دائم تلقى علينا محاضرات وخطب يوم الجمعة او بعد الفريضة
فهل تلقى عليكم فى الحسينيات بهذة الطرقة خطب ومحاضرات
او فقط مظلوميات وعويل وبكاء وضرب ب السيف
أحاديث النهي عن السب والشتم
وشيء من فقهها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا. والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله الذي أرسله الله تعالى رحمة للناس وآتاه الحكمة وجوامع الكلم وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فإن الإسلام يربي المسلم على عفة اللسان ونظافته، على الامتناع عن التعبير بالسباب لأي شخص لأي ظاهرة، حتى سب الأشياء، فمنع سب الله ومخلوقاته من الأحياء والأموات والعاقلة وغير العاقلة كما سيأتي تفصيله ..
ولذلك فإن المسلم مأمور بحفظ لسانه عن السب والشتم ، لأمور :
1 - اعلم أن على كل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه ومتى استوى الكلام وتركه فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام إلى حرام أو مكروه بل هذا كثير أو غالب في العادة والسلامة لا يعدلها شيء .فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قالوا يا رسول الله أي المسلمين أفضل ؟ قال : [ من سلم المسلمون من لسانه ويده ] ( رواه البخاري )
2 - النهي عن الجهر بالكلام السيء قال الله تعالى : { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما } والمعنى أن الله لا يحب الفاحش من القول ولا الإيذاء باللسان إلا المظلوم فإنه يباح له أن يجهر بالدعاء على ظالمه وأ يذكره بما فيه من السوء والظلم وقال عليه الصلاة والسلام : [ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ] ( رواه البخاري )(8/ 13)6032
3 - أن المسلم له حرمة عظيمة في دمه وماله وعرضه قال صلى الله عليه وسلم في خطبة يوم النحر بمنى في حجة الوداع : [ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ] ( رواه مسلم )(2/ 886)147 - (1218)
4- لم يكن من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم السب والشتم،
فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلاَ لَعَّانًا، وَلاَ سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ» رواه البخاري (8/ 15) 6046
وقوله : (ترب جبينه) أصابه التراب ولصق به وهي كلمة تقولها العرب ولا تقصد معناها والمقصود في مثله إظهار العتاب لا المعنى الأصلي. وقيل معناها الدعاء له بالطاعة والصلاة]
ومن سبه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فذلك صلاة عليه يوم القيامة
- فعن عمرو بن أبي قرة قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حذيفة إلى سلمان فيقول سلمان يا حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول ويرضى ويقول لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال : أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبى أو لعنته لعنة فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة . رواه أحمد [5 / 437 ] 23757 ، وأبو داود [2 / 626 ] 4659 ، السلسلة الصحيحة [4 /353 ] 1758
والمعنى إنما وقع من سبه ودعائه صلى الله عليه وسلم على أحد ونحوه ليس بمقصود بل هو مما جرت به العادة فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا وأجرا وإنما كان يقع هذا منه صلى الله عليه وسلم نادرا لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا لعانا والله أعلم ( والله لتنتهين ) والحاصل أن سلمان رضي الله عنه ما رضى بإظهار ما صدر في شأن الصحابة لأنه ربما يخل بالتعظيم الواجب في شأنهم بما لهم من الصحبة قاله السندي . عون المعبود [12 / 271 ]
5- أخبر نبينا صلى الله عليه أن السب والشتم سبب الإفلاس في الآخرة ،
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (" أَتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ؟ ") (قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ , وَصِيَامٍ , وَزَكَاةٍ، وَيَأتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ [مِنْ الْخَطَايَا] أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ") .رواه(مسلم) 2581 ،و(أحمد) 8016 , و(الترمذي) 2418
أي أن حقيقة المفلس هذا الذي ذكرت , وأما من ليس له مال , ومن قل ماله فالناس يسمونه مفلسا , وليس هذا حقيقة المفلس؛ لأن هذا أمر يزول وينقطع بموته، وربما انقطع بيسار يحصل له بعد ذلك في حياته , بخلاف ذلك المفلس فإنه يهلك الهلاك التام. تحفة الأحوذي (6 / 208)
6- الملائكة ترد على السباب .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، غَضِبْتَ وَقُمْتَ، قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ» ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا أَعَزَّ اللَّهُ بِهَا نَصْرَهُ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ، يُرِيدُ بِهَا صِلَةً، إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا كَثْرَةً، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً، إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا قِلَّةً " . رواه (أحمد) 9624 ، السلسلة الصحيحة [5 / 271 ]
والآن أوان ذكر بعض الأدلة على منع السب والشتم في الكتاب والسنة .
أولاً : النهي عن سب رب العزة جلّ وعلا :
قال الله تعالى يقول: "وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ". الأنعام 108
قال القرطبي : فيه خمس مسائل :
الأولى : قوله تعالى : { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله } نهي { فيسبوا الله } جواب النهي فنهى سبحانه المؤمنين أن يسبوا أوثانهم لأنه علم إذا سبوها نفر الكفار وازدادوا كفرا قال ابن عباس : قالت كفار قريش لأبي طالب إما أن تنهى محمدا وأصحابه عن سب آلهتنا والغض منها وإما أن نسب إلهه ونهجوه فنزلت الآية.
الثانية : قال العلماء : حكمها باق في هذه الأمة على كل حال فمتى كان الكافر في منعة وخيف أن يسب الإسلام أو النبي عليه السلام أو الله عز وجل فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك لأنه بمنزلة البعث على المعصية وعبر عن الأصنام وهي لا تعقل بالذين على معتقد الكفرة فيها.
الثالثة : في هذه الآية أيضا ضرب من الموادعة ودليل على وجوب الحكم بسد الذرائع حسب ما تقدم في البقرة وفيها دليل على أن المحق قد يكف عن حق له إذا أدى إلى ضرر يكون في الدين ومن هذا المعنى ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : لا تبتوا الحكم بين ذوي القرابات مخافة القطيعة ...
الرابعة : قوله تعالى : { عدوا } أي جهلا واعتداء وروي عن أهل مكة أنهم قرءوا عدوا بضم العين والدال وتشديد الواو وهي قراءة الحسن وأبي رجاء و قتادة وهي راجعة إلى القراءة الأولى وهما جميعا بمعنى الظلم وقرأ أهل مكة أيضا عدوا بفتح العين وضم الدال بمعنى عدو وهو واحد يؤدي عن جمع كما قال : { فإنهم عدو لي إلا رب العالمين } [ الشعراء : 77 ] وقال تعالى : { هم العدو } [ المنافقون : 4 ] وهو منصوب على المصدر أو على المفعول من أجله.
فهل تلقى عليكم فى الحسينيات بهذة الطرقة خطب ومحاضرات
او فقط مظلوميات وعويل وبكاء وضرب ب السيف
أحاديث النهي عن السب والشتم
وشيء من فقهها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا. والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله الذي أرسله الله تعالى رحمة للناس وآتاه الحكمة وجوامع الكلم وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فإن الإسلام يربي المسلم على عفة اللسان ونظافته، على الامتناع عن التعبير بالسباب لأي شخص لأي ظاهرة، حتى سب الأشياء، فمنع سب الله ومخلوقاته من الأحياء والأموات والعاقلة وغير العاقلة كما سيأتي تفصيله ..
ولذلك فإن المسلم مأمور بحفظ لسانه عن السب والشتم ، لأمور :
1 - اعلم أن على كل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه ومتى استوى الكلام وتركه فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام إلى حرام أو مكروه بل هذا كثير أو غالب في العادة والسلامة لا يعدلها شيء .فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قالوا يا رسول الله أي المسلمين أفضل ؟ قال : [ من سلم المسلمون من لسانه ويده ] ( رواه البخاري )
2 - النهي عن الجهر بالكلام السيء قال الله تعالى : { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما } والمعنى أن الله لا يحب الفاحش من القول ولا الإيذاء باللسان إلا المظلوم فإنه يباح له أن يجهر بالدعاء على ظالمه وأ يذكره بما فيه من السوء والظلم وقال عليه الصلاة والسلام : [ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ] ( رواه البخاري )(8/ 13)6032
3 - أن المسلم له حرمة عظيمة في دمه وماله وعرضه قال صلى الله عليه وسلم في خطبة يوم النحر بمنى في حجة الوداع : [ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ] ( رواه مسلم )(2/ 886)147 - (1218)
4- لم يكن من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم السب والشتم،
فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلاَ لَعَّانًا، وَلاَ سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ» رواه البخاري (8/ 15) 6046
وقوله : (ترب جبينه) أصابه التراب ولصق به وهي كلمة تقولها العرب ولا تقصد معناها والمقصود في مثله إظهار العتاب لا المعنى الأصلي. وقيل معناها الدعاء له بالطاعة والصلاة]
ومن سبه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فذلك صلاة عليه يوم القيامة
- فعن عمرو بن أبي قرة قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حذيفة إلى سلمان فيقول سلمان يا حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول ويرضى ويقول لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال : أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبى أو لعنته لعنة فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة . رواه أحمد [5 / 437 ] 23757 ، وأبو داود [2 / 626 ] 4659 ، السلسلة الصحيحة [4 /353 ] 1758
والمعنى إنما وقع من سبه ودعائه صلى الله عليه وسلم على أحد ونحوه ليس بمقصود بل هو مما جرت به العادة فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا وأجرا وإنما كان يقع هذا منه صلى الله عليه وسلم نادرا لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا لعانا والله أعلم ( والله لتنتهين ) والحاصل أن سلمان رضي الله عنه ما رضى بإظهار ما صدر في شأن الصحابة لأنه ربما يخل بالتعظيم الواجب في شأنهم بما لهم من الصحبة قاله السندي . عون المعبود [12 / 271 ]
5- أخبر نبينا صلى الله عليه أن السب والشتم سبب الإفلاس في الآخرة ،
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (" أَتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ؟ ") (قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ , وَصِيَامٍ , وَزَكَاةٍ، وَيَأتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ [مِنْ الْخَطَايَا] أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ") .رواه(مسلم) 2581 ،و(أحمد) 8016 , و(الترمذي) 2418
أي أن حقيقة المفلس هذا الذي ذكرت , وأما من ليس له مال , ومن قل ماله فالناس يسمونه مفلسا , وليس هذا حقيقة المفلس؛ لأن هذا أمر يزول وينقطع بموته، وربما انقطع بيسار يحصل له بعد ذلك في حياته , بخلاف ذلك المفلس فإنه يهلك الهلاك التام. تحفة الأحوذي (6 / 208)
6- الملائكة ترد على السباب .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، غَضِبْتَ وَقُمْتَ، قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ» ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا أَعَزَّ اللَّهُ بِهَا نَصْرَهُ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ، يُرِيدُ بِهَا صِلَةً، إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا كَثْرَةً، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً، إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا قِلَّةً " . رواه (أحمد) 9624 ، السلسلة الصحيحة [5 / 271 ]
والآن أوان ذكر بعض الأدلة على منع السب والشتم في الكتاب والسنة .
أولاً : النهي عن سب رب العزة جلّ وعلا :
قال الله تعالى يقول: "وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ". الأنعام 108
قال القرطبي : فيه خمس مسائل :
الأولى : قوله تعالى : { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله } نهي { فيسبوا الله } جواب النهي فنهى سبحانه المؤمنين أن يسبوا أوثانهم لأنه علم إذا سبوها نفر الكفار وازدادوا كفرا قال ابن عباس : قالت كفار قريش لأبي طالب إما أن تنهى محمدا وأصحابه عن سب آلهتنا والغض منها وإما أن نسب إلهه ونهجوه فنزلت الآية.
الثانية : قال العلماء : حكمها باق في هذه الأمة على كل حال فمتى كان الكافر في منعة وخيف أن يسب الإسلام أو النبي عليه السلام أو الله عز وجل فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك لأنه بمنزلة البعث على المعصية وعبر عن الأصنام وهي لا تعقل بالذين على معتقد الكفرة فيها.
الثالثة : في هذه الآية أيضا ضرب من الموادعة ودليل على وجوب الحكم بسد الذرائع حسب ما تقدم في البقرة وفيها دليل على أن المحق قد يكف عن حق له إذا أدى إلى ضرر يكون في الدين ومن هذا المعنى ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : لا تبتوا الحكم بين ذوي القرابات مخافة القطيعة ...
الرابعة : قوله تعالى : { عدوا } أي جهلا واعتداء وروي عن أهل مكة أنهم قرءوا عدوا بضم العين والدال وتشديد الواو وهي قراءة الحسن وأبي رجاء و قتادة وهي راجعة إلى القراءة الأولى وهما جميعا بمعنى الظلم وقرأ أهل مكة أيضا عدوا بفتح العين وضم الدال بمعنى عدو وهو واحد يؤدي عن جمع كما قال : { فإنهم عدو لي إلا رب العالمين } [ الشعراء : 77 ] وقال تعالى : { هم العدو } [ المنافقون : 4 ] وهو منصوب على المصدر أو على المفعول من أجله.