إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بين الظاهر والباطن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين الظاهر والباطن

    اللهم صلي على محمدٍ وآل محمد وعجل فرجهم.

    لو أخذنا بتمعنِ وبنظرة فاحصة في مكنون إنسانيتنا التي لها من الجوانب الإبداعية العميقة في مفاهيمها والراقية في مسائلها لرأينا حقيقة التدين التي من المفروض أن تكون في كل فردٍ فينا، ولو أتينا على باب الاتفاق لأخذنا بالمعنى الذي يأتي من وراءه التدين وهذا المعنى هو الباب الوحيد الذي من الممكن أن نصف به شخصٌ ما بأنه متدين، إن الإنسان أخذ أو ابتدع من الأردية كثير والألقاب أكثر ولكن ما هو الحقيقي من وراء تلك الصور والأشكال التي نشاهدها تسير وتتحدث وتنصح وتعتبر وتتألم وتتفكر وتتدبر وتتأثر وتتبحر وغيرها وغيرها ..... أنا من واقع الشئ أرى بأن المنحنى الصحيح والثابت لوصف الشخص بأنه متدين هو الباب الأوحد الذي يأتي من خلاله صحيح الأمر لنقول على هذا الشخص متدين، ولا أعتقد بأن التدين الصحيح ليخالف هذه الرأي وإن كان أمراً خاصاً كرأي من فرد يجسد تصوراً نسبياً صحيحاً لمعنى التدين والحقيقة من وراء هذا الوصف الذي يبلور التصور الواقعي بل حتى يشمل وصفه النسبي الغالب والمُأثر في تحديد الملامح الأساسية الشخصية لكل منا كمتدين، لذا فإنه وبعد سردي لوصفٍ ما ولرؤية خاصة كانت أم حقيقة عامة أجد أن التدين هو النسبة الغالبة من الأخلاق في شخصية الفرد منا، أي أنه بقدر درجة أخلاقه ونفسيته السلمية يكون الشخص متدنياً في تعايشه، ولا أعتقد بأن الوصف الخارجي غالبٌ في وضعه لأنه بحد ذاته يحتوي على صورة تجسد أمراً خاصاً قد لا يكون له أيُ علاقة بداخل الفرد، ومن الجائز أن يكون العكس صحيح، فهي تبقى حالة خاصة بالفرد منا له أحقية إظهارها أو إبقاء نورها في صدره لأن الدرجة الرفيعة فيها تبقى بين العبد وربه ولا سلطة أو لسلطان أحوال أي علاقة بها، لهذا أتى في آيات الذكر الحكيم (( ولا تزر وازرة وزر أخرى، إنك لا تهدي من أحببت، وغيرها من الآيات العظام))، وإن كان الناصح المعتبر! ليأخذ ويسلم بأن الأوصاف والتشكيل الخارجي ليتناسب وحقيقة المكنون الداخلي للفرد منا، وهذا صحيح ولكن في حالات يحتاج فيها الأمر لفهمها وأخذها من أبوابها لا من ظاهرها، ومعرفة مفاتيحها لا أقفالها، وما أزري على نفسي الأمارة بالسوء إلا وأنها لم تدخل البيوت من أبوابها!.

    الناصح والمعتبر إثنان واحدٌ يشد النفوس من أرديتها بلا تقدير أكانت قوية أم ضعيفة!، والأخر ينقاد للسهولة والتبسيط المبسط حتى في تفسيره والعميق في محتواه، وهي صفة صحيحة ذات تدرج مرحلي وعلم نمطي الإلقاء يرتفع بمستويات معينة ذات تناسبٍ سليم، وفي بعض الحالات نجد سردها صعباً ولكن إلا ويحتاج الأمر إلى طرحه من باب الخوض في معرفة جديدة تتبنى فكرة رائدة ذات اتجاه سليم تستحق البحث والتبحر، لأن محتواها العميق لا يحتمل بأن تكون مقصورة على وضع ما أو معنى ما أو توجه ما، لأن التوجهات الإنسانية خلقت مترابطة ولا تنفصل كالمحبة والألفة التراحم والتعاضد وغيرها من المفاهيم الأخرى التي حتى ترتبط بسمات شخصية الفرد منا كالكرم والصبر والسمت وحسن الخلق وغيرها والتي تحتاج لأن يُفهم درجة الترابط الصحيح من خلال علمٍ أو وصف حالة معينه.. كما أنه من الجائز أن تكون إحدى تلك الأوصاف ناقصة ولكنها موجودة تحتاج لما يكملها، وكمالها من الطبيعي أن يتغذى بالمتبقي من تلك الصفات، لهذا فإنه من الصحيح أن لا تجد كريماً إلا وكان صبوراً وأن لا تجد خلوقاً إلا وكان تقياً، كما من غير الممكن والمستحيل أن تجد صبراً من غير كرم أو خُلقاً من غير تقوى .... إلخ.

    لهذا فإنه من المعقول أن أتبنى فكرة تمنحني الطاقة المحركة لإنسانتي لأنها تقودني إلى تكملة الناقص الذي لا يكتمل!، لأن صفة الكمال بحد ذاتها إلهية ومقتصرة على أهل القدسية من عبادة البرره، ولهذا ومن الطبيعي أن يثابر الفرد منا على تنمية تلك الصفات في نفسه حتى يقوى على الشديدة من المواقف التي إلا وكان الله يوماً يجعله في مضاميرها وفي خضم مواقفها وأن اختلفت الأشكال وتنوعت الأدوات، أي أن الله خلق لكل منا مراحل تمهيدية تحضرية فيها العميق الذي لا يحتمل والبسيط الذي غالباً ما نجهله!، ولهذا نجد العقلي لا يحتمل غير وضعها وطبيعتها التي تتناسب مع تكوينه البشري الأخلاقي العميق لأنه بكل الأحوال كائنٌ بفطره نفخ فيه من خالقٍ عظيم ذو رحمة رحيم، ولم يقتصر هذا على كون الإنسان إنساناً له من المشاعر والأحاسيس المرتبطة إرتباطاً كلياً بعقله وعلى قدر عمله ومعرفته يستلهم التفسير الصحيح منها، لأن الرأي الدارج أن المغايرة في مواضع الأشياء تبقى في الكيفية والقدرة الألهية وحدها، ولا قدرة لإنسان أو إمكانية حتى بسيطة لتسيير زمام الأمور بهذه الحالة إلا وفسد أو يقود لمفسده كبرى، لأن الاستدلال الصحيح الوحيد نجده في الفرقان العظيم كتاب الله جل وعز بقول الخضر عليه السلام (( .. فأراد ربك ..)) (( وما فعلته عن أمري )) وخاصتها ((ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا)).

    والكثير قد يتأجج في صدره أمراً ما وكيف وصاحب الآخلاق المعظم محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم شاق من المشاق ما لا يطاق، وكيف لتاريخنا الإسلامي العظيم الذي يحتوي على الصور والأشكال ما فيه ما يكفيه من هبات العظمة الألهية، وكيف لكل منا شيطانٌ يسول له!، وأنا أقول لو لا لعين الأزل ما كان لي من المعرفة والمحبة والقدرة الثابتة الخاصة ما اتبصر من خلالها حقيقتي كبشري وإن كنت سنبلة يافعة تخر إلا وأنها تتوقى مشتاقة للاستقامة وهذه طبيعة الكثير، ولهذا تبقى المحبة حالة خاصة لها أكثر من شكل وصورة ولا لكنها لا تتجزأ، ولهذا بقي الوفاء توأم الصدق، ولهذا بقي الراهب شمعون ملاصقاً للمعظم ليتعلم ما كان وما سوف يكون.

    الواقف منا على قديمه والجالس ليرى ما يراه صحيحاً وهو مكتض البطن مفتونٌ برأيه وصوابه ذو رؤية!، لهذا كان يستوجب على الناصح أن يكون مهيئاً علمياً وأخلاقياً بقدرٍ كافي ووافي للخوض في هذه المسئولية، والمتعلم كمثلي أن يقول أنا أتعلم ولا أقوى على النصح ولي حق المشاركة فيها كرأي، لأنها مسئولية عظيمة كبرى خصها الله بأهلها، وأنا ناقصٌ بمعنى الكلمة!.

    كما وأهدي لكم بعض درر الإمام جعفر الصادق صلوات ربِ عليه، اخترتها لكم :-

    صفة الإسلام:
    وأما معنى صفة الإسلام فهو الإقرار بجميع الطاعة الظاهر الحكم والأداء له فإذا أقر المقر بجميع الطاعة في الظاهر من غير العقد عليه بالقلوب فقد استحق اسم الإسلام ومعناه واستوجب الولاية الظاهرة وإجازة شهادته والمواريث وصار له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين فهذه صفة الإسلام وفرق ما بين المسلم والمؤمن أن المسلم إنما يكون مؤمنا أن يكون مطيعا في الباطن مع ما هو عليه في الظاهر فإذا فعل ذلك بالظاهر كان مسلما وإذا فعل ذلك بالظاهر والباطن بخضوع وتقرب بعلم كان مؤمنا فقد يكون العبد مسلما ولا يكون مؤمنا إلا وهو مسلم.

    صفة الإيمان:
    قال (عليه السلام) معنى صفة الإيمان الإقرار والخضوع لله بذل الإقرار والتقرب إليه به والأداء له بعلم كل مفروض من صغير أو كبير من حد التوحيد فما دونه إلى آخر باب من أبواب الطاعة أولا فأولا مقرون ذلك كله بعضه إلى بعض موصول بعضه ببعض فإذا أدى العبد ما فرض عليه مما وصل إليه على صفة ما وصفناه فهو مؤمن مستحق لصفة الإيمان مستوجب للثواب وذلك أن معنى جملة الإيمان الإقرار ومعنى الإقرار التصديق بالطاعة فلذلك ثبت أن الطاعة كلها صغيرها وكبيرها مقرونة بعضها إلى بعض فلا يخرج المؤمن من صفة الإيمان إلا بترك ما استحق أن يكون به مؤمنا وإنما استوجب واستحق اسم الإيمان ومعناه بأداء كبار الفرائض موصولة وترك كبار المعاصي واجتنابها وإن ترك صغار الطاعة وارتكب صغار المعاصي فليس بخارج من الإيمان ولا تارك له ما لم يترك شيئا من كبار الطاعة ولم يرتكب شيئا من كبار المعاصي فما لم يفعل ذلك فهو مؤمن لقول الله إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ونُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً يعني المغفرة ما دون الكبائر فإن هو ارتكب كبيرة من كبائر المعاصي كان مأخوذا بجميع المعاصي صغارها وكبارها معاقبا عليها معذبا بها فهذه صفة الإيمان وصفة المؤمن المستوجب للثواب.

    صفة الخروج من الإيمان:
    وقد يخرج من الإيمان بخمس جهات من الفعل كلها متشابهات معروفات الكفر والشرك والضلال والفسق وركوب الكبائر فمعنى الكفر كل معصية عصى الله بها بجهة الجحد والإنكار والاستخفاف والتهاون في كل ما دق وجل وفاعله كافر ومعناه معنى كفر من أي ملة كان ومن أي فرقة كان بعد أن تكون منه معصية بهذه الصفات فهو كافر ومعنى الشرك كل معصية عصى الله بها بالتدين فهو مشرك صغيرة كانت المعصية أو كبيرة ففاعلها مشرك ومعنى الضلال الجهل بالمفروض وهو أن يترك كبيرة من كبائر الطاعة التي لا يستحق العبد الإيمان إلا بها بعد ورود البيان فيها والاحتجاج بها فيكون التارك لها تاركا بغير جهة الإنكار والتدين بإنكارها وجحودها ولكن يكون تاركا على جهة التواني والإغفال والاشتغال بغيرها فهو ضال متنكب عن طريق الإيمان جاهل به خارج منه مستوجب لاسم الضلالة ومعناها ما دام بالصفة التي وصفناه بها فإن كان هو الذي مال بهواه إلى وجه من وجوه المعصية بجهة الجحود والاستخفاف والتهاون كفر وإن هو مال بهواه إلى التدين بجهة التأويل والتقليد والتسليم والرضا بقول الآباء والأسلاف فقد أشرك وقلما يلبث الإنسان على ضلالة حتى يميل بهواه إلى بعض ما وصفناه من صفته ومعنى الفسق فكل معصية من المعاصي الكبار فعلها فاعل أو دخل فيها داخل بجهة اللذة والشهوة والشوق الغالب فهو فسق وفاعله فاسق خارج من الإيمان بجهة الفسق فإن دام في ذلك حتى يدخل في حد التهاون والاستخفاف فقد وجب أن يكون بتهاونه واستخفافه كافرا ومعنى راكب الكبائر التي بها يكون فساد إيمانه فهو أن يكون منهمكا على كبائر المعاصي بغير جحود ولا تدين ولا لذة ولا شهوة ولكن من جهة الحمية والغضب يكثر القذف والسب والقتل وأخذ الأموال وحبس الحقوق وغير ذلك من المعاصي الكبائر التي يأتيها صاحبها بغير جهة اللذة ومن ذلك الأيمان الكاذبة وأخذ الربا وغير ذلك التي يأتيها من أتاها بغير استلذاذ والخمر والزنا واللهو ففاعل هذه الأفعال كلها مفسد للإيمان خارج منه من جهة ركوبه الكبيرة على هذه الجهة غير مشرك ولا كافر ولا ضال جاهل على ما وصفناه من جهة الجهالة فإن هو مال بهواه إلى أنواع ما وصفناه من حد الفاعلين كان من صنفه.

    وقال (عليه السلام) إن الإيمان فوق الإسلام بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة وبعضه من بعض فقد يكون المؤمن في لسانه بعض الشي‏ء الذي لم يعد الله عليه النار وقال الله إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ونُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً ويكون الآخر وهو الفهم لسانا وهو أشد لقاء للذنوب وكلاهما مؤمن واليقين فوق التقوى بدرجة ولم يقسم بين الناس شي‏ء أشد من اليقين إن بعض الناس أشد يقينا من بعض وهم مؤمنون وبعضهم أصبر من بعض على المصيبة وعلى الفقر وعلى المرض وعلى الخوف وذلك من اليقين.

    وقال (عليه السلام) طعم الماء الحياة وطعم الخبز القوة وضعف البدن وقوته من شحم الكليتين وموضع العقل الدماغ والقسوة والرقة في القلب.

    وقال (عليه السلام) الحسد حسدان حسد فتنة وحسد غفلة فأما حسد الغفلة فكما قالت الملائكة حين قال الله إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ ونَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدِّسُ لَكَ أي اجعل ذلك الخليفة منا ولم يقولوا حسدا لآدم من جهة الفتنة والرد والجحود والحسد الثاني الذي يصير به العبد إلى الكفر والشرك فهو حسد إبليس في رده على الله وإبائه عن السجود لآدم عليه السلام.

    وقال (عليه السلام) الناس في القدرة على ثلاثة أوجه رجل يزعم أن الأمر مفوض إليه فقد وهن الله في سلطانه فهو هالك ورجل يزعم أن الله أجبر العباد على المعاصي وكلفهم ما لا يطيقون فقد ظلم الله في حكمه فهو هالك ورجل يزعم أن الله كلف العباد ما يطيقونه ولم يكلفهم ما لا يطيقونه فإذا أحسن حمد الله وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X