بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمدلله رب العالمين خالق الخلق اجمعين و الصلاة على رسول الله و اله المتقين ..
هذه محاولة مني لبناء لبنة او بدر بدرة لتكوين فصوص حكم شيعي عرفاني يعتمد على اقوال اهل البيت عليهم السلام وحالاتهم .. ليس كل ما ذكرته هنا بالضرورة اؤمن به او عقيدة لا تتبدل او تتغير ..الموضوع اثارات موضوعية قد تكون مفيدة .. الموضوع ليس مكتمل و يحتاج الى الكثير من التعديل والتغيير والاضافة .. تواردتني افكار كتبتها في عام 2015 على تكست عندي في المبايل و انا في مقر العمل .. فأكتب مرة و بعد فترة تأتيني بعض الافكار اضيفها ولذا ترى التقطيع .. فهذا الموضوع مسودة و تمهيد لما اريد عمله و الموضوع لازال في بداياته ولي ان شاء الله اضافات وتعديلات كثيرة سوف تأتي مستقبلا اذا شاء الله تعالى و الموضوع يحتاج الى الكثير من الروايات و الاخبار المعصومية التي تتعلق بهذا المجال الذي انا فيه .. أرحب بالنقد البناء و بالاقتراحات والافكار الرؤى .. لكن اتمنى ان لا يأتيني اتباع بن تيمية الشيعة لانهم غير مرحب بهم هنا ..
فيما يتعلق بفصوص الحكم الشيعي طبعا
واضح ان الهدف هو بناء عرفان شيعي مستقل عن العرفان السني الممزوج بالخرافات السنية و الايمان بالمتقدمين على الامام امير
المؤمنين عليه السلام .. ان محي الدين بن عربي ليس فقط سني متعصب لمذهبه و للحكام المتقدمين على المؤمنين عليه السلام بل
خطر على المتأثرين به من علماء الشيعة و بالاخص بما يعتقده في نفسه انه خاتم الاولياء و انه الجزء المكمل للرسالات و النبوات
و لعله اعتقد في نفسه انه المهدي المنتظر و ان لم يصرح واضحا بذلك خوف ردة الفعل التي تحدث و ترمي به بعيدا عن الساحة
نريد عرفان شيعي يبتني على اقوال اهل بيت النبوة عليهم السلام بعيدا عن تأثير الزنديق المدلس بن عربي .. نحن لا نشك في
علمائنا الابرار الذين انتهجوا مسلك العرفان ان نواياهم طاهرة شريفة و عقيدتهم بتوحيد الله سبحانه سليمة .. و حتى اذا قصد بن
عربي معنى خاطئ في التوحيد فأن علمائنا لا يقصدون المعنى الذي قصده و اضمره .. و لكن الخطورة تأتي من التعاطف الزائد
لأبن عربي و تأثيره على علمائنا و اضعاف علاقتهم بالائمة من اهل البيت عليهم السلام .. فقد يتأثر به عالم و يعتقد به انه فعلا ولي
من اولياء الله .. و هذه خطورة ما بعدها خطورها .. لان هذه العقيدة سوف تسلب من قوة عقيدته في ائمته ائمة اهل البيت عليهم
السلام .. فالحب و العاطفة و الحماس طاقة وجدانية تتمركز حول موضوع ما و تقوى فيه فتضعف في جانب اخر .. فأذا تمركزت
حول شئ لوحده يكون قويا جدا و تكون العقيدة به قوية اما اذا توزعت على عدة اشياء فأنها تضعف لانها تشارك عدة اشياء .. فهذه
الطاقة الوجدانية تتقسم و تتوزع .. و معناه انها تقل فأذا قويت في جانب ضعفت في جانب اخر .. لذا ان توجه العاطفة و الحماس
الى شخص محدد او موضوع محدد لا يشاركه غيره يجعل منه قويا و مركزا جدا و يقل فيما لو توزع الى عدة اشخاص او عدة
مواضيع بالاخص اذا توزعت على امور مختلفة وليست متشابهه .. المتشابهه بالامكان اعتبارها موضوع واحد فيكون الحماس و
الطاقة الوجدانية متمركزا لمجموعها اما المتفرقات فأنها تضعف هذه الطاقة و تقلل منها.. و حتى في الزواج حينما يكون الزوج او
الزوجة متوجها لزوجه فقط تكون العاطفة قوية اما اذا توجه لغيره عدة اشخاص اخرين فأنها تضعف تلك العاطفة لانها لا تكون
متمركزه عليه فقط بل تكون مقسمة و موزعة .. و كمثال على ذلك ايضا كورة القدم و ابطال كورة القدم .. اذا احد منا تعاطف و
احب و تحمس لابطال الكورة و تمركزت عاطفته نحوهم فأنها تضعف العاطفة الولائية لاهل البيت عليهم السلام لانهم تسلب التركيز
عليهم .. و كذا نجوم التمثيل و غيرهم .. فأبن عربي لا يمكن اعتباره من علماء شيعة آل محمد عليهم السلام حتى يكون التعاطف
معه تعاطف مع اهل البيت و حبه حب لاهل البيت عليهم السلام و لذلك لابد من الافتراق لما يشكله من خطورة على التشيع .. التعاطف معه
يشكل بعد عن اهل البيت عليهم السلام بمقدار ذلك العاطف والحماس له ... طبعا ليس هدفي الطعن في علماء اهل البيت عليهم السلام فأعيد و اكرر ..هدفي
التنبيه لخطورة بن عربي ..فعلمائنا تاج على رؤوسنا فالنقد و التخطئة و طرح الرؤية و الفكرة شئ و التكفير و التفسيق و التسقيط
و الطعن شئ اخر ..فلا اسمح لاحد ممن يسلك اسلوب الطعن و التكفير و التفسيق من جماعة بن تيمية الشيعة الدخول في موضوعي و المشاركة فاليذهب
بعيدا عن موضوعي و اليخرج منها مذموما مدحورا ..على اي حال فأبن عربي غريب علينا و هو ليس من جماعتنا و اهلنا و ينبغي
ان يبقى غريب و بعيد .. فالاخذ هو اخذ من اهل البيت عليهم السلام لا من غيرهم .. لا تأخذ الا عنا تكن منا .. معكم معكم لا مع
عدوكم .. و مما يحز في النفس ان نسمع قول قائل انه ابن عربي اتى او قدم ما لم يقدمه علمائنا الابرار .. و هذا فيه تجني كبير .. فابن
عربي يدلس و ينقل و يهرج في بعض المواضع .. و احيانا يأتي بكلام بديهي و لكنه يصيغه بصياغة يظن فيها البعض انه قد اتى
بشي جديد وهو ليس بجديد .. وتراه يستخدم كلمة و من ثم لتضييع المطلب لان المطلب نفسه غير واضح لديه و يأتي الذين جاءوا
من بعده و يخلقوا من عبارة و من ثم قصة و حكمة .. فأمثال القيصري و غيره عملوا بدور المحامي الذي يبرر لابن عربي و
يصحح له و يفسر مالم يستطع هو تفسيره ..و احيانا يأتي بعنوان صحيح و مقدمة صحيحة و يحشيها بالخرافات او بالكلام العادي و
اخرى يأتي بكلام لا يناسب العنوان و لا مقدمة الكلام .. و لديه سرقات ادبية يسرقها من روايات اهل البيت و من علوم علماء شيعة
اهل البيت عليهم السلام و ينسبها لنفسه .. و لعل اهل البيت عليهم السلام لا يجيزون عمل عرفان مستقل عن علم الشريعة بل هم انفسهم
متقيدون بما جاء بعلم الشريعة فأي عرفان لا يكون مبتني على علم الشريعة و على اقوال اهل البيت عليهم السلام يكون غير جائز
لديهم حتى لو كان هذا العرفان في نفسه صحيحا و معقولا .. و لكن لابد من الاذن من اهل البيت عليهم السلام .. فهو كمن يدخل
بيت غيره بغير استذان.. فيكون محرما و غير جائز ... فالعرفان الالهي هو بيت و منزل ائمة اهل البيت عليهم .. لا يصح الدخول
في هذا البيت و هذا الصرح الا بأذن اصحاب البيت عليهم السلام فهم اصحاب هذا الميدان و هذا بيتهم و منزلهم .. استأذن منهم قبل
ان تدخل هذا البيت .. قبل ان تدخل هذا الصرح .. فأبن عربي لا يصح اعتباره لانه غير مأذون له من اهل البيت .. و قد دخل بيتهم
خلسة بغير استذان ..فهو مغتصب لهذه الساحة و هذا البيت و هذه الارض .. لانها ليست من اختصاصه .. فحتى لو كان ما قدمه
صحيح لكنه غير مصرح له و لا مصرح بالاخذ عنه من قبل سادة البيت و اصحاب البيت فيكون ما قدمه بصرف النظر عن صحته
هباءا منثورا .. كمن يقوم بعمل مناسك عبادية لله تعالى لكن من غير طريق النبي صل الله عليه واله و قرآنه المجيد و قد تتفق ان
تكون هذه المناسك نفسها او قريبة منها .. قد تكون في نفسها صحيحة و لكن لم تكن مأخوذة من النبي و قرآنه الكريم .. فيكون هذا
صاحب هذه المناسك لم يعتمد على صاحب البيت و لم يأخذ منه و عمل بنفسه على رأيه و ان كان قد طابق الموجود او اقترب منه
.. لكنه ليس هو صاحب البيت و لا يستأذن صاحب البيت و قد دخل هذا البيت و هذا الميدان بغير استذان فيكون عمله هباءا
منثورا ..
كتاب فصوص الحكم الشيعي
......................................
فص حكمة محمدية في كلمة نورية
فص حكمة علوية في كلمة ولائية
فص حكمة فاطمية في كلمة ثورية
فص حكمة حسنية في كلمة امامية
فص حكمة حسينية في كلمة ارتقائية
فص حكمة سجادية في كلمة روحية
فص حكمة باقرية في كلمة علمية
فص حكمة صادقية في كلمة ارشادية
فص حكمة كاظمية في كلمة جهادية
فص حكمة رضوية في كلمة عبادية
فص حكمة جوادية في كلمة تأسيسية
فص حكمة هادية في كلمة تعليمية
فص حكمة عسكرية في كلمة تنويرية
فص حكمة مهدية في كلمة قيادية
مسودة تمهيد فصوص الحكم الشيعي
قال الامام الحسين عليه السلام في دعاء عرفه : و كبس الارض على الماء و سد الهواء بالسماء ...مفردة تستخدم في الصاق شي على شي و نحن نستخدم هذا اللفظ و المفردة في الامور التي نريد ان نركب شي على شي و نثبته و نلصقه به لصقا مكينا قويا .. وهنا الامام يستخدم تلك المفردة بدقة شديدة و هذا دليل على علمه و معرفته بتكون الاشياء و استخدام المفردات في مواضعها الصحيحة دليل على العلم و المعرفة و معرفة اسرار التكوين ..فقد اوجد الله الماء اولا قبل وجود الارض حيث كان عرشه على الماء كما في الاية القرآنية اي لم توجد ارض و انما الموجود هو الماء فقط ثم انه كبس الارض على الماء و الصقها بالماء لصقا مكينا فكان الماء اولا ثم كبس الارض على الماء كبسا و .. فكيف يتم الصاق و كبس المادة الصلبة على المادة السائلة مما يدلل على قدرة الله سبحانه و عظمته .. حيث حدث تفجر بركان من داخل الماء .. هذا البركان الشديد .. القوي الشديد الغليان و اللهيب و قد ارتفع و على فوق الماء و كون طبقة كبيرة تيبست شيئا فشيئا و بردت فأصبحت ارضا و مكان عيش هذا المخلوق ..و في هذا البركان ايضا كانت هندسة جميع العالم المادي ..
"وقد استخدم الامام امير المؤمنين عليه السلام هذا اللفظ ايضا بقوله : كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى مَوْرِ أَمْوَاجٍ مُسْتَفْحِلَةٍ وَ لُجَجِ بِحَارٍ زَاخِرَةٍ تَلْتَطِمُ أَوَاذِيُّ أَمْوَاجِهَا وَ تَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثْبَاجِهَا وَ تَرْغُو زَبَداً كَالْفُحُولِ عِنْدَ هِيَاجِهَا فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتَلَاطِمِ لِثِقَلِ حَمْلِهَا وَ سَكَنَ هَيْجُ ارْتِمَائِهِ إِذْ وَطِئَتْهُ
بِكَلْكَلِهَا وَ ذَلَّ مُسْتَخْذِياً إِذْ تَمَعَّكَتْ عَلَيْهِ بِكَوَاهِلِهَا فَأَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ أَمْوَاجِهِ سَاجِياً مَقْهُوراً وَ فِي حَكَمَةِ الذُّلِّ مُنْقَاداً أَسِيراً وَ سَكَنَتِ الْأَرْضُ مَدْحُوَّةً فِي لُجَّةِ تَيَّارِهِ - نهج البلاغة "
فكان البركان يحمل في طياته الموجودات الحية و غير الحية فانطلقت الحياة من داخل البركان لانه حمل في طياته جميع امكانيات عالم الوجود .. فظهر من الارض النباتات بشتى انواعها و الطيور و الحشرات و الحيوانات و الانسان .. فكل هذه الامور ظهرت من الارض ..التي هي اصلها البركان الذي تفجر من الماء .. انا خلقنا الانسان من طين لازج .. " و يخلق ما لا تعلمون " " هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا " " و الله انبتكم من الارض نباتا..فحينما ظهر الانسان و نشأ من هذه الارض لازالت الطينة فيها لزوجة اي لم تصل الى يبوستها الشديدة .. فقد ظهر الانسان من هذه الارض و انبثق منها انبثاقا كما قد ظهرت جميع الكائنات الحية من نفس الارض .. فكما ان الانسان من طين فكذلك بقية الحيوانات و الطيور و النباتات ايضا من طين .. اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله..من نفس هذه الارض و انتماءها الى هذه الارض و حياتها على هذه الارض فهي تتنفس من هواء هذه الارض و لا تستطيع الخروج من الارض و لو خرجت لا تستطيع العيش و التنفس .. و كذا الحيوانات البحرية الاسماك و غيرها خلقت من طين البحر من الارض التي يعلوها الماء و لا تستطيع العيش خارج البحر لانها خلقت من طين البحر .. فكل مخلوق ينتمي الى الارض التي خلق منها و يعيش في اجوائها .. و لعل البرمائي الذي يستطيع العيش في الماء و على الارض خلق من طين الساحل ..اي لم يخلق في عمق البحر و انما خلق من الطينة القريبة من اليابسة و لذا اصبح ينتمي الى كلا الجانبين ..الارض و الماء ... اوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ .. فكانت الارض التي تكونت من هذا البركان تحتوي على السالب و الموجب ..و هذا الطين اللازج الذي تكون منه ادم و حواء يحتوي على الثنائية .. و لذا ظهر ادم من الارض و ظهرت معه تبعه حواء من الارض .. و كذا بقية الكائنات ظهرت فيها الثنائية ظهر الذكر من الارض و تبعه الانثى ..و كما يقال في المثل فولة و انقسمت نصفين اي مثل بيضة تحتوي على قسمين قسم موجب و قسم سالب فالقسم الموجب كون الذكر و القسم السالب كون الانثى .. لذا الذكر يحتاج الى نصفه الاخر و هو الانثى و الانثى تحتاج الى نصفها الاخر و هو الذكر .. فهما بمثابة خلية واحدة و انقسمت الى نصفين ... فحتى تستطيع العمل و الفاعلية و الاستمرار تحتاج الى الرجوع و الالتحام بالنصف الاخر المكمل لها .. فكما ان هناك دورة الكترونية او كهربية مكونة من جزئين و لا تعمل و تؤدي الوظيفة المطلوبة الا باجتماع النصفين لتكتمل الدائرة و تعمل الوظيفة بشكلها المقرر لها كذا الكائنات الحية .. فكانت جميع الخصائص و الكائنات متضمنة في البركان و الارض التي نشأت نتيجة البركان .. فالهندسة موجوده بكاملها .. قبل وجود اي حي او موجود على الارض .. اما الجن فهم ايضا ينتمون الى الارض و لكن انتماءهم الى البركان اقرب .. لذا ظهور الجن كان قبل الانس بكثير حيث نشئوا و خلقوا من لهيب البركان ..من مارج من نار .. " خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ" .. لانهم مخلوقين من نار .. و النار التي خلقوا منها هي نار البركان .. ولذا هم ارضيين ايضا رغم انهم لهم قدرات كبيرة و خفة لانهم مخلوقات نارية .. و النار خفيفة لطيفة ليست مثل الطينة ثقيلة جسمية جرمية .. لكنها نار هذه الارض حينما كانت بركان قبل تحولها الى طبقة يابسة .. ويقال ان هناك ملائكة ارضية وما دامت ارضية فهي تنتمي ايضا الى الارض بخلاف الملائكة السماوية التي تنتمي الى السماء .. ومعنى هذا انها خلقت من نور البركان المضئ و ليست من ناره .. فالبركان يحدث ضوء و نور كبير و لا شك ان النور و الضوء ليس هو اللهيب و النار و ان كان قد اتى منه .. و المخلوقات الارضية الاخرى الحيوانات و الانسان و غيرها لها جانب من الحرارة و النار .. و النار و الحرارة هي مصدر الطاقة في الكائنات الحية .. الانسان و غير الانسان ..لان الطينة اللازجة لازال فيها حرارة و هذه الحرارة وهي التي بها يتشكل الجسم و يأخذ شكله و تناسقه و هيئته الصورية و تشيكله و كذا تشكل الجانب النفسي و العاطفي و المزاجي و العقلي .. فالحرارة و النار موجودة في الحيوانات و الانسان بقدر مناسب .. القدر الذي يحتاجه و تتم به الوظيفة في تكوين هذا الكائن الطيني الارضي .. وربما سؤال يطرح هنا .. لماذا نشأ الانسان ذو عقل و لم تنشأ بقية الحيوانات نفس الشي ما داموا نشئوا من ارض واحدة .. فلماذا الاختلاف .. الجواب ان الهندسة التي هندسها الله سبحانه للارض هي ان جعل الارض ذات امكانات ثنائية سالب و موجب .. فكل يخرج الى الارض حسب ما هو مقرر له .. فالمنطقة الارضية التي خرج منها ادم كانت ذات خصائص اعلى ..و بها حرارة نورية اعلى و التي منها يتكون العقل .. قال الامام امير المؤمنين عليه السلام " ..
ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِ الْأَرْضِ وَ سَهْلِهَا وَ عَذْبِهَا وَ سَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بِالْمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ وَ لَاطَهَا بِالْبَلَّةِ حَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْهَا "صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍ وَ وُصُولٍ وَ أَعْضَاءٍ وَ فُصُولٍ أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ وَ أَصْلَدَهَا حَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ وَ أَمَدٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْ إِنْسَاناً ذَا أَذْهَانٍ يُجِيلُهَا وَ فِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا وَ جَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا وَ أَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا وَ مَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ الْأَذْوَاقِ وَ الْمَشَامِّ وَ الْأَلْوَانِ وَ الْأَجْنَاسِ مَعْجُوناً بِطِينَةِ الْأَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ وَ الْأَشْبَاهِ الْمُؤْتَلِفَةِ وَ الْأَضْدَادِ الْمُتَعَادِيَةِ وَ الْأَخْلَاطِ الْمُتَبَايِنَةِ مِنَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ وَ الْبَلَّةِ وَ الْجُمُودِ-نهج البلاغة
تعليق