كل عام وانتم بخير

رُوِيَ عن أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) أنه قالَ : إنَّما هُوَ عِيدٌ لِمَن قَبِلَ اللَّهُ صِيامَهُ و شَكَرَ قِيامَهُ .
وَ رُوِيَ عنهُ ( عليه السَّلام ) أيضاً أنه قالَ : ألا و إنَّ هذا اليَومَ يَومٌ جَعَلَهُ اللَّهُ لَكُم عِيداً و جَعَلَكُم لَهُ أهلاً، فَاذكُرُوا اللَّهَ يَذكُركُم وَ ادْعُوهُ يَستَجِب لَكُم .
وَ رُوِيَ عن الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) أنه قالَ : إنَّما جُعِلَ يَومُ الفِطرِ العِيدَ لِيَكونَ لِلمُسلِمينَ مُجتَمَعاً يَجتَمِعُونَ فيهِ و يَبرُزونَ لِلّهِ فَيُمَجِّدُونَهُ عَلى‏ ما مَنَّ عَلَيهِم .
فنسأل الله عَزَّ و جَلَّ أن يُبارك للأمة الإسلامية هذا العيد السعيد فنقول : اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِا فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَخْرِجْنِا مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

تحليل علمي لترائي هلال شوال

تحليل علمي لترائي هلال شوال سراب قطبي أربك صيامنا بصورة خيالية للقمر

في تحليل علمي يحاول الدكتور البحريني وهيب الناصر بيان ما شاب ترائي هلال شوال من خداع بصري وقال: ان ظاهرة السراب الصحراوي او السراب الداخلي مألوفة لدينا نحن المسلمون لورود ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: «والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفّاه حسابه والله سريع الحساب« (النور 39)، وهي ظاهرة تحدث بسبب انكسار شعاع الضوء بسبب مروره من وسط دافىء الى وسط بارد، لذا تبدو الاجسام أسفل من موقعها الحقيقي. ويقول: ولكن هناك ظواهر ذات صلة بالسراب، فمثلا نرى الهضاب في الافق تبدو وكأنها جبال شاهقة، أو أحيانا نرى قاربا وهو معلق في السماء في وضع مقلوب وأحيانا في وضع معتدل، هذه كلها خدع بصرية بسبب انكسار الضوء لانتقاله من وسط دافىء الى وسط حار أو بالعكس.

فالضوء ينتقل بسرعة معينة بحسب كثافة الوسط الشفاف، فتتغير سرعته عندما ينتقل من الهواء الى بلورات الثلج، وعندها يعاني انكسارا في الحدود بين طبقتين مختلفتي الحرارة. فالهواء الكثيف الثقيل يكسر شعاع الضوء بالقرب منه اما الهواء الخفيف فانه يكسر الضوء بعيدا عنه، لهذا السبب فاننا عندما نرى قرص الشمس قد غطس في الافق فانه قد غطس حقيقة قبل دقيقتين ــ وهذا يتم احتسابه عند الفلكيين عند تحديد مواقيت الصلاة. وكلما كان هناك تغير في كثافة عمود من الهواء (وبالتالي حرارة الهواء) ــ أي كلما ارتفعنا عن سطح البحر كلما زادت درجة الحرارة (انقلاب حراري) فان مسار شعاع الضوء سيعاني انكسارا، أي سيكون مساره غير مستقيم!! وفي ضوء ذلك ــ يقول د. وهيب يكون الالتواء او الانحناء دائما باتجاه الكتل الهوائية الباردة ذات الكثافة العالية، فعندما يكون الهواء البارد قريبا من سطح الارض ويعلوه هواء دافىء فان شعاع الضوء ينحني باتجاه سطح الارض مما يسبب خداعا بصريا فنرى الاجسام وكأنها فوق موقعها الحقيقي. فمن كان في البحر في المناطق الباردة جدا فانه سيرى السفن وكأنها معلقة في الجو، وأحيانا يرى المنازل وكأنها مقلوبة في الجو، وهذه ظاهرة تسمى الترفيع، وهو نوع من السراب الخارجي. كما اننا نرى أحيانا منارات السفن تبدو وكأنها شاهقة الارتفاع، والهضاب تبدو وكأنها جبال هائلة، وهذه تسمى التبريج، وأحيانا تبدو الاجسام أقصر من حجمها الاصلي. وفي المناطق القطبية يتكرر حدوث السراب القطبي أو بمثل تكرار حدوث السراب الصحراوي عندنا في الخليج العربي. وهذا الخداع هو سبب رئيسي لاكتشاف المناطق القطبية إذ كان الرحالة يرون كتل الثلج البسيطة وكأنها جبال ضخمة هائلة وكأنها ممتدة على الساحل، وأحيانا تبدو الاجسام أكثر قربا، أو يعتقد القبطان انه قريب من الساحل بينما هو في الحقيقة بعيد عنه. وعندما ترتفع درجة حرارة الهواء بمعدل 11 درجة مئوية لكل 100 متر علوا، فان أفق الارض يبدو مسطحا وليس كرويا أو مقوسا. ولو زاد هذا الانقلاب الحراري ــ أي زادت الحرارة بمعدل 18 درجة مئوية لكل 100 متر علوا، فان أفق الارض سيبدو مرتفعا أي وكأنه صحن رأسي!! ويرى الدكتور وهيب انه غالبا ما يحدث السراب القطبي بدءا من وقت غروب الشمس حتى الفجر أو شروق الشمس. وهذا يجعل انارة السيارات والمنازل تنكسر فتبدو عالية في السماء فيعتقد الكثيرون انهم رأوا طبقا طائرا. وأنا شخصيا تسلمت مكالمات كثيرة من البحرين تستفسر عن رؤية اضاءات غريبة في السماء، وهي في الحقيقة اضاءات لبعض الاجسام او المراكب او المصانع البعيدة على سطح الارض وخارج مد البصر فتظهر في أعلى السماء بسبب ظاهرة الانقلاب الحراري (الذي يتكرر كثيرا في دول الخليج، وهناك أطروحة ماجستير عن هذا الانقلاب صادرة من جامعة الخليج العربي- البحرين). وعليه ــ مازال حديث الدكتور وهيب مستمرا ــ واستنادا الى هذه الظاهرة، فان ما تم مشاهدته في أفق المملكة العربية السعودية (الشهود الاربعة) برؤية هلال شوال مساء الجمعة، حيث يغرب الهلال قبل غروب الشمس بحوالي 10 دقائق، ربما كانت مناطق حدث فيها الانقلاب الحراري، فظهر الهلال في السماء فوق موقع غروب الشمس وكان مقلوبا ــ أي يرى في السماء وكأنه هلال مستوي أو كالفم الباسم. ويؤكد الباحث ان كافة حسابات الفلكيين كانت تشير الى ان غروب القمر في مكة (والسعودية بأكملها) يسبق غروب الشمس بحوالي 10 دقائق مساء يوم الجمعة 12 نوفمبر فتستحيل رؤية الهلال، وهذا يعني ان الشهود في المملكة قد رصدوا صورة خيالية للقمر بسبب ظاهرة السراب القطبي! وهذا هو السراب القطبي الذي ربما سبب ارباكا للناس وأضاع منهم يوم صوم!! تجدر الاشارة الى ان من يتابع أطوار القمر، هذه الايام، يراها صحيحة (وهي كذلك) ويحسب انا افطارنا يوم السبت كان صحيحا وذلك لان ولادة هلال شوال فلكيا، من دون اشتراط الرؤية، حدثت قبل غروب شمس يوم الجمعة (الساعة 5.27 مساء)، بحسب معايير الفلكيين. ولكن الفلكيين مرتبطون بمعايير رجال الشريعة الذين يشترطون رؤية الهلال، بعد ولادته فلكيا، في الافق، أي يجب ان يغرب الهلال بعد غروب الشمس، وفق توصيات الاجتماع السابع للجنة توحيد الاهلة عام 1998م في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية برعاية من منظمة المؤتمر الاسلامي.