منقول من اجوبة الشيخ الازهري
****************** اقتباس:
(2). وما قولكم في جيش معاوية ، بهذا الحديث: ….
.مسند أحمد : عن أبي سعيد الخدري قال : كنا نحمل في بناء المسجد لِبنة لِبنة وعمار بن ياسر يحمل لِبنتين لِبنتين ، قال : فرآه رسول الله « صلى الله عليه وسلم » فجل يَنفض التراب عنه ويقول : يا عمار ألاتحمل لِبنة كما يحمل اصحابك ؟ قال : اني أريد الأجر من الله . قال : فجعل يَنفض التراب عنه ويقول : ويحَ عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار . ؟؟
هذا الحديث صحيح وهو دال على أمرين:
الأول : أن الفئة التي تقتل عمارا هي فئة يصدق عليها وصف البغي على ولي الأمر.
الثاني: أن الفئة الباغية تدعوا عمارا إلى النار.
مناقشة الأمر الأول من عدة جوانب:
الجانب الأول :
أن أهل السنة جميعا يقرون أن جيش معاوية يصدق عليه وصف البغي بل وجيش الجمل أيضا، ولكن يجب ألا ينسى المستدل بهذا الحديث الأدلة الأخرى، كقوله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) صدق الله العظيم.
وهذه الآية دالة بوضوح على أن وصف البغي لا ينفي وصف الإيمان ـ بخلاف دعوى الرافضة ـ ودعت الآية إلى الإصلاح بين الفئتين المؤمنتين، ومن المعلوم أن أولى من يصدق عليهم هذا الوصف هم من اقتتلوا من أصحاب رسول الله وهذا لم يحدث إلا في الجمل وصفين فإذا لم تكن هذه الفئة الباغية هي الفئة المؤمنة التي تحدث القرآن عنها فمن تكون إذن؟ ومن أولى منها بوصف الإيمان؟
الجانب الثاني:
أنه كذلك يجب ألا ينسى المستدل بحديث عمار أن يستدل بحديث : (إن ابني سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين) وهذا الحديث من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم حيث أخبر عما سيكون على يدي الحسن بن علي من الإصلاح بين المؤمنين وهذا قد تحقق وشهد عليه التاريخ عندما اصطلح الحسن ومعاوية وتنازل الحسن طواعية عن الخلافة لمعاوية .. فانظر كيف أثنى النبي على الإصلاح بين الفئتين ووصفهما بالإيمان، ذلكم الإصلاح الذي استحق الحسن به السيادة بجدارة، وما كان الحسن ليتنازل لمعاوية لو ظن أن معاوية خال من وصف الإيمان كما تدعي الرافضة وأذنابهم، لأن تسليم أمور المسلمين للدعاة إلى النار والمنافقين الكفار الفجار من أعظم الذنوب بل من الكفر ومن المحال أن يستحق الحسن المدح والثناء والسيادة من أجل كفر ومن المحال أن يتنازل عن ولاية أمور المسلمين لعدو داعية إلى النار، فإن من يولي دعاة النار يكون هو أيضا داعية إلى النار بالتسبب كما لا يخفى.
الجانب الثالث:
أن البغي كما أنه لا ينافي وصف الإيمان فكذلك قد يكون الباغي صاحب حق، كمن بغى على سلطان جائر آخذ للحقوق، فإن الشريعة أمرتنا أن نقف مع السلطان وإن جار وظلم ولا نخرج عليه، وإن كان الباغي صاحب حق وله تأويل سائغ، من أجل أن الخروج مفسدته أعظم وأكبر .. ومعاوية لم يخرج على أمر علي إلا من باب أنه صاحب حق ـ فهو ولي دم عثمان المقتول ظلما ـ ومن حقه المطالبة بقتلة عثمان لقوله تعالى: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا) إلا أن معاوية لم يسلك السبيل المتعين عليه في ذلك من تفويض أمر القصاص لولي الأمر علي بن أبي طالب الموصوف بالعدل والقضاء وظن أنه يعجز عن ذلك، ولذا فمعاوية وإن كان باغيا إلا أنه باغ مؤمن صاحب حق، ومن هنا توقع ابن عباس أن يؤول الأمر إلى معاوية.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ((وقد أخذ الإمام الحبر ابن عباس من عموم هذه الآية الكريمة ولاية معاوية السلطنة، وأنه سيملك؛ لأنه كان ولي عثمان، وقد قتل عثمان مظلومًا، رضي الله عنه، وكان معاوية يطالب عليًا، رضي الله عنه، أن يسلمه قتلته حتى يقتص منهم؛ لأنه أموي، وكان علي، رضي الله عنه، يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك، ويطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى معاوية ذلك حتى يسلمه القتلة، وأبى أن يبايع عليًا هو وأهل الشام، ثم مع المطاولة تمكن معاوية وصار الأمر إليه كما تفاءل ابن عباس واستنبط من هذه الآية الكريمة. وهذا من الأمر العجب وقد روى ذلك الطبراني في معجمه حيث قال:
حدثنا يحيى بن عبد الباقي، حدثنا أبو عمير بن النحاس، حدثنا ضَمْرَةُ بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن زَهْدَم الجَرْمي قال: كنا في سمر ابن عباس فقال: إني محدثكم حديثا ليس بسر ولا علانية؛ إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان -يعني عثمان -قلت لعلي: اعتزل فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج، فعصاني، وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية، وذلك أن الله تعالى يقول : { { وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ }} الآية. ولتحملنكم قريش على سنة فارس والروم وليقيمن عليكم النصارى واليهود والمجوس، فمن أخذ منكم يومئذ بما يُعْرَف نجا، ومن ترك وأنتم تاركون، كنتم كقرن من القرون، هلك فيمن هلك.))ا هـ.
قلت ولهذا الخبر طرق هذا أحدها، وروي نحوه عن الحسن بن علي، وفيه أن معاوية صاحب حق، لكن مع هذا يجب قتاله مع ولي الأمر إذا أمر ولي الأمر بذلك، لأنه باغ، والباغي مستحق للقتال بمجرد وصف البغي وإن كان مؤمنا صاحب حق فافهم.
مناقشة الأمر الثاني :
وهو أن حزب معاوية يدعون عمارا إلى النار .. وهذا الكلام يجب تأويله لأمور:
الأول: أننا نعلم بالضرورة أن جيش الجمل وصفين لم تتوجه منهم الدعوة إلى جيش علي بدخول النار على الحقيقة، ولا صاحوا فيهم أن هلموا إلى النار لفظا ونطقا، ولا كتبوا إليهم بذلك، ومن المعلوم أن الطائفتين تخافان من النار وتستعيذان بالله منها وتحذرانها لأنها طائفة مؤمنة كما تقرر، فوجب أن لا تكون دعوتهم عمارا إلى النار على الحقيقة وإنما هذه دعوة مجازية فكأنهم لما دعوه إلى الخروج على السلطان المفروض الطاعة وهو علي وذلك من أسباب دخول النار كانوا كمن يدعوا إلى النار، فالدعوة إلى أسباب دخول النار دعوة إلى النار، وهذا لا يتنافى مع وصف الإيمان ولا أنهم طلاب حق كما تقدم ولكنهم لم يسلكوا الصراط القويم في المطالبة بالحق.
الثاني : أن الأخذ بظواهر هذه الأخبار يوجب تكفير طائفة معاوية لأن من دعا إلى النار على الحقيقة فهو كافر، وكفر معاوية ومن معه محال لأن القرآن سماهم مؤمنين ولأن النبي سماهم كذلك ولأن الحسن اصطلح معه وتنازل له والتنازل عن ولاية أمر المسلمين لكافر كفر محقق وقد أجمعت الناس على ولايته عام الجماعة ولا يجمع الله الأمة على ضلالة فكيف على ولاية كافر!! فوجب أن لا يكون معاوية داعية إلى النار على الحقيقة بل مجازا وإن كان مؤمنا صاحب حق.
الثالث: أنه لو وجب أخذ هذا الخبر على ظاهره بلا تأويل لوجب أخذ حديث: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) فيؤول الأمر إلى أن الكل في النار! وهذا باطل بالضرورة.
والحاصل أن أهل السنة يأخذون بحديث عمار وبغيره من الأدلة فيضمونها إلى بعضها البعض ويفقهون معناها ويعرفون مجازها وبلاغتها وأما الرافضة فيأخذون منها ما يشتهون فقط. ومذهب الرافضة نتيجته أن الحسن بن علي الذي يدعون عصمته هو من ولى الداعية إلى النار رأس المنافقين على المسلمين فانظر على من عاد طعنهم في معاوية ؟؟ !!والله أعلم .
****************** اقتباس:
(2). وما قولكم في جيش معاوية ، بهذا الحديث: ….
.مسند أحمد : عن أبي سعيد الخدري قال : كنا نحمل في بناء المسجد لِبنة لِبنة وعمار بن ياسر يحمل لِبنتين لِبنتين ، قال : فرآه رسول الله « صلى الله عليه وسلم » فجل يَنفض التراب عنه ويقول : يا عمار ألاتحمل لِبنة كما يحمل اصحابك ؟ قال : اني أريد الأجر من الله . قال : فجعل يَنفض التراب عنه ويقول : ويحَ عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار . ؟؟
هذا الحديث صحيح وهو دال على أمرين:
الأول : أن الفئة التي تقتل عمارا هي فئة يصدق عليها وصف البغي على ولي الأمر.
الثاني: أن الفئة الباغية تدعوا عمارا إلى النار.
مناقشة الأمر الأول من عدة جوانب:
الجانب الأول :
أن أهل السنة جميعا يقرون أن جيش معاوية يصدق عليه وصف البغي بل وجيش الجمل أيضا، ولكن يجب ألا ينسى المستدل بهذا الحديث الأدلة الأخرى، كقوله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) صدق الله العظيم.
وهذه الآية دالة بوضوح على أن وصف البغي لا ينفي وصف الإيمان ـ بخلاف دعوى الرافضة ـ ودعت الآية إلى الإصلاح بين الفئتين المؤمنتين، ومن المعلوم أن أولى من يصدق عليهم هذا الوصف هم من اقتتلوا من أصحاب رسول الله وهذا لم يحدث إلا في الجمل وصفين فإذا لم تكن هذه الفئة الباغية هي الفئة المؤمنة التي تحدث القرآن عنها فمن تكون إذن؟ ومن أولى منها بوصف الإيمان؟
الجانب الثاني:
أنه كذلك يجب ألا ينسى المستدل بحديث عمار أن يستدل بحديث : (إن ابني سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المؤمنين) وهذا الحديث من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم حيث أخبر عما سيكون على يدي الحسن بن علي من الإصلاح بين المؤمنين وهذا قد تحقق وشهد عليه التاريخ عندما اصطلح الحسن ومعاوية وتنازل الحسن طواعية عن الخلافة لمعاوية .. فانظر كيف أثنى النبي على الإصلاح بين الفئتين ووصفهما بالإيمان، ذلكم الإصلاح الذي استحق الحسن به السيادة بجدارة، وما كان الحسن ليتنازل لمعاوية لو ظن أن معاوية خال من وصف الإيمان كما تدعي الرافضة وأذنابهم، لأن تسليم أمور المسلمين للدعاة إلى النار والمنافقين الكفار الفجار من أعظم الذنوب بل من الكفر ومن المحال أن يستحق الحسن المدح والثناء والسيادة من أجل كفر ومن المحال أن يتنازل عن ولاية أمور المسلمين لعدو داعية إلى النار، فإن من يولي دعاة النار يكون هو أيضا داعية إلى النار بالتسبب كما لا يخفى.
الجانب الثالث:
أن البغي كما أنه لا ينافي وصف الإيمان فكذلك قد يكون الباغي صاحب حق، كمن بغى على سلطان جائر آخذ للحقوق، فإن الشريعة أمرتنا أن نقف مع السلطان وإن جار وظلم ولا نخرج عليه، وإن كان الباغي صاحب حق وله تأويل سائغ، من أجل أن الخروج مفسدته أعظم وأكبر .. ومعاوية لم يخرج على أمر علي إلا من باب أنه صاحب حق ـ فهو ولي دم عثمان المقتول ظلما ـ ومن حقه المطالبة بقتلة عثمان لقوله تعالى: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا) إلا أن معاوية لم يسلك السبيل المتعين عليه في ذلك من تفويض أمر القصاص لولي الأمر علي بن أبي طالب الموصوف بالعدل والقضاء وظن أنه يعجز عن ذلك، ولذا فمعاوية وإن كان باغيا إلا أنه باغ مؤمن صاحب حق، ومن هنا توقع ابن عباس أن يؤول الأمر إلى معاوية.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ((وقد أخذ الإمام الحبر ابن عباس من عموم هذه الآية الكريمة ولاية معاوية السلطنة، وأنه سيملك؛ لأنه كان ولي عثمان، وقد قتل عثمان مظلومًا، رضي الله عنه، وكان معاوية يطالب عليًا، رضي الله عنه، أن يسلمه قتلته حتى يقتص منهم؛ لأنه أموي، وكان علي، رضي الله عنه، يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك، ويطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى معاوية ذلك حتى يسلمه القتلة، وأبى أن يبايع عليًا هو وأهل الشام، ثم مع المطاولة تمكن معاوية وصار الأمر إليه كما تفاءل ابن عباس واستنبط من هذه الآية الكريمة. وهذا من الأمر العجب وقد روى ذلك الطبراني في معجمه حيث قال:
حدثنا يحيى بن عبد الباقي، حدثنا أبو عمير بن النحاس، حدثنا ضَمْرَةُ بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن زَهْدَم الجَرْمي قال: كنا في سمر ابن عباس فقال: إني محدثكم حديثا ليس بسر ولا علانية؛ إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان -يعني عثمان -قلت لعلي: اعتزل فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج، فعصاني، وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية، وذلك أن الله تعالى يقول : { { وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ }} الآية. ولتحملنكم قريش على سنة فارس والروم وليقيمن عليكم النصارى واليهود والمجوس، فمن أخذ منكم يومئذ بما يُعْرَف نجا، ومن ترك وأنتم تاركون، كنتم كقرن من القرون، هلك فيمن هلك.))ا هـ.
قلت ولهذا الخبر طرق هذا أحدها، وروي نحوه عن الحسن بن علي، وفيه أن معاوية صاحب حق، لكن مع هذا يجب قتاله مع ولي الأمر إذا أمر ولي الأمر بذلك، لأنه باغ، والباغي مستحق للقتال بمجرد وصف البغي وإن كان مؤمنا صاحب حق فافهم.
مناقشة الأمر الثاني :
وهو أن حزب معاوية يدعون عمارا إلى النار .. وهذا الكلام يجب تأويله لأمور:
الأول: أننا نعلم بالضرورة أن جيش الجمل وصفين لم تتوجه منهم الدعوة إلى جيش علي بدخول النار على الحقيقة، ولا صاحوا فيهم أن هلموا إلى النار لفظا ونطقا، ولا كتبوا إليهم بذلك، ومن المعلوم أن الطائفتين تخافان من النار وتستعيذان بالله منها وتحذرانها لأنها طائفة مؤمنة كما تقرر، فوجب أن لا تكون دعوتهم عمارا إلى النار على الحقيقة وإنما هذه دعوة مجازية فكأنهم لما دعوه إلى الخروج على السلطان المفروض الطاعة وهو علي وذلك من أسباب دخول النار كانوا كمن يدعوا إلى النار، فالدعوة إلى أسباب دخول النار دعوة إلى النار، وهذا لا يتنافى مع وصف الإيمان ولا أنهم طلاب حق كما تقدم ولكنهم لم يسلكوا الصراط القويم في المطالبة بالحق.
الثاني : أن الأخذ بظواهر هذه الأخبار يوجب تكفير طائفة معاوية لأن من دعا إلى النار على الحقيقة فهو كافر، وكفر معاوية ومن معه محال لأن القرآن سماهم مؤمنين ولأن النبي سماهم كذلك ولأن الحسن اصطلح معه وتنازل له والتنازل عن ولاية أمر المسلمين لكافر كفر محقق وقد أجمعت الناس على ولايته عام الجماعة ولا يجمع الله الأمة على ضلالة فكيف على ولاية كافر!! فوجب أن لا يكون معاوية داعية إلى النار على الحقيقة بل مجازا وإن كان مؤمنا صاحب حق.
الثالث: أنه لو وجب أخذ هذا الخبر على ظاهره بلا تأويل لوجب أخذ حديث: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) فيؤول الأمر إلى أن الكل في النار! وهذا باطل بالضرورة.
والحاصل أن أهل السنة يأخذون بحديث عمار وبغيره من الأدلة فيضمونها إلى بعضها البعض ويفقهون معناها ويعرفون مجازها وبلاغتها وأما الرافضة فيأخذون منها ما يشتهون فقط. ومذهب الرافضة نتيجته أن الحسن بن علي الذي يدعون عصمته هو من ولى الداعية إلى النار رأس المنافقين على المسلمين فانظر على من عاد طعنهم في معاوية ؟؟ !!والله أعلم .
تعليق