
سكت دهرا ونطق تهريجا ..
أولا : الفرضيات تصح في جميع المسائل ، ولا يوجد قيد أو شرط في الفرضية . فدع عنك التهريج .
ثانيا : لا بأس لو اخترت أن يكون النبي ( وفق الفرضية المذكورة ) هو عمر ، ولكن البأس كل البأس أن تأخذ بأحاديث غير صحيحة وتعتمدها في هذا المطلب في حين أنها تخالف الروايات الصحيحة والمتواترة عند السنة قبل الشيعة كحديث المنزلة من جهة ، وتخالف العقيدة التي أجمع عليها أهل السنة من أفضلية أبي بكر على عمر من جهة أخرى . وبالتالي فأنت أمام إشكاليات كبيرة جدا .
فالإشكال الأول يقول : بأي وجه قدمت الحديث السقيم على الحديث الصحيح ؟؟؟؟؟ .
والإشكال الثاني يقول : إذا كان عمر أولى بالنبوة بعد رسول الله ( وفق الفرضية المتقدمة ) فلماذا قدمتم عليه أبابكر ؟ بل لماذا تقدمه ابو بكر نفسه ؟ ولماذا لم يلتفت إليه أحد يوم السقيفة ولم يراعوا منزلته النبوية العظيمة حين كان نكرة يحشد لبيعة ابي بكر ؟؟؟؟؟
ثالثا : حول قول الرسول صلى الله عليه وآله ( إلا أنه لا نبي بعدي ) ، فهذا القول كما أنه يدل على أن النبوة قد انقطعت من بعده صلى الله عليه وآله فكذلك يدل من جهة أخرى على أن هذه النبوة لو لم تنقطع لكانت من نصيب علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو ما أراد بيانه صلى الله عليه وآله ، لأن المطلب الأول لا يحتاج الى بيان من رسول الله ، فقد بينه القرآن ، قال تعالى ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )
وهنا يحق لنا أن نتساءل :
كيف تبادر لذهنك العظيم المعجزة المعنى الأول ( وهو نفي النبوة عن علي ) ولم يتبادر للجوتي الذي تحمله برأسك المعنى الثاني ( وهو أن مقام علي كمقام الأنبياء وأنه أولى بالنبوة فيما لو كانت بعد الرسول ) ، مع أن المعنى الثاني هو المراد من الحديث و أكثر وضوحا من المعنى الأول ، حيث أن هذا القول صدر من رسول الله صلى الله عليه وآله في مورد مدح أمير المؤمنين عليه السلام ، ولم يرد في مورد نفي الفضائل عنه .
وبمعنى آخر :
فإن الغرض من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله هو ذكر منزلة أمير المؤمنين عليه السلام وما يستحقه من مقام لا ذكر المقامات التي لا يستحقها .
وعليه فلو لم تكن أنت وأضرابك نواصبا ومبغضين لأمير المؤمنين ( الذي لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ) لما حاولتم إخفاء حقيقة ساطعة كالشمس في رابعة النهار كهذه الحقيقة الجلية .

( الجمري )
تعليق