الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فقد تضمن السؤال المذكور عدة جهات، نشير إليها فيما يلي:
لقب آية الله:
بالنسبة إلى كتابتي أنا شخصياً كلمة «آية الله» في الرسالة الأولى التي أرسلتها إلى السيد محمد حسين فضل الله للاستفسار عن موضوع ما كان قد قاله حول السيدة"][/] الزهراء «عليها السلام»، فهو لا يفيد شيئاً ولا يثبت صفة الاجتهاد لذلك الرجل، لأسباب عديدة نذكر منها:
1 ـ إنكم تعرفون أن المراسلات إلى أهل العلم تتخذ صفة المجاملة بصورة عامة، فتكتب كلمة «ثقة الإسلام» للطالب المبتدئ، مع أن هذا الوصف قد أطلق على الكليني، وتطلق صفة «العلَّامة» على من يدرس السطوح، أو ابتدأ بدرس الخارج لتوِّه، مع أن هذا اللقب يطلق على الحلي، والمجلسي، والطباطبائي وأضرابهم.. ويطلق لقب «حجة الإسلام» على من درس قليلاً من الخارج. وكذلك الحال بالنسبة إلى لقب «حجة الإسلام والمسلمين»، أو لقب «آية الله».
وأهل العلم في إيران هم أعرف الناس بهذا الموضوع..
2 ـ يختلف الأمر حين يكون الحديث عن الشخص مع غير المعني باللقب، فإنك تجد أن هذه الألقاب ينزل مستواها.. ولعل السبب في ذلك هو أنهم حين يكاتبون الشخص المعني نفسه، فإنهم يلاحظون ما يدَّعيه هو لنفسه، وحينما ىتحدثون عنه مع غيره، فإنما يلاحظون نظرة ذلك الغير إلى هذا الشخص.. فهم إذن لا يعبرون عن آرائهم في مراسلاتهم تلك.. بل هم يراعون رأي من يخاطبونه..
3 ـ إن كلمة «آية الله» في الرسالة الأولى قد أضيفت إلى الرسالة بصورة لاحقة كما يظهر من ملاحظة النص المكتوب باليد، وهو الذي أرسل إليه.
ثم إن الرسائل اللاحقة قد خلت عن هذا اللقب بالكلية.. واكتفت بلقب «حجة الإسلام والمسلمين» أو نحو ذلك.
4 ـ إذا كنت لم تختبر علم شخص، فلابد لك حين تراسله أن تخاطبه بما يخاطبه به الناس، فإذا قربت منه، واختبرته وعرفت مكانته العلمية، فإن النظرة إليه قد تتبدل..
وهذا بالفعل هو حالنا مع السيد محمد حسين فضل الله، فإننا لم نكن قد اطلعنا على مقدار خبرته بالفقه بصورة تكفي لإطلاق صفة الاجتهاد عليه، فكان لابد لنا من الجري على وفق ما احتملناه في حقه.. ثم حين قرأنا شطراً من كتبه، ومن مقولاته ظهر لنا ما كان خافياً عنا، وصار لزاماً علينا أن نعامله وفق هذه الرؤية الجديدة التي توفرت لنا. فسلخنا عنه جميع الألقاب التي تليق بالعلماء والفقهاء.
والاغترار بالأشخاص القريبين برهة من الزمن ثم تبدل الرأي فيهم ـ بعد ظهور قصورهم، أو عوارهم ـ أمر شائع بين الناس، ومنهم أهل العلم أيضاً.. فكيف إذا كانوا بعيدين عنك، ولا تلتقيهم إلا مرات قليلة ومتباعدة، ويفصل بين كل مرة ومرة السنوات أو الأشهر، ويكون لقاؤك بهم ذا طابع مجاملاتي لا مجال فيه للدخول في خصوصياتهم، وهم لا يظهرون لك إلا ما هو لطيف وجميل..
http://www.mezan.net/question/index....&id=88&lang=ar
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فقد تضمن السؤال المذكور عدة جهات، نشير إليها فيما يلي:
لقب آية الله:
بالنسبة إلى كتابتي أنا شخصياً كلمة «آية الله» في الرسالة الأولى التي أرسلتها إلى السيد محمد حسين فضل الله للاستفسار عن موضوع ما كان قد قاله حول السيدة"][/] الزهراء «عليها السلام»، فهو لا يفيد شيئاً ولا يثبت صفة الاجتهاد لذلك الرجل، لأسباب عديدة نذكر منها:
1 ـ إنكم تعرفون أن المراسلات إلى أهل العلم تتخذ صفة المجاملة بصورة عامة، فتكتب كلمة «ثقة الإسلام» للطالب المبتدئ، مع أن هذا الوصف قد أطلق على الكليني، وتطلق صفة «العلَّامة» على من يدرس السطوح، أو ابتدأ بدرس الخارج لتوِّه، مع أن هذا اللقب يطلق على الحلي، والمجلسي، والطباطبائي وأضرابهم.. ويطلق لقب «حجة الإسلام» على من درس قليلاً من الخارج. وكذلك الحال بالنسبة إلى لقب «حجة الإسلام والمسلمين»، أو لقب «آية الله».
وأهل العلم في إيران هم أعرف الناس بهذا الموضوع..
2 ـ يختلف الأمر حين يكون الحديث عن الشخص مع غير المعني باللقب، فإنك تجد أن هذه الألقاب ينزل مستواها.. ولعل السبب في ذلك هو أنهم حين يكاتبون الشخص المعني نفسه، فإنهم يلاحظون ما يدَّعيه هو لنفسه، وحينما ىتحدثون عنه مع غيره، فإنما يلاحظون نظرة ذلك الغير إلى هذا الشخص.. فهم إذن لا يعبرون عن آرائهم في مراسلاتهم تلك.. بل هم يراعون رأي من يخاطبونه..
3 ـ إن كلمة «آية الله» في الرسالة الأولى قد أضيفت إلى الرسالة بصورة لاحقة كما يظهر من ملاحظة النص المكتوب باليد، وهو الذي أرسل إليه.
ثم إن الرسائل اللاحقة قد خلت عن هذا اللقب بالكلية.. واكتفت بلقب «حجة الإسلام والمسلمين» أو نحو ذلك.
4 ـ إذا كنت لم تختبر علم شخص، فلابد لك حين تراسله أن تخاطبه بما يخاطبه به الناس، فإذا قربت منه، واختبرته وعرفت مكانته العلمية، فإن النظرة إليه قد تتبدل..
وهذا بالفعل هو حالنا مع السيد محمد حسين فضل الله، فإننا لم نكن قد اطلعنا على مقدار خبرته بالفقه بصورة تكفي لإطلاق صفة الاجتهاد عليه، فكان لابد لنا من الجري على وفق ما احتملناه في حقه.. ثم حين قرأنا شطراً من كتبه، ومن مقولاته ظهر لنا ما كان خافياً عنا، وصار لزاماً علينا أن نعامله وفق هذه الرؤية الجديدة التي توفرت لنا. فسلخنا عنه جميع الألقاب التي تليق بالعلماء والفقهاء.
والاغترار بالأشخاص القريبين برهة من الزمن ثم تبدل الرأي فيهم ـ بعد ظهور قصورهم، أو عوارهم ـ أمر شائع بين الناس، ومنهم أهل العلم أيضاً.. فكيف إذا كانوا بعيدين عنك، ولا تلتقيهم إلا مرات قليلة ومتباعدة، ويفصل بين كل مرة ومرة السنوات أو الأشهر، ويكون لقاؤك بهم ذا طابع مجاملاتي لا مجال فيه للدخول في خصوصياتهم، وهم لا يظهرون لك إلا ما هو لطيف وجميل..
http://www.mezan.net/question/index....&id=88&lang=ar
تعليق