بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من قال فيهم باقر آل محمد عليه وآله السلام (( يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي )) ورحمة الله وبركاته .
إني لأعلم أن الكلام في بعض صوره ومقاييسه لاينفع من عقد رايته على إستئثاره .. وحث المسير خابطاً في عشواء أفكاره .. وتبعه خلق ظنوا بدينهم عن محق النواصب .. فظنوا أن رعايته وحفظه بإتباعك .
غير أني أمتثل قول مولاي وسيدي صادق ال محمد عليه وأله السلام الذي قال كما أورد المحدث قدس سره في الكافي الشريف :
(( والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره، فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه وردوه عنها، فإن قبل منكم وإلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه ويسمع منه، فان الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى له، فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم فإن هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم ولا تقولوا: إنه يقول ويقول، فإن ذلك يحمل علي وعليكم، أما والله لو كنتم تقولون ما أقول لأقررت أنكم أصحابي ))
وأسفاً أننا مجبرون على تناول الروايات الشريفة وقد كان الأولى إحترمها بعد أن نالها من استهزائك بحقيقتها و تزييفك لمضامينها وتحريفك لمقاصدها .. ما أنت مستمهل فيه ايام دهرك .. ومدرك أثره في قبرك .. ومسؤول عنه في حشرك .
وإذا كنت تعتاش على حب أهل البيت وتخويف الناس من البترية .. فإنك لاتعدو كونك طرف نقيض مذموم أيضاً لذلك البتري الناكر لظلامة الزهراء عليها السلام .. فلا خير في تفريطه .. كما لاخير في إفراطك .. الذي مآله الى التفريط والضياع أيضا .
وأني _ على وجل من سأم شباب الشيعة من مهاترات بعض المدعين للعلم _ أسوق لك بعض الوجوه لتتأمل فيها .. عسى أن يؤوب الى رشده غافل .. ويغلب على هواه عاقل .. والله الهادي :
الوجه الأول :
__________
تقول في بعض كلامك ( إن سائر علمائنا ومنهم المجلسي عليه الرحمة ذكروا في كتبهم من مثالب القوم أشد مما ذكرت ) .
وهذا _ والسماء والطارق _ قياس مع الفارق !!
فالمجلسي لايقاس بخطيب يشتم على المنابر في زمانه .. إنما يقاس بعالم متبحر مثله .. ولعمري لايخلو كل زمان من أمثالك .. حتى زمان المجلسي .. فبذلك الخطيب في زمانه نقيسك .. لا بصاحب البحار.
بل إنما يقاس المجلسي في زماننا بأمثال الشيخ الأميني صاحب كتاب الغدير .. ويقاس بالسيد شرف الدين صاحب المراجعات .. ويقاس بالسيد علي الميلاني _ الذي لايزال بين ظهرانينا _ صاحب كتاب نفحات الأزهار وكتاب تشييد المراجعات وكتاب استخراج المرام من استقصاء الافحام .. وغيرها من المصنفات الكثيرة التي فيها صحف مطهرة تثبت أحقية أمير المؤمنين عليه السلام وبطلان منهج أعدائه وخصومه و من ساووه بمن ناووه .
فهل هؤلاء العلماء الذين حفظوا تراثنا ولم نعهد منهم مساومة على حق .. ولامداهنة لباطل .. في تقييد العلم وحفظه وتوثيقه .. أحق بأن يقاسوا بالمجلسي حيث كتبوا كما كتب .. وصدعوا بالحق كما صدع .. وصانوا الحقائق كما صان .. من دون تأجيج لمجمر .. ولاتهريج على منبر .
فلا يقاس بهؤلاء شاب لايبرح جالساً في وسائل الاعلام يشتم هذا وينتقص من ذاك ؟؟
ومما يحز في النفس .. أن عوام الناس تظن علمك من صدرك .. وبراهينك من تحصيلك .. ولاتدري أن كل ماتذكره من وجوه مفحمة للخصم إنما هو من فتات موائد هؤلاء العلماء الأفذاذ .. ومن الأدلة المتينة التي كتبوها بعناء السنين وتسديد أمير المؤمنين .. وبعد ذلك تصعد على أكتافهم وتحسب نفسك خيراً منهم لأنهم حصروا علمهم بالكتب وإلتزموا الوصية ( قولوا للناس حسنا ) وأنت أظهرته للشاشات !! .
فيالله وياللدين متى كانت إذاعة السر منقبة .. وهتك الحجاب شجاعة .
الوجه الثاني
___________
تقول في كلامك : إن التقية قبل الظهور لامبرر لها وأنها ليست من مختصات بقية الله أرواحنا فداه .. فإن إنتشار الظلم والجور قبيل ظهوره لايمنع من النهوض بالحق .. وكذلك فان انتشار موجبات التقية لايمنع من تركها .
وبالله .. هذا الكلام أعجب من سابقه .. ودليل على انعدام تفقهك في الروايات .. وإفتقارك لمعرفة لحن خطابهم سلام الله عليهم .
فإن مختصاته عليه السلام مقررة في محلها والناهض بها قبله سلام الله عليه مستعجل مبطل سرعان ما يبوء بذنبه لنسخه كلامهم بدون حجة .
فإذا كان لسان الروايات الشريفة يحكم بأن من مختصاته القضاء بدون بينة .. وقتل مانع الزكاة .. وكان اللسان صريحاً في ذلك .. ولاترى بأساً في الإذعان بأنها من جملة خصوصياته التي لاتقام بسواه .. فما بالك بالتقية ولسانها أصرح .. ومداليلها أوضح .. في أنه عليه السلام هو _ وحده _ الناقض لها لإنتفاء موضوعها .
وأي مغالطة أكثر من مقايستك بين مفاد الخبر والإنشاء !!
فروايات إمتلاء الأرض ظلماً وجوراً .. والقتل الذريع والموت الأحمر .. روايات حاكية عن واقع .. لم تمنع من النهوض بالحق والدفاع عن حرمة الدين مهما إستطاعت الطائفة لذلك سبيلا .. فلا أخبار حرمة رفع الراية معارضة لها .. ولا عمومات وجوب الدفاع قاصرة عن شمولها بحكومتها.
أما روايات التقية فهي روايات تشخيص للتكليف .. وإنشاء يتضمن النهي الشديد عن إذاعة السر لاعن الدفاع وحفظ بيضة الدين .. فموضوعها وحكمها خارج تخصصاً عن القياس المغلوط الذي تدعيه .
الوجه الثالث
__________
تقول أيضا ( إننا الشيعة مقتولون مضطهدون على كل حال .. فلا التصريح بمثالب القوم يزيد من سفك دمائنا .. ولا السكوت عنهم يحقن هذه الدماء ويرفع السيف عنا )
وهذا كلام حق ألبسته بباطل .. فلا وجه لسقوط التكليف مالم نجزم بأن مناطه هو حقن الدماء وأن هذا المناط قد إنتقض .. وأنى لك إثبات الأمرين هيهات هيهات .
ألا ترى قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) كيف أنه لم يسقط التكليف بالإنذار فقال سبحانه ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ )
ثم أن الناس إن بغوا علينا ونحن مظلومون .. كان في قتلنا عزة للدين وزيادة في إياب الآخرين للحق .. كما فعل الحسين سلام الله عليه .. أما إن قتلنا بغاة متهمين _ في نظر الناس _ فقد ضاعت المصلحة المرجوة من تعرضنا للقتل .. وشتان _ عند الله والناس _ بين من يقتلك لعجزه عن إفحامك .. ومن يقتلك بحجة إتهامك . فلاتجعل لهم عليك سبيلا .
ثم من أين علمت أن الأزمنة السابقة تخلو من أمثالك ؟ فلو إقتصر الأمر في كل زمان على العقلاء والعلماء الذين يدعون بالحكمة والموعظة الحسنة .. لكانت وطئة القتل أشد .. وسفك الدماء أقل _ وإن كنا لانقول بأنه سينتهي _ غير أن كل زمان كان لايخلو من أمثالك الذين يوقدون على نار عدوهم .. ويمنحونه الحجة بعد الحجة للإسراف في القتل .
ولعلك فاتك أن تقرأ في الكافي الشريف عن أبي علي الجواني قال : شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول لمولى له يقال له سالم - ووضع يده على شفتيه وقال: - يا سالم احفظ لسانك تسلم ولا تحمل الناس على رقابنا.
وفاتك قوله عليه السلام في تفسير الآية ( ويقتلون الأنبياء بغير حق ) قال : أما والله ما قتلوهم بالسيف ولكن أذاعوا سرهم وأفشوا عليهم فقتلوا .
فهاك وإنظر .. هل كان الأئمة عليهم السلام يوبخون حجراً ؟؟ أم كانوا يوبخون أشخاصاً سلكوا هذا النهج المضر بالطائفة كما تفعل اليوم.. وهو دليل وجود هذا الخط المتمرد على تعاليمهم صلوات الله عليهم منذ القدم .. بموزاة خط أصحابهم الكرام والعلماء الأعلام حتى يومنا هذا .
فإن تكلمت عن قتل الشيعة .. فلا تحسبه _ بأجمعه _ بلاءً مبرماً من السماء .. بل هو حصاد ألسنتكم في كل جيل .. حتى أن الامام زين العابدين عليه السلام تمنى _ كما أورد الكافي الشريف _ ان يضحي ببعض لحم ساعده ليترك جهلاء الشيعة هذه الصفات فقال ( وددت والله أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النزق وقلة الكتمان ) والنزق هو الخفة وسرعة التوثب .
ودونك هذه الجناية على حديث آل محمد .. عندما تحصر غاياته وعلله في أمور محدودة أنت تراها .. فإن علة الأمر بحفظ السر وعدم مخاطبة الناس بما يكرهون .. ليست منحصرة في حقن الدماء .. لتترك الإلتزام بها إن كانت هذه الغاية لم تتحقق . بل هناك غايات أخرى فلاتضيعنها وإتق الله .
الوجه الرابع
__________
إنك تقول في بعض كلامك ( ان منهج الصدمة ومواجهة الحقيقة بشكل واضح ينفع الكثير من الناس )
وليت شعري أقانع أنت بهذا التبرير أم مكابر .. والدين كله قائم على عكس هذا المنهج !!
فإذا كان الأئمة الأطهار يحذرون من إعطاء السائل أكثر من تحمله .. كما قال الرضا عليه السلام في الكافي الشريف (( لو أعطيناكم كلما تريدون كان شرا لكم )) فكيف بمن ( يصدم ) الناس بما لايطيقون . أعاقل أنت ؟؟ أترجو من عامي واحد أن يصدم بالحقائق فيهتدي ( إحتمالاً ) ولاتهتم بالآلاف يصدمون فينفرون عن المذهب ( يقيناً ) بل يسلون السيوف ويقطعون الرؤوس وأمامك مجالس التحقيق مع عناصر القاعدة داعش .. فإن إسمك يتردد كثيراً على ألسنتهم ؟!
ويلك أما مر عليك قول علي عليه السلام في غرر الحكم (( من أسرع الى الناس بما يكرهون قالوا فيه مالايعلمون ))
دين من هذا الذي تتلاعب به ؟؟ وأين أنت عن قول المصطفى صلى الله عليه وآله الوارد في الكافي (( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب المنبت الذي لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى)).
تالله إن المرء ليحار في توضيح الواضحات .
الوجه الخامس
___________
قلت في بعض بياناتك الصادرة من مكتبك في (( لندن ))
( والحل هو في رفد ودعم التوجهات الشيعية الجديدة التي تنادي بتصعيد المواجهة الحضارية لتحقيق توازن أكبر في ميزان القوى مع السعي الحثيث لزيادة وتقوية المد الشيعي في العالم )
وأنت تريد أن تصعد من المواجهات الحضارية ؟!!
أتريد ذلك بالمزيد من الشتم واللعن والسب والأحتفالات بموت عائشة . ولكنك ماسألت نفسك كيف سيتصرف الناس مع العصابات المسلحة التي ستقطع الطريق قبل إكمال المهمة بقطع الرؤوس ؟
ولا أعلم هل بقي للأمام السيد محمد الشيرازي قدس سره أحترام لديك ؟؟
ألم يكن منهجه هو منهج ( اللاعنف ) ؟؟
فكيف ستتعامل بهذا المنهج .. وفي ذات الوقت تشحن صدور العامة والسلفية غيظاً وحنقاً .. فأنت امام خيارين
إما أن تقدم عنقك للجلاد .. فتنتهي مواجهتك الحضارية .. وإما أن تقوم بالسيف لتدافع عن نفسك .. فتتحول الى مواجهة دامية لاحضارية .
ثم ألا ترى كيف أصبح العامة ينفرون من مشايخهم في في عدة بلدان بعد أن حفزوهم على المواجهة وشحنوهم بالحقد على الشيعة .. حتى إذا وقعت الحرب هرب هؤلاء المشايخ الى عمان وأنقرة وأربيل .. وتركوا الناس طعمة للأرهاب .
أفلا تتقي الله في العمامة التي تلبسها وإسم رجل الدين ؟؟ فإن هيجت الموالين من جانب .. وألبت علينا النواصب .. وزاد سعير الحرب .. وأنت جالس بدعة وأمان في لندن تطالب بالمواجهة الحضارية .. فما ظنك بسمعة هذه العمامة الشريفة .. التي لبستها بدون وجه حق .. وما ظنك برواياتنا و( وقال الصادق وقال الباقر ) التي أشعلت بها هذه الحرب .. ألن يكره الناس سماعها بعد حين ؟
وإعلم أن الكثير من أتباع المراجع الكرام الذين تفسقهم وتستهزء بدينهم .. هم من يحفظون اليوم وجود الشيعة ومقدساتهم .. بينما لم تقدم لنا أي فكرة عن مواجهتك .. نعم عرفنا آثار صنعك بالمزيد من الأوباش الذين جاؤوا الينا للانتقام مما تقوله أنت في لندن .. وقدمنا المزيد من الشهداء الأعزاء ضريبة لهذا الحقد الأعمى على التشيع .. وإنا لله وإنا اليه راجعون .
الوجه السادس
__________
من أين لك .. أن الناس إذا عرفت مثالب الغاصبين للخلافة .. وتركوهم فهذا يعني أن البديل لديهم هو التشيع ؟؟
أليس الأولى تقديم التشيع ب ( أسمعوا الناس محاسن كلامنا ) .
ما أسرع أن ينفر الناس منك إن نفروا من الأول والثاني وإبنتيهما.. فأنت الذي ساويت منهجك بهم.
جعلت الناس تظن .. أن مشكلتنا مع عائشة مشكلة أخلاقية ( فاحشة الزنا ) ولم تترفع عن هذا الحديث وتسلك طريقاً آخر لإثبات بطلان منهجها ومنهج من سبقها بالخروج على امام زمانهم .
ساويت نفسك _ ومذهبك _ بالاخرين .. وأنت تتصيد عثراتهم الأخلاقية وتهبط لمستوى تعيير الاخرين في شرفهم .. فما قولك إن أجابك بعض العامة .. بأنك وهؤلاء سواء .. وقد خرجنا منكم جميعاً الى اللادينية ؟؟
شوهت سمعة هذا المذهب .. وكأن أدلته على بطلان منهج الشورى منحصرة في زنا هذه أو فاحشة ذاك !!
ولم تقدم شيئاً من فكر أهل البيت .. يستحق ان يعتنقه الناس إذا خلعوا عن رقابهم حب العجل والسامري .
هذا _ عود على بدء _ فرقك عن المجلسي وأشباه المجلسي من أعلامنا _ فلا تقيسن نفسك بهم .
الوجه السابع
_________
تالله لقد خدمت النواصب خدمة ماكانوا يحلمون بها .. فأنصت كيف فعلت ذلك :
شاء الله في حكمته أن يكون اليهود كما وصفهم في كتابه ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ )
فهو سبحانه يقرر أمراً واقعياً ثابتاً : أن اليهود محكومون بالذل أبداً .. ولاتقوم لهم قائمة إلا بالرجوع الى الله ( بحبل من الله ) وهذا ما لايفعلونه ... أو بالإعتماد على غيرهم ( بحبل من الناس ) ومحاولة إستغلال قوة الآخرين .
ومن هنا فقد لجأ اليهود للتظاهر بالمسيحية .. وإستغلال النصارى والإستحواذ على مصادر قوتهم وإعلامهم وتجارتهم وخلقوا ( اللوبي الصهيوني ) الذي يعتبر الأقوى في العالم .. بينما لو كشف ظهرهم .. وبان حجمهم .. فهم أذلاء ضعفاء أوهن من بيت العنكبوت .
نفس هذا الكلام يقال بحق النواصب .. فقد شاء الله أن يزرع حب أهل البيت في نفوس المسلمين جميعا بكل طوائفهم _ وإن إختلفوا على الأحق بالأمر بعد النبي _ وليس للنواصب بينهم سوى الذل والإستضعاف .
وبعد أن تأسس منهجهم على تكفير جميع المسلمين .. رجعوا عن ذلك لإستحالته .. وقالوا بتكفير الشيعة فقط .. وراحوا يقنعون بقية المذهب بكل وسيلة .. أنهم منهم ومدافعون عنهم وليس لهم عدو ممن ينتحل الإسلام سوى الشيعة الذين يكيدون للدين _ بزعمهم _
ويالها من هدية جائت النواصب .. عندما أتاحت لهم أفعالك .. تاكيد ما كانوا يقولون .. والتبجح بالدفاع عن الصحابة وحب عائشة وتقديم نفسهم كمدافع عن السنة .. ليختبؤا خلف هذا الجمهور الكبير من العامة .. ويصوروا نفسهم أكثرية قوية .
ولإن كان الوهابيون قد فعلوا ذلك منذ سنوات .. فإن مافعلته إختصر عليهم الطريق وقرب لهم البعيد .. فلاتلومن من يتهمك بالعمالة .. فإن للناس عقولاً تأبى أن تصدق .. أن ماتفعله وتضر به مذهبنا .. يصدر من عاقل حريص .. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .
طالب علم من النجف الاشرف .
السلام على من قال فيهم باقر آل محمد عليه وآله السلام (( يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي )) ورحمة الله وبركاته .
إني لأعلم أن الكلام في بعض صوره ومقاييسه لاينفع من عقد رايته على إستئثاره .. وحث المسير خابطاً في عشواء أفكاره .. وتبعه خلق ظنوا بدينهم عن محق النواصب .. فظنوا أن رعايته وحفظه بإتباعك .
غير أني أمتثل قول مولاي وسيدي صادق ال محمد عليه وأله السلام الذي قال كما أورد المحدث قدس سره في الكافي الشريف :
(( والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره، فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه وردوه عنها، فإن قبل منكم وإلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه ويسمع منه، فان الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى له، فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم فإن هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم ولا تقولوا: إنه يقول ويقول، فإن ذلك يحمل علي وعليكم، أما والله لو كنتم تقولون ما أقول لأقررت أنكم أصحابي ))
وأسفاً أننا مجبرون على تناول الروايات الشريفة وقد كان الأولى إحترمها بعد أن نالها من استهزائك بحقيقتها و تزييفك لمضامينها وتحريفك لمقاصدها .. ما أنت مستمهل فيه ايام دهرك .. ومدرك أثره في قبرك .. ومسؤول عنه في حشرك .
وإذا كنت تعتاش على حب أهل البيت وتخويف الناس من البترية .. فإنك لاتعدو كونك طرف نقيض مذموم أيضاً لذلك البتري الناكر لظلامة الزهراء عليها السلام .. فلا خير في تفريطه .. كما لاخير في إفراطك .. الذي مآله الى التفريط والضياع أيضا .
وأني _ على وجل من سأم شباب الشيعة من مهاترات بعض المدعين للعلم _ أسوق لك بعض الوجوه لتتأمل فيها .. عسى أن يؤوب الى رشده غافل .. ويغلب على هواه عاقل .. والله الهادي :
الوجه الأول :
__________
تقول في بعض كلامك ( إن سائر علمائنا ومنهم المجلسي عليه الرحمة ذكروا في كتبهم من مثالب القوم أشد مما ذكرت ) .
وهذا _ والسماء والطارق _ قياس مع الفارق !!
فالمجلسي لايقاس بخطيب يشتم على المنابر في زمانه .. إنما يقاس بعالم متبحر مثله .. ولعمري لايخلو كل زمان من أمثالك .. حتى زمان المجلسي .. فبذلك الخطيب في زمانه نقيسك .. لا بصاحب البحار.
بل إنما يقاس المجلسي في زماننا بأمثال الشيخ الأميني صاحب كتاب الغدير .. ويقاس بالسيد شرف الدين صاحب المراجعات .. ويقاس بالسيد علي الميلاني _ الذي لايزال بين ظهرانينا _ صاحب كتاب نفحات الأزهار وكتاب تشييد المراجعات وكتاب استخراج المرام من استقصاء الافحام .. وغيرها من المصنفات الكثيرة التي فيها صحف مطهرة تثبت أحقية أمير المؤمنين عليه السلام وبطلان منهج أعدائه وخصومه و من ساووه بمن ناووه .
فهل هؤلاء العلماء الذين حفظوا تراثنا ولم نعهد منهم مساومة على حق .. ولامداهنة لباطل .. في تقييد العلم وحفظه وتوثيقه .. أحق بأن يقاسوا بالمجلسي حيث كتبوا كما كتب .. وصدعوا بالحق كما صدع .. وصانوا الحقائق كما صان .. من دون تأجيج لمجمر .. ولاتهريج على منبر .
فلا يقاس بهؤلاء شاب لايبرح جالساً في وسائل الاعلام يشتم هذا وينتقص من ذاك ؟؟
ومما يحز في النفس .. أن عوام الناس تظن علمك من صدرك .. وبراهينك من تحصيلك .. ولاتدري أن كل ماتذكره من وجوه مفحمة للخصم إنما هو من فتات موائد هؤلاء العلماء الأفذاذ .. ومن الأدلة المتينة التي كتبوها بعناء السنين وتسديد أمير المؤمنين .. وبعد ذلك تصعد على أكتافهم وتحسب نفسك خيراً منهم لأنهم حصروا علمهم بالكتب وإلتزموا الوصية ( قولوا للناس حسنا ) وأنت أظهرته للشاشات !! .
فيالله وياللدين متى كانت إذاعة السر منقبة .. وهتك الحجاب شجاعة .
الوجه الثاني
___________
تقول في كلامك : إن التقية قبل الظهور لامبرر لها وأنها ليست من مختصات بقية الله أرواحنا فداه .. فإن إنتشار الظلم والجور قبيل ظهوره لايمنع من النهوض بالحق .. وكذلك فان انتشار موجبات التقية لايمنع من تركها .
وبالله .. هذا الكلام أعجب من سابقه .. ودليل على انعدام تفقهك في الروايات .. وإفتقارك لمعرفة لحن خطابهم سلام الله عليهم .
فإن مختصاته عليه السلام مقررة في محلها والناهض بها قبله سلام الله عليه مستعجل مبطل سرعان ما يبوء بذنبه لنسخه كلامهم بدون حجة .
فإذا كان لسان الروايات الشريفة يحكم بأن من مختصاته القضاء بدون بينة .. وقتل مانع الزكاة .. وكان اللسان صريحاً في ذلك .. ولاترى بأساً في الإذعان بأنها من جملة خصوصياته التي لاتقام بسواه .. فما بالك بالتقية ولسانها أصرح .. ومداليلها أوضح .. في أنه عليه السلام هو _ وحده _ الناقض لها لإنتفاء موضوعها .
وأي مغالطة أكثر من مقايستك بين مفاد الخبر والإنشاء !!
فروايات إمتلاء الأرض ظلماً وجوراً .. والقتل الذريع والموت الأحمر .. روايات حاكية عن واقع .. لم تمنع من النهوض بالحق والدفاع عن حرمة الدين مهما إستطاعت الطائفة لذلك سبيلا .. فلا أخبار حرمة رفع الراية معارضة لها .. ولا عمومات وجوب الدفاع قاصرة عن شمولها بحكومتها.
أما روايات التقية فهي روايات تشخيص للتكليف .. وإنشاء يتضمن النهي الشديد عن إذاعة السر لاعن الدفاع وحفظ بيضة الدين .. فموضوعها وحكمها خارج تخصصاً عن القياس المغلوط الذي تدعيه .
الوجه الثالث
__________
تقول أيضا ( إننا الشيعة مقتولون مضطهدون على كل حال .. فلا التصريح بمثالب القوم يزيد من سفك دمائنا .. ولا السكوت عنهم يحقن هذه الدماء ويرفع السيف عنا )
وهذا كلام حق ألبسته بباطل .. فلا وجه لسقوط التكليف مالم نجزم بأن مناطه هو حقن الدماء وأن هذا المناط قد إنتقض .. وأنى لك إثبات الأمرين هيهات هيهات .
ألا ترى قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) كيف أنه لم يسقط التكليف بالإنذار فقال سبحانه ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ )
ثم أن الناس إن بغوا علينا ونحن مظلومون .. كان في قتلنا عزة للدين وزيادة في إياب الآخرين للحق .. كما فعل الحسين سلام الله عليه .. أما إن قتلنا بغاة متهمين _ في نظر الناس _ فقد ضاعت المصلحة المرجوة من تعرضنا للقتل .. وشتان _ عند الله والناس _ بين من يقتلك لعجزه عن إفحامك .. ومن يقتلك بحجة إتهامك . فلاتجعل لهم عليك سبيلا .
ثم من أين علمت أن الأزمنة السابقة تخلو من أمثالك ؟ فلو إقتصر الأمر في كل زمان على العقلاء والعلماء الذين يدعون بالحكمة والموعظة الحسنة .. لكانت وطئة القتل أشد .. وسفك الدماء أقل _ وإن كنا لانقول بأنه سينتهي _ غير أن كل زمان كان لايخلو من أمثالك الذين يوقدون على نار عدوهم .. ويمنحونه الحجة بعد الحجة للإسراف في القتل .
ولعلك فاتك أن تقرأ في الكافي الشريف عن أبي علي الجواني قال : شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول لمولى له يقال له سالم - ووضع يده على شفتيه وقال: - يا سالم احفظ لسانك تسلم ولا تحمل الناس على رقابنا.
وفاتك قوله عليه السلام في تفسير الآية ( ويقتلون الأنبياء بغير حق ) قال : أما والله ما قتلوهم بالسيف ولكن أذاعوا سرهم وأفشوا عليهم فقتلوا .
فهاك وإنظر .. هل كان الأئمة عليهم السلام يوبخون حجراً ؟؟ أم كانوا يوبخون أشخاصاً سلكوا هذا النهج المضر بالطائفة كما تفعل اليوم.. وهو دليل وجود هذا الخط المتمرد على تعاليمهم صلوات الله عليهم منذ القدم .. بموزاة خط أصحابهم الكرام والعلماء الأعلام حتى يومنا هذا .
فإن تكلمت عن قتل الشيعة .. فلا تحسبه _ بأجمعه _ بلاءً مبرماً من السماء .. بل هو حصاد ألسنتكم في كل جيل .. حتى أن الامام زين العابدين عليه السلام تمنى _ كما أورد الكافي الشريف _ ان يضحي ببعض لحم ساعده ليترك جهلاء الشيعة هذه الصفات فقال ( وددت والله أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النزق وقلة الكتمان ) والنزق هو الخفة وسرعة التوثب .
ودونك هذه الجناية على حديث آل محمد .. عندما تحصر غاياته وعلله في أمور محدودة أنت تراها .. فإن علة الأمر بحفظ السر وعدم مخاطبة الناس بما يكرهون .. ليست منحصرة في حقن الدماء .. لتترك الإلتزام بها إن كانت هذه الغاية لم تتحقق . بل هناك غايات أخرى فلاتضيعنها وإتق الله .
الوجه الرابع
__________
إنك تقول في بعض كلامك ( ان منهج الصدمة ومواجهة الحقيقة بشكل واضح ينفع الكثير من الناس )
وليت شعري أقانع أنت بهذا التبرير أم مكابر .. والدين كله قائم على عكس هذا المنهج !!
فإذا كان الأئمة الأطهار يحذرون من إعطاء السائل أكثر من تحمله .. كما قال الرضا عليه السلام في الكافي الشريف (( لو أعطيناكم كلما تريدون كان شرا لكم )) فكيف بمن ( يصدم ) الناس بما لايطيقون . أعاقل أنت ؟؟ أترجو من عامي واحد أن يصدم بالحقائق فيهتدي ( إحتمالاً ) ولاتهتم بالآلاف يصدمون فينفرون عن المذهب ( يقيناً ) بل يسلون السيوف ويقطعون الرؤوس وأمامك مجالس التحقيق مع عناصر القاعدة داعش .. فإن إسمك يتردد كثيراً على ألسنتهم ؟!
ويلك أما مر عليك قول علي عليه السلام في غرر الحكم (( من أسرع الى الناس بما يكرهون قالوا فيه مالايعلمون ))
دين من هذا الذي تتلاعب به ؟؟ وأين أنت عن قول المصطفى صلى الله عليه وآله الوارد في الكافي (( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب المنبت الذي لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى)).
تالله إن المرء ليحار في توضيح الواضحات .
الوجه الخامس
___________
قلت في بعض بياناتك الصادرة من مكتبك في (( لندن ))
( والحل هو في رفد ودعم التوجهات الشيعية الجديدة التي تنادي بتصعيد المواجهة الحضارية لتحقيق توازن أكبر في ميزان القوى مع السعي الحثيث لزيادة وتقوية المد الشيعي في العالم )
وأنت تريد أن تصعد من المواجهات الحضارية ؟!!
أتريد ذلك بالمزيد من الشتم واللعن والسب والأحتفالات بموت عائشة . ولكنك ماسألت نفسك كيف سيتصرف الناس مع العصابات المسلحة التي ستقطع الطريق قبل إكمال المهمة بقطع الرؤوس ؟
ولا أعلم هل بقي للأمام السيد محمد الشيرازي قدس سره أحترام لديك ؟؟
ألم يكن منهجه هو منهج ( اللاعنف ) ؟؟
فكيف ستتعامل بهذا المنهج .. وفي ذات الوقت تشحن صدور العامة والسلفية غيظاً وحنقاً .. فأنت امام خيارين
إما أن تقدم عنقك للجلاد .. فتنتهي مواجهتك الحضارية .. وإما أن تقوم بالسيف لتدافع عن نفسك .. فتتحول الى مواجهة دامية لاحضارية .
ثم ألا ترى كيف أصبح العامة ينفرون من مشايخهم في في عدة بلدان بعد أن حفزوهم على المواجهة وشحنوهم بالحقد على الشيعة .. حتى إذا وقعت الحرب هرب هؤلاء المشايخ الى عمان وأنقرة وأربيل .. وتركوا الناس طعمة للأرهاب .
أفلا تتقي الله في العمامة التي تلبسها وإسم رجل الدين ؟؟ فإن هيجت الموالين من جانب .. وألبت علينا النواصب .. وزاد سعير الحرب .. وأنت جالس بدعة وأمان في لندن تطالب بالمواجهة الحضارية .. فما ظنك بسمعة هذه العمامة الشريفة .. التي لبستها بدون وجه حق .. وما ظنك برواياتنا و( وقال الصادق وقال الباقر ) التي أشعلت بها هذه الحرب .. ألن يكره الناس سماعها بعد حين ؟
وإعلم أن الكثير من أتباع المراجع الكرام الذين تفسقهم وتستهزء بدينهم .. هم من يحفظون اليوم وجود الشيعة ومقدساتهم .. بينما لم تقدم لنا أي فكرة عن مواجهتك .. نعم عرفنا آثار صنعك بالمزيد من الأوباش الذين جاؤوا الينا للانتقام مما تقوله أنت في لندن .. وقدمنا المزيد من الشهداء الأعزاء ضريبة لهذا الحقد الأعمى على التشيع .. وإنا لله وإنا اليه راجعون .
الوجه السادس
__________
من أين لك .. أن الناس إذا عرفت مثالب الغاصبين للخلافة .. وتركوهم فهذا يعني أن البديل لديهم هو التشيع ؟؟
أليس الأولى تقديم التشيع ب ( أسمعوا الناس محاسن كلامنا ) .
ما أسرع أن ينفر الناس منك إن نفروا من الأول والثاني وإبنتيهما.. فأنت الذي ساويت منهجك بهم.
جعلت الناس تظن .. أن مشكلتنا مع عائشة مشكلة أخلاقية ( فاحشة الزنا ) ولم تترفع عن هذا الحديث وتسلك طريقاً آخر لإثبات بطلان منهجها ومنهج من سبقها بالخروج على امام زمانهم .
ساويت نفسك _ ومذهبك _ بالاخرين .. وأنت تتصيد عثراتهم الأخلاقية وتهبط لمستوى تعيير الاخرين في شرفهم .. فما قولك إن أجابك بعض العامة .. بأنك وهؤلاء سواء .. وقد خرجنا منكم جميعاً الى اللادينية ؟؟
شوهت سمعة هذا المذهب .. وكأن أدلته على بطلان منهج الشورى منحصرة في زنا هذه أو فاحشة ذاك !!
ولم تقدم شيئاً من فكر أهل البيت .. يستحق ان يعتنقه الناس إذا خلعوا عن رقابهم حب العجل والسامري .
هذا _ عود على بدء _ فرقك عن المجلسي وأشباه المجلسي من أعلامنا _ فلا تقيسن نفسك بهم .
الوجه السابع
_________
تالله لقد خدمت النواصب خدمة ماكانوا يحلمون بها .. فأنصت كيف فعلت ذلك :
شاء الله في حكمته أن يكون اليهود كما وصفهم في كتابه ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ )
فهو سبحانه يقرر أمراً واقعياً ثابتاً : أن اليهود محكومون بالذل أبداً .. ولاتقوم لهم قائمة إلا بالرجوع الى الله ( بحبل من الله ) وهذا ما لايفعلونه ... أو بالإعتماد على غيرهم ( بحبل من الناس ) ومحاولة إستغلال قوة الآخرين .
ومن هنا فقد لجأ اليهود للتظاهر بالمسيحية .. وإستغلال النصارى والإستحواذ على مصادر قوتهم وإعلامهم وتجارتهم وخلقوا ( اللوبي الصهيوني ) الذي يعتبر الأقوى في العالم .. بينما لو كشف ظهرهم .. وبان حجمهم .. فهم أذلاء ضعفاء أوهن من بيت العنكبوت .
نفس هذا الكلام يقال بحق النواصب .. فقد شاء الله أن يزرع حب أهل البيت في نفوس المسلمين جميعا بكل طوائفهم _ وإن إختلفوا على الأحق بالأمر بعد النبي _ وليس للنواصب بينهم سوى الذل والإستضعاف .
وبعد أن تأسس منهجهم على تكفير جميع المسلمين .. رجعوا عن ذلك لإستحالته .. وقالوا بتكفير الشيعة فقط .. وراحوا يقنعون بقية المذهب بكل وسيلة .. أنهم منهم ومدافعون عنهم وليس لهم عدو ممن ينتحل الإسلام سوى الشيعة الذين يكيدون للدين _ بزعمهم _
ويالها من هدية جائت النواصب .. عندما أتاحت لهم أفعالك .. تاكيد ما كانوا يقولون .. والتبجح بالدفاع عن الصحابة وحب عائشة وتقديم نفسهم كمدافع عن السنة .. ليختبؤا خلف هذا الجمهور الكبير من العامة .. ويصوروا نفسهم أكثرية قوية .
ولإن كان الوهابيون قد فعلوا ذلك منذ سنوات .. فإن مافعلته إختصر عليهم الطريق وقرب لهم البعيد .. فلاتلومن من يتهمك بالعمالة .. فإن للناس عقولاً تأبى أن تصدق .. أن ماتفعله وتضر به مذهبنا .. يصدر من عاقل حريص .. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .
طالب علم من النجف الاشرف .
تعليق