نص السؤال الذي قدمه لفيف من المؤمنين من خارج العراق إلى سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الشيخ بشير حسين النجفي دام ظله الوارف بخصوص الحوزة العلمية في النجف الأشرف وقد أجاب سماحته عليه موضحاً أبعادها التاريخية والمستقبلية. نسأل الله سبحانه أن يمد في عمره الشريف ويمنحه التأييد .
سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير
الشيخ بشير النجفي
دمتم للمسلمين
مازلنا نسمع ونلمس عن اهتمامك بالحوزة العلمية في النجف الأشرف وسمعنا كثيراً أنك تفضلها على حوزات العالم وتدعو رواد العلم إلى الالتحاق بركبها فلو سمحت لنا بما يحث الطلبة على المجيء إلى النجف الأشرف وإرواء غليلهم من نمير العلم بكؤوسها المترعة ولكم منا خالص الدعاء.
جملة من المؤمنين
من خارج العـــــــــــــــراق
نص الجواب
الحمد لله على هدايته لدينه والصلاة والسلام على النبي الأعظم الذي أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون وعلى آله الهداة الأئمة الأمناء، قادة الأمم وسادة الأبرار الميامين واللعنة الدائمة على شانئيهم إلى يوم الدين. وبعد ...
قد تواترت إليّ أسئلة حول سبب اهتمامي وحرصي على الحوزة في النجف الأشرف صانها الله من ريب الدهور تحت رعاية ولي الله الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء وإني لم آل جهداَ في كل مناسبة أتيحت لي الفرصة فيها للتنويه بشرف هذه الحوزة والإشارة إلى جلالة قدرها وعظم شأنها ورساخة قواعدها ونزاهة مقاصدها وعلو قدر خادميها من لدن المنشط الأول لها شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( رضوان الله تعالى عليه وسقى ضريحه بشأبيب رحمته) إلى يومنا هذا ولا أقصد بذلك ولاأعني الإسائة أو الاستقلال لسائر الحوزات التي مازالت تعمل جاهدة لخدمة الدين وساعية في تربية الأجيال من افلاذ المذهب الجعفري بل لا استقل قدر تلك الحوزات التي أفل نجمها مثل الحوزة التي كانت في الكاظمية المحروسة أو التي كانت في رحاب الحلة من أرض الرافدين فإنها كلها أدت أدوارا ولكن ذهبت بيد الظروف القاسية نرجو الله تعالى أن يعيد شبابها ومن تلك الحوزات كالتي كانت في (حلب) وقد برز منها كثير من أعلام الفقه الجعفري مثل علماء بني زهرة وبعض علماء جبل عامل والحاصل أن الإشادة بعظمة الحوزة النجفية لايعني بوجهٍ النيل أو الإساءة إلى أية حوزةٍ في العالم قد قيل ـ إثبات الشيء لايدل على نفي ما عداه ــ وأما سبب إصراري على إعتقادي بشرافة الحوزة النجفية وجلالة قدرها فيكفي في ذلك إعتراف الكل حتى الذين لم تسنح لهم الفرصة للاستقاء من بحرها الموّاج بجلالة قدرها ويكفينا كونها في رحاب وأحضان ولي الله الأعظم يستنشق أربابها الهواء المتفاعل بقبة باب مدينة العلم ويستلمون ضريحه المقدس وهم يعبّون عبير العلم من سيد الأوصياء وأبي الأئمة النجباء وخير الخلائق بعد النبي (ص) ومعلوم أن الهواء الذي يتفاعل بقبة سيد الأوصياء ويمر من خلال شباك ضريح أبي الأئمة وباب مدينة العلم لا يوجد مثل هذا الهواء في أي منطقة من العالم والغبار الذي يتكون ويثار في أزقة النجف التي احتضنت أجساد الآلاف بل الملايين من شيعة أهل البيت عليهم السلام والغفير من علماء الفقه الجعفري لا يوجد نظيره في العالم فالذرة من هذا الغبار الذي نتشرف بوقوعه على أجسادنا وعلى وجوهنا وتكتحل به عيوننا ما يدرينا لعله جزء من صدر عالم أو خد سيدٍ من أولاد الرسول الأعظم (ص) أو من عين علوية دفنت في رحاب جدها أمير المؤمنين (ع) وقد ورد ان الصلاة عند أمير المؤمنين(ع) بمائتي ألف صلاة( 1) وتمتاز الحوزة النجفية المقدسة بانحصار سعي روادها ورعاتها في نشر الفقه الجعفري بعيدين عن الأغراض السياسية الضيقة على اختلاف أنواعها ولذلك أمنع طلاب الحوزة من أن يخلطوا بين مقصد الحوزة والمقاصد الأخرى فإنّ مقصدها ينحصر في تربية العلماء وإشادة نفوس
الفقهاء وترويض العقول لتصبح طوع الدين الحنيف وتتكون منها أنوار مضيئة للعالم في طول الأجيال القادمة كما كانت إلى أن يظهر وليها فيتسلم زمامها .
وأعلم ياأخي السائل إنّ الله قد ميّز هذه الحوزة بأن جعل البلاد العربية مهواها ومستقرها وكما اكرمها من قبل بان جعل بلادها ولغتها مغرس الدين الحنيف ومنطلق انوار الشريعة المحمدية الغراء وحملة الأحكام الإلهية إلى العالم وقد شرف الله الطبيعة العربية بخصال أربعة منذ فجر التأريخ حتى قبل بزوغ شمس الإسلام فجاء الدين القويم ليؤكد على هذه الخصال الحميدة ولا بأس بالإشارة إلى بعض منها.
فإحداها - خصلة الشجاعة - فقد كانت
العرب خير ماتفتخر به رجالها هي الشجاعة حتى النساء كانت تعير الجبان ولاترضى به رفيقاً لحياتها وزوجاً تلوذ إليه وتحتمي به وكانت تطأطأ رأسها خجلاً إذا شمت رائحة الجبن لدى زوجها بل تسعى إلى الفراق منه وقصة زوجة الحجاج بن يوسف الثقفي وهجوها له وتعييرها له بالجبن وقصة عمرو بن عبد ود العامري حين أشرف على الخندق الحائل بين
جيش الكفر وجيش الإسلام مشهورة بقو له (إنها مكيدة لم تكن العرب تكيدها)(2)
ويذكر التأريخ أن أخت عمرو حينما ورد إليها خبر مقتله قالت : من تجرأ على قتله؟ قيل إنه علي بن أبي طالب (ع) فإمتنعت عن البكاء وأنشدت تقول:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله
كـنت أبـكي عـليه آخـر الأبد
لـكن قـاتلـه مـن لا يـعـاب به
قد كان يدعى أبوه بيضة البلد(3)
وجاء الإسلام فأكد على الشجاعة وتوعد على الفرار من الزحف بقو له سبحانه[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَار وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فئة فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ](4) ومقولة الإمام زين العابدين (ع) لابن مرجانة (أبالقتل تهددني يابن زياد اما علمت ان القتل لنا عادة، وكرامتنا الشهادة)(5) وقد افتخر المعصوم بهذا المعنى والقول المنسوب لسيد الشهداء(ع) .
الموت أولى من ركوب العار
والعار خير من دخول النار(6)
واكتفاء سيد الأولياء بدرع صغير يحمي صدره فقط لانه لا يعطي لمحارب ظهره
كل ذلك نماذج وهي خير شواهد وهذا لا يعني وجود شذاذ وإنما كلامنا حول الطبيعة على وجه العموم كما لا يعني ذلك فقدان هذه الخصلة عند باقي الطوائف من البشر.
والخصلة الثانية : حسن الجوار والامتناع عن القتل غيلة وقصة مجير الجراد(7) معروفة وكان الشعراء يعيبون من لا يحمي جواره وكانوا يفتخرون بالقيام بهذه الوظيفة الشريفة المطلوبة من كل ذي كرامة وجاء الإسلام فأكد عليها فان العدو التقليدي للإسلام بل أول من حاربه الإسلام هو الشرك لقو له صلى الله عليه وآله وسلم (قولوا لا إله الا الله) ومع ذلك قال الله سبحانه وتعالى [ وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ](8) وقصة إطعام زين العابدين (ع) لحرملة عليه لعائن الله قاتل عبد الله الرضيع معروفة والشواهد على حسن الجوار قد ملأت صفحات التاريخ .
الخصلة الثالثة: الجود والسخاء وكرم الضيافة فانك تجد إذا تأملت سير التاريخ اهتمام العرب وشعرائهم بالقرى وحسن الضيافة حتى كانت تشعل النيران على أمكنة مرتفعة من الحي في سدف الليل ليهتدي الضيف بها إليهم وهذه خليقة سنها الأنبياء ولا سيما خليل الرحمن إبراهيم (ع) بين العرب حينما انزل ذريته فيهم في جوار بيت الله الحرام ونجد ألسنة الشعراء تقرض بقسوة البخيل فضلاً عن اللئيم وجاء الإسلام فذم البخلاء في سورة الماعون بقو له سبحانه [وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ] وقو له سبحانه في موضع آخر [ وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ](9) ومدح الكرماء بقو له [ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ](10) وغيرها
من الآيات يعلمها كل ذي اطلاع.
والخصلة الرابعة: الغيرة على الشرف والاهتمام بجانب الناموس بحيث يستهين العربي بكل شيء تجاه هذا الأمر المهم ولذلك ربما كان يدفن الوالد كريمته حية وهو يذرف الدموع عليها خوفاً ان يغير عدوه عليه وعلى عشيرته فتسترق وتستهان كرامتها ويسحق شرفها وجاء الإسلام فربط الغيرة على الشرف بالإيمان وأكد على ان قوة إيمان الإنسان مرتبطة بقوة غيرته على شرفه فعن رسول الله الأعظم (ص) قو له (الغيرة من الإيمان والبذاء من الجفاء)(11) وقو له(ص)
(رحم الله أبي إبراهيم انه كان غيوراً وانا أغير منه)(12) ولكن الإسلام عالج هذه الغيرة بحكمة سليمة وهي الإسراع في تزويج
البنت وحث اباها على ذلك ورغبّه في ان تجد كريمته الحمرة الأولى في بيت زوجها وهكذا تميزت الطبيعة العربية باجتماع هذه الخصال الحميدة وجعل الله تعالى أصحاب هذه الفطرة حماة ورعاة للنجف الأشرف وأؤكد مرة أخرى انني لا اقصد بهذا إلا إبراز بعض لوامع النجف الأساسية والجوانب المضيئة لخصائصه الجغرافية المحيطة به ولا يعني ذلك ابداً فقدان هذه الصفات كلها في غير العرب .
والذي يميز النجف من حيث الجو الدراسي انه قد ثبت بالتجربة ان جهد الطالب النجفي في يوم واحد يوازي بل يفوق جهد الأسبوع لطالب في منطقة اخرى وهكذا اراد الله سبحانه ان تكون الحوزة النجفية مصونة مباركة تفيض انوار الفقه الجعفري على سائر الحوزات في العالم واعلم ان الحوزات الاخرى المنتشرة في العالم وان تميزت بالكثرة بالعدد الا ان الحوزة النجفية تميزت بالكيف وهو الذي يهتم به الإسلام اكثر وكل ذي مسكة .
ويفتخر كل من درس في النجف على
من لم يوفق لذلك ويتمنى كل من حرم هذه الكرامة بقو له (ليتنا كنا في النجف)، واعلم ياأخي أن الله اكرمنا بأعظم النعم الا وهي الإهتداء إلى ولاية أهل البيت (ع) والأئمة كالنبي لايفرق في فيوضاتهم على العباد والبلاد بين حياتهم الظاهرية والحياة التي يعيشونها بعد ما يوافيهم الأجل المحتوم بالقتل أو بغيره فهم يفيضون انوارهم على العالم وعلى المحتفين بهم من القرب والبعد وقد ورد عن النبي(ص) أنه قال (( حياتي خير لكم ومماتي خير لكم فأما حياتي فإنّ الله هداكم بي من الضلالة وأنقذكم من شفا حفرة من النار وأما مماتي فإنّ اعمالكم تعرض عليّ فما كان من حسن استزدته الله لكم وما كان من قبيح إستغفرت الله لكم فقال له رجل من المنافقين وكيف ذلك يارسول الله وقد رممت ـ يعني صرت رميماً ـ فقال رسول الله (ص) كلا إن الله حرم لحومنا على الأرض فلا يطعم منها شيئاً)) (13) وفي حديث آخر قال النبي (ص) يوماً لأصحابه ((حياتي خير لكم ومماتي خير لكم فقالوا يارسول الله هذا حياتك نعم قالوا فكيف مماتك قال إن الله حرم لحومنا على الأرض أن يطعم منها شيئاً )) (14). وقد ثبت أن الحكم المذكور في قو له سبحانه [ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ
ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ](15). لايختص بحال حياته الظاهرية بل هذه نعمة ثابتة
لأمته بعد وفاته أيضاً.
وروي انه (ص) قال من سلم عليَّ عند قبري سمعته ومن سلم عليَّ من بعيد بلغته سلام الله عليه وآله(16).
وهذا المعنى ثابت للأئمة سلام الله عليهم فانهم يعرفون من يزورهم ويردون على من يسلم عليهم وإنما حجبت اسماعنا عن ان نحس وندرك رد سلامهم علينا.
وعلى هذا الأساس قول رسول الله(ص) في حق علي بن آبي طالب انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد العلم فليأتِ الباب(17).
((وفي لفظ آخر انا خزانة العلم وعلي مفتاحه فمن أراد الخزانة فليأتِ المفتاح. وفي ثالث أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليقتبسه من علي وقال (ص) علي خازن علمي وتارة اخرى انه عيبة علمي))(18).
فبما ان فيوض أمير المؤمنين (ع) لا يخص حياته الظاهرية فحكم النبي المذكور في هذا الحديث يعم ما بعد شهادته (ع) فعليه ليس هناك طريق اقرب وآمن واضمن للوصول إلى علم الدين من اللجوء إلى امير المؤمنين (ع) والاحتفاء بقبره الشريف والانتماء إلى الحوزة النجفية الشريفة
المحتمية بجواره المقدس فسلام الله عليه
يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث
بحياة اخروية.
فهلموا يارواد العلم رواد الفضيلة رواد الشرف رواد الفقه الجعفري حيى على خير العمل .
اللهم صن هذه الحوزة الشريفة من
أيادي العابثين وكيد الحاسدين وبغي الظالمين واحفظها بالأيادي الأمينة حتى
تمكنّ وليك الأعظم من الظهور والأخذ بزمامها والسلام على رواد الحوزة
العلمية في النجف وعلى مؤسسيها
وعلى حماتها ورعاتها وعلى ولي الله الأعظم الراعي الأساسي لها وعلى
سيد الأوصياء من قبل الحامي لها
وقد استجارت الحوزة به وهو افضل من يجير(19) ولا يجار عليه بعد الله وبعد
رسول الله الاعظم (ص) والحمد لله رب العالمين .
بشير حسين النجفي
نجف الأشرف ـ العراق
(1) كشف الغطاء عن مهمات الشريعة الغراء ص210.
(2) يعني العربي لايحارب إلا بالمواجهة وقد أشار القرآن إلى جبن أعداء الإسلام اليهود وغيرهم بقوله سبحانه [لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ] الحشر آية 14.
(3) جواهر الادب.
(4) الانفال آية 15 ، 16.
(5) البحار ج 45 ص118.
( ) مقتل الحسين(ع) لابي مخنف، ومقتل عبد الرزاق المقرم ص234.
(7) وقالوا:أحمى من مجير الجراد وهو مدلج بن سويد الطائي ـ وقيل حارثة أو جارية بن مر/حياة الحيوان للدميري ـ جراد.مستقصى الامثال ج1 ص87.
(8) التوبة آية 6.
(9) الحاقة آية 33.
(10) الذاريات آية 19.
(11) بحار الانوار ج103 ص250 عن نوادر
الراوندي ص36.
(12) الوسائل ج7 ص109، بحار الأنوار ج103 ص248 عن مكارم الأخلاق ص273.
(13) البحار ج 27 ص 299 عن بصائر الدرجات.
(14) المصدر السابق.
سنن ابن ماجة كتاب الجنائز ب 65.
سنن ابن ماجة كتاب الاقامة ب 79.
سنن ابي داود كتاب الصلاة ب 201.
سنن ابي داود كتاب الوتر ب 26 .
سنن النسائي كتاب الجمعة ب5.
سنن الدارمي كتاب الصلاة ب في فضل الجمعة.
مسند احمد بن حنبل ج4 ص8.
بل نقل في عون المعبود ـ الحاشية على سنن ابي داود عن ابن حجر المكي: ان ثبوت حياة الانبياء حياة بها يتعبدون ويصلون في قبورهم مع استغنائهم عن الطعام والشراب كالملائكة امرٌ لا مرية فيه.
وقال الشوكاني :بعد الاشارة إلى ـ هذه ـ الاحاديث فيها مشروعية الاكثار من الصلاة على
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة وانها تعرض عليه صلى الله عليه وآله وانه حي في قبره وقد اخرج ابن ماجة باسناد جيد انه صلى الله عليه وآله وسلم قال لابي الدرداء : (ان الله عز وجل حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء) وفي رواية للطبراني ( ليس من عبد يصلي عليّ الا بلغني صلاته قلنا وبعد وفاتك قال وبعد وفاتي ان الله عز وجل حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء) وقد ذهب جماعة من المحققين إلى ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي بعد وفاته وانه يسر بطاعة امته وان الانبياء لا يبلون مع ان مطلق الادراك كالعلم والسماع ثابت لسائر الموتى. وقد صح عن ابن عباس مرفوعاً ( ما من احد يمر على قبر اخيه المؤمن وفي رواية بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه الا عرفه ورد عليه). ولابن ابي الدنيا ( إذا مر الرجل بقبر يعرفه فيسلم عليد رد
عليه السلام وعرفه واذا مر بقبر لا يعرفه رد عليه السلام) وصح انه صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج إلى البقيع لزيارة الموتى ويسلم عليهم. وورد النص في كتاب الله في حق الشهداء انهم احياء يرزقون وان الحياة فيهم متعلقة بالجسد فكيف بالانبياء والمرسلين وقد ثبت في الحديث ( ان الانبياء احياء في قبورهم ) رواه المنذري وصححه البيهقي وفي صحيح مسلم (ج11 ص 133 مع شرح النووي) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( مررت بموسى ليلة اسرى بي عند الكثيب الاحمر وهو قائم يصلي في قبره).نيل الاوطار ج3 ص305.
(15) سورة النساء آية 64.
(16) البحار ج27 ص302.
(17) البحار ج40 باب من تاريخ أمير المؤمنين(ع). والمســـــتدرك على الصحيحين ج3 ص126.
الخطيب البغدادي ج4 ص348. وابن الأثير في أسد الغابة ج4 ص22. الرياض النضرة ج2 ص93. كنز العمال ج6 ص401. كنز الحقائق ص43. الصواعق المحرقة ص73.
(18) البحار ج40 باب 94 من تاريخ أمير المؤمنين (ع).
(19) بقبرك لذنا والقبور كثيرةٌ
ولكن من يحمي الجوار قليلُ
سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير
الشيخ بشير النجفي
دمتم للمسلمين
مازلنا نسمع ونلمس عن اهتمامك بالحوزة العلمية في النجف الأشرف وسمعنا كثيراً أنك تفضلها على حوزات العالم وتدعو رواد العلم إلى الالتحاق بركبها فلو سمحت لنا بما يحث الطلبة على المجيء إلى النجف الأشرف وإرواء غليلهم من نمير العلم بكؤوسها المترعة ولكم منا خالص الدعاء.
جملة من المؤمنين
من خارج العـــــــــــــــراق
نص الجواب
الحمد لله على هدايته لدينه والصلاة والسلام على النبي الأعظم الذي أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون وعلى آله الهداة الأئمة الأمناء، قادة الأمم وسادة الأبرار الميامين واللعنة الدائمة على شانئيهم إلى يوم الدين. وبعد ...
قد تواترت إليّ أسئلة حول سبب اهتمامي وحرصي على الحوزة في النجف الأشرف صانها الله من ريب الدهور تحت رعاية ولي الله الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء وإني لم آل جهداَ في كل مناسبة أتيحت لي الفرصة فيها للتنويه بشرف هذه الحوزة والإشارة إلى جلالة قدرها وعظم شأنها ورساخة قواعدها ونزاهة مقاصدها وعلو قدر خادميها من لدن المنشط الأول لها شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( رضوان الله تعالى عليه وسقى ضريحه بشأبيب رحمته) إلى يومنا هذا ولا أقصد بذلك ولاأعني الإسائة أو الاستقلال لسائر الحوزات التي مازالت تعمل جاهدة لخدمة الدين وساعية في تربية الأجيال من افلاذ المذهب الجعفري بل لا استقل قدر تلك الحوزات التي أفل نجمها مثل الحوزة التي كانت في الكاظمية المحروسة أو التي كانت في رحاب الحلة من أرض الرافدين فإنها كلها أدت أدوارا ولكن ذهبت بيد الظروف القاسية نرجو الله تعالى أن يعيد شبابها ومن تلك الحوزات كالتي كانت في (حلب) وقد برز منها كثير من أعلام الفقه الجعفري مثل علماء بني زهرة وبعض علماء جبل عامل والحاصل أن الإشادة بعظمة الحوزة النجفية لايعني بوجهٍ النيل أو الإساءة إلى أية حوزةٍ في العالم قد قيل ـ إثبات الشيء لايدل على نفي ما عداه ــ وأما سبب إصراري على إعتقادي بشرافة الحوزة النجفية وجلالة قدرها فيكفي في ذلك إعتراف الكل حتى الذين لم تسنح لهم الفرصة للاستقاء من بحرها الموّاج بجلالة قدرها ويكفينا كونها في رحاب وأحضان ولي الله الأعظم يستنشق أربابها الهواء المتفاعل بقبة باب مدينة العلم ويستلمون ضريحه المقدس وهم يعبّون عبير العلم من سيد الأوصياء وأبي الأئمة النجباء وخير الخلائق بعد النبي (ص) ومعلوم أن الهواء الذي يتفاعل بقبة سيد الأوصياء ويمر من خلال شباك ضريح أبي الأئمة وباب مدينة العلم لا يوجد مثل هذا الهواء في أي منطقة من العالم والغبار الذي يتكون ويثار في أزقة النجف التي احتضنت أجساد الآلاف بل الملايين من شيعة أهل البيت عليهم السلام والغفير من علماء الفقه الجعفري لا يوجد نظيره في العالم فالذرة من هذا الغبار الذي نتشرف بوقوعه على أجسادنا وعلى وجوهنا وتكتحل به عيوننا ما يدرينا لعله جزء من صدر عالم أو خد سيدٍ من أولاد الرسول الأعظم (ص) أو من عين علوية دفنت في رحاب جدها أمير المؤمنين (ع) وقد ورد ان الصلاة عند أمير المؤمنين(ع) بمائتي ألف صلاة( 1) وتمتاز الحوزة النجفية المقدسة بانحصار سعي روادها ورعاتها في نشر الفقه الجعفري بعيدين عن الأغراض السياسية الضيقة على اختلاف أنواعها ولذلك أمنع طلاب الحوزة من أن يخلطوا بين مقصد الحوزة والمقاصد الأخرى فإنّ مقصدها ينحصر في تربية العلماء وإشادة نفوس
الفقهاء وترويض العقول لتصبح طوع الدين الحنيف وتتكون منها أنوار مضيئة للعالم في طول الأجيال القادمة كما كانت إلى أن يظهر وليها فيتسلم زمامها .
وأعلم ياأخي السائل إنّ الله قد ميّز هذه الحوزة بأن جعل البلاد العربية مهواها ومستقرها وكما اكرمها من قبل بان جعل بلادها ولغتها مغرس الدين الحنيف ومنطلق انوار الشريعة المحمدية الغراء وحملة الأحكام الإلهية إلى العالم وقد شرف الله الطبيعة العربية بخصال أربعة منذ فجر التأريخ حتى قبل بزوغ شمس الإسلام فجاء الدين القويم ليؤكد على هذه الخصال الحميدة ولا بأس بالإشارة إلى بعض منها.
فإحداها - خصلة الشجاعة - فقد كانت
العرب خير ماتفتخر به رجالها هي الشجاعة حتى النساء كانت تعير الجبان ولاترضى به رفيقاً لحياتها وزوجاً تلوذ إليه وتحتمي به وكانت تطأطأ رأسها خجلاً إذا شمت رائحة الجبن لدى زوجها بل تسعى إلى الفراق منه وقصة زوجة الحجاج بن يوسف الثقفي وهجوها له وتعييرها له بالجبن وقصة عمرو بن عبد ود العامري حين أشرف على الخندق الحائل بين
جيش الكفر وجيش الإسلام مشهورة بقو له (إنها مكيدة لم تكن العرب تكيدها)(2)
ويذكر التأريخ أن أخت عمرو حينما ورد إليها خبر مقتله قالت : من تجرأ على قتله؟ قيل إنه علي بن أبي طالب (ع) فإمتنعت عن البكاء وأنشدت تقول:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله
كـنت أبـكي عـليه آخـر الأبد
لـكن قـاتلـه مـن لا يـعـاب به
قد كان يدعى أبوه بيضة البلد(3)
وجاء الإسلام فأكد على الشجاعة وتوعد على الفرار من الزحف بقو له سبحانه[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَار وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فئة فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ](4) ومقولة الإمام زين العابدين (ع) لابن مرجانة (أبالقتل تهددني يابن زياد اما علمت ان القتل لنا عادة، وكرامتنا الشهادة)(5) وقد افتخر المعصوم بهذا المعنى والقول المنسوب لسيد الشهداء(ع) .
الموت أولى من ركوب العار
والعار خير من دخول النار(6)
واكتفاء سيد الأولياء بدرع صغير يحمي صدره فقط لانه لا يعطي لمحارب ظهره
كل ذلك نماذج وهي خير شواهد وهذا لا يعني وجود شذاذ وإنما كلامنا حول الطبيعة على وجه العموم كما لا يعني ذلك فقدان هذه الخصلة عند باقي الطوائف من البشر.
والخصلة الثانية : حسن الجوار والامتناع عن القتل غيلة وقصة مجير الجراد(7) معروفة وكان الشعراء يعيبون من لا يحمي جواره وكانوا يفتخرون بالقيام بهذه الوظيفة الشريفة المطلوبة من كل ذي كرامة وجاء الإسلام فأكد عليها فان العدو التقليدي للإسلام بل أول من حاربه الإسلام هو الشرك لقو له صلى الله عليه وآله وسلم (قولوا لا إله الا الله) ومع ذلك قال الله سبحانه وتعالى [ وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ](8) وقصة إطعام زين العابدين (ع) لحرملة عليه لعائن الله قاتل عبد الله الرضيع معروفة والشواهد على حسن الجوار قد ملأت صفحات التاريخ .
الخصلة الثالثة: الجود والسخاء وكرم الضيافة فانك تجد إذا تأملت سير التاريخ اهتمام العرب وشعرائهم بالقرى وحسن الضيافة حتى كانت تشعل النيران على أمكنة مرتفعة من الحي في سدف الليل ليهتدي الضيف بها إليهم وهذه خليقة سنها الأنبياء ولا سيما خليل الرحمن إبراهيم (ع) بين العرب حينما انزل ذريته فيهم في جوار بيت الله الحرام ونجد ألسنة الشعراء تقرض بقسوة البخيل فضلاً عن اللئيم وجاء الإسلام فذم البخلاء في سورة الماعون بقو له سبحانه [وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ] وقو له سبحانه في موضع آخر [ وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ](9) ومدح الكرماء بقو له [ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ](10) وغيرها
من الآيات يعلمها كل ذي اطلاع.
والخصلة الرابعة: الغيرة على الشرف والاهتمام بجانب الناموس بحيث يستهين العربي بكل شيء تجاه هذا الأمر المهم ولذلك ربما كان يدفن الوالد كريمته حية وهو يذرف الدموع عليها خوفاً ان يغير عدوه عليه وعلى عشيرته فتسترق وتستهان كرامتها ويسحق شرفها وجاء الإسلام فربط الغيرة على الشرف بالإيمان وأكد على ان قوة إيمان الإنسان مرتبطة بقوة غيرته على شرفه فعن رسول الله الأعظم (ص) قو له (الغيرة من الإيمان والبذاء من الجفاء)(11) وقو له(ص)
(رحم الله أبي إبراهيم انه كان غيوراً وانا أغير منه)(12) ولكن الإسلام عالج هذه الغيرة بحكمة سليمة وهي الإسراع في تزويج
البنت وحث اباها على ذلك ورغبّه في ان تجد كريمته الحمرة الأولى في بيت زوجها وهكذا تميزت الطبيعة العربية باجتماع هذه الخصال الحميدة وجعل الله تعالى أصحاب هذه الفطرة حماة ورعاة للنجف الأشرف وأؤكد مرة أخرى انني لا اقصد بهذا إلا إبراز بعض لوامع النجف الأساسية والجوانب المضيئة لخصائصه الجغرافية المحيطة به ولا يعني ذلك ابداً فقدان هذه الصفات كلها في غير العرب .
والذي يميز النجف من حيث الجو الدراسي انه قد ثبت بالتجربة ان جهد الطالب النجفي في يوم واحد يوازي بل يفوق جهد الأسبوع لطالب في منطقة اخرى وهكذا اراد الله سبحانه ان تكون الحوزة النجفية مصونة مباركة تفيض انوار الفقه الجعفري على سائر الحوزات في العالم واعلم ان الحوزات الاخرى المنتشرة في العالم وان تميزت بالكثرة بالعدد الا ان الحوزة النجفية تميزت بالكيف وهو الذي يهتم به الإسلام اكثر وكل ذي مسكة .
ويفتخر كل من درس في النجف على
من لم يوفق لذلك ويتمنى كل من حرم هذه الكرامة بقو له (ليتنا كنا في النجف)، واعلم ياأخي أن الله اكرمنا بأعظم النعم الا وهي الإهتداء إلى ولاية أهل البيت (ع) والأئمة كالنبي لايفرق في فيوضاتهم على العباد والبلاد بين حياتهم الظاهرية والحياة التي يعيشونها بعد ما يوافيهم الأجل المحتوم بالقتل أو بغيره فهم يفيضون انوارهم على العالم وعلى المحتفين بهم من القرب والبعد وقد ورد عن النبي(ص) أنه قال (( حياتي خير لكم ومماتي خير لكم فأما حياتي فإنّ الله هداكم بي من الضلالة وأنقذكم من شفا حفرة من النار وأما مماتي فإنّ اعمالكم تعرض عليّ فما كان من حسن استزدته الله لكم وما كان من قبيح إستغفرت الله لكم فقال له رجل من المنافقين وكيف ذلك يارسول الله وقد رممت ـ يعني صرت رميماً ـ فقال رسول الله (ص) كلا إن الله حرم لحومنا على الأرض فلا يطعم منها شيئاً)) (13) وفي حديث آخر قال النبي (ص) يوماً لأصحابه ((حياتي خير لكم ومماتي خير لكم فقالوا يارسول الله هذا حياتك نعم قالوا فكيف مماتك قال إن الله حرم لحومنا على الأرض أن يطعم منها شيئاً )) (14). وقد ثبت أن الحكم المذكور في قو له سبحانه [ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ
ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ](15). لايختص بحال حياته الظاهرية بل هذه نعمة ثابتة
لأمته بعد وفاته أيضاً.
وروي انه (ص) قال من سلم عليَّ عند قبري سمعته ومن سلم عليَّ من بعيد بلغته سلام الله عليه وآله(16).
وهذا المعنى ثابت للأئمة سلام الله عليهم فانهم يعرفون من يزورهم ويردون على من يسلم عليهم وإنما حجبت اسماعنا عن ان نحس وندرك رد سلامهم علينا.
وعلى هذا الأساس قول رسول الله(ص) في حق علي بن آبي طالب انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد العلم فليأتِ الباب(17).
((وفي لفظ آخر انا خزانة العلم وعلي مفتاحه فمن أراد الخزانة فليأتِ المفتاح. وفي ثالث أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليقتبسه من علي وقال (ص) علي خازن علمي وتارة اخرى انه عيبة علمي))(18).
فبما ان فيوض أمير المؤمنين (ع) لا يخص حياته الظاهرية فحكم النبي المذكور في هذا الحديث يعم ما بعد شهادته (ع) فعليه ليس هناك طريق اقرب وآمن واضمن للوصول إلى علم الدين من اللجوء إلى امير المؤمنين (ع) والاحتفاء بقبره الشريف والانتماء إلى الحوزة النجفية الشريفة
المحتمية بجواره المقدس فسلام الله عليه
يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث
بحياة اخروية.
فهلموا يارواد العلم رواد الفضيلة رواد الشرف رواد الفقه الجعفري حيى على خير العمل .
اللهم صن هذه الحوزة الشريفة من
أيادي العابثين وكيد الحاسدين وبغي الظالمين واحفظها بالأيادي الأمينة حتى
تمكنّ وليك الأعظم من الظهور والأخذ بزمامها والسلام على رواد الحوزة
العلمية في النجف وعلى مؤسسيها
وعلى حماتها ورعاتها وعلى ولي الله الأعظم الراعي الأساسي لها وعلى
سيد الأوصياء من قبل الحامي لها
وقد استجارت الحوزة به وهو افضل من يجير(19) ولا يجار عليه بعد الله وبعد
رسول الله الاعظم (ص) والحمد لله رب العالمين .
بشير حسين النجفي
نجف الأشرف ـ العراق
(1) كشف الغطاء عن مهمات الشريعة الغراء ص210.
(2) يعني العربي لايحارب إلا بالمواجهة وقد أشار القرآن إلى جبن أعداء الإسلام اليهود وغيرهم بقوله سبحانه [لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ] الحشر آية 14.
(3) جواهر الادب.
(4) الانفال آية 15 ، 16.
(5) البحار ج 45 ص118.
( ) مقتل الحسين(ع) لابي مخنف، ومقتل عبد الرزاق المقرم ص234.
(7) وقالوا:أحمى من مجير الجراد وهو مدلج بن سويد الطائي ـ وقيل حارثة أو جارية بن مر/حياة الحيوان للدميري ـ جراد.مستقصى الامثال ج1 ص87.
(8) التوبة آية 6.
(9) الحاقة آية 33.
(10) الذاريات آية 19.
(11) بحار الانوار ج103 ص250 عن نوادر
الراوندي ص36.
(12) الوسائل ج7 ص109، بحار الأنوار ج103 ص248 عن مكارم الأخلاق ص273.
(13) البحار ج 27 ص 299 عن بصائر الدرجات.
(14) المصدر السابق.
سنن ابن ماجة كتاب الجنائز ب 65.
سنن ابن ماجة كتاب الاقامة ب 79.
سنن ابي داود كتاب الصلاة ب 201.
سنن ابي داود كتاب الوتر ب 26 .
سنن النسائي كتاب الجمعة ب5.
سنن الدارمي كتاب الصلاة ب في فضل الجمعة.
مسند احمد بن حنبل ج4 ص8.
بل نقل في عون المعبود ـ الحاشية على سنن ابي داود عن ابن حجر المكي: ان ثبوت حياة الانبياء حياة بها يتعبدون ويصلون في قبورهم مع استغنائهم عن الطعام والشراب كالملائكة امرٌ لا مرية فيه.
وقال الشوكاني :بعد الاشارة إلى ـ هذه ـ الاحاديث فيها مشروعية الاكثار من الصلاة على
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة وانها تعرض عليه صلى الله عليه وآله وانه حي في قبره وقد اخرج ابن ماجة باسناد جيد انه صلى الله عليه وآله وسلم قال لابي الدرداء : (ان الله عز وجل حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء) وفي رواية للطبراني ( ليس من عبد يصلي عليّ الا بلغني صلاته قلنا وبعد وفاتك قال وبعد وفاتي ان الله عز وجل حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء) وقد ذهب جماعة من المحققين إلى ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي بعد وفاته وانه يسر بطاعة امته وان الانبياء لا يبلون مع ان مطلق الادراك كالعلم والسماع ثابت لسائر الموتى. وقد صح عن ابن عباس مرفوعاً ( ما من احد يمر على قبر اخيه المؤمن وفي رواية بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه الا عرفه ورد عليه). ولابن ابي الدنيا ( إذا مر الرجل بقبر يعرفه فيسلم عليد رد
عليه السلام وعرفه واذا مر بقبر لا يعرفه رد عليه السلام) وصح انه صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج إلى البقيع لزيارة الموتى ويسلم عليهم. وورد النص في كتاب الله في حق الشهداء انهم احياء يرزقون وان الحياة فيهم متعلقة بالجسد فكيف بالانبياء والمرسلين وقد ثبت في الحديث ( ان الانبياء احياء في قبورهم ) رواه المنذري وصححه البيهقي وفي صحيح مسلم (ج11 ص 133 مع شرح النووي) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( مررت بموسى ليلة اسرى بي عند الكثيب الاحمر وهو قائم يصلي في قبره).نيل الاوطار ج3 ص305.
(15) سورة النساء آية 64.
(16) البحار ج27 ص302.
(17) البحار ج40 باب من تاريخ أمير المؤمنين(ع). والمســـــتدرك على الصحيحين ج3 ص126.
الخطيب البغدادي ج4 ص348. وابن الأثير في أسد الغابة ج4 ص22. الرياض النضرة ج2 ص93. كنز العمال ج6 ص401. كنز الحقائق ص43. الصواعق المحرقة ص73.
(18) البحار ج40 باب 94 من تاريخ أمير المؤمنين (ع).
(19) بقبرك لذنا والقبور كثيرةٌ
ولكن من يحمي الجوار قليلُ
تعليق