إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شكاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) مِنْ بعض شيعته: الأسباب والعلاج

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شكاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) مِنْ بعض شيعته: الأسباب والعلاج

    ◆شكاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) مِنْ بعض شيعته: الأسباب والعلاج◆


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم

    *
    روى الشّيخ أبو جعفر الكُليني بسنده عَنْ مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ وآله، - جاء فيها -: "فَيَا عَجَبًا وَمَا لِي لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا لَا يَقْتَصُّونَ‏ أَثَرَ نَبِيٍّ وَلَا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَلَا يَعْفُونَ عَنْ عَيْبٍ، المَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَالمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا، وَكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ، آخِذٌ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى وَثِيقَاتٍ، وَأَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ، فَلَا يَزَالُونَ بِجَوْرٍ وَلَنْ يَزْدَادُوا إِلَّا خَطَأً، لَا يَنَالُونَ تَقَرُّبًا وَلَنْ يَزْدَادُوا إِلَّا بُعْدًا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أُنْسُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ وَتَصْدِيقُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، كُلُّ ذَلِكَ وَحْشَةً مِمَّا وَرَّثَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ (صلّى الله عليه وآله) وَنُفُورًا مِمَّا أَدَّى إِلَيْهِمْ مِنْ أَخْبَارِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَهْلُ حَسَرَاتٍ وَكُهُوفُ شُبُهَاتٍ‏، وَأَهْلُ عَشَوَاتٍ وَضَلَالَةٍ وَرِيبَةٍ مَنْ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ وَرَأْيِهِ، فَهُوَ مَأْمُونٌ عِنْدَ مَنْ يَجْهَلُهُ، غَيْرُ المُتَّهَمِ عِنْدَ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ، فَمَا أَشْبَهَ هَؤُلَاءِ بِأَنْعَامٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رِعَاؤُه.
    وَوَا أَسَفى‏ مِنْ فَعَلَاتِ شِيعَتِي مِنْ بَعْدِ قُرْبِ‏ مَوَدَّتِهَا الْيَوْمَ‏ كَيْفَ يَسْتَذِلُّ بَعْدِي بَعْضُهَا بَعْضًا، وَكَيْفَ يَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، المُتَشَتِّتَةِ غَدًا عَنِ الْأَصْلِ، النَّازِلَةِ بِالْفَرْعِ، المُؤَمِّلَةِ الْفَتْحَ مِنْ غَيْرِ جِهَتِهِ، كُلُّ حِزْبٍ مِنْهُمْ آخِذٌ مِنْهُ‏ بِغُصْنٍ، أَيْنَمَا مَالَ الْغُصْنُ مَالَ مَعَهُ‏".[الكُليني، الكافي، 8/ 64، ح22].
    .
    - بيان:
    أقول: سنشرح هذا المقطع الشّريف بإيجازٍ شديد.
    (الأصل): "هُو الإمام مِنْ آل مُحمّد (عليهم السّلام)، وهو مِنْ أسماء الإمام الحُجّة بن الحسن العسكري (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف)"، راجع كتاب: "النّجم الثّاقب في أحوال الإمام الحُجّة الغائب (عليه السّلام)، تأليف: الميرزا حسين النّوري الطّبرسي (رحمة الله عليه)، وقد عدَّ الميرزا الطّبرسي كلمة "الأصل" مِنْ أسماء وألقاب الإمام الغائب (عليه السّلام)، وذكر رواية في ذلك، وقال: "والظّاهر أنّ المُراد مِنَ (الأصل) و(صاحب النّاحية) و(صاحب التّوقيع) هُو إمام العصر عليه السّلام".
    والنصّ واضح في تشتّت الشّيعة عَنْ إمامهم وتفرّقهم عنه، ومَنْ استقرأ التّاريخ يرى هذا الأمر جليًّا مُنذ مقتل أمير المؤمنين (عليه السّلام) وإلى يومنا هذا، وقد ذكر الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّ الشّيعة لها: "فعلات" و"الفَعلة" هي العمل المُسْتَنْكر، وتفرّق الشّيعة عَنْ إمام زمانهم (عليه السّلام) بدأ مِنْ بعد استشهاد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد شخّص الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) هذا الأمر في حديثٍ آخر له، فَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَمَّنْ حَدَّثَه مِمَّنْ يُوثَقُ بِه برواية الشّيخ الكُليني، قال: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَمَّنْ حَدَّثَه مِمَّنْ يُوثَقُ بِه قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ آلُوا بَعْدَ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله) إِلَى ثَلَاثَةٍ: آلُوا إِلَى عَالِمٍ عَلَى هُدًى مِنَ الله قَدْ أَغْنَاه الله بِمَا عَلِمَ عَنْ عِلْمِ غَيْرِه، وَجَاهِلٍ مُدَّعٍ لِلْعِلْمِ لَا عِلْمَ لَه مُعْجَبٍ بِمَا عِنْدَه قَدْ فَتَنَتْه الدُّنْيَا وفَتَنَ غَيْرَه، ومُتَعَلِّمٍ مِنْ عَالِمٍ عَلَى سَبِيلِ هُدًى مِنَ الله ونَجَاةٍ، ثُمَّ هَلَكَ مَنِ ادَّعَى وَخَابَ مَنِ افْتَرَى".[الكُليني، الكافي، 1/ 33-34، ح1 كتاب فضل العِلم].
    فالّذي دعا البعض أنْ لا يرجع إلى الإمام مِنْ آل مُحمّد (عليهم السّلام) هُو أنّهم: "لَا يَقْتَصُّونَ‏ أَثَرَ نَبِيٍّ وَلَا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ"، وهذا ما أدّى بهم إلى أنْ: "فَلَا يَزَالُونَ بِجَوْرٍ وَلَنْ يَزْدَادُوا إِلَّا خَطَأً، لَا يَنَالُونَ تَقَرُّبًا وَلَنْ يَزْدَادُوا إِلَّا بُعْدًا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ"، وكلّ ذلك سببه: "كُلُّ ذَلِكَ وَحْشَةً مِمَّا وَرَّثَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ (صلّى الله عليه وآله) وَنُفُورًا مِمَّا أَدَّى إِلَيْهِمْ مِنْ أَخْبَارِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَهْلُ حَسَرَاتٍ وَكُهُوفُ شُبُهَاتٍ‏، وَأَهْلُ عَشَوَاتٍ وَضَلَالَةٍ وَرِيبَةٍ مَنْ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ وَرَأْيِهِ".
    ففي عصرغَيْبة الإمام بقيّة الله الأعظم (عجّل الله فرجه الشّريف) جعل لنا منهجًا واضحًا، ووصيّة عاصمة، وهي التمسّك بحديثه وحديث آباءه (عليه وعليهم السّلام) الشّريف، بقوله في توقيعه المُقدّس لإسحاق بن يعقوب: "وَأَمَّا الحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ وَأَنَا حُجَّةُ اللهِ عَلَيْهِمْ [...] وَأَمَّا وَجْهُ الِانْتِفَاعِ بِي فِي غَيْبَتِي فَكَالانْتِفَاعِ بِالشَّمْسِ إِذَا غَيَّبَتْهَا عَنِ الْأَبْصَارِ السَّحَابُ، وَإِنِّي لَأَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ كَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ فَأَغْلِقُوا بَابَ السُّؤَالِ عَمَّا لَا يَعْنِيكُمْ وَلَا تَتَكَلَّفُوا عِلْمَ مَا قَدْ كُفِيتُمْ، وَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ بِتَعْجِيلِ الْفَرَجِ فَإِنَّ ذَلِكَ فَرَجُكُمْ".‏
    ونصّ الإمام الحُجّة الغائب (عليه السّلام) واضح في تشخيص المنهج العاصم مِنَ الضّلال، وهو:
    1- الرّجوع إلى رواة الحديث الشّريف، فيما رووه عَنِ الأئمّة (عليه السّلام) مِنْ أحكام الشّريعة لا فيما يقولونه برأيهم، وهُنا على الشّيعي أنْ يُشخّص العُلماء وهُم النّاقلين عَنْ أهل بيت العصمة (عليهم السّلام)، وتشخيصه لهم يجب أنْ يكون وفق قواعد وأُسس رسمها لنا أئمّة الهُدى (عليهم السّلام)، وقد دُوّنت هذه القواعد والأُسس في كُتب الحديث الشّريف، وعلى المؤمنين بذل الجهد في معرفتها وتطبيقها.
    2- عدم تكلّف عِلم ما لا يعنينا عَنْ طريق وضع قواعد مِنْ عند أنفسنا والإعتماد على ظنونا وعقولنا، فلا رأي في الدّين، لأنّ الإسلام هُو التّسليم لآل مُحمّد (عليهم السّلام)، أي الإكتفاء بما جاء في القُرآن الكريم المُفسَّر بروايات أهل البيت (عليهم السّلام) وأحاديثهم الشّريفة، والإبتعاد عَنْ عُلوم المُخالفين.
    3- الإكثار مِنَ الدُّعاء بتعجيل فرج وليّنا (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف ونحن معه) والدّعاء مشروطٌ بالعمل، والعمل له قواعد وأُسس وكيفيّة وطريقة موجودة في الحديث الشّريف، وعلى المؤمنين أنْ لا يغفلوا - مع أنّهم مع الأسف غافلون عنه - عَنْ كنزٍ عظيم وهو: "الزّيارات والأدعية الشّريفة".
    4- الإعتماد على صاحب الأمر(عليه السّلام) في كلّ شيء، في الدّين والدُّنيا، فهو وإنْ كان غائبًا عَنْ أبصارنا، لكن مَنْ توجّه له بقلبٍ سليم سيُكفى إنْ شاء الله تعالى، فهو القائل (عليه وآله السّلام): "إِنَّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُمْ، وَلَا نَاسِينَ لِذِكْرِكُمْ، وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَّأْوَاءُ، وَاصْطَلَمَكُمُ الْأَعْدَاءُ".
    والقاعدة القُرآنيّة تقول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.[البقرة: 152-153].

    اللَّهُمَّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسّرّ المستودع فيها، وعجّل الله تعالى فرج قائم آل مُحمّد (عليهم السّلام) ونحن معه.

    & السيّد جهاد الموسوي &
    ‏• youtube / channel
    ‏• visiblewater.blogspot.com
    ‏• facebook
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X