سلوك سياسي يسمى (توتير الأجواء) معروف خلال الأزمات ويُستخدم إعلاميا في العصر الحديث كنوع من الضغط

منع السفر..سحب السفراء..هجوم إعلامي..تهديد ووعيد..قطع علاقة

لكن تبقى الحرب في الأخير لها حساباتها المختلفة

السعودية غير قادرة على الحرب في لبنان ولا إسرائيل، فالثانية محكومة باتفاق مع أوروبا والأمم المتحدة وتحرسها قوات اليونيفيل وضمانة خاصة من فرنسا، إضافة لتجربة سابقة فاشلة تمت في أجواء كانت لبنان أكثر ضعفا مما عليه الآن..

أما السعودية فهي في وضع لا يُحسَد عليه

حزب الله يمتلك صواريخ ياخونت الروسية المضادة للسفن، ومنظومة صياد الإيرانية للدفاع الجوي، ويُقال أن منظومة إس 300 وصلته من إيران، أي عمليا لا قدرة للمملكة على الحرب الجوية والبحرية في لبنان كما هي في اليمن..

يبقى خيار (الصواريخ البالستية) فآل سعود لديهم صواريخ صينية وباكستانية متوسطة المدى ممكن تضرب بها العاصمة بيروت ، لكن هذا له حسابات أخرى، فالبالستي في مجتمع مدني (جريمة حرب) ربما تدفع روسيا والقوى الكبرى لمعاقبة المملكة إذا كان الضحايا كُثُر

حزب الله ليست له قواعد عسكرية كي تُضرب ولا مؤسسات محلية، هذا أشبه بالتنظيم والوعاء الروحي الذي يستوعب مجتمع الجنوب، وقصه استهدافه باليستيا غير ممكنة إلا إذا أرادت السعودية قصف منشآت الدولة اللبنانية وقتها هاتكون للمعركة حسابات أخرى.

لكن في المحصلة لو لجأت المملكة للباليستي فالحزب لديه صواريخ إيرانية حصل عليها مؤخرا سيرد بها في قلب الرياض، وهي دقيقة التوجيه وسبق تجربتها على إرهابيي داعش في الرقة

باختصار: الحالة هي معركة النفس الطويل وعض الأصابع ليس إلا، وخيارات السعوديين قليلة جدا ومحرجة، والقائلين بأن حرب لبنان في الأفق لا يستوعبون هذه الأشياء عاليه، فحسن نصر الله لم يكن يتحدث من فراغ حين نفى إمكانية الحرب، وركز فقط على محاولة خصومه زرع الشقاق (بتوتير) الأجواء كهدف أساسي لما يحدث