[frame="7 80"][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]قيل: إنّه إقترح بعض رجال الدين على المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي (قدس سره) - قائد ثورة العشرين ضد الإحتلال البريطاني - الإقتراح التالي قائلاً: انكم أسوة للناس وقدوتهم لكل خير، ولذا من الأفضل ان تقبّلوا عتبة الإمام الحسين (ع) حتى يتعلم الناس هذا التأدّب منكم.
فأجاب الميرزا قائلاً اني أقبّل عتبة العباس (ع) والحر (ع) فكيف بالإمام الحسين (ع)؟ وهكذا كانوا يعلمون الناس التوجه إلى قادة الإسلام وأئمة المسلمين من أهل بيت رسول اللّه (ص).
*ونقل لي والدي (رحمه اللّه تعالى) عن عمي السيد ميرزا عبد اللّه (قدس سره) الذي كان ملازماً للميرزا(2)- علماً بأن الميرزا (قدس سره) من أخوال والدي وعمي - انه مع طول ملازمته للميرزا لم تقع عينه في عيني الميرزا إلا مرّتين، حيث ان الميرزا كان شديد الحياء، كبير التواضع، كثير الفكرة، مطراقاً لا يرفع رأسه حتى مع من يريد ان يكلمه إلا نادراً، ولذلك لم تقع عين أحد في عينيه عادة.
*ونقل لي والدي (قدس سره) أيضاً: بأنّ الميرزا إنحرفت صحته وتدهور مزاجه وحاله، وإتفق ان أهله سافروا مدينة بلد لزيارة السيد محمد أخ الإمام الهادي (ع) فأخذ عمي المذكور يباشر إدارة أموره الداخلية ويهيّء له طعامه وشرابه معتنياً به في ذلك من حيث الجودة والتركيز، فتحسّنت حاله وإعتدلت صحته، وتبيّن ان الإنحراف في صحته إنما كان قد نشأ من سوء التغذية، ومن عدم التركيز في الطعام الذي كان يقدم إليه، ولم يكن من عادته ان يأمر أحداً بشيء إطلاقاً وخاصة في مجال الغذاء واللباس وما أشبه ذلك مما يخصّه.
*ونقل أحد علماء النجف الأشرف قائلاً: صحبت أنا وجماعة، الميرزا محمد تقي الشيرازي (قدس سره) ذات مرة إلى زيارة مسجد السهلة، وبعد ان أتم أعماله خرج وخرجنا معه بإتجاه مسجد الكوفة، ولما إبتعدنا مقداراً عن المسجد، إذا به يبحث عن شيء ويلتفت يميناً ويساراً، فسألناه عما إذا فقد شيئاً، فلم يجبنا بشيء، وإنما رجع إلى ورائه حتى دخل المسجد وجاء إلى مكانه الذي كان قد جلس فيه، وإذا بقلمه ومحبرته قد نسيهما هناك، فأخذهما وإلتحق بنا، ثمّ لما سألناه أرانا القلم والمحبرة وقال: قد نسيتهما في مكاني فرجعت وأخذتهما. فتبين لنا انّه من عفّة نفسه لم يحب تكليف أحد حتى بمثل هذا التكليف البسيط.
*وحكى أحد تجار كربلاء المقدسة وكان وكيلاً في توزيع الخبز من قبل الميرزا (قدس سره) قائلاً: وكنت ذات مرّة قد أتيت إلى دار الميرزا للمحاسبة، فلم أجده، فإحتملت ان يكون على السطح فصعدت السطح فإذا بي أراه مفترشاً جبهته الأرض، ساجداً للّه تعالى وهو يبكي ويناجي ربه، قال: فقلت في نفسي: لعله لا يحب أن أراه بهذه الحالة، فرجعت إلى صحن الدار وأخذت أناديه برفيع صوتي، فقال: من المنادي؟ قلت: أنا، فأذن لي بالصعود إليه بعد ان قام ولبس عباءته وقبائه وعمامته ورادئه ومسح دموع عينيه وتراب وجنتيه، فصعدت فرأيته في حالة طبيعية، فصفيت حسابي معه وودّعته وخرجت.
إلى غير ذلك من أحواله العجيبة وزهده وورعه وتقواه، حتى قال أحد تلامذته، كنا إذا سُئِلنا عن عدالة الميرزا، نقول لهم: إسألوا عن عصمته الصغرى(3)؟
[/grade][/frame]
فأجاب الميرزا قائلاً اني أقبّل عتبة العباس (ع) والحر (ع) فكيف بالإمام الحسين (ع)؟ وهكذا كانوا يعلمون الناس التوجه إلى قادة الإسلام وأئمة المسلمين من أهل بيت رسول اللّه (ص).
*ونقل لي والدي (رحمه اللّه تعالى) عن عمي السيد ميرزا عبد اللّه (قدس سره) الذي كان ملازماً للميرزا(2)- علماً بأن الميرزا (قدس سره) من أخوال والدي وعمي - انه مع طول ملازمته للميرزا لم تقع عينه في عيني الميرزا إلا مرّتين، حيث ان الميرزا كان شديد الحياء، كبير التواضع، كثير الفكرة، مطراقاً لا يرفع رأسه حتى مع من يريد ان يكلمه إلا نادراً، ولذلك لم تقع عين أحد في عينيه عادة.
*ونقل لي والدي (قدس سره) أيضاً: بأنّ الميرزا إنحرفت صحته وتدهور مزاجه وحاله، وإتفق ان أهله سافروا مدينة بلد لزيارة السيد محمد أخ الإمام الهادي (ع) فأخذ عمي المذكور يباشر إدارة أموره الداخلية ويهيّء له طعامه وشرابه معتنياً به في ذلك من حيث الجودة والتركيز، فتحسّنت حاله وإعتدلت صحته، وتبيّن ان الإنحراف في صحته إنما كان قد نشأ من سوء التغذية، ومن عدم التركيز في الطعام الذي كان يقدم إليه، ولم يكن من عادته ان يأمر أحداً بشيء إطلاقاً وخاصة في مجال الغذاء واللباس وما أشبه ذلك مما يخصّه.
*ونقل أحد علماء النجف الأشرف قائلاً: صحبت أنا وجماعة، الميرزا محمد تقي الشيرازي (قدس سره) ذات مرة إلى زيارة مسجد السهلة، وبعد ان أتم أعماله خرج وخرجنا معه بإتجاه مسجد الكوفة، ولما إبتعدنا مقداراً عن المسجد، إذا به يبحث عن شيء ويلتفت يميناً ويساراً، فسألناه عما إذا فقد شيئاً، فلم يجبنا بشيء، وإنما رجع إلى ورائه حتى دخل المسجد وجاء إلى مكانه الذي كان قد جلس فيه، وإذا بقلمه ومحبرته قد نسيهما هناك، فأخذهما وإلتحق بنا، ثمّ لما سألناه أرانا القلم والمحبرة وقال: قد نسيتهما في مكاني فرجعت وأخذتهما. فتبين لنا انّه من عفّة نفسه لم يحب تكليف أحد حتى بمثل هذا التكليف البسيط.
*وحكى أحد تجار كربلاء المقدسة وكان وكيلاً في توزيع الخبز من قبل الميرزا (قدس سره) قائلاً: وكنت ذات مرّة قد أتيت إلى دار الميرزا للمحاسبة، فلم أجده، فإحتملت ان يكون على السطح فصعدت السطح فإذا بي أراه مفترشاً جبهته الأرض، ساجداً للّه تعالى وهو يبكي ويناجي ربه، قال: فقلت في نفسي: لعله لا يحب أن أراه بهذه الحالة، فرجعت إلى صحن الدار وأخذت أناديه برفيع صوتي، فقال: من المنادي؟ قلت: أنا، فأذن لي بالصعود إليه بعد ان قام ولبس عباءته وقبائه وعمامته ورادئه ومسح دموع عينيه وتراب وجنتيه، فصعدت فرأيته في حالة طبيعية، فصفيت حسابي معه وودّعته وخرجت.
إلى غير ذلك من أحواله العجيبة وزهده وورعه وتقواه، حتى قال أحد تلامذته، كنا إذا سُئِلنا عن عدالة الميرزا، نقول لهم: إسألوا عن عصمته الصغرى(3)؟
[/grade][/frame]
تعليق