إلى الرجل.. من امرأة محترقة
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين..
الأخ الكريم/ ...... المحترم..
تحية طيبة وبعد..
لم تكن عدوا لي أبدا.. ولماذا العداء؟!!.. وحتى وأنا غاضبة منك لم أعتبرك عدوا.. وإنما غضبت من شخصيتك وأسلوبك في التعامل.. وأكثر من ذلك نظرتك المقيتة للمرأة المسلمة ودورها في المجتمع.. وفي الحقيقة لا يهمني اعتذارك –وهو مقبول– بقدر ما يهمني نظرتك العامة نحو المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي والتربوي والإسلامي قبل كل شيء..
فالمرأة التي تعمل في البيت تغسل وتكنس وترتّب المنزل؛.. إنما تقوم بذلك تبرعا منها لا وجوبا عليها.. (عند أكثر الفقهاء إن لم يكن كلهم).. ولم يوجب الإسلام عليها ذلك.. ومن حقها أن تأخذ أجرة عملها حتى رضاعة الولد فإنها تستحق الأجرة عليه.. ولكنّ المرأة المسلمة تأبى أن تتاجر في هذه الأمور.. نظرا لشخصيتها المثالية والدينية التي حببت إليها التجاوز عن الحسابات المادية حينما تتعامل مع الزوج والولد..
والإسلام جاء بقوة ليبين للناس حقيقة الأنوثة.. وأنها لا تختلف عن الرجولة إلا بالجسد.. فالأنوثة والذكورة صفتان وميزتان من خصائص الجسد لا الروح.. ولذا فإنّ المرأة في الإسلام حالها حال الرجل في كل شيء لا علاقة له بالجسد لا من قريب ولا من بعيد.. كحق التعليم والعمل والتأليف والتدريس وما شابه.. نعم إذا تعارض التعليم أو العمل مع لباسها الإسلامي وشخصيتها الإسلامية المطلوبة حينها سيحرم ذلك من باب المزاحمة والتعارض لا من باب حرمة أساس العلم أو العمل عليها..
ومثال آخر غير العلم هو الإيمان والعلاقة الروحية مع الله تعالى.. فإنّ المرأة كالرجل ينبغي عليها أن تعمق علاقتها مع الله تعالى ودينه ورسله وملائكته وكتبه.. وأن تؤمن إيمانا راسخا لا يهتز وإن اهتزت الجبال..
والمرأة ليست مخلوقا ضعيفا في الأصل.. حتى من جانب الجسد.. وإنما اعتاد مجتمعنا أن يربي المرأة كمخلوق ضعيف لا يستطيع أن يدافع عن نفسه جسديّا.. مع أنّ المرأة المسلمة في صدر الإسلام لم تكن ضعيفة لهذا الحد وشاهدي مشاركتها في الحروب وما ذكره التاريخ من قصة صفية رضي الله عنها عمة رسولنا الحبيب وأخت حمزة رضي الله عنه مع اليهودي في معركة أحد حينما تسلل إلى نساء المسلمين في المدينة.. والقصة معروفة فلا أطيل بذكر تفاصيلها.. بينما لم يستطع حسّان بن ثابت أن يقاوم ذلك اليهودي المتسلل أو يقتله واكتفى بالتفرج..
وأمّا مجتمعاتنا المسلمة اليوم فإنها تصدّر نماذج نسائية مميزة تتسم بالضعف الجسدي الملفت للنظر مما يدعو الرجال ويدفعهم إلى استعباد المرأة وإهانتها وتحقيرها.. ومختمر في ذهن الرجال بأنّ المرأة يجب أن تخدمهم وتطيع أوامرهم بلا حساب.. هذا هو الرجل العربي خصوصا.. والمسلم عموما.. ليس الكل طبعا.. وإنما الكثير الكثير..
وهذه النظرة تدعو إلى تحطيم المرأة روحيا ومعنويا.. وإلى شللها اجتماعيا.. وها نحن نرى أثر ذلك بوضوح لا يقبل الجدل.. فالمرأة المسلمة عموما غير مهتمة بشيء سوى منزلها وشكلها وحياتها الخاصة.. فلا نرى إلا القليل القليل من الكوادر النسائية العاملة المؤثرة في المجتمع.. ومواقع الحوار على الإنترنت كفيلة بأن تكشف لنا مدى ضعف قدرات المرأة المسلمة وطاقاتها.. فلا وجود لأقلام نسائية واعية ومتدربة إلا نادرا وللأسف الشديد رغم انتشار أجهزة الحاسوب والاشتراك في النت بين النساء.. (كتبت هذه الرسالة قبل وقت طويل وأما الآن فأعتقد بأن الكثير من الأقلام النسائية بدأت تبرز في الساحة بقوة)..
أكتفي بهذا القدر من الكلام حول المرأة.. (حتى لا تقول لسان المرأة طويل!)..
وختاما أود أن أخبرك بأنّ كل شيء قد انتهى بخير والحمد لله.. وأني قد تلقيت اعتذارك بسرور وسعادة.. فنحن أخوة في الله تعالى.. وسنبقى على خط واحد.. وهو خط القرآن والإسلام المحمديّ الأصيل..
وإني أعتبر اعتذارك نابعا عن شخصية قوية.. وحزم في اتخاذ القرار.. ونور يضيء في قلبك..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختك في الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين..
الأخ الكريم/ ...... المحترم..
تحية طيبة وبعد..
لم تكن عدوا لي أبدا.. ولماذا العداء؟!!.. وحتى وأنا غاضبة منك لم أعتبرك عدوا.. وإنما غضبت من شخصيتك وأسلوبك في التعامل.. وأكثر من ذلك نظرتك المقيتة للمرأة المسلمة ودورها في المجتمع.. وفي الحقيقة لا يهمني اعتذارك –وهو مقبول– بقدر ما يهمني نظرتك العامة نحو المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي والتربوي والإسلامي قبل كل شيء..
فالمرأة التي تعمل في البيت تغسل وتكنس وترتّب المنزل؛.. إنما تقوم بذلك تبرعا منها لا وجوبا عليها.. (عند أكثر الفقهاء إن لم يكن كلهم).. ولم يوجب الإسلام عليها ذلك.. ومن حقها أن تأخذ أجرة عملها حتى رضاعة الولد فإنها تستحق الأجرة عليه.. ولكنّ المرأة المسلمة تأبى أن تتاجر في هذه الأمور.. نظرا لشخصيتها المثالية والدينية التي حببت إليها التجاوز عن الحسابات المادية حينما تتعامل مع الزوج والولد..
والإسلام جاء بقوة ليبين للناس حقيقة الأنوثة.. وأنها لا تختلف عن الرجولة إلا بالجسد.. فالأنوثة والذكورة صفتان وميزتان من خصائص الجسد لا الروح.. ولذا فإنّ المرأة في الإسلام حالها حال الرجل في كل شيء لا علاقة له بالجسد لا من قريب ولا من بعيد.. كحق التعليم والعمل والتأليف والتدريس وما شابه.. نعم إذا تعارض التعليم أو العمل مع لباسها الإسلامي وشخصيتها الإسلامية المطلوبة حينها سيحرم ذلك من باب المزاحمة والتعارض لا من باب حرمة أساس العلم أو العمل عليها..
ومثال آخر غير العلم هو الإيمان والعلاقة الروحية مع الله تعالى.. فإنّ المرأة كالرجل ينبغي عليها أن تعمق علاقتها مع الله تعالى ودينه ورسله وملائكته وكتبه.. وأن تؤمن إيمانا راسخا لا يهتز وإن اهتزت الجبال..
والمرأة ليست مخلوقا ضعيفا في الأصل.. حتى من جانب الجسد.. وإنما اعتاد مجتمعنا أن يربي المرأة كمخلوق ضعيف لا يستطيع أن يدافع عن نفسه جسديّا.. مع أنّ المرأة المسلمة في صدر الإسلام لم تكن ضعيفة لهذا الحد وشاهدي مشاركتها في الحروب وما ذكره التاريخ من قصة صفية رضي الله عنها عمة رسولنا الحبيب وأخت حمزة رضي الله عنه مع اليهودي في معركة أحد حينما تسلل إلى نساء المسلمين في المدينة.. والقصة معروفة فلا أطيل بذكر تفاصيلها.. بينما لم يستطع حسّان بن ثابت أن يقاوم ذلك اليهودي المتسلل أو يقتله واكتفى بالتفرج..
وأمّا مجتمعاتنا المسلمة اليوم فإنها تصدّر نماذج نسائية مميزة تتسم بالضعف الجسدي الملفت للنظر مما يدعو الرجال ويدفعهم إلى استعباد المرأة وإهانتها وتحقيرها.. ومختمر في ذهن الرجال بأنّ المرأة يجب أن تخدمهم وتطيع أوامرهم بلا حساب.. هذا هو الرجل العربي خصوصا.. والمسلم عموما.. ليس الكل طبعا.. وإنما الكثير الكثير..
وهذه النظرة تدعو إلى تحطيم المرأة روحيا ومعنويا.. وإلى شللها اجتماعيا.. وها نحن نرى أثر ذلك بوضوح لا يقبل الجدل.. فالمرأة المسلمة عموما غير مهتمة بشيء سوى منزلها وشكلها وحياتها الخاصة.. فلا نرى إلا القليل القليل من الكوادر النسائية العاملة المؤثرة في المجتمع.. ومواقع الحوار على الإنترنت كفيلة بأن تكشف لنا مدى ضعف قدرات المرأة المسلمة وطاقاتها.. فلا وجود لأقلام نسائية واعية ومتدربة إلا نادرا وللأسف الشديد رغم انتشار أجهزة الحاسوب والاشتراك في النت بين النساء.. (كتبت هذه الرسالة قبل وقت طويل وأما الآن فأعتقد بأن الكثير من الأقلام النسائية بدأت تبرز في الساحة بقوة)..
أكتفي بهذا القدر من الكلام حول المرأة.. (حتى لا تقول لسان المرأة طويل!)..
وختاما أود أن أخبرك بأنّ كل شيء قد انتهى بخير والحمد لله.. وأني قد تلقيت اعتذارك بسرور وسعادة.. فنحن أخوة في الله تعالى.. وسنبقى على خط واحد.. وهو خط القرآن والإسلام المحمديّ الأصيل..
وإني أعتبر اعتذارك نابعا عن شخصية قوية.. وحزم في اتخاذ القرار.. ونور يضيء في قلبك..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختك في الله تعالى :
تعليق