قال في البحار (42/334):
حكي عن زيد النساج قال : كان لي جار وهو شيخ كبير عليه
آثار النسك والصلاح ، وكان يدخل إلى بيته ويعتزل عن الناس ، ولا يخرج إلا يوم الجمعة ، قال زيد النساج : فمضيت يوم الجمعة إلى زيارة زين العابدين فدخلت إلى مشهده ، وإذا أنا بالشيخ الذي هو جاري قد أخذ من البئر ماء وهو يريد أن يغتسل غسل الجمعة والزيارة ، فلما نزع ثيابه وإذا في ظهره ضربة عظيمة فتحتها أكثر من شبر ، وهي تسيل قيحا ومدة ، فاشمأز قلبي منها ، فحانت منه التفاته ، فرآني فخجل ، فقال لي : أنت زيد النساج ؟ فقلت : نعم ، فقال لي : يا بني عاوني على غسلي ، فقلت : لا والله لا اعاونك حتى تخبرني بقصة هذه الضربة التي بين كتفيك ومن كف من خرجت وأي شئ كان سببها ؟ فقال لي : يا زيد اخبرك بها بشرط أن لا تحدث بها أحدا من الناس إلا بعد موتي ، فقلت : لك ذلك ، فقال :
عاوني على غسلي فإذا لبست أطماري حدثتك بقصتي ، قال زيد : فساعدته فاغتسل ولبس ثيابه وجلس في الشمس وجلست إلى جانبه ، وقلت له : حدثني اعلم أنا كنا عشرة أنفس قد تواخينا على الباطل وتوافقنا على قطع الطريق وارتكاب الآثام ، وكانت بيننا نوبة نديرها في كل ليلة على واحد منا ليصنع لنا طعاما نفيسا وخمرا عتيقا وغير ذلك ، فلما كانت الليلة التاسعة وكنا قد تعشينا عند واحد من أصحابنا وشربنا الخمر ثم تفرقنا وجئت إلى منزلي ونمت أيقظتني
زوجتي وقالت لي : إن الليلة الآتية نوبتها عليك ، ولا عندنا في البيت حبة من الحنطة ، قال : فانتبهت وقد طار السكر من رأسي ، وقلت : كيف أعمل ؟ وما الحيلة ؟ وإلى أين أتوجه ؟ فقالت لي زوجتي : الليلة ليلة الجمعة ، ولا يخلو مشهد مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام من زوار يأتون إليه يزورونه ، فقم وامض واكمن على الطريق ، فلا بد أن ترى أحدا فتأخذ ثيابه فتبيعها وتشتري شيئا من الطعام ، لتتم مروءتك عند أصحابك ! وتكافئهم على صنيعهم ، قال : فقمت وأخذت سيفي وحجفتي ومضيت مبادرا وكمنت في الخندق الذي في ظهر الكوفة ، وكانت ليلة مظلمة ذات رعد وبرق ، فأبرقت برقة فإذا أنا بشخصين مقبلين من ناحية الكوفة ، فلما قربا مني برقت برقة اخرى فإذا هما امرأتان ، فقلت في نفسي : في مثل هذه الساعة
أتاني امرأتان ، ففرحت ووثبت إليهما وقلت لهما : انزعا الحلي الذي عليكما سريعا ، فطرحاه ، فأبرقت السماء برقة اخرى فإذا إحداهما عجوز والاخرى شابة من أحسن النساء وجها كأنها ظبية قناص أو درة غواص ، فوسوس لي الشيطان على أن أفعل بها القبيح ، وقلت في نفسي : مثل هذه الشابة التي لا يوجد مثلها حصلت عندي في هذا الموضع واخليها ؟ فراودتها عن نفسها ، فقالت العجوز : يا هذا أنت
في حل مما أخذته منا من الثياب والحلي ، فخلنا نمضي إلى أهلنا ، فوالله إنها بنت يتيمة من امها وأبيها وأنا خالتها ، وفي هذه الليلة القابلة تزف إلى بعلها ، و إنها قالت لي : يا خالة إن الليلة القابلة أزف إلى ابن عمي وأنا والله راغبة في زيارة سيدي علي بن أبي طالب عليه السلام وإني إذا مضيت عند بعلي ربما لا يأذن لي بزيارته فلما كانت هذه الليلة الجمعة خرجت بها لازورها مولاها وسيدها أميرالمؤمنين عليه السلام ، فبالله عليك لا تهتك سترها ولا تفض ختمها ولا تفضحها بين قومها ، فقلت لها : إليك عني ، وضربتها وجعلت أدور حول الصبية وهي تلوذ بالعجوز ، وهي عريانة ما عليها غير السروال ، وهي في تلك الحال تعقد تكتها وتوثقها عقدا ، فدفعت العجوز عن الجارية وصرعتها إلى الارض وجلست على صدرها ومسكت يديها بيد واحدة ، وجعلت أحل عقد التكة باليد الاخرى ، وهي تضطرب تحتي كالسمكة في يد الصياد ، وهي تقول : ( المستغاث بك يا الله ) المستغاث بك يا علي بن أبي طالب ، خلصني من يد هذا الظالم ، قال : فوالله ما استتم كلامها إلا وحسست حافر فرس خلفي ، فقلت في نفسي : هذا فارس واحد وأنا أقوى منه ، وكانت لي قوة زائدة ، وكنت لا أهاب الرجال قليلا أو كثيرا ، فلما دنا مني فإذا عليه ثياب بيض وتحته فرس أشهب تفوح منه رائحة المسك ، فقال لي : يا ويلك خل المرأة ، فقلت له : اذهب لشأنك فأنت نجوت وتريد تنجي غيرك ؟ قال : فغضب من قولي و
نقفني بذبال سيفه بشئ قليل ، فوقعت مغشيا علي لا أدري أنا في الارض أو في غيرها وانعقد لساني وذهبت قوتي ، لكني أسمع الصوت وأعي الكلام ، فقال لهما : قوما البسا ثيابكما وخذا حليكما وانصرفا لشأنكما ، فقالت العجوز : فمن أنت يرحمك الله ؟ وقد من الله علينا بك ، وإني اريد منك أن توصلنا إلى زيارة سيدنا ومولانا علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : فتبسم في وجوههما وقال لهما : أنا علي بن أبي طالب ، ارجعا إلى أهلكما فقد قبلت زيارتكما .
حكي عن زيد النساج قال : كان لي جار وهو شيخ كبير عليه
آثار النسك والصلاح ، وكان يدخل إلى بيته ويعتزل عن الناس ، ولا يخرج إلا يوم الجمعة ، قال زيد النساج : فمضيت يوم الجمعة إلى زيارة زين العابدين فدخلت إلى مشهده ، وإذا أنا بالشيخ الذي هو جاري قد أخذ من البئر ماء وهو يريد أن يغتسل غسل الجمعة والزيارة ، فلما نزع ثيابه وإذا في ظهره ضربة عظيمة فتحتها أكثر من شبر ، وهي تسيل قيحا ومدة ، فاشمأز قلبي منها ، فحانت منه التفاته ، فرآني فخجل ، فقال لي : أنت زيد النساج ؟ فقلت : نعم ، فقال لي : يا بني عاوني على غسلي ، فقلت : لا والله لا اعاونك حتى تخبرني بقصة هذه الضربة التي بين كتفيك ومن كف من خرجت وأي شئ كان سببها ؟ فقال لي : يا زيد اخبرك بها بشرط أن لا تحدث بها أحدا من الناس إلا بعد موتي ، فقلت : لك ذلك ، فقال :
عاوني على غسلي فإذا لبست أطماري حدثتك بقصتي ، قال زيد : فساعدته فاغتسل ولبس ثيابه وجلس في الشمس وجلست إلى جانبه ، وقلت له : حدثني اعلم أنا كنا عشرة أنفس قد تواخينا على الباطل وتوافقنا على قطع الطريق وارتكاب الآثام ، وكانت بيننا نوبة نديرها في كل ليلة على واحد منا ليصنع لنا طعاما نفيسا وخمرا عتيقا وغير ذلك ، فلما كانت الليلة التاسعة وكنا قد تعشينا عند واحد من أصحابنا وشربنا الخمر ثم تفرقنا وجئت إلى منزلي ونمت أيقظتني
زوجتي وقالت لي : إن الليلة الآتية نوبتها عليك ، ولا عندنا في البيت حبة من الحنطة ، قال : فانتبهت وقد طار السكر من رأسي ، وقلت : كيف أعمل ؟ وما الحيلة ؟ وإلى أين أتوجه ؟ فقالت لي زوجتي : الليلة ليلة الجمعة ، ولا يخلو مشهد مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام من زوار يأتون إليه يزورونه ، فقم وامض واكمن على الطريق ، فلا بد أن ترى أحدا فتأخذ ثيابه فتبيعها وتشتري شيئا من الطعام ، لتتم مروءتك عند أصحابك ! وتكافئهم على صنيعهم ، قال : فقمت وأخذت سيفي وحجفتي ومضيت مبادرا وكمنت في الخندق الذي في ظهر الكوفة ، وكانت ليلة مظلمة ذات رعد وبرق ، فأبرقت برقة فإذا أنا بشخصين مقبلين من ناحية الكوفة ، فلما قربا مني برقت برقة اخرى فإذا هما امرأتان ، فقلت في نفسي : في مثل هذه الساعة
أتاني امرأتان ، ففرحت ووثبت إليهما وقلت لهما : انزعا الحلي الذي عليكما سريعا ، فطرحاه ، فأبرقت السماء برقة اخرى فإذا إحداهما عجوز والاخرى شابة من أحسن النساء وجها كأنها ظبية قناص أو درة غواص ، فوسوس لي الشيطان على أن أفعل بها القبيح ، وقلت في نفسي : مثل هذه الشابة التي لا يوجد مثلها حصلت عندي في هذا الموضع واخليها ؟ فراودتها عن نفسها ، فقالت العجوز : يا هذا أنت
في حل مما أخذته منا من الثياب والحلي ، فخلنا نمضي إلى أهلنا ، فوالله إنها بنت يتيمة من امها وأبيها وأنا خالتها ، وفي هذه الليلة القابلة تزف إلى بعلها ، و إنها قالت لي : يا خالة إن الليلة القابلة أزف إلى ابن عمي وأنا والله راغبة في زيارة سيدي علي بن أبي طالب عليه السلام وإني إذا مضيت عند بعلي ربما لا يأذن لي بزيارته فلما كانت هذه الليلة الجمعة خرجت بها لازورها مولاها وسيدها أميرالمؤمنين عليه السلام ، فبالله عليك لا تهتك سترها ولا تفض ختمها ولا تفضحها بين قومها ، فقلت لها : إليك عني ، وضربتها وجعلت أدور حول الصبية وهي تلوذ بالعجوز ، وهي عريانة ما عليها غير السروال ، وهي في تلك الحال تعقد تكتها وتوثقها عقدا ، فدفعت العجوز عن الجارية وصرعتها إلى الارض وجلست على صدرها ومسكت يديها بيد واحدة ، وجعلت أحل عقد التكة باليد الاخرى ، وهي تضطرب تحتي كالسمكة في يد الصياد ، وهي تقول : ( المستغاث بك يا الله ) المستغاث بك يا علي بن أبي طالب ، خلصني من يد هذا الظالم ، قال : فوالله ما استتم كلامها إلا وحسست حافر فرس خلفي ، فقلت في نفسي : هذا فارس واحد وأنا أقوى منه ، وكانت لي قوة زائدة ، وكنت لا أهاب الرجال قليلا أو كثيرا ، فلما دنا مني فإذا عليه ثياب بيض وتحته فرس أشهب تفوح منه رائحة المسك ، فقال لي : يا ويلك خل المرأة ، فقلت له : اذهب لشأنك فأنت نجوت وتريد تنجي غيرك ؟ قال : فغضب من قولي و
نقفني بذبال سيفه بشئ قليل ، فوقعت مغشيا علي لا أدري أنا في الارض أو في غيرها وانعقد لساني وذهبت قوتي ، لكني أسمع الصوت وأعي الكلام ، فقال لهما : قوما البسا ثيابكما وخذا حليكما وانصرفا لشأنكما ، فقالت العجوز : فمن أنت يرحمك الله ؟ وقد من الله علينا بك ، وإني اريد منك أن توصلنا إلى زيارة سيدنا ومولانا علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : فتبسم في وجوههما وقال لهما : أنا علي بن أبي طالب ، ارجعا إلى أهلكما فقد قبلت زيارتكما .
تعليق