المواقف الإستكبارية المعادية للإسلام
المناسبة: لقاء قائد الثورة مع مسؤولي الدولة وسفراء الدول الإسلامية
الزمان والمكان: 30 / رمضان / 1425هـ طهران
الحضور: مسؤولي الدولة وسفراء الدول الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك عيد الفطر السعيد لجميع الأمة الاسلامية والعالم الاسلامي وشعبنا المضحي والواعي،وابارك لكم ايها الحضور الكرام من مسؤولي الدولة الكبار وسفراء الدول وضيوفنا من البلدان الاسلامية الاخرى...
نقول في دعاء صلاة العيد: (أسألك بحقّ هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً)، لقد جعل الله هذا اليوم عيداً للمسلمين، يجتمعون فيه ويتعارفون فيما بينهم لتجديد يومهم وايامهم وطريقة حياتهم، ثم نقول: (ولمحمدٍ صلى الله عليه وآله ذخراً وشرفاً وكرامة ومزيداً).
فمتى يغدو بإمكننا كأمّة اسلامية من جعل هذا اليوم عيداً حقيقياً لنا، ولنبينا ذخراً وشرفاً وكرامة؟ إنما يتم ذلك اذا تيقّظنا لاشارة النبي وتحركنا على طبقها.
إن الاسلام يستوعب الحياة من جيمع جوانبها، ويضع الحلول لاعمال الانسان وحركاته وسكناته، الا ان من اهم الآلام المختلفة التي يعاني المسلمون منها هو تفرقهم وتشتتهم، اذ اننا نحن المسلمون لا نعمل بقوله تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ)[1].
وقوله: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)[2]، ومن هنا ينشأ ضعف العالم الاسلامي.
تشاهدون مواقف الاستكبار العالمي الصريحة والمعلنة في عدائها للاسلام، لأنهم يدركون ان المسلمين بوصفهم يشكلون خمس السكان في العالم، وتواجدهم في اهم المناطق حساسية في العالم، وامتلاكهم للثروات الكبيرة وتمتعهم بالتراث العلمي والمعنوي العميق والعريق، يمكنهم بالقوة اذا علموا امكاناتهم وطاقاتهم ان يكوّنوا كتلة مقتدرة ثرية ومستقلة، وهذا ما لا يطيقه جهاز الاستكبار العالمي، ولسنا بحاحة الى دليل آخر.
فلو احسنت الامة الاسلامية الاستفادة من نفطها وطاقاتها الانسانية واسواقها التجارية وعلمها، وذخائرها المادية والمعنوية، لم يعد بامكان القوى العظمى في العالم ان تمارس هذا الضغط عليها.
انظروا الى تجبّر الاستكبار العالمي العلني والصريح بحقّ الشعب الفلسطيني، حيث يرزح في بلد مستلب ومغتصب، وتمارس بحقه انواع الفجائع، وتسحق حقوقه الانسانية، وتزهق ارواح ابنائه، وتسلب منه امكانات الحياة، يتم تجريف دوره ومزارعه وتعطّل اسواقه وتكبت كفاءاته، ولا يسمح له بالتقدم والتطور، والاستكبار يدعم هذهِ الاجراءات التعسفية صراحة، بينما يقف العالم الاسلامي متفرجاً، وكأنه حيادي! وهذه مصيبة كبرى للعالم الاسلامي وتعود اسبابها الى تفرّق المسلمين.
فعلينا ان ندرك ان قدرتنا تكمن في سواد المسلمين الاعظم وقلوب الامة الاسلامية العظمى، لذلك يسعى الاعداء الى اشغالنا ببعضنا بمختلف العناوين فيأججون الخلافات المذهبية والقومية والجغرافية، ويسيؤون الاستفادة من تفرّقنا، وهذه هي مأساتنا الكبرى.
يقومون باحتلال العراق ويعرضون الشعب العراقي للاهانات ويهدرون كرامته ويتجاهلون غيرتهم، وها انتم تشاهدون افعالهم في الفلّوجة والموصل والنجف وكربلاء وسائر المواطن الأخرى من هذا البلد العريق، والعالم الاسلامي ساكت ينظر!
أهو خائف؟! بدلاً من ان تخاف الدول من الله، وبدلاًَ من خوفها من ضعفها وخورها الداخلي، تخاف المتجبّرين!
لقد قامت سياسة الاستكبار العالمي حالياً على اجتياح البلدان الاسلامية، والاستيلاء عليها واحدة بعد أخرى، وكل بلد يظهر ضعفاً سوف يُبتلع ويضمحل، يتذرعون بحقوق الانسان والسياسة والطاقة الذرّية، انهم اذ يتذرّعون حالياً بمسألة الطاقة الذرّية بشأن ايران، سوف يتذرعون بهذه المسألة نفسها او ما يشابهها بشأن كافة البلدان الاسلامية، سوى ان الشعب الايراني صامد، فشعبنا حيّ ولله الحمد.
لسنا ندّعي اننا توصّلنا الى تطبيق الاسلام بحذافيره، فهذا ادعاء كبير، الا ان هذه الخطوة التي رفعناها باتجاه الاسلام، جعلت الاسلام يخفّ الى مساعدتنا، فقد زوّدنا الاسلام بالشجاعة والاتحاد والقوّة، وألّف بين قلوبنا وأوجد فينا قابلية الصمود، واحيا فينا الشعور بالعزّة، ولم يعد شعبنا يقبل الذلّ فلا بد من الوقوف بوجه العدو بالاستناد والاعتماد على هذهِ الخصائص.
فلنسأل الله تعالى ان يؤلف بين قلوبنا وقلوب الامة الاسلامية، وان يبطل سعي الاعداء في تفريقنا، فاننا لو سلكنا هذه الطريق فان العالم الاسلامي سوف يستعيد قدرته، ولدينا امكانات كثيرة وجمّة منها: عيد الفطر والحج وعيد الاضحى، فان هذهِ التجمعات العظمى والآيات التي تتلى تزودنا انّى كنا بالامكانات، فعلينا ان نحسن الاستفادة منها.
عليكم ايها المسؤولون ان تعرفوا قدر هذا الشعب، فشعبنا شعب صالح وعظيم، وله حقّ كبير في اعناقنا، فاعملوا لصالح هذا الشعب واخدموه باخلاص وقوة وما اوتيتم من الطاقات الفكرية والعملية، فان شعبنا هو الذي ادار دفة التاريخ ويديرها في هذهِ النقطة الحساسة من العالم.
اللهم احشر امامنا الذي هدانا الى هذا الطريق مع اوليائك.
اللهم تلطف وتفضل على شهدائنا وجرحانا ومجاهدينا الذين بذلوا كل ما بوسعهم طوال هذه السنوات في سبيلك.
اللهم وابلغ سلامنا الى ولي العصر (ارواحنا فداه) واجعلنا من جنده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_____________________________________
[1] آل عمران: 105.
[2] آل عمران: 103.
المناسبة: لقاء قائد الثورة مع مسؤولي الدولة وسفراء الدول الإسلامية
الزمان والمكان: 30 / رمضان / 1425هـ طهران
الحضور: مسؤولي الدولة وسفراء الدول الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك عيد الفطر السعيد لجميع الأمة الاسلامية والعالم الاسلامي وشعبنا المضحي والواعي،وابارك لكم ايها الحضور الكرام من مسؤولي الدولة الكبار وسفراء الدول وضيوفنا من البلدان الاسلامية الاخرى...
نقول في دعاء صلاة العيد: (أسألك بحقّ هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً)، لقد جعل الله هذا اليوم عيداً للمسلمين، يجتمعون فيه ويتعارفون فيما بينهم لتجديد يومهم وايامهم وطريقة حياتهم، ثم نقول: (ولمحمدٍ صلى الله عليه وآله ذخراً وشرفاً وكرامة ومزيداً).
فمتى يغدو بإمكننا كأمّة اسلامية من جعل هذا اليوم عيداً حقيقياً لنا، ولنبينا ذخراً وشرفاً وكرامة؟ إنما يتم ذلك اذا تيقّظنا لاشارة النبي وتحركنا على طبقها.
إن الاسلام يستوعب الحياة من جيمع جوانبها، ويضع الحلول لاعمال الانسان وحركاته وسكناته، الا ان من اهم الآلام المختلفة التي يعاني المسلمون منها هو تفرقهم وتشتتهم، اذ اننا نحن المسلمون لا نعمل بقوله تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ)[1].
وقوله: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)[2]، ومن هنا ينشأ ضعف العالم الاسلامي.
تشاهدون مواقف الاستكبار العالمي الصريحة والمعلنة في عدائها للاسلام، لأنهم يدركون ان المسلمين بوصفهم يشكلون خمس السكان في العالم، وتواجدهم في اهم المناطق حساسية في العالم، وامتلاكهم للثروات الكبيرة وتمتعهم بالتراث العلمي والمعنوي العميق والعريق، يمكنهم بالقوة اذا علموا امكاناتهم وطاقاتهم ان يكوّنوا كتلة مقتدرة ثرية ومستقلة، وهذا ما لا يطيقه جهاز الاستكبار العالمي، ولسنا بحاحة الى دليل آخر.
فلو احسنت الامة الاسلامية الاستفادة من نفطها وطاقاتها الانسانية واسواقها التجارية وعلمها، وذخائرها المادية والمعنوية، لم يعد بامكان القوى العظمى في العالم ان تمارس هذا الضغط عليها.
انظروا الى تجبّر الاستكبار العالمي العلني والصريح بحقّ الشعب الفلسطيني، حيث يرزح في بلد مستلب ومغتصب، وتمارس بحقه انواع الفجائع، وتسحق حقوقه الانسانية، وتزهق ارواح ابنائه، وتسلب منه امكانات الحياة، يتم تجريف دوره ومزارعه وتعطّل اسواقه وتكبت كفاءاته، ولا يسمح له بالتقدم والتطور، والاستكبار يدعم هذهِ الاجراءات التعسفية صراحة، بينما يقف العالم الاسلامي متفرجاً، وكأنه حيادي! وهذه مصيبة كبرى للعالم الاسلامي وتعود اسبابها الى تفرّق المسلمين.
فعلينا ان ندرك ان قدرتنا تكمن في سواد المسلمين الاعظم وقلوب الامة الاسلامية العظمى، لذلك يسعى الاعداء الى اشغالنا ببعضنا بمختلف العناوين فيأججون الخلافات المذهبية والقومية والجغرافية، ويسيؤون الاستفادة من تفرّقنا، وهذه هي مأساتنا الكبرى.
يقومون باحتلال العراق ويعرضون الشعب العراقي للاهانات ويهدرون كرامته ويتجاهلون غيرتهم، وها انتم تشاهدون افعالهم في الفلّوجة والموصل والنجف وكربلاء وسائر المواطن الأخرى من هذا البلد العريق، والعالم الاسلامي ساكت ينظر!
أهو خائف؟! بدلاً من ان تخاف الدول من الله، وبدلاًَ من خوفها من ضعفها وخورها الداخلي، تخاف المتجبّرين!
لقد قامت سياسة الاستكبار العالمي حالياً على اجتياح البلدان الاسلامية، والاستيلاء عليها واحدة بعد أخرى، وكل بلد يظهر ضعفاً سوف يُبتلع ويضمحل، يتذرعون بحقوق الانسان والسياسة والطاقة الذرّية، انهم اذ يتذرّعون حالياً بمسألة الطاقة الذرّية بشأن ايران، سوف يتذرعون بهذه المسألة نفسها او ما يشابهها بشأن كافة البلدان الاسلامية، سوى ان الشعب الايراني صامد، فشعبنا حيّ ولله الحمد.
لسنا ندّعي اننا توصّلنا الى تطبيق الاسلام بحذافيره، فهذا ادعاء كبير، الا ان هذه الخطوة التي رفعناها باتجاه الاسلام، جعلت الاسلام يخفّ الى مساعدتنا، فقد زوّدنا الاسلام بالشجاعة والاتحاد والقوّة، وألّف بين قلوبنا وأوجد فينا قابلية الصمود، واحيا فينا الشعور بالعزّة، ولم يعد شعبنا يقبل الذلّ فلا بد من الوقوف بوجه العدو بالاستناد والاعتماد على هذهِ الخصائص.
فلنسأل الله تعالى ان يؤلف بين قلوبنا وقلوب الامة الاسلامية، وان يبطل سعي الاعداء في تفريقنا، فاننا لو سلكنا هذه الطريق فان العالم الاسلامي سوف يستعيد قدرته، ولدينا امكانات كثيرة وجمّة منها: عيد الفطر والحج وعيد الاضحى، فان هذهِ التجمعات العظمى والآيات التي تتلى تزودنا انّى كنا بالامكانات، فعلينا ان نحسن الاستفادة منها.
عليكم ايها المسؤولون ان تعرفوا قدر هذا الشعب، فشعبنا شعب صالح وعظيم، وله حقّ كبير في اعناقنا، فاعملوا لصالح هذا الشعب واخدموه باخلاص وقوة وما اوتيتم من الطاقات الفكرية والعملية، فان شعبنا هو الذي ادار دفة التاريخ ويديرها في هذهِ النقطة الحساسة من العالم.
اللهم احشر امامنا الذي هدانا الى هذا الطريق مع اوليائك.
اللهم تلطف وتفضل على شهدائنا وجرحانا ومجاهدينا الذين بذلوا كل ما بوسعهم طوال هذه السنوات في سبيلك.
اللهم وابلغ سلامنا الى ولي العصر (ارواحنا فداه) واجعلنا من جنده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_____________________________________
[1] آل عمران: 105.
[2] آل عمران: 103.
تعليق