انا أيضاً لمست من الأخ أنا المسلم الحوار الجاد

جزاك الله كل الخير مولاي الفاضل فاضح الوهابية، ونبقى اخي بانتظار الرد من الاخ "انا المسلم"

الاخ انا المسلم.............

للتذكير والرفع............................................ ...

أخي المنتصر بالله


أشكرك أخي على هذا الأهتمام وعلى هذا الأدب في الكلام،، جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامة،،، فأدبك في الحوار -وبدون مجاملة متبادلة- يراه حتى الأعمى،،، إن دل على شئ فيدل على حسن الخلق والتربية،،، فغفر الله لوالديك على حسن تربيتهما لك



أخي،،، أرحب بالمشاركة في الحوار معك وأي ترحيب،،، فالحوار مع المحترمين أمثالك لا يمكن أن يقاومه المرء



وقبل أن نبدأ الحوار،،، لي عندك طلب صغير ،،، لا أظن ابدا أنك سترفضه بكرم أخلاقك


أخي،، أرجوك عدني أن لا نستخدم التقية أبدا في حوارنا،،، حتى نبني حوارنا على الحق ولا شئ سوى الحق،،، وأرجو ان لا تزعل من هذا الطلب،، فبعض الأخوة الشيعة هنا يستخدمونه على الرغم من عدم وجود سبب لذلك



أما الموضوع الذي أرغب في الحوار عنه فهو الدعاء لله ولخلقه (معه)


فهو برأيي أكبر موضوع أخاف فيه على الشيعة من الشرك،،، أكبر من أي خلاف آخر بين السنة والشيعة،،، أكبر من موضوع الصحابة وأمهات المؤمنين وغيرها من المور الخلافية


وأعتقد أنك عندك فكرة عن وجهة نظري في الموضوع،،، فقد شاركت قليلا في الموضوع الذي تتحاور أنت فيه الآن مع الأخ شارفو


وسأقتبسها هنا مرة أخرى اللأختصار



كما أرغب في شكر الأخ فاضح الوهابية على رأيه الطيب

والسلام عليكم ورحمة الله

بسم الله، وبعد
السلام عليكم جميعا
الاخ المسلم بارك الله فيك على نيتك الصادقة لله انشاء الله.

لكن عندي اقتراح بسيط:
فقبل البحث في مشروعية الدعاء لله، فاني اعتقد بأن هناك موضوع أهم منه، وهو الله نفسه.

اي البحث في
الخالق، وجوده، اثباته، صفاته ... الخ

فهذا الموضوع جدا اهم من موضوع الدعاء.
لأنه اصل الاصول عند جميع المسلمين.

فيجب ان نعرف من نعبد قبل ان نعرف كيف نعبد.

وهو اقتراح من عندي لأنني فعلا اعتقد بأنه اهم بكثير لطالب الحق.

ولكم الامر والنهي

والسلام

أخي طالب الثأر

لقد تناقشت في هذا الموضوع معك من قبل


وقد قلت لك من قبل بأني أقسم بالله العظيم لم أسمع بالأشياء العجيبة التي تتحدثون عنها مثل (التجسيم والشاب الأمرد وغيرها) إلا هنا

أستغفر الله العظيم


أنتم تقولون أن الوهابية يؤمنون بذلك، (على الرغم من أستبعادي الشديد لهذا)،،، حتى ولو كانوا يقولون ذلك حقا (أقول حتى) فلا يجب أن تسألني أنا عنهم،،، فأنا سني ولست وهابي


وأعتقد بأن مفهوم الإله واحد لدينا جميعا ولله الحمد والفضل والمنة


الله هو إلهي وإلهك الذي ليس كمثله شئ،،، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار



والسلام عليكم

الاخ انا المسلم المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

اخي العزيز، فليست الوهابية فقط هي من تؤمن بعض ما تناقشنا به، فاهل السنة قاطبة يؤمنون ببعض تلك الصفات. -وهذا يحتاج تفصيل-

اما قولك بأنك لم تسمع عنها الا هنا، فانا اصدقك بذلك ولكن السبب ليس لأننا نفتري عليكم بنسبها اليكم، بل لأنك لم تتعمق بالبحث عنها في كتبكم المعتبرة، وانا لا اعرف توجهك الاكاديمي او تحصيلك الدراسي، ولكن حاول ان تسأل عن عقيدة أهل السنة في الله عند علمائك -اهل السنة-، وسوف تعرف حجم الموضوع وخطورته.

بالمناسبة فأن الاحاديث التي تدعو الى القول بالتجسيم موجودة في صحاح أهل السنة نفسهم كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما.

ثم انه اذا كان أحمد بن حنبل، والقرطبي، والغزالي، والشافعي، وأبو حنيفة، والرازي، وابن تيمية، وغيرهم لا يمثلون اتجاه أهل السنة، بل هم محسوبون على الوهابية. اي انك يا اخي لا تعترف بهؤلاء وغيرهم فانا اذن لن احتج عليك بأقوالهم.

لكن عليك ان تبين لي ما هو مذهبك وعقيدتك كي اعرف.

هل تمثل العقيدة الطحاوية لك شيئا ؟؟؟؟؟؟

ام انك تنكرها ولا تؤمن بها؟

والسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

اشكر اخي العزيز انا المسلم على بيانه الكريم..

وابلغك اخي ان الفاضل "طالب الثأر" عزيز علي، ولا استطيع تجاوزه في البين... فان رغبت اخي الكريم انا المسلم النزول عند رغبة اخي ومولاي طالب الثأر.. اتشرف بالحوار معك.. وان لم ترغب، واحببت الالتزام بموضوع الدعاء، ازددت شرفا بالحوار معك... لك اخي حرية الاختيار

والسلام ختام

أخي المنتصر بالله

بما أنني عربي (أي من دول تمتاز بالدكتاتورية!!!) فسوف أمارس دكتاتوريتي هنا،،، وأصر على أن يكون مومضوع حوارنا هو الدعاء

ذلك لأن ذات الله عز وجل لا يعلمها إلا هو،،، فلأفضل عدم الخوض فيها

ومعلش يا أخ طالب الثأر،، مانا عربي بقى،،، هتقول أيه!!!





أخي طالب الثأر



سأعترف لك بالحقيقة كاملة

أنا لست عالم دين،،، بل إنسان عادي من عامة الناس،،، وبصراحة،، لم أقرأ كتب هؤلاء الفطاحل


وكل قرآتي هي لأنسان عايشتهم في زمني هذا،، مثل الشيخ الشعراوي،، عبدالحميد كشك،، عمرو خالد وغيرهم من أبناء هذا الزمن



ولكن كل ما أستطيع أن أحاجج فيه أخواني الشيعة هو ما ورد في كتاب الله عز وجل


والموضوع الذي أخترته لأحاجج فيه أخي المنتصر بالله،،، إنما أخترته لوجود نصوص قرآنية تمنع أو تحرم الدعاء لغيره الله وتربطه مع الشرك


وهذا ما أخاف عليكم منه،، الشرك


وبعض هذه الآيات ذكرتها في ردي أعلاه

وشكرا

بسم الله،

اخي انا المسلم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله لنا ولك الاجر في مصابنا بمولانا علي ابن ابي طالب، وبعد

لقد آنسنى ردك الكريم بما يحويه من حسن الخلق وجميل التفصيل وصدق التعبير. فأهلا بك بين اخوانك في الله -الامامية-.

اخي المسلم:
وانا ايضا لست عالما ولا اصلا طالبا ودراستي الاكاديمية بعيدة كل البعد عن الدين ولكن غاية ما في الامر ان لنا بعض الاطلاع على كتب الفريقين.


اخي: جميع من ذكرتهم هم على العين وعلى الرأس ولكن الدين لا يؤخذ منهم، فعقيدة أهل السنة واضحة في غير من ذكرت، وهؤلاء ليسوا الا طلبة علم مقارنة بشيوخكم الاكبار -كمن اسلفت لك-، ومع احترامي لمن ذكرت الا ان اقوالهم اصلا لا يجوز الاحتجاج بها في دراسة معمقة لعقيدة أهل السنة، فهؤلاء ما هم الا نقلة للعلم، ولا رأي لهم -حسب علمي-.


لذلك فأنه عند اختلافنا في أي مسألة يجب الرجوع بها الى مصادرها من منابع علوم أهل السنة وفطاحلها المعتبرين بشهادة أهل السنة انفسهم، لا بكل من صعد منبرا للعلم وإن كثر طلابه ومستمعيه.

فعندما اقول: قال ابو حنيفه، او مالك، فهو ليس كقولك: قال الشعراوي.
وعندما اقول : قال الرازي وقال الغزالي، فلا يعدوه قول كشك -رحمه الله-.

كذلك انت، عندما تقول مثلا: قال العلامة الحلي، فقوله ليس كقول الشيخ الوائلي. وهكذا يا اخي.

فالمسألة هي ليست اني اريد ان اتباهي عندما اقول لك (فلان وفلان وفلان من علمائكم قال كذا او كذا). لا يا اخي وحاشى لله.

انما هذا هو المنهج الصحيح في النقاش. فمثلا:
تريد ان تحاججنا -ولك الامر والنهي حبا وكرامة- في ما ورد في كتاب الله. طيب، اذا اختلفنا بفهم آية من آيات القرآن الشريف، فألى أين ترجع أنت:

أترجع الى الفخر الرازي ام ترجع الى عمرو خالد؟؟؟؟؟؟

واذا اختلفنا بحكم من احكام الفقه، أفتراك ترجع الى الشعراوي أم الى مالك.

كذلك اذا اختلفنا في عقيدة معينة (مثل عقيدة الدعاء لغير الله)، يقبل ان ندخل في صلب الموضوع نحتاج الى مقدمات للبحث.

ومن المقدمات وأمها هو البحث في الاصول. فالموضوع مترابط يا اخي.

فهذا يا اخي هو المنهج السليم في النقاش


شكرا يا اخي لشعورك الطيب.

ولكن -وكما اسلفت- حتى نفهم معنى الشرك يجب ان نفهم معنى التوحيد. صح.


وانا لا ادعوك يا اخي للخوض في ماهية الذات المقدسة له فهذا كفر عندنا.

ولكن نريد ان نبحث في اصل الاصول التوحيد.

فنحن اذا سلمنا بالاصول فعندئذ كل شيء يسهل.

فالواجب مسك الطريق من أوله لا من نهايته.

لماذا: لأنك لو طلبت النقاش في موضوع فقهي خلافي او تاريخي، لم اكن لأطلب منك هذا التفصيل البحث. ولكنك اخترت امرا عقائديا، الا وهو الدعاء لغير الله، لذلك فأن الخوض في العقائد يستلزم المقدمات الصحيحة، كما الحال عند الخلاف التاريخي او الفقهي.


وأشكر لك سعة صدرك

والسلام

يبدو بأنه سوف يكون حوار حار بين الأخوة

وأتمنى أن لا ينحشر بين الحوار أتباع بني وهب ليعكروا الحوار


وبالتوفيق للجميع لما فيه مصلحة الدين الإسلامي القويم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا ونبينا ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر المنتجبين ..

جزاك الله اخي طالب الثار كل خير... فلا بيان فوق بيانك....

وبارك الله باخي وحبيبي ومولاي فاضح الوهابية وحشره الله مع من يتولى ويحب محمد وال بيته

اما اخي الكريم والعزيز انا المسلم، الذي شرفني بالحوار معه، وبعد التحية والدعاء لي وله، بان يتقبل الله اعمالنا، ويجعل ما نفعل في ميزان حسناتنا.. اقول له... سمعا وطاعة.... نلتزم بدكتاتوريتك ( الا ليت كل الديكتاتوريات مثلها)........

اخي دفعا للتفصيل في البين، وللكثير من الاستدلالات والبراهين، والاستشهادات، والاطناب في اكثر من جهة ، والتوسع فيما ذكر بالعلوم المختصة بهذا الامر.. اورد لك اخي ردا صغيرا، مراعيا فيه التبسيط الى ابعد حد ممكن ، ليس انتقاصا من قدرك.... معاذ الله، فانت ان شاء العلي القدير ممن من تعالى عليك وجعلك من عباده الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه.... فان وفى هذا بالغرض فالحمدلله.. وان لا... فلا بأس حينها بشئ من الاسهاب في البين... لذا ودون الدخول في مواضيع التوحيد او النبوة او الامامة في البين - على اهميتها، والتي اشار اليها اخي الكريم طالب الثار- اقول....

اخي..ان الامامية يرون الله ربا واحدا احدا حيا قيوما دائما ابدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في ملكه...

اخي ودون الدخول في الشرك واقسامه .... اقول ان الدعاء لله... اما الاستعانة بالاخرين لاجل قضاء الحوائج ليس بشرك البتة، فالغريق يتوجه للناس في سبيل انقاذه، فهل يكون بذلك مشركا؟؟ والمريض يتوجه الى الطبيب للشفاء فهل هنا اي اشراك في البين؟؟ والامثله من مثل هذا في البين كثيرة... نعم، قد اشعر ان لديك اخي اشكال مضمر، قوامه ان المريض او الغريق يأخذون بالاسباب التي وضعها تعالى لتغيير حالهم... اقول لك هنا... كذلك الامر بالنسبة للامامية.. فالشرك ايها العزيز ، وعلى ما تعلم هو مفهوم وجداني قلبي يتلبس به المرء، وكذلك الايمان ، اما التوجه والاستعانة بالاخر، فليست بالضرورة من الشرك في شئ، وانما هي اخذ بالاسباب، فحينما اعتقد في البين، انك ذو سطوة وقادر مثلا على ازاحة الظلم عني، واتوجه اليك وفق هذا المنظور لاعانتي في تحقيق مرادي،لا يكون هذا شركا....

اما توجه الشيعة الى خصوص الائمة عليهم السلام في البين، فهو لا يحمل في كنهه التوجه بهم على نحو الاستقلال بل لاعتبار كونهم هم الواسطة والوسيلة لله في البين... هذا مع التأكيد لجانبك الكريم انهم عليهم صلوات الله لا يقضون حاجة لاحد بمحض ارادتهم، بل باذن الله العلي القدير...

وقد قال تعالى ( ياايها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة) وها هي سيدة نساء العالمين الطاهرة المطهرة تقول : ..... ونحن وسيلته في خلقه... - موجودة في شرح نهج اليلاغة لابن ابي الحديد.... واعذرني ما عدت اذكر اين على وجه التحديد-

فاهل البيت ايها الكريم بعقيدة الامامية هم مصداق للاية الكريمة ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك

والسلام ختام

بسم الله، وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

مولانا منتصر بالله: لقد اطريتمونا بما نحن دونه فجزاء الله خيرا على حسن الظن.

اخي المسلم:
وبعد الاعتذار من اخي "منتصر بالله" فاود ان اورد لك ما انتجه فكري القاصر من جمع لبعض ما يناسب المقال لا لقصور اخي منتصر بالله –لا وحاشى- بل رأيت ان اتمم ما بدأه واوسع ما قتره:

فاعلم اخي المسلم بأن الطلب او التوسل او الاستعانة فيه تقسيمات وابحاث، لكني سوف اوجز وابسط لعلمي بأنك لا تروم ابحر الكلام:

1- طلب من غير الله ومن دونه، مع الاعتقاد بقدرته من دون الله.
كمن يدعو اصناما يعتقد بأن لها قدرة من دون قدرة الله.
((قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا))
((إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ))
((فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ))

وهذا شرك بعينه باتفاق المسلمين.

2- الطلب من الله:
أي ان يتوجه الانسان بطلبه الى الله مؤمنا بقدرة الله معتقدا بتوحدها نافيا لغيرها موقنا بأنه لا يقدر على الاجابة الا الله، وهذا ثابت عند جميع المسلمين،

وفيه نوعان:

أ - الطلب من الله مباشرة.
أي ان يتوجه المرء بحاجته الى مقام الذات الالهية مباشرة:
((وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ))، ((وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا))
وهذا ثابت.

ب- الطلب منه بواسطة، فنحن نرى بأن الله تعالى رخص لنا بأن نبتغي الوسائل المشروعة والمقدمات كي نزيد من احتمالية قبول الدعاء والطلب. لا ان الدعاء لا يقبل الى بواسطة، بل زيادة في القبول.

ورب قائل يقول: بأن الله لا يحتاج الى واسطة كي يقبل الدعاء، بل قال: (ادعوني استجب لكم) فهو لم يحتجب عن عباده، (واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعاني).

نقول: صحيح، وهذا لا ينكر، ولكن هذا السنخ من الدعاء هو ليس لعامة الناس، أي ليس كل من دعى الله يستجاب له مباشرة، فلو دعى فاسق الله ان يدخله الجنة هل يقبل منه؟؟

اذن فقد اختص الله اناسا واصطفاهم وأعطاهم من المزايا ما لم يتوافر في غيرهم:
((إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ))

لذلك ورد في الاثر في قصة المباهلة بين الرسول ونصارى نجران عندما أخرج الرسول معه (علي وفاطمة والحين والحسين) للمباهلة، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فعند ذلك رفض كبير النصارى المباهلة، وقال: (والله إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها ، فلا تباهلوا ، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة)

اذن دعاء الرسول ليس كدعائنا نحن، كذلك دعاء اهل البيت ليس كدعائنا نحن، لذلك نرى ان القرآن يشير الى هذا المعنى في قضية اخوة يوسف:

(قالوا يا أبانا استغفِر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين، قال سوف استغفر لكم ربّي إنه هو الغفور الرحيم)

فلماذا نراهم طلبوا الاستغفار من ابوهم؟
ولماذا لم يطلبوه من الله مباشرة؟
أليس هذا استشفاع بجاه أباهم عند الله وبحرمته؟

فلو كان التوسل وطلب الحاجة من غير الله شركاً فلماذا لم ينههم يعقوب عنهما ، بل نراه قد أيدهم على طلبهم ووعدهم بالاِستغفار لهم.
هذا ممّا يدلّ على أنّ المرتكز في الاِذهان والثابت عندهم عملياً أنّ الولي الذي له مقام عند الله إذا شُفع أو توسل به في مسألة من المسائل شفعه الله فيها ، وما ذلك إلاّ لمقامه عنده ، وكونه وسيلة من الوسائل إليه تعالى.

وقال تعالى : (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً)
وفي هذه الآية الكريمة أخذ القرآن يوبخ أولئك الذين لم يجعلوا النبيّ صلى الله عليه وآله وسيلة لهم فيما بينهم وبين الله تعالى ، ولم يستفيدوا من وجوده المبارك .فتأمل.

كذلك تبين الآية نوعان من الدعاء، المباشر (فاستغفروا الله)، وبوسيلة (واستغفر لهم الرسول) وقد بين الله فضل الوسيلة بقوله (الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً).

وكذلك: (يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)
وقد روى غير واحد بأن المراد بالوسيلة هم محمد وآله (صلوات ربي عليهم).

وحسبك ما أخرجه الديلميّ أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : الدعاء محجوب حتّى يصلّى على محمد وأهل بيته : اللّهمّ صلّ على محمد وآله.

وأخرج الطبراني في « الأوسط » عن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام : كلّ دعاء محجوب حتّى يصلّى على محمّد وآل محمّد

وأخرج البيهقّي وابن عساكر وغيرهما عن عليّ عليه السلام مرفوعاً ما معناه : الدعاء والصلاة معلّق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شيء حتّى يصلّي عليه ـ صلّى الله عليه ـ وعلى آل محمّد

فهل علينا تثريب بعد هذا اذا قلنا:

اللهم انا نسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ان تغفر ذنوبنا وتكفر عن خطيئتنا وترزقنا شفاعة محمد وآل محمد.
اللهم انا نقسم عليك بحق محمد وآل محمد ان تعز الاسلام وأهله، وتذل النفاق وأهله.

جزاك الله كل الخير مولاي طالب الثأر