مصير الربيعي المجهول
هل انتهى دور موفق الربيعي في العراق بهذه السهولة و تلك البساطة ؟ يبدو أن هذا ما تحقق على الأقل في الأفق المنظور فقد أعلن مسئول في مكتب رئيس الحكومة العراقية إياد علاوي يوم الاثنين 13 سبتمبر أن رئيس الوزراء العراقي عين وزير الدولة قاسم داود وزير دولة لشئون الأمن الوطني ومستشارا له. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسئول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه قوله انه تم تعيين قاسم داود اليوم وزير دولة لشئون الأمن الوطني ومستشارا لرئيس الوزراء إياد علاوي. و أضاف المسئول انه لا يعرف شيئا عن مصير مستشار الأمن الوطني الحالي موفق الربيعي.
و لكن من هو موفق الربيعي هذا الذي كان اسمه شبه غائب عن الإعلام حتى ظهر فجأة مع دخول الاحتلال الأمريكي العراق حيث بدأ اسمه يلمع بالتدريج حتى وصل إلى ذروته عشية رحيل بريمر عن العراق . إنه طبيب يسكن لندن، ويدعي أنه من قبيلة ربيعه العميرات.كان عضواً في حزب الدعوة الإسلامية، وتم طرده من الحزب. ثم كان عضو المكتب السياسي لحركة الوفاق الوطني مجموعة أياد علاوي عام 1995..ومن ثم خرج من الحركة. و هو أيضا صديق مقرّب وحميم للأميركان، وزائر شبه دائم للسفارة الأميركية في لندن، وكان السفير السابق للمعارضة العراقية في زمن الرئيس كلينتون وهو السفير ريتشاردوني ينام في بيت الربيعي في لندن أحياناً.
كان يمتلك مكتباً في لندن لتشغيل الأطباء في المستشفيات مقابل عمولة. ووفقا لمصادر صحفية كان موفق جابيا للحقوق الشرعية الشيعية الخمس إضافة للزكاة من دول الخليج. كما أن أسمه الحقيقي وكما يشاع هو كريم شاه بور ومن أصول إيرانية.. و هو من ضمن الخمسة الخطرين في مجلس الحكم السابق والمقرّب من الأميركان، والرجل الأول الذي يسمح له بدخول فندق بغداد وهي القاعدة الرئيسية للمخابرات الأميركية والموساد، والواقعة على نهر دجلة من جهة شارع السعدون العريق.
و نُشر في أحد المواقع العراقية سؤال يستفسر صاحبه عن صحة انتساب الدكتور موفق الربيعي إلى قبيلة ربيعه العربية..كذلك هناك عشائر، وشخصيات في الداخل تطرح نفس السؤال.. وفي الخارج هناك سؤال شبه يومي: من هو موفق الربيعي.. وما سر الاهتمام به.. وهل هو عربي وعراقي 100%؟
وأخيراً حُلّ اللغز من قبل قيادي سابق في حزب الدعوة الإسلامية، ومن الوجهاء المعروفين داخل العراق، وحال عودته من الخارج..دعاه فوراً الأمير ربيعه محمد الحبيب أمير قبيلة ربيعه العربية، لكي يسأله عن الدكتور موفق الربيعي ـ والى أي عشائر القبيلة ينتمي، ومن أي المناطق العراقية ينحدر، لأنه لا يعرف اسماً في القبيلة يحمل هذا الاسم. وكان جواب القيادي الشيعي:أن الرجل طبيب، وأصله من مدينة الشطرة في الناصرية، ويدعي أنه من عشيرة العميرات.. فيقول قاطعني الأمير: ليس عندنا عشيرة أسمها العميرات ولا يوجد عندنا أحد من أفراد القبيلة في الشطرة. فيقول القيادي قلت للأمير:الدكتور موفق كان عضواً في حزب الدعوة، ولكنه طُرد من الحزب لعلاقاته المشبوهة مع أجهزة المخابرات الدولية والتي كانت تلك العلاقات تثير ردود فعل قوية داخل التنظيم آنذاك وكذلك لدى الشارع العراقي. ويروي القيادي..وعن لسان الأمير شيخ عشائر ربيعه.أن الدكتور موفق الربيعي أرسل أخاه وعمه إلى منزل الأمير في بغداد كي يُثبت صحة انتساب موفق وعائلته للقبيلة، وعندما ذكر أسم عشيرته وأسم أبوه وبعض من أجداده فتعجب الأمير من ذلك وقال: ليس لدينا في القبيلة هكذا عشيرة ولم نعرف هذه الأسماء التي ذكرتموها..نحن لدينا عشيرة بني عمير وأفخاذها وبيوتها معروفة لدينا، كما أن شيخ عشيرة بني عمير لا يؤكد انتسابكم لعشيرتها لذا أعتقد أنكم كنتم حلفاء أو دخلاء جراشه مما دعا عم موفق وأخيه إلى مغادرة منزل الأمير يجرون أذيال الخيبة.. وكانت صفعة لم يتوقعونها.
ويقول القيادي الشيعي وأبناء عمومة الأمير: وهذا ما جعل الدكتور موفق الربيعي لم يُستنكر هجوم الأميركان على منزل الأمير في حي المنصور الراقي ببغداد، حين قيام الأخير بجولة على منازل أفراد قبيلته في المحافظات العراقية والهجوم على قصر الأمارة التاريخي الفخم في ناحية الحسينية بمحافظة واسط بداية الغزو الأميركي للعراق.. وفي كلتا الحالتين فقد قدم الأميركان اعتذارهم للأمير، وقد قدم له القائد العسكري الأميركي درع وحدته العسكرية والتي كانت ترابط في مدينة الكوت واسط مع وعد من القيادة العسكرية الأميركية ببغداد بدفع التعويضات نتيجة الأضرار التي لحقت بمنزل الأمير في حي المنصور ببغداد.
و قال نجيب عامر الربيعي العقيد المتقاعد من الجيش العراقي ان أحداً من عشيرة الربيعي بشقيها السني والشيعي في العراق لم يتعرف علي عضو مجلس الحكم السابق و مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي الذي جاء الي البلاد بعد احتلال بغداد.
وأضاف ان عضويته في مجلس الحكم جاءت ضمن نصيب الشيعة لكن شيوخ العشيرة وأبناءها لا يعرفون عنه ولا عن عائلته شيئاً، الأمر الذي يثير شكوكاً كثيرة في أوساط الشارع العراقي حول هوية الرجل ودوره السياسي في المستقبل. وما يعزز هذا الاعتقاد ان موفق الربيعي ومنذ وصوله الي العراق يقيم في فندق بغداد مع ضباط المخابرات الأميركية، وان عائلته غير موجودة في البلاد.
في السياق ذاته قال الأكاديمي العراقي الدكتور ياسر الدليمي اللاجئ في السويد إن موفق الربيعي ليس عراقياً، وان اسمه الحقيقي كريم شاهبور وهو إيراني الأصل والتبعية، الأمر الذي يلقي بظلال من الشك حول دور ووظيفة الرجل في مستقبل العراق السياسي.
و لكن ما الذي حدث و جعل الربيعي نجم الشباك الأول في العراق أو واجهة الاحتلال الكبرى الذي ما تردد في الظهور على الفضائيات – كل الفضائيات بلا استثناء – يعلن و يردد سياسات الأمن القومي العراقي التي طبخت في المطبخ الأمريكي و يراد للنظام الجديد أن ينسبها إلى نفسه و الربيعي هو الوسيط و المبلغ فما سر الانقلاب المفاجئ ؟
يبدو أن الأمر يتعلق بالخلاف على السلطة داخل أذناب الاحتلال في المعسكر الشيعي فبعد التخلص من الجلبي و تمت تهدئة الصدر حان التخلص من الربيعي الذي ظهرت بوادره أثناء النزاع مع الصدر حيث ذكر متحدث باسم الصدر بأن رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي هو الذي أنهى المحادثات لوقف القتال في النجف، محذراً من أن هناك مؤامرة لارتكاب مجزرة في المدينة. وقال الشيخ علي سميسم في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية في قطر نحن اتفقنا مع مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي على جميع النقاط. وأضاف إلا أن رئيس الحكومة المؤقتة إياد علاوي أنهى الموضوع و أعاد الربيعي إلى بغداد.
و بعدها ذكر مكتب مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي انه ادخل المستشفى اثر وعكة صحية وكانت تقارير صحافية ذكرت قبل ذلك أن رئيس الوزراء إياد علاوي مستاء من سوء تعامل الربيعي مع أزمة النجف التي كان يقود خلالها المحادثات مع أنصار الصدر وأشارت صحيفة القبس الكويتية في تقرير لمراسلها من بغداد إن علاوي منح صلاحيات الربيعي إلى وزير الدولة قاسم داود الذي تسلم ملف الوضع في مدينة النجف . و نظرا إلى حقيقة الربيعي و أصوله الإيرانية و ارتباطاته مع إيران و مع انقلاب النظرة الأمريكية للدور الإيراني في العراق بدأت تتحول الإدارة الأمريكية بعيدا عن أنصار إيران في الحكم و كان الجلبي و من بعده الربيعي و القائمة تتوالى
هل انتهى دور موفق الربيعي في العراق بهذه السهولة و تلك البساطة ؟ يبدو أن هذا ما تحقق على الأقل في الأفق المنظور فقد أعلن مسئول في مكتب رئيس الحكومة العراقية إياد علاوي يوم الاثنين 13 سبتمبر أن رئيس الوزراء العراقي عين وزير الدولة قاسم داود وزير دولة لشئون الأمن الوطني ومستشارا له. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسئول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه قوله انه تم تعيين قاسم داود اليوم وزير دولة لشئون الأمن الوطني ومستشارا لرئيس الوزراء إياد علاوي. و أضاف المسئول انه لا يعرف شيئا عن مصير مستشار الأمن الوطني الحالي موفق الربيعي.
و لكن من هو موفق الربيعي هذا الذي كان اسمه شبه غائب عن الإعلام حتى ظهر فجأة مع دخول الاحتلال الأمريكي العراق حيث بدأ اسمه يلمع بالتدريج حتى وصل إلى ذروته عشية رحيل بريمر عن العراق . إنه طبيب يسكن لندن، ويدعي أنه من قبيلة ربيعه العميرات.كان عضواً في حزب الدعوة الإسلامية، وتم طرده من الحزب. ثم كان عضو المكتب السياسي لحركة الوفاق الوطني مجموعة أياد علاوي عام 1995..ومن ثم خرج من الحركة. و هو أيضا صديق مقرّب وحميم للأميركان، وزائر شبه دائم للسفارة الأميركية في لندن، وكان السفير السابق للمعارضة العراقية في زمن الرئيس كلينتون وهو السفير ريتشاردوني ينام في بيت الربيعي في لندن أحياناً.
كان يمتلك مكتباً في لندن لتشغيل الأطباء في المستشفيات مقابل عمولة. ووفقا لمصادر صحفية كان موفق جابيا للحقوق الشرعية الشيعية الخمس إضافة للزكاة من دول الخليج. كما أن أسمه الحقيقي وكما يشاع هو كريم شاه بور ومن أصول إيرانية.. و هو من ضمن الخمسة الخطرين في مجلس الحكم السابق والمقرّب من الأميركان، والرجل الأول الذي يسمح له بدخول فندق بغداد وهي القاعدة الرئيسية للمخابرات الأميركية والموساد، والواقعة على نهر دجلة من جهة شارع السعدون العريق.
و نُشر في أحد المواقع العراقية سؤال يستفسر صاحبه عن صحة انتساب الدكتور موفق الربيعي إلى قبيلة ربيعه العربية..كذلك هناك عشائر، وشخصيات في الداخل تطرح نفس السؤال.. وفي الخارج هناك سؤال شبه يومي: من هو موفق الربيعي.. وما سر الاهتمام به.. وهل هو عربي وعراقي 100%؟
وأخيراً حُلّ اللغز من قبل قيادي سابق في حزب الدعوة الإسلامية، ومن الوجهاء المعروفين داخل العراق، وحال عودته من الخارج..دعاه فوراً الأمير ربيعه محمد الحبيب أمير قبيلة ربيعه العربية، لكي يسأله عن الدكتور موفق الربيعي ـ والى أي عشائر القبيلة ينتمي، ومن أي المناطق العراقية ينحدر، لأنه لا يعرف اسماً في القبيلة يحمل هذا الاسم. وكان جواب القيادي الشيعي:أن الرجل طبيب، وأصله من مدينة الشطرة في الناصرية، ويدعي أنه من عشيرة العميرات.. فيقول قاطعني الأمير: ليس عندنا عشيرة أسمها العميرات ولا يوجد عندنا أحد من أفراد القبيلة في الشطرة. فيقول القيادي قلت للأمير:الدكتور موفق كان عضواً في حزب الدعوة، ولكنه طُرد من الحزب لعلاقاته المشبوهة مع أجهزة المخابرات الدولية والتي كانت تلك العلاقات تثير ردود فعل قوية داخل التنظيم آنذاك وكذلك لدى الشارع العراقي. ويروي القيادي..وعن لسان الأمير شيخ عشائر ربيعه.أن الدكتور موفق الربيعي أرسل أخاه وعمه إلى منزل الأمير في بغداد كي يُثبت صحة انتساب موفق وعائلته للقبيلة، وعندما ذكر أسم عشيرته وأسم أبوه وبعض من أجداده فتعجب الأمير من ذلك وقال: ليس لدينا في القبيلة هكذا عشيرة ولم نعرف هذه الأسماء التي ذكرتموها..نحن لدينا عشيرة بني عمير وأفخاذها وبيوتها معروفة لدينا، كما أن شيخ عشيرة بني عمير لا يؤكد انتسابكم لعشيرتها لذا أعتقد أنكم كنتم حلفاء أو دخلاء جراشه مما دعا عم موفق وأخيه إلى مغادرة منزل الأمير يجرون أذيال الخيبة.. وكانت صفعة لم يتوقعونها.
ويقول القيادي الشيعي وأبناء عمومة الأمير: وهذا ما جعل الدكتور موفق الربيعي لم يُستنكر هجوم الأميركان على منزل الأمير في حي المنصور الراقي ببغداد، حين قيام الأخير بجولة على منازل أفراد قبيلته في المحافظات العراقية والهجوم على قصر الأمارة التاريخي الفخم في ناحية الحسينية بمحافظة واسط بداية الغزو الأميركي للعراق.. وفي كلتا الحالتين فقد قدم الأميركان اعتذارهم للأمير، وقد قدم له القائد العسكري الأميركي درع وحدته العسكرية والتي كانت ترابط في مدينة الكوت واسط مع وعد من القيادة العسكرية الأميركية ببغداد بدفع التعويضات نتيجة الأضرار التي لحقت بمنزل الأمير في حي المنصور ببغداد.
و قال نجيب عامر الربيعي العقيد المتقاعد من الجيش العراقي ان أحداً من عشيرة الربيعي بشقيها السني والشيعي في العراق لم يتعرف علي عضو مجلس الحكم السابق و مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي الذي جاء الي البلاد بعد احتلال بغداد.
وأضاف ان عضويته في مجلس الحكم جاءت ضمن نصيب الشيعة لكن شيوخ العشيرة وأبناءها لا يعرفون عنه ولا عن عائلته شيئاً، الأمر الذي يثير شكوكاً كثيرة في أوساط الشارع العراقي حول هوية الرجل ودوره السياسي في المستقبل. وما يعزز هذا الاعتقاد ان موفق الربيعي ومنذ وصوله الي العراق يقيم في فندق بغداد مع ضباط المخابرات الأميركية، وان عائلته غير موجودة في البلاد.
في السياق ذاته قال الأكاديمي العراقي الدكتور ياسر الدليمي اللاجئ في السويد إن موفق الربيعي ليس عراقياً، وان اسمه الحقيقي كريم شاهبور وهو إيراني الأصل والتبعية، الأمر الذي يلقي بظلال من الشك حول دور ووظيفة الرجل في مستقبل العراق السياسي.
و لكن ما الذي حدث و جعل الربيعي نجم الشباك الأول في العراق أو واجهة الاحتلال الكبرى الذي ما تردد في الظهور على الفضائيات – كل الفضائيات بلا استثناء – يعلن و يردد سياسات الأمن القومي العراقي التي طبخت في المطبخ الأمريكي و يراد للنظام الجديد أن ينسبها إلى نفسه و الربيعي هو الوسيط و المبلغ فما سر الانقلاب المفاجئ ؟
يبدو أن الأمر يتعلق بالخلاف على السلطة داخل أذناب الاحتلال في المعسكر الشيعي فبعد التخلص من الجلبي و تمت تهدئة الصدر حان التخلص من الربيعي الذي ظهرت بوادره أثناء النزاع مع الصدر حيث ذكر متحدث باسم الصدر بأن رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي هو الذي أنهى المحادثات لوقف القتال في النجف، محذراً من أن هناك مؤامرة لارتكاب مجزرة في المدينة. وقال الشيخ علي سميسم في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية في قطر نحن اتفقنا مع مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي على جميع النقاط. وأضاف إلا أن رئيس الحكومة المؤقتة إياد علاوي أنهى الموضوع و أعاد الربيعي إلى بغداد.
و بعدها ذكر مكتب مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي انه ادخل المستشفى اثر وعكة صحية وكانت تقارير صحافية ذكرت قبل ذلك أن رئيس الوزراء إياد علاوي مستاء من سوء تعامل الربيعي مع أزمة النجف التي كان يقود خلالها المحادثات مع أنصار الصدر وأشارت صحيفة القبس الكويتية في تقرير لمراسلها من بغداد إن علاوي منح صلاحيات الربيعي إلى وزير الدولة قاسم داود الذي تسلم ملف الوضع في مدينة النجف . و نظرا إلى حقيقة الربيعي و أصوله الإيرانية و ارتباطاته مع إيران و مع انقلاب النظرة الأمريكية للدور الإيراني في العراق بدأت تتحول الإدارة الأمريكية بعيدا عن أنصار إيران في الحكم و كان الجلبي و من بعده الربيعي و القائمة تتوالى
تعليق