بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم
-
روى السيّد أحمد المستنبط عَنْ فضل الله بن محمود الفارسي في "رياض الجنان"، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري في تفسير قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ}.[آل عمران:110]. قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ نُورِي، ابْتَدَعَهُ مِنْ نُورِهِ، وَاشْتَقَّهُ مِنْ جَلَالِ عَظَمَتِهِ؛ فَأَقْبَلَ يَطُوفُ بِالْقُدْرَةِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى جَلَالِ الْعَظَمَةِ فِي ثَمَانِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ سَجَدَ لِلهِ تَعْظِيمًا فَفَتَقَ مِنْهُ نُورَ عَلِيٍّ (عليه السّلام)؛ فَكَانَ نُورِي مُحِيطًا بِالْعَظَمَةِ وَنُورُ عَلِيٍّ (عليه السّلام) مُحِيطًا بِالْقُدْرَةِ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ وَاللَّوْحَ وَالشَّمْسَ وَضَوْءَ النَّهَارِ وَنُورَ الْأَبْصَارِ وَالْعَقْلَ وَلمَعْرِفَةَ وَأَبْصَارَ الْعِبَادِ وَأَسْمَاعَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ مِنْ نُورِي، وَنُورِي مُشْتَقٌّ مِنْ نُورِهِ؛ فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ، وَنَحْنُ الْآخِرُونَ، وَنَحْنُ السَّابِقُونَ، وَنَحْنُ المُسَبِّحُونَ، وَنَحْنُ الشَّافِعُونَ، وَنَحْنُ كَلِمَةُ اللهِ، وَنَحْنُ خَاصَّةُ اللهِ، وَنَحْنُ أَحِبَّاءُ اللهِ، وَنَحْنُ وَجْهُ اللهِ، وَنَحْنُ جَنْبُ اللهِ، وَنَحْنُ يَمِينُ اللهِ، وَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللهِ، وَنَحْنُ خَزَنَةُ وَحْيِ اللهِ، وَسَدَنَةُ غَيْبِ اللهِ، وَنَحْنُ مَعْدِنُ التَّنْزِيلِ وَمَعْنَى التَّأْوِيلِ، وَفِي أَبْيَاتِنَا هَبَطَ جَبْرَئِيلُ، وَنَحْنُ مَحَالُ قُدْسِ اللهِ، وَنَحْنُ مَصَابِيحُ الحِكْمَةِ، وَنَحْنُ مَفَاتِيحُ الرَّحْمَةِ، وَنَحْنُ يَنَابِيعُ النِّعْمَةِ، وَنَحْنُ شَرَفُ الْأُمَّةِ، وَنَحْنُ سَادَةُ الْأَئِمَّةِ، وَنَحْنُ نَوَامِيسُ الْعَصْرِ وَأَحْبَارُ الدَّهْرِ، وَنَحْنُ سَادَةُ الْعِبَادِ، وَنَحْنُ سَاسَةُ الْبِلَادِ، وَنَحْنُ الْكُفَاةُ، وَالْوُلَاةُ، وَالحُمَاةُ، وَالسُّقَاةُ، وَالرُّعَاةُ، وَطَرِيقُ النَّجَاةِ، وَنَحْنُ السَّبِيلُ، وَالسَّلْسَبِيلُ، وَنَحْنُ النَّهْجُ الْقَوِيمُ، وَالطَّرِيقُ المُسْتَقِيمُ. مَنْ آمَنَ بِنَا آمَنَ بِاللهِ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْنَا رَدَّ عَلَى اللهِ، وَمَنْ شَكَّ فِينَا شَكَّ فِي اللهِ، وَمَنْ عَرَفَنَا عَرَفَ اللهَ، وَمَنْ تَوَلَّى عَنَّا تَوَلَّى عَنِ اللهِ، وَمَنْ أَطَاعَنَا أَطَاعَ اللهَ، وَنَحْنُ الْوَسِيلَةُ إِلَى اللهِ وَالْوُصْلَةُ إِلَى رِضْوَانِ اللهِ، وَلَنَا الْعِصْمَةُ وَالْخِلَافَةُ وَالْهِدَايَةُ، وَفِينَا النُّبُوَّةُ وَالْوَلَايَةُ وَالْإِمَامَةُ، وَنَحْنُ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ، وَبَابُ الرَّحْمَةِ، وَشَجَرَةُ الْعِصْمَةِ، وَنَحْنُ كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَالمَثَلُ الْأَعْلَى، وَالحُجَّةُ الْعُظْمَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى الَّتِي مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا نَجَا".[أحمد المستنبط، القطرة مِنْ بحار مناقب النبيّ والعِترة(ع)، 2/ 19-20، ح677].
* بيان:
الرّاوي هو الشّيخ المحدّث الأجلّ فضل الله بن محمود الفارسي، المعاصر لشيخ الطّائفة الطّوسي (رحمهما الله تعالى)، وكتابه "رياض الجنان" من مصادر موسوعة "بحار الأنوار" الشّريفة. قال الميرزا عبد الله الأصفهاني: "رأيت بخط الأستاذ الاستناد - يعني العلّامة المجلسي - في بعض فوائده، على كتاب من كتب الرجال، ما هذا لفظه الشريف: "كتاب (رياض الجنان) لفضل الله بن محمود الفارسي، ويظهر من بعض أسانيده أنّه كان تلميذ الشّيخ أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستي".[الميرزا عبد الله الأصفهاني، رياض العلماء، 4/ 474 نقلًا عن: النّوري الطبرسي، مُستدرك الوسائل، 12/ 322، ح13، بـ37.] والدوريستي من أكابر علمائنا الإماميّة فراجع كتاب "الكُنى والألقاب" للقمّي.
وأمّا مِنْ فقه الحديث الشّريف، فنقول: قول رسول الله الأعظم (صلّى الله عليه وآله): "نَحْنُ نَوَامِيسُ الْعَصْرِ وَأَحْبَارُ الدَّهْرِ"، النّاموس: يعني صاحب السّرّ والمطّلع على باطن الأُمور، والحَبْر: هُو العالِم، أي أنّ آل مُحمّد (عليهم السّلام) أصحاب سرّ الله تعالى وهُم عُلماء الله تعالى، فلا عِلم مِنْ قِبل الله تعالى إلّا منهم ولهم، ولا سرّ مِنْ أسرار الله تعالى إلّا عندهم، أي أنّ محمّدًا وآله (صلوات الله عليهم) مدار كلّ شيء وبهم قوام كلّ شيء. وإليه الإشارة في قوله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُدًا}.[الكهف: 51]، وقول صاحب العصر والزّمان (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف) في دُعائه الرّجبي الشّريف: "اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِي جَمِيعِ مايَدْعُوكَ بِهِ وُلاةَ أَمْرِكَ، المَأْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ، المُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ، الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ، المُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ؛ فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ، وَأَرْكَانًا لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتِي لاتَعْطِيلَ لَها فِي كُلِّ مَكانٍ، يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لافَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلَّا أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ، بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ، وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ، وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ؛ فَبِهِمْ مَلأتَ سَمائَكَ وَأَرْضَكَ حَتَّى ظَهَرَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ".
فنحن نقرأ في زيارة الإمام الغائب (صلوات الله عليه وعجّل فرجه الشّريف) الّتي نقلها المحدّث الشّيخ عبّاس القمّي في "مفاتيح الجنان الشّريف في أعمال ليلة النصف من شعبان" برواية شيخ الطّائفة والسّيد ابن طاووس: "اللَّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها، وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها، الَّتي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها، فَضْلًا فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ، وَلا مُعَقِّبَ لِآياتِكَ، نُورُكَ المُتَأَلِّقُ، وَضِياؤُكَ المُشْرِقُ، وَالْعَلَمُ النُّورُ في طَخْياءِ الدَّيْجُورِ، الْغائِبُ المَسْتُورُ، جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرمَ مَحْتِدُهُ، وَالمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ، وَاللهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ، إِذا آنَ مِيعَادُهُ، وَالمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ، سَيْفُ الله الَّذي لَا يَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذي لَا يَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذي لَا يَصْبُو، مَدارُ الَّدهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الأمْرِ، وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَأَصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةَ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ اَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهم وَقائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ، اللّهُمَّ وَأَدْرِكَ بِنا أَيّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَنْصارِهِ".
فلاحظ النّص الشّريف حيث جاء فيه: "مَدارُ الدَّهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الأمْرِ، وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ"، فما الّذي يتنزّل في ليلة القدر؟ يقول تعالى: {حم * وَالْكِتَابِ المُبِين * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِين * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم}.[الدخان:1-4].
فكلّ أمر حكيم ينزل من قبلهم، من حقائقهم القادسة وهم (صلوات الله عليهم ولعنة على مخالفيهم) يقسّمونها بين العباد، وهذا ما جاء في زيارة الإمام سيّد الشّهداء (عليه السّلام) بقول الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (عليهما السّلام): "إِرادَةُ الرَّبّ فِي مَقادِيرِ أُمورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَالصَّادِرُ عَمَّا فُصِّلَ مِنْ أَحْكامِ العِبادِ".
وإنْ أردت بيانًا أوضح فتدبّر في قوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ}.[الروم:25]، وفي دعاء يوم السّبت الشّريف: "كُلُّ شَيْءٍ سِوَاكَ قَامَ بِأَمْرِكَ".[المجلسي، بحار الأنوار، 87/ 103، ح10، بـ9 عن (مصباح المتهجّد) للطّوسي و(البلد الأمين) للكفعمي]. فقوام كلّ شي هو بفعل الله عزّ وجل أي "ِبِأَمْرِه"، فما هذا الأمر؟
أمره تعالى كما قال: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.[يس:82]، وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): " يَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ كَوْنَه كُنْ فَيَكُونُ، لَا بِصَوْتٍ يَقْرَعُ، ولَا بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ، وإِنَّمَا كَلَامُه سُبْحَانَه فِعْلٌ مِنْه، أَنْشَأَهُ ومَثَّلَهُ".[راجع: نهج البلاغة، الخُطبة(186)]، وفعل الله تعالى وأمره هُم أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم) ، "فَهُمْ سِرُّ اللهِ المَخْزُونُ، وَأَوْلِيَاؤُهُ الُمقَرَّبُونُ، وَأَمْرُهُ بَيْنَ الكَافِ وَالنُّونِ" كما قال سيّد الأوصياء (عليه السّلام) في حديثه مع طارق بن شهاب.[راجع: المجلسي، بحار الأنوار، 25/ 108-111، ح38، بـ4 عَنْ (مشارق الأنوار) للبرسي]، وقال إمامنا عليّ الهادي (عليه السّلام) في "الزّيارة الجامعة الكبيرة": "وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ".
روى الشّيخ أبو جعفر الكُليني بسنده عَنْ حمزة بن بَزيع عَنْ أبي عبد الله (عليه السّلام) فِي قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}، فَقَالَ: إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لَا يَأْسَفُ كَأَسَفِنَا وَلَكِنَّهُ خَلَقَ أَوْلِيَاءَ لِنَفْسِهِ يَأْسَفُونَ ويَرْضَوْنَ، وهُمْ مَخْلُوقُونَ مَرْبُوبُونَ، فَجَعَلَ رِضَاهُمْ رِضَا نَفْسِه وسَخَطَهُمْ سَخَطَ نَفْسِه؛ لأَنَّه جَعَلَهُمُ الدُّعَاةَ إِلَيْه والأَدِلَّاءَ عَلَيْه، فَلِذَلِكَ صَارُوا كَذَلِكَ، ولَيْسَ أَنَّ ذَلِكَ يَصِلُ إِلَى الله كَمَا يَصِلُ إِلَى خَلْقِه، لَكِنْ هَذَا مَعْنَى مَا قَالَ مِنْ ذَلِكَ، وقَدْ قَالَ: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالمُحَارَبَةِ ودَعَانِي إِلَيْهَا، وقَالَ: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ}، وقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، فَكُلُّ هَذَا وشِبْهُه عَلَى مَا ذَكَرْتُ لَكَ، وهَكَذَا الرِّضَا والْغَضَبُ وغَيْرُهُمَا مِنَ الأَشْيَاءِ مِمَّا يُشَاكِلُ ذَلِكَ، ولَوْ كَانَ يَصِلُ إِلَى الله الأَسَفُ والضَّجَرُ وهُوَ الَّذِي خَلَقَهُمَا وَأَنْشَأَهُمَا لَجَازَ لِقَائِلِ هَذَا أَنْ يَقُولَ: إِنَّ الخَالِقَ يَبِيدُ يَوْمًا مَا؛ لأَنَّه إِذَا دَخَلَه الْغَضَبُ وَالضَّجَرُ دَخَلَه التَّغْيِيرُ، وإِذَا دَخَلَه التَّغْيِيرُ لَمْ يُؤْمَنْ عَلَيْه الإِبَادَةُ، ثُمَّ لَمْ يُعْرَفِ المُكَوِّنُ مِنَ المُكَوَّنِ، ولَا الْقَادِرُ مِنَ المَقْدُورِ عَلَيْه، وَلَا الخَالِقُ مِنَ المَخْلُوقِ، تَعَالَى الله عَنْ هَذَا الْقَوْلِ عُلُوًّا كَبِيرًا، بَلْ هُوَ الخَالِقُ لِلأَشْيَاءِ لَا لِحَاجَةٍ، فَإِذَا كَانَ لَا لِحَاجَةٍ اسْتَحَالَ الحَدُّ وَالْكَيْفُ فِيه، فَافْهَمْ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى".[الكُليني، الكافي، 1/ 144-145، ح6 كتاب التّوحيد].
كلّ الّذي ذكرناه نستطيع تلخيصه بحديثٍ واحد، فنقول: روى الميرزا النّوري الطّبرسي عَنْ شيخ الطّائفة الطّوسي بسنده الشّيخ أبو القاسم الحُسين بن روح (رضي الله عنه)، قال: "اخْتَلَفَ أَصْحَابُنُا فِي التَّفْوِيضِ وَغَيْرِهِ، فَمَضَيْتُ إِلَى أَبِي طَاهِرِ بْنِ بِلَالٍ - فِي أَيَّامِ اسْتِقَامَتِهِ - فَعَرَّفْتُهُ الْخِلَافَ، فَقَالَ: أَخِّرْنِي. فَأَخَّرْتُهُ أَيَّامًا فَعُدْتُ إِلَيْهِ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ حَدِيثًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ أَمْرًا عَرَضَهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه السّلام)، ثُمَّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَسَائِرِ الْأَئِمَّةِ (عليه السّلام) وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ (عليه السّلام)، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ يَرْفَعُوا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَمَلًا عُرِضَ عَلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ (عليه السّلام) ثُمَّ عَلَى وَاحِدٍ وَاحِدٍ إِلَى أَنْ يُعْرَضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) ثُمَّ يُعْرَضُ عَلَى اللهِ، فَمَا نَزَلَ مِنَ اللهِ فَعَلَى أَيْدِيهِمْ وَ مَا عَرَجَ إِلَى اللهِ فَعَلَى أَيْدِيهِمْ وَمَا اسْتَغْنَوْا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ طَرْفَةَ عَيْن".[مُستدرك الوسائل: 12/ 164-165، ح10، بـ100].
عجّل الله تعالى الفرج للسّبب المتّصل بين الأرض والسّماء الحُجّة بن الحسن العسكري (صلوات الله عليه وآله ولعنة الله على مُخالفيه) ونحن معه.
& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
• facebook
* بيان:
الرّاوي هو الشّيخ المحدّث الأجلّ فضل الله بن محمود الفارسي، المعاصر لشيخ الطّائفة الطّوسي (رحمهما الله تعالى)، وكتابه "رياض الجنان" من مصادر موسوعة "بحار الأنوار" الشّريفة. قال الميرزا عبد الله الأصفهاني: "رأيت بخط الأستاذ الاستناد - يعني العلّامة المجلسي - في بعض فوائده، على كتاب من كتب الرجال، ما هذا لفظه الشريف: "كتاب (رياض الجنان) لفضل الله بن محمود الفارسي، ويظهر من بعض أسانيده أنّه كان تلميذ الشّيخ أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستي".[الميرزا عبد الله الأصفهاني، رياض العلماء، 4/ 474 نقلًا عن: النّوري الطبرسي، مُستدرك الوسائل، 12/ 322، ح13، بـ37.] والدوريستي من أكابر علمائنا الإماميّة فراجع كتاب "الكُنى والألقاب" للقمّي.
وأمّا مِنْ فقه الحديث الشّريف، فنقول: قول رسول الله الأعظم (صلّى الله عليه وآله): "نَحْنُ نَوَامِيسُ الْعَصْرِ وَأَحْبَارُ الدَّهْرِ"، النّاموس: يعني صاحب السّرّ والمطّلع على باطن الأُمور، والحَبْر: هُو العالِم، أي أنّ آل مُحمّد (عليهم السّلام) أصحاب سرّ الله تعالى وهُم عُلماء الله تعالى، فلا عِلم مِنْ قِبل الله تعالى إلّا منهم ولهم، ولا سرّ مِنْ أسرار الله تعالى إلّا عندهم، أي أنّ محمّدًا وآله (صلوات الله عليهم) مدار كلّ شيء وبهم قوام كلّ شيء. وإليه الإشارة في قوله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُدًا}.[الكهف: 51]، وقول صاحب العصر والزّمان (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف) في دُعائه الرّجبي الشّريف: "اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِي جَمِيعِ مايَدْعُوكَ بِهِ وُلاةَ أَمْرِكَ، المَأْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ، المُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ، الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ، المُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ؛ فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ، وَأَرْكَانًا لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتِي لاتَعْطِيلَ لَها فِي كُلِّ مَكانٍ، يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لافَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلَّا أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ، بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ، وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ، وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ؛ فَبِهِمْ مَلأتَ سَمائَكَ وَأَرْضَكَ حَتَّى ظَهَرَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ".
فنحن نقرأ في زيارة الإمام الغائب (صلوات الله عليه وعجّل فرجه الشّريف) الّتي نقلها المحدّث الشّيخ عبّاس القمّي في "مفاتيح الجنان الشّريف في أعمال ليلة النصف من شعبان" برواية شيخ الطّائفة والسّيد ابن طاووس: "اللَّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها، وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها، الَّتي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها، فَضْلًا فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ، وَلا مُعَقِّبَ لِآياتِكَ، نُورُكَ المُتَأَلِّقُ، وَضِياؤُكَ المُشْرِقُ، وَالْعَلَمُ النُّورُ في طَخْياءِ الدَّيْجُورِ، الْغائِبُ المَسْتُورُ، جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرمَ مَحْتِدُهُ، وَالمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ، وَاللهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ، إِذا آنَ مِيعَادُهُ، وَالمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ، سَيْفُ الله الَّذي لَا يَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذي لَا يَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذي لَا يَصْبُو، مَدارُ الَّدهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الأمْرِ، وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَأَصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةَ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ اَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهم وَقائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ، اللّهُمَّ وَأَدْرِكَ بِنا أَيّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَنْصارِهِ".
فلاحظ النّص الشّريف حيث جاء فيه: "مَدارُ الدَّهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الأمْرِ، وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ"، فما الّذي يتنزّل في ليلة القدر؟ يقول تعالى: {حم * وَالْكِتَابِ المُبِين * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِين * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم}.[الدخان:1-4].
فكلّ أمر حكيم ينزل من قبلهم، من حقائقهم القادسة وهم (صلوات الله عليهم ولعنة على مخالفيهم) يقسّمونها بين العباد، وهذا ما جاء في زيارة الإمام سيّد الشّهداء (عليه السّلام) بقول الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (عليهما السّلام): "إِرادَةُ الرَّبّ فِي مَقادِيرِ أُمورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَالصَّادِرُ عَمَّا فُصِّلَ مِنْ أَحْكامِ العِبادِ".
وإنْ أردت بيانًا أوضح فتدبّر في قوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ}.[الروم:25]، وفي دعاء يوم السّبت الشّريف: "كُلُّ شَيْءٍ سِوَاكَ قَامَ بِأَمْرِكَ".[المجلسي، بحار الأنوار، 87/ 103، ح10، بـ9 عن (مصباح المتهجّد) للطّوسي و(البلد الأمين) للكفعمي]. فقوام كلّ شي هو بفعل الله عزّ وجل أي "ِبِأَمْرِه"، فما هذا الأمر؟
أمره تعالى كما قال: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.[يس:82]، وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): " يَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ كَوْنَه كُنْ فَيَكُونُ، لَا بِصَوْتٍ يَقْرَعُ، ولَا بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ، وإِنَّمَا كَلَامُه سُبْحَانَه فِعْلٌ مِنْه، أَنْشَأَهُ ومَثَّلَهُ".[راجع: نهج البلاغة، الخُطبة(186)]، وفعل الله تعالى وأمره هُم أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم) ، "فَهُمْ سِرُّ اللهِ المَخْزُونُ، وَأَوْلِيَاؤُهُ الُمقَرَّبُونُ، وَأَمْرُهُ بَيْنَ الكَافِ وَالنُّونِ" كما قال سيّد الأوصياء (عليه السّلام) في حديثه مع طارق بن شهاب.[راجع: المجلسي، بحار الأنوار، 25/ 108-111، ح38، بـ4 عَنْ (مشارق الأنوار) للبرسي]، وقال إمامنا عليّ الهادي (عليه السّلام) في "الزّيارة الجامعة الكبيرة": "وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ".
روى الشّيخ أبو جعفر الكُليني بسنده عَنْ حمزة بن بَزيع عَنْ أبي عبد الله (عليه السّلام) فِي قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}، فَقَالَ: إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لَا يَأْسَفُ كَأَسَفِنَا وَلَكِنَّهُ خَلَقَ أَوْلِيَاءَ لِنَفْسِهِ يَأْسَفُونَ ويَرْضَوْنَ، وهُمْ مَخْلُوقُونَ مَرْبُوبُونَ، فَجَعَلَ رِضَاهُمْ رِضَا نَفْسِه وسَخَطَهُمْ سَخَطَ نَفْسِه؛ لأَنَّه جَعَلَهُمُ الدُّعَاةَ إِلَيْه والأَدِلَّاءَ عَلَيْه، فَلِذَلِكَ صَارُوا كَذَلِكَ، ولَيْسَ أَنَّ ذَلِكَ يَصِلُ إِلَى الله كَمَا يَصِلُ إِلَى خَلْقِه، لَكِنْ هَذَا مَعْنَى مَا قَالَ مِنْ ذَلِكَ، وقَدْ قَالَ: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالمُحَارَبَةِ ودَعَانِي إِلَيْهَا، وقَالَ: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ}، وقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، فَكُلُّ هَذَا وشِبْهُه عَلَى مَا ذَكَرْتُ لَكَ، وهَكَذَا الرِّضَا والْغَضَبُ وغَيْرُهُمَا مِنَ الأَشْيَاءِ مِمَّا يُشَاكِلُ ذَلِكَ، ولَوْ كَانَ يَصِلُ إِلَى الله الأَسَفُ والضَّجَرُ وهُوَ الَّذِي خَلَقَهُمَا وَأَنْشَأَهُمَا لَجَازَ لِقَائِلِ هَذَا أَنْ يَقُولَ: إِنَّ الخَالِقَ يَبِيدُ يَوْمًا مَا؛ لأَنَّه إِذَا دَخَلَه الْغَضَبُ وَالضَّجَرُ دَخَلَه التَّغْيِيرُ، وإِذَا دَخَلَه التَّغْيِيرُ لَمْ يُؤْمَنْ عَلَيْه الإِبَادَةُ، ثُمَّ لَمْ يُعْرَفِ المُكَوِّنُ مِنَ المُكَوَّنِ، ولَا الْقَادِرُ مِنَ المَقْدُورِ عَلَيْه، وَلَا الخَالِقُ مِنَ المَخْلُوقِ، تَعَالَى الله عَنْ هَذَا الْقَوْلِ عُلُوًّا كَبِيرًا، بَلْ هُوَ الخَالِقُ لِلأَشْيَاءِ لَا لِحَاجَةٍ، فَإِذَا كَانَ لَا لِحَاجَةٍ اسْتَحَالَ الحَدُّ وَالْكَيْفُ فِيه، فَافْهَمْ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى".[الكُليني، الكافي، 1/ 144-145، ح6 كتاب التّوحيد].
كلّ الّذي ذكرناه نستطيع تلخيصه بحديثٍ واحد، فنقول: روى الميرزا النّوري الطّبرسي عَنْ شيخ الطّائفة الطّوسي بسنده الشّيخ أبو القاسم الحُسين بن روح (رضي الله عنه)، قال: "اخْتَلَفَ أَصْحَابُنُا فِي التَّفْوِيضِ وَغَيْرِهِ، فَمَضَيْتُ إِلَى أَبِي طَاهِرِ بْنِ بِلَالٍ - فِي أَيَّامِ اسْتِقَامَتِهِ - فَعَرَّفْتُهُ الْخِلَافَ، فَقَالَ: أَخِّرْنِي. فَأَخَّرْتُهُ أَيَّامًا فَعُدْتُ إِلَيْهِ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ حَدِيثًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ أَمْرًا عَرَضَهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه السّلام)، ثُمَّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَسَائِرِ الْأَئِمَّةِ (عليه السّلام) وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ (عليه السّلام)، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ يَرْفَعُوا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَمَلًا عُرِضَ عَلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ (عليه السّلام) ثُمَّ عَلَى وَاحِدٍ وَاحِدٍ إِلَى أَنْ يُعْرَضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) ثُمَّ يُعْرَضُ عَلَى اللهِ، فَمَا نَزَلَ مِنَ اللهِ فَعَلَى أَيْدِيهِمْ وَ مَا عَرَجَ إِلَى اللهِ فَعَلَى أَيْدِيهِمْ وَمَا اسْتَغْنَوْا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ طَرْفَةَ عَيْن".[مُستدرك الوسائل: 12/ 164-165، ح10، بـ100].
عجّل الله تعالى الفرج للسّبب المتّصل بين الأرض والسّماء الحُجّة بن الحسن العسكري (صلوات الله عليه وآله ولعنة الله على مُخالفيه) ونحن معه.
& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
تعليق