إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حرب تموز والذهول الاسرائيلي الامريكي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حرب تموز والذهول الاسرائيلي الامريكي

    حرب تموز والذهول الاسرائيلي الامريكي

    الوقت- لايخفى على احد بأن حرب تموز التي شنها الكيان الاسرائيلي على لبنان قبل 9 اعوام كان مخططاً لها سابقا ولم تكن خطتها فورية وان حزب الله الذي اسر جنديين اسرائيليين في بداية تلك الحرب استطاع ان يفرض رأيه في قضية تبادل الأسرى التي جرت بعد تلك الحرب التي خططت لها امريكا ايضا منذ عام 1999 بهدف القضاء على حزب الله.



    القضاء على حزب الله كمقدمة لاسقاط سوريا ولبنان

    كانت الخطة الامريكية الاسرائيلية تقضي من جهة باغتيال رفيق الحريري في لبنان في عام 2005 وتحميل سوريا المسؤولية ومن ثم بدء الحرب بهدف القضاء على الشيعة في جنوب لبنان أو تهجيرهم على الاقل نحو المناطق الشمالية ومن ثم افتعال فتنة مذهبية بين شيعة لبنان والشعب السوري واشعال فتنة داخلية واحتجاجات في سوريا وكان الامريكيون والاسرائيليون يخططون لاشعال 3 حروب طائفية حول العاصمة السورية دمشق لعزلها عن باقي المناطق السورية وقطع طرق المواصلات المؤدية الى دمشق قبل ان تنتبه الحكومة السورية لما يجري على الارض وكذلك مهاجمة قواعد الصواريخ الاستراتيجية السورية والبدء بعمليات القتل الجماعي تمهيدا لتفكيك الجيش السوري واسقاطه.

    ولم يكن اسقاط سوريا هو كل المخطط الامريكي بل ان البنتاغون كانت تنتظر ايضا صدور اوامر من الرئاسة الامريكية لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية لكن الحرب في لبنان ونتائجها قد اجبرت الامريكيين على اعادة النظر في مخططاتهم، وفي هذا السياق يقول كبير محللي معهد بروكينغز الامريكي فيليب غوردون المؤيد للکيان الاسرائيلي في مقال كتبه في صحيفة واشنطن بوست "ان القوات الجوية ليست قادرة لوحدها ان تحسم الحرب" كما انتقد غوردون كل الخطط الاسرائيلية منذ بدء الحرب وهذا ما فعله ايضا معهد واشنطن الذي يعتبر من داعمي الكيان الاسرائيلي.



    البنى التحتية الكبيرة التي اوجدها حزب الله قرب الحدود مع الكيان الاسرائيلي

    يقول دانيل هيلمر في كتابه بعنوان "هذا ليس قتالا ضد الفوضويين، قصة التحذير للعسكريين الامريكيين" ان مراقبي الامم المتحدة اكتشفوا بعد ايام من حرب تموز وجود شبكة انفاق كبيرة لحزب الله امتدت الى عمق 200 متر داخل حدود فلسطين المحتلة دون علم الاسرائيليين وان هذه الشبكة كانت محصنة بالاسمنت المسلح ما اثار دهشة مراقبي الامم المتحدة والاسرائيليين الذين لم يخطر على بالهم بأن هذا الحجم من العمل السري كان يجري بالقرب منهم وما يبعث على الدهشة بشكل اكبر هو عجز الاسرائيليين عن تدمير هذه الشبكة واجبار المقاومين على الانسحاب منها.

    ويقول المحلل العسكري الامريكي "م. ماتيو" في كتاب "عندما فوجئنا" ان بناء شبكة الانفاق هذه هو اعجاز هندسي كما ان تلك المنطقة احتوت على مخازن للصواريخ القصيرة والبعيدة المدى والصواريخ المضادة للدروع التي ظلت تطلق حتى اليوم الاخير من الحرب وان حزب الله قد اوجد شبكات الانفاق هذه وكذلك مخازن الصواريخ ومراكز تدريب المقاتلين ونظام القيادة والتحكم بالقتال واجهزة الاتصالات ووحدة الرادارات خلال 6 اعوام فقط أي ما بين عامي 2000 و2006.



    الانفاق البديلة وانخداع الاسرائيليين

    ان حزب الله اوجد تنسيقا كاملا بين وحداته القتالية وقواته البرية وشبكة الانفاق المعقدة ووحداته المضادة للدروع ووحدات حماية مخازن الذخائر ومخازن الصواريخ ويكفي ان نقول ان حزب الله لم يكتف ببناء شبكات الانفاق التي يحتاجها بل بنى ايضا شبكات انفاق متوازية مع الانفاق الاصلية التي يبلغ عمق بعض منها 40 مترا لخداع الاسرائيليين ولذلك نرى ان الاسرائيليين وبعد ضرب هذه الانفاق بالصواريخ ادعوا الانتصار والنجاح في وقف سقوط صواريخ حزب الله لكن هزيمة الاسرائيليين اصبحت واضحة في يوم 28 تموز عندما بدأ حزب الله في ذلك اليوم باطلاق صواريخ "خيبر 1" وفي هذا السياق يقول المحللان الامريكيان الستر كروك ومارك بري في كتابهما بعنوان "كيف هزم حزب الله اسرائيل؟" ان حزب الله حفر 600 نفق لتخزين الذخيرة والعتاد الحربي في جنوب نهر الليطاني ولم يكن هناك قائد يعرف كل هذه الانفاق بل ان كل قائد ميداني كان يعلم بوجود 3 انفاق لمجموعته احدها النفق الاصلي والنفقان الاخران كانا للتخزين.

    ويقول "م. ماتيو" في الصفحة 54 من كتابه "ان السيد نصرالله قد قال في ذكرى استشهاد السيد عباس الموسوي في عام 2003 انه اذا هاجم الاسرائيليون لبنان مرة اخرى فان المقاومين سيدفنون الاسرائيليين تحت التراب وقد حقق السيد نصرالله وعده بعد مضي 3 سنوات فقط".



    وحدات صواريخ حزب الله

    يقول "م. ماتيو" في الصفحة 17 من كتابه ان حزب الله كان قد خطط لوجود وحدات صاروخية دائمية وانه نشر صواريخ الكاتيوشا في جنوب نهر الليطاني لمنع التفوق الاسرائيلي.

    وكان النظام المستخدم لمراكز الصواريخ بسيطا ودقيقا ومؤثرا في آن معا فهناك 3 مجموعات كانت تعمل معا وتستطيع اطلاق الصاروخ خلال 28 ثانية نحو الاهداف الاسرائيلية فالمجموعة الاولى كانت تقوم بنصب منصات الصواريخ بمجرد اعلان وحدة الرصد عدم وجود اية طائرة اسرائيلية في الاجواء ومن ثم تنسحب هذه المجموعة وتقوم المجموعة الثانية بوضع الصواريخ على المنصات وفي النهاية تقوم المجموعة الثالثة باطلاق الصواريخ بعد انسحاب المجموعة الثانية.

    وكانت الوحدة الصاروخية الثانية لحزب الله مستقرة في جنوب وشمال نهر الليطاني وهي تمتلك صواريخ الفجر وصواريخ الكاتيوشا المعدلة وبالاضافة الى هذا كانت لدى حزب الله وحدات صاروخية متنقلة وبحوزتها صواريخ الزلزال وصواريخ 610 مليمتر وبعض المنظومات الاخرى من الصواريخ.



    لماذا أخفق الاسرائيليون في وقف اطلاق الصواريخ؟

    كان لدى حزب الله نظام فعال لاطلاق الصواريخ ويقول المحللان الامريكيان الستر کروک ومارک بري ان قادة ومقاتلي حزب الله كانوا يعلمون بأن الاسرائيليين يحتاجون الى 90 ثانية من الوقت لكشف مكان اطلاق الصواريخ وارسال القوات الجوية وقصف المكان ولذلك تدرب عناصر حزب الله على نصب واطلاق الصواريخ في اقل من 60 ثانية.

    وقد كتب عمير كوليك في مجلة التقييم الاستراتيجي التي يصدرها معهد الامن الداخلي الاسرائيلي في مقال بعنوان "حزب الله في مواجهة اسرائيل" ان نظرية الاسرائيليين في استخدام حجم كبير من النيران والاعتماد على القوات الجوية مثلما كان الامريكيون قد فعلوا خلال حرب الخليج الفارسي الثانية قد فشلت كما فشل الاسرائيليون في فهم مدى جهوزية حزب الله لافشال هذه الخطة.



    أين تقع مقبرة دبابات الميركافا؟

    في الثاني عشر من اغسطس 2006 اقدم الکيان الاسرائيلي على انزال جوي لوحدة ناحال عوز في اطراف قريتي فرون والغندورية واعلنت القيادة العسكرية الاسرائيلية ان المنطقة باتت آمنة وحينها بدأت 24 دبابة من الكتيبة 401 باجتياز منطقة وادي الحجير لكن الدبابات لم تتقدم كثيرا حتى رأى طاقمها ان امامهم مبنى مدمرة وحينما كانت هذه الدبابات تبحث عن طريق بديل لاكمال سيرها حدث انفجار كبير في خلف قافلة الدبابات واغلق طريق عودة الدبابات وتم محاصرة دبابات الميركافا وعندئذ تم تدمير دبابة القيادة بواسطة صاروخ كورنيت الموجه بالليزر بمن فيها وبعد عدة ثوان استهدف عدد كبير من الصواريخ الدبابات المحاصرة.

    وقد روى بعض الجنود الاسرائيليين انهم باتوا عاجزين عن فعل شيء عندما ظهر مقاتلو حزب الله وبدأوا باصطياد الدبابات وقال الجنود ان الامر كان جحيما ومن بعد ذلك تمت تسمية وادي الحجير بوادي الموت.

    وفي هذا الكمين تم تدمير 10 دبابات ميركافا وقتل 8 من كوادرها و4 من جنود القوات البرية ولم يتم الكشف عن عدد الجرحى وكل ذلك بحسب الاحصاء الاسرائيلي.

    ان حزب الله قد دمر 40 دبابة ميركافا في تلك الحرب ما يعني تدمير 10 بالمئة من مجمل الدبابات الاسرائيلية التي شاركت بالحرب وقتل 30 عنصرا من كوادر الدبابات وقد قال محلل امريكي ان حزب الله لم يكن يستخدم المروحيات والآليات العسكرية لكن هذه الارقام مذهلة وتدل على ذكاء وابداع عناصر المقاومة.



    قذف الدبابة ذات الـ 65 طنا في الهواء

    ان تدمير اول دبابة ميركافا اسرائيلية قد حدث بعد لحظات من أسر الجنود الاسرائيليين فعندما تقدمت وحدة اسرائيلية للرد السريع تقودها دبابة ميركافا كان عناصر حزب الله قد نصبوا لها كمينا واعدوا لها مئات الكيلوغرامات من المتفجرات وقد قذفت الدبابة في الهواء 4 امتار واصبحت كتلة من النيران وقتل طاقهما الاربعة بفعل الانفجار وهكذا بدأ حزب الله حربه النفسية ضد جنود الکيان الاسرائيلي.



    عندما صرخ الجنرال الاسرائيلي

    نشرت صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية نبأ في شهر مارس عام 2007 جاء فيه ان القادة العسكريين الاسرائيليين قد ابلغوا اولمرت بأن حرب لبنان كانت "كارثة" وان هؤلاء القادة هم رئيس الموساد مائير داغان ورئيس الشاباك يوال دسكين اللذين طالبا اولمرت بتنحية رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس من منصبه، وفي هذا السياق ايضا يقول عوزي محنايمي في كتابه بعنوان "تحقير الوحدات الخاصة الاسرائيلية والهزيمة النفسية للجيش الاسرائيلي" ان حالوتس الذي كان يسعى لاثبات ان الکيان الاسرائيلي ليس اوهن من بيت العنكبوت فقد السيطرة على اعصابه وبدأ بالصراخ في غرفة العمليات عندما علم بسقوط المروحية الاسرائيلية من طراز "سي اتش 53" ومقتل جميع من كان على متنها لأنه كان يعلم بأنه قد خسر نفسه ومنصبه.



    مقاتلين من دون رؤوس

    يقول موقع "المقاومة الاسلامية" انه في نهاية حرب تموز التي هزمت فيها وحدات النخبة في الجيش الاسرائيلي تم ارسال 300 جندي اسرائيلي ممن شاركوا في معارك بنت جبيل والخيام وعيترون ومارون الراس وهم من وحدتي ايغوز وغولاني الى المراكز العلاجية في اوروبا وكان هؤلاء قد ادلوا بتصريحات غريبة وعجيبة في المقابلات الصحفية وقد تم توجيه اللوم ايضا على قادة هؤلاء الجنود لانهم تسببوا بجنونهم، وكان هؤلاء الجنود قد قالوا في تصريحاتهم انهم كانوا يرون بأن الاشباح هي من تقاتلهم وان هذه الاشباح كانت تطير في السماء ايضا كما قال بعض الجنود الاسرائيليين في تصريحات تلفزيونية انهم رأوا بأن اشخاصا من دون رؤوس يقومون بمحاربتهم ولذلك فر الجنود الاسرائيليون من ساحة القتال، وقد بعث الكيان الاسرائيلي هؤلاء الجنود الاسرائيليين الى المشافي الفرنسية والسويسرية للعلاج.



    اعتراف الاعداء بانتصار حزب الله الحاسم

    ان اول دراسة اجريت بشأن حرب تموز كانت لـ "انتوني كوردزمن" من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في امريكا والتي انتشرت في 17 اغسطس 2006 بعد عدة ايام على انتهاء الحرب ورغم ان الدراسة اعدت بكاملها لصالح الكيان الاسرائيلي لكنها تضمنت ان هذا الكيان لم يحقق اياً من اهدافه الـ 5 في تلك الحرب.

    وبعد شهرين قالت مجلة آسيا تايمز في 3 تقارير نشرتها بين 12 و14 اكتوبر 2006 بعنوان "كيف هزم حزب الله اسرائيل؟" وقد كتب تلك التقارير الستر كروك الذي كان المستشار الاعلى لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومارك بري الذي كان مستشارا سياسيا للبيت الابيض وقد قال هذان الخبيران انه اضافة الى اخفاق الكيان الاسرائيلي في تحقيق اهدافها استطاع حزب الله تحقيق اهدافه بالكامل وسجل انتصارا حاسما وهذا يعتبر هزيمة سياسية كارثية لامريكا التي اهتزت مكانتها في الشرق الاوسط بشكل كبير.

    ويقول الستر كروك ومارك بري ان حالوتس رأى عجز الجنود الاسرائيليين في وادي الحجير وقذف الميركافا في الهواء وهزيمة وحدات النخبة في لواء غولاني في بنت جبيل وهو كان يعلم ان حزب الله قد اشرك 3 آلاف عنصر من عناصره فقط في تلك الحرب ولم ير حاجة لاستدعاء قوات الاحتياط الموجودة لديه.



    هزيمة جبهة الاستكبار بأكملها على يد حزب الله

    ان هذه الهزيمة جاءت في وقت كان يعلم الجميع بان حرب تموز لم تكن مجرد حرب بين حزب الله والكيان الاسرائيلي بل ان تلك الحرب كان يراد منها ان تكون بوابة دخول امريكا والاستعمار الغربي الى المنطقة بشكل عام وقد قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في حينها ان تلك الحرب "هي المخاض العسير لولادة الشرق الاوسط الجديد" التي كان المنظرون الامريكيون قد رسموها حسب مصالحهم.

    ان حزب الله كان عنصرا رادعا امام هذه الاستراتيجية الامريكية ولذلك كان الامريكيون والاسرائيليون يريدون ازاحته لكي يتجهون من بعد ذلك نحو الدول العربية مثل السعودية وسوريا ومصر وكذلك ايران وقد نجح الامريكيون في جعل بعض الدول العربية الى جانبهم، وكانوا يحتاجون الى انتصار ما في المنطقة بسبب غرقهم في المستنقع العراقي لأن الرأي العام الامريكي كان يضغط على الساسة الامريكيين الذين ظنوا بأن الانتصار في حرب تموز سيعيد الامريكيين الى مكانتهم السابقة في الشرق الاوسط لكن هذا لم يحصل ابدا.

    http://alwaght.com/ar/News/15206/حرب...لامريكي

  • #2


    نترك الحرب الباردة
    ونصفع الفرخ الهارب من الجبهة

    والذي أصبحت مصادره
    الصحف الصهيونية والامريكية

    نعم أثبتوا جدارتهم
    لذلك تم تكليفهم بحراسة الحدود ..

    البترية .. وفروخهم .. مهرجون ..
    عقبال ما تكتشف امريكا مواهبكم
    كما اكتشفت مواهب أسيادكم
    وتجعلكم تعملون في السيرك
    الموجود في نيويورك . .

    تعليق


    • #3
      نعم أثبتوا جدارتهم
      لذلك تم تكليفهم بحراسة الحدود ..
      هذه تكفي للرد على غرورهم
      ناهيك عن انسحابهم إلى ما وراء الليطاني.

      تعليق


      • #4
        الجنود الصهاينة يحاربون في فلسطين وشمالها ,
        و ياسر الحبيب وزعاطيطه يدعمون الجيش الصهيوني بالاعلام ..
        بالمنبر المدفوع من اليزابيث:d:d..

        تعليق


        • #5
          أف أف أف لماذا الحشرات سارعت إلى دخول الموضوع؟!!!

          بالتأكيد هناك عدة أسباب
          أولها أن الخناثى لا يطيقن ذكرا للأبطال
          ثانيها أن الخناثى يردن أن نتابع مواضيعهن التي نباح ونهيق
          ثالثها أن وصايا الخنثى عريانة لندن هو ألهائنا قدر المستطاع لذى تتباع الخناثى هنا التشويش على مواضيعنا

          ونصفع الفرخ الهارب من الجبهة
          أي جبهة ؟ جبهة ظراطك؟ لم نجد لك الا كشف العورات عندما نسئلك
          أرنا أين يا بو الظراط رديت علينا أنت والا ذاك الخنيث الثاني؟ أو الأصح معرفك الثاني

          تعليق


          • #6
            متى هزم حزب الله ؟

            2017-10-28 · أضف تعليق
            عاد أميرالمؤمنين عليه السلام صعصة بن صوحان، فقال له: يا صعصعة، لا تجعل عيادتي إياك فخراً على قومك، وتواضع لله يرفعك.

            من أقبح وأخطر ما يمكن أن يصاب به المؤمن ويقع فيه الفرد الملتزم، هو العُجب والكِبر… أن يعجب أحدٌ بعمله ويزهو بعبادته، يستكثر صلاته ويستعظم جهاده، يدلُّ ويتباهى، يشمخ ويفخر. والخطر والبلاء هنا بلاءان والمصيبة تأتي من بابين، فتارة يعبِّر المبتلى بلسانه، ويمارس بجوارحه الزهو والتكبُّر، وأُخرى يعيش ذلك في روحه وتنطوي عليه جوانحه، وإن أخفى تيهه ولم يُظهِر غروره، فهو يرى نفسه خارجاً عن حد التقصير، بل متفوقاً ومتفضلاً، ومتقدماً ومتميزاً، ليس لفعله شبيه ولا لأدائه نظير. هكذا يُرخى حجاب ويسدل ستار بين القلب والرب، وينزل بالعبد العمى عن رؤية منن الله وإحسانه، ويذهل عن الإحساس بفضله تعالى وإنعامه، ويغفل عن إدراك أسباب توفيقه وما أخذه لرشده وسدَّده لصوابه، حتى قام بالعبادة ونهض بفعل الخير. وما يزال في هذا، يرى لنفسه مرتبة تفوق أقرانه، ويحسب لها مكانة وشأواً لم يبلغه إخوانه، ومنزلة يقصر عنها أصحابه وخلانه… ليقع بعد العُجب في الكِبر! ويسري المرض وينتقل من آفة بين المرء وربه، إلى داء بينه وبين أبناء نوعه، فيزدري غيره ويستصغره لتفوُّقه عليه، سواء في عمله وعبادته، أو نسبه وحسبه، أو علمه وفهمه، أو قدرته وسلطته، أم في جماله وماله، وحظوته بمكارم وتمتعه بمحاسن أختُصَّ بها، فتألَّق وتميَّز. هكذا يدخل في الكِبر، بعد أن أفسد عبادته بالعُجب، فيتعرض لما يستوجب سخط الله وغضبه، ففي القدسي: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني فيهما قصمت ظهره!

            العُجب والكبر… هذا ما يلحظه المراقب للساحة من أنصار حزب الله ورجاله، بل قادته وكباره..

            يذهل أحدهم عن نقائص تغمره، وقبائح وآفات تجلله، وخطايا وأخطاء تصبغه، غرق في لوثها، وتلطَّخ بعارها، حتى فشى خبره، وافتضح بشقوته، وعُرف بفساده، ما أزكم الأنوف ونشر النتن والعطن. فإن لم يكن من الفسقة المنحلِّين، ولا ممن ينام عن صلاة الفجر بعد السهر على التلفاز، أو التسكع في المقاهي على أنغام كركرة الأراكيل ونشوة دخنتها التي تخلق فضاء الحانات، ولا كان ممن “يحيي” ليله في المهاترات على الفيس والواتس، أو في التعرف وبناء العلاقات دون تمييز بين الجنسين، وكان من الملتزمين حقاً والعاملين صدقاً، فلا بد أن يستشعر نقائصه في طريق التهذيب، ويعيش فقره في منازل التزكية، وحاجته إلى المزيد من التربية، وينشغل بالتدقيق في حاله وتنمية أخلاقه… وإذا به يغفل عن كل هذا وذاك، وتشتعل فيه جذوة الزهو وتتأجج نار الفخر، ولا يلحظ من حاله، إلا جهاده وبطولاته، وانتصاراته وفتوحاته، فيشمخ ويتبجَّح، ويهذر ويتنفَّخ، حتى يتجشأ من غير شبع، ويعيط بغير أنواط، ويتخرَّج من غير شهادات!

            نفخ الشيطان في أنفه، فزهى وتجبَّر، وخرقه أو سكَنه فراح يميس ويتبختر: مَن مثلي وأنا الفاتح الظافر، والمجاهد القاهر، صاحب الصولات والجولات، وساطر البطولات ومقدم التضحيات، وأنتم أحلاس بيوتكم كالعجزة، قواعد كالنساء، أذلة يرعبكم إرهاب الظَلَمة، ومتخلفين تحتوشكم الرجعية والظُلْمة؟!.. كبر وتيه، سبقه عجب وخيلاء.. هنا المصرع والمقتل، وهنا ملعب الشيطان وموئل إبليس وبيت النيران، كما في الحديث الشريف إن الله عز وجل فوَّض الأمر إلى ملك من الملائكة، فخلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء، فلما رأى (الملَك) الأشياء قد انقادت له، قال مَن مثلي؟! فأرسل الله عز وجل إليه نويرة من نار (شظية بقدر الأنملة)، فاستقبلها بجميع ما خلق، فتخللت حتى وصلت إلى نفسه، لما دخله من العُجب.

            إن من يلحظ خطاب تيار حزب الله ولغة أتباعه، ويتدبَّر في الثقافة التي يبثها إعلامه، وفي عموم الأجواء والفضاء الذي يعيشه، يقطع أن لا أحد من هؤلاء تلقى درساً في العقيدة، ولا حضر حلقة في الأخلاق! فإن بطُل الفرض وكانوا قد قطعوا دورات ثقافية، بجرعات أخلاقية، وأجواء روحية، فسيجزم أن البلاء في الرأس والآفة في الأستاذ، وأن الكلام والداء في المجيز والمجاز سواء!

            هنا هُزم حزب الله ودُحر، وفي هذه المعركة سقط وقُهر…

            لا في حرب تموز 2006 عندما دُمِّرت الضاحية الجنوبية وسوِّيت مواقع الحزب فيها بالأرض، ثم انسحب إلى ما وراء الليطاني، ونزل على شروط القرار الدولي الذى أفضى لتأمين المستوطنات الإسرائيلية. ولا عند عجزه عن الانتقام لاغتيال قادته، وضعفه عن الرد على تصفيتهم واحداً تلو الآخر. ولا عند تقديمه مئات الشهداء في معارك وحروب اليوم “الاستباقية” وجبهات عليك أن تتعسف لترى فيها الأحقية فالأولوية. ولا عندما صنفته أمريكا وأدرجه الاتحاد الأوروبي في لائحة الإرهاب الدولي. ولا عندما حوصر وقوطع ومنعت قناته الفضائية من البث عبر الأقمار الصناعية في المدارات العربية، ما حوَّلها إلى محطة شبه أرضية. ولا عندما يوغل ترامب في الاستخفاف به، ويعزم على ملاحقته في جريمة وقعت قبل تأسيسه (تفجير مقر المارينز في بيروت عام 1983)! ولا لشيء من التراجعات المتكررة والانتكاسات المتتالية التي تعرض له… فالحرب سجال، وما هو إلا فرٌّ سيعقبه كرٌّ، وظلمة لا تلبث أن تنجلي بفجر، وسقوط واندحار سيتلوه صعود وانتصار. بل ولا حتى حين تناوله غاضبون، من بيئته الحاضنة، بالسب واللعن، لتغطيته جرافات الدولة التي كسحت عشوائياتهم، وأزالت عن الأملاك العامة تعدياتهم.

            لا شيء من هذا ولا ذاك يشكّل هزيمة فعلية واندحاراً واقعياً لهذا الحزب القوي والتيار العريض…

            إنما هُزم حزب الله لما سقط (بجميع طبقاته) في العُجب، وأُصيب بالكِبر، ونزل به التغطرس والتعالي، وابتلي بالعتوِّ والغرور! هوى الحزب لما صار يتبجَّح بجهاده، ويمنُّ بتضحياته، ويفاخر بإنجازاته، ويزهو ببطولاته، لا على أعدائه، ولا في سياق متطلبات المعركة من تعبئة إعلامية وحرب نفسية، بل على المؤمنين من إخوانه! فصار يرمي مَن لا يسلك نهجه بالتقاعس والقعود، ويرى ممارسة الشعائر الحسينية وسيرة عشرات ملايين المؤمنين عبر مئات السنين، حيلة العاجز وخيار الضعيف الخائر، ويعيِّر الناهضين بها، ويهين العاملين بتكاليفهم الشرعية، ويحقِّر التزامهم بوظائفهم الدينية، ويستهزئ بقناعاتهم! ويصنِّف كلَّ صوت لا يكرر شعاراته، وأيَّ فعل لا يصبُّ في سياساته، سلوكاً يستمد من الجُبن، ومظهراً يداري الذل والهوان الذي يعيشه من لا ينتسب إليهم! فهم الشجعان ولا غير، وهم الأبطال وأباة الضيم، وهم أولياء الله، والآخرون في حزب الشيطان.

            لم يسمح الزهو والكبر الذي نزل بالقوم وأحاط بهم، والغرور الذي غمرهم، من وفرة المال وسطوة السلطة واليد الطولى التي يملكون، أن يتركوا هامشاً ـ ولو ضئيلاً ـ لحمل الآخر على الصحة والخير والحسن والصلاح، وأن السبب في عدم التحاقه بركبهم ودخوله في حزبهم، هو أمر شرعي يعود إلى التقليد والمرجعية التي يتعبَّد المرء بفتواها، أو إلى عدم قناعته بالراية التي ترفع والقيادة التي تتولى الأمر هنا، وأنه يفضِّل أخرى هناك. ولعله يذهب عميقاً ويتبنى أصلاً أصيلاً مقرَّراً في فكر الإمامية وسيرتهم، من أنها نفس واحدة، يدَّخرها المؤمن بانتظار الراية القادمة والقائد الأصلي، تاركاً ما يريب من أمر الرايات النائبة إلى ما لا يريب، صابراً محتسباً، حتى يكون المنتظر لهذا الأمر كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ويُعطى الثابت على ولايتهم في غيبة قائمهم أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأُحد!

            لم ينل سُباب الغوغاء من مكانة حزب الله، ولن ينال من زعيمه وقائده ما تعرَّض له، ولكنه الانتقام المؤلم، والرد بالمثل على عوام سوقيين غلبهم الغضب، هو ما يسقط الحزب ويزري به، ذلك حين يجمع ويحشد المتطاولين عليه في اليوم التالي ليعتذروا! فيفعلون ذلك أمام المصورين، بلغة المتمرغين على الأحذية ومقبلي مواطئ الأقدام! وهي ذلَّةٌ لم يرضها الحزب لأسراه من التكفيريين القتلة، فلم يصوِّر أو يُظهِر أحداً منهم بهذا الخنوع والضراعة والهوان!

            إننا أمام معضلة غريبة، ما كنَّا نتوقَّع أن نبتلى بها على يد حزب الله، وهو الذي تأسس ـ في المفترض ـ على فكر الإمام الخميني وعقائده الراقية، في الولاية التكوينية، والترتيل اليومي للزيارة الجامعة الكبيرة، والالتزام بالأنماط الموروثة والطرق التقليدية للشعائر الحسينية! وقام على ركام حزب الدعوة وتيار اليسار الإسلامي والهجين العلماني (شريعتي)، مُرسياً ركيزة للثورة والجهاد تستمد من الأصالة، وتستقي من المدرسة التقليدية، وصميم التراث الشيعي والحوزة العلمية، تتباين مع الحداثيين، وتتناقض مع التنويرين، وهنا القيمة الحقيقية، ومن ثمَّ الجريمة الكبرى التي يرتكبون اليوم… حين يسقط هذا الحزب الإلهي العزيز، في أحضان الحداثة ويبتلي بالالتقاطية! ويخلط في خطابه بين بشر عاديين تقلدوا قيادته، وبين الصادر الأول والعقل الكل والمظهر الأتم لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، والتعيُّنات الإلهية المتجلية في الأنوار الأربعة عشر التي سخر لها العرش والفرش، ودان لها الحجر والمدر، وخضع الكون والمكان، وانقاد وطأطأ كل إنسان، من أنبياء أولي العزم إلى سائر الكائنات مما يرى ولا يرى من خلق ربنا!

            من الواضح البيّن أن الحزب يعاني من خلل فادح، ويقاسي من تراكم أخطاء جسيمة في بنية أتباعه على صعيدين: الأخلاقي الروحي، والعقائدي الفكري. فبعد الزهو والاختيال والتيه والغرور، الذي يرجع إلى مرض روحي خطير، ويكشف عن خلل تربوي جسيم، وبنية أخلاقية متضعضعة، وفشل ذريع في التهذيب والتزكية… هناك لوثة عقائدية خطيرة هي الأخرى، تتمثل في جهل مطبق وتخلُّف جسيم في معرفة الإمام، والإيمان بمقامات أهل البيت ومراتبهم، وتمييزهم عن القادة السياسيين والدينيين، والبون الذي يجعل مجرد القياس والمقارنة سفاهة وضلالاً، فكيف بالتشبية والإقران، بل المفاضلة؟

            ماذا يمكن أن نطلق على صورة للسيد حسن نصرالله كتب عليها “لا إله إلا أنت”؟ وأخرى تعبر عنه بـ “أميرمؤمنين العصر”، وثالثة تقول: “أول مرة يسبُّ فيها الله والعالم (الناس) تقوم قيامتهم”! وتغريدة يقول صاحبها: “السيد حسن عندي أهم من النبي، لأن ما عرفنا النبي إلا بالروايات، بينما السيد شفناه (رأيناه) نبي عصرنا”! وآخر ينادي: “من نعلك نستمد النور”، وثالث يقول: “السيد حسن لا يخطئ، وهو معصوم عن الخطأ بإذن الله”! وكلمات أخرى من الكفر البواح، سمعت السيد الخامنئي ينهى عنها بنفسه، ويعبِّر بأنها تبعث من هولها وفرط غلوها القشعريرة في بدنه! ولكن أتباعه وأنصاره يرددونها غير عابئين، ويرفعون بها الصوت غير مكترثين! ما يكشف أنها متأصلة فيهم من تربية تعاهدتهم، وتغذية نشأوا عليها ورعتهم. والغريب المريب الذي لا يسمح بحملها على زلات أقلام، وشطحات أغرار، لا ينبغي أن يؤخذ بها حزب كبير فيحكم من خلالها على توجهه، أنك لا تجد في هذا السيل المتدفق من “الطيش”، زلَّة واحدة تمس بمقدساتهم السياسية، أو “شطحة” تتجاوز خطوطهم الحمراء!

            ماذا يعني تزوير الحقائق والإصرار على عقد مقارنة متهافتة بين إحياء الشعائر الحسينية والجهاد؟ وكأنها مانعة جمع، فلا يمكن أن يكون الباكي واللاطم والجازع والمطبر مجاهداً بعد حين، بل في نفس الحين، يقيم شعيرته وهو في صف الجهاد وطليعة المجاهدين؟ ترى، ألا يصلُّون هناك في الجبهات؟ ألا يصومون في المعسكرات؟ كيف إذاً لا يمكنهم أن يبكوا إمامهم ويندبوه ويجزعوا عليه؟ كيف عميت أعينهم عن رؤية غيرهم من مجاهدي الحشد الشعبي وكلهم حسينيون، أصحاب مآتم أو خدام في مواكب؟ ألأنهم لا يقلدون السيد القائد؟ أم لأنهم يقيمون مآتمهم على سيد الشهداء ويبكون كربلاء، لا يرثون غزة وفلسطين، ولا يبكون أحمد ياسين؟!

            من الذي عبث في فكر هؤلاء وقلب عقولهم ومسخ براءتهم وطمس فطرتهم؟ فصاروا يرون أنهم هم الذين يحمون زينب عليها السلام ويمنعون سقوطها في الأسر ثانية! وليست هي التي تحميهم وتحمي العالمين، وهي عمَّة مَن بيُمنه يرزقون، وببركته تتصاعد الأنفاس في صدورهم، ولولاه لساخت الأرض بهم؟! كيف ارتدوا عن عقيدتهم الموروثة وتنكروا لثوابت مذهبهم ومسلَّمات دينهم، فحسبوا في أنفسهم قوة تفوق قوة الإمام وسلطانه، فيتنطَّع أحدهم، لما أفرجت جبهة النصرة عن بعض الأسرى، بأن الحزب لو كان في زمن الإمام الكاظم، لما حُبس عليه السلام في ظلَم المطامير، ولو حبس لحرَّره من أسره! المختال التياه، يريد أن “يحرر” الإمام الذي تستأذنه قيدوه قبل أن تكبِّل رجليه، وتلتمس جدران حبسه تكليفها منه، أن تبقى قائمة أو تزول من بين يديه؟! وآخر يزعم أن لو كان حزب الله في كربلاء، ما كانت لتسبى الحوراء!

            ماذا نزل بالقوم حتى يتجرأ أحدهم على شطب عبارة إمام معصوم، فيطمس “يا ليتنا كنَّا معكم” ويخط بدلها: “نحن معكم”! معرِّضاً بالحسينيين ومستهزئاً أنهم يقضون حياتهم في الأماني والآمال، ونحن رجال أفعال لا أقوال! ولا يبالي أنه ردَّ بهذا على الإمام الرضا الذي أمر الريان بن شبيب بذلك وقال له: إن سرَّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استُشهد مع الحسين، فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً.

            من أين تلقَّى هؤلاء معارفهم، وممن أخذوا دينهم وعقائدهم؟ ما هذا الزهو والطغيان، الذي لا يوفِّر في التعالي على الآخرين حتى الإمام؟!.. وقد عرضت مقولات القوم ومداخلاتهم في وسائل التواصل والإعلام، على بعض الفضلاء الأعلام، فصعقوا وانعقدت ألسنتهم، وهالهم الخطب وأبكمهم، فلم يفوهوا إلا بالحوقلة والاسترجاع!

            كان تحرير المحمرة (خرمشهر) في 24 مايو 1982، بعد عامين من شن الحرب العراقية على إيران والاحتلال الصدامي للمدينة، نقطة تحوُّل رئيسة في الحرب، قلبت موازينها، وحملت النظام العراقي على رفع راية الاستسلام وطلب وقف القتال. استعاد الإيرانيون مدينتهم بعد قتال مرير شرس ومعارك دامية محتدمة، وصلت الاشتباك بالسلاح الأبيض، كبَّدوا فيها العراقيين خسائر فادحة، بلغ عدد الأسرى منهم نحو تسعة عشر ألف جندي، والقتلى ثلاثة أضعاف ذلك! وكان صدام حسين قد وعد بأنه سيُسلِّم الإيرانيين مفتاح البصرة إذا سقطت المحمرة! لذا كان مذهولاً من شجاعة الإيرانيين وبطولتهم، مصدوماً من بسالتهم وما أظهروه من إرادة حديدية وعزيمة خرافية، كما كان غاضباً جداً من الهزيمة.. وبعد ثلاثة أيام من تحرير المحمرة، بدأت دعوات وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الإيرانية، وعمدت القوى العظمى إلى مساع مكثفة لإنقاذ صدام ونظامه من السقوط. وبدا كأن العالم بأسره صار يرى في العملية نهاية فعلية للحرب.

            في نشوة النصر الكبير، وزهو الفتح المبين، والملاحم الخالدة التي سطرها المقاتلون الشجعان… برز نزاع بين القوى المحررة المنتصرة، كلٌّ يُرجع النصر ويعزوه إليه، الحرس والجيش والبسيج، سلاح الجو والبحرية والقوة البرية… كلٌّ يتطاول ليعلق على صدره الوسام ويفخر ويشمخ على صاحبه ويمن على البلاد والعباد! هنا تدخل القائد الرباني ليعيد الأمور إلى نصابها، ويوجه أبناءه إلى مكائد الشيطان ويحذرهم حيلته الكبرى، فصدح الخميني بكلمته التاريخية التي حسمت النزاع وأرجعت الجميع إلى أماكنهم: “إن الله هو الذي حرر خرمشهر”. لا أنتم ولا نحن! كان عارفاً لا يرى في الوجود إلا الله، ويحسب الجميع أعداماً لا قيمة لهم، وهباءً لا شأن ولا قدر ولا خطر لهم، إلا بمقدار ما يتصلون بالله ويتخلَّقون بأخلاقه.

            وفي واقعة أخرى منفصلة، عندما عزم القضاء الإيراني على تقديم أحدهم للمحاكمة بتهمة سبِّه، ردَّ السيد الإمام الخميني على السيد الأردبيلي (رئيس القوة القضائية أنذاك): فليشتمني، وهل أنا من أصول الدين حتى يكفر من يشتمني فيحاكم ويعاقب؟! لم يكن غافلاً عما يمثله موقعه، ولا جاهلاً بما يرمز إليه شخصه، ولا تغيب عنه الإسقاطات التي تجعل التطاول عليه مساً بالدين وهتكاً للشرع المبين، وخطراً يتهدد تضحيات المجاهدين… لكنه لم يصدِّق شيطانه، ورسم سقفاً لم يرفع رأسه فوقه، فراشاً لم يمد رجله خارجه!

            أقترح أن يُبتعث قادة حزب الله وكوادره العليا إلى العراق، لا لكي يشعروا بحجمهم عندما يرون عظمة غيرهم، ولا لكي يدركوا بالحس ويشهدوا بالعيان أن هناك مجاهدين يفوقونهم بأساً وشجاعة، وعطاءً وتضحية… بل لكي ينخرطوا في دورات تربوية، ويخوضوا عمليات جهادية، في جبهة الجهاد الأكبر، أيام زيارة الأربعين: يمسحون أحذية الزوار، ويغسلون أقدامهم، ويدلكون أرجلهم، ويكنسون الخيم في المواكب، عسى أن تنكسر هذه النخوة الجاهلية، ويعود الأطهار إلى طهرهم، وتنقضي حسرتنا على شباب يتلفون دينهم ويهدرون عقيدتهم ويبددون ثروتهم، لا يحظون بمربٍّ فاضل يتعاهدهم، ولا متخلِّق صادق يأخذ بأيديهم وينجيهم، لا حكيم يرشدهم، ولا كبير ينقذهم …

            بعض تواضع يا قوم، فإن من تواضع لله رفعه، ومن تجبَّر أهلكه وقمعه.



            https://abbasbennakhi.wordpress.com

            تعليق


            • #7

              صفعة مؤلمة جعلت الفرخ يفقد وعيه ويشهر عورته .. الفارون من الجبهات ينقلون أخبارها
              ويرقصون على حبالها ..
              ولم يكن دخولنا الى مستنقعاتكم الا لصفعكم
              وقد فعلنا .. تحسس الضربة وإشهر عورتك أكثر واسبح في المستنقعات كيف تشاء ..

              تعليق


              • #8
                لماذا تصر كلاب لندن على تنجيس مواضيعنا؟
                بالتأكيد هذه هي أهدافهم وهذا ما خطه لهم أسيادهم اللندنين
                فهل العمالة والنجاسة لا تكون الا بهذا الشكل؟

                تعليق


                • #9
                  القرشي العاهر تابع العاهر من الأخير لا أنت ولا كل لقطاء لندن راح تثنونا من تطهير الموقع من نجاساتكم
                  نعرف أنكم تمارسون هواية أسيادكم الدواعش بألتنكر
                  هم يلبسون لباس النساء في القتال وأنتم تلبسون المعرفات ومن قبلها لباس التشيع

                  كل ألاعيبك وألعايب يسرى نضحك عليها ونستهزء بها وكل ما نفعله هو جعلكم تظنون أننا لا نعلم من أنتم من أجل مواصلة الضحك
                  لكن بالأخير لا أنت و لا كلاب لندن كلها راح توصل لأهدفها
                  يعني من الأخير كول لماما فلوسج راحت بلاش
                  خليكم تتعاركون مثل الكلاب على الأموال الحرام الي سرقتوها من البسطاء لأن الماما راح شلع عيونكم وطلع فلوسها هي

                  تعليق


                  • #10


                    هذا حلمك أن ندخل
                    فلو كنا ننجسسها لما رددت علينا ..
                    فإلعب غيرها يا جلف
                    نحن من نجعلكم تكتبون ما نريد وبإشارة منا .
                    فقط توقع ماذا سنجعلكم ترفعون وتكتبون لاحقا
                    وها نحن نتركها لك فإسبح في مستنقعك وغرد ..

                    تعليق


                    • #11
                      خلاص أبو الظراط أنت أطلع منها وعفوف الموضوع النا

                      تعليق


                      • #12
                        ليقرأ عشاق المغرور
                        ((
                        التوزيع القطاعي والمكاني لأضرار الحرب
                        7كان من إحدى نتائج التعبئة الوطنية والدولية لدعم لبنان بعد الحرب، قيام الحكومة، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية ووكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (UNOHAC)، بنشر الكثير من المعلومات الناتجة عن المسح الميداني (انظر بشكل خاص الموقع: www.rebuildlebanon.gov.lb). وعلى الرغم من أنها تستند في بعض الأحيان إلى تعدادات سريعة ومتفاوتة في الدقة فإننا نستخدمها هنا.
                        8لقد وصلت حصيلة الخسائر البشرية للحرب، التي شنتها إسرائيل على لبنان، إلى ما يقرب من 1200 قتيل و4400 جريح. كما نزح أكثر من مليون نسمة عن بيوتهم. وفي أوائل عام 2007، كان ما يزال هناك 100,000 نسمة بلا مأوى بسبب تدمير المنازل، في حين أن أكثر من 100,000 نسمة كانوا قد هاجروا إلى الخارج بشكل طارئ، ويبدو أنهم سيقيمون هناك باستمرار. وقد قدرت الحكومة قيمة الخسائر الاقتصادية المباشرة الناجمة عن الدمار الذي حصل بـ 2,8 مليار دولار، منها 1,7 مليار ناتجة عن تدمير المباني السكنية. والقطاعان الآخران اللذان سجلا أكبر الخسائر المباشرة هما الصناعة والتجارة، بالإضافة إلى الزراعة والري (الشكل 8-1).))
                        http://books.openedition.org/ifpo/6577

                        تعليق


                        • #13
                          ما زال فرور النجسي مصرا على تدنيس الموضوع مع أننا قد خاطبناه مباشرة هنا
                          القرشي العاهر تابع العاهر من الأخير لا أنت ولا كل لقطاء لندن راح تثنونا من تطهير الموقع من نجاساتكم
                          نعرف أنكم تمارسون هواية أسيادكم الدواعش بألتنكر
                          هم يلبسون لباس النساء في القتال وأنتم تلبسون المعرفات ومن قبلها لباس التشيع

                          كل ألاعيبك وألعايب يسرى نضحك عليها ونستهزء بها وكل ما نفعله هو جعلكم تظنون أننا لا نعلم من أنتم من أجل مواصلة الضحك
                          لكن بالأخير لا أنت و لا كلاب لندن كلها راح توصل لأهدفها
                          يعني من الأخير كول لماما فلوسج راحت بلاش
                          خليكم تتعاركون مثل الكلاب على الأموال الحرام الي سرقتوها من البسطاء لأن الماما راح شلع عيونكم وطلع فلوسها هي


                          عجيب على هذه الفئران التي لا تجيد الا الأختباء في الجحور

                          تعليق


                          • #14
                            هدية للحشرة التي تحسب أنها تستحق النقاش
                            حسن عائشة المغرور و عدد المهجرين
                            600 ألف مهجر في لبنان
                            http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/5219152.stm

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ايتام علي
                              القرشي العاهر تابع العاهر من الأخير لا أنت ولا كل لقطاء لندن راح تثنونا من تطهير الموقع من نجاساتكم
                              نعرف أنكم تمارسون هواية أسيادكم الدواعش بألتنكر
                              هم يلبسون لباس النساء في القتال وأنتم تلبسون المعرفات ومن قبلها لباس التشيع
                              كل ألاعيبك وألعايب يسرى نضحك عليها ونستهزء بها وكل ما نفعله هو جعلكم تظنون أننا لا نعلم من أنتم من أجل مواصلة الضحك
                              لكن بالأخير لا أنت و لا كلاب لندن كلها راح توصل لأهدفها
                              يعني من الأخير كول لماما فلوسج راحت بلاش
                              خليكم تتعاركون مثل الكلاب على الأموال الحرام الي سرقتوها من البسطاء لأن الماما راح شلع عيونكم وطلع فلوسها هي
                              أينك يا فرفور متى تستجمع قواك وترد؟
                              مقاومة فسفوسية

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              10 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X