يا ابن معين

لو كانت الواو ابتدائية لتغير المعنى في الآية
و لأصبحت " لا يعلم تأويله الا الله "

و لبطل ما قاله الراسخون في العلم

لأنهم " يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا "
فكيف يكونوا راسخين في العلم
و العلم هو عند الله فقط
و كيف يقولون امنا ...... و هم لا يعلمون

ان الواو عطفي على الله

اي ان الآية "لا يعلم تأويله الا الله و الراسخون في العلم "





هل عقلت الآن






و الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى






اما صحيح

قالت الاعراب امنا

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

مبحث الآية يشير إلى ماهية الكتاب وطبيعة العلوم التي فيه، وقد طرح الله سبحانه وتعالى نمطين من الناس: نمط أول سماه بالذين في قلوبهم زيغ، وقد وصف هؤلاء بأنهم يتبعون ما تشابه منه ثم قسمهم إلى قسمين: قسم يتبع المتشابه ابتغاء للفتنة والآخر يتبع المتشابه ابتغاء التأويل... ولكنه أعقب الحديث بالقول بأن هؤلاء لا يعلمون بتأويله...

أما النمط الثاني فهو تحديدا الذي لم يتداخل الزيغ في قلبه، فصفة عدم العلم تعلقت بالذين في قلوبهم زيغ، ولذلك لو وجدنا جهة لا زيغ في قلبها فسنظفر بجهة لديها هذا العلم... فهل ترى أن القرآن الكريم تحدث عن وجود جهة خلا قلبها من الزيغ... لو يممت وجهك نحو آية: 33 من سورة الأحزاب أعتقد أنك تجد هذه الجهة واضحة المعالم دون ادنى غبش.

أما جهة الراسخين في العلم، ففيها مبحثان:

الأول: هل أنها علمت بتأويل المحكم والمتشابه أو لا؟
وضمن هذا المبحث يدخل موقعها ضمن سياق الآية وطبيعة ما استحدثه القوم من وضع ميم الوقف اللازم على لفظ الجلالة ليفصل هذه الجهة عن سياق الآية.

ولا أريد أن أدخل في المبحث العقيم المتعلق بهوية الواو هل هي عاطفة أم مبتدئة، ووجهة العقم مرتبطة بأن الطرف الذي يقابلك لا يريد العلم وإنما يريد الجدل، ولهذا لن تجد منه إلا أسلوب التشكيك والأساليب الصبيانية التي لا تغني ولا تسمن.
ولكن أريد أن أشير إلى حقيقة وجود جهة ترسخ فيها العلم رسوخا بحيث أصبحا اسمان لجهة واحدة، فهذه الجهة هي نفس الجهة التي وصفها الله تعالى في آخر سورة الرعد والتي اطلق عليها مصطلح: من عنده علم الكتاب، فمن الواضح إن من هنا بيانية ولهذا فإن هذه الجهة حوت علم الكتاب وهي من الناحية الموضوعية المعادل الكامل لجهة الراسخين في العلم.. فتأمل.

وعطفا على حديثنا السابق فلقد تولد لنا وضوح قرآني بوجود جهة احتوت على علم كل الكتاب، وبوجود جهة خلا قلبها من الزيغ مما جعلها قابلة لحمل علم الكتاب وفق المواصفة القرآنية... فتأمل هذا الكلام بدقة وأبعده للحظة عن طبيعة المصداق الاجتماعي لهذه الجهة، وخذ المفهوم أولا حتى إذا تيقنت ابحث عن مصداق هذه الجهة ولن تخيب.

المبحث الثاني يتعلق: بما يحاول القوم من خلال وضع ميم الوقف اللازم أو أداة قلى على لفظ الجلالة ليفصلوا مبحث الآية عن علم الكتاب وجهة تأويله عن جهة الراسخين في العلم والتي ستجعل مجرد جهة مرددة لكلمات التسليم التي وردت بعدها... وهم قد يتصورون أن هذا التخريج يخلصهم من بلية الكشف عن طبيعة هذه الجهة ومصداقها... من دون أن يفكروا بأنهم وضعوا القرآن أمام مطب كبير ومن قبل القرآن وضعوا الرب الجليل وحكمته وعلمه ضمن دائرة تحيط بها الشكوك الكبرى.

فلو قلنا بما يريده القوم بتحويل الواو إلى حرف ابتداء لغدا على الجميع ان يلتزموا بعدم وجود أي جهة تتمكن من تأويل الكتاب إلا الله تعالى، وهذا مناف لحكمة الله، فهو إن أرسل النبي صلوات الله عليه وآله فإنما أرسله لغرض تأويل الكتاب وكشف أسراره وفك مغاليقه، وبالتالي لا يمكن عزل جهة الراسخين عن العلم بالتأويل وإلا اقتضى أن يكون الرسول جاء بكتاب لا يعلم تأويله.

ولاقتضى القول بأن حكمة الله أرسلت رجلا لا يناسب الهدف الرباني من إرساله لرجل لم يعرف تأويل كتاب إنما أرسل فمن أجل ان يعلمهم الكتاب والحكمة، وهذا خلاف الحكمة.

ولاقتضى القول بأن الرسول صلوات الله عليه وآله قد صنفه القوم ضمن أصحاب القلوب التي حوت الزيغ مع ان ما تضفيه آية التطهير عليه يختلف بشكل كامل عن ذلك...

فهل يا ترى يعي القوم طبيعة ما أوقعوا الدين فيه من أجل أن يتخلصوا من ملازمات الاقرار بوجود جهة الراسخين في العلم؟؟؟؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم

كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون أمره

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟

"ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
والسلام على من اتبع الهدى

يرفع ببركة الصلاة على محمد وآل محمد