بيريس عام 1994: علينا التحالف مع العرب السُنّة ضدّ إيران… والإعلام العبريّ: جبهةٌ سعوديّةٌ تركيّةٌ إسرائيليّةٌ ضدّ إيران تشكلّت بمؤتمر ميونيخ

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
“لمواجهة إيران وخطرها علينا أنْ نتحالف مع السنة العرب”، هذه النظريّة وضعها الرئيس الإسرائيليّ الأسبق، شيمعون بريس في العام 1994، وعاد وكررها في العام 2002، ومن ثمّ في العام 2009، بيريس في مذكّراته يتحدّث عن شرق أوسطٍ جديدٍ تكون فيه للعبقرية اليهودية وللمال الخليجيّ شراكة تصنع الازدهار ثم طوّر بيريز نظريته، وهو المثقف المعترف به دوليًا لا كسياسيّ فقط، بل كصانع أفكار فكتب يقول وخطب في نفس الاتجاه قائلاً: لمواجهة إيران وخطرها علينا أنْ نتحالف مع السنة العرب، على حدّ تعبيره.
وكانت صحيفة “هآرتس″ أعادت نشر نص مقابلة أجرتها مع بيريس، عندما كان وكيلاً لوزارة الأمن الإسرائيليّة عام 1959. وقال بيريس إنّ العرب والدول العربيّة وحكامها لا يعنونه مطلقًا، ويحّق للعرب وقادتهم أن ينشغلوا بأنفسهم فقط وليس بنا”.
وأوضح بيريس أنّه يؤيد إقامة إسرائيل الكبرى، مشدّدًا على أنّه معني بأنْ تكون إسرائيل كبيرة في الجغرافيا وكبيرة في التكنولوجيا والمناعة العسكرية والاقتصادية. وأضاف: السودان أكبر من بلجيكا من حيث المساحة عشرات المرات، لكن لاحظ أين ترفرف بلجيكا وأين تختبئ السودان، والهند أكبر من بريطانيا عشرات المرات، لكن بريطانيا هي الدولة العظمى.
من ناحيته، أعاد الصحافي أمير أورن، إلى الأذهان أنّ بيريس كمديرٍ عامٍّ لوزارة الأمن كان أكثر المتحمسين للحرب التي شنتها إسرائيل على مصر عام 1956، حيث إنّه هو الذي نجح في إقناع كلٍّ من بريطانيا وفرنسا بالمشاركة في الحرب إلى جانب إسرائيل.
ونوّه أورن إلى أنّ شخصية بيريس انطوت على تناقضات داخليّة كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أنّ ما وجهه دومًا هو تقديره للمصلحة القوميّة لإسرائيل.
وعودٌ على بدء: لم يكُن مفاجئًا أنْ تُجمع وسائل الإعلام العبريّة المرئيّة، المسموعة والمقروءة، على أنّه في مؤتمر ميونخ للأمن تشكلّت جبهةً سعوديةً تركيةً إسرائيليةً ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. وفي هذا السياق رأت صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ جبهة موحدّة ضدّ إيران كانت في مؤتمر ميونخ تتشكل من الدولة العبريّة والمملكة العربيّة السعوديّة بهدف فرض عقوباتٍ على إيران.
وشدّدّت الصحيفة على أنّ تصريحات كلّ من وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير تشير لتنسيقٍ متزايدٍ بين الدولتين في عهد الرئيس الأمريكيّ الجديد دونالد ترامب.
هذه التصريحات اعتبرتها صحيفة (معاريف) العبرية استمرارًا لتصريحات الرئيس الأمريكيّ ورئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، حول العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية التي سمتها معتدلة، وتشير لإمكانية تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وكان نتنياهو قد وصف العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية، قائلاً إنّه للمرّة الأولى في حياتي، وللمرّة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل هناك دول عربية في المنطقة ترى في نفسها شريكة لنا، وليس أعداءً، وأنا مؤمن أنّ هذا التغيير سيؤدي لتعزيز الأمن وتحقيق السلام، على حدّ تعبيره.
وزير الأمن الإسرائيليّ ليبرمان، وهو الذي كان أوّل من طرح ما يُسّمى بالسلام الإقليميّ مع الدول العربيّة المعتدلة عن طريق عقد مؤتمرٍ إقليميٍّ، قال في مؤتمر ميونخ إنّ الهدف الأوّل لإيران هو زعزعة استقرار وأمن السعودية، وزعزعة الاستقرار بشكلٍ كاملٍ في الشرق الأوسط، ودعا لمحادثات بين دولة الاحتلال الإسرائيليّ والدول السُنية من أجل العمل ضدّ إيران.
وتابع ليبرمان قائلاً إنّ الحرس الثوريّ الإيرانيّ هو المنظمة الإرهابيّة رقم واحد في العالم، وهو الأكثر وحشيّةً، وأنّ قائده الجنرال قاسم سليماني هو الإرهابيّ الأوّل على الصعيد العالميّ، على حدّ تعبيره. وتابع ليبرمان قائلاً، بحسب ما أورد موقع يديعوت أحرونوت على الإنترنيت إنّه يجب اتخاذ سياسة حازمة في مواجهة إيران وتشكيل ضغطٍ متناسقٍ عليها من الناحيتين العسكريّة والاقتصاديّة، وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدوليّ، التي تمّ اتخاذها ضدّها.
وتابع الوزير الإسرائيليّ قائلاً إنّ هناك ثلاث مشاكل رئيسيّة نواجهها وهي: إيران، إيران، وإيران، لافتًا إلى أنّ الطموحات النوويّة للجمهوريّة الإسلاميّة تتلخّص في مواصلة إنتاج الصواريخ الباليستيّة العابرة للقارّات، ورغبة إيران في إنتاج صواريخ دقيقة في كلّ مكانٍ ممكنٍ في الشرق الأوسط: لبنان، سوريّة، اليمن وأماكن أخرى. بالإضافة إلى ذلك، رأى ليبرمان أنّ طهران تعمل كلّ ما في وسعها من أجل التدّخل في الشؤون الداخليّة للعديد من الدول بهدف قلب أنظمة الحكم فيها، من البحرين وحتى اليمن، ومن اليمن حتى لبنان، ومن لبنان حتى سوريّة. وخلُص إلى القول إنّ الإيرانيين يعملون بدون كللٍ أوْ مللٍ على إحداث فوضى، مُشدّدًا على أنّ هدفهم الرئيسيّ هو المملكة العربيّة السعوديّة، كما قال.
أمّا موقف وزير الخارجية السعودي فلم يكُن بعيدًا عن موقف وزير الأمن الإسرائيليّ الذي اتهم إيران بنشر الإرهاب في العالم، واتهمها بأنّها مصرة على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ وزير الخارجية التركيّ هو الآخر توافق في موقف بلاده مع الموقف الإسرائيليّ والموقف السعوديّ ضدّ إيران، وقال إنّ إيران تحاول زعزعة استقرار السعودية والبحرين، وأشاد الوزير التركي بإعادة بلاده تطبيع العلاقات مع الدولة العبريّة.
ونشرت وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة السابقة، تسيبي ليفني، التي تُشارك في مؤتمر ميونيخ، صورة “سيلفي” مع وزير الخارجيّة التركيّ على موقعها في تويتر وعلى صفحتها الرسميّة في فيسبوك.
مصدر:
http://www.raialyoum.com/?p=625254
...

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
“لمواجهة إيران وخطرها علينا أنْ نتحالف مع السنة العرب”، هذه النظريّة وضعها الرئيس الإسرائيليّ الأسبق، شيمعون بريس في العام 1994، وعاد وكررها في العام 2002، ومن ثمّ في العام 2009، بيريس في مذكّراته يتحدّث عن شرق أوسطٍ جديدٍ تكون فيه للعبقرية اليهودية وللمال الخليجيّ شراكة تصنع الازدهار ثم طوّر بيريز نظريته، وهو المثقف المعترف به دوليًا لا كسياسيّ فقط، بل كصانع أفكار فكتب يقول وخطب في نفس الاتجاه قائلاً: لمواجهة إيران وخطرها علينا أنْ نتحالف مع السنة العرب، على حدّ تعبيره.
وكانت صحيفة “هآرتس″ أعادت نشر نص مقابلة أجرتها مع بيريس، عندما كان وكيلاً لوزارة الأمن الإسرائيليّة عام 1959. وقال بيريس إنّ العرب والدول العربيّة وحكامها لا يعنونه مطلقًا، ويحّق للعرب وقادتهم أن ينشغلوا بأنفسهم فقط وليس بنا”.
وأوضح بيريس أنّه يؤيد إقامة إسرائيل الكبرى، مشدّدًا على أنّه معني بأنْ تكون إسرائيل كبيرة في الجغرافيا وكبيرة في التكنولوجيا والمناعة العسكرية والاقتصادية. وأضاف: السودان أكبر من بلجيكا من حيث المساحة عشرات المرات، لكن لاحظ أين ترفرف بلجيكا وأين تختبئ السودان، والهند أكبر من بريطانيا عشرات المرات، لكن بريطانيا هي الدولة العظمى.
من ناحيته، أعاد الصحافي أمير أورن، إلى الأذهان أنّ بيريس كمديرٍ عامٍّ لوزارة الأمن كان أكثر المتحمسين للحرب التي شنتها إسرائيل على مصر عام 1956، حيث إنّه هو الذي نجح في إقناع كلٍّ من بريطانيا وفرنسا بالمشاركة في الحرب إلى جانب إسرائيل.
ونوّه أورن إلى أنّ شخصية بيريس انطوت على تناقضات داخليّة كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أنّ ما وجهه دومًا هو تقديره للمصلحة القوميّة لإسرائيل.
وعودٌ على بدء: لم يكُن مفاجئًا أنْ تُجمع وسائل الإعلام العبريّة المرئيّة، المسموعة والمقروءة، على أنّه في مؤتمر ميونخ للأمن تشكلّت جبهةً سعوديةً تركيةً إسرائيليةً ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. وفي هذا السياق رأت صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ جبهة موحدّة ضدّ إيران كانت في مؤتمر ميونخ تتشكل من الدولة العبريّة والمملكة العربيّة السعوديّة بهدف فرض عقوباتٍ على إيران.
وشدّدّت الصحيفة على أنّ تصريحات كلّ من وزير الأمن الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير تشير لتنسيقٍ متزايدٍ بين الدولتين في عهد الرئيس الأمريكيّ الجديد دونالد ترامب.
هذه التصريحات اعتبرتها صحيفة (معاريف) العبرية استمرارًا لتصريحات الرئيس الأمريكيّ ورئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، حول العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية التي سمتها معتدلة، وتشير لإمكانية تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وكان نتنياهو قد وصف العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية، قائلاً إنّه للمرّة الأولى في حياتي، وللمرّة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل هناك دول عربية في المنطقة ترى في نفسها شريكة لنا، وليس أعداءً، وأنا مؤمن أنّ هذا التغيير سيؤدي لتعزيز الأمن وتحقيق السلام، على حدّ تعبيره.
وزير الأمن الإسرائيليّ ليبرمان، وهو الذي كان أوّل من طرح ما يُسّمى بالسلام الإقليميّ مع الدول العربيّة المعتدلة عن طريق عقد مؤتمرٍ إقليميٍّ، قال في مؤتمر ميونخ إنّ الهدف الأوّل لإيران هو زعزعة استقرار وأمن السعودية، وزعزعة الاستقرار بشكلٍ كاملٍ في الشرق الأوسط، ودعا لمحادثات بين دولة الاحتلال الإسرائيليّ والدول السُنية من أجل العمل ضدّ إيران.
وتابع ليبرمان قائلاً إنّ الحرس الثوريّ الإيرانيّ هو المنظمة الإرهابيّة رقم واحد في العالم، وهو الأكثر وحشيّةً، وأنّ قائده الجنرال قاسم سليماني هو الإرهابيّ الأوّل على الصعيد العالميّ، على حدّ تعبيره. وتابع ليبرمان قائلاً، بحسب ما أورد موقع يديعوت أحرونوت على الإنترنيت إنّه يجب اتخاذ سياسة حازمة في مواجهة إيران وتشكيل ضغطٍ متناسقٍ عليها من الناحيتين العسكريّة والاقتصاديّة، وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدوليّ، التي تمّ اتخاذها ضدّها.
وتابع الوزير الإسرائيليّ قائلاً إنّ هناك ثلاث مشاكل رئيسيّة نواجهها وهي: إيران، إيران، وإيران، لافتًا إلى أنّ الطموحات النوويّة للجمهوريّة الإسلاميّة تتلخّص في مواصلة إنتاج الصواريخ الباليستيّة العابرة للقارّات، ورغبة إيران في إنتاج صواريخ دقيقة في كلّ مكانٍ ممكنٍ في الشرق الأوسط: لبنان، سوريّة، اليمن وأماكن أخرى. بالإضافة إلى ذلك، رأى ليبرمان أنّ طهران تعمل كلّ ما في وسعها من أجل التدّخل في الشؤون الداخليّة للعديد من الدول بهدف قلب أنظمة الحكم فيها، من البحرين وحتى اليمن، ومن اليمن حتى لبنان، ومن لبنان حتى سوريّة. وخلُص إلى القول إنّ الإيرانيين يعملون بدون كللٍ أوْ مللٍ على إحداث فوضى، مُشدّدًا على أنّ هدفهم الرئيسيّ هو المملكة العربيّة السعوديّة، كما قال.
أمّا موقف وزير الخارجية السعودي فلم يكُن بعيدًا عن موقف وزير الأمن الإسرائيليّ الذي اتهم إيران بنشر الإرهاب في العالم، واتهمها بأنّها مصرة على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ وزير الخارجية التركيّ هو الآخر توافق في موقف بلاده مع الموقف الإسرائيليّ والموقف السعوديّ ضدّ إيران، وقال إنّ إيران تحاول زعزعة استقرار السعودية والبحرين، وأشاد الوزير التركي بإعادة بلاده تطبيع العلاقات مع الدولة العبريّة.
ونشرت وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة السابقة، تسيبي ليفني، التي تُشارك في مؤتمر ميونيخ، صورة “سيلفي” مع وزير الخارجيّة التركيّ على موقعها في تويتر وعلى صفحتها الرسميّة في فيسبوك.
مصدر:
http://www.raialyoum.com/?p=625254
...