صور من شجاعة الأخ العزيز أبو مصعب الزرقاوي
حفظه الله
الصورة الأولى :
قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كان الأخ أبو مصعب وجماعته مرابطين في ثغور ولاية هرات ، وكان لهم معسكر تدريبي هناك يعدون فيه شباب الإسلام من أهل الشام لخوض المعارك القادمة بين أهل الإسلام وأهل الكفر من اليهود والنصارى .
أما بعد أحداث سبتمبر والاعتداء الصليبي على أفغانستان تحولت ولاية هرات إلى جبهة من جبهات القتال الواسعة .. فكانت قوات الصليب تقصف من الجو وأعوانها من المنافقين يتربصون الدوائر بأهل الإسلام على الأرض .
فكان الأخ أبو مصعب مرابطا على أحد المرتفعات المطلة على المدينة بانتظار ساعة الصفر وعلى أمل الاشتباك مع قوات الصليب وجها لوجه .. فإذا بيد الغدر والخيانة تطعن المجاهدين من الخلف ..
فكان نصيب الأسد من هذه الخيانة لـ ( إسماعيل خان ) وأتباعه أخزاهم الله دنيا وآخرة ..
فقام هؤلاء بثورة مسلحة داخل المدينة ووسطها مستغلين فرصة تواجد المجاهدين خارج المدينة فسيطروا عليها بالكامل ، وللأسف كانت بعض العوائل متواجدة في أحد البيوت داخل المدينة ومعهم بعض الإخوة للحراسة .. فأسرعت مجموعة من المنافقين لمحاصرة هذا البيت وطلبت من الإخوة تسليم أنفسهم وأسلحتهم.. فبالطبع رفض الإخوة ذلك وجرت مفاوضات بينهم وبين المنافقين من أجل كسب الوقت ، وفى نفس الوقت كانوا على اتصال بالبطل المغوار ..
فعندما طال أمد الحصار وبدون الوصول إلى أي نتيجة ...
حاول المنافقون اقتحام البيت فرموه ببعض الصواريخ المضادة للدروع وبعض الأسلحة الخفيفة ..
وفى هذه الأثناء خرج لهم البطل المغوار ومعه أسداً من أسود الأفغان وهو والى هرات الملا عبد الحنان فشقا وسط المدينة بالعربة الحاملة لسلاح – الشلكة - وهو سلاح شديد الكثافة النارية ويستخدم ضد الطيران الحربي .. فحصل اشتباك بين الطرفين لم يدم طويلا نتيجة هروب هؤلاء الأنذال ، وبهذا العمل البطولي استطاع البطل المغوار تخليص العوائل من الحصار والأسر المؤكد وخرج بهم إلى خارج المدينة وسط اشتباكات شديدة بينهم وبين أعداء الله .
فــلله دره من بطل شجاع ..
وصدقوني يا إخوان لو حصل هذا الموقف لبعض القيادات السياسية أو العسكرية التي أبتلينا بها في هذا الزمان لأثروا السلامة والهروب .
اسمحوا لي قبل أن أستعرض بعض الصور الأخرى من سيرة هذا البطل المغوار .. أحكى لكم قصة نجاته من الموت المحقق ..
بداية القصة كان هناك اجتماع خاص لقيادة المجاهدين العرب ومسئول من طالبان في مدينة قندهار لبحث الوضع الراهن في تلك الفترة وكان من ضمن هؤلاء القادة الأخ خالد الشيخ فك الله أسره ، وسيف العدل حفظه الله ، والأخ أبو مصعب حفظه الله وقيادي من الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية ، والأخ محمد الإسلامبولي حفظه الله أخو الشهيد بإذن الله خالد الإسلامبولي - رحمه الله - ، والأخ محمد المصري حفظه الله المسئول العسكري لتنظيم القاعدة .... الخ .
فبعد انقضاء الاجتماع وانصراف بعض الإخوة .. حصل خطأ أمنى طالما نبّه عليه الإخوة وهو عدم الاتصال بالهاتف المتصل بالأقمار الصناعية ( الثريا ) من منطقة محددة المعالم مثل المباني وغيرها ..
فللأسف اتصل الأخ خالد الشيخ فك الله أسره وكذلك المسئول الأفغاني بواسطة هذا الهاتف لبضعة دقائق ثم انصرفا ..
فلم يمر على هذا الاتصال بالتمام والكمال 15 دقيقة حتى جاءت الطائرة F16
فقصفت المنزل بصاروخ شديد الانفجار ومن فضل الله ورحمته بالإخوة لم يقتل أحدا منهم مع العلم أن جزءا كبيرا من المنزل تدمر ، وكان نصيب الأخ أبو مصعب حفظه الله من هذا القصف بقاء نصف جسمه السفلى تحت الأنقاض وكان نصيب القيادي من الجماعة المقاتلة جسمه بالكامل ، ولله الحمد و بفضل الله ثم الإخوة استطاعوا إخراجهما من تحت الأنقاض بعد مجهود جبار وشجاعة بعض الإخوة .. لأن من المعروف إذا ضرب العلوج موقعا فمن تكتيكهم المتعارف عليه ضربه مرة أو مرتين أخريين لضمان تحقيق الهدف من حملتهم ، وفى ظل هذه المخاوف لم يعبأ الإخوة بها من أجل إنقاذ إخوانهم ولله الحمد تحقق ذلك بعد فترة من الزمن مع تحليق الطيران عدة مرات فوق الموقع .. ليذخر الله عز وجل هذا البطل للعلوج في العراق حتى يسومهم سوء العذاب بإذن الله .
الصورة الثانية :
بعد الحادثة المذكورة أعلاه والتي خرج منها الأخ أبو مصعب سالما بحمد الله إلا من بعض الكدمات في أنحاء جسمه وخاصة الظهر التي أعاقت حركته بعض الشيء .. لم نسمع منه أي شكوى أو طلب الاعتذار بعدم إكمال مسيرته الجهادية بحجة الإصابة مثل ما يفعل جنود الصليب الذين يتمنون الإصابة في أرض المعركة حتى يجدوها حجة للهروب من الحرب ... ولكن شتان بين من باع نفسه لله عز وجل وبين من باعها للشيطان .. بل استمر هذا الأسد في عمله حيث كان يشرف على مجموعته كل ليلة يخرج معهم للحراسة في ضواحي مدينة قندهار يرتبهم ويوزعهم على مناطقهم ويشرف عليهم حتى الصباح تم يخلد إلى النوم لينال قسطا من الراحة ليعينه على القيام بواجبه في الليلة الثانية وهكذا كان عمله حتى تم إصدار أمر الانسحاب من قبل أمير المؤمنين الملا محمد عمر حفظه الله لجميع المجاميع بمغادرة مدينة قندهار والبدء في المرحلة الجديدة من حرب العصابات .
الصورة الثالثة :
عندما حاول جند الطاغوت ( جل آغا ) أخزاه الله الهجوم على مطار مدينة قندهار طبعا مع الدعم الجوى المكثف .. كان الأخ أبو مصعب في وسط المدينة فعند سماعه بخبر الهجوم اتصل بجهاز المخابرة مع مسئول الجبهة وطلب منه المشاركة في العمليات ، ونظرا لوجود العدد الكافي وزيادة في الجبهة .. قال له مسئول الجبهة لا داعي لحضورك الآن .. مع هذا لم يهنأ له بال حتى ذهب إلى مدخل المدينة الرئيسي ورابط هناك إلى أن انتهت المعركة بهزيمة جند الطاغوت ولله الحمد ... مع العلم أنه مصاب ولا يزال يعانى من بعض الألم في الظهر .
فبارك الله فيك أيها البطل المغوار ونصرك الله على أعدائك أعداء الدين ، وكمم أفواه مخالفيك من المنافقين وأصحاب المنهج الانهزامي المتسترين بعباءة الدين .
والله من وراء القصد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق