة ان الإسلام فيه من المبادئ والقوانين التي تحميه منهم مثل مبدئ (الإسلام يجب ماقبله ومبادئ العفو والسماحة ) لذلك جاء الى خاله أبو جهل وطرق عليه الباب وقال له اشعرت اني صبوت لم يقل له انه اسلم بل قال صبأ وكان يعرف خاله ان ليس له طريقا اخر للأمن والنجاة لكنه مع ذلك قال له لا تفعل وذهب لأخر احد عتاة قريش فأخره انه صبأء وقال له مثل ما قل له خاله لكن رجلا اخر اخبره بطريقة كي يعلم الناس بأنه صبأ من حيث انه حتى خاله لم يعلم بأسلامه فكيف سيعلم الناس بذلك وكيف سيصدق المسلمون اسلامه ، فقال له ان في قريش رجلا يسمى جميل بن معمر لا يكتم خبرا فأتيه واخبره بينك وبينه انك صبوت أي يجعله كأنه يقول له سرا ، فذهب عمر الى الرجل واسمه جميل بن معمر فأتاه عمر واخبره كما طلب منه لكن الرجل خلاف ما توقع عمر اذ قام من فوره يصيح في نوادي قريش ان عمر قد صبأ وقام عمر خلفه لكي يتدارك الموضوع يكذبه ويقول انه كذب كذب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بعض الروايات المحرفة أضافوا كلمة لا معنى لها بعد قوله الا ان عمر قد صبأ وعمر يقول له كذب كلمة (ولكني اسلمت ) أضيفت الى الرواية حتى يغطوا بها تراجع عمر عن قوله خلف الرجل قوله (كذب كذب) ويشوشو قوله على الفهم فهذه الإضافة هي من قول ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ،
صحيح مسلم (3/ 1386)
59 - (1764) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ: «مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: «مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟» فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ، إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ»، فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللهِ، مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَاللهِ، مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَيَّ، وَاللهِ، مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: أَصَبَوْتَ، فَقَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا وَاللهِ، لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
السيرة النبوية لابن كثير (2/ 39)
قَالَ ابْن إِسْحَق: وَحَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَالَ: أَيُّ قُرَيْشٍ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ؟ فَقِيلَ لَهُ: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ.
فَغَدَا عَلَيْهِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَغَدَوْتُ أَتْبَعُ أَثَرَهُ وَأَنْظُرُ مَا يَفْعَلُ وَأَنَا غُلَامٌ أَعْقِلُ كُلَّ مَا رَأَيْتُ.
حَتَّى جَاءَهُ فَقَالَ لَهُ: أَعَلِمْتَ يَا جَمِيلُ أَنِّي أَسْلَمْتُ وَدخلت فِي دِينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فو الله مَا رَاجَعَهُ حَتَّى قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَاتَّبَعَهُ عمر واتبعته أَنا، حَتَّى [إِذا] قَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ.
وَهُمْ فِي أَنْدِيَتِهِمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ.
أَلَا إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ.
قالَ: يَقُولُ عُمَرُ مِنْ خَلْفِهِ: كَذَبَ وَلَكِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ، وَشَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول الله.
وَثَارُوا إِلَيْهِ، فَمَا بَرِحَ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ، حَتَّى قَامَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ.
قَالَ: وَطَلَحَ (1) فَقَعَدَ، وَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَأَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنْ لَوْ قَدْ كُنَّا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا.
قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبَرَةٌ وَقَمِيصٌ مُوَشَّى، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ.
فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ فَقَالُوا: صَبَأَ عُمَرُ.
قَالَ: فَمَهْ، رَجُلٌ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَمْرًا فَمَاذَا تُرِيدُونَ؟ أَتَرَوْنَ بنى عدى يسلمُونَ لكم
صَاحبكُم هَكَذَا؟ ! خلوا عَن الرجل.
قَالَ: فو الله لَكَأَنَّمَا كَانُوا ثَوْبًا كُشِطَ عَنْهُ.
قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ: يَا أَبَتِ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي زَجَرَ الْقَوْمَ عَنْكَ بِمَكَّةَ يَوْمَ أَسْلَمْتَ وَهُمْ يُقَاتِلُونَكَ.
قَالَ: ذَاكَ أَيْ بُنَّيَّ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ.
وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى تَأَخُّرِ إِسْلَامِ عُمَرَ، لِأَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَرَضَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ أُحُدٌ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقَدْ كَانَ مُمَيِّزًا يَوْمَ أَسْلَمَ أَبُوهُ، فَيَكُونُ إِسْلَامُهُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِنَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِ سِنِينَ.
وَذَلِكَ بعد الْبعْثَة بِنَحْوِ تسع سِنِين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن لم يصدق عمر احد لذلك قاموا اليه يضربونه من كل وجه حتى تعب وبلد واجلسوه تحتهم فأشار اليهم خاله أبو جهل فقال لهم ما تريدون منه فأشار اليهم بكمه لأنه يعلم كذبه وادعاءه الإسلام فبمجرد أشارة من أبو جهل انكشفوا عن عمر فتركوه وذهب عمر الى بيته يظن انه افلت منهم ونجى لكنهم تبعوه الى بيته وهناك اخذوا يضربونه أيضا وابنه عبد الله بن عمر ينظر اليهم وقد وقفوا على رأسه لا يكاد يرفع عينيه فجائهم العاص بن وائل احد اشراف قريش فقال لهم ما تريدون رجل اختار له دين وانا جار له كي ينقذ عمر من أيديهم فأشاراليهم بيده فتركه القوم كأنهم كشح ثوب زال عنه فتركوه بسرعة . وكأنها أشارة فيها لمز قد عرفوا معناها فتفرقوا عنه بسهولة ومعناها انما عمر ليس بيده حيلة غير ذلك يتصنع الإسلام وليس مسلما حقا أشارة فيها غمز ولمز لهم عرفوا ان عمر ليس مسلما وانما هو متصنعا ودسيسا لهم على المسلمين .
وحتى هذا الموقف لم يقنع ازلام قريش فقد جاؤا مرة أخرى الى بيته وهو لا يزال جالس يرتعد خوفا والناس خارج البيت يريدون ان يقتلوه ويبرحوه ضربا لكي لا يسلم ولا يفكر ان يسلم فأشار لهم العاص مرة أخرى فأنصرفوا عنه .
هذا البحث صغير بحجمه لكنه يلفت الانتباه الى حقيقة غائبة
ولعل بعض الباحثين المتخصخين في هذا المجال يوسعونه ويخرجون مضامين وحجج اكبر واكثر بكثير مما اخرجت قد تكون عدة صفحات او كتيب صغير
يتبع بأذن الله
كل ما يكتبه علي ذو الشوكة هو من افكاره حصرا
http://www.yahosain.net/vb/showthread.php?t=221483
تعليق