حرب القلوب والعقول على شبكة الإنترنت
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_...00/4001263.stm
لا تخاض الحرب من أجل استمالة العقول المسلمة بواسطة المتطرفين في الفلوجة أو في المساجد، إنما تجري على شبكة الانترنت.
فكما يرى أحد خبراء الإسلام في أوروبا فإن على الحكومات أن تعيد التفكير في كيفية الفوز بهذه الحرب.
وقد ناقش موقع إسلامي بريطاني هذا الأسبوع مدى القلق الذي تشعر به الحكومات حول كيفية تحول الشباب المحبط إلى الحركة "الوهابية"، التي ينظر إليها الغرب على أنها تمثل تفسيرا سعوديا متشددا للإسلام.
ويأتي هذا بعد أيام من مقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ، الذي أخرج فيلما مثيرا للجدل عن الثقافة الإسلامية، على يد متطرف إسلامي.
وعلى الرغم من عدم وجود علاقة بين الحدثين، إلا أن كلاهما يشير إلى الصراع القاري لتوجيه الهوية الإسلامية.
ويقول البروفيسور جيلز كيبل، الذي يعد أحد أبرز المفكرين الإسلاميين في أوروبا إن الانترنت تلعب دورا مركزيا إن لم يكن الدور الأهم في الحرب من أجل استمالة القلوب والعقول.
وكان كيبل عضوا في اللجنة الفرنسية التي أوصت بحظر الرموز الدينية البارزة في المدارس الفرنسية وهو قرار نظر إليه البعض على أنه يستهدف الحجاب الإسلامي.
وهذا لا يعني أنه يرى أن هناك "صراع حضارات"، لكن وجهة نظره بعيدة كل البعد عن هذا.
وفي كتابه الجديد، الحرب من أجل استمالة العقول المسلمة، يرى كيبل أن "الغرب يعتبر المعترك الذي يجري فيه الصراع لتحديث المجتمعات الإسلامية وجعلها تتماشى مع الديمقراطية".
ويرى كيبل أن الحكومات لو ضمنت نجاح شباب أوروبا المسلم فإنهم عندئذ سيصدرون خبراتهم الإيجابية للشرق.
لكن لو لم تتفاعل الحكومات فعندئذ سيؤكد المتطرفون، المحرومون من حقوقهم، شكوك هؤلاء الذين يعارضون المجتمع الغربي.
دور الإنترنت
توجد مئات مواقع الانترنت على شكل منتديات أو مجموعات بريدية تعد متشددة في طبيعتها معظمها متحيز للنظرة الأصولية العالمية المعروفة بالدعوة السلفية.
وهناك بالطبع آخرين كثيرين يروجون لآراء إسلامية أكثر شيوعا.
وتتنافس هذه المواقع فيما بينها على استمالة الشباب الأوروبي المسلم الفاقد لهويته الذي يسعى لتحقيق ذاته.
ويقول البروفيسور كيبل: "لقد خلقت المواقع طريقة جديدة لتجنيد أي مسلم في أي مكان لكنها أعادت أيضا تنظيم حدود المجموعات والمجتمعات".
وأضاف: "وتعد الطريقة التي ارتبطت بها الحركة السلفية بالمواقع على شبكة الإنترنت في شبه الجزيرة العربية، إذ يتلقون التوجيه مباشرة، أكثر تأثيرا مع نهوض الحركة في الغرب".
وفي حالة واحدة أشار إليها البروفيسور كيبل سعت مسلمة فرنسية وراء الإرشاد الديني على شبكة الإنترنت بشأن تناول أقراص منع الحمل ووصلت النصيحة التي تلقتها إلى رفض العالم المحيط.
وقال كيبل: "لقد كان هذا مخيفا جدا لأن تعريف الولاء والتوجه والسلوك يحدد من خلال تعليمات على شبكة الانترنت".
ويصعب دون شك قياس تأثير هذه المواقع على السلوك على الرغم من أن البروفيسور كيبل يقول إنها لعبت دورا رئيسيا في الحملة ضد حظر الحجاب في فرنسا.
قاعدة بيانات
لكن الصورة الأكبر تتمثل في دور هذه المواقع في "الحرب على الارهاب". فكلمة القاعدة تعني مجازا شئ قريب من "قاعدة البيانات" أو المستودع. وساعدت هذه الفكرة البسيطة في تشييد آلاف المواقع حسبما ذكر كيبل.
وقال البروفيسور كيبل: "المشكلة تحدث عندما يكون لديك أطفال مثل هؤلاء الذين تورطوا في هجمات القطارات في مدريد بأسبانيا، إنهم لم يتدربوا في أفغانستان، لكنهم تعلموا ما يحتاجونه من خلال شبكة الإنترنت".
وأضاف: "لو أنك مستخدم للإنترنت فإنه سيكون لديك مزيد من التأثير على عقول الشباب المسلم أكثر من الباحث الذي قضى 40 عاما في دراسة المناهج".
ويستطرد كيبل قائلا: "بواسطة أسلحتها المتفوقة بإمكان الولايات المتحدة أن تدمر بسهولة تنظيم القاعدة في كهوف تورا بورا، لكن هذه القنابل لا تتمكن من عمل شئ مع قاعدة البيانات نفسها".
ويحذر كيبل من أنه في حالة السعي وراء مكافحة هذا التأثير فإنه سيكون على الدول عندئذ إعادة التفكير في استراتيجيات دمج هؤلاء الشباب في مجتمعاتها.
وقال كيبل: "أعتقد أن الأشياء تتغير هنا وفي هولندا. فهناك قلق من أن التعددية الثقافية قد أعطت مهلة للجماعات الأصولية لبناء حصون مغلقة تتناقض تماما مع ما أراده أصحاب الثقافة التعددية".
ويشير كيبل إلى أن التعددية الثقافية تسمح "لزعماء القرى" بتقوية والسيطرة نظرة ضيقة للعالم تحرم الشباب من الإدلاء بأصواتهم.
وأعلن تريفور فيليبس، رئيس لجنة رئيس لجنة المساواة العرقية التي تمولها الحكومة البريطانية، أن الثقافية التعددية تعدت تاريخ صلاحيتها.
فالإنترنت وليس المسجد هو السوق الذي يتحول فيه الشباب بحثا عن تحالفات قد تختلف تماما مع الواقع حسبما أورد كيبل.
التعددية الثقافية
وفي أحد المنتديات هذا الأسبوع نصح أحد رواد المنتدى امرأة مع صديقها المكتئب بأن علاقتها حرام ولن تفضي إلى شئ سوى البؤس. وقال آخر إن بامكان زوجته مساعدتها للرجوع إلى الإسلام الحقيقي. ولم يناقش أي منهما القضية الملحة.
وقال كيبل: "لقد كانت التعددية الثقافية كارثة. إنها تؤدي إلى جعل المجتمع مثل البلقان ويؤدي في النهاية إلى حرب أهلية".
ويضيف: "إنها تصنف الناس داخل هوية لا يستطيعون الهروب منها. وعليك أن تصنف نفسك على أنك أسود أو مسلم أو أي شئ كان".
واستطرد: "وما أخشاه هو انقسام المجتمع على طول هذه الخطوط. لقد ولدت بهوية لكن المهم هو ما أصبحت عليه".
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_...00/4001263.stm
لا تخاض الحرب من أجل استمالة العقول المسلمة بواسطة المتطرفين في الفلوجة أو في المساجد، إنما تجري على شبكة الانترنت.
فكما يرى أحد خبراء الإسلام في أوروبا فإن على الحكومات أن تعيد التفكير في كيفية الفوز بهذه الحرب.
وقد ناقش موقع إسلامي بريطاني هذا الأسبوع مدى القلق الذي تشعر به الحكومات حول كيفية تحول الشباب المحبط إلى الحركة "الوهابية"، التي ينظر إليها الغرب على أنها تمثل تفسيرا سعوديا متشددا للإسلام.
ويأتي هذا بعد أيام من مقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ، الذي أخرج فيلما مثيرا للجدل عن الثقافة الإسلامية، على يد متطرف إسلامي.
وعلى الرغم من عدم وجود علاقة بين الحدثين، إلا أن كلاهما يشير إلى الصراع القاري لتوجيه الهوية الإسلامية.
ويقول البروفيسور جيلز كيبل، الذي يعد أحد أبرز المفكرين الإسلاميين في أوروبا إن الانترنت تلعب دورا مركزيا إن لم يكن الدور الأهم في الحرب من أجل استمالة القلوب والعقول.
وكان كيبل عضوا في اللجنة الفرنسية التي أوصت بحظر الرموز الدينية البارزة في المدارس الفرنسية وهو قرار نظر إليه البعض على أنه يستهدف الحجاب الإسلامي.
وهذا لا يعني أنه يرى أن هناك "صراع حضارات"، لكن وجهة نظره بعيدة كل البعد عن هذا.
وفي كتابه الجديد، الحرب من أجل استمالة العقول المسلمة، يرى كيبل أن "الغرب يعتبر المعترك الذي يجري فيه الصراع لتحديث المجتمعات الإسلامية وجعلها تتماشى مع الديمقراطية".
ويرى كيبل أن الحكومات لو ضمنت نجاح شباب أوروبا المسلم فإنهم عندئذ سيصدرون خبراتهم الإيجابية للشرق.
لكن لو لم تتفاعل الحكومات فعندئذ سيؤكد المتطرفون، المحرومون من حقوقهم، شكوك هؤلاء الذين يعارضون المجتمع الغربي.
دور الإنترنت
توجد مئات مواقع الانترنت على شكل منتديات أو مجموعات بريدية تعد متشددة في طبيعتها معظمها متحيز للنظرة الأصولية العالمية المعروفة بالدعوة السلفية.
وهناك بالطبع آخرين كثيرين يروجون لآراء إسلامية أكثر شيوعا.
وتتنافس هذه المواقع فيما بينها على استمالة الشباب الأوروبي المسلم الفاقد لهويته الذي يسعى لتحقيق ذاته.
ويقول البروفيسور كيبل: "لقد خلقت المواقع طريقة جديدة لتجنيد أي مسلم في أي مكان لكنها أعادت أيضا تنظيم حدود المجموعات والمجتمعات".
وأضاف: "وتعد الطريقة التي ارتبطت بها الحركة السلفية بالمواقع على شبكة الإنترنت في شبه الجزيرة العربية، إذ يتلقون التوجيه مباشرة، أكثر تأثيرا مع نهوض الحركة في الغرب".
وفي حالة واحدة أشار إليها البروفيسور كيبل سعت مسلمة فرنسية وراء الإرشاد الديني على شبكة الإنترنت بشأن تناول أقراص منع الحمل ووصلت النصيحة التي تلقتها إلى رفض العالم المحيط.
وقال كيبل: "لقد كان هذا مخيفا جدا لأن تعريف الولاء والتوجه والسلوك يحدد من خلال تعليمات على شبكة الانترنت".
ويصعب دون شك قياس تأثير هذه المواقع على السلوك على الرغم من أن البروفيسور كيبل يقول إنها لعبت دورا رئيسيا في الحملة ضد حظر الحجاب في فرنسا.
قاعدة بيانات
لكن الصورة الأكبر تتمثل في دور هذه المواقع في "الحرب على الارهاب". فكلمة القاعدة تعني مجازا شئ قريب من "قاعدة البيانات" أو المستودع. وساعدت هذه الفكرة البسيطة في تشييد آلاف المواقع حسبما ذكر كيبل.
وقال البروفيسور كيبل: "المشكلة تحدث عندما يكون لديك أطفال مثل هؤلاء الذين تورطوا في هجمات القطارات في مدريد بأسبانيا، إنهم لم يتدربوا في أفغانستان، لكنهم تعلموا ما يحتاجونه من خلال شبكة الإنترنت".
وأضاف: "لو أنك مستخدم للإنترنت فإنه سيكون لديك مزيد من التأثير على عقول الشباب المسلم أكثر من الباحث الذي قضى 40 عاما في دراسة المناهج".
ويستطرد كيبل قائلا: "بواسطة أسلحتها المتفوقة بإمكان الولايات المتحدة أن تدمر بسهولة تنظيم القاعدة في كهوف تورا بورا، لكن هذه القنابل لا تتمكن من عمل شئ مع قاعدة البيانات نفسها".
ويحذر كيبل من أنه في حالة السعي وراء مكافحة هذا التأثير فإنه سيكون على الدول عندئذ إعادة التفكير في استراتيجيات دمج هؤلاء الشباب في مجتمعاتها.
وقال كيبل: "أعتقد أن الأشياء تتغير هنا وفي هولندا. فهناك قلق من أن التعددية الثقافية قد أعطت مهلة للجماعات الأصولية لبناء حصون مغلقة تتناقض تماما مع ما أراده أصحاب الثقافة التعددية".
ويشير كيبل إلى أن التعددية الثقافية تسمح "لزعماء القرى" بتقوية والسيطرة نظرة ضيقة للعالم تحرم الشباب من الإدلاء بأصواتهم.
وأعلن تريفور فيليبس، رئيس لجنة رئيس لجنة المساواة العرقية التي تمولها الحكومة البريطانية، أن الثقافية التعددية تعدت تاريخ صلاحيتها.
فالإنترنت وليس المسجد هو السوق الذي يتحول فيه الشباب بحثا عن تحالفات قد تختلف تماما مع الواقع حسبما أورد كيبل.
التعددية الثقافية
وفي أحد المنتديات هذا الأسبوع نصح أحد رواد المنتدى امرأة مع صديقها المكتئب بأن علاقتها حرام ولن تفضي إلى شئ سوى البؤس. وقال آخر إن بامكان زوجته مساعدتها للرجوع إلى الإسلام الحقيقي. ولم يناقش أي منهما القضية الملحة.
وقال كيبل: "لقد كانت التعددية الثقافية كارثة. إنها تؤدي إلى جعل المجتمع مثل البلقان ويؤدي في النهاية إلى حرب أهلية".
ويضيف: "إنها تصنف الناس داخل هوية لا يستطيعون الهروب منها. وعليك أن تصنف نفسك على أنك أسود أو مسلم أو أي شئ كان".
واستطرد: "وما أخشاه هو انقسام المجتمع على طول هذه الخطوط. لقد ولدت بهوية لكن المهم هو ما أصبحت عليه".
تعليق