إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مسودة تمهيد كتاب فصوص الحكم الشيعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسودة تمهيد كتاب فصوص الحكم الشيعي



    بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمدلله رب العالمين خالق الخلق اجمعين و الصلاة على رسول الله و اله المتقين ..
    هذه محاولة مني لبناء لبنة او بدر بدرة لتكوين فصوص حكم شيعي عرفاني يعتمد على اقوال اهل البيت عليهم السلام وحالاتهم .. ليس كل ما ذكرته هنا بالضرورة اؤمن به او عقيدة لا تتبدل او تتغير ..الموضوع اثارات موضوعية قد تكون مفيدة .. الموضوع ليس مكتمل و يحتاج الى الكثير من التعديل والتغيير والاضافة .. تواردتني افكار كتبتها في عام 2015 على تكست عندي في المبايل و انا في مقر العمل .. فأكتب مرة و بعد فترة تأتيني بعض الافكار اضيفها ولذا ترى التقطيع .. فهذا الموضوع مسودة و تمهيد لما اريد عمله و الموضوع لازال في بداياته ولي ان شاء الله اضافات وتعديلات كثيرة سوف تأتي مستقبلا اذا شاء الله تعالى و الموضوع يحتاج الى الكثير من الروايات و الاخبار المعصومية التي تتعلق بهذا المجال الذي انا فيه .. أرحب بالنقد البناء و بالاقتراحات والافكار الرؤى .. لكن اتمنى ان لا يأتيني اتباع بن تيمية الشيعة لانهم غير مرحب بهم هنا ..
    فيما يتعلق بفصوص الحكم الشيعي طبعا
    واضح ان الهدف هو بناء عرفان شيعي مستقل عن العرفان السني الممزوج بالخرافات السنية و الايمان بالمتقدمين على الامام امير
    المؤمنين عليه السلام .. ان محي الدين بن عربي ليس فقط سني متعصب لمذهبه و للحكام المتقدمين على المؤمنين عليه السلام بل
    خطر على المتأثرين به من علماء الشيعة و بالاخص بما يعتقده في نفسه انه خاتم الاولياء و انه الجزء المكمل للرسالات و النبوات
    و لعله اعتقد في نفسه انه المهدي المنتظر و ان لم يصرح واضحا بذلك خوف ردة الفعل التي تحدث و ترمي به بعيدا عن الساحة
    نريد عرفان شيعي يبتني على اقوال اهل بيت النبوة عليهم السلام بعيدا عن تأثير الزنديق المدلس بن عربي .. نحن لا نشك في
    علمائنا الابرار الذين انتهجوا مسلك العرفان ان نواياهم طاهرة شريفة و عقيدتهم بتوحيد الله سبحانه سليمة .. و حتى اذا قصد بن
    عربي معنى خاطئ في التوحيد فأن علمائنا لا يقصدون المعنى الذي قصده و اضمره .. و لكن الخطورة تأتي من التعاطف الزائد
    لأبن عربي و تأثيره على علمائنا و اضعاف علاقتهم بالائمة من اهل البيت عليهم السلام .. فقد يتأثر به عالم و يعتقد به انه فعلا ولي
    من اولياء الله .. و هذه خطورة ما بعدها خطورها .. لان هذه العقيدة سوف تسلب من قوة عقيدته في ائمته ائمة اهل البيت عليهم
    السلام .. فالحب و العاطفة و الحماس طاقة وجدانية تتمركز حول موضوع ما و تقوى فيه فتضعف في جانب اخر .. فأذا تمركزت
    حول شئ لوحده يكون قويا جدا و تكون العقيدة به قوية اما اذا توزعت على عدة اشياء فأنها تضعف لانها تشارك عدة اشياء .. فهذه
    الطاقة الوجدانية تتقسم و تتوزع .. و معناه انها تقل فأذا قويت في جانب ضعفت في جانب اخر .. لذا ان توجه العاطفة و الحماس
    الى شخص محدد او موضوع محدد لا يشاركه غيره يجعل منه قويا و مركزا جدا و يقل فيما لو توزع الى عدة اشخاص او عدة
    مواضيع بالاخص اذا توزعت على امور مختلفة وليست متشابهه .. المتشابهه بالامكان اعتبارها موضوع واحد فيكون الحماس و
    الطاقة الوجدانية متمركزا لمجموعها اما المتفرقات فأنها تضعف هذه الطاقة و تقلل منها.. و حتى في الزواج حينما يكون الزوج او
    الزوجة متوجها لزوجه فقط تكون العاطفة قوية اما اذا توجه لغيره عدة اشخاص اخرين فأنها تضعف تلك العاطفة لانها لا تكون
    متمركزه عليه فقط بل تكون مقسمة و موزعة .. و كمثال على ذلك ايضا كورة القدم و ابطال كورة القدم .. اذا احد منا تعاطف و
    احب و تحمس لابطال الكورة و تمركزت عاطفته نحوهم فأنها تضعف العاطفة الولائية لاهل البيت عليهم السلام لانهم تسلب التركيز
    عليهم .. و كذا نجوم التمثيل و غيرهم .. فأبن عربي لا يمكن اعتباره من علماء شيعة آل محمد عليهم السلام حتى يكون التعاطف
    معه تعاطف مع اهل البيت و حبه حب لاهل البيت عليهم السلام و لذلك لابد من الافتراق لما يشكله من خطورة على التشيع .. التعاطف معه
    يشكل بعد عن اهل البيت عليهم السلام بمقدار ذلك العاطف والحماس له ... طبعا ليس هدفي الطعن في علماء اهل البيت عليهم السلام فأعيد و اكرر ..هدفي
    التنبيه لخطورة بن عربي ..فعلمائنا تاج على رؤوسنا فالنقد و التخطئة و طرح الرؤية و الفكرة شئ و التكفير و التفسيق و التسقيط
    و الطعن شئ اخر ..فلا اسمح لاحد ممن يسلك اسلوب الطعن و التكفير و التفسيق من جماعة بن تيمية الشيعة الدخول في موضوعي و المشاركة فاليذهب
    بعيدا عن موضوعي و اليخرج منها مذموما مدحورا ..على اي حال فأبن عربي غريب علينا و هو ليس من جماعتنا و اهلنا و ينبغي
    ان يبقى غريب و بعيد .. فالاخذ هو اخذ من اهل البيت عليهم السلام لا من غيرهم .. لا تأخذ الا عنا تكن منا .. معكم معكم لا مع
    عدوكم .. و مما يحز في النفس ان نسمع قول قائل انه ابن عربي اتى او قدم ما لم يقدمه علمائنا الابرار .. و هذا فيه تجني كبير .. فابن
    عربي يدلس و ينقل و يهرج في بعض المواضع .. و احيانا يأتي بكلام بديهي و لكنه يصيغه بصياغة يظن فيها البعض انه قد اتى
    بشي جديد وهو ليس بجديد .. وتراه يستخدم كلمة و من ثم لتضييع المطلب لان المطلب نفسه غير واضح لديه و يأتي الذين جاءوا
    من بعده و يخلقوا من عبارة و من ثم قصة و حكمة .. فأمثال القيصري و غيره عملوا بدور المحامي الذي يبرر لابن عربي و
    يصحح له و يفسر مالم يستطع هو تفسيره ..و احيانا يأتي بعنوان صحيح و مقدمة صحيحة و يحشيها بالخرافات او بالكلام العادي و
    اخرى يأتي بكلام لا يناسب العنوان و لا مقدمة الكلام .. و لديه سرقات ادبية يسرقها من روايات اهل البيت و من علوم علماء شيعة
    اهل البيت عليهم السلام و ينسبها لنفسه .. و لعل اهل البيت عليهم السلام لا يجيزون عمل عرفان مستقل عن علم الشريعة بل هم انفسهم
    متقيدون بما جاء بعلم الشريعة فأي عرفان لا يكون مبتني على علم الشريعة و على اقوال اهل البيت عليهم السلام يكون غير جائز
    لديهم حتى لو كان هذا العرفان في نفسه صحيحا و معقولا .. و لكن لابد من الاذن من اهل البيت عليهم السلام .. فهو كمن يدخل
    بيت غيره بغير استذان.. فيكون محرما و غير جائز ... فالعرفان الالهي هو بيت و منزل ائمة اهل البيت عليهم .. لا يصح الدخول
    في هذا البيت و هذا الصرح الا بأذن اصحاب البيت عليهم السلام فهم اصحاب هذا الميدان و هذا بيتهم و منزلهم .. استأذن منهم قبل
    ان تدخل هذا البيت .. قبل ان تدخل هذا الصرح .. فأبن عربي لا يصح اعتباره لانه غير مأذون له من اهل البيت .. و قد دخل بيتهم
    خلسة بغير استذان ..فهو مغتصب لهذه الساحة و هذا البيت و هذه الارض .. لانها ليست من اختصاصه .. فحتى لو كان ما قدمه
    صحيح لكنه غير مصرح له و لا مصرح بالاخذ عنه من قبل سادة البيت و اصحاب البيت فيكون ما قدمه بصرف النظر عن صحته
    هباءا منثورا .. كمن يقوم بعمل مناسك عبادية لله تعالى لكن من غير طريق النبي صل الله عليه واله و قرآنه المجيد و قد تتفق ان
    تكون هذه المناسك نفسها او قريبة منها .. قد تكون في نفسها صحيحة و لكن لم تكن مأخوذة من النبي و قرآنه الكريم .. فيكون هذا
    صاحب هذه المناسك لم يعتمد على صاحب البيت و لم يأخذ منه و عمل بنفسه على رأيه و ان كان قد طابق الموجود او اقترب منه
    .. لكنه ليس هو صاحب البيت و لا يستأذن صاحب البيت و قد دخل هذا البيت و هذا الميدان بغير استذان فيكون عمله هباءا
    منثورا ..

    كتاب فصوص الحكم الشيعي
    ......................................
    فص حكمة محمدية في كلمة نورية

    فص حكمة علوية في كلمة ولائية

    فص حكمة فاطمية في كلمة ثورية

    فص حكمة حسنية في كلمة امامية

    فص حكمة حسينية في كلمة ارتقائية

    فص حكمة سجادية في كلمة روحية

    فص حكمة باقرية في كلمة علمية

    فص حكمة صادقية في كلمة ارشادية

    فص حكمة كاظمية في كلمة جهادية

    فص حكمة رضوية في كلمة عبادية

    فص حكمة جوادية في كلمة تأسيسية

    فص حكمة هادية في كلمة تعليمية

    فص حكمة عسكرية في كلمة تنويرية

    فص حكمة مهدية في كلمة قيادية



    مسودة تمهيد فصوص الحكم الشيعي
    قال الامام الحسين عليه السلام في دعاء عرفه : و كبس الارض على الماء و سد الهواء بالسماء ...مفردة تستخدم في الصاق شي على شي و نحن نستخدم هذا اللفظ و المفردة في الامور التي نريد ان نركب شي على شي و نثبته و نلصقه به لصقا مكينا قويا .. وهنا الامام يستخدم تلك المفردة بدقة شديدة و هذا دليل على علمه و معرفته بتكون الاشياء و استخدام المفردات في مواضعها الصحيحة دليل على العلم و المعرفة و معرفة اسرار التكوين ..فقد اوجد الله الماء اولا قبل وجود الارض حيث كان عرشه على الماء كما في الاية القرآنية اي لم توجد ارض و انما الموجود هو الماء فقط ثم انه كبس الارض على الماء و الصقها بالماء لصقا مكينا فكان الماء اولا ثم كبس الارض على الماء كبسا و .. فكيف يتم الصاق و كبس المادة الصلبة على المادة السائلة مما يدلل على قدرة الله سبحانه و عظمته .. حيث حدث تفجر بركان من داخل الماء .. هذا البركان الشديد .. القوي الشديد الغليان و اللهيب و قد ارتفع و على فوق الماء و كون طبقة كبيرة تيبست شيئا فشيئا و بردت فأصبحت ارضا و مكان عيش هذا المخلوق ..و في هذا البركان ايضا كانت هندسة جميع العالم المادي ..
    "وقد استخدم الامام امير المؤمنين عليه السلام هذا اللفظ ايضا بقوله : كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى مَوْرِ أَمْوَاجٍ مُسْتَفْحِلَةٍ وَ لُجَجِ بِحَارٍ زَاخِرَةٍ تَلْتَطِمُ أَوَاذِيُّ أَمْوَاجِهَا وَ تَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثْبَاجِهَا وَ تَرْغُو زَبَداً كَالْفُحُولِ عِنْدَ هِيَاجِهَا فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتَلَاطِمِ لِثِقَلِ حَمْلِهَا وَ سَكَنَ هَيْجُ ارْتِمَائِهِ إِذْ وَطِئَتْهُ
    بِكَلْكَلِهَا وَ ذَلَّ مُسْتَخْذِياً إِذْ تَمَعَّكَتْ عَلَيْهِ بِكَوَاهِلِهَا فَأَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ أَمْوَاجِهِ سَاجِياً مَقْهُوراً وَ فِي حَكَمَةِ الذُّلِّ مُنْقَاداً أَسِيراً وَ سَكَنَتِ الْأَرْضُ مَدْحُوَّةً فِي لُجَّةِ تَيَّارِهِ - نهج البلاغة "
    فكان البركان يحمل في طياته الموجودات الحية و غير الحية فانطلقت الحياة من داخل البركان لانه حمل في طياته جميع امكانيات عالم الوجود .. فظهر من الارض النباتات بشتى انواعها و الطيور و الحشرات و الحيوانات و الانسان .. فكل هذه الامور ظهرت من الارض ..التي هي اصلها البركان الذي تفجر من الماء .. انا خلقنا الانسان من طين لازج .. " و يخلق ما لا تعلمون " " هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا " " و الله انبتكم من الارض نباتا..فحينما ظهر الانسان و نشأ من هذه الارض لازالت الطينة فيها لزوجة اي لم تصل الى يبوستها الشديدة .. فقد ظهر الانسان من هذه الارض و انبثق منها انبثاقا كما قد ظهرت جميع الكائنات الحية من نفس الارض .. فكما ان الانسان من طين فكذلك بقية الحيوانات و الطيور و النباتات ايضا من طين .. اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله..من نفس هذه الارض و انتماءها الى هذه الارض و حياتها على هذه الارض فهي تتنفس من هواء هذه الارض و لا تستطيع الخروج من الارض و لو خرجت لا تستطيع العيش و التنفس .. و كذا الحيوانات البحرية الاسماك و غيرها خلقت من طين البحر من الارض التي يعلوها الماء و لا تستطيع العيش خارج البحر لانها خلقت من طين البحر .. فكل مخلوق ينتمي الى الارض التي خلق منها و يعيش في اجوائها .. و لعل البرمائي الذي يستطيع العيش في الماء و على الارض خلق من طين الساحل ..اي لم يخلق في عمق البحر و انما خلق من الطينة القريبة من اليابسة و لذا اصبح ينتمي الى كلا الجانبين ..الارض و الماء ... اوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ .. فكانت الارض التي تكونت من هذا البركان تحتوي على السالب و الموجب ..و هذا الطين اللازج الذي تكون منه ادم و حواء يحتوي على الثنائية .. و لذا ظهر ادم من الارض و ظهرت معه تبعه حواء من الارض .. و كذا بقية الكائنات ظهرت فيها الثنائية ظهر الذكر من الارض و تبعه الانثى ..و كما يقال في المثل فولة و انقسمت نصفين اي مثل بيضة تحتوي على قسمين قسم موجب و قسم سالب فالقسم الموجب كون الذكر و القسم السالب كون الانثى .. لذا الذكر يحتاج الى نصفه الاخر و هو الانثى و الانثى تحتاج الى نصفها الاخر و هو الذكر .. فهما بمثابة خلية واحدة و انقسمت الى نصفين ... فحتى تستطيع العمل و الفاعلية و الاستمرار تحتاج الى الرجوع و الالتحام بالنصف الاخر المكمل لها .. فكما ان هناك دورة الكترونية او كهربية مكونة من جزئين و لا تعمل و تؤدي الوظيفة المطلوبة الا باجتماع النصفين لتكتمل الدائرة و تعمل الوظيفة بشكلها المقرر لها كذا الكائنات الحية .. فكانت جميع الخصائص و الكائنات متضمنة في البركان و الارض التي نشأت نتيجة البركان .. فالهندسة موجوده بكاملها .. قبل وجود اي حي او موجود على الارض .. اما الجن فهم ايضا ينتمون الى الارض و لكن انتماءهم الى البركان اقرب .. لذا ظهور الجن كان قبل الانس بكثير حيث نشئوا و خلقوا من لهيب البركان ..من مارج من نار .. " خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ" .. لانهم مخلوقين من نار .. و النار التي خلقوا منها هي نار البركان .. ولذا هم ارضيين ايضا رغم انهم لهم قدرات كبيرة و خفة لانهم مخلوقات نارية .. و النار خفيفة لطيفة ليست مثل الطينة ثقيلة جسمية جرمية .. لكنها نار هذه الارض حينما كانت بركان قبل تحولها الى طبقة يابسة .. ويقال ان هناك ملائكة ارضية وما دامت ارضية فهي تنتمي ايضا الى الارض بخلاف الملائكة السماوية التي تنتمي الى السماء .. ومعنى هذا انها خلقت من نور البركان المضئ و ليست من ناره .. فالبركان يحدث ضوء و نور كبير و لا شك ان النور و الضوء ليس هو اللهيب و النار و ان كان قد اتى منه .. و المخلوقات الارضية الاخرى الحيوانات و الانسان و غيرها لها جانب من الحرارة و النار .. و النار و الحرارة هي مصدر الطاقة في الكائنات الحية .. الانسان و غير الانسان ..لان الطينة اللازجة لازال فيها حرارة و هذه الحرارة وهي التي بها يتشكل الجسم و يأخذ شكله و تناسقه و هيئته الصورية و تشيكله و كذا تشكل الجانب النفسي و العاطفي و المزاجي و العقلي .. فالحرارة و النار موجودة في الحيوانات و الانسان بقدر مناسب .. القدر الذي يحتاجه و تتم به الوظيفة في تكوين هذا الكائن الطيني الارضي .. وربما سؤال يطرح هنا .. لماذا نشأ الانسان ذو عقل و لم تنشأ بقية الحيوانات نفس الشي ما داموا نشئوا من ارض واحدة .. فلماذا الاختلاف .. الجواب ان الهندسة التي هندسها الله سبحانه للارض هي ان جعل الارض ذات امكانات ثنائية سالب و موجب .. فكل يخرج الى الارض حسب ما هو مقرر له .. فالمنطقة الارضية التي خرج منها ادم كانت ذات خصائص اعلى ..و بها حرارة نورية اعلى و التي منها يتكون العقل .. قال الامام امير المؤمنين عليه السلام " ..
    ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِ الْأَرْضِ وَ سَهْلِهَا وَ عَذْبِهَا وَ سَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بِالْمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ وَ لَاطَهَا بِالْبَلَّةِ حَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْهَا "صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍ وَ وُصُولٍ وَ أَعْضَاءٍ وَ فُصُولٍ أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ وَ أَصْلَدَهَا حَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ وَ أَمَدٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْ إِنْسَاناً ذَا أَذْهَانٍ يُجِيلُهَا وَ فِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا وَ جَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا وَ أَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا وَ مَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ الْأَذْوَاقِ وَ الْمَشَامِّ وَ الْأَلْوَانِ وَ الْأَجْنَاسِ مَعْجُوناً بِطِينَةِ الْأَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَةِ وَ الْأَشْبَاهِ الْمُؤْتَلِفَةِ وَ الْأَضْدَادِ الْمُتَعَادِيَةِ وَ الْأَخْلَاطِ الْمُتَبَايِنَةِ مِنَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ وَ الْبَلَّةِ وَ الْجُمُودِ-نهج البلاغة

  • #2
    فهي افضل طينة من بين بقية مناطق الارض التي تحتوي على افضل الامكانيات " وخلقتني من خير الثرا -دعاء الامام الحسين يوم عرفه " ..فأخذ ادم افضل المواصفات حينما خرج من الارض و تبعته حواء و هي اقل عقلا و اكثر عاطفة ..و في حياة الاخرة ايضا سوف يخرج الانسان من هذه الارض ولكن بعد ان تتبدل ..يوم تبدل الأرض غير الأرض .. سوف يكون هناك انفجار ثاني يبدل خصائص هذه الارض .. إِذَا رُجَّتْ الأَرْضُ رَجّاً .. فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتْ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً .. هي نفس الارض و لكن خصائصها سوف تتبدل و في باطنها المكونات و العناصر التي عاشت عليها .. فالانسان جاء من هذه الارض .. من طينتها اللازجة ثم رجع اليها و دفن فيها و حينما تتبدل خصائص الارض من جملة الخصائص الموجودة فيها هي الانسان فحينما يخرج مرة اخرى من هذه الارض و قد تبدلت خصائصها فهو ايضا من جملة ما تغير فسوف يكون له وجود ثاني مختلف قليلا او كثيرا عن وجوده الاول في خصائصه .. ففي وجوده الاول كانت تغلب عليه ثقل الطينة و عناصرها و لذلك كان انشداده للارض و متاعها قويا و شهوته قوية تشده الى الارض و متاعها و مشتهياتها .. اما في تكونه الثاني فالخصائص ايضا تابعة للارض الثانية و لعله في خروجه و تكونه الثاني يكون روحانيا منشدا للروحانية اكثر من كونه منشدا للارض .. " بل هم في لبس من خلق جديد.. " "
    "وَ جَاءَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا يُرِيدُهُ مِنْ تَجْدِيدِ خَلْقِهِ أَمَادَ السَّمَاءَ وَ فَطَرَهَا وَ أَرَجَّ الْأَرْضَ وَ أَرْجَفَهَا وَ قَلَعَ جِبَالَهَا وَ نَسَفَهَا وَ دَكَّ بَعْضُهَا بَعْضاً مِنْ هَيْبَةِ جَلَالَتِهِ وَ مَخُوفِ سَطْوَتِهِ وَ أَخْرَجَ مَنْ فِيهَا فَجَدَّدَهُمْ بَعْدَ إِخْلَاقِهِمْ وَ جَمَعَهُمْ بَعْدَ تَفَرُّقِهِمْ-نهج البلاغة "
    و تكون جنته و ناره التي يسكن فيها هي على هذه الارض ايضا .. الارض الثانية .. المتبدلة ..فتنبت الارض جنتها في جانب و تنبت نارها في جانب اخر ..لان صلاحية الحياة تكون على نفس الارض التي خلق منها و ينتمي اليها ..و لا يعيش مخلوق على ارض ليست ارضه منتمي اليها ..لان مشيئة الله شاءت ذلك و لا مغير لحكمه .. فصلاحية عيش الانسان على هذه الارض لانه منتمي اليها و مخلوق منها و كذا صلاحية عيش بقية الكائنات الحية على هذه الارض .. لانها منتمية اليها و مخلوقة منها .. النخلة مخلوقة من الارض و من طينة الارض ايضا و بقية انواع الاشجار ايضا و لكن خصائص طينة ادم و الحيوانات تختلف عن خصائص طينة الاشجار ..و قد جعل الله في الارض ثنائيات كثيرة و لذا تعددت اصناف و انواع الكائنات .. فهذه الاستعدادات موجودة منذ كونها بركان فظهرت الجن من لهيب البركان و ظهر الانسان و الحيوانات و الاشجار من طينة الارض قبل يبوسها و تصلبها ..فكانت لازالت فيها من الليونة و اللزاجة .. و لذا جسم الانسان و الحيوانات فيه الليونه و المرونة بحيث تسمح له بالتحرك و الحركة و الالتفاف ..من طين لازج .. و لذا ترى من الطين و اشباهه تصنع التماثيل و غيرها اي يسمح بالتشكيل و التصنيع و نرى الجوامد من اجل تصنيعها مرة اخرى لابد من ادابتها لكي تشكل حسب ما يريد المصنع .. " أَحَالَ الْأَشْيَاءَ لِأَوْقَاتِهَا وَ لَأَمَ بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا وَ غَرَّزَ غَرَائِزَهَا وَ أَلْزَمَهَا أَشْبَاحَهَا -نهج البلاغة ".. و لذا الجنة المذكورة في القران الكريم .. الجنة التي كان فيها ادم و حواء هي على هذه الارض وليست في مكان اخر ..ليس في السماء و انما على هذه الارض .. و لعل جنته كانت روحانيته التي هو فيها و بعد تناول و اكل الممنوع ذهبت تلك الروحانية و انشدت نفسيته الى الارض .. فكانت تلك الاكلة فيها ما يضر بتلك الروحانية و ذلك التعلق الروحاني .. و نعطي مثال على هذا بالشخص الذي يكون مستقيما في اكله الحلال و النظيف الذي به يرتقي بنفسيته و روحانيته الى مستوى عال حينما يتنازل و يأكل مما حرم الله و يشرب المسكر فأن حالته الروحانية و الاستعدادات النورية داخل نفسه تنزل و تخفت و تذهب وتحل محلها الكدورة و السواد..فتاه بسبب هذا التحول الكبير حيث فقد تلك الحالة الروحية الروحانية التي كان يعيشها ..او كان فيه من اللطافة و الرقة بحيث انه لا يحس بجسميته و ماديتها فكانت الاكلة هذه هي التي جعلت مادية جسمه و ثقلها يظهر و من قبل لم تكن ظاهرة له بل كان يحس بالخفة و الارتفاع و السمو غير ملتفت الى جسمانيته و ماديته و ثقلها .. و الذي يجعل ذلك يظهر و يكون هو الاكلة التي اكلها .. " فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ".. ولذا اهمية الاكل في الاسلام و الاديان الالهية .. لان الاكلة لها تأثير كبير على الجسم وروحانيته و كلما اكل الانسان مما حرم الله ثقل جسمه و اصبح منشدا للارض محبا للدنيا مبتعد عن الروحانيات .. و بما ان الانسان مخلوق مادي فله حاجات مادية و شهوية يشرعها الاسلام و يضبط قوانينها ..اما الروح في الانسان فأصلها الحرارة ايضا التي امتزجت في الطين و تخزنت فيه و هي كهرباء الجسم و محركته فبدون كهرباء الجسم التي هي الروح يبقى الجسم قطعة بلا حياة و حركة و همهمة و لا استقبال لأي شي مثل الكهرباء المعروفة لدينا التي تشعل الانوار و المصابيح و تشغل المراوح و المدافئ و المكائن و كل شي يعتمد على الطاقة الكهربية كذا جسم الانسان و حياته بهذه الكهرباء المحركة للجسم و مشعلة الحياة فيها .. المسماة بالروح .. فالروح هي كهرباء .. فمثل المصباح مثلا الذي يشعله و يجعله منيرا هو الكهرباء و بدون الكهرباء تبقى مجرد قطعة من غير نور .. فالمصباح من غير كهرباء مثل الجسم من غير روح .. فالكهرباء هي الروح و النور هي النفس اي حيوية تولدها الروح و العقل يتولد من حيوية النفس و حركتها .. و الروح تتولد من القلب لأن القلب هو الذي يضخ الكهرباء و بحركته اي القلب تكون الروح موجودة و بتوقفه تنقطع الروح لأن الروح تتولد من القلب و هو الذي يضخها .. فلا روح من غير حركة القلب و مادام القلب ينبض معناه الروح موجودة ..مثل المكائن التي تضخ الكهرباء بحركتها كذا القلب بنبضه و حركته تضخ الروح في جسم الانسان .. بل اكثر من ذلك الروح موجودة حتى في الخلية الحية اي في البدرة و النطفة اي قبل تكون الكائن الحي .. الانسان و غيره .نطفته الروح موجودة و مختفية فيها وهي التي تمارس عملية النمو للخلية و تجعلها تظهر .. البيضة للدجاجة و غيرها الروح موجودة فيها و هي التي تتفاعل و تنمو و تخرج فرخا .. كتكوت.. بل ان الروح كانت موجودة و ممتزجة بالتراب قبل تكون ادم والكائنات الحية.. الارواح كانت موجودة في التراب .. في الطين و هي التي حركت الطينة و جعلتها تنمو و تتفاعل وتتشكل حسب نظام و نوعية البصمة الخاصة بهذه الروح .. اي الارواح كانت موجودة و ممتزجة بالتراب كخلايا حية تتفاعل شيئا فشيئا فتنمو .. انواع البصمات بصمة انسان بصمة اسد بصمة فرس بصمة نخلة بصمة زيتونة بصمة حشرة ووو الى اخر .. فالتربة كانت مليئة بالخلايا الحية التي لازلت لم تخرج ومن ثم بدأت تخرج و تخرج و تخرج و كأنه الحشر .. وهذا دليل على ان الارواح خلقت قبل الاجساد .. ففي البركان كانت موجودة وقبل البركان كانت موجودة في الماء و كان عرشه على الماء .. وكما قلنا ان الارواح هي بمثابة الكهرباء .. فكانت في الماء وهي كهرباء تتجمع و تتحرك تريد الانطلاق .. فتجمعت في نقطة معينة في الماء وهي شديدة ذات فاعلية قوية .. كهرباء قوية شديدة بالاخص حين تجمعها في بؤرة .. والروح طبيعتها ذات نشاط و حركة فهي كهرباء وحياة ونشاط و الارواح هنا ليست فقط ارواح الانس بل ينظم اليها ارواح الجن و الحشرات و الحيوانات والاشجار والطيور و غيرها وغيرها فتجمع هذه الكهرباء الشديدة في بؤرة معينة يؤدي الى انفجار .. اي ان تجمع الارواح بشتى انواعها ادى الى حدوث انفجار قوي وبركان متصاعد .. فخرج الجن من مارج من نار من البركان المتفجر .. و المارج الناري ذا تدرجات فلذا يكون الجن الذي من مارج من نار مختلف في نوريته و روحانيته فكلما قل المارج الناري المظلم كان ذاك الجن اقرب الى الملائكة لانه يكون روحانيا نوريا بقدر ما يكون اقل ظلمة المارج الناري فيه .. ثم ان البركان يكمل مسيرته ليغطي جزء كبير من الماء .. يبرد شيئا فشيئا و يتيبس ليكون الارض ذات الصخور و الامكانيات المحتوية فيها وقد ذكرنا ذلك .. و كبس الارض على الماء .. و بعد اكتمال النمو تتمركز الروح في القلب .. تضخ من القلب .. و كلما قويت الروح زاد اضاءة العقل ..فلا استغراب من اقوال الروحانيين الذين يقولون انهم عن طريق الروحانيات يكتشفون الكثير من المعارف وهي ادراكات عقلية حتى لو انهم سموها بالكشف او الشهود او غير ذلك .. فهم غير منتبهين الى ان العقل الباطن هو الذي يدرك الاشياء حتى بغير توجه منهم .. هذا بصرف النظر عن صحة جميع الادراكات ..فقد يدركون بعض الاشياء و لكنهم لا يتبينون تفاصيلها لانهم لا يتوقفون عندها للتأمل بالاضافة الى الفرح الشديد الذي ينتابهم حين ادراك بعض المسائل مما يعيق التأمل و الوقوف طويلا للتأمل مما يحرمهم من معرفة التفاصيل .. فقد يكون المدرك بشكل عام صحيح ولكنهم يتيهون في تفصيله و بيانه و معرفة كنهه و تفاصيله .. فالمدرك العام صحيح و تفاصيله خاطئة او قاصرة عن بلوغ فهمه .. على اي حال نرجع للروح .. الروح تولد النفس و من النفس تتولد العاطفة و العقل .. و العاطفة حرارة و العقل حركة و ان كان العقل جزء من حرارة العاطفة ..فالعاطفة في الانسان سابقة على العقل .. فالعقل يبتني على العاطفة و لا يوجد عقل من غير عاطفة ابدا ..و العاطفة هي وجدان متبلور حول شيء ما .. ينحو الى شئ ما و يتبلور حوله .. فكلما قويت الروح قويت النفس اي زادت حيوية و نورا و اذا زادت النفس حيوية و نورا زاد العقل و قوي ..و اصبح ذا قدرة اكبر على ادراك الاشياء .. و الروح القوية هنا في الدنيا تكون قوية بعد الموت و تكون لها حيوية و نشاط قوي هناك و لعل بقاء الجسد بعد الموت طريا و حارا لبعض العلماء او غيرهم هو بسبب قوة الروح وطهارتها و نوريتها لديهم فتبقي الجسد ساخن بينما صاحب الروح العادية او الضعيفة او الروح المنحرفة الفاسدة غير الطاهرة الجسد يكون باردا و يتفسخ و يتلاشى ..و طبعا في الاخرة تكون اقوى مما عليه الان في الدنيا و تكون لها ادراكات قوية لا توجد هنا في الدنيا ... قوى الانسان في الاخرة تكون اقوى و تكون نافذة .. " فبصرك اليوم حديد " .. و القدرة على التحمل تكون اكبر و اقوى فكيف سوف يعيش من يكون في نار جهنم بهذه القوى الدنيوية فأنها تذوب في لحظتها .. ولكن قواه هناك مختلفة فهو رغم انه ساكن في نار جهنم فهو لا يموت و يأكل و يشرب و يتكلم .. و يدعو يا رب خلصني .. ووو فكيف يحصل كل هذا و اكثر بقوانا هذه الدنيوية الضعيفة التي تذوب و تموت في لحظتها .. " كلما نضجت جلودهم .. ليذقوا العذاب " .. هذا مما يدلل على اختلاف القوى هناك .. و نادى اصحاب الجنة .. كيف يحصل الكلام بهذه القوى العادية .. لكن كما قلنا ان الارض سوف تتبدل بعد الانفجار الثاني و تتبدل عناصرها و طرق العيش عليها و من جملة عناصر الارض هي الانسان الذي سوف يتبدل ايضا و يصبح ذا قوى تناسب الارض الجديدة التي سوف يعيش عليها .. فالانسان جزء من ارضه و عنصر من عناصرها و عيشه مرتبط بها .. و الروح بعد الموت تزداد في النمو ايضا و لذا نقرأ لها الفاتحة و ما تيسر من القران و ندعو لها و نتصدق لها اي انها تستفيد مما نقدمه لها و تفرح به فهو غذاء لها و لنموها .. و ان كانت قوة الروح على قسمين قسم خير و قسم شرير .. فهناك ارواح خيرة و هناك ارواح شريرة ..فقد تكون روح قوية و لكنها شريرة او منحرفة .. مثال على ذلك الذي يكفر و يفسق الاخرين و يقتلهم بالاحزمة الناسفة و يشرد عوائلهم و يذبح ابناءهم .. يمتلك روح قوية و لكنها شريرة او منحرفة و لذا تراه يصلي الصلوات الطوال و يعمل اعمال المتدينين و لكنه في نفس الوقت يقوم بالقتل و الاجرام نتيجة انحراف روحه و اعتقاده بكفر و فسق من خالفه ... فهذا ايضا قد تنمو روحه ولكن في الشر لا في الخير ..اي ان الامر يجري ليس في صالحه في الاخرة .. لان عذابه يكون اشد و اطول من الذي تكون روحه ضعيفة رغم انحرافه لأن النار سوف تطهر هذا بسرعة نسبة الى ذاك .. بل ان روح صاحب الروح القوية الشريرة التي تزداد قوة بعد الموت في الشر غير قابلة للتطهير و لذا يبقى مخلد في النار .. فاتقوا النار التي وقودها الناس و الحجارة .. اي ان النار لها وقود و بدون هذا الوقود قد تخمد و تطفأ و الوقود الذي يعطي النار اشتعالا و ايوارا هو الناس التي تستحق ذلك ثم قال الحجارة فما علاقة الحجارة بالناس .. و معلوم ان الناس مخلوقة من الطين من الارض التي تحتوي على الحجارة .. فأن العنصر الذي تتغذى عليه النار هو الثقل الارضي اما الجانب الروحاني الخالص الصافي فلا تتغذى عليه .. وبذا فأن الانسان التي روحه طاهرة صاحب الروحانية الطاهرة و النفس القدسية فان النار الاخروية لا تتغذى عليه .. و انما تتغذى على الثقل الارضي .. الجانب المعاكس للروحانية و النورانية و الطهارة .. فكذا فان الروح الخبيثة و النفس الكذرة تحتوي على حب الدنيا و متعلقاتها الارضية التي هي مادة الارض و الطين .. و لكنه اخلد الى الارض .. اي انجذب الى الدنيا و طينيتها بعكس روحانية الروح و تجرد النفس الصافي الخالص الطاهرة من متعلقات المادة الارضية .. و لذلك حب الدنيا يؤدي الى النار وحب الطهارة و الصفاء و العلو في سماء الروح و الروحانية الصافية المتعالية عن حب الشهوات المبتعدة عن القذارات النفسية و الروحية و الجسمية يؤدي الى الجنة .. .. ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة او اشد قسوة .. فمن يكون قلبه كالحجر يكون وقودا للنار ..بلى من كسب سيئة و احاطت به خطيئته فأولائك اصحاب النار هم فيها خالدون ..هؤلاء وجودهم كله ثقل ارضي غير قابل للتطهير و لذلك هم مخلدون في النار .. احاطت به خطيئته ..
    .. كما المحنا ان الاختيار يأتي من ثنائية تأتي في المخلوق و هي ثنائية النور و الظلمة .. ثنائية الثقل الارضي و النور العقلي ... فأذا كان المخلوق لا يحتوي على هذه الثنائية يكون الاختيار معدوم .. فالمخلوق الذي لديه النور العقلي و ليس لديه ثقل ارضي .. او لديه الجانب النوراني فقط و ليس لديه الجانب الظلماني مثل الملائكة تكون غير مختارة .. لان الاختيار غير متوفر .. لانه لاتوجد لديه الجانب الظلماني لكي يختار .. و يرجح بين النور و الظلمة .. هو لديه نور فقط .. فلا اختيار عنده .. و كذا المخلوق الذي لديه الجانب الظلماني فقط و لا تتوفر عنده الجانب النوراني .. يتوفر عنده فقط الثقل الارضي او الظلماني .. مثل بقية الحيوانات التي لا عقل لها و لا نور فهي لا اختيار لها لانه لا يتوفر لديها ثنائية النور و الظلمة .. و الجن ايضا يتوفر عندهم ثنائية النور و الظلمة و لذلك اصبحوا مختارين .. من مارج من نار .. و هذا المارج الناري يحتوي على النور و الظلمة .. و هو كما قلنا من نار و لهيب البركان المتفجر فهو يحتوي على ظلمة شديدة من جهة و نورانية شديدة من جهة اخرى ..و لذا قوى الجن شديدة و قوية .. قدرات في الجانبين .. و كل جانب يجر و يسحب الجانب الاخر اليه .. مثل المغناطيس .. فالثقل الارضي او الثقل الظلماني يقلل من ارتفاع النور و قوته من جهة و النور و فاعليته يقلل من ازدياد الثقل الظلماني الارضي من جهة .. ولهذا قال الامام امير المؤمنين عليه السلام ما زال العبد بخير مادام عنده واعظ من نفسه .. لان هذا الواعظ النفسي او الضمير الداخلي هو نور يقلل من الثقل الظلماني .. و كلما اشتد اكثر و قوى كان له قدرة اكبر على التقليل من الثقل الظلماني .. و نفس الشي يحصل لو قوي و اشتد الثقل الظلماني فانه يحجب و يضعف النور ..و لذا قال المعصوم عليه السلام اذا اذنب العبد حصل عنده نكته سوداء في قلبه فأذا تكرر منه الذنب تزداد الى تغطي قلبه كله .. اي يحتجب النور و يصبح الثقل الارضي الظلماني هو السائد المسيطر .. و النور يكون مختفيا و متلاشيا و ضعيفا .. يكون موجود و لكنه بعيد عن التأثير و ضعيف .. و لظهوره مرة اخرى يحتاج الى الاحياء من جديد و التنمية و التغذية المستمرة .. يحتاج الى جهاد نفسي داخلي و تطهير و تنقية حتى يقوى و يظهر و تكون له فاعلية .. فالحيوان و منه الانسان يحتوي على الماء الذي هو البرودة و يحتوي على النار التي هي الحرارة ..و يحتوي على النور و الظلمة و لكن في الانسان اشد و اوضح فيكون مثل كفتي الميزان مرة يزداد هذا على ذاك و مرة يزداد ذاك على هذا .. فمرة يزداد النور على الظلمة و مرة يزداد الظلمة على النور .. و مرة يتساويان فالميزان قابل للترجح الى احد الطرفين و للعمل و الجهاد و النية و الفكرة و التربية و البيئة و التنشئة دور في ترجيح طرف على طرف و ازدياد طرف وشدته و نقصان الطرف الاخر و شدته .. فالنور الموجود في الانسان قادر على غلبة الظلمة الموجودة عنده لانه قوي متميز مكون للعقلانية و المفاضلة و التمييز .. و لذا نرى الطفل والصبي الذي لم يبلغ لازال غير قادر على الاختيار الا بقدر ضئيل جدا بحسب نموه العقلي و قدرته على التمييز و المفاضلة .. فالعقل هو المفاضلة و التمييز و القدرة على الاختيار من بين مجموعة من البدائل و الخيارات الموجودة او المطروحة .. بقية الحيوانات مجال اختياره ضئيل جدا وهو فطري و ثابت لا يتغير الا في حدود ضيقة .. لان جانب النور فيهم ضئيل و هو ليس في حالة ازدياد .. و لذا يكون الحيوان الموجود قبل الف سنة هو نفسه الموجود الان في سلوكه و اختياراته ..
    .. كما قلنا ان الثقل الارضي او الجانب الظلماني هو وقود النار .. يؤدي الى النار .. و ان الروحانية و الطهارة الروحية و النفسية تؤدي الى الجنة ..

    تعليق


    • #3
      الجنة تتغذى على الروحانية و الطهارة بعكس النار .. و من يعادي النور هو الظلام .. الظلمة تقابل و تضاد النور .. و النبي صل الله عليه و اله و اهل بيته الطاهرين المعصومين المنتجبين عليهم السلام انوار مضيئة من يعاديها و يحاربها يكون ظلماني مثقل بالارض و يكون مصيره النار .. لان مقر الجانب الظلماني هو النار بشكل طبيعي .. فصاحب الجانب الطيني الارضي الظلماني مستقره النار لانه غير مؤهل لدخول الجنة .. فمن جهة قابليته و استعداده هو غير مؤهل .. لا يوجد عنده الاستعداد الذي يؤهله لدخول الجنة .. و الذي يسبب دخول الجنة هو الجانب النوري الخالص من الظلمة ... اما المشوب بالنور و الظلمة تطهره النار .. يدخل النار لكي تزيل النار الجانب المظلم فيه و يبقى جانب النور فقط لكي يتأهل لدخول الجنة .. و درجات العبد في الجنة حسب قوة نوره و روحانيته و طهارتها .. و لا شك ان من يعادي اهل بيت النبي و يناصبهم العداء فروحه غير طاهرة .. فيه ظلمة شديدة ..قد يتبادر سؤال في الذهن ..وهو ان القاطع بالباطل من غير ان يعرفه قد يكون معذور؟ .. من يقطع بالباطل و يعتقد به اعتقاد راسخ يتكون فيه الجانب المظلم الثقل الارضي فلا يكون مؤهلا لدخول الجنة .. المسئلة ليست مسئلة انه اعتقد انه على حق .. المشرك ايضا يعتقد انه على حق و الكافر يعتقد انه على حق و الفراعنة و القتلة و المجرمين امثال القذافي و صدام و الدواعش يعتقدون انهم على حق .. و كل واحد يعتقد انه على حق .. ولكن هذه العقيدة تكون وبال عليه و نقمة .. عقيدته و قطعه بشكل لا شك فيه انه على حق يكون ليس في صالحه كما قد يتصور ..بل انه يكون في قعر جهنم بسبب قطعه و عقيدته لانه كلما قويت عقيدته في الباطل و قطع بها زاد الجانب المظلم و زاد الثقل الارضي و التلوث الروحاني و النفسي .. لا يكون مؤهلا و مستعدا لدخول الجنة .. لان الجانب الظلماني مقره النار بشكل طبيعي .. فمهما كانت حسرته و مهما كانت مفاجأته لا ينتقل للجنة بسبب انه غير مؤهل لذلك .. لا يوجد عنده جانب نوراني ينقله الى الضفة الاخرى .. لماذا عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله قاتل الامام امير المؤمنين عليه السلام اشقى الاشقياء و في قعر جهنم وهو كان يعتقد اعتقاد جازم انه على حق و انه انما فعل ذلك بقتله الامام قربة الى الله تعالى و كذا قتلة الامام الحسين عليه السلام من اصحاب اللحى و طول السجود و التدين .. مصيرهم النار لانهم ضادوا النور .. قابلوا و عادوا النور .. و الذي يقابل و يعاكس النور هو الظلمة و الظلام ... و الظلمة و الجانب الظلماني لا يكون له موضع و مستقر في الجنة بل مستقره النار .. الا اذا كان فيه جانب نوراني خفي و ذا قوة بحيث يتخلص من جانبه الظلماني بواسطة النار و يبقى جانب النور الذي به يتأهل لدخول الجنة ... و كلما قويت و زادت عقيدة الظلماني زاد ظلامه و جانبه الظلامي ترسخا .. من تكون عقيدته قوية جدا في الباطل و يكون قاطعا جازما بها بلا شك و لا ريب يكون شقيا جدا جدا سئ الحظ جدا جدا .. حظه جدا سئ .. اما المتردد المتزلزل العقيدة فهو افضل منه بكثير وهو قابل للتطهير و ازالة العواعق و بقعات الظلمة فيه .. و المنكر لفضائل اهل بيت النبي عليهم السلام لا شك و لا ريب ان فيهم جانب ظلماني .. يختلف من فرد الى فرد منهم فكلما كان ذلك المنكر متعنتا و باحثا للتأويلات لصرف الفضائل عنهم كان اكثر ظلمة و سوء حظ في الاخرة .. كلما قويت عقيدته و ترسخت في ذلك كان اكثر شقاء و سوء .. و ضعيف العقيدة و المتزلزل او المتردد افضل حالا منه بكثير جدا جدا ... و لو يعلم المنكرون لفضائل اهل البيت عليهم السلام ماذا سوف يصيبهم من عذاب بسبب ذلك لتركوا جميع ما فيه .. سوف يصابون بالحسرة و الندامة .. هذا الكلام حول اذا كان في اصل العقيدة و الاصل و الاساس ..اما اذا كانت في فرع من الفروع التي لا تؤثر على اصل العقيدة و لا تمس الاساس فقد يكون ينطبق عليه انه معذور بسبب قطعه بذلك .. فهذا الفرع او هذه المسئلة لا تؤثر على الاصل و الاساس .. الشجرة النامية المخضرة اذا كانت كبيرة و بها ورقة او اكثر دابلة او ميتة لا تؤثر على اصل الشجرة و اساسها ... اما اذا كانت الشجرة نفسها دابلة او ميتة فأنها لن يكون لها مستقبلا حيا مخضرا .. فالعقيدة الباطلة القاطع بها صاحبها الغير شاك و لا مرتاب بها هي مثل الشجرة الميتة او الشجرة الخبيثة التي لا تصلح لئن تكون من أهل الجنة .. فالعقيدة مثل الشجرة اما ان تكون محقة و مع الحق و مع من يكون الحق معه حيث ما دار وهو مع الحق دائما او يكون تكون عقيدة باطلة مفارقة لمن يدور الحق معه حيثما دار .. فمهما كانت هذه الشجرة كبيرة فهي على باطل مجانب للنور .. متعلقة بالظلمة و الظلام و الثقل الارضي فتكون في النار .. بل ان نمو شجرة الباطل ليس في صالحها في الاخرة بل وبال عليها ظلمة شديدة حتى النار لا تتمكن من تتطهيرها و لذا تبقى هذه الشجرة مخلدة في النار لانها غير قابلة للتطهير بل لا يوجد فيها غير ظلمة في ظلمة و لا يوجد فيها مسحة من نور لذى تبقى مخلدة في نار جهنم .. في المقابل فإن تنمية شجرة الحق و رعايتها و تغذيتها تنفع و تزيد من درجته في الجنة .. كلما نمت و كبرت شجرته زاد حظه الاخروي .. و شجرة الحق لا تكون بعيدة عن اهل بيت النبي عليهم السلام بل هم اصل الشجرة الطيبة و اصل النور و اعدائهم اصل الشجرة الخبيثة و اصل الظلمة .. لا يبغضهم اهل البيت الا من خبث اصله او كان من ابليس نسله كما في حديث عنهم ... الشجرة تعد في الحياة الانسانية مصدر الوقود و النار و الطاقة ..فالشجرة طاقة ووقود .. و الشجرة انواع و يختلف شدة النور و الطاقة حسب نوع الشجرة .. و اذا كانت الشجرة زيتية زيتونة فيكون نورها و طاقتها اعلى ..يكاد زيتوها يضيئ و لو لم تمسسه نار .. فمن شدة نورية هذا الزيت و حرارة النورية و الطاقته الكامنة فيه يكاد يضيئ حتى من غير اشعال و ايقاد له .. و هذا قوته النورية و الطاقة الكامنة المختفية فيه .. و لو لم تمسسه نار .. فطاقته نورية شديدة جدا كامنة و مختفية ..فهذا الزيت هو من الشجرة المباركة .. و في البشر من هو شجرة ذات ضوء منير عالي زيتها مضيئ جدا .. وهم محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين المصطفين على البشرية اجمعين .. و ذلك بسبب قوة اضاءتهم و نوريتهم العالية ... الانتجاب و الاصطفاء هو بسبب النورية الداخلية العظيمة في اصل شجرتهم و ذواتهم .. في بيوت اذن ان ترفع و يذكر فيها اسمه رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله ..فنورية هذا الكون مأخوذ منهم لانهم اصل النور و الاضاءة .. و كل هداية و معرفة و استقامة و علم هو مأخوذ منهم .. سواء بطريق مباشر او بطريق غير مباشر .. و الزيت النوري القابل للاشتعال ليس هو كل زيت و اي زيت انما هو زيت فيه القابلية و النورية الداخلية .. الشجرة و جدعها مصدر الغذاء و الوقود الجسمي و الوقود الناري فمن جهة ان ثمر الشجر الذي هو غذاء و طاقة للجسم و من جهة نستخدم خشبها للوقود و الطبخ و الاستنارة و الاستضاءة .. و المأكولات الزيتية لها خاصية غذاء مميزة للطاقة الجسمية و الذهنية والعقلية .. و شدة طاقته تعتمد على شدة زيتيته و طاقته الداخلية .. يكاد زيتها يضيئ و لو لم تمسسه نار .. نور على نور .. فهو زيادة في النور و شدة وتضاعف للخدمات التي يقدمها .. فهو يستخدم لعدة اغراض مفيدة .. فهو نور على نور اي تعدد في خدماته التي يعطيها للبشر.. فالروحانية و المعنوية العالية و النماء النفسي و الاستنارة النفسية هي الغذاء فيما بعد الموت .. فالارواح تنمو بعد الموت بقدر ما يأتيها من طعام و بقدر ما خرجت به من الدنيا من نماء روحي و استضاءة نفسية ..ونحن نعرف ان ارواحنا مختلفة وهي كثيرة فكيف تعرف هذه الروح من تلك .. الا يجوز ان تعذب روح بريئة بدل روح مذنبة .. ما الذي يميز الارواح و النفوس عن بعضها البعض ..الذي يميزها انفرادها بالبصمة التي تميزها عن غيرها .. نظام البصمة .. .. ..نظام البصمة في الخلق .. وهو من اعظم الاشياء و اعجبها فيه ايات و اسرار و دلائل عظمة الخالق و علمه و قدرته .. كما في اصبع و ابهام كل انسان بل كل مخلوق له بصمة علامة خاصة به تميزه .. كذا في الخلق العام للعالم و الكون بصمة في كل فردة من مفردات هذا الكون و العالم .. و كذا نقول في كل روح انسان بصمة خاصة تختلف عن غيرها و كل نفس انسان لها بصمة خاصة بها تميزها عن غيرها .. و لو نظرنا نحن بني الانسان في وجوه بعضنا لوجدنا بصمة خاصة في كل فرد فرد عن غيرها .. الوجه نفسه فيه بصمة تختلف غيره من امثاله من بني نوعه ..حتى التوئم و المتشابين الى درجة حد التطابق لكل واحد منهم بصمته الخاصة به .. فالارواح ايضا لكل روح بصمتها الخاصة التي تميزها عن غيرها و لولاها لمتزجت الارواح ببعضها و لما عرفت هذه روح اي فرد من الافراد و تبعا لها ايضا بصمة النفس لولاها لمتزجت النفوس و لما عرف هذه النفس لاي فرد .. فمن خلال هذا النظام العجيب العظيم الارواح تتعلق بصاحبها لا غيره .. و النفس التي هي تابعة للروح تكون بصمتها متوافقة مع هذه الروح لا غيرها ذات البصمة الخاصة .. فمن خلال البصمة المتبادلة بين الروح و النفس تكون معرفة كون هذه النفس تابعة لهذه الروح .. و من خلال البصمة تكون المعرفة بأن الجسد ذا البصمة الخاصة تابع لتلك الروح و النفس ذوا البصمة الخاصة ... و لذا في البعث الروح تعرف جسدها ذا البصمة الخاصة فتدخل فيه .. فتنفخ ذاك الجسد فتذب فيه الحياة .. قد يقال انه لا يوجد جسد اساسا بل هو تراب مختلط بعضه ببعض و لا توجد اجساد ... الاجساد اندكت بعضها ببعض و اختلطت ..الجواب انه ان الروح تذهب للبصمة و البصمات لا تختلط و لا تندك في بعضها ..فالروح تذهب لبصمة الجسد فيلتئم الجسد و يتجمع .." ولا اقسم بالنفس اللوامة , أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه , بلى قادرين على ان نسوي بنانه " .. هنا ذكر نظام البصمة ..نسوي بنانه .. ومن هنا ايضا يمنع تناسخ الارواح او النفوس لان لكل روح بصمة خاصة بها فلا يمكن لروح ثانية ان تأخذ نفس البصمة ..لان البصمة واحدة لا تتكرر .. هذا نظام و قانون مسنون .. والبصمة تكون للنوع من جهة و لكل فرد من افراد النوع من جهة اخرى منذ كانت خلية حية فهي محددة انها بصمة انسان او اسد او فرس او او الى اخره منذ كانت خلية حية بعد لم تكن كائن حي .. فتظهر نخلة او زيتونه او انسان اواسد او فرس او غير ذلك .... و ان كانت النفس لا تفارق الروح بل هي معها اينما تذهب تكون موجودة بعد الموت بوجود الروح فأذا كانت الروح قوية تكون النفس تبعا لها مشعة حيوية تمارس حياتها و حيويتها و حيوانيتها ..فالنفس مثل شعاع الشمس و ضياءها بالنسبة للشمس ... فالروح هي الشمس و النفس هي ضياء و نور الشمس ... فالنفس لا وجود لها من غير الروح .. و الروح لابد لها من توليد النفس .. لانها الحيوانية المتحركة و الحرارة و الضياء و الطاقة المتولدة من الروح كما يتولد الضياء و النور و الطاقة من الشمس ... و في الرجعة تكون اصحاب الارواح القوية هي التي تتمكن من الرجوع الى الدنيا و بأرادتها و قرارها للرجوع بعد ان يحصل تغيير ما يجعلها قادرة على الرجوع .. هي خاصة بالارواح القوية سواء ارواح طاهرة او ارواح خبيثة .. من محض الايمان او محض الكفر . و الراجع هو يريد ان يرجع لانه خرج من الدنيا و يريد تحقيق امر ما و لم يتمكن فهو لديه ارادة في انجاز شي ما يحققه .. خرج من الدنيا و لم يحقق ذلك الانجاز .. و كانت نيته و عزيمته متجذرة للقيام بذلك الانجاز .. فهو يرجع من اجل ان يحقق ما لم يستطع تحقيقه او ان الموت خطفه قبل انجاز ما في عزيمته و ارادته الشديدة تحقيقه .. المؤمن الخالص صاحب الروح الطاهرة القوية يرجع لاحقاق الحق و اعلاء كلمته اما الكافر الخالص الذي روحه خبيثة قوية يرجع من اجل مقاومة اهل الحق و القضاء عليهم .. ولكنه يقتل بسيف الحق و تزهق روحه مرة اخرى .. و الراجع للدنيا يرجع بأرادته هو يريد ان يرجع لاكمال امر لم يكمله او انجاز امر كان عازم على تحقيقه .. و هناك من لا يريد الرجوع و ليس لديه ارادة و عزيمة للرجوع .. و هناك من لا يتمكن من الرجوع لان روحه ضعيفة لا تستطيع الرجوع .. و الروح هناك تابعة لمنشئها هنا فأن كانت خيره هنا تكون خيرة هناك و ان كانت شريرة هنا تكون شريرة هناك ..فهي كالشجرة ان كانت مثمرة و نامية هنا تكون مثمرة و نامية هناك..و ان كانت مفكرة هنا تكون مفكرة هناك و ان كانت مدبرة هنا تكون مدبرة هناك و ان كانت عادية هنا تكون عادية هناك .. و طبعا ليس المقصود المظهر الخارجي للانسان ..فقد يكون المظهر للانسان هنا عادي و لكن في داخله له روح قوية و مدبرة او مفكرة او غير .. لكن لا نراه نحن في مظهره الخارجي .. وقد يكون العكس فقد نرى فرد مظهره الخارجي قيادي و مدبر ومفكر و لكن في واقعه مجرد تابع و مقلد للغير و لا يكون له اي دور فيما هو فيه .. فالعبرة ليس بالمظهر الخارجي و الشهرة و السمعة .. و لكن العبرة بالمحتوى الداخلي الروحاني للفرد .
      فمما قلناه تبعا لما هو مذكور في الاية و كان عرشه على الماء و ان الاصل الماء و خلقنا من الماء كل شي حي .. فالماء اصل جميع الموجودات .. قلنا ان انفجارا حصل داخل الماء .. هذا الانفجار كان بركانا متفجرا محتويا على جميع العناصر و المكونات ..الهندسة الكاملة موجودة في هذا البركان المتفجر .. فظهر و تكون الجن من لهيب نار البركان المتفجر و لذا سبق تكون الجن الانس و لان الانس هو من الطين اللازج الذي اتى بعد ذلك .. بعد مرور البركان في مراحل برود و سكون و انطباقه على الماء .. و اختلاطه و بلله بالماء و امتزاج الماء به .. ليتكون من الحار و البارد و الملوحة و العذوبة .. فالله سبحانه كون عناصر و هذه العناصر ذات فعاليات و استعدادات داخلية .. مثل البذرة المحتوية على الفاعلية و الاستعداد الداخلي لتكون شجرة فهي شجرة بالقوة .. منذ كانت بذرة .. فالشجرية و فاعلياتها و استعداداتها متكونها في اصل البذرة .. هذا كمثال على ما اردنا قوله و بيانه .. من ان هندسة الكون كله موجودة في البركان المتفجر .. هندسة الكون كله .. اي فاعلياته و استعدادته موجودة في اصل البركان .. فكان عالم مهندس و مصمم بالقوة منذ ان كان بركانا قبل تحوله الى ارض و جبال و صخور و ارض و طين و اشجار و نباتات و حيوانات على مختلف انواعها و انسان .. فكل هذه الفاعلية و الاستعداد كان كامنا في البركان .. و لعل الحشرات خلقت من الاشجار و النباتات لانها مرتبطة بها اشد الارتباط و لا تعيش بدونها .. طبعا لها علاقة بالارض لان الارض هي الاصل و هي ام النباتات و الاشجار و الحيوانات و كل حي .. ولكن بعضها جاءت مما انتجه الارض من الاشجار و النباتات و هي الحشرات الطائرة اكلة النباتات و التي تعيش مع النباتات و الاشجار و هي مرتبطة به كأم و بيئة و سكن لا تفارقه .. فالله سبحانه يخلق من كل شي كائنات حية .. من جميع العناصر له سبحانه كائنات حية سواء نراها او لا نراها .. فمن ورق الاشجار و من جدعه .. فحتى من الخشب الذي نستخدمه في المنازل كأثاث الطاولة و غيرها نرى حشرات تخرج منها و تكون بنفس لون الخشبة المخلوقة منها .. و الخشب اصله جدع شجرة .. " و يخلق ما لا تعلمون " " هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا " " و الله انبتكم من الارض نباتا " فكل ما على الارض هو من عناصرها ..
      و القلب تارى يطلق على العضو المادي الضاخ للدم .. هذا الجهاز الحيوي في الانسان و عمله الميكانيكي في الاستقبال و الرفد .. اخذ و عطاء .. و تارى يطلق على القلب و يراد به الجانب المعنوي .. و الجانب المعنوي هو ما يولده من حرارة عاطفية وجدانية .. فيقال الحب و الكره ينطلق من القلب و الصفات النفسية مثل البغض و الحسد و الغبطة و الغيرة و الرحمة ..فيقال صاحب قلب رحيم .. و يقصد به تلك العاطفة المتبلورة بالحب او ذلك القلب القاسي و يقصد به تجرده من العاطفة المتبلورة بالحب .. فكما قلنا ان القلب يضخ الروح و هي كهرباء الجسم التي تمده بالروح و تولد النور و الحيوية التي هي النفس و النفس بحيويتها و نوريتها المنبثقة من الروح تولد حرارة العاطفة و العاطفة تولد العقل ..و المقصود بمن اتى الله بقلب سليم هو سلامة العاطفة بنواحيها المتعددة من حب و كره و غيرة و غبطة و امنية و ميول و شجاعة و نوايا و غير ذلك .. ان تأتي بشكلها الصحيح و السليم حب من يستحق الحب و الرأفة و الشفقة بالغير و النوايا الحسنة و الغيرة المحمودة بخلاف الغيرة المذمومة و الميول الصحيحة و الامنيات السليمة .. و حب الله سبحانه و عبادته بالعاطفة و الحماس و الحرارة من اساسيات القلب السليم .. و ارادة الخير للناس و النفع لهم و عدم ارادة الشر لهم و ارادة الحماية و تقديم العون و الخدمة لهم ..كل هذا من مكونات القلب السليم ..كذا القلب السليم هو المتنور بالعلم و الفهم و العقيدة الصحيحة ..و منها بل من اساسياتها حب محمد و آل محمد صلوات الله عليه و عليهم و العقيدة فيهم و الحماس لحقهم و لدولتهم .. اما الشهوة و الغضب .. الشهوة ناشئة من انفصال الجزء عن جزءه ومكمله فكما قلنا انهما كانا خلية واحدة انقسمت الى شطرين قسمين .. موجب و سالب ..ذكر و انثى .. اي كانا في الطينة ملتصقين الوجه في الوجه و الصدر في الصدر و الرجل في الرجل .. هي طينة واحدة لا تمايز فيها و لكن بدأ التمايز يظهر بالانفصال .. انفصل ادم عن جزءه حواء التي هي بقية الطينة من الخلية الواحدة ذات القسمين السالب والموجب .. من فاضل طينته اي انهما كانا طينة واحدة خلية واحدة انقسمت الى قسمين .. قسم موجب ذكر وقسم اخر سالب انثى .. ولعل تعبير الرواية انها من فاضل طينة ادم انه اخذ جزءا اكبر من الطينة .. من الخلية و الفاضل المتبقي اصبح حواء و لعل الرواية التي تشير الى انه من ضلعها اي انها كانت ملتصقة به من جانب .. فالشهوة هي انجداب الجزء المنفصل الى جزءه الاخر المنفصل عنه .. اما شهوة المال و الاكل فناشئة ايضا من احساس الحاجة و الذي هو اصله ايضا الحاجة الى الالتحام مع جزءه الاخر ..الى الكمال .. فالحاجة الى الكمال وحب الكمال ناشئ من ذلك الانفصال .. و هذه الحاجة و الميل و الشهوة تكون شديدة بعد الانفصال و لذلك حتى بعد الرجوع اقصد التزواج بين الذكر و الانثى تبقى الشهوة و حب الاتصال قويا و سد الحاجات و الكماليات متناميا لان هذا الرجوع لم يكن كسابقه ملتحم كخلية واحدة بل هما جزءان رغم التزاوج و الميل الحقيقي لديهما ان يلتحما كما كانا .. فلذلك تحدث معاناة الفراق .. ولهذا هناك حاجة ماسة للتمرين و الصبر و التدريب من خلال العبادة و الورع و القناعة حتى تتريض النفس على القدرة و الثبات و عدم الانجراف وراء الرغبة و الشهوة و عنفوانها ..
      استعينوا بالصبر و الصلاة .. الصلاة طاقة معنوية هائلة ..فهي تعطي عمق و طاقة روحية ترفع من معنويات صاحبها ..و تعطي قدرة و طاقة على الصبر .. فكلما ازدادت اوجاع و مشاكل الشخص ينبغي عليه ان يقوي روحه بواسطة الصلاة و التصبر فتزداد قوته النفسية و معنوياته ومقدرته على مجابهة الصعاب .. فالصلاة طاقة معنوية روحية كبيرة يتم بها زيادة قدرة المقاتلين في الميدان .. فهي من اساسيات القوة و الانتصارات و القدرة على التحمل و الشجاعة ..اذا الفرد منا في مشاكل عويصة تدمي قلبه و تعصف به يجب عليه ان يتجه للصلاة ففيها الطاقة المعنوية الهائلة التي تجعل منك قادرا على التحمل .. و الدعاء في الصلاة و الذكر و الاستغفار من اللازمة التي تقطع بك شوطا بعيد المدى في القدرة على التحمل بما تعطيك من تلك الطاقة الهائلة ..
      .. و الغضب حرارة نارية شهوية حدثت نتيجة الانفصال ايضا ..انقسام الخلية .. لذلك هناك علاقة قوية جدا بين الشهوة و الغضب .. و التصور اصله اخذ العقل صور للاشياء و الاشياء هذه واقعية خارجية من جهة اي على ارض الواقع الخارج و من جهة اخرى اشياء داخلية نفسية .. فكما يأخذ العقل صور لتلك الاشياء في الخارج فهو يأخذ صور للاشياء في الداخل .. فيأخذ صورة عن الالم و يأخذ صورة عن الفرح و يأخذ صورة عن اللذة و الحزن و القساوة و يأخذ صورة عن الادراك نفسه .. و كثير من الاشياء .. كل شي يأخذ له صورة و يخزنها عنده و لذلك يحدث التصور .. فالعقل يتصور امور و هذا التصور ناشئ من الصور التي التقطها العقل .. اما المخ فهو غرفة التحكم فهو الذي يحدد النظام و الوظائف للجسم و الاعضاء فكل حركة تصدر باشارة من المخ .. فالمخ يرتبط بالاعضاء بواسطة العصب .. فترى من يصاب في مخه تختل حركته و تضطرب حركات اعضائه ..و قد تسبب ضربة على الراس فقدان الذاكرة او النسيان الكثير او اختلال في الاعضاء او فقدان العقل .. كل هذا لان الراس فيه مركز التحكم و هو المخ .. فرابطة المخ بالاعضاء رابطة عضوية و عصبية فيسولوجية .. تنظم وظائف الاعضاء و تعطيها الاوامر و الاشارات بالتحرك بشكلها الصحيح .. فسلامة المخ ضرورية لسلامة عدم اضطراب الاعضاء و عدم الخلل فيها .. فسلامة العقل مرتبط بسلامة النفس و المخ .. فكما ان اعوجاج النفس يؤدي الى اعوجاج العقل كذا فان اعوجاج المخ يؤدي الى اعوجاج العقل .. و التأثير متبادل فأن العقل يؤثر في النفس و سلامتها كما ان النفس تؤثر في العقل و سلامته .. اما العلم و المعرفة ..العلم ما يأتي عن طريق العقل و الادلة الخارجية اما المعرفة فهي التي تأتي من داخل النفس .. لها علاقة بالوجدان و الاحاسيس ..و الرابطة القوية بين ما ادركته و العاطفة و الوجدان و النفس و الاحاسيس .. فالمعرفة هي ما يدرك و يعرف و يعلم به من الداخل بواسطة العاطفة و الوجدان و الاحاسيس و الادراك الباطني المتولد منهم .. فالالم معرفة و الفرح معرفة و الحزن معرفة اذا كان المتألم او الفرحان او الحزين يحكي عن نفسه فهو عارف بالالم او الفرح او الحزن .. اما اذا كان يحكي عن غيره فيكون علم اي حصل له العلم خارجا ان الشخص الفلاني حزين او فرح او متألم .. فأحساسه بالالم يختلف عن علمه بالالم .. فمرة تعلم ان النار حارة و محرقة في ان هناك من اعلمك و اخبرك بأن النار حارة و محرقة .. و مرة اخرى تعرف و ذلك بأن تصل حرارة النار و محرقيتها الى عاطفتك ووجدانك بأن تلمس النار بيدك و تحرقك .. فهذه معرفة و تلك علم .. اما العلم فهي ما يدرك من الخارج اي خارج النفس بواسطة الادلة المستعانة بالعقل و التجارب و المحاولات .. فمعرفة النفس امر داخلي يتم بواسطة النفس و مدركاتها الداخلية بخلاف المدركات التي تتم خارجا بواسطة التجارب و الملاحظات و الفرضيات المستعينة بالعقل و العلم او العلوم السابقة من اجل الحصول نتيجة او نتائج علمية .. فما يعلم بواستطها يسمى علما .. اما ما يعلم او يعرف بواسطة النفس و قواها الداخلية يسمى معرفة .. فالمعرفة وجدانية اي داخلية اما العلم عقلي اي خارجي ..و العلم الذي يحصل من العقل ثم يتفاعل مع الوجدان و العاطفة يصبح معرفة .. فهو علم و معرفة في نفس الوقت .. فعلم من زاوية نسبته للاكتشاف العقلي الخارجي و بروز ادلته العقلية الخارجية .. و معرفة من زاوية وصوله للوجدان و العاطفة و امتزاجه بهما و صيرورته جزء منها .. و كذا المعرفة حينما تأتي من النفس و قواها العاطفة و الوجدان وغيرها ثم تخرج الى الواقع الخارجي و يتم التدليل عليها برهانيا و عقليا خارجيا و تجريبيا تصبح علما من هذه الزاوية .. فهي معرفة من جهة نسبتها الداخلية و علما من جهة نسبتها الخارجية ..

      تعليق


      • #4

        * تتميم في شأن الكشف العرفاني .. اقول الكشف العرفان ليس خاص بأفراد معينين و لا بمجال معين بل هو مجال مفتوح و الكشف العرفاني قابل للحصول في اي مجال تخصصي او معرفي فقد يحصل الكشف في مجال الفقه و اصوله وقد يحصل في مجال العقيدة و الفلسفة و علم الكلام و قد يحصل في مجال علم الاخلاق و قد يحصل حتى في مجال الفيزياء و الكيمياء و الاقتصاد و السياسة و الاجتماع او اي علم معرفي كان ..فالكشف ليس خاص بمن يسمون عرفاء و لكن هناك جهة اشتراك معنوي بينهم و هي العبادة و الطقوس الروحية و تأملات الفكر عندهم ..فللعبادة الروحية و الطاقة الروحية الهائلة الدور الاعظم في تفجر طاقة الكشف الهائلة عند اصحابها .. فكلما كان الفرد عابدا زاهدا طاهرا متطهرا مأكله ومشربه حلال و طاهر مبتعد اكل الشبهات كان مهيئا لذاك الكشف النواراني .. و كما قلنا ان الكشف ليس خاص بالمسلم بل حتى غير المسلم سواء مسيحي او يهودي او غيره من اهل الكتاب اذا توفرت عنده الطهارة و المعنويات الكبيرة و الاعتكاف والفكر العميق يحصل عنده الاستعداد للكشف المتعلق بتخصصه هو و الذي يشغل اهتمامه هو ..فكلما قويت الروحانية عنده و قل الثقل الطيني الشهوي عنده زادت القدرة على الحصول للاستعداد للكشف .. فالمرغوبات و المشتهيات هي التي تميل به الى الارض و الابتعاد عنها هو الذي يقوي الروحانية و يزيل عنها الثقل الارضي الطيني بالمقدار يصل اليه في روحانيته ..فكثير من النصوص القليلة التي لا تبلغ كثرة في نتاجها المعرفي تحصل لها كثرة و تفصيلات كثيرة و تفريعات و فوائد بواسطة الكشف العرفاني بالمعنى و ليس المقصود جماعة اهل العرفان او ما يعرف عنهم اهل العرفان .. فهذا الكشف يحصل في اي مجال او تخصص كان .. فيحصل لك كشف في مجالك انت و تخصصك و الذي يشغل بؤرة اهتمامك .. فالكشف العرفاني قد يحصل لاي فرد حتى و ان كان فقيرا معدما او أميا غير متعلما و لكن له شروط قد ذكرناها و هي الحالة الروحية و النفسية و الذهنية و مدى طهارتها و صفائها ... و من الامور المهمة جدا لحصول الكشف العرفاني هو العزلة و الاعتكاف .. فالاعتكاف هو رجوع للذات و التفاعل الداخلي معها اي مع النفس .. ففي الاعتكاف و الخلوة مع حالة الصفاء و النقاء يحصل تفاعل بين مقومات التفكير و العواطف و القيم و يحصل هضم و غربلة لما قد كسبه الانسان من افكار و تعليم .. ونتيجة ذلك الهضم و الغربلة للتحصيل المعرفي و الفطري و التعليمي يحصل تلاقح فكري ووجداني بين المحصلة العقلية الفكرية و الوجدانية و العاطفية فيحصل تولد و ازياد فكري و مستوى عقلي ..كل على حسب ..و كل شخص يحصل له ذلك الازياد في مجال تخصصه و اهتمامه .. فأذا كان الشخص اهتمامه نحوي بلاغي لغوي يكون كشفه العرفاني في هذا المجال .. اللغة و النحو و البلاغة و البيان .. و اذا كان اهتمامه اجتماعي فكري فيحصل له كشف في هذا المجال .. الفكر الاجتماعي و طرق و سبل خدمة الناس .. و اذا كان اهتمامه عقيدي و فلسفي فيحصل له الكشف العرفاني في العقيدة و الفلسفة .. واذا كان اهتمامه معاني قرآنية و تفسير فتحصل له كشف عرفاني في فهم معاني القران و تفسيره.. و هاكذا .. في كل مجال ... و لكن هذا لا يعني االعصمة في كشفه العرفاني فقد يكون كشفه في العنوان العام و اما التفاصيل فعليه هو ان يستخدم فكره و ما تعلمه في بيان التفاصيل ..و قد يخطأ في بيان التفاصيل .. في بعضها او حتى اغلبها .. او قد يحصل له كشف و لا يعرف الاداة التي يستخدمها لترجمة ذلك الكشف العرفاني .. او قد يحصل له الغرور و الفرح الشديد بسبب ما حصل له من كشف عرفاني فتختلط عليه الامور و تتجه به الى الانحراف و الابتعاد عن الطريق السوي .. و قد تحصل له عجلة و عدم تريث و تبين و اخضاع ما تحصله لميزان العقل و نور الولاية ..او قد يؤثر عليه عاطفته و ميوله الحزبية او التحزبية الضيقة فتردي نور ذلك الكشف العرفاني قتيلا .. او قد يحصل له الكشف العرفاني في مجال محدد لا يتعداه مثلا في الطب البديل و الاعشاب و لكنه يظن ان كشفه العرفاني يتناول كل شيئ فيتدخل في امور غير تخصصه .. في امور لا تعنيه فيوقع نفسه في ورطات و متاهات ليس لها داعي و لو انتبه الى ان كشفه متحدد في مجال معين لا يتعداه لما اوقع نفسه في تلك الطرق الملتوية و المتاهات المضيعة .. وقد يكون هذا الكشف العرفاني في بعض ايات القران الكريم لسبب ما قد تكون تتعلق هذه الايات بتخصصه او انه قد مر في حياته بخبرة معينة تناسب مضمون هذه الايات او حتى الاية .. فقد يكون كشفه العرفاني في اية واحدة .. فيحصل ذلك التفاعل و الكشف العرفاني بسبب تلك المناسبة او تلك الخبرة .. فنؤكد مرة اخرى الكشف العرفاني لا يعني حصول كل شئ و لا يعني العصمة .. و لكن لماذا العزلة و الاعتكاف ضروري ؟ لان بها يحصل التفاعل و الاتصال الروحي .. و هذا
        لا يعني ان ينعزل الانسان كليا و لكن ان يكون له فترات عزلة و اعتكاف و كلما قويت تلك الصلة الروحية في حالة الاعتكاف تكون نتائجها اعظم .. و نضرب على ذلك امثلة .. النبي صل الله عليه واله كان معتزلا لقومه و كان يذهب الى مكان عزلة بعيدة جدا في غار حراء في جبل مبتعد و موحش و مخيف .. يتعبد ربه فيه معتكفا عن كل شئ .. فكانت صلته الروحية اقوى صلة و طهارته اعظم طهارة و نقاءه و صفاءه اكبر اعظم نقاء و صفاء و كانت الكشوفات العرفانية تنزل عليه الى ان وصل الى الكشف العرفاني الاكبر وهو كشف الوحي و نزوله و نزول الرسالة و التبليغ و التعليم و الهداية و التربية و .. و كذا نرى الامام امير المؤمنين وصي رسول الله عليه السلام يذهب الى مكان مبتعد يعتكف فيه في مكان مظلم موحش يتعبد و يصلي فيه .. و كذا في العلماء مثل الملا صدرا الشيرازي ذهب و اعتكف طويلا في جبل فحصل له ذلك الكشف العرفاني الاسفار الاربعة و توابعها .. الشهيد السيدمحمد باقر الصدر كان يعتكف ثمان ساعات يوميا للمطالعة و التأمل على..و لو تأملنا و تتبعنا كل مبتكر مبدع او مكتشف سوف نرى نفس النتيجة وهي ان الاعتكاف له دور كبير بل اكبر فيما وصلوا او توصلوا اليه ..فالكشف و الالهام موجود و محتمل لكل انسان اذا توافرت الشروط حتى لو كان هذا الانسان عبدا فقيرا بسيطا مغمور غير معروف امي غير متعلم ولكن المثقف المتعلم له قدرة اكبر و اوكد و اوضح من الامي .. فقد يحصل لامي كشف لا يستطيع ان يعبر عما حصل له من حالة كشف ..و يتيه في ترجمة ما حصل عليه من معرفة .. و العواطف و الاحاسيس قد تتداخل مع الكشف العرفاني فتحرفه عن مساره او تضيف اليه امورا ليست من اختصاصه .. امور خاطئة .. و لذا من تتوفر عنده ادوات التعبير اللغوي و المصطلحي و الاستنارة الفكرية و المنهجية العلمية الدراسية يكون اجدر بأخراج المكنون في صدره من محتوى معرفي عرفاني من ذاك الذي لا يملك الاداة او الادوات التي يستخرج بها المحتوى المكنون المخزون في صدره و كيانه .. و لعل العديد من الناس حصل لهم كشف عرفاني و لكن لم يستطيعوا اخراجه من صدورهم او حاولوا اخراجه ولكن لم يخرج سليما معافى و ذلك بسبب فقدان الاداة او ضعفها ..فأن هذا المكنون المعرفي شبيه بالجنين يحتاج الى طبيب ماهر يخرجه الى الوجود مولودا سليما معافى .. فهذه المهارة الادائية ضرورية لاخراج المكنون المعرفي الى الوجود بشكل سليم ..و كما اشرنا ان الاتجاه المذهبي او السياسي او العصبية القبلية و ما هنالك تجعل تفسير الكشف العرفاني يتماشى اتجاهه المذهبي او السياسي او القبلي او غير ذلك ..لذا ينبغي التأني في التعبير عن المكنون المعرفي و عدم الاستعجال لمراقبة كل خطوة يخطوها في اخراج هذا المكنون المخزون لديه من الكشف المعرفي .. و قد يحتاج بل هو ضروري ان يراجع اقوال و خطب المعصومين الاربع عشر عليهم السلام و يجعلهم ميزان فيما يخرجه من ذلك الكشف العرفاني و تكون تلك الخطب و الاقوال هي الصراط الذي ينبغي بل يجب ان يسار في بيان الكشف ليتم اخراجه بشكل سليم غير موجه و رغم ذلك لا توجد عصمة فيما يذكره العرفاني من حالات كشفه و لكن كلما كانت خطب و اقوال اهل البيت عليهم السلام بين يديه مستخدما اياها ميزانا لصحة الفكرة من عدمها و من المعرفة من عدمها و من صحة نقطة معينة من عدمها ..فقد تكون هناك اقوال سديدة محشوة بأخطاء كثيرة بين جوانبها او قد يكون العنوان صحيح و التفاصيل خاطئة او تكون التفاصيل صحيحة و العنوان خاطئ و قد تكون الفكرة بذاتها صحيحة ولكنها موضوعه في غير موضوعها و في غير مكانها و قد تكون الفكرة صحيحة ولكن محموله في غير محملها او قد تم تحمليها فوق و اكثر ما تتحمل .. او تدمج فكرتان لا وصل بينهما او قد يكون الوصل خاطئ .. او قد تكون الفكرتان احدهما صحيحا و الاخر معوج .. او قد تكون نظريا صحيحة تطبيقيا خاطئة .. و لهذا ضرورة وجود الميزان الصحيح الذي يقوم المعوج و يعدل المنحرف و يكمل الناقص و يشجب الزائد و يحقق الانارة و يزيل الظلمة وهو كما قلنا خطب و اقوال اهل البيت عليهم السلام .. و ان كان هناك من يطوع و يمحور اقوال اهل البيت عليهم السلام و يجعلها طوع فكرته بدل يطوع فكرته لاقوال البيت عليهم السلام و لذا ينبغي فهم اقوال اهل البيت عليهم السلام بشكل منفرد و من ثم تطويع االافكار لاقوال اهل البيت المعصومين و ليس العكس .. اما كيف نفهم اقوال اهل البيت عليهم السلام ..وهي ان نعزلها عن اي علم و لا نجعلها داخله في اي علم من العلوم لا علم العرفان و لا علم الفلسفة و لا علم الاخلاق و لا علم الاصول او علم الكلام او الفقه او غير ذلك ..علينا ان نفهم اقوال اهل البيت بشكل منعزل و منفرد غير متضمن في اي علم من العلوم .. لاننا اذا فهمنا كلامهم وهو متضمن في علم من العلوم سوف نفهم كلامهم بما ينسجم مع ذلك العلم الذي جعلنا اقوالهم متضمنه فيه فتكون متمحورة و متطوعة لذاك العلم اي بتطويع اقوالهم وتحويرها لذالك العلم لاننا ضمناها فيه ثم حاولنا فهمها فتكون مطواعه لذاك العلم اي الفهم مطواع لذلك العلم و ليس العكس .. و الذي ينبغي و يجب هو ان نطوع العلوم و الافكار لعلومهم و ليس العكس .. ..
        لماذا الوحي ينزل على اشخاص معينين
        محددين و لا ينزل على غيرهم لابد من توافر شروط .. شروط موجودة في نفسياتهم و اشخاصهم ..لابد من خصائص و مميزات
        تميزهم ..و هذه الميزات ذاتية في ذواتهم و دواخلهم .. صفات سجيتهم الداخلية .. و ليست المعالم الخارجية و لا المنزلة الاجتماعية
        او المنصب الوظيفي الاجتماعي و لا من شروطها العامل الاقتصادي بمعنى ان يكون من اهل الثراء و الثروة و من اقطاب المجتمع
        و المؤثرين فيه اجتماعيا ووظيفيا و اقتصاديا .. كل ذلك ليس من شروطه و لا من مستلزماته .. فيكون التكوين الداخلي و النفسي ..
        التكوين الداخلي النفسي و العقلي الفكري .. الصفات الذاتية الداخلية حتى لو لم يكن معروف عند مجتمعه او غيره بما هو فيه من
        علو نفسي و اخلاقي و سجايا عالية .. لكنه مؤهل عند ربه .. و لو تتبعنا هذه الصفات و التكوين الداخلي و عملنا استقراء .. للانبياء
        عليهم السلام و استقراء ملامح شخصياتهم من نعومة اظفارهم ..نعم لا نستطيع ان نلم بكل شي يتعلق بدواخلهم و لكن نستطيع ان
        نتعرف على اساسيات مهمة موجودة فيهم .. التواضع لله .. ادراك العظمة .. العبودية و الذلة و التعلق و الحب بشكل مطبوع في
        ذواتهم .. حب الخير و التضحية و الشجاعة .. و غيرها ..و نلاحظ ان امهات الائمة عليهم معادن طيبة .. و لهن خصيصة التواضع
        و العفة و الطاعة و حسن التربية ...
        فلمعرفة شئونهم يحتاج الى عرفان المنزلة النفسية .. عرفان المنزلة الروحية .. عرفان المنزلة العقلية .. عرفان مستوى التربية الخلقية و مقدارها .. المكانة او المقام ما معناه .. لابد من مستوى و مستقر معرفي و عقلي و روحي تشخص من خلاله المستوى الواصل اليه و الا كيف نعرف المقام او معنى المقام او معنى المنزلة ..قد يقال المقام هو من الاقامة اي ان هناك محطة يستقر فيها و يقيم فيها .. و المنزلة ايضا من المنزل و البيت و المستقر .. فأذن هناك منزلة و مقام نفسي و منزلة و مقام روحي و منزلة مقام عقلي .. فلابد من التعرف على المنازل و المقامات و تدرجاتها .. و لابد من معرفة هذه المقامات و المنازل الروحية حينما ينتقل العبد من منزلة الى غيرها منزلة اعلى او مقام اعلى ليس معناه ان المنزلة السابقة او المقام السابق قد ذهب عنه و اصبح ليس منزله و لا مقامه .. الامر ليس كذلك بل يبقى منزله و مقامه يتقلب فيه بين المنازل و المقامات .. فهو ليس مثل المنازل المادية اذا انتقل من منزل الى اخر خلى منه المنزل السابق ..بل يتواجد فيها كلها ما دام يمتلك تلك الخاصية التي اهلته و لم تضعف .. في حال كان العبد في منزلة و ضعف عن تلك المنزلة نعم هنا يزول عنها بقدر ضعفه عن السكن فيها .. فأذا ضعف بشكل كلي فقدها كلها و لم تصبح منزله .. فالمنزلة تحتاج الى المحافظة و الرعاية حتى لا يفقدها صاحبها .. و من هنا يعرف انها مسؤولية واجب الحفاظ عليها و مراعاتها و تغذيها و الاهتمام بها حتى لا تضعف .. او تزول في حالة فقدان التأهل في البقاء فيها بشكل كامل ..
        و الامام المعصوم عليه السلام له جانب معرفي من جهة و جانب علمي عقلي من جهة اخرى ... فهو من جهة يتعقل الاشياء بعقله و فكره و تأملاته و ملاحظاته و يستنتج تلك القوانين و النظم و العلوم العلمية العقلية ... هذا من جهة .. اما من جهة اخرى له جانب معرفي عميق غائر في اعماق العرفان و بحره المعرفي الغزير المكتنز و الزاخر بالادراكات المعرفية .. فهو يتحصل على معرفة كبيرة من هذا الجانب .. جانب العبودية و الروحانية و الاحساس الادراكي العميق .. و هذا الجانب المعرفي عند المعصوم لا يمكن ان نقارن غيره به .. حيث ان المعصوم عرفانه مليئ بالنورانية الشديدة و الاضاءة الكاشفة لكل الاشياء .. فبه يغوص في اعماق بحر عرفان الربوبية و الالهية و الرحمات الربانية الخلاقة و انوار الوجود العملاقة و حقيقة النفس الانسانية و تدرجاتها و مقاماتها و افضلياتها و سبل رقيها و ترقيها و حقيقة النفس الانسانية و مراتبها و حقيقة الروح و غذاءها و نموها و الروحانية و طهارتها .. فهذان الجانبان موجودان عند المعصوم .. الجانب العلمي العقلي الذي يستنتج بالعقل و الفكر و تعقل الاشياء به و الجانب الثاني الذي هو الادراكات الداخلية العرفانية .. بالاضافة الى الجانب الثالث الذي هو تلقي العلم عن طريق التعليم و الاخبار من النبي صل الله عليه واله و الملك المحدث له .. لكن الملك يعطي كليات و لا يعطي تفاصيل غالبا .. المعصوم له حالات مع الله سبحانه لا يحتملها ملك مقرب كما اقروا وذكروا .. حالات مليئة بالدعاء و التسبيح والتهليل والتحميد و الشكر .. حالات خوفيه من الله حالات رجائية .. حالات تسبيحية .. حالات عرفان للجميل و شكر على نعمائه .. حالات تعلق و احتياج وافتقار .. حالات مناجاة و مناداة و صراخ حالات طلب المدد والعون الرباني .. و حالات و حالات وحالات لا تحتمل .. و نجد هذه العناوين في ادعيتهم .. أدعية الصحيفة السجادية و دعاء كميل و غيره و غيره مملوءة بالمناجاة و التهليل والتحميد والتمجيد .. وكل هذه عناوين للحالات التي يشيرون إليها .. في أن لهم حالات مع الله سبحانه لا يحتملها ملك مقرب .. هذه عند المعصوم عليه السلام نشيطة جدا .. هذا الميدان مليئ بالنشاط و الحيوية من قبله له فيه حالات و حياة و معيشة و نماء وحركة حيوية حياتية روحية عميقة .. و نمثل على ذلك مثال كأن نقول كان السيد الخوئي رحمه الله نشيطا في ميدان التدريس و بيان المطالب الفقهية و الاصولية و نقول كانت له صولات و جولات بل حياة و حيوية و نماء و حركية و نشاط و تعايش و نهوض لا يمكن تغافله فحتى من لم يعلم بذلك الميدان و خفاياه و مسالكه و نشاطاته حينما يسمع عما ما قام به السيد الخوئي من حيوية و نشاط و حركة في ذلك الميدان يحس به و كأنه رآه و عايش تلك الحياة الحركية الحيوية و نبضاتها .. يحس بالاثر و ان كان بعيد عن ذلك المجال .. لكن هذا لا يعني انه يعلم بتفاصيل ذلك المجال .. و كذا حينما نتكلم عن السيد الشهيد الصدر و الميادين النشيطة الحيوية في حركته و السيد الخميني قدس الله سره و الحركة و النشاط و الحياة النابضة فيما يتحرك به و يصول و يجول ...هذا المثال التقريبي الذي اريد اوصل به الى الحالات التي للمعصوم عليه السلام له حالات مع الله سبحانه .. هذه الحالات نشيطة و حيوية جدا اشد النشاط و الحياة ليس كمثلها شي .. حالات يتقلب فيها في الروحانية و التعلق الربوبي و العبودية .. فهم في ذلك الميدان حياتهم فيها اشد اشعاعا و اشراقا و حركة و نشاط من النشاط الظاهري الذي نراه لهم .. عالم خاص بهم لا يصل اليه غيرهم .. هم اهل ذلك المقام و اهل تلك المنازل .. فهنا السؤال الذي يتبادر للذهن .. هل الائمة عليهم السلام خارجون عن الانسانية العامة ام هم داخلون في النطاق الانساني .. طبعا الجواب انهم داخلون في النطاق الانساني بل هم القمة في معنى الانسانية ..فهم من جهة اناس عاديون نسبة للمعنى العام للانسانية .. فلهم ما للانسان العادي من مشتركات عامة .. فهم يأكلون و يشربون و يتزوجون و يلتذون و يفرحون و يحزنون و يعانون من الضغط و الالم و الظلم و ما الى ذلك من امور عامة للانسان بشكل كلي .. ففي العنوان العام هم مشتركون في هذا العنوان العام .. فمن هذه الجهة هم بشر عاديون .. و لكن من جهة اخرى هم متميزون .. فهم ياخذون اعلى درجات الانسانية و اكملها .. جميع الصفات الايجابية و الكمالية ياخذون بها و يتصفون بها اما السلبيات و النواقص فهم بعيدون و متجنبون عنها .. هم اعلى درجات الانسانية و أرقاها .. فالمعصوم يمارس الاعتدال في حياته و السوية في معاشراته مستنهضا للامة لخيرها و دافعا لشرها .. ناصح لها مشفق عليها .. و في رواية انه لولا الخمسة اصحاب الكساء ما خلق الله الخلق و انهم كانوا انوارا قبل خلق هذا .. طبعا الرواية ذكرت العرش و حينما نقول العرش معناه مخلوق اي كون ما او صفة ما قد خلقها الله و هم يحيطون بها و الا فلا معنى للعرش اذا لم يكن موجود مما خلقه الله .. فأما ان يكون العرش هو هذا الكون بعد نشئته و قبل خلق ادم .. فكانت انوارهم محيط بهذا الكون و ارضه وفضاءه و سمائه .. او ان اوائل المخلوقات النوارنية لها كون نوراني علوي قبل تكون الماء و الارض .. او يكون الماء مخلوق .. و كان عرشه على الماء و كانت انوارهم محيطة به .. او بعرش الملائكة حيث انا نعلم ان عالم الملائكة قد سبق عالم الجن و الانس .. فيكونون محيطين بذلك العالم .. اي لابد من وجود عالم مخلوق يكونون محيطين به .. و لا معنى للعرش بغير كون مخلوق سواء كان هذا المخلوق مادي او نوراني او اسمائي او غير ذلك .. لابد من عالم مخلوق من مخلوقات الله العظيمة يحيطون به .. و الا لا يكون للعرش معنى .. و قولهم كنا نسبح و نهلل معناه انهم يرون او يدركون ايات الله و خلقه و عجائبه في خلقه .. يدركونها و يرونها بقابلياتهم المودعة فيهم ..و التسبيح و التقديس يكون بحسب القابلية المودعة فيهم للأدراك و القدرة فعل العبادة من تسبيح و تهليل و تقديس .. و لم يكن غيرنا معناه انهم اصحاب الادراك و العبودية الخالصة .. فلا يوجد من يدرك كأدراكهم و له القابلية لذلك الادراك و العبودية .. فمعنى لا يوجد غيرهم انهم اصحاب العقول و القابليات المدركة لتوحيد الله و عظمته ووجوب عبادته و الفناء في عبادته و التذلل اليه .. و من العبادة الحقة بل هي اصل العبادة هو الادراك و التفكر و الغوص في بحر تأمل العظمة الالهية و القدرة الربانية و الحكمة و النظم و الجمال و العجائب .. فأدراك ذلك كله و ابقاء النظر فيه بتأمل و تصاغر و ذلة هو من اسمى العبادات .. فعن المعصوم ان التفكر عبادة ..و ان تفكر ساعة افضل افضل من عبادة سبعين سنة .. و تعد درجة العبادات و رقيها بما تحتويه من فكر و تفكر و ادراك .. و لا خير في صلاة او صيام لا تفكر فيه .. فحياة الانسان بالفكر و الادارك و التأمل .. الله سبحانه لا يريدنا ان ننسى التفكر في عظمته و علو شأنه و قدرته و حكمته .. يريدنا دائما و ابدا في تفكر في عظمته و عجائب خلقه و دقيق نظمه ..
        و الرسول صل الله عليه واله .. نقطة البداية فهو الذي بدأ بالذكر و علمنا الذكر.. فأذكر ربك .. و الذكر اعم من القران فقد يتصور ان الذكر هو القران الكريم و لكن الواقع ان الذكر اعم من القران .. نعم احتوى القران على الذكر و حمل الذكر و قد يسمى القران بالذكر لانه حامل و محتوي للذكر .. و لكن الذكر اعم من القران .. فأسئلوا اهل الذكر .. و في كل اهل كتاب اهل ذكر بل في كل زمان .. و الكتب السماوية احتوت على الذكر و الحامل لهذه الكتب العارف بها من علماء متخصصين بهذا الفهم الذكري يقال لهم اهل الذكر .. فأهل الذكر هم علماء و ليسوا جهلاء او غفلاء او مغفلين بل البيان و الذكر عندهم واضح .. ففي اهل التوراة اهل ذكر و في اهل الانجيل اهل ذكر و في اهل الحنيفية اهل ذكر و في اهل الزبور اهل ذكر .. و في اهل الاسلام اهل ذكر .. و لكن اهل ذكر الاسلام قد جمعوا كل ما سبق من اذكار فصاروا هم اهل الذكر بالدرجة الاولى .. هم اهل الذكر الذين جمعوا الذكر كله و حوى الكتاب كله .. اي الكتاب الشامل بما حوى قران و انجيل و توراة و صحف ابراهيم و موسى و زبور داود و غيرها من قرآئيين و صحف .. فأذا قال أئمة اهل البيت عليهم السلام انهم اهل الذكر فهو بالمعنى الشمولي الشامل .. ولو قالوا ان عندهم علم الكتاب فهو الكتاب الشامل بما حوى جميع القرآيين و الصحف و البلاغ و الهداية .. فليس معنى قولهم انهم اهل الذكر و عندهم علم الكتاب انه القران الكريم فقط .. لا بل معناه جميع الصحف المنزلة و الكتب و القرائيين و البلاغات و الهدايات .. كل ما نزل على الانبياء عليهم السلام و كل تعاليمهم .. فهم اهل الذكر كله و علم الكتاب كله .. و قول القران نزله على قلبك ..التنزيل على القلب معناه الذكر و معناه الفهم و الادارك ..فقد يكون هناك نزول للمعنى بدون صياغة للالفاظ و الصياغة تتم منه صل الله عليه واله و قد يكون كلاهما اي ينزل الذكر معناه و لفظه و عبارته .. و الذكر على القلب لابد من كون القلب مهيأ لذلك و لابد ان يكون على درجة كبيرة الروحانية و الطهارة الروحية و النفسية و الذهنية .. لان عدم الطهارة الروحية هي من الموانع لنزول الذكر فلابد من القلب مهيأ تهيئة كاملة لتقبل الذكر و نزوله .. و اعلم ان الرسول متعلق بالربوبية فاني بها ذاته و تنزل عليه و يتنزل عليه النور من مصدر الربوبية ..و اعلم ان الرسول هو ترجمة ربانية لرحمة الله تعالى في الارض فهو يترجم ما يريده الله تعالى من رحمة ..فمن جهة اخبار و اعلام للامة طريق الهداية و السبيل اليها و مرة اخرى حياة متجسدة على الارض تحكي الرحمة الالهية على الارض .. واعلم ان الرسول له الابوة و الولاية على الناس ثم من بعده أوصيائه الطاهرون بالترتيب أمام بعد أمام و حجة بعد حجة وولي بعد ولي .. و بما ان الرحمة تنزل من الله تعالى الى عبادة على اختلاف مراتبهم فأن الرحمة تنزل حسب التقدير و التقنين الموجود في الكون .. فأن الاب الذكي المتزوج من زوجة ذكية و متعلمة و كلاهما سليم الصحة و العقيدة و العقل و النفس فان المولود سوف يرث تلك الخصائص من الابوين الذكاء و الصحة الا اذا تعرض لحادث عرقل مسيرته .. .. من سلالة من طين .. اي ان الطينة فيها تدرجات في المميزات مما يجعل اطوارا تحدث و مراحل مرحلة بعد مرحلة ..لقد خلقناكم اطوارا .. والله خلق كل دابة من ماء .. من ماء اي ان الماء هو العنصر الاول حيث وجد الماء قبل و جود الارض .. حيث خرج البركان من الارض .. و لعل الرواية عن الامام امير المؤمنين عليه السلام تشير الى هذا المعنى ايضا الرواية التي تقول ان القدر بحر عميق مليئ بالحيتان فيه شمس مضيئة .. اي في البحر شمس مضيئة اي البركان و الانفجار حدث من عمق الماء .. من عمق البحر .. فالقدر معناه هذه الهندسة التي كونت الكون .. هذا البركان العنيف الشديد الذي خرج من البحر .. و قال
        " لأنّهم لا ينالونه بحقيقة الربانيّة ، و لا بقدرة الصمديّة ، و لا بعظم النورانيّة ، و لا بعزّة الوحدانيّة ، لأنّه بحر زاخر خالص للّه تعالى "......
        ..." في قعره شمس تضي‏ء
        .. ..
        ما هي حقيقة الربانية التي بها ينال صاحبها المعرفة بالحقائق الكونية و المعرفة الانسانية .. هل معرفة الاسماء او الاسماء الالهية او معرفة اسم من اسمائه له تأثير و قوة يدرك بها الاشياء .. القدرة الصمدية مرتبة تعلو على حقيقة الربانية .. فبعد التعرف على حقيقة الربانية و التأثر بها و العبادة في ظلها ..يترقى العبد ليصل القدرة الصمدية .. و قد وصفها بقدرة اي لها و بها يتم الاستطلاع امور ادق و اكثر تفصيلا من سابقتها ..فالواصل لهذه المرتبة تصبح له قدرة في الوصول الى بعض الحقائق ..فهي سلاح يستخدم للمعرفة ..ثم تأتي من العبودية و الاخلاص و التربية الذاتية النفسية عظم النورانية .. تضيئ له الاشياء و ترتسم صور الاشياء و العلوم و تتكشف له الحقائق اكثر .. ثم تأتي مرتبة عزة الوحدانية .. التي يكون في مستوى ان يقهر الاشياء الصعبة و يستلين له الامور المعقدة و تدلل
        النبوة من النبأ و ليست من التنبأ و فرق بين النبأ و بين التنبأ ..التنبؤ هو يعتمد على الفكر و الاحساس الشخصي و ما كسبه من ثقافة و فكر لكي يتنبأ من خلاله بأمر ما .. اما النبأ فهو خبر آتي من مصدر موثوق .. كما ان هناك فرق بين النبوة و الرسالة ..فالرسول هو الذي تأتيه رسالة محددة و معينة .. فهي محددة في مضمونها و محددة في الجهة التي يرسل اليها .. اما النبي فلا تأتيه رسالة محددة و انما يأتيه نبأ و رسالة غير محددة لا الى الجهة و لا في مضمونها بأن تحدد كلمات معينة بعينها يراد ايصالها .. او هناك رسالة عنوانها عام و على النبي ان يترجم ذلك العنوان العام في تفاصيل من خلال فهمه و اجتهاده هو .. و فهمه آت من خلال انباء تلقاها و لم تحدد تفاصيل لا يحيد عنها ..فالنبي شبيه بالمجتهد الذي يعتمد على اسس معينة ينطلق منها ..فالنبأ الذي يأتيه لا يعطيه تفاصيل التحرك .. و تفاصيل الجهة .. فالنبي له مساحة من الاختيار اوسع من الرسول ..اما الرسول فالرسالة التي جاءته محددة بالكلمات و الجهة و الاشخاص ..فالنبي يأتيه نبأ هؤلاء القوم منحرفين عن التوحيد و يترك له مهمة التحرك و طريقتها و اسلوبها و من الاشخاص او الجماعة التي يبدأ بها .. و النبي قد يكون معتمد على شريعة سابقة يدعو اليها ومن خلالها و قد لا يكون .. اما الامام فهو لابد معتمد على شريعة سابقة يطبق احكامها و يمضي سننها .. فهو امام في فهم الكتاب من جهة و امام في تطبيقه للكتاب من جهة اخرى .. امام و قدوة في العلم و التطبيق .. امام في الفهم و الممارسة .. و الامام يكون هاضما و عارفا و مستوعبا لكل النبوات و الرسالات و مستوعبا طرق التبليغ و مجالاته و ادواته ..و كل ما يتعلق به ..و لا يصح ان يكون اماما غير مستوعب و لا هاضما لاساس النبوات و الرسالات و التبليغ و شئونه .. فالنبوة هي اساس البيت و الرسالة هي حيطانه و الامامة سقفه .. فلا يصبح سقف من غير اساس و حيطان .. كذا الرسالة تعتمد على النبوة فلا يصح حيطان من غير اساس تقوم فوقه.. فالنبوة بمثابة المرحلة الابتدائية في التعليم و الرسالة بمثابة المرحلة الاعدادية و الامامة بمثابة المرحلة الجامعية .. كطوابق .. لابد ان تكون النبوة هي الاساس ..و هي افضل من الرسالة و الامامة من حيث اهميتها كأساس يبنى عليه ..و لكن الرسالة اعلى منزلة و شأنا و الامامة اعلى منزلة و اعلى شأنا من النبوة و الرسالة .. و المتخرج من الاعلى شأنا و منزلة لابد ان يكون افضل من الذي اقتصر على المرحلة الاولى و لم يتجاوزها ..لانه لابد للامام قد اجتاز المرحلة الاولى و الثانية حتى وصل الثالثة ..الامامة مرجعية دينية تحتوي النبوات و الرسالات و تنطلق من المرجعية الدينية مرجعية سياسية .. و ان كانت السياسة في الاسلام لا تنفصل عن الدين ..فالدين هو الذي يصيغ السياسة على اساس العدل و المساواة و الحقوق المتبادلة ..و يعطي كل ذي حق حقه .. فالتشريع الاسلامي باطنه سياسة و ان كان ظاهره ديني ..فحينما يتم صياغة الدستور في الاسلام فأن قوانينه تؤخذ من هذا التشريع ..فالاصول الفقهية و تفريعاته هي مادة الدستور الاسلامي ..ففي الفقه الاسلامي مواد اجتماعية تشمل حياته كلها ..

        ..............

        و في نهج البلاغة خطبة للامام عليه السلام خلاصتها ان السماء تكونت من زبد البحر .. بعد وجدان الماء و تلاطمة و شدته و هيجانه نتج عن ذلك زبد كبير كثير فتصاعد الى الاعلى مكون للسماوات السبع .. و كان اعلاه كالسقف شديد قوي صلب مثل الصبية الاسمنتية المتماسكة ..
        " وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنْفَهِقٍ فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً "نهج البلاغة " "
        "و الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات"

        تعليق


        • #5


          مما قلنا ان الارواح لها شدة و ضعفا .. و الروح هي الحياة الحيوانية التي تشع النفس و التنفس في هذا الكائن فيكون حيا .. فنقول ايضا الحياة مستويات فهناك حي و هناك اكثر حياة .. اي حي بمرتبة اعلى .. فالنبات حي و لكن الحيوان اعلى مرتبة حياة منه .. ثم يأتي النوع الانساني اكثر حياة من بقية الحيوانات .. فالحياة ليست واحدة بل هي مراتب .. فأنت كنت حيا في بطن امك و لكن بعد الولادة اكثر حياة ..بل قد تكون حيا في صلب ابيك و لكن بمرتبة اقل منها فيما بعد ولوج الروح في بطن امك .. و ثم بعد الولادة اكثر حياة .. و بعد البلوغ اكثر حياة و اشعاع من ذي قبل .. فالحياة ليست واحدة بل هي مراتب .. فحي اكثر حياة من حي اخر ..و هناك كائنات حية لها انماط او نوعيات مختلفة من الحياة .. لها نوع من التميز او الاختلاف .. ففي عالم الملائكة حياة متميزة و عالية من الحياة .. و الجن قد يدرج كونه من الملائكة و ان كان قد يميز عنها في كون الخلقة هذا من نار و ذاك من نور .. و لكن يوجد تقارب كونها مخلوقات لطيفة و متقاربة حيث النار و النور عنصران متقاربان .. فالنار تحتوي على النور و الاضاءة .. و لكن النار تحتوي على ظلمة كما قلنا وفصلنا ذلك ..التي هي مارج من نار .. و لذلك عبر الامام امير المؤمنين عليه السلام عن ابليس بالملك " فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ
          بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ - نهج البلاغة "
          قال عنه ملك على اعتبار اندراج الجن من جملة الملائكة بالاخص حينما يكون هذا الجن من المؤمنين الاخذين بالنور الصافي و العبودية لله سبحانه .. لكن الاختيار موجود عنده و متوفر .. .. و لذلك قال خلقته من طين و خلقتني من نار .. و النار افضل من الطين .. حيث النار تحتوي على النور الشديد و الاضاءة الكاشفة و الخفة و اللطافة بينما الطين فيه الثقل و الظلمة .. فهو اقل حياة من مخلوق النار .. مرتبة الحياة عنده اقل .. حي مرتبة ادنى .. بينما الجن حي مرتبة اعلى من الانس .. " إِلَّا إِبْلِيسَ اعْتَرَتْهُ الْحَمِيَّةُ وَ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الشِّقْوَةُ وَ تَعَزَّزَ بِخِلْقَةِ النَّارِ وَ اسْتَوْهَنَ خَلْقَ الصَّلْصَالِ - نهج البلاغة " .. اما الملائكة التي خلقوا من نور خالص فهم اعلى مرتبة حياة من الجن و الانس .. لهم مرتبة حياة عليا...فالجن قد يدرج ضمن الملائكة اذا اتبع النور و سلك مسلك النور فيقترب من ملائكة النور الا انه يبقى انه كائن ناري له حرية الاختيار و المقارنة ان يأخذ او لا يأخذ .. يقبل او لا يقبل .. فأبليس اللعين لم يقبل و كان ضمن الملائكة في روحانيته و نوره .. و لكن بما انه من مارج ناري ففيه ظلمة تشده اليها و تبعده عن النور .. وقد قلنا و المحنا الى ذلك فيما سبق .. فالحياة مراتب .. حي و اكثر حياة .. كذا لا يمكن لنا ان نقارن حياتنا مع حياة اهل البيت عليهم السلام .. فهم حي الاحياء .. لهم حياتهم العالية جدا المتميزة ..فلا يمكن ان اقول عن نفسي اني حي في مقابل المعصوم عليه السلام ..فهو الحي و انا في مقابله ميت ..فنسبة حياتي الى حياته لا شئ ..لذا قال الامام امير المؤمنين عليه السلام " اَيُّهَا
          النَّاسُ خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ( صلى الله عليه وآله ) إِنَّهُ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَ لَيْسَ بِمَيِّتٍ وَ يَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا وَ لَيْسَ بِبَالٍ - نهج البلاغة"
          .. هم حي الاحياء عليهم السلام ..و طبعا الله سبحانه خالق الحياة و الاحياء و خلقها ذات مراتب و مستويات .. و خلق القابليات و الاستعدادات لمراتب الحياة و لكل حي .. و قد وصف الله سبحانه نفسه بأنه حي ..الله لا اله الا هو الحي القيوم .. فلا حياة لمخلوق في مقابل الخالق تعالى .. و ليست حياته كحياتنا .. ان حياتنا مخلوقة .. و كلمة حي هي لفهمنا نحن لانه تعالى اعلى و اجل من ذلك .. اعلى من الحياة و الحي ..و في مناجاة الامام امير المؤمنين عليه السلام يقول " انت الحي و انا الميت " .. ميت بأي معنى .. لانه لا يمكن ان يكون المخلوق حي في مقابل الخالق تعالى .. لا معنى للحياة في مقابل الخالق سبحانه .. و الله حي ليس بمعنى مرتبة من المراتب بل المراتب كلها و كل شي في قبال الله سبحانه ميت هامد .. هو خالق الحياة وكل حي و هذه مراتب الحياة هي للمخلوق و ليس للخالق فالخالق اعلى و اجل و اعز ..تبارك و تعالى ..انت الحي و انا الميت

          تعليق


          • #6
            الترتيب الآتي أولى

            تعليق


            • #7
              فص حكمة نبوية في كلمة دعوية
              فص حكمة حيدرية في كلمة علوية
              فص حكمة فاطمية في كلمة معصومية
              فص حكمة حسنية في كلمة حكمية
              فص حكمة حسينية في كلمة قيومية
              فص حكمة سجادية في كلمة عبادية
              فص حكمة باقرية في كلمة محمدية
              فص حكمة جعفرية في كلمة صادقية
              فص حكمة كاظمية في كلمة علمية
              فص حكمة رضوية في كلمة احتجاجية
              فص حكمة جوادية في كلمة تقوية
              فص حكمة نقوية في كلمة نورية
              فص حكمة عسكرية في كلمة تمهيدية
              فص حكمة قائمية في كلمة غيبية

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة بغية الطالب
                الترتيب الآتي أولى
                فص حكمة نبوية في كلمة دعوية
                فص حكمة حيدرية في كلمة علوية
                فص حكمة فاطمية في كلمة معصومية
                فص حكمة حسنية في كلمة حكمية
                فص حكمة حسينية في كلمة قيومية
                فص حكمة سجادية في كلمة عبادية
                فص حكمة باقرية في كلمة محمدية
                فص حكمة جعفرية في كلمة صادقية
                فص حكمة كاظمية في كلمة علمية
                فص حكمة رضوية في كلمة احتجاجية
                فص حكمة جوادية في كلمة تقوية
                فص حكمة نقوية في كلمة نورية
                فص حكمة عسكرية في كلمة تمهيدية
                فص حكمة قائمية في كلمة غيبية
                أحسنت أخي بارك الله فيك ..وفقنا الله واياك لما فيه الخير والصلاح

                تعليق


                • #9
                  .. ..مما قلنا ان الروح هي كهرباء الجسم مثلها مثل الكهرباء التي تنير المصابيح و تشغل الماكن فمن غير كهرباء يظل المصباح مجرد قطعة لا نور و لا حركة فيها كذلك الكائن الحي فمن غير هذه الكهرباء المسماة بالروح يبقى الجسد مجرد قطعة هامدة لا نشاط فيها و لا حركة و لا نور .. و قلنا ان النفس هي شعاع الروح مثل ضياء الشمس فالروح هي الشمس و النفس ضياءها و هي ملازمة لها .. اي ان النفس ملازمة للروح فمادامت الروح حية فالنفس موجودة بوجودها لانها شعاعها .. وقلنا ايضا ان نور المصباح هو النفس و الكهرباء هي الروح و قطعة المصباح هي الجسد .. فالمصباح اداة مهيئة لتقبل الكهرباء كالجسد المهيأ لتقبل الروح .. و النور و الاضاءة الخارجة من الصباح بواسطة الكهرباء هي النفس الخارجة من الجسد بواسطة الروح . وقلت ايضا ان القلب هو الذي يضخ الروح الى الجسد فما دام القلب ينبض فالروح لازالت موجودة في الجسد فأذا توقف القلب عن النبض فلا روح .. لا توجد كهرباء شغالة طفيت الكهرباء التي هي الروح طفي الجسد فلا حياة فيه .. فنقول ايضا ذكر الفيض الكاشاني في كتابة مقامات القلب قريبا من هذا المعنى .. قال رحمة الله عليه :..معنى الروح .. الروح ايضا يطلق على معنيين ..الاول انه جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني و ينتشر بواسطة العروق الى اجزاء البدن و جريانها في البدن و فيضان انوار الحياة من الحس والسمع و البصر و الشم منها على اعضائها يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا الدار فانه لا ينتهي الى جزء من البيت الا ويستنير به فالحياة مثالها النور الحاصل على الحائط و الروح مثالها السراج و سريان الروح و حركتها في الباطن مثاله مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك محركه و الاطباء اذا اطلقوا اسم الروح انما ارادوا به هذا المعنى وهو بخار لطيف انضجته حرارة القلب .. هذا قول الفيض الكاشاني رحمة الله عليه ..قال الامام الصادق عليه السلام " لو لا الروح ما تحرك و لا جاء و لا ذهب و لو لا الماء لاحرقته نار المعدة و لو لا النور ما ابصر و لا عقل طب الائمة-شبر " .. وقال الامام عليه السلام ايضا اعلم ان في الفؤاد ثقبة موجهة نحو الثقب الذي في الرئة تروح عن الفؤاد حتى لو اختلفت تلك الثقب و تزايلت بعضعها عن بعض لما وصل الروح الى الفؤاد ..
                  و مما قلنا ان الروح تأتي من القلب فالقلب هو الذي يضخ الروح. .. و في كلام للامام الرضا عليه السلام في معرض جوابه على سائل ".قال ان الروح مسكنها الدماغ و شعاعها في الجسد -طب الائمة " ..اي ان الروح تنبعث من الدماغ ..و لكن هذا الكلام لا يتناقض مع قولنا ان القلب هو الذي يضخ الروح .. الدماغ بمثابة الشريحة او الرقيقة التي تنبعث و تصدر منها الروح لكنها تضخ من القلب .. فالبصمة موجودة في هذه الشريحة المهندسة ..فشخصية الانسان مختصرة في دماغة لان فيه هندسته بشكل كامل فالتعليمات كلها موجودة هنا ..فكما نجد الان في الشرائح الالكترونية ان الشريحة هي التي تحدد المواصفات و العمليات التي يقوم بها الجهاز .. فهناك انواع كثيرة من الاجهزة فمن هو الذي يحدد وظيفة كل جهاز ..الذي يحدد هو الشريحة الموجودة في داخلة .. التعليمات كلها محددة في هذه الشريحة .. كذلك الدماغ .. فيه جميع التعليمات بعمل الاجهزة الداخلية للجسم و نوعية هذا العمل .. ففيه شخصية الانسان و البصمة الخاصة به..نعم القلب يضخ الروح و لكن البصمة في الدماغ و ليست في القلب و الدليل على ذلك ان القلب قابل للتبديل فيبدل قلبه مع قلب انسان اخر و يبقى هو نفس الشخص اما لو مثلا بدل دماغه بدماغ شخص اخر فأنه يصبح شخص اخر .. يصبح صاحب الدماغ هو الشخص الحي .. فالدماغ هو الشخص ذاته .. الشخص بدماغة .. فلو مثلا على فرض امكانية حدوثه ركب له دماغ فرس فان شخصيته تكون فرس .. هذا على فرض امكانية حدوث هذا الشي وبقائه حيا و من المحتمل ان يتغير الجسد شيئا فشيئا لتكون الهيئة فرسية .. لان التعليمات موجودة في الدماغ و هي البصمة الخاصة بالنوع من جهة و بشخصية هذا الفرد لا غيره من افراد هذا النوع من جهة اخرى .. فهي تعطي الشكل و المستلزمات فلو ركب مثلا على فرض امكانية الحدوث و البقاء حيا دماغ طائر عصفور او حمام او صقر ايا كان الى انسان فأن شخصيته تكون طائر و يبدأ يتغير جسمه ليظهر له ريش و جناح و مخالب و غيرها من هيئة ذلك الطائر .. لان بصمة كل كائن في دماغة و بها جميع التعليمات .. فالشخصية هي الدماغ فأذا تبدل الدماغ تبدلت الشخصية .. و الروح هي التي ترى كما قال الامام عليه السلام اما العين فهي اداة للرؤية و لكن الرؤية للروح ..فالانسان يرى و يبصر بروحه و كذا يسمع و يحس و يذوق و غيرها كلها من شئون الروح اما هذه الحواس فهي ادوات ترى و تسمع و تذوق و تحس و تشم .. فالروح تنفخ الجسد و قد هيئ لكي يستقبل بواسطة ادواتها متطلبات الروح من رؤية و سمع و بصر و ملمس وذوق و احساس بالجمال و غيرها ..
                  و في كتاب طب الائمة للسيدعبد الله شبر رضوان الله عليه : عن الرضا عليه السلام قال مما اجاب بمحضر المأمون لضباع بن مضر الهندي و عمران الصابي عن مسائلهما فقال عمران : العين نور مركبة أم الروح تبصر الأشياء من منظرها ؟
                  قال عليه السلام : العين شحم وهو البياض والسواد و النظر للروح . دليله أنك تنظر فيه فترى صورتك في وسطها و الإنسان لا يرى صورته إلا في ماء و مرآة و ما أشبه .
                  قال ضباع : فإذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة و النظر ذاهبا ؟
                  قال عليه السلام : كالشمس طالعة يغشاها الظلام
                  قال أين تذهب الروح ؟
                  قال عليه السلام : أين يذهب الضوء الطالع من الكوة في البيت إذا سدت الكوة ؟
                  قال أوضح لي
                  قال عليه السلام : الروح مسكنها في الدماغ و شعاعها منبت في الجسد بمنزلة الشمس دائرتها في السماء و شعاعها منبسط على الارض فأذا غابت الدائرة فلا شمس واذا قطعت الرأس فلا روح

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                  ردود 2
                  17 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                  استجابة 1
                  12 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  يعمل...
                  X