بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بيان هام فى ليلة الجائزة الكبرى
ان المؤمنين ينتظرون عاما كاملا ، ليستقبلوا هذه الليالى المباركة التى تعد محطة نقلة نوعية لمسيرة العبد فى الحياة .. ومن هنا استعمل القرآن الكريم التعبير بـ ( وما ادراك ) والتى تستعمل عادة لبيان حقيقة القيامة وما يجرى فيها من اهوال ، ومن هنا يعلم ان حقيقة ليلة القدر من الغيب الذى لا يحيط البشر بكنهه! .. ولكن الملاحظ - مع الاسف - ان الفرصة فيها تمر مر السحاب ، وهذه طبيعه بنى آدم الملازمة للخسران كما يذكره القران الكريم .. والشيطان له همته فى ان يصرف العبد عن المسيرة الصحيحة والتوبة الصادقة فى مثل هذه الليالى المصيرية ، والتى من الممكن ان تبدل ديوان العبد من الشقاء الى السعادة .. ومن هنا نود ان نعرض لكم هذه التوصيات العاجلة بهذه المناسبة :
1ان البعض يعتقد بان عنوان ( خير من الف شهر) خاص بالاجر والحال انه من الممكن ان يحقق العبد القرب الذى يريد ان يحققه تجاه الرب المتعال خلال ثلاث وثمانين سنة من المجاهدة ، وذلك بالالتجاء الى ربه فى تلك الليلة التجاء العبد الغريق ، فيحقق من درجات القرب الروحى - لا الاجر المادى حتى الاخروى منه - ما لا ينال فى سنوات كثيرة ، ومن الممكن ان نقول بان الله تعالى جعل تلك الليلة خيرا من الف شهر ، وهذا لا ينافى ان تكون هذه الليلة للبعض ارقى من الاف الشهور ، لان الاية لم تحدد السقف الاعلى للفضل !.
2! ليلة القدر مرتبطة بحركة الانسان طوال العام فلا يتوقع ان يستفيد الغافلون طوال العام الكثير من المكاسب الاستراتيجية فى هذه الليلة ، فان شانها شان الصلاة الخاشعه ، فالذى لم يحسن فن التعامل مع ربه خارج الصلاة ، لا يمكنه ان يكون مقبلا فى خصوص صلاته مبتورة عن حركته فى ساحة الحياة !.. والذى كان بعيدا عن ربه طوال العام ، كيف يحدث حركة جوهرية فى ليلة واحدة ؟!.
3من الضرورى ان نتهيا لمثل هذه الليلة الحاسمة قبل دخول الوقت : تقليلا من الطعام فى اول الليل ، واراحة للبدن قبلها فى النهار، وتقليلا للمعاشرات المستلزمة للدخول فى الحرام او ما لا يعنى العبد ، ومراقبة للسلوك فى نهار ليلة القدر ، وعدم التورط فى اية معصية ولو صغيرة فى خصوص هذه الليالى والاي! ام ، وذلك ليمكن احياء تلك الليلة المباركة كما يريدها الله تعالى بجد ونشاط .. ومن المعلوم ان النبى (ص) كان يشد المئزر فى مثل هذه الليالى ليتفرغ لاغلى المكاسب والمواهب فى عالم الوجود! .. ومن المناسب للمؤمن ان يكون فى حل من الارتباط الوظيفى او الدراسي - مع الامكان- تشبها بنبى الامة (ص) .
4من الضرورى ان نهتم بجانب الكيف الى جانب الاحياء الكمى فى تلك الليلة ، فان ركعتين مقتصدتين خير من قيام الليل كله ، والقلب ساه كما يفهم من بعض الروايات .. فالمهم ان يمتلك العبد تلك الساعة الذهبية فى هذه الليلة والتى يرق فيها قلبه ويجرى دمعه ليقال له : دونك دونك فقد قصد قصدك !!
5من اللازم الجمع بين الاحياء فى جمع من المؤمنين - فان طبيعه الاجتماع مع الاخوة لها تاثيرها فى فتح ابواب الرحمة وتشديد الاستجابة كما يفهم من الروايات الواردة - وبين المناجاة فى الخلوات حيث انها ابعد من الرياء ، وفيها تعويد للعبد ان يتعلم طريقه االحديث العاطفى البليغ مع مولاه ، حيث شاء من ساعة ليل او نهار.
6من اجل الاعمال وارقاها فى هذه الليلة هو الدعاء لفرج المولى الغريب (ع) الذى بفرجه تنكشف الغمة عن قاطبة سكان الارض ، ولا بد من المبالغه فى ذلك كما وكيفا .. وهنئيا لمن رد امام زمانه له الجميل وذلك من خلال دعوته التى! لا ترد ، اذ شتان بين دعوة افضل خلق الله تعالى فى زمانه ، وبين اكثرهم بعدا منه !!
7من افضل علامات القبول لمجمل اعمال شهر رمضان وخصوص ليلة القدر ، هو الاحساس بالتحول الجوهرى من الاعماق لا تركا للحرام فحسب ، وانما كرها واستقذارا للمنكر ـ فان من وصل الى هذه الدرجة من الاحساس بقذارة المعصية ـ فانه سوف لن يهم بالحرام فضلا عن الاقتراب من حدودها.
8لا بد من التحليق التصاعدى فى ليالى القدر ، ولعل ا! لحكمة فى سبق ليلة القدر الكبرى بليلتين - وهى ليلة الجهنى التى اشار اليها المصطفى (ص) - هو خلق مثل هذا الاستعداد النفسي فى نفوس العباد.. وعليه فمن تكاسل فى الليلتين السابقتين قد لا يوفق لتحقيق الجو الفاعل والمغير لمسار العبد فى حركة الحياة فى تلك الليلة المصيرية من السنة .
9من المهم ان يستذكر العبد حقيقة ان المقدرات تكتب فى ليلة القدر ، ويا ليت الامر كان منحصرا بما يعود الى الدنيا : مرضا وفقرا وموتا وما شابه ذلك ، بل ان الامر يتعدى ذلك ليشمل السعادة الابدية ورضا المولى عنه والذى يترشح منه كل بركة فى هذا الوجود.. ومن هنا كان على العبد ان يعيش حالة الوجل والخجل - وخاصة قبيل الفجر حيث ينتهى السلام الالهى - وخاصة فى فجر الليلة الثالثة والعشرين ،حيث يحس العبد بانتهاء تلك الهالة القدس! ية التى كان يلف الشهر الكريم من اوله .
10على العبد ان يبحث دائما فى سيره المعنوى عن ملكوت الامور ومنها الطاعات ، فهل فكرنا فى ملكوت ليلة القدر؟!..اذ انه لا نعلم ليلة تشهد ازدحاما لمواكب الملائكة والروح كتلك الليلة المباركة .. ومن الممكن ان يصل العبد الى مثل هذا الملكوت المحجوب عن عامة الخلق ، وذلك يتقديم الطلب الاكيد من مولاه مع الصدق فى اثبات العبودية له ، ليريه شيئا مما ارى خليله ابراهيم (ع) من ملكوت السماوات والارض .. فان الناس لم يعلموا الا ظاهرا من الحياة الدنيا ، فكيف بباطن الاخرة ؟!
ولنحقق اخيرا شعار : خير رمضان مر علينا ، ! وخير ليلة قدر مرت علينا ..فان المغبون من تساوى شهراه ، كما ان المغبون من تساوى يوماه واخيرا نقول : اللهم هب لنا فى ليلة القدر خير ما وهبت لاحد من عبادك الصالحين ، فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب .
,
وكل عام وانتم بخير -- الله يتم علينا الشهر الكريم - اللهم اغفر ذنوبنا ورحمنا يا ارحم الراحمين --يارب العالمين
اخيكم علي العجمي
اللهم صل على محمد وآل محمد
بيان هام فى ليلة الجائزة الكبرى
ان المؤمنين ينتظرون عاما كاملا ، ليستقبلوا هذه الليالى المباركة التى تعد محطة نقلة نوعية لمسيرة العبد فى الحياة .. ومن هنا استعمل القرآن الكريم التعبير بـ ( وما ادراك ) والتى تستعمل عادة لبيان حقيقة القيامة وما يجرى فيها من اهوال ، ومن هنا يعلم ان حقيقة ليلة القدر من الغيب الذى لا يحيط البشر بكنهه! .. ولكن الملاحظ - مع الاسف - ان الفرصة فيها تمر مر السحاب ، وهذه طبيعه بنى آدم الملازمة للخسران كما يذكره القران الكريم .. والشيطان له همته فى ان يصرف العبد عن المسيرة الصحيحة والتوبة الصادقة فى مثل هذه الليالى المصيرية ، والتى من الممكن ان تبدل ديوان العبد من الشقاء الى السعادة .. ومن هنا نود ان نعرض لكم هذه التوصيات العاجلة بهذه المناسبة :
1ان البعض يعتقد بان عنوان ( خير من الف شهر) خاص بالاجر والحال انه من الممكن ان يحقق العبد القرب الذى يريد ان يحققه تجاه الرب المتعال خلال ثلاث وثمانين سنة من المجاهدة ، وذلك بالالتجاء الى ربه فى تلك الليلة التجاء العبد الغريق ، فيحقق من درجات القرب الروحى - لا الاجر المادى حتى الاخروى منه - ما لا ينال فى سنوات كثيرة ، ومن الممكن ان نقول بان الله تعالى جعل تلك الليلة خيرا من الف شهر ، وهذا لا ينافى ان تكون هذه الليلة للبعض ارقى من الاف الشهور ، لان الاية لم تحدد السقف الاعلى للفضل !.
2! ليلة القدر مرتبطة بحركة الانسان طوال العام فلا يتوقع ان يستفيد الغافلون طوال العام الكثير من المكاسب الاستراتيجية فى هذه الليلة ، فان شانها شان الصلاة الخاشعه ، فالذى لم يحسن فن التعامل مع ربه خارج الصلاة ، لا يمكنه ان يكون مقبلا فى خصوص صلاته مبتورة عن حركته فى ساحة الحياة !.. والذى كان بعيدا عن ربه طوال العام ، كيف يحدث حركة جوهرية فى ليلة واحدة ؟!.
3من الضرورى ان نتهيا لمثل هذه الليلة الحاسمة قبل دخول الوقت : تقليلا من الطعام فى اول الليل ، واراحة للبدن قبلها فى النهار، وتقليلا للمعاشرات المستلزمة للدخول فى الحرام او ما لا يعنى العبد ، ومراقبة للسلوك فى نهار ليلة القدر ، وعدم التورط فى اية معصية ولو صغيرة فى خصوص هذه الليالى والاي! ام ، وذلك ليمكن احياء تلك الليلة المباركة كما يريدها الله تعالى بجد ونشاط .. ومن المعلوم ان النبى (ص) كان يشد المئزر فى مثل هذه الليالى ليتفرغ لاغلى المكاسب والمواهب فى عالم الوجود! .. ومن المناسب للمؤمن ان يكون فى حل من الارتباط الوظيفى او الدراسي - مع الامكان- تشبها بنبى الامة (ص) .
4من الضرورى ان نهتم بجانب الكيف الى جانب الاحياء الكمى فى تلك الليلة ، فان ركعتين مقتصدتين خير من قيام الليل كله ، والقلب ساه كما يفهم من بعض الروايات .. فالمهم ان يمتلك العبد تلك الساعة الذهبية فى هذه الليلة والتى يرق فيها قلبه ويجرى دمعه ليقال له : دونك دونك فقد قصد قصدك !!
5من اللازم الجمع بين الاحياء فى جمع من المؤمنين - فان طبيعه الاجتماع مع الاخوة لها تاثيرها فى فتح ابواب الرحمة وتشديد الاستجابة كما يفهم من الروايات الواردة - وبين المناجاة فى الخلوات حيث انها ابعد من الرياء ، وفيها تعويد للعبد ان يتعلم طريقه االحديث العاطفى البليغ مع مولاه ، حيث شاء من ساعة ليل او نهار.
6من اجل الاعمال وارقاها فى هذه الليلة هو الدعاء لفرج المولى الغريب (ع) الذى بفرجه تنكشف الغمة عن قاطبة سكان الارض ، ولا بد من المبالغه فى ذلك كما وكيفا .. وهنئيا لمن رد امام زمانه له الجميل وذلك من خلال دعوته التى! لا ترد ، اذ شتان بين دعوة افضل خلق الله تعالى فى زمانه ، وبين اكثرهم بعدا منه !!
7من افضل علامات القبول لمجمل اعمال شهر رمضان وخصوص ليلة القدر ، هو الاحساس بالتحول الجوهرى من الاعماق لا تركا للحرام فحسب ، وانما كرها واستقذارا للمنكر ـ فان من وصل الى هذه الدرجة من الاحساس بقذارة المعصية ـ فانه سوف لن يهم بالحرام فضلا عن الاقتراب من حدودها.
8لا بد من التحليق التصاعدى فى ليالى القدر ، ولعل ا! لحكمة فى سبق ليلة القدر الكبرى بليلتين - وهى ليلة الجهنى التى اشار اليها المصطفى (ص) - هو خلق مثل هذا الاستعداد النفسي فى نفوس العباد.. وعليه فمن تكاسل فى الليلتين السابقتين قد لا يوفق لتحقيق الجو الفاعل والمغير لمسار العبد فى حركة الحياة فى تلك الليلة المصيرية من السنة .
9من المهم ان يستذكر العبد حقيقة ان المقدرات تكتب فى ليلة القدر ، ويا ليت الامر كان منحصرا بما يعود الى الدنيا : مرضا وفقرا وموتا وما شابه ذلك ، بل ان الامر يتعدى ذلك ليشمل السعادة الابدية ورضا المولى عنه والذى يترشح منه كل بركة فى هذا الوجود.. ومن هنا كان على العبد ان يعيش حالة الوجل والخجل - وخاصة قبيل الفجر حيث ينتهى السلام الالهى - وخاصة فى فجر الليلة الثالثة والعشرين ،حيث يحس العبد بانتهاء تلك الهالة القدس! ية التى كان يلف الشهر الكريم من اوله .
10على العبد ان يبحث دائما فى سيره المعنوى عن ملكوت الامور ومنها الطاعات ، فهل فكرنا فى ملكوت ليلة القدر؟!..اذ انه لا نعلم ليلة تشهد ازدحاما لمواكب الملائكة والروح كتلك الليلة المباركة .. ومن الممكن ان يصل العبد الى مثل هذا الملكوت المحجوب عن عامة الخلق ، وذلك يتقديم الطلب الاكيد من مولاه مع الصدق فى اثبات العبودية له ، ليريه شيئا مما ارى خليله ابراهيم (ع) من ملكوت السماوات والارض .. فان الناس لم يعلموا الا ظاهرا من الحياة الدنيا ، فكيف بباطن الاخرة ؟!
ولنحقق اخيرا شعار : خير رمضان مر علينا ، ! وخير ليلة قدر مرت علينا ..فان المغبون من تساوى شهراه ، كما ان المغبون من تساوى يوماه واخيرا نقول : اللهم هب لنا فى ليلة القدر خير ما وهبت لاحد من عبادك الصالحين ، فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب .
,
وكل عام وانتم بخير -- الله يتم علينا الشهر الكريم - اللهم اغفر ذنوبنا ورحمنا يا ارحم الراحمين --يارب العالمين
اخيكم علي العجمي